
بوليس الذكاء الاصطناعي... صورة اللحم والدم
أخبرني من يعرف، أنه في تايوان يجبرون الطلاب على حلّ واجباتهم المدرسية أمام المدرسين، لضمان ألا يكون الطلّابُ قد استخدموا الذكاء الاصطناعي في حلّ واجباتهم.
وأخبرني من رأى، أنه في مؤسسة إعلامية ثقافية قام أحد الموظفّين (ماعندوش وقت) بنقل موادّ الفيديو، المقابلات خاصّة، عن طريق الذكاء الاصطناعي، إلى نصوص مكتوبة، واعتماداً على أنه لن يدُقّق أحدٌ خلفه، فإنه ينزل هذه النصوص كيفما اتفق، بعُجرها وبُجرها، و«كلّو عند العرب صابون»!
هذا غيضٌ من فيض المخاطر التي تستهدف وظيفة التفكير عند الإنسان، وما هو مستقبلها مع الذكاء الاصطناعي، الذي مع الوقت، كما يشرح أهل المجال، سيكون البديل عن الإنسان، في تفكيره وقراراته، وقدرته الذاتية على البحث والكدح واستخلاص نموذجه الخاص مع المعرفة، الذي يصل له الإنسان «الطبيعي»، ومن خلال تقديره للتعب الذي بذله وهو يصعد إلى قمّة جبل المعلومة، يشعر بقيمتها ويدرك جليل ما فعل، فترسخ المعرفة بمعلوماتها في أعماق مشاعره.
هذه التجربة لن تكون متوفرة وهو جالسٌ على كرسيّه الهزّاز، يطلب من أحد برامج الذكاء الاصطناعي أن يكتب له بحثاً، خاصة البحوث في مجال الإبداع والعلوم الإنسانية، ذات الوشائج العميقة بكينونة الإنسان نفسه، ومعنى أن يكون إنساناً... «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم»... مادياً ومعنوياً.
معضلة هائلة، لذلك انتبهت بعض الشركات التي صنعت لنا «عفريت» الذكاء الاصطناعي، مثل «غوغل» لهذه المعضلة.
مؤخراً؛ أعلنت شركة «غوغل» عن أداة جديدة للكشف عما إذ كان المحتوى قد تم إنشاؤه بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي التي طورتها «غوغل».
من تفاصيل الخبر يبدو هذا الكشف خاصّاً فقط بما أُنتج عن طريق آلة «غوغل» للذكاء الاصطناعي، وليس حاسم النتائج، ومع ذلك فهو بداية الطريق، الحافل بالمخاوف على مستقبل طبيعة الإنسان، بما هو إنسان.
وفقاً لصحيفة «ذا تايمز»، فإن أربعة من أكثر من 20 منشوراً مشاهدة على «فيسبوك» في الولايات المتحدة خلال خريف العام الماضي كانت «مُنشأة بوضوح بواسطة الذكاء الاصطناعي».
يقول شاعرنا العربي القديم، وحكيم المعلقات، زهير بن أبي سُلمى:
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه
فلم تبقَ إلا صورةُ اللحم والدمِ!
إذا نابَ عنك من يفكر ويتكلم، لم تبقَ منك إلا الموادّ العضوية الفانية، التي تتشارك فيها مع أصغر الكائنات المجهرية!
نحنُ نتكلم عن مظاهر معينّة لتوظيفات الذكاء الاصطناعي، مظاهر تسلبُ الإنسان إنسانيته وفرادته، وليس عن فوائد هذه الآلية الجديدة في مجالات لا نقاش في فائدتها، مثل الفحوص الطبية، وما له علاقة بالطب... مثلاً.
نقلا عن العربية نت

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحراء
منذ يوم واحد
- الصحراء
بوليس الذكاء الاصطناعي... صورة اللحم والدم
أخبرني من يعرف، أنه في تايوان يجبرون الطلاب على حلّ واجباتهم المدرسية أمام المدرسين، لضمان ألا يكون الطلّابُ قد استخدموا الذكاء الاصطناعي في حلّ واجباتهم. وأخبرني من رأى، أنه في مؤسسة إعلامية ثقافية قام أحد الموظفّين (ماعندوش وقت) بنقل موادّ الفيديو، المقابلات خاصّة، عن طريق الذكاء الاصطناعي، إلى نصوص مكتوبة، واعتماداً على أنه لن يدُقّق أحدٌ خلفه، فإنه ينزل هذه النصوص كيفما اتفق، بعُجرها وبُجرها، و«كلّو عند العرب صابون»! هذا غيضٌ من فيض المخاطر التي تستهدف وظيفة التفكير عند الإنسان، وما هو مستقبلها مع الذكاء الاصطناعي، الذي مع الوقت، كما يشرح أهل المجال، سيكون البديل عن الإنسان، في تفكيره وقراراته، وقدرته الذاتية على البحث والكدح واستخلاص نموذجه الخاص مع المعرفة، الذي يصل له الإنسان «الطبيعي»، ومن خلال تقديره للتعب الذي بذله وهو يصعد إلى قمّة جبل المعلومة، يشعر بقيمتها ويدرك جليل ما فعل، فترسخ المعرفة بمعلوماتها في أعماق مشاعره. هذه التجربة لن تكون متوفرة وهو جالسٌ على كرسيّه الهزّاز، يطلب من أحد برامج الذكاء الاصطناعي أن يكتب له بحثاً، خاصة البحوث في مجال الإبداع والعلوم الإنسانية، ذات الوشائج العميقة بكينونة الإنسان نفسه، ومعنى أن يكون إنساناً... «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم»... مادياً ومعنوياً. معضلة هائلة، لذلك انتبهت بعض الشركات التي صنعت لنا «عفريت» الذكاء الاصطناعي، مثل «غوغل» لهذه المعضلة. مؤخراً؛ أعلنت شركة «غوغل» عن أداة جديدة للكشف عما إذ كان المحتوى قد تم إنشاؤه بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي التي طورتها «غوغل». من تفاصيل الخبر يبدو هذا الكشف خاصّاً فقط بما أُنتج عن طريق آلة «غوغل» للذكاء الاصطناعي، وليس حاسم النتائج، ومع ذلك فهو بداية الطريق، الحافل بالمخاوف على مستقبل طبيعة الإنسان، بما هو إنسان. وفقاً لصحيفة «ذا تايمز»، فإن أربعة من أكثر من 20 منشوراً مشاهدة على «فيسبوك» في الولايات المتحدة خلال خريف العام الماضي كانت «مُنشأة بوضوح بواسطة الذكاء الاصطناعي». يقول شاعرنا العربي القديم، وحكيم المعلقات، زهير بن أبي سُلمى: لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه فلم تبقَ إلا صورةُ اللحم والدمِ! إذا نابَ عنك من يفكر ويتكلم، لم تبقَ منك إلا الموادّ العضوية الفانية، التي تتشارك فيها مع أصغر الكائنات المجهرية! نحنُ نتكلم عن مظاهر معينّة لتوظيفات الذكاء الاصطناعي، مظاهر تسلبُ الإنسان إنسانيته وفرادته، وليس عن فوائد هذه الآلية الجديدة في مجالات لا نقاش في فائدتها، مثل الفحوص الطبية، وما له علاقة بالطب... مثلاً. نقلا عن العربية نت


الإذاعة الوطنية
منذ 4 أيام
- الإذاعة الوطنية
التنبؤ بالعواصف وموجات الحر يتقدّم بفضل الذكاء الاصطناعي
شكّل تحسين دقّة توقعات موجات الحر والعواصف، والحدّ من القدر الكبير من الطاقة الذي يستلزمه وضعها، هدفا لمختلف هيئات الأرصاد الجوية، وهي باتت تعوّل في ذلك على التقدم السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتيح التحوّط للكوارث المتفاقمة بسبب التغير المناخي. وبعد تحقيق أولي تقدّم عام 2023 مع نموذج تعلّم من شركة "هواوي"، ابتكرت كل من "غوغل" و"مايكروسوفت" أدوات ذكاء اصطناعي قادرة في بضع دقائق على إنتاج توقعات أفضل من تلك التي تنتجها الأجهزة الحاسبة التقليدية التابعة للهيئات الدولية الكبرى والتي تستغرق بضع ساعات لإنجاز هذه المهمة. ويشكّل هذا الأداء التجريبي وغير المتاح بعد للعامّة أو حتى للمحترفين، مؤشرا إلى التقدم السريع في الأبحاث. وكانت "غوغل" أعلنت في ديسمبر الماضي، أنّ نموذجها "جين كاست" الذي دُرّب على بيانات تاريخية، أظهر قدرة على التنبؤ بالطقس والعوامل المناخية المتطرفة على فترة 15 يوما بدقة لا مثيل لها. ولو كان "جين كاست" قيد التشغيل عام 2019، لكان تجاوز في 97% من الحالات توقعات المرجع العالمي، وهو المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF)، لأكثر من 1300 كارثة مناخية. أصبح نموذج آخر يسمى "أورورا"، ابتكره مختبر تابع لـ"مايكروسوفت" في أمستردام باستخدام بيانات تاريخية أيضا، أول نموذج للذكاء الاصطناعي يتنبأ بمسار الأعاصير لخمسة أيام بشكل أفضل من سبعة مراكز توقعات حكومية، بحسب نتائج نُشرت خلال هذا الأسبوع في مجلة "نيتشر" العلمية. بالنسبة إلى إعصار دوكسوري عام 2023، وهو الأكثر تكلفة في المحيط الهادئ حتى اليوم، تمكن "أورورا" من التنبؤ قبل أربعة أيام من وصول العاصفة إلى الفيليبين، في حين كانت التوقعات الرسمية آنذاك تشير إلى أنها تتجه شمال تايوان. ويقول باريس بيرديكاريس، المبتكر الرئيسي لـ"أورورا"، في مقطع فيديو نشرته مجلة "نيتشر": "في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، سيكون الهدف الأسمى هو بناء أنظمة قادرة على العمل مباشرة مع عمليات رصد"، سواء أكانت أقمارا اصطناعية أو غير ذلك، "من أجل وضع توقعات عالية الدقة حيثما نريد"، في حين تفتقر بلدان كثيرة حاليا إلى أنظمة تحذير موثوقة.


الصحراء
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- الصحراء
الوكالة الدولية للطاقة: الـ AI سيضاعف الطلب على الكهرباء
يتوقع أن يرتفع استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي بـ"أكثر من الضعف" بحلول عام 2030، وفقا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الخميس. وفي الوقت نفسه، يمكن الذكاء الاصطناعي أن يفتح مجالات أمام إنتاج الكهرباء واستهلاكها بطريقة أكثر فعالية، وفق أول تقرير للوكالة بخصوص انعكاسات الذكاء الاصطناعي على الطاقة. وبلغت حصة مراكز البيانات من استهلاك الكهرباء العالمي حوالى 1,5 بالمئة في 2024، لكن الرقم ارتفع بنسبة 12 بالمئة سنويا خلال السنوات الخمس الماضية. ويتطلب الذكاء الاصطناعي التوليدي قوة حوسبة هائلة لمعالجة المعلومات المتراكمة في قواعد بيانات ضخمة. وتمثل الولايات المتحدة وأوروبا والصين مجتمعة حاليا حوالى 85 بالمئة من استهلاك مراكز البيانات. وتُدرك شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل متزايد حاجتها المتزايدة إلى الطاقة. ووقّعت غوغل العام الماضي اتفاقا للحصول على الكهرباء من مفاعلات نووية صغيرة لتعزيز دورها في سباق الذكاء الاصطناعي. وستستخدم مايكروسوفت الطاقة من مفاعلات جديدة في جزيرة الثلاثة أميال (ثري مايل)، موقع أسوأ حادث نووي في الولايات المتحدة عندما حصل انصهار نووي في 1979. وبالمعدلات الحالية، ستستهلك مراكز البيانات نحو 3 بالمئة من الطاقة العالمية بحلول 2030، وفق التقرير. وسيصل استهلاك تلك المراكز للكهرباء إلى 945 تيراواط ساعة بحلول 2030. ووفقا للتقرير فإن "ذلك يفوق بقليل إجمالي استهلاك اليابان من الكهرباء حاليا. والذكاء الاصطناعي هو المحرك الأهم لهذا النمو، إلى جانب الطلب المتزايد على الخدمات الرقمية الأخرى". وأورد التقرير أن مركز بيانات واحد بقدرة 100 ميغاواط يمكنه استهلاك طاقة تعادل ما يحتاج إليه 100 ألف منزل. لكنه أشار إلى أن مراكز البيانات الجديدة، القيد الإنشاء حاليا، قد تستهلك بقدر ما يمكن أن يستهلكه مليونا منزل. وقالت الوكالة ومقرها في باريس إن "الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على الانتقال بقطاع الطاقة في العقد المقبل، ما يؤدي إلى زيادة طلب مراكز البيانات في أنحاء العالم على الكهرباء مع فتح فرص كبيرة لخفض التكاليف وتعزيز القدرة التنافسية والحد من الانبعاثات". وأفادت الوكالة بأن نمو مراكز البيانات سيؤدي حتما إلى زيادة انبعاثات الكربون المرتبطة باستهلاك الكهرباء، من 180 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون حاليا إلى 300 مليون طن بحلول عام 2035. ولا تزال هذه النسبة ضئيلة من الانبعاثات العالمية الإجمالية في عام 2024 والتي قدّرت بj 41,6 مليار طن. نقلا عن اسكاي نيوز العربية