
اتفاقات أربيل وواشنطن تعيد الآمال بإحياء خط النفط العراقي
شفق نيوز/ بعد اتفاقات الطاقة التي أبرمتها حكومة إقليم كوردستان مع شركات أمريكية، تتجه الأنظار إلى العلاقة المتوترة بين أربيل وبغداد، حيث أن حدوث اختراق بينهما، قد يعجّل باستئناف تشغيل خط الأنابيب العراقي - التركي المتوقف منذ سنوات، وذلك في ظل زخم دبلوماسية الطاقة الإقليمية، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية.
وبعدما أشار تقرير، الوكالة التركية، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، كان قد أعلن خلال محادثات جرت مؤخرا في واشنطن، عن توقيع صفقات طاقة بقيمة 110 مليارات دولار مع شركتي HKN Energy وWestern Zagros الأمريكيتين، قال التقرير إن هذه الاتفاقات تشكل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإقليم.
وفي حين لفت التقرير إلى أن بغداد رفضت هذه الاتفاقات باعتبار أن كل القرارات الاستثمارية المتعلقة بالموارد الطبيعية يجب أن تنسق معها كما ينص الدستور، ولهذا اعتبرت الاتفاقات باطلة، أشار إلى أن مسؤولي حكومة إقليم كوردستان يؤكدون أن هذه الاتفاقيات تستند إلى سوابق قانونية.
وفي الوقت نفسه، نقل التقرير عن محللين اعتبارهم أن أهمية هذه الاتفاقيات ليست فقط في سياق العلاقات الأمريكية - الكوردية وأمن الطاقة الإقليمي، وإنما أيضاً تعتبر بمثابة حافز محتمل لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين أربيل وبغداد والتي قد تقود إلى استئناف تدفق النفط عبر خط أنابيب العراق - تركيا.
وتناول التقرير الخلافات الطويلة بين أربيل وبغداد بشأن السيطرة على عائدات النفط والسلطة على قطاع الطاقة وحصص الإقليم من الموازنة الاتحادي، مضيفاً أن النزاعات السياسية والقانونية المستمرة بينهما لا تزال تعرقل صادرات النفط، ما أدى إلى خسائر تقدر بنحو 20 مليار دولار.
لكن التقرير، لفت إلى أن حدوث مصالحة بين أربيل - بغداد قد تفتح الباب لتعاون أوسع في مجال الطاقة، ونقل عن الباحث في شؤون العراق بمركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) سيرجان جاليكان، قوله إن "مصالحة كهذه بعد الاتفاقات الأخيرة بين الولايات المتحدة والإقليم، قد تمهد لحل النزاعات الأوسع المرتبطة بالطاقة إقليميا".
وفي حين أشار جاليكان، إلى الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لتركيا لاستئناف صادرات النفط عبر خط كركوك - جيهان، نقل التقرير عن جاليكان قوله إنه "يمكن أن يساهم التوافق بشأن تقاسم الطاقة والبنية التحتية للتصدير، في تسريع وتيرة التفاوض بين بغداد وأربيل، ويساعد على استئناف العمليات الفنية اللازمة لتدفق النفط مجدداً".
وبحسب جاليكان، فإن الأمر المرجح هو أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق، فإن تركيا ستواصل موقفها الداعم لتسوية هذه النزاعات وتعزيز الاستقرار السياسي في العراق، في حين أن استئناف التصدير عبر الأراضي التركية سيؤدي إلى تعزيز أمن الطاقة الإقليمي، مضيفاً أن "تحقيق هدف بلوغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى 30 مليار دولار يستدعي وجود توافق سياسي، إلى جانب تنسيق فني ومؤسساتي".
ونقل التقرير عن جاليكان قوله إن "ضمان الاستقرار السياسي الداخلي وتحقيق استدامة اقتصادية للعراق، يشكل أمراً حاسماً للدفع قدماً بمبادرات استراتيجية كبرى مثل مشروع "طريق التنمية"، الذي يعتبر مكسباً استراتيجياً مهما لتركيا".
كما نقل التقرير، عن المدير التنفيذي للمبادرة الأوروبية لأمن الطاقة البريك مونغرينييه، قوله إن اتفاقيات الطاقة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإقليم كوردستان، مهمة لأمن الطاقة في المنطقة، مشيراً إلى أن تطوير هذه الحقول قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج الغاز، وبالتالي في توليد الكهرباء، كما قد يتيح ذلك للإقليم أن "يبيع فائض الطاقة إلى مناطق أخرى من العراق".
