
الدريوش : البيئة والهوية الأمازيغية في قلب احتفالية ثانوية ثازغين
فكري ولد علي
عاشت ثانوية ثازغين التابعة لمديرية التعليم بالدريوش، أمس السبت، يوماً استثنائياً امتزج فيه الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة بالتحسيس بأهمية البيئة والحفاظ عليها. الحدث، الذي نظمته جمعية 'بيرما ريف' بشراكة مع مؤسسة 'ريفوريست' والمديريتين الإقليميتين للتعليم والشباب بالدريوش، جاء تحت شعار 'البيئة والثقافة في خدمة الأجيال الصاعدة'، وعرف مشاركة واسعة من التلاميذ الذين تفاعلوا بحماس مع مختلف فقراته.
انطلقت فعاليات اليوم الاحتفالي في الفترة الصباحية بحملة توعوية حول أهمية البيئة، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة الحفاظ على هذا الفضاء المشترك للعيش واستدامة موارده. بالتوازي مع ذلك، شرع التلاميذ في رسم جدارية كبيرة تجسد قيمة الطبيعة وضرورة حمايتها، بينما قدم آخرون عروضاً ومداخلات ناقشت دور المدرسة كمحطة أولى لترسيخ الوعي البيئي.
وقد كشفت هذه المداخلات عن وعي متزايد لدى التلاميذ بأهمية الحفاظ على البيئة المدرسية، باعتبارها البيئة الأقرب لهم والتي يقضون فيها جل أوقاتهم خلال اليوم. كما أكدوا على ضرورة تحمل كل مكونات المجتمع المدرسي لمسؤولياتهم في هذا المجال، بدءاً من سلوكيات بسيطة مثل ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وصولاً إلى مشاريع بيئية أكبر مثل التشجير وإعادة التدوير.
في ختام الفترة الصباحية، قام التلاميذ بغرس الأشجار والنباتات العطرية في فضاءات المؤسسة، في خطوة رمزية تعكس التزامهم بالممارسات البيئية المستدامة. هذه المبادرة لاقت استحساناً كبيراً، حيث عبر المشاركون عن رغبتهم في الاستمرار بهذا النهج، خصوصاً في ظل التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة، من تغيرات مناخية وتراجع في الغطاء النباتي.
مع حلول الفترة المسائية، تحولت الثانوية إلى فضاء احتفالي بهيج بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة، حيث قدم التلاميذ عروضاً فنية ومسرحية تجسد الاعتزاز بالهوية الأمازيغية والتقاليد العريقة المرتبطة بها.
تميزت العروض بتقديم لوحات مسرحية سلطت الضوء على بعض العادات الأمازيغية، خاصة تقاليد العرس الأمازيغي، إضافة إلى مشاهد تحسيسية تناولت قضايا اجتماعية مثل مسرحية 'بوحمرون'، التي أبرزت أهمية التلقيح في مواجهة هذا الداء الذي لا يزال ينتشر في بعض المناطق.
لم يكن الحفل فقط مناسبة للاحتفال، بل كان أيضاً فرصة لتكريم التلميذات والتلاميذ المتفوقين، حيث تم توزيع جوائز تقديرية على المتفوقين الحاصلين على معدلات بين 14 و18، في التفاتة تحفيزية تكرّس ثقافة التميز والاجتهاد داخل المؤسسة.
عكس هذا اليوم الاحتفالي رؤية شمولية تجمع بين التربية البيئية، والاعتزاز بالهوية الثقافية، وتعزيز روح المسؤولية لدى الناشئة. كما أنه يعد نموذجاً للمبادرات التي يمكن أن تسهم في بناء جيل واعٍ، قادر على الموازنة بين الحفاظ على موروثه الثقافي والانخراط في القضايا البيئية والمجتمعية.
