logo
ميناء الناظور غرب المتوسط: هل الكفاءات المحلية جاهزة لـ 100 ألف فرصة عمل موعودة؟

ميناء الناظور غرب المتوسط: هل الكفاءات المحلية جاهزة لـ 100 ألف فرصة عمل موعودة؟

أريفينو.نت٢٣-٠٤-٢٠٢٥

أريفينو /حسن المرابط
يقف ميناء الناظور غرب المتوسط، المشروع العملاق الذي يتخذ مكانه في خليج بطوية، ليكون بمثابة منارة أمل تعد بتغيير جذري في المشهد الاقتصادي لإقليم الناظور والجهة الشرقية بشكل عام.
يتجاوز الطموح مجرد إقامة بنية تحتية مينائية ضخمة يمكنها معالجة ملايين الحاويات وأطنان البضائع سنويًا، ليمتد إلى تأسيس نظام صناعي ولوجستي متكامل. يصاحبه وعد بتوفير ما يصل إلى 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة على المدى البعيد. وهذا العدد الكبير يثير تساؤلاً جوهريًا: هل تملك القوى العاملة المحلية في الناظور المهارات والكفاءات اللازمة لتلبية احتياجات هذه الوظائف المستقبلية، أم أن المنطقة على وشك مواجهة تحدي الفجوة المهارية الذي قد يحول دون الاستفادة القصوى من هذا الاستثمار الضخم؟
يهدف الميناء والمنطقة الحرة المجاورة إلى جذب صناعات حديثة ومتطورة، تُعرف بـ 'المهن العالمية الجديدة للمغرب'. تشمل هذه القطاعات الواعدة صناعة السيارات، الأنشطة اللوجستية، الصناعات الميكانيكية، تخزين ومعالجة الهيدروكربونات (بما فيها الغاز الطبيعي المسال)، ترحيل الخدمات (Offshoring)، والطاقة المتجددة، خصوصًا ذات العلاقة بالرياح. تحتاج هذه الصناعات إلى مهارات تقنية خاصة، وقدرات إدارية ولوجستية عالية، وكفاءات في مجالات التكنولوجيا والهندسة. وهي مهارات قد لا تتوفر بشكل كافٍ حالياً في سوق العمل المحلي الذي يعتمد بشكل كبير على قطاعات تقليدية مثل الصيد البحري، الزراعة، والتجارة، بما في ذلك التجارة المرتبطة بمليلية.
تُظهر المؤشرات الاجتماعية في الإقليم تحديات قائمة، منها قلق الشباب بشأن المستقبل وفقدان الثقة في المؤسسات، مما يدفع بعضهم للتفكير في الهجرة. في هذا السياق، يصبح تأهيل الكفاءات المحلية ضرورة ليس فقط اقتصادية لضمان نجاح مشروع الميناء، بل أيضًا اجتماعية لإعادة الأمل وتوفير بدائل حقيقية للشباب. قد يؤدي الفشل في سد هذه الفجوة المحتملة في المهارات إلى الاعتماد المفرط على العمالة من خارج الإقليم أو حتى من الخارج، مما قد يحرم السكان المحليين من الفوائد المباشرة للمشروع وربما يثير توترات اجتماعية.
إقرأ ايضاً
وبناءً على ذلك، تبدو الحاجة ملحة لوضع استراتيجية استباقية لتنمية الموارد البشرية في الناظور. يتطلب ذلك تنسيقًا وثيقًا بين إدارة الميناء والمؤسسات التعليمية والمهنية والقطاع الخاص. يجب تصميم برامج تدريب وتأهيل تتوافق بدقة مع متطلبات الصناعات المستهدفة، مع التركيز على المهارات التقنية والرقمية واللغوية. كما ينبغي تعزيز الشراكات بين الشركات والمؤسسات التعليمية لضمان توافق التدريب مع احتياجات سوق العمل الذي سيخلقه الميناء.
يمثل مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط فرصة تاريخية للإقليم لتحقيق طفرة نوعية في التنمية. لكن ترجمة هذه الفرصة إلى واقع ملموس يفيد السكان المحليين يحتاج إلى استثمار متوازن في رأس المال البشري. إن جاهزية الكفاءات المحلية لاستيعاب الوظائف الجديدة هو التحدي الأساسي الذي سيحدد ما إذا كان الميناء سيصبح محركًا للتنمية الشاملة والمستدامة، أو مجرد بنية تحتية ضخمة يستفيد منها الآخرون بشكل أكبر. يتم بناء مستقبل الناظور الاقتصادي اليوم، ليس فقط بالخرسانة والفولاذ، بل أيضًا بتأهيل العقول والسواعد المحلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ميناء الناظور غرب المتوسط: هل الكفاءات المحلية جاهزة لـ 100 ألف فرصة عمل موعودة؟
ميناء الناظور غرب المتوسط: هل الكفاءات المحلية جاهزة لـ 100 ألف فرصة عمل موعودة؟