وبحسب مونغرينييه، فإن أموال الاستثمارات هذه البالغة 110 مليارات دولار، تعكس الثقة القوية من جانب المستثمرين بالإقليم، وقد تفتح الباب أمام استثمارات أجنبية إضافية.
ومع ذلك، حذر المدير التنفيذي للمبادرة الأوروبية لأمن الطاقة من أن رفض حكومة بغداد لهذه الصفقات، قد يؤدي الى تعقيد المفاوضات الجارية المتعلقة بصادرات النفط عبر تركيا، موضحاً أنه "في حال جرى تهديد هذه الصفقات أو إلغائها، فإن ذلك لن يلحق الضرر بالمفاوضات وحدها، وإنما سيؤثر سلباً أيضاً على ثقة المستثمرين، إضافة إلى تهديد الأمن الكهربائي في الإقليم".
أما محلل شؤون الخليج في نشرة الشرق الأوسط الاقتصادية يسار المالكي، فقد نقل التقرير عنه قوله إن رفض بغداد لاتفاقيات الطاقة الأخيرة بين أربيل وشركات أمريكية، مرده عدم وجود اتفاق شامل للطاقة بين الطرفين، مذكراً أيضاً بأن اتفاقية خط انابيب العراق - تركيا التي تم تعديلها للمرة الأخيرة في العام 2010، من المفترض أن تنتهي في العام الحالي، وهو ما يمثل فرصة لإعادة التفاوض حولها.
ونقل التقرير عن المالكي قوله إن "ذلك يتزامن أيضاً مع الانتخابات البرلمانية في العراق، وقد نرى تسوية سياسية شاملة قبل أو بعد الانتخابات ضمن عملية تشكيل الحكومة".
وختم التقرير بالتذكير بأن الاتفاقية الحالية التي تنظم خط انابيب كركوك - يمورتاليك، ببروتوكول كانت قد وقعت بين تركيا والعراق في 19 أيلول/سبتمبر 2010 وتم تمديدها لمدة 15 عاماً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ 31 دقائق
- الحركات الإسلامية
روسيا وطالبان.. شراكة الضرورة في ظل غياب الاعتراف الرسمي
في تحوّل لافت على مستوى العلاقات الإقليمية، شارك ممثلو حركة طالبان للمرة الأولى في "منتدى الأمن الدولي" الثالث عشر المنعقد في العاصمة الروسية موسكو يوم الأربعاء 27 يونيو، وهو تطور يعكس عمق التغير في العلاقات بين الطرفين منذ استعادة الحركة السيطرة على أفغانستان في أغسطس 2021. وأعلنت وكالة "بختر" الحكومية أن جمال ناصر غاروال، القائم بأعمال طالبان في روسيا، ألقى كلمة في المنتدى حول "التطورات الأمنية في أفغانستان وتأثيراتها الإقليمية"، بمشاركة أحمد ياسر، الملحق العسكري بسفارة طالبان، في حضور مسؤولين أمنيين من دول متعددة. وتأتي هذه المشاركة بعد أسابيع من قرار روسيا رفع حركة طالبان من قائمتها للمنظمات الإرهابية، وهو ما مهّد الطريق لفتح قنوات دبلوماسية علنية، وتعيين طالبان لسفير جديد في موسكو. من القطيعة إلى الحوار لم تكن موسكو تنظر لطالبان بوصفها شريكًا يومًا ما. فخلال حقبة التسعينيات، ومع سيطرة الحركة على أفغانستان، عبّرت روسيا عن قلقها من تصدير التطرف إلى دول آسيا الوسطى، وصنّفت طالبان منظمة إرهابية عام 2003. كما دعمت الحرب الأمريكية في أفغانستان باعتبارها فرصة لكبح نفوذ الجماعات الجهادية في المنطقة. لكن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان غيّر الحسابات الروسية. بدأت موسكو خلال السنوات القليلة الماضية في التواصل مع الحركة ضمن "صيغة موسكو" التي جمعت فرقاء أفغان وأطرافًا إقليمية، قبل أن تصبح طالبان سلطة الأمر الواقع في كابول. لاحقًا، أبقت روسيا على سفارتها مفتوحة، وتواصلت مع مسؤولي الحركة بشكل غير رسمي، تمهيدًا للاعتراف الضمني بوجودها كحكومة. التحول في الموقف الروسي لا يرتبط فقط بالواقع السياسي، بل يرتكز على مصالح أمنية واقتصادية متقاطعة. روسيا قلقة من تمدد تنظيم "داعش – ولاية خراسان" على حدود آسيا الوسطى، وتعتبر طالبان، رغم تحفظاتها عليها، شريكًا ضروريًا لمنع الفوضى. في المقابل، ترى طالبان في موسكو أحد منافذها النادرة نحو العالم، في ظل رفض