
سلام الشرق الأوسط «البارد» يؤمن استقرار العالم!
بعيداً عن البروباغندا الإعلامية على وسائل التواصل، فإن ما سمّاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب «حرب الـ12 يوماً» أظهرت أن ادِّعاء مقدرة إيران على القضاء على إسرائيل خلال أيام قليلة، لا بل ساعات، كان غير صحيح. في المقابل، رأت إيران أن صمودها أمام العدوان الأميركي - الإسرائيلي هو في حد ذاته نصر، وأن هدف المعتدين بتدمير البرنامج النووي قد فشل. كما احتفل مؤيدو إيران بأنها تمكنت من تحقيق ضربات موجعة في العمق الإسرائيلي للمرة الأولى منذ قيام الدولة العبرية، وألحقت الصواريخ الإيرانية دماراً وذعراً لدى الإسرائيليين لم يعهدوه من قبل.
ولرغبتي في معرفة حقيقة نتيجة الحرب الإسرائيلية - الإيرانية كان لا بد لي من الاتصال بالبروفسور المحاضر في جامعة أكسفورد الذي، في اتصالات سابقة، توقَّع بدقة ماذا سيحدث، وأثق بتحليله وقدرته على استشراف الأحداث. لهذا أردت أن أسمع رأيه فيما حدث وسيحدث. قال إن ما حصل يحتاج إلى تحليل منطقي مجرد من العاطفة. وأكمل أن جميع هزائم العرب، ما عدا هزيمة حرب الأيام الستة عام 1967، كانت إشارات النصر تُرفع فيها. وأشار إلى منظر نقل القوات الفلسطينية على بواخر من ميناء بيروت التي استباحها أريئيل شارون عام 1982، فيما كان ياسر عرفات يرفع شارة النصر. ولفت أيضاً إلى انسحاب صدام حسين من الكويت بضغط جورج بوش الأب الذي حشد قوة دولية وألحق هزيمة مذلَّة بالحرس الجمهوري، لكنَّ صدَّام بقي يدّعي النصر على أعداء الأمة. وتابع أن إسرائيل أقدمت على قتل 1200 مواطن لبناني ودمرت المباني والجسور ومحطات الكهرباء والمدارس وأحرقت الحقول والمزارع في حرب عام 2006، لكنَّ «حزب الله» ادَّعى وقتها أنه حقق نصراً إلهياً. قلت له إن ما حصل في حرب الاثني عشر يوماً لم يكن مشابهاً، فقد رأينا قصف تل أبيب، واكتظاظ الملاجئ الإسرائيلية، وزحمة المطارات بالمستوطنين الهاربين. هزَّ رأسه موافقاً، وأكمل: «لكنَّ حجم الخسائر البشرية كان أقل من حوادث السير». قلت إن الحرب فشلت في وقف البرنامج النووي، فقال إن البرنامج انتهى عملياً، إذ إن إسرائيل قادرة على إعادة قصفه واغتيال من تعدّه معادياً لها.
جادل البروفسور بأن إيران ستعود إلى طاولة مفاوضات البرنامج النووي، متوقعاً أن تصل إلى صيغة تعلن انتهاءه بشكل يُطمئن الغربيين. وأضاف أن أي حديث عن مستقبل إيران لا يمكن فصله عن إرث الثورة الذي شاخ في نظر جيل من الشباب بات يرى العالم من شاشات هاتفه قبل أن يراه من منابر المسؤولين. وأشار إلى أن العقوبات الغربية وانكماش الاقتصاد والبطالة يغذيان النقمة المكتومة لدى بعض شرائح المجتمع. واستطرد قائلاً إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي عاد إلى البيت الأبيض محمولاً على وعود «الحسم» و«عدم تكرار أخطاء الماضي»، يعد خطة متكاملة للتعامل مع الوضع الذي تمر به إيران، والذي يمكن أن يكون فرصة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط عبر اتفاقات سلام موسعة مقابل تعهدات أمنية واقتصادية ضخمة. وشدد على أن الشعب الإيراني منهك ولا يريد مزيداً من الحروب، بل يريد دولة تعيد وصل ما انقطع مع العالم. لذلك، يتوقع البروفسور أن تعرض واشنطن خريطة طريق مشروطة لعودة إيران إلى الاقتصاد العالمي مقابل حل مشكلة الميليشيات الموالية لطهران وتفكيك مشروعها النووي نهائياً. وأكد البروفسور أن عهد الشعارات قد ولَّى، وأن المنطقة اليوم أمام لحظة تحول تاريخية قد تُنهي عقوداً من العداء وتنقل الشرق الأوسط إلى عهد سلام بارد لكنه ضروري لاستقرار العالم بأسره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 10 دقائق
- عكاظ
الشرطة الدنماركية تحقق في طرد مشبوه تسلمته السفارة الإسرائيلية
باشرت الشرطة الدنماركية اليوم (الخميس) فحص طرد مشبوه وصل إلى السفارة الإسرائيلية في حي هيليروب بالعاصمة كوبنهاغن، وبحسب شرطة كوبنهاغن فإنها تحقق في «وضع مريب». وذكرت الشركة على حسابها في «إكس» أنها تجري فحصا دقيقا لطرد تم استلامه في المنطقة، مبينة أنها فرضت طوقاً أمنياً في شارع ريفانغس آليه، بالإضافة إلى الشوارع السكنية الواقعة شرقه وصولا إلى شارع سفانيموليفاي. وقال رئيس المناوبة في شرطة كوبنهاغن، أندرس فريدريكسن، لصحيفة «إكسترا بلادِت»، إن بلاغا بشأن الطرد الغامض ورد إلى السلطات الساعة 11:05 صباحا، مبينا أن المواطنين في المنطقة لا ينبغي أن يشعروا بالقلق. وأشار إلى أن الوضع مطمئن تحت السيطرة، ورغم أن السلطات ترفض الإفصاح عن مزيد من المعلومات، إلا أن وسائل إعلام دنماركية أظهرت صورا التقطت من شارع لوندفانغسفاي أن هناك مشاركة من جهات رسمية أخرى ضمن العملية. وعرضت الفيديوهات المتدولة أن سيارات للشرطة وأخرى تابعة لجهاز الطوارئ في العاصمة، إلى جانب سيارة إسعاف تتواجد في المنطقة التي توجد فيها السفارة. وكانت إسرائيل قد أعلنت أثناء الحرب مع إيران إغلاق سفاراتها في أنحاء العالم وحثت مواطنيها على اليقظة وعدم إظهار الرموز اليهودية أو الإسرائيلية في الأماكن العامة وذلك في إطار مخاوفها من أعمال عدائية. وكان اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن قد قتلا في مايو الماضي بالقرب من المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 20 دقائق
- صحيفة سبق
مسؤولة أممية تدعو لقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل بسبب غزة
دعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي- اليوم-، الدول إلى فرض حظر على الأسلحة وقطع العلاقات التجارية والمالية مع إسرائيل التي اتهمتها بشنّ "حملة إبادة جماعية" في غزة. وقالت في كلمة ألقتها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تجاوز حدّ الكارثة". ودعت الدول إلى فرض حظر شامل على الأسلحة وتعليق جميع الاتفاقيات التجارية وضمان أن تواجه الشركات العواقب القانونية لتورطها في انتهاكات للقانون الدولي.


الشرق السعودية
منذ 22 دقائق
- الشرق السعودية
المستشار الألماني يحث أوروبا على تسوية نزاع الرسوم الجمركية مع ترمب "في أسرع وقت"
حثّ المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الخميس، الاتحاد الأوروبي على تسوية نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة بأسرع وقت ممكن، من أجل حماية الصناعات الأساسية مثل السيارات والفولاذ والأدوية، وذلك مع اقتراب انتهاء مهلة الرسوم الجمركية في التاسع من يوليو الجاري. وفي كلمة ألقاها خلال فعالية مصرفية، قال ميرتس، إنه على أوروبا أن تواجه احتمال تراجع التزام الولايات المتحدة تجاه القارة، مشيراً إلى وجود شكوك مبررة بشان ما إذا كانت المصالح المشتركة بين الجانبين ستستمر على المدى الطويل. وتبرز تصريحات ميرتس الطابع العاجل للتوصل إلى اتفاق جمركي قبل موعد 9 يوليو، وهو التاريخ الذي هدّد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفع الرسوم الجمركية إلى 50%، ما سيوجّه ضربة قاسية للشركات الأوروبية، خاصة في ألمانيا التي تُعد قوة تصديرية كبرى. تعهد ألماني وقال ميرتس: "سنفعل، وسأفعل، كل ما بوسعي للحفاظ على الولايات المتحدة إلى جانبنا. لكن علينا أيضاً أن نُهيّئ أنفسنا لاحتمال أن يتراجع التزام أميركا بأوروبا وداخل أوروبا". وأضاف: "يجب التوصل إلى نتيجة سريعة. فالأفضل أن يكون الاتفاق سريعاً وبسيطاً بدلاً من أن يكون طويلاً ومعقّداً ويبقى قيد التفاوض لأشهر". ومنذ توليه منصب المستشار هذا العام، دفع ميرتس باتجاه أن تعزز أوروبا قدراتها الذاتية في مواجهة التهديدات الخارجية دون الاعتماد الكامل على واشنطن. وقال أيضاً: "ولا ينبغي لأحد أن يُشكّك لحظة واحدة في عزمنا وتصميمنا. حتى وإن كانت هناك شكوك متزايدة، على سبيل المثال، حول ما إذا كنا لا نزال نتقاسم مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة على المدى الطويل. نعم، الشكوك موجودة، وقد تكون مبررة". ويريد الاتحاد الأوروبي إعفاء فورياً من الرسوم الجمركية في القطاعات الرئيسية كجزء من أي اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، لكن دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قالوا لوكالة "رويترز"، الأسبوع الجاري، إن حتى أفضل السيناريوهات المتوقعة ستتضمن قدراً من عدم التوازن في الاتفاق. انتزاع التزام أميركي وتسعى بروكسل، بحسب الدبلوماسيين، إلى انتزاع التزام أميركي بتقديم إعفاءات جمركية "مسبقة" بالتزامن مع التوصل إلى الاتفاق المبدئي. ويشبه ذلك اتفاقاً كانت قد أبرمته بريطانيا مع واشنطن، حصلت بموجبه على إعفاءات جمركية على صادرات السيارات والصلب، مع استمرار المفاوضات بشأن اتفاق شامل. وأبلغت عدة دول أوروبية، المفوضية، بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق من أي نوع دون تقديم مثل هذه الإعفاءات. ما يعني أن الولايات المتحدة سيتعين عليها تقديم تنازلات إذا أرادت من الاتحاد الأوروبي قبول رسوم جمركية أساسية بنسبة 10%. ومن المقرر أن يتوجه مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، إلى واشنطن، الخميس، لإجراء جولة حاسمة من المحادثات مع الممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، على أن يقدم إحاطة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن نتائجها في اليوم التالي. ويُتوقع أن يلمح شيفتشوفيتش، خلال هذه الجولة التي قد تكون حاسمة، إلى أن الاتحاد الأوروبي، لا يزال يأمل في خفض نسبة الرسوم الأساسية البالغة 10%، والتي فرضها ترمب في أبريل على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. ومع ذلك، قال الدبلوماسيون، الذين تحدثوا بشرط عدم كشف هوياتهم بسبب سرية المحادثات، إن الاتحاد الأوروبي قد يُبدي استعداده لقبول نسبة الـ10% في ظل شروط معينة.