إقرأ ايضاً

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- هبة بريس
العثور على 'مصحف' مرمي في حاوية نفايات بإمزورن يثير استياءً واسعًا
هبة بريس – فكري ولد علي أثار عامل نظافة في مدينة إمزورن، التابعة لإقليم الحسيمة، موجة من الغضب بعد نشره لتغريدة عبر موقع الفيسبوك، كشف فيها عن عثوره على نسخة من المصحف الشريف مرمية في إحدى حاويات النفايات، وقد وصف هذا المشهد بالمؤلم والمُحزن. وسرعان ما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع التغريدة، معبرين عن استنكارهم لهذا التصرف الذي اعتبروه انتهاكًا لحرمة كتاب الله عز وجل. وأعرب العديد من المستخدمين عن أسفهم لهذا الفعل، مطالبين بضرورة نشر الوعي حول كيفية التعامل مع المصاحف القديمة بطرق تحفظ قدسيتها، مثل دفنها أو إعادة تدويرها وفق الضوابط الشرعية التي تضمن احترام الكتاب المقدس. وأثارت الحادثة جدلاً واسعًا بين المغاربة، الذين أكدوا على أهمية تربية الأجيال على احترام المقدسات الدينية وتعليمهم السبل السليمة للتعامل مع المصاحف التي لا يمكن استخدامها بعد مرور الوقت.


تليكسبريس
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- تليكسبريس
أمطار الخير تنعش واحات تافيلالت
مستعينا بفأسه، يزيل علي سوبان الأعشاب الضارة التي نمت في حقله بعد أمطار الخير التي هطلت خلال الأيام الأخيرة بجهة درعة-تافيلالت، على غرار باقي جهات المملكة. فبالنسبة لعلي، فلاح شاب من جماعة أوفوس بإقليم الرشيدية، يزرع الفول في حقل محاط بالنخيل الكثيف، 'لقد حان الوقت لحرث الأرض وتهوية التربة وإزالة الأعشاب الضارة كي لا تنافس الفول في نموه'. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال علي 'إنه بعد سنوات عجاف، أنعم الله علينا بأمطار الخير التي تبشر بتجدد الموارد المائية وإحياء الأراضي القاحلة'، مشيرا إلى أن 'هذه السنة استثنائية بعد سنوات من الجفاف الذي أدى عمليا إلى جفاف أودية وسواقي الجهة'. العياشي بلحاج، وهو كذلك فلاح من زاوية أملكيس، تغمره الحماسة ذاتها لحرث الأرض، مبرزا التأثير الإيجابي للأمطار الأخيرة على سلسلتي النخيل والزيتون بالإضافة إلى الزراعات المعيشية الأخرى. وأوضح أن أمطار الغيث التي سجلت هذه السنة ستخفف أيضا من مشكل الحرائق التي تواجه الواحات، لأن الجفاف يساهم في مفاقمة هذه الظاهرة بسبب شح أوراق النخيل من الماء، مشددا من جهة أخرى على أهمية العمل الجمعوي في الحفاظ على الموارد المائية بالواحات وتدبيرها بشكل جيد. كما سلط هذا الشاب الثلاثيني الضوء على الجهود التي تبذلها جمعية أملكيس، إلى جانب جماعة أوفوس والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان والمديرية الجهوية للفلاحة لدرعة-تافيلالت، في مجال صيانة السواقي وتطويرها لتكون صالحة للعمل بشكل دائم. وبفضل الأمطار الأخيرة، منحت المياه المتدفقة من 'وادي زيز' بين الحقول حياة جديدة لواحات 'أولاد شاكر'، الواقعة على بعد حوالي 30 كيلومترا عن مدينة الرشيدية، مما خلف ارتياحا لدى الفلاحين الذين يبذلون قصارى جهدهم لحرث الأرض. وعلى الرغم من أن العديد من سدود المنطقة لم تبلغ معدلات الملء المأمولة، إلا أن الأمطار أثلجت صدور الساكنة. ووفقا لوكالة الحوض المائي لكير-زيز-غريس، فقد بلغ معدل ملء السدود التابعة للوكالة 53 في المائة إلى حدود 11 مارس الجاري، مقارنة بـ 19 في المائة في الفترة ذاتها من السنة الماضية. وفي هذا الصدد، قالت المسؤولة بمصلحة تتبع وتقييم وتخطيط موارد المياه في الوكالة، سعاد بومسهول، إن 'مستوى حقينة سد الحسن الداخل بلغ 205.54 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء بلغت 65.7 في المائة، يليه سد قدوسة بحجم يبلغ 79.6 مليون متر مكعب، بنسبة ملء بلغت 35.53 في المائة'. وأضافت أن هذه الأمطار كان لها أثر إيجابي على مستوى تحسين مخزون المياه وتوفير الماء الشروب والمياه المخصصة للاستخدام الفلاحي. وبالفعل فإن الأمطار كان لها تأثير على حقينة سدود الجهة وأيضا على عيون المياه الطبيعية، على غرار 'عين مسكي' الشهيرة (العين الزرقاء) التي عادت تدريجيا إلى الحياة بعد أن عانت من الجفاف لأكثر من ثلاث سنوات. وتأمل الساكنة المحلية كما الزوار بحياة جديدة في هذه القبلة السياحية التي شكلت في السابق مصدرا سقويا للمنظومة الواحية وملاذا طبيعيا لقضاء أوقات ممتعة ومنعشة تحت ظلال النخيل.


