أحدث الأخبار مع #JoinourTelegramEPA


سيدر نيوز
١٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
اتهامات لإيران باستخدام مسيرات وتكنولوجيا مراقبة لتطبيق قواعد الحجاب
Join our Telegram EPA قالت الأمم المتحدة إن إيران تستخدم طائرات مسيرة وتكنولوجيا المراقبة الرقمية 'لسحق المعارضة'، خاصة بين النساء اللاتي يرفضن الالتزام بقواعد الزي الصارمة في الجمهورية الإسلامية. ويقول محققون أمميون إن مسؤولي الأمن الإيرانيين يستخدمون استراتيجية 'الحراسة التي ترعاها الدولة'، لتشجيع الناس على استخدام تطبيقات الهاتف الذكي المتخصصة للإبلاغ عن النساء بسبب انتهاكات مزعومة لقواعد الزي في المركبات الخاصة مثل سيارات الأجرة وسيارات الإسعاف. ويسلط التقرير الأممي الضوء أيضاً على الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة الأمنية لمراقبة الالتزام بالحجاب في طهران وجنوب إيران. وغالباً ما تكون العواقب وخيمة بالنسبة للنساء اللاتي يتحدين القوانين أو يحتججن ضدها، فقد يتعرضن للاعتقال والضرب وحتى الاغتصاب أثناء الاحتجاز. وتأتي نتائج بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أن قررت العام الماضي أن النظام الديني في البلاد مسؤول عن 'العنف الجسدي' الذي أدى إلى وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها في عام 2022. وقال شهود عيان إن الشابة الكردية، البالغة من العمر 22 سنة، تعرضت لضرب مبرح على يد شرطة الأخلاق أثناء اعتقالها، لكن السلطات نفت تعرضها لسوء المعاملة وزعمت أن 'سكتة قلبية مفاجئة' كانت السبب في وفاتها. وأثار مقتلها موجة احتجاجات عارمة لا تزال مستمرة حتى اليوم، رغم تهديدات الدولة بالاعتقال والسجن. وقال التقرير: 'بعد مرور سنتين ونصف السنة على اندلاع الاحتجاجات في سبتمبر/ أيلول 2022، لا تزال النساء والفتيات في إيران يواجهن تمييزاً منهجياً، في القانون والممارسات، والذي يتخلل جميع جوانب حياتهن، خاصة فيما يتعلق بتطبيق الحجاب الإجباري'. وأضاف: 'تعتمد الدولة بشكل متزايد على عمليات المراقبة التي ترعاها الدولة في محاولة واضحة لتجنيد الشركات والأفراد للالتزام بالحجاب، وتصويره باعتباره مسؤولية مدنية'. وفي جامعة أمير كبير بطهران، قامت السلطات بتثبيت برنامج التعرف على الوجه عند بوابة الدخول لرصد النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، وفقاً للتقرير. وتستخدم إيران أيضاً كاميرات المراقبة على الطرق الرئيسية لرصد النساء غير المحجبات. وقال المحققون أيضاً إنهم حصلوا على تطبيق الهاتف الذكي 'ناظر' الذي توفره الشرطة الإيرانية، والذي يسمح لأفراد 'معتمدين' لديها من المواطنين وعناصر من الشرطة بالإبلاغ عن النساء غير المحجبات في المركبات، بما في ذلك سيارات الإسعاف والحافلات وسيارات المترو وسيارات الأجرة. وأشار التقرير إلى أنه 'من الممكن لمستخدمي هذا التطبيق إضافة الموقع والتاريخ والوقت ورقم لوحة ترخيص السيارة التي وقعت فيها المخالفة المزعومة لقواعد الحجاب الإلزامي، والتي تقوم بعد ذلك بـ 'تسجيل' السيارة عبر الإنترنت، مما ينبه الشرطة'. وذكر أن رسالة نصية تُرسل إلى مالك المركبة المسجل لتحذيره من مخالفته لقوانين الحجاب الإلزامي. وأضاف التقرير أن المركبات قد تُحتجر إذا تجاهل سائقها التحذيرات. وأجرى محققو الأمم المتحدة مقابلات مع ما يقرب من 300 ضحية وشاهد، كما بحثوا بعمق في النظام القضائي الإيراني، الذي قالوا إنه يفتقر إلى أي استقلال حقيقي. كما تعرض ضحايا التعذيب وغيره من الانتهاكات للاضطهاد بينما تعرضت عائلاتهم 'لترهيب ممنهج'. كما عثروا على أدلة على عمليات إعدام خارج نطاق القضاء بحق ثلاثة أطفال وثلاثة متظاهرين بالغين، والتي رفضتها الدولة في وقت لاحق باعتبارها عمليات انتحار. وأكد التقرير أيضاً وجود حالات إضافية من العنف الجنسي أثناء الاحتجاز، مشيراً إلى حالة امرأة اعتقلت وتعرضت للضرب المبرح، وخضعت لعملية إعدام وهمية مرتين، واغتصبت ثم تعرضت للاغتصاب الجماعي. ومن المقرر أن يُرفع هذا التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان في 18 مارس/ آذار الجاري.