غربي للاعتراف بها. وتعد روسيا موردًا أساسيًا للوقود والسلع، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 300 مليون دولار العام الماضي. كما يناقش الطرفان إجراء المعاملات التجارية بالعملات المحلية بدلاً من الدولار، في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية. موسكو تعيد التموضع لا تخفي روسيا رغبتها في ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، وتعزيز نفوذها جنوب آسيا. ومن خلال فتح الباب لطالبان في المحافل الأمنية والاقتصادية – مثل "منتدى موسكو" و"منتدى سانت بطرسبرغ" المرتقب – تسعى موسكو لتكريس دورها كوسيط فاعل في ملفات حساسة، ومنها الملف الأفغاني. كما أن الانخراط في مشاريع مشتركة داخل أفغانستان، خاصة في مجالات التعدين والطاقة والبنية التحتية، يمثل فرصة اقتصادية لروسيا، في وقت تواجه فيه تحديات داخلية وخارجية بسبب العقوبات الغربية. رغم هذا الانفتاح، لم تعترف موسكو رسميًا بحكومة طالبان، مفضّلةً ما يمكن وصفه بـ"الاعتراف الواقعي"، الذي يضمن مصالحها دون الاصطدام المباشر بالمجتمع الدولي. وتحرص روسيا على تجنب إعطاء شرعية كاملة لطالبان، خشية تداعيات تتعلق بحقوق الإنسان ووضع المرأة في أفغانستان. أما طالبان، فترى في هذا الانفتاح الروسي نقطة ارتكاز سياسية لمواجهة عزلتها، دون التفريط في خطابها الداخلي أو إحداث تغييرات جذرية في نهجها. وفي ظل حسابات دقيقة وتحركات محسوبة، تمضي العلاقات بين طالبان وروسيا في مسار تصاعدي، تعكسه اللقاءات الرسمية والمشاركة في المنتديات، دون أن تخرج عن إطار التجاذب الحذر الذي يوازن بين المصالح والتوجسات.


موقع كتابات
منذ 5 ساعات
- موقع كتابات
جذور أزمة الثقة والإحباط بين الناخب والمرشح وتداعياتها على المشاركة بالانتخابات البرلمانية؟
تشير تقديرات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى تسجيل 114 حزباً و18 تحالفاً للمشاركة، مع وجود 60 حزباً ما يزال قيد التأسيس والحصول على الموافقة ، فيما يبلغ عدد الناخبين المسجلين بيومترياً 21 مليوناً من أصل 29 مليون ناخب مؤهل للتصويت، مما يعني أن هناك 8 ملايين ناخب لم يحدثوا بياناتهم، وهو مؤشر يعتبر مقلق لتراجع محتمل في نسبة المشاركة الفعلية بالانتخابات البرلمانية . اليأس والإحباط الشعبي في العراق هو نتاج سنوات من الفشل السياسي، والفساد المالي والاداري، وغياب الشفافية والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروات . هذا الإحباط يُغذي العزوف عن المشاركة بالانتخابات، مما يمنح الأحزاب التقليدية فرصة لتعزيز هيمنتها عبر وسائل غير مشروعة، مثل شراء الأصوات بالترغيب والترهيب والإكراه وبالاخص استخدام نصرة المذهب والطائفة . إن استمرار هذا الوضع يُهدد بتدمير ما تبقى من أمل في وجود ديمقراطية حقيقية تمثل الجميع وفق أسس المواطنة . لذا، يجب على المواطن العراقي استعادة ثقته بصوته كسلاح فعال للتغيير، وعلى جميع المؤسسات الرسمية تحمل مسؤوليتها في حماية نزاهة العملية الانتخابية. العراق يستحق نظامًا سياسيًا يخدم شعبه، لا يستغله, ومن جملة الأسباب لعزوف المواطن على استعمال حقه الانتخابي للتغير بحياة افضل تتمثل على سبيل المثال بعدة تحديات ما تزال قائمة لغاية الآن ودون حل ومن أهمها : *الفشل الاقتصادي وسوء الأوضاع المعيشية: يعاني المواطن العراقي من تردي الأوضاع الاقتصادية المزمنة ، حيث تتجاوز معدلات الفقر 25%، وتصل إلى أكثر من 30% في بعض المحافظات الجنوبية، ارتفاع الأسعار، انخفاض قيمة الدينار، والبطالة المستشرية (تتجاوز 16% بين الشباب) مما جعلت الحياة اليومية عبئًا لا يُطاق. والأهم غياب الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء التي تتوقف لساعات طويلة يوميًا، والمياه النظيفة الصالحة للشرب والتي لا تصل إلى العديد من المدن والمناطق الريفية، مما يعزز شعور المواطن بأن النظام السياسي لا يكترث بمعاناته وإنما يبحث عن ديمومة امتيازاته على حسابه . * هيمنة الأحزاب التقليدية ونظام المحاصصة الطائفية: منذ عام 2003، هيمنت الأحزاب التقليدية، سواء الشيعية، السنية، أو الكردية، على المشهد السياسي عبر نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية . هذه الأحزاب، التي تُشكل الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، أثبتت فشلها في تحقيق إصلاحات جوهرية، مفضلةً تقاسم السلطة والثروات على حساب المصلحة العامة للمجتمع وإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل اليومية للمواطن التي ما يزال يعاني منها وعدم توفير له ابسط مقومات الحياة, و تكرار وجوه سياسية فاسدة في كل دورة انتخابية، مع غياب المحاسبة، جعل المواطن يرى الانتخابات كدورة مفرغة لإعادة إنتاج نفس النخب الفاسدة ولكن بعناوين جديدة . *غياب المحاسبة والشفافية والنزاهة والفساد المستشري: تفشي الفساد في جميع مرافق ومؤسسات الدولة، حيث احتل العراق المرتبة 154 من أصل 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية (2024). سرقة المال العام، من دون أن تكون هناك وقفة جديدة لغرض المحاسبة , كما في قضايا مثل 'سرقة القرن' (اختلاس 2.5 مليار دولار من الأمانات الضريبية)، أثبت للمواطن أن (( النواب )) يستغلون الحصانة البرلمانية للإثراء غير المشروع وعدم تفعيل دور الرقابة لغرض محاسبة سراق المال العام لان معظمهم مسنودين من جهات وقادة أحزاب سياسية اقوى من الدولة والمؤسسات الرقابية والقضائية. قمع الاحتجاجات، كما حدث في انتفاضة تشرين 2019 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 متظاهر، زاد من شعور الشعب بالظلم والقهر واليأس من التغيير . *عدم تحقيق وعود الإصلاح: رغم الوعود المتكررة من الحكومات المتعاقبة بتحسين الخدمات، خلق فرص عمل، ومكافحة الفساد، ظل الواقع دون تغيير ملموس. على سبيل المثال، الحكومة الحالية، ورغم بعض الإصلاحات الاقتصادية، لم تنجح في تغيير الواقع المعيشي للغالبية ، مما جعل الشعب يفقد الأمل في التغيير عبر الانتخابات , الشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من السكان، يعبّرون عن يأسهم من عدم وجود مرشحين مستقلين قادرين على مواجهة النفوذ الحزبي السياسي , حيث شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة (2021) نسبة مشاركة متدنية بلغت 41% فقط، مقارنة بـ44.5% في 2018، وفقًا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات. هذا العزوف يعكس شعور المواطنين بأن أصواتهم لن تُحدث فرقًا في ظل هيمنة الأحزاب التقليدية على المشهد الانتخابي. *احتجاجات متقطعة وتراجع الحراك الشعبي: بعد انتفاضة تشرين 2019، التي طالبت بإسقاط النظام السياسي، تراجع زخم الاحتجاجات بسبب القمع العنيف وغياب النتائج الملموسة. هذا التراجع تحول إلى يأس جماعي، حيث يرى الكثيرون أن لا جدوى من المقاومة أو المشاركة السياسية, مما نتج بالتالي ل تعزيز هيمنة الأحزاب التقليدية و العزوف الشعبي يخدم الأحزاب الكبرى، مثل تلك ضمن الإطار التنسيقي، حيث يضمن انخفاض نسبة المشاركة سيطرة قواعدها الانتخابية الموالية. هذا يُقلل من فرص المرشحين المستقلين أو الإصلاحيين في تحقيق أي اختراق للتغيير. * ايجاد الحلول الناجعة في سبيل مواجهة الإحباط واليأس للمشاركة بالانتخابات: تكون من خلال التكاتف والتنسيق بين كل من منظمات المجتمع المدني