بديل
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- بديل
البيئة والهوية الأمازيغية في قلب احتفالية ثانوية ثازغين
عاشت ثانوية ثازغين التابعة لمديرية التعليم بالدريوش، أمس السبت 15 فبراير الجاري، يوماً استثنائياً امتزج فيه الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة بالتحسيس بأهمية البيئة والحفاظ عليها. الحدث، الذي نظمته جمعية 'بيرما ريف' بشراكة مع مؤسسة 'ريفوريست' والمديريتين الإقليميتين للتعليم والشباب بالدريوش، جاء تحت شعار 'البيئة والثقافة في خدمة الأجيال الصاعدة'، وعرف مشاركة واسعة من التلاميذ الذين تفاعلوا بحماس مع مختلف فقراته. انطلقت فعاليات اليوم الاحتفالي في الفترة الصباحية بحملة توعوية حول أهمية البيئة، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة الحفاظ على هذا الفضاء المشترك للعيش واستدامة موارده. بالتوازي مع ذلك، شرع التلاميذ في رسم جدارية كبيرة تجسد قيمة الطبيعة وضرورة حمايتها، بينما قدم آخرون عروضاً ومداخلات ناقشت دور المدرسة كمحطة أولى لترسيخ الوعي البيئي. وقد كشفت هذه المداخلات عن وعي متزايد لدى التلاميذ بأهمية الحفاظ على البيئة المدرسية، باعتبارها البيئة الأقرب لهم والتي يقضون فيها جل أوقاتهم خلال اليوم. كما أكدوا على ضرورة تحمل كل مكونات المجتمع المدرسي لمسؤولياتهم في هذا المجال، بدءاً من سلوكيات بسيطة مثل ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وصولاً إلى مشاريع بيئية أكبر مثل التشجير وإعادة التدوير. في ختام الفترة الصباحية، قام التلاميذ بغرس الأشجار والنباتات العطرية في فضاءات المؤسسة، في خطوة رمزية تعكس التزامهم بالممارسات البيئية المستدامة. - إشهار - هذه المبادرة لاقت استحساناً كبيراً، حيث عبر المشاركون عن رغبتهم في الاستمرار بهذا النهج، خصوصاً في ظل التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة، من تغيرات مناخية وتراجع في الغطاء النباتي. مع حلول الفترة المسائية، تحولت الثانوية إلى فضاء احتفالي بهيج بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة، حيث قدم التلاميذ عروضاً فنية ومسرحية تجسد الاعتزاز بالهوية الأمازيغية والتقاليد العريقة المرتبطة بها. تميزت العروض بتقديم لوحات مسرحية سلطت الضوء على بعض العادات الأمازيغية، خاصة تقاليد العرس الأمازيغي، إضافة إلى مشاهد تحسيسية تناولت قضايا اجتماعية مثل مسرحية 'بوحمرون'، التي أبرزت أهمية التلقيح في مواجهة هذا الداء الذي لا يزال ينتشر في بعض المناطق. لم يكن الحفل فقط مناسبة للاحتفال، بل كان أيضاً فرصة لتكريم التلميذات والتلاميذ المتفوقين، حيث تم توزيع جوائز تقديرية على المتفوقين الحاصلين على معدلات بين 14 و18، في التفاتة تحفيزية تكرّس ثقافة التميز والاجتهاد داخل المؤسسة. عكس هذا اليوم الاحتفالي رؤية شمولية تجمع بين التربية البيئية، والاعتزاز بالهوية الثقافية، وتعزيز روح المسؤولية لدى الناشئة. كما أنه يعد نموذجاً للمبادرات التي يمكن أن تسهم في بناء جيل واعٍ، قادر على الموازنة بين الحفاظ على موروثه الثقافي والانخراط في القضايا البيئية والمجتمعية.