سيدر نيوز
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟
Join our Telegram EPA في عرض الصحف، نقرأ مقالات متنوعة، من بينها مناقشة إمكانية امتلاك بولندا وألمانيا للأسلحة النووية والآثار المحتملة لذلك، بالإضافة إلى مقال آخر يتناول قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها بعيداً عن الولايات المتحدة. وختاماً، يتطرق مقال آخر إلى تقرير يفيد بأن إسرائيل تسببت في 'تدمير' جزئيّ للقدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة. نقرأ مقالاً في صحيفة 'التايمز' الأمريكية بعنوان 'هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟'، بقلم أوليفر مودي وهيو توملينسون. يبدأ الكاتبان في مقالهما بالإشارة إلى أن الرئيس الهولندي المنتهية ولايته، أندجي دودا، قد ناشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر أسلحة نووية أمريكية على الأراضي البولندية كوسيلة لردع روسيا. وبحسب المقال تظل بولندا من أكثر الدول الأطلسية تمسكاً بالحلف، وتعمل على 'استغلال' مكانتها الطيبة لدى إدارة ترامب لضمان دعم الولايات المتحدة. في مقالهما، يلفت الكاتبان الإنتباه إلى النتائج التي قد تنجم عن قرار بولندا استضافة الأسلحة النووية الأمريكية. يشيران إلى أن هذه الخطوة ستكون الأولى من نوعها في دول كانت جزءاً من الكتلة الشرقية خلال الحرب الباردة، إضافة إلى كونها أول قاعدة تُنشر في دولة عضو في حلف الناتو على حدود روسيا. كما يشير المقال إلى أن بولندا قد تسعى لاستغلال علاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل إدارة ترامب، لتعزيز مكانتها في حلف الناتو. تعد بولندا من الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي العالمية، وسوف تواجه إدانة دولية إذا اتخذت خطوات للحصول على ترسانة خاصة بها، بحسب المقال. وفقاً لخبير في الاستراتيجية النووية، فإن بولندا ستواجه صعوبة في التخصيب إلى الدرجة المطلوبة لصنع الأسلحة النووية بمفردها، دون مساعدة من دولة ذات قوة ردع ذرية مثل الولايات المتحدة أو امتلاك قطاع نووي مدني قوي مثل اليابان أو كوريا الجنوبية، بحسب الصحيفة. ويضيف الخبير الاستراتيجي بحسب المقال، أن بولندا ستواجه صعوبة في تكرار إنجاز إسرائيل في بدء برنامج أسلحة نووية تحت الرادار، لا سيما وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب المفاعلات عن كثب، بحثاً عن أي مؤشرات على احتمال إزالة مواد مشعة بشكل غير قانوني. ويذكر المقال أن المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرز، يفضل إبرام اتفاقية لتقاسم الأسلحة النووية مع فرنسا أو المملكة المتحدة. ومع ذلك، يثير بعض محللي الأمن في برلين شكوكاً حول فعاليتها، مما دفعهم إلى مناقشة إمكانية تطوير ألمانيا رادعاً نووياً مستقلاً. يوضح الكاتبان أن ألمانيا أغلقت آخر ثلاثة مفاعلات نووية لها في بداية عام 2023، لكنها ما زالت تمتلك قدرات بحثية نووية قوية ومنشآت لتخصيب اليورانيوم في يوليش وغروناو. ويشير الخبراء إلى أنه يمكنها تخزين كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة رؤوس حربية خلال خمس سنوات. في الختام، يشير المقال إلى أن الفكرة لا تحظى بتأييد كبير بين النخبة السياسية الألمانية ولا تحظى بشعبية لدى الجمهور. فقد أظهر استطلاع رأي نشرته مجلة شتيرن هذا الأسبوع أن 65% من الناخبين يعارضونها، بينما أيدها 31% فقط. الناجون من الهجوم النووي الأمريكي على اليابان: 'جحيم القنبلة يجب ألا يتكرر' 'إعادة تسليح أوروبا' Reuters نقرأ في صحيفة 'لوموند' الفرنسية مقالاً للكاتب غاري داجورن، يناقش فيه إمكانية جعل أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على الولايات المتحدة. بعد ما وصفه الكاتب بـ 'هجمات وضغوط إدارة ترامب' على الديمقراطيات الأوروبية، يطرح المقال تساؤلاً حول ما إذا كانت أوروبا قادرة على ضمان استقلاليتها في الشؤون الدفاعية. يعتبر الكاتب هذه القضية معقدة، إذ يرى أنه بعد حوالي 35 عاماً من انتهاء الحرب الباردة، تراجعت الإنفاقات العسكرية لمعظم الدول الأوروبية بشكل كبير. وبناء على ذلك، يوضح المقال أن القوات المسلحة الأوروبية لم تعد 'تُعتبر مستقلة أو مستعدة للتعامل مع صراعات كبيرة'. أشار داجورن إلى أن خطة 'إعادة تسليح أوروبا'، تعكس عزم القادة