
بزشكيان يتسلم مقترح ترامب الجديد
مع بدء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، زيارة رسمية إلى مسقط ولقائه السلطان هيثم بن طارق، أمس، كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الأميركيين قدموا مقترحاً جديداً بشأن الخلافات حول البرنامج النووي عبر الوسيط العماني، يطالب بأن تقوم طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم لمدة 6 أشهر، على الأقل، مقابل تعليق الولايات المتحدة عقوباتها، وتستمر الدولتان بالمفاوضات خلال هذه الفترة، من أجل التوصل إلى اتفاق شامل، وفي حال عدم التمكن من التوصل إلى اتفاق، يتم تمديد المهلة الزمنية من أجل معالجة المواضيع الخلافية.
وذكر المصدر أن الجانب الإيراني أبلغ الوسطاء في عُمان بأنه سوف يدرس الاقتراح، لكنه جدّد رفضه التفاوض بشأن حق تخصيب اليورانيوم، مؤكداً سعيه إلى رفع العقوبات، لا تعليقها.
وأفاد المصدر بأن العُمانيين أخبروا الإيرانيين بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى في الوقت الحالي إلى مخرج لإنهاء الجدل بشأن تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية كي يتمكن من لجم ضغوط صقور إدارته ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الإبقاء على كل أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب بنسب عالية في إيران حتى يتم اتخاذ قرار بشأنها.
وبحسب المصدر، فإن البيت الأبيض يسعى من خلال طرحه إلى إعلان تمكنه من تحقيق إنجاز جديد، وفي الوقت نفسه يمكن للوفد الايراني أن يحافظ على ماء الوجه ويجادل بأنه لم يتراجع عن تخصيب اليورانيوم داخل إيران مقابل تعليق العقوبات التي تلوح واشنطن بتصعيدها حتى إفلاس طهران بحال رفضت إبرام اتفاق معها.
غير أن المصدر الإيراني استبعد موافقة طهران على العرض ما لم يتم رفع العقوبات الاقتصادية، مع التأكيد على حق إيران باستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% بعد مضي الأشهر الستة المنصوص عليها في التفاهم، وليس تمديد التعليق أو ربطه بإعادة فرض العقوبات.
كواليس التفاهم
وجاء ذلك بعد أن ذكر مصدر آخر في الخارجية الإيرانية لـ»الجريدة» أن المفاوضات غير العلنية بين إيران والولايات المتحدة التي انطلقت في مسقط الأسبوع الماضي بهدف إيجاد إطار تفاهم بين البلدين لم تتوقف خلال الأيام الأخيرة، وعقب الجولة الخامسة من المباحثات العلنية التي عقدت في روما الجمعة الماضية.
وطرح الجانب الأميركي غير الرسمي مقترحاً جديداً لحل عقدة التفاهم النووي بين الجانبين في مسقط نصّ على أن توقف طهران التخصيب الزائد على 3.67% لمدة 10 سنوات وتعطي المنظمة الدولية للطاقة الذرية إذناً بتفتيش كل المنشآت النووية بشكل غير معلن مسبقاً على أن تسمح بأن يقود خبراء أميركيون فرق التفتيش مقابل قيام ترامب بإصدار مرسوم يعلق بموجبه كل العقوبات التي فرضها عام 2018 عقب انسحابه من اتفاق 2015 خلال ولايته الأولى.
وإضافة إلى ذلك يسمح المقترح لإيران باستيراد اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق 3.67 وحتى 20% عبر المنظمة الدولية وتحت إشرافها الكامل على مدار الساعة، وحتى يتم إعدام النفايات وإخراجها للخارج.
ووصف الوفد الأميركي تلك الخطوات بأنها ستمهّد لكسب الثقة بين الجانبين حيث تستمر المفاوضات لحلحلة الخلافات الموجودة وصولاً إلى التوصل لصيغة اتفاق شامل يتحول إلى معاهدة بين الجانبين على أن تسمح إيران للشركات الأميركية بتسلم مراكز تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها في النهاية.
كما طالب المقترح بوجوب سماح طهران للمنظمة الدولية للطاقة بالقيام بتفتيش بعض المنشآت المشكوك بأنشطتها، ومن ضمنها بعض القواعد العسكرية.
وأوضح المصدر أن الجانب الأميركي أكد أنه سيقوم بتعليق العقوبات التي تعرقل دخول الشركات الأميركية للمشاريع الاقتصادية الإيرانية كمحفز إضافي لطهران.
ولفت إلى أن الجانب الإيراني ابدى استعداده لقبول ما وصفه بـ»التعليق مقابل التعليق» لكنهم رفضوا الالتزام بالمدة المقترحة التي تمتد إلى 10 أعوام واقترحوا تقليصها إلى عام واحد.
ورغم اعتراض الجانب الإيراني على قبول تفتيش القواعد العسكرية لكنه وعد بعرض الأمر على القيادة بطهران من أجل السماح بتحديد منشآت محددة لإجراء عمليات تفتيش بها لمرة واحدة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وبشرط أن تعلن الأخيرة نتيجة تفتيشها بشكل قاطع ولا تتلاعب بالكلمات في تقاريرها، كما اشترط أن تقوم بإغلاق ملفات المواقع السابقة التي اشتبهت بها قبل حصولها على إذن بتفتيش أي مكان تريده لمرة واحدة.
وبحسب المصدر فإن الإيرانيين رفضوا تسليم منشآت التخصيب لشركات أميركية أو أجنبية وأكدوا أنهم فقط مستعدون لقبول تشكيل شركة متعددة الجنسيات بمشاركة أميركية وتمتلك طهران نسبة الأغلبية بها للقيام بالعملية الحساسة التي تعارض إسرائيل استمرارها على الأراضي الإيرانية بشكل كامل.
وفي ختام المناقشات، رد الجانب الأميركي على مطلب تقليص الاتفاق إلى عام بأنه غير مقبول، مؤكداً أن الحد الأدنى الذي يمكن قبوله هو 3 أعوام لترتيب الأوضاع داخل واشنطن.
واتفق الجانبان على العودة بتلك المقترحات إلى واشنطن وطهران من أجل ايجاد قرار نهائي بشأنها.
علاقات الجيران
ورغم احتلال ملف المباحثات الأميركية صدارة المناقشات التي سيجريها الرئيس الإيراني، مع السلطان هيثم بن طارق، أكد الأول أن طهران تسعى إلى إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار، في ظل التحديات الإقليمية الراهنة بمستهل زيارته إلى مسقط.
وأوضح بزشكيان أن زيارته التي تستمر حتى اليوم ستتضمن التوصل إلى «موقف مشترك مع الأشقاء في سلطنة عمان بشأن العلاقات الثنائية، وقضية فلسطين والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين»، مشيراً إلى أهمية الدور الذي تلعبه مسقط في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ 6 ساعات
- المدى
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ينفي التقارير عن إمكانية قبول طهران بالتراجع عن تخصيب اليورانيوم
The post المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ينفي التقارير عن إمكانية قبول طهران بالتراجع عن تخصيب اليورانيوم appeared first on AlMada - أخبار لبنان والعالم.