أريفينو.نت

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أريفينو.نت

ميناء الناظور غرب المتوسط: هل الكفاءات المحلية جاهزة لـ 100 ألف فرصة عمل موعودة؟

أريفينو /حسن المرابط يقف ميناء الناظور غرب المتوسط، المشروع العملاق الذي يتخذ مكانه في خليج بطوية، ليكون بمثابة منارة أمل تعد بتغيير جذري في المشهد الاقتصادي لإقليم الناظور والجهة الشرقية بشكل عام. يتجاوز الطموح مجرد إقامة بنية تحتية مينائية ضخمة يمكنها معالجة ملايين الحاويات وأطنان البضائع سنويًا، ليمتد إلى تأسيس نظام صناعي ولوجستي متكامل. يصاحبه وعد بتوفير ما يصل إلى 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة على المدى البعيد. وهذا العدد الكبير يثير تساؤلاً جوهريًا: هل تملك القوى العاملة المحلية في الناظور المهارات والكفاءات اللازمة لتلبية احتياجات هذه الوظائف المستقبلية، أم أن المنطقة على وشك مواجهة تحدي الفجوة المهارية الذي قد يحول دون الاستفادة القصوى من هذا الاستثمار الضخم؟ يهدف الميناء والمنطقة الحرة المجاورة إلى جذب صناعات حديثة ومتطورة، تُعرف بـ 'المهن العالمية الجديدة للمغرب'. تشمل هذه القطاعات الواعدة صناعة السيارات، الأنشطة اللوجستية، الصناعات الميكانيكية، تخزين ومعالجة الهيدروكربونات (بما فيها الغاز الطبيعي المسال)، ترحيل الخدمات (Offshoring)، والطاقة المتجددة، خصوصًا ذات العلاقة بالرياح. تحتاج هذه الصناعات إلى مهارات تقنية خاصة، وقدرات إدارية ولوجستية عالية، وكفاءات في مجالات التكنولوجيا والهندسة. وهي مهارات قد لا تتوفر بشكل كافٍ حالياً في سوق العمل المحلي الذي يعتمد بشكل كبير على قطاعات تقليدية مثل الصيد البحري، الزراعة، والتجارة، بما في ذلك التجارة المرتبطة بمليلية. تُظهر المؤشرات الاجتماعية في الإقليم تحديات قائمة، منها قلق الشباب بشأن المستقبل وفقدان الثقة في المؤسسات، مما يدفع بعضهم للتفكير في الهجرة. في هذا السياق، يصبح تأهيل الكفاءات المحلية ضرورة ليس فقط اقتصادية لضمان نجاح مشروع الميناء، بل أيضًا اجتماعية لإعادة الأمل وتوفير بدائل حقيقية للشباب. قد يؤدي الفشل في سد هذه الفجوة المحتملة في المهارات إلى الاعتماد المفرط على العمالة من خارج الإقليم أو حتى من الخارج، مما قد يحرم السكان المحليين من الفوائد المباشرة للمشروع وربما يثير توترات اجتماعية. إقرأ ايضاً وبناءً على ذلك، تبدو الحاجة ملحة لوضع استراتيجية استباقية لتنمية الموارد البشرية في الناظور. يتطلب ذلك تنسيقًا وثيقًا بين إدارة الميناء والمؤسسات التعليمية والمهنية والقطاع الخاص. يجب تصميم برامج تدريب وتأهيل تتوافق بدقة مع متطلبات الصناعات المستهدفة، مع التركيز على المهارات التقنية والرقمية واللغوية. كما ينبغي تعزيز الشراكات بين الشركات والمؤسسات التعليمية لضمان توافق التدريب مع احتياجات سوق العمل الذي سيخلقه الميناء. يمثل مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط فرصة تاريخية للإقليم لتحقيق طفرة نوعية في التنمية. لكن ترجمة هذه الفرصة إلى واقع ملموس يفيد السكان المحليين يحتاج إلى استثمار متوازن في رأس المال البشري. إن جاهزية الكفاءات المحلية لاستيعاب الوظائف الجديدة هو التحدي الأساسي الذي سيحدد ما إذا كان الميناء سيصبح محركًا للتنمية الشاملة والمستدامة، أو مجرد بنية تحتية ضخمة يستفيد منها الآخرون بشكل أكبر. يتم بناء مستقبل الناظور الاقتصادي اليوم، ليس فقط بالخرسانة والفولاذ، بل أيضًا بتأهيل العقول والسواعد المحلية.