الأوروبيين على تعزيز استقلالهم الاستراتيجي عن واشنطن. ومع ذلك، يشير إلى أن إعادة التسليح تواجه 'تحديات تمويلية وصناعية وتكنولوجية ضخمة'. يضيف الكاتب أن عملية إعادة التسلح قد تستغرق حتى 20 عاماً. مضيفاً أن 'تقارب' الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المواقف الروسية تشير إلى أن الوجود العسكري الأمريكي قد 'لا يكون رادعاً موثوقاً' ضد نظام بوتين لفترة طويلة. وفقاً للمقال، يُتوقع أن تحتاج ميزانية الدفاع الأوروبية بحلول نهاية فبراير 2025 إلى زيادة قدرها 250 مليار يورو سنوياً لتمكين أوروبا من ردع الجيش الروسي. من العقبات التي يراها الكاتب أمام قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على الولايات المتحدة – ما يسميه 'عقبة الاعتماد التكنولوجي'. يرى الكاتب أن معظم الدول الأوروبية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اعتمدت على شراء المعدات الأمريكية، خاصة في قطاع الطيران. ويُمثل هذا الاعتماد مشكلة، حيث تعتمد الأسلحة الحديثة على أنظمة حاسوبية معقدة تسيطر واشنطن عليها. ويضيف الكاتب أنه رغم مزايا الصناعة الأوروبية، إلا أنها تظل مجزّأة بشكل كبير، حيث تضم العديد من الشركات الوطنية الرائدة ولكن عدداً قليلاً من التحالفات أو الشركات العملاقة، على عكس الولايات المتحدة التي استفادت من الحرب الباردة لتوحيد شركات الأسلحة من خلال عمليات الدمج والاستحواذ. ويضيف المقال أن إعادة بناء القدرات الصناعية العسكرية الأوروبية تتطلب استقراراً في التمويل على مدار العقود القادمة. ويختتم الكاتب مقاله بأن تعقيد المعدات الثقيلة مثل حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة والغواصات النووية يزيد من تكاليف إنتاجها وصيانتها، مما يقلل من عدد الوحدات التي يمكن للجيش تحمّل تكاليف اقتنائها وصيانتها. فشل تجربة صاروخ 'ترايدنت' البريطاني يثير موجة سخرية حول العالم 'تدمير خصوبة الفلسطينيين' Reuters وفي ختام جولة الصحف نقرأ افتتاحية صحيفة 'القدس العربي الجديد'، التي سلطت الضوء على تحقيق للأمم المتحدة نُشر حول الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن التحقيق أن 'إسرائيل هاجمت ودمّرت مركز الخصوبة الرئيسي في قطاع غزة، ومنعت المساعدات بما في ذلك الأدوية الضرورية للحمل والإنجاب ورعاية المواليد'، مما أدى إلى 'تدمير' جزئيّ للقدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة. نقلت الصحيفة عن رئيسة اللجنة نافي بيلاي قولها إن هذه 'الانتهاكات تسببت في أضرار جسدية ونفسية خطيرة للنساء والفتيات، بالإضافة إلى تداعيات طويلة الأمد على الصحة النفسية والإنجابية وفرص الخصوبة للفلسطينيين كجماعة إنسانية'. وفقاً للافتتاحية، أحد أبرز 'الانتهاكات' التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي هو استهداف مركز البسمة للإخصاب، مما ألحق أضراراً بنحو أربعة آلاف جنين، ودمر جميع المواد الإنجابية المخزّنة للحمل مستقبلاً. بحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تواصل سعيها 'لإفناء الفلسطينيين علناً'، بينما يردّ الفلسطينيون على ذلك 'بصمود استثنائي'، من 'خلال المقاومة، وإنجاب الأطفال، والحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم' بهدف تغيير المعادلة. بدورها، رفضت إسرائيل بشدة التقرير الأممي الذي يتهمها بارتكاب إبادة جماعية واستخدام العنف الجنسي بشكل ممنهج كأداة حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. واتّهمت اللجنة بتمرير 'أجندة سياسية منحازة ومحددة سلفاً، في محاولة وقحة لتجريم قوات الدفاع الإسرائيلية'. وقالت البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن نتائج التقرير 'منحازة، وغير موثوقة، وتفتقر إلى أي مصداقية'، حسب تعبيرها. Powered by WPeMatico ** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


سيدر نيوز
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
التأثير غير المتوقع لـ 'صفقة القرن' التي أبرمها ترامب بشأن المعادن