الرأي
منذ 8 ساعات
- الرأي
ترامب يُلمح إلى اتفاق خلال أسابيع ويحذّر نتنياهو من ضرب إيران
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من اتخاذ إجراءات قد تعطل المحادثات النووية مع إيران، مشيراً إلى أنه «ربما يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع قليلة». وأضاف ترامب للصحافيين، اليوم، «أود أن أكون صادقاً، نعم فعلت»، عندما سئل عما إذا كان طلب من نتنياهو خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، الإحجام عن القيام بعمل عسكري. وأكد «قلت إنه لن يكون ملائماً في الوقت الراهن». وتابع «يمكن أن يتغير ذلك في أي لحظة». وأعلن ترامب في السياق نفسه، «نجري محادثات جيدة جداً مع ايران»، قائلاً إنها «تريد إبرام اتفاقية». وأضاف «أبلغت نتنياهو أننا قريبون من التوصل إلى حل... نريد الذهاب إلى إيران برفقة مفتشين». وفي السياق، قد تجيز طهران زيارة مفتشين أميركيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال تم التوصل إلى اتفاق. وقال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي «إذا أثيرت قضايا وتم التوصل إلى اتفاق وتم أخذ مطالب إيران في الاعتبار، فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين» من الوكالة الذرية. إلى ذلك، كشف مصدران رسميان إيرانيان، إن طهران ربما تُوقف تخصيب اليورانيوم إذا أفرجت الولايات المتحدة عن أموال مجمدة واعترفت بحقها في تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني بموجب «اتفاق سياسي» قد يُفضي إلى اتفاق نووي أوسع نطاقاً. وأضاف المصدران، المقربان من فريق التفاوض، لـ «رويترز»، أنه بموجب هذا الاتفاق، ستُوقف طهران تخصيب اليورانيوم لمدة عام، وسترسل جزءاً من مخزونها عالي التخصيب إلى الخارج، أو تُحوله إلى صفائح وقود نووي لأغراض نووية مدنية. وفي القدس، نفى مكتب رئيس الحكومة، ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز»، لجهة أنّ نتنياهو يهدّد بإفشال المفاوضات من خلال ضرب المنشآت النووية. وكتبت الصحيفة في التقرير أن المسؤولين الأميركيين يساورهم قلق من أن تل أبيب قد تقرر ضرب إيران «من دون سابق إنذار»، مشيرة إلى أن تقديرات الاستخبارات الأميركية، تفيد بأن إسرائيل يمكن أن تعد وتشرع في هجوم، في أقل من 7 ساعات.


كويت نيوز
منذ 9 ساعات
- كويت نيوز
ترامب: القبة الذهبية ستحمي كندا مجاناً إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51
جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعوته لكندا لأن تصبح الولاية الأميركية الحادية والخمسين، واعدا بحمايتها مجانا عندئذ بواسطة 'القبة الذهبية'، مشروعه للدرع الصاروخية، وذلك بعد إلقاء الملك تشارلز الثالث خطابا دافع فيه عن سيادة هذا البلد. وعلى صفحته في موقعه للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشل' كتب ترامب: 'لقد أبلغتُ كندا، التي ترغب بشدّة في أن تكون جزءا من قبّتنا الذهبية الرائعة، بأنّ بقاءها بلدا مستقلا سيكلّفها 61 مليار دولار لكنّها لن تتكلّف شيئا إذا ما أصبحت ولايتنا الحبيبة الحادية والخمسين'. وأضاف 'إنّهم (الكنديين) يدرسون العرض!'. ومنذ عودته إلى السلطة، وحتى قبل ذلك خلال حملته الرئاسية، تحدث ترامب علنا عن رغبته بضمّ جارته الشمالية قبل أن يستهدفها برسوم جمركية وتهديدات تجارية. وكان موقف ترامب محوريا في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيرا في كندا وفاز فيها الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني. وفي مارس حلّ كارني محلّ جاستن ترودو الذي كان ترامب يطلق عليه اسم 'الحاكم ترودو' كناية عن أنّه يعتبره 'حاكم ولاية' وليس رئيس وزراء. ورفض كارني مرارا محاولات ترامب لضمّ بلده، وبلغ به الأمر حدّ مواجهة الملياردير الجمهوري داخل البيت الأبيض حين أكّد على مسامع ترامب عندما استقبله في المكتب البيضوي في وقت سابق من مايو الجاري أنّ كندا 'لن تكون أبدا للبيع'. وخلال إلقائه خطابا أمام البرلمان الكندي الجديد في أوتاوا بصفته رئيس الدولة، دافع الملك تشارلز الثالث عن سيادة كندا. وأكد الملك بشكل خاص أنّ 'الديموقراطية والتعددية وسيادة القانون وتقرير المصير والحرية هي قيم عزيزة على الكنديين'، وأنّ كندا 'قوية وحرة'. وكان كارني أعلن الأسبوع الماضي أنّ بلاده تُجري مناقشات 'رفيعة المستوى' مع الولايات المتحدة بشأن إمكانية المشاركة في 'القبة الذهبية'. والقبة الذهبية مشروع طرحه أخيرا الرئيس ترامب لتوفير نظام دفاع صاروخي فعّال ضدّ مجموعة واسعة من الأسلحة، من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى الصواريخ المجنحة والمفرطة السرعة، مرورا بالطائرات المسيّرة.