ألباريس : تراخيص التنقيب بسواحل الصحراء بعيدة عن المياه الإقليمية الإسبانية
ألباريس : تراخيص التنقيب بسواحل الصحراء بعيدة عن المياه الإقليمية الإسبانية

كش 24

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • كش 24

ألباريس : تراخيص التنقيب بسواحل الصحراء بعيدة عن المياه الإقليمية الإسبانية

قالت جريدة إل دياريو الإسبانية، أن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس صرح، أمس الثلاثاء، في جلسة برلمانية، أن الترخيص الذي منحه المغرب لشركة نيوميد إينرجي الإسرائيلية المتعددة الجنسيات للبحث عن الهيدروكربونات بالقرب من جزر الكناري "يقع خارج المياه الإقليمية الإسبانية". وأكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية، في رده على على سؤال من السيناتور بيدرو سانجينيس من ائتلاف جزر الكناري، أن حقول التنقيب المعنية تقع على بعد حوالي 200 كيلومتر قبالة سواحل جزر الكناري، مشددا على أن الحكومة المركزية تأخذ مثل هذه الأمور بشكل منهجي. وفي 6 دجنبر 2022، وقعت شركة NewMed Energy الإسرائيلية، بالاشتراك مع شركة Adarco Energy Limited، عدة اتفاقيات مع المغرب تتعلق بأنشطة استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي في رخصة الاستكشاف بوجدور أتلانتيك في المحيط الأطلسي. ولفت وزير الشؤون الخارجية الإسبانية إلى أن إسبانيا والمغرب اتفقتا في أبريل 2022، بناء على 'خارطة الطريق'، على إنشاء مجموعة عمل لترسيم المناطق البحرية على طول ساحل المحيط الأطلسي قبالة جزر الكناري، مردفا أن 'كل ما يتعلق بهذه المسألة هو مسألة تتعلق بالقانون الدولي ويجب حلها وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، على أساس الاتفاق المتبادل والاحترام الكامل للقانون الدولي'.

المغرب يبرم اتفاقية مع شركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط في سواحل الصحراء
المغرب يبرم اتفاقية مع شركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط في سواحل الصحراء

يا بلادي

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • يا بلادي

المغرب يبرم اتفاقية مع شركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط في سواحل الصحراء

حصلت شركة NewMed Energy الإسرائيلية وشركة Adarco المغربية، في 11 مارس 2025 بشكل مشترك على حقوق كبيرة لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز قبالة سواحل بوجدور. وبحسب مصادر إعلامية فإن NewMed Energy التي تعود ملكيتها للملياردير الإسرائيلي يوسي أبو، وAdarco التي يديرها رجل الأعمال المغربي-اليهودي ياريف إلباز، ستحصلان على نسبة 37.5% لكل منهما من حقوق الاستكشاف في حوالي 30,000 كيلومتر مربع من الأراضي البحرية. وفي الوقت نفسه، سيحتفظ المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن المغربي بنسبة 25% من هذه الحقوق، مما يعكس استمرار مشاركة الحكومة وإشرافها على موارد الطاقة. أعرب يوسي أبو عن تفاؤله بإمكانات الطاقة في المغرب، قائلاً: "نرى إمكانات عظيمة في المغرب منذ فتح العلاقات، وهذا الإعلان يتماشى مع طموحنا الاستراتيجي لتوسيع أنشطتنا في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا." تعليقاته تشير إلى كل من الثقة في الموارد غير المستغلة في المنطقة والانسجام مع رؤية المغرب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة. لطالما واجهت محاولات التنقيب عن النفط في المنطقة الواقعة بين السواحل المغربية وجزر الكناري عقبات، فقد قامت شركة Repsol الإسبانية سابقًا بعمليات استكشافية حول جزر الكناري، لكنها لم تجد كميات كافية لتبرير الإنتاج التجاري. لم تكن التحديات الجيولوجية وحدها السبب في إثارة الشكوك حول إمكانات المنطقة، بل فرضت الحكومة الإسبانية قيودًا بيئية حدّت من أنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store