Join our Telegram EPA عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تُعدّ 'ضربة قوية للعمل المناخي العالمي'. هذا ما صرّحت به كريستيانا فيغيريس، الرئيسة السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، بعد انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الأول. ومنذ توليه منصبه، انسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، التي تُعتبر أهم اتفاقية عالمية للمناخ. كما أفادت تقارير بأنه منع العلماء الأمريكيين من المشاركة في أبحاث المناخ الدولية، وألغى الأهداف الوطنية للسيارات الكهربائية. كما سخر من محاولات سلفه تطوير تكنولوجيا خضراء جديدة، واصفاً إياها بـ 'الخدعة الخضراء الجديدة'. ومع ذلك، ورغم تاريخه في قضية المناخ، يحرص ترامب على إبرام صفقة مع الرئيس الأوكراني بشأن المعادن الأساسية. كما أبدى اهتماماً كبيراً بغرينلاند وكندا، وهما دولتان غنيتان بالمعادن الأساسية. لقد كان شراء المعادن الأساسية محور تركيز رئيسي لترامب منذ توليه منصبه. تُعد هذه المعادن أساسية في صناعات تشمل الفضاء والدفاع، لكن من المثير للاهتمام أن لها استخداماً رئيسياً آخر أيضاَ، وهو تصنيع التكنولوجيا الخضراء. فهل يُمكن أن يكون لتركيز ترامب على الحصول على هذه المعادن تأثيرٌ مُباشر، وأن يُساعد في إطلاق العنان لإمكانات الولايات المتحدة في قطاع التكنولوجيا الخضراء؟ تأثير إيلون ماسك؟ يدرك الذراع الأيمن لترامب أكثر من غيره أهمية المعادن الأساسية في التحول الأخضر. تعتمد سبيس إكس وتيسلا – اللتان يقودهما إيلون ماسك – اعتماداً كبيراً على المعادن الأساسية مثل الغرافيت (في المركبات الكهربائية)، والليثيوم (في البطاريات)، والنيكل (في الصواريخ). وتوضح الدكتورة إليزابيث هولي، الأستاذة المساعدة في هندسة التعدين في كلية كولورادو للمناجم، أن لكل دولة قائمتها الخاصة بالمعادن الأساسية، ولكنها تتكون عموماً من معادن أرضية نادرة ومعادن أخرى مثل الليثيوم. وتقول إن الطلب على الليثيوم مزدهر، ففي عام 2023، ارتفع الطلب على الليثيوم بنسبة 30 في المئة، ويعزى ذلك في الغالب إلى النمو السريع في قطاعي الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية. وخلال عقدين من الزمن، ستشكل هذه المعادن ما يقرب من 90 في المئة من الطلب على الليثيوم، و70 في المئة من الطلب على الكوبالت، و40 في المئة من المعادن الأرضية النادرة، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وبلغ قلق ماسك بشأن الاستحواذ على بعض هذه المعادن حداً دفعه إلى التغريد قبل ثلاث سنوات: 'ارتفع سعر الليثيوم إلى مستويات جنونية! قد تضطر تيسلا إلى الدخول مباشرةً في التعدين والتكرير على نطاق واسع، ما لم تتحسن التكاليف'. وأضاف أن هذا العنصر متوفر بكثرة، لكن وتيرة استخراجه بطيئة. موقف الولايات المتحدة في السباق العالمي وتناول تقرير نشرته لجنة حكومية أمريكية في ديسمبر/كانون الأول 2023 ضعف موقف الولايات المتحدة في المعادن الأرضية النادرة والمعادن الحيوية (مثل الكوبالت والنيكل). وجاء في التقرير: 'يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في نهجها السياسي تجاه سلاسل توريد المعادن الحيوية وعناصر الأرض النادرة نظراً للمخاطر التي يشكلها اعتمادنا الحالي على جمهورية الصين الشعبية'. وحذر التقرير من أن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى 'توقف الإنتاج الدفاعي تماماً وخنق تصنيع التقنيات المتقدمة الأخرى'. وتنبع هيمنة الصين على السوق من إدراكها المبكر للفرص الاقتصادية التي توفرها التكنولوجيا الخضراء. ويقول بوب وارد، مدير السياسات في معهد غرانثام للأبحاث بشأن تغير المناخ والبيئة في كلية لندن للاقتصاد: 'لقد اتخذت الصين قراراً قبل نحو 10 سنوات بشأن الاتجاه الذي يتجه إليه هذا الأمر، وسعت استراتيجياً إلى تطوير ليس فقط مصادر الطاقة المتجددة ولكن أيضاً المركبات الكهربائية، وهي الآن تهيمن على السوق'. وتوضح ديزي جينينغز-غراي، رئيسة قسم الأسعار في وكالة 'بينشمارك مينيرال إنتليجنس' لتقارير الأسعار، أن هذه المعادن تُعدّ من المعادن الأساسية نظراً لمحدودية مواردها الجيولوجية، قائلة 'لا يُمكن ضمان وجود احتياطيات قابلة للاستخراج اقتصادياً في كل دولة'. وتتوافر بعض المعادن، مثل الليثيوم، بكثرة على الأرض، ولكنها غالباً ما تقع في أماكن يصعب الوصول إليها، مما قد يُكلف مشروعات التعدين مبالغ باهظة. وفي حالات أخرى، يعتمد الأمر على دولة واحدة تُنتج حصة كبيرة من المعروض العالمي، مثل الكوبالت من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وهذا يعني أن وقوع كارثة طبيعية أو اضطرابات سياسية يؤثر على السعر، كما تقول جينينغز-غراي. ونجحت الصين في تعزيز المعروض من خلال الاستثمار بكثافة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، لكن نقطة قوتها الأبرز في السوق تكمن في المعالجة (أو فصل المعدن عن العناصر الأخرى في الصخور). وتقول غريسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الأساسية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: 'تستحوذ الصين على 60 في المئة من إنتاج المعادن الأرضية النادرة العالمي، لكنها تُعالج ما يقرب من 90 في المئة منها، وهي المهيمنة في هذا المجال'. وتضيف أن البلاد تُدرك أهمية هذا الأمر في التبادل التجاري الاقتصادي، فبعد أيام قليلة من فرض ترامب رسوماً جمركية على الصين، ردّت حكومتها بفرض ضوابط على تصدير أكثر من 20 معدناً أساسياً، بما في ذلك الغرافيت والتنغستن. ويقول كريستوفر نيتل، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: 'أعتقد أن الدافع وراء هذا هو أن الصين هي الطرف المهيمن في مجال المعالجة. إنها مرحلة المعالجة هذه، وهي مرحلة هامش الربح المرتفع في العمل، لذا تُحقق الصين أرباحاً طائلة'. ويقول: 'إنها مصادفة سعيدة أن هذا قد يُسهم في نهاية المطاف في دعم التكنولوجيا الخضراء'. لكن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الولايات المتحدة متأخرة للغاية في الاستفادة الكاملة من هذا القطاع. تحذيرٌ شديدٌ للولايات المتحدة وفي بداياته، وُصف التحول الأخضر بأنه 'عبء' على الدول، وفقاً لبوب وارد من كلية لندن للاقتصاد. وأبدت إدارة بايدن دعماً قوياً لصناعات التكنولوجيا الخضراء من خلال طرحها قانون خفض التضخم في أغسطس/ آب 2022، الذي يقدم إعفاءات ضريبية وقروضاً وحوافز أخرى للتقنيات التي تُقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من تقنيات بطاريات السيارات الكهربائية إلى الألواح الشمسية. وبحلول أغسطس/آب 2024، قُدِّر أن هذا القانون قد جلب 493 مليار دولار (382 مليار جنيه إسترليني) من الاستثمارات إلى الصناعة الخضراء الأمريكية، وفقاً لمركز أبحاث 'كلين إنفستمنت مونيتور'. ومع ذلك، لم يُبذل سوى القليل من الجهد لدعم العمليات الأولية، مثل الحصول على المعادن الأساسية، كما تقول غراي من شركة بينشمارك إنتليجنس. وبدلاً من ذلك، ركزت إدارة بايدن بشكل كبير على التصنيع النهائي، أي عملية توصيل المنتجات من المُصنِّع إلى المستهلك النهائي. لكن خطوات ترامب الأخيرة للحصول على هذه المعادن الأساسية تُشير إلى أن التركيز على العمليات الأولية قد يكون قائماً الآن. همسات حول أمر تنفيذي جديد وقد تكون هناك خطوات أخرى من ترامب في المستقبل. يقول العاملون في القطاع إن الهمسات في أروقة البيت الأبيض تُشير إلى أنه قد يكون على وشك إصدار 'أمر تنفيذي للمعادن الحيوية'، والذي قد يُوجِّه المزيد من الاستثمارات لتحقيق هذا الهدف. ولا تزال التفاصيل الدقيقة التي قد يتضمنها الأمر التنفيذي غير واضحة، لكن خبراء مُلِمّين بالقضية قالوا إنه قد يشمل تدابير لتسريع التعدين في الولايات المتحدة، بما في ذلك تسريع إصدار التصاريح والاستثمار لبناء مصانع المعالجة. وعلى الرغم من أن العمل قد يكون جارياً الآن لتأمين هذه المعادن، إلا أن البروفيسور ويلي شيه من كلية هارفارد للأعمال يعتقد أن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى فهم التعقيد التقني لإنشاء سلاسل توريد المعادن، ويُشدّد على الالتزام الزمني المطلوب. ويقول 'إذا كنت ترغب في بناء منجم جديد ومنشأة معالجة، فقد يستغرق الأمر 10 سنوات'. Getty Images وكان كارل فليمنج مستشارا للجنة الاستشارية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في عهد الرئيس السابق بايدن، وهو شريك في شركة 'ماكديرموت ويل وإيمري' للمحاماة التي تقدم الاستشارات للعملاء في مجال التكنولوجيا النظيفة والطاقة. ويقول إنه على الرغم من حالة عدم اليقين، لا يزال المستثمرون واثقين من جدوى العمل في هذا المجال. وأضاف: 'في الشهر الماضي، كان مكتبي أكثر نشاطاً من أي وقت مضى، وهذا منذ أن تضاعف أربع مرات العام الماضي بعد قانون خفض التضخم'. ويتابع: 'إذا كنت تسعى حقاً إلى أن تكون أمريكا أولاً وأن تكون آمنا من حيث الطاقة، فعليك بذل كل جهد ممكن. حافظ على الطاقة الشمسية واستمر في تخزين البطاريات، وأضف المزيد من الغاز الطبيعي لإطلاق العنان لبراعة أمريكا في مجال الطاقة'. لكن عدم اليقين بشأن موقف الولايات المتحدة لا يُخفف كثيراً من وطأة غيابها عن الساحة الدولية للمناخ، كما يقول بوب وارد من كلية لندن للاقتصاد. ويضيف: 'عندما يكون الأمريكيون على أهبة الاستعداد، فإن ذلك يُساعد على توجيه الناس في الاتجاه الصحيح، وهكذا توصلنا إلى اتفاقية باريس للمناخ'. وبالنسبة للمهتمين بقضايا المناخ، فإن ترامب ليس بالتأكيد مناصراً للبيئة. ومن الواضح أنه لا يهتم بجعل إرثه بيئياً، بل اقتصادياً، مع أنه قادر على تحقيق الأمر الأول إذا اقتنع بأنه سيعزز الاقتصاد.


سيدر نيوز
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
اشتباكات مستمرة بين الجيش السوري وموالين للأسد في حلب، و'عمليات انتقامية' في الساحل تُسفر عن مئات القتلى
Join our Telegram EPA أعلنت وزارة الدفاع السورية الإثنين تصدي وحداتها لهجوم شنته قوات سوريا الديمقراطية 'قسد' على جبهة الأشرفية بمدينة حلب، موقعة خسائر في المجموعات المهاجمة، وذلك بحسب ما أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا). وفي محافظة دير الزور، أعلنت إدارة الأمن العام إلقاء القبض على أربعة ممّن وصفتهم بـ 'قادة المجموعات التابعين لفلول النظام البائد'، بحسب الوكالة السورية. وأكد المقدم ضياء العمر، مدير إدارة الأمن في محافظة دير الزور، لـ (سانا) الإثنين، أن العمليات لا تزال مستمرة، ولن يكون هناك تهاون في محاسبة كل من يثبت تورطه في أعمال 'إجرامية' تهدد أمن واستقرار البلاد. وقال العمر للوكالة السورية إن هذه العملية جاءت بعد ثبوت تورط من ألقي القبض عليهم في التخطيط لاستهداف مقرات أمنية وحكومية، بالتنسيق من قيادات موالية للنظام السابق في الساحل السوري. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع 'غارات تركية' استهدفت سد تشرين وجسر قرقوزاق في ريف حلب الشمالي الشرقي 'منبج'، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر حتى الآن. وقُتل في ريف حلب الشمالي أربعة عناصر من 'فصائل الجيش الوطني' خلال عملية تسلل نفذتها قوات سوريا الديمقراطية 'قسد' في محيط دير حافر بريف حلب الشرقي، بحسب المرصد. وخلال ساعات فجر الإثنين أكد المرصد أن 'العمليات الانتقامية في الساحل وجباله' استمرت لنحو 72 ساعة سُجّل خلالها '40 مجزرة طائفية'. وفي حصيلة غير نهائية، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد أن 973 مدنياً قُتلوا منذ السادس من مارس/آذار على يد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها في غرب البلاد، متحدثاً عن 'عمليات قتل وإعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي'. EPA وبدأ التوتر الخميس في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن شخصاً مطلوباً، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق المرصد الذي تحدث منذ ذلك الحين عن وقوع عمليات 'إعدام' طالت مدنيين علويين. وأرسلت السلطات تعزيزات إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس المجاورة في الساحل الغربي حيث أطلقت قوات الأمن عمليات واسعة النطاق لتعقب موالين للأسد. وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول. وقال أحد سكان مدينة جبلة العلويين لوكالة الأنباء الفرنسية رافضاً كشف هويته إن 'أكثر من خمسين شخصاُ، هم أفراد عائلات وأصدقاء، قتلوا'، لافتاً إلى أن قوات الأمن وميليشيات حليفة لها 'انتشلت الجثث بواسطة جرافات ودفنتها في مقابر جماعية. حتى إن هؤلاء ألقوا بجثث في البحر'. وشارك ناشطون والمرصد السوري الجمعة مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدّس بعضها قرب بعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع دماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان، فيما لم يتسنَّ حتى اللحظة التحقق من صحة هذه الفيديوهات، ومقاطع أخرى. وفرقت قوات الأمن السوري الأحد اعتصاماً في دمشق ضم العشرات ودعا إليه ناشطون في المجتمع المدني تنديداً بمقتل مدنيين غرب البلاد، بعدما خرجت تظاهرة مضادة أطلقت شعارات مناهضة للطائفة العلوية. 'تحديات متوقعة' Reuters اعتبرت إيران أن 'لا مبرر' للهجمات بحق الأقليات في سوريا، بما في ذلك أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المعزول بشار الأسد حليف طهران، وذلك عقب أعمال عنف في المناطق الساحلية أسفرت عن مقتل المئات. وقال اسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي 'لا يوجد أي مبرر للهجمات على بعض العلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى'، معتبراً أن ذلك 'أحزن المشاعر وضمير الدول في المنطقة والعالم'. وكان رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع قد تعهد الأحد بمحاسبة كل من 'تورط في دماء المدنيين'، بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين للرئيس المعزول بشار الأسد غرب البلاد، قتل خلالها أكثر من ألف شخص بينهم مئات المدنيين العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ونددت الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم أخرى بهذه المجازر، داعية السلطات السورية إلى وضع حد لها. كذلك، دانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا في بيان 'الجرائم المرتكبة' بحقّ السكان في غرب البلاد. وأورد البيان 'إنّنا في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، نُدين بشدة الجرائم المُرتكبة بحق أهلنا في الساحل، ونؤكد أنّ هذه الممارسات تُعيدنا إلى حقبة سوداء لا يريد الشعب السوري تكرارها'، مطالبة 'بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم'. وكان الشرع قال في كلمة ألقاها صباح الأحد في أحد مساجد دمشق إن 'ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة'، مؤكداً أن السوريين قادرون على 'أن نعيش سوية بهذا البلد'. وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة 'مستقلة' بهدف التحقيق بالأحداث التي وقعت في غرب البلاد، لافتة إلى أنها تتألف من سبعة أشخاص.


سيدر نيوز
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
هجوم لـ'فلول النظام البائد' في دمشق، والجيش السوري يلقي القبض على عناصر من 'قسد' في حلب
Join our Telegram EPA أعلن الجيش السوري أنه ألقى القبض على عناصر من قوات سوريا الديمقراطية 'قسد' التي يقودها الأكراد، خلال تسللهم من حي الأشرفية بحلب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني لوكالة الأنباء السورية 'سانا' إن قواته 'تمكنت من التصدي لهجوم شنته قوات قسد على جبهة الأشرفية بمدينة حلب، وأوقعنا خسائر في المجموعات المهاجمة'. ونشرت قنوات مؤيدة للنظام الجديد على تليغرام مقاطع مصورة، تظهر ما تقول إنها جانب من اشتباكات بين أجهزة الأمن الداخلي وفلول من نظام الأسد وهي تهاجم فرع الأمن العام في حي المزة بدمشق، موضحة أنه تم 'تحييد المهاجمين'. كما أفاد مدير إدارة الأمن في محافظة دير الزور بإلقاء القبض على أربعة ممن وصفهم بأنهم 'قادة المجموعات التابعين لفلول النظام البائد'، وذلك خلال عملية أمنية محكمة، بحسب سانا. EPA-EFE/REX/Shutterstock يأتي ذلك بعد أن أصدر رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، الأحد قراراً بتشكيل 'لجنة وطنية مستقلة' للتحقيق في 'أحداث الساحل السوري'، في إشارة إلى المواجهات الدموية التي وقعت في بعض مناطق الساحل. وقال حساب الرئاسة على منصة إكس، إن اللجنة منوطة بـ 'الكشف عن الأسباب والظروف والملابسات، التي أدت لوقوع هذه الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها، والتحقيق في الاعتداءات على المؤسسات العامة، ورجال الأمن والجيش وتحديد المسؤولين عنها'. وأشار القرار إلى أن اللجنة سترفع تقريرها في هذا الشأن إلى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في مدة أقصاها ثلاثين يوماً من تاريخ صدور قرار تشكيلها. وتعهّد الشرع الأحد بمحاسبة كل من 'تورط في دماء المدنيين'، بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في غرب البلاد، قتل خلالها أكثر من ألف شخص بينهم مئات المدنيين العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال الشرع في كلمة بثّت على قناة الرئاسة السورية على تلغرام ' نؤكد أننا سنحاسب بكل حزم وبدون تهاون كل من تورط في دماء المدنيين أو أساء إلى أهلنا ومن تجاوز صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مأربه الخاص'، مضيفا 'لن يكون هناك أي شخص فوق القانون وكل من تلوثت يداه بدماء السوريين سيواجه العدالة عاجلا غير آجل وكان الشرع قد قال، خلال كلمة ألقاها في أحد مساجد دمشق في وقت مبكر اليوم الأحد، إن 'ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة'. وأضاف: 'يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية، على السلم الأهلي قدر المستطاع'، مؤكداً أن السوريين قادرون على 'العيش سوية بهذا البلد'. سوريا: هل تعرقل أحداث الساحل الدموية مسيرة المرحلة الانتقالية؟ في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها بدأت بتنفيذ المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية في منطقة الساحل السوري، بهدف ملاحقة من أسمتهم بـ 'فلول' النظام السابق. وأضافت الوزارة على لسان المتحدث باسمها حسن عبد الغني، أن العمليات العسكرية تهدف لتطويق المسلحين المتبقين في منطقة الساحل. وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) العثور على مقبرة جماعية قرب مدينة القرداحة الساحلية، تضم جثامين لعناصر من إدارة الأمن العام والشرطة. ونشرت الوكالة صوراً لما قالت إنها جثامين تعود لأفراد من القوى الأمنية قُتلوا على يد 'فلول' النظام السابق، ودُفنوا في مقبرة جماعية في أحد الأودية القريبة من القرداحة. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، فجر الاثنين، إن 973 مدنياً أعدموا، بينهم نساء وأطفال، في 39 'مجزرة'. وسجل المرصد السوري مجازر جديدة في حارة القنيطرة بطرطوس، ومدينة بانياس وحي الدعتور في اللاذقية وقرية الرملية وقرية الرصافة في ريف مصياف. وأوضح بيان سابق للمنظمة الحقوقية أن من بين الضحايا 'عائلات قُتلت داخل منازلها'، في منطقة الساحل منذ يوم الخميس الماضي، فيما هُجّر 'عشرات الآلاف منهم'. كما سجل المرصد السوري 'مجازر جديدة' في حارة القنيطرة بطرطوس، ومدينة بانياس وحي الدعتور في اللاذقية وقرية الرملية وقرية الرصافة في ريف مصياف. واتهم مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، خلال مقابلة مع بي بي سي، مجموعات تتبع الأمن العام ووزارة الدفاع بارتكاب ما وصفها بـ 'المجازر' بحق المدنيين بدوافع انتقامية. وأفاد المرصد في بيان منفصل بمقتل 481 من المقاتلين، بينهم 231 من قوى الأمن وعناصر وزارة الدفاع السورية، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للقتلى في منطقة الساحل منذ الخميس الماضي إلى 1311 بين مدنيين وعسكريين. بدوره، أدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأحد، ما وصفها بـ 'المجازر التي تُرتكب بحق أقليات في سوريا'، وحضّ السلطات الانتقالية على محاسبة المسؤولين عنها. وقالت الأمم المتحدة، إنها تتلقى تقارير 'مقلقة للغاية' بشأن مقتل عائلات بأكملها في شمال غرب سوريا، ودعت إلى وقف فوري للعنف. وجاء في بيان للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك: 'قتل المدنيين في مناطق ساحلية في شمال غرب سوريا يجب أن يتوقّف فوراً'. وندد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، بما وصفها بـ 'المجازر المروعة' بحق المدنيين في شمال غربي سوريا. وطالب لامي، في تغريدة على منصة إكس، السلطات في دمشق بـ 'ضمان حماية جميع السوريين وتحديد مسار واضح للعدالة الانتقالية'. اجتماع دول جوار سوريا Reuters قي سياق متصل، عُقد في العاصمة الأردنية عمّان، الأحد، اجتماع لوزراء ومسؤولين من سوريا ودول مجاورة لها هي الأردن والعراق وتركيا ولبنان، وذلك لبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والمخدّرات. وشارك في الاجتماع، بحسب الخارجية الأردنية، وزيرا الخارجية والدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومدراء أجهزة المخابرات في كل من الدول الخمس 'لبحث آليات عملانية للتعاون في محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى'. وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن الاجتماع بحث التحديات التي تواجه سوريا، ومحاربة الإرهاب وتنظيم داعش. وقال الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مشترك أعقب الاجتماع، إنه تم الاتفاق على أمن سوريا ونبذ أي محاولات لزعزعة الأمن فيها. وأضاف أن هناك اتفاقاً على محاربة تهريب المخدرات من سوريا، مشيراً إلى أن دول الجوار أكدت ضرورة إسناد سوريا في إعادة البناء. وبين الصفدي أن اجتماعاