
قطاع الاتصالات في مناطق الحوثيين.. شبكة تمويل للحرب ومعاناة مستمرة للمواطنين
تزايدت التحذيرات مؤخراً من خطورة استمرار سيطرة جماعة الحوثي على قطاع الاتصالات في اليمن، بعد أن تحول هذا القطاع الحيوي إلى واحدة من أبرز أدوات الجماعة في تمويل الحرب، والتجسس على المواطنين، وملاحقة الناشطين، مع تعطيل تام لأي دور تنموي أو خدمي يُفترض أن يقوم به.
وبحسب تقارير موثوقة، فإن عائدات قطاع الاتصالات في مناطق سيطرة الحوثيين تجاوزت حاجز المليار دولار سنويًا، إلا أن هذه المبالغ الضخمة لم تنعكس على تحسين الخدمات أو دفع رواتب الموظفين المتوقفة منذ أكثر من تسع سنوات، بل تم توجيهها بالكامل نحو دعم ما تُسميه الجماعة 'المجهود الحربي'، وتعزيز شبكاتها الأمنية.
وتكشف مصادر اقتصادية أن الجماعة تمكّنت من السيطرة الكاملة على شركات الاتصالات الرسمية، مثل 'يمن موبايل' و'يمن نت' و'تيليمن'، بالإضافة إلى استحواذها على شركة 'إم تي إن' بثمن رمزي، واستغلالها لموارد 'سبأفون'، الأمر الذي جعل هذه الشركات تتحول إلى كيانات خاضعة لإملاءات الجماعة، تُستخدم لأهداف سياسية وأمنية بحتة.
وتشير المعلومات إلى أن الحوثيين حوّلوا البنية التحتية للاتصالات إلى شبكة تجسس ضخمة، يتم من خلالها مراقبة المكالمات، وتتبع الرسائل، وحجب المواقع التي لا تتماشى مع توجهاتهم، إلى جانب توجيه المستخدمين قسراً نحو المنصات الإعلامية التابعة لهم، في إطار خطة ممنهجة لفرض خطابهم الطائفي وتقييد حرية التعبير.
وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين من تدهور حاد في خدمات الاتصالات والإنترنت، يعيش الموظفون في هذا القطاع حالة من الإهمال والتجويع، حيث تُصرف رواتبهم بشكل جزئي أو متقطع، رغم الأرباح المهولة التي تحققها الشركات التابعة للجماعة.
ويرى مراقبون أن استمرار احتكار الحوثيين لهذا القطاع الاستراتيجي يُعد أحد أبرز أوجه اختطاف مؤسسات الدولة، ويشكل تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية، ووسيلة من وسائل القمع والسيطرة، في ظل صمت رسمي مستمر.
ويؤكد خبراء في الشأن الاقتصادي أن استعادة الدولة لقطاع الاتصالات ونقل بنيته التحتية إلى العاصمة المؤقتة عدن لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية، لا سيما مع استخدام الجماعة لهذا القطاع في تعميق الأزمة الإنسانية، ومنع تدفق المعلومات، وملاحقة المعارضين.
وتتزايد الدعوات الموجهة إلى الحكومة اليمنية لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الملف، والبدء بتأسيس منظومة اتصالات وطنية حرة وآمنة، تكفل حماية المواطن اليمني من الانتهاكات المتصاعدة، وتُعيد لهذا القطاع الحيوي دوره الحقيقي في التنمية والخدمة، بعيداً عن الاستخدام السياسي والأمني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 36 دقائق
- الوئام
ارتفاع أسواق الأسهم الآسيوية
شهدت مؤشرات الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية، اليوم الخميس، ارتفاعًا ملحوظًا، في أعقاب حكم محكمة اتحادية أمريكية يقضي بمنع الرئيس دونالد ترمب من فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات استنادًا إلى قانون الطوارئ. وقضت المحكمة بأن 'قانون صلاحيات الطوارئ الاقتصادية الدولية' لعام 1977، الذي استند إليه ترامب كمبرر لزيادة الرسوم الجمركية، لا يتيح استخدام تلك الصلاحيات لفرض ضرائب جمركية موسعة. اقرأ أيضًا: قيود صادرات الصين تكبد 'إنفيديا' 4.5 مليار دولار خسائر في الربع الأول ولقي الحكم ترحيبًا واسعًا في الأسواق، ما عزز شهية المستثمرين تجاه المخاطر. وسجلت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 1.6%، كما صعدت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.3%. وفي الأسواق الآسيوية، ارتفع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 1.6% ليغلق عند 38324.19 نقطة، فيما صعد مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 0.3% إلى 23328.28 نقطة، وارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.5% إلى 3355.39 نقطة. وفي أستراليا، صعد مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 بنسبة 0.3% إلى 8418.90 نقطة. وارتفع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 1.5% إلى 2709.42 نقطة، أما مؤشر تايكس التايواني فقد ارتفع بنسبة 0.5%. وتزامنًا مع هذه التطورات، دعت اليابان، الحليف الآسيوي الأقرب للولايات المتحدة، الرئيس ترامب إلى إلغاء الرسوم الجمركية التي فُرضت على صادراتها، خاصة تلك المتعلقة بالصلب والألومنيوم والسيارات، والتي تبلغ نسبتها 25%.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
أميركا تقرر إلغاء تأشيرات آلاف الطلاب الصينيين
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستبدأ "بصورة صارمة" في إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو يدرسون في مجالات حيوية. وإذا طُبقت هذه الخطوة على شريحة كبيرة من مئات الآلاف من طلاب الجامعات الصينيين في الولايات المتحدة، فإنها قد تعطل مصدراً رئيساً للدخل للمؤسسات التعليمية الأميركية وخطاً حيوياً من أصحاب الكفاءات لشركات التكنولوجيا الأميركية. وتسعى إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تكثيف عمليات الترحيل وإلغاء تأشيرات الطلاب كجزء من جهود واسعة النطاق لتنفيذ برنامجها المتشدد في شأن الهجرة. وقال روبيو في بيان إن وزارة الخارجية ستجري أيضاً مراجعة لمعايير التأشيرة لتعزيز التدقيق في جميع طلبات التأشيرة المستقبلية من الصين وهونغ كونغ. وأضاف أن "وزارة الخارجية الأميركية ستعمل مع وزارة الأمن الداخلي لإلغاء التأشيرات الممنوحة للطلاب الصينيين بصورة صارمة". الصين: قرار غير منطقي من جانبها، انتقدت بكين قرار الولايات المتحدة "غير المنطقي"، مؤكدة اليوم الخميس تقديم احتجاج لدى واشنطن. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ إن "الولايات المتحدة ألغت بصورة غير منطقية تأشيرات طلاب صينيين بذريعة الأيديولوجيا والحقوق الوطنية"، مضيفة أن "الصين تعارض هذا بشدة، وقد قدمت احتجاجاً لدى الولايات المتحدة". وكانت وزارة الخارجية الصينية قد تعهدت في وقت سابق "حماية الحقوق والمصالح المشروعة" للطلاب الصينيين في الخارج بقوة، في أعقاب تحرك إدارة ترمب لإلغاء صلاحيات جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب، وكثير منهم صينيون. ووفقاً لوزارة التجارة الأميركية، فإن الطلاب الأجانب الذين يشكل الطلاب من الهند والصين 54 في المئة منهم، أسهموا بأكثر من 50 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي في عام 2023. ولم يذكر بيان روبيو تفاصيل في شأن نطاق تطبيق إلغاء التأشيرات، وحتى لو كان العدد صغيراً نسبياً فقد يُعيق تدفق الطلاب الصينيين الراغبين في الالتحاق بالتعليم الجامعي في الولايات المتحدة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قرار يطاول آلاف الطلاب منذ عقود، صارت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة لكثير من الطلاب الصينيين الباحثين عن بديل للنظام الجامعي الصيني الشديد التنافسية، الذين انجذبوا إلى السمعة الطيبة للجامعات الأميركية، وينحدر هؤلاء الطلاب عادة من عائلات ثرية قادرة على تحمل الكلف الباهظة للدراسة في الجامعات الأميركية. وبقي كثير من هؤلاء بعد التخرج في الولايات المتحدة، وينسب إليهم الفضل في تعزيز القدرة البحثية الأميركية والقوى العاملة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، انخفض عدد الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة إلى نحو 277 ألفاً في 2024، من نحو 370 ألفاً في 2019، بسبب التوتر المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم، وتشديد الرقابة من جانب الحكومة الأميركية على الطلاب الصينيين وجائحة "كوفيد-19".


غرب الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- غرب الإخبارية
ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 65 دولارا للبرميل
المصدر - ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد أن قررت محكمة أميركية منع دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب حيز التنفيذ، بينما كانت السوق تترقب العقوبات الأميركية الجديدة المحتملة التي قد تحد من تدفقات الخام الروسي وقرار أوبك وحلفائها بشأن رفع الإنتاج في يوليو/تموز. وبحلول الساعة 01:02 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 81 سنتا بما يعادل 1.25% إلى 65.71 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 83 سنتا أو 1.34%إلى 62.62 دولار للبرميل.