والمرشحين المستقلين للقيام بتكثيف حملات التوعية عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتذكير المواطنين بأهمية صوتهم كأداة للتغيير، مع التركيز على دعم المرشحين المستقلين أصحاب الكفاءة والسمعة الحسنة الذين يرون أنهم اداة فعالة للتغير , وكذلك تعزيز الرقابة من قبل المفوضية العليا للانتخابات لاتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة شراء الأصوات ، ومراقبة مراكز التصويت , و يمكن للشباب والمجتمع المدني دعم مرشحين مستقلين يقدمون برامج إصلاحية واضحة، لمواجهة هيمنة الأحزاب التقليدية. والاهم محاسبة الفاسدين , حيث يقع على عاتق القضاء لتعزيز الشفافية ونزاهة الانتخابات لفتح تحقيقات في التسريبات المتعلقة بالتلاعب بالأصوات، مع فرض عقوبات رادعة على الأحزاب المتورطة بهذا الفعل. أن التلاعب بالخطاب الطائفي من قبل الأحزاب التقليدية تُحيي لتعبئة قواعدها بوجه المرشحين المستقلين ، ومستغلةً بالوقت نفسه يأس الشعب من التغيير لضمان ولاء القواعد التقليدية لذا يتربص قادة الأحزاب السياسية، المتشبثين بكراسيهم عبر تحالفاتهم المشبوهة، وبقلق مريب من موجة الإحباط واليأس الشعبي المتفاقم، الذي يدفع المواطنين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، لعلمهم اليقيني بأنها مجرد مسرحية لن تجلب لهم جديدًا. فهذه الانتخابات، التي يُهيمن عليها جشع الأحزاب التقليدية، لن تُحدث تغييرًا يُذكر، بل ستظل عاجزة عن تحسين الوضع المعيشي للمواطن أو توفير فرص عمل له. إن هيمنة هذه الأحزاب ، التي نهبت أحلام الشعب، تُغرق الشارع العراقي في مزيد من الإحباط، وتقتل أي أمل في مشاركة فعّالة لإحداث تغيير حقيقي، تاركةً الواقع غارقًا في وحل الفساد والتخلف والمحسوبية في تقاسم السلطة فيما بينهما . أن استمرار العزوف وبهذه النسبة الكبيرة سوف يُهدد حتمآ شرعية البرلمان القادم، حيث سيُنظر إليه كمؤسسة لا تمثل إرادة الشعب. هذا قد يُعزز الانقسامات الاجتماعية والطائفية، خاصة إذا استمرت الأحزاب التقليدية المهيمنة في استغلال الانقسامات لضمان أصوات قواعدها الطائفية.


وكالة أنباء براثا
منذ 7 ساعات
- وكالة أنباء براثا
خبير: إهمال السياحة والزراعة والاعتماد على النفط يهدد استقرار الاقتصاد العراقي
انتقد الخبير الاقتصادي، ضياء محسن، اليوم الأربعاء ، السياسات الحكومية التي تستند بشكل شبه كلي على الإيرادات النفطية في تمويل الموازنة، محذرًا من تداعيات هذا النهج على الاستقرار الاقتصادي في ظل تقلبات سوق الطاقة العالمية. وقال محسن في تصريح ل /المعلومة/، إن "التوترات السياسية في المنطقة، إضافة إلى التباطؤ في الاقتصاد الصيني، وهو من أكبر مستهلكي النفط عالميًا، شكلت عوامل ضغط ساهمت في انخفاض أسعار الخام". وأوضح أن "استمرار العراق في الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات يُعد خطأ استراتيجيا، لأن أي اضطراب في السوق النفطية ينعكس سلبًا على الموازنة العامة". مشيرًا إلى أن "السعر المعتمد يبلغ 70 دولارًا للبرميل وأي انخفاض بمقدار دولار واحد يتسبب بخسارة تصل إلى مليار دولار سنويا". وأضاف أن "العراق ملتزم ضمن اتفاق (أوبك بلس) بتخفيض إنتاجه النفطي بما لا يقل عن 100 ألف برميل يوميا، ما يعني خسارة تقدر بنحو 2 مليار دولار سنويا". وأكد على ضرورة أن "تتحمل السلطات التشريعية مسؤوليتها في وضع سياسات بديلة لتنويع مصادر الدخل الوطني، بدلًا من إهمال القطاعات الاقتصادية الحيوية"، لافتًا إلى أن "قطاع السياحة ما زال غير مستغل رغم امتلاك العراق لأكثر من 31 منفذًا سياحيا، في حين يعاني القطاع الزراعي من ضعف الإنتاجية ولا يغطي سوى محصول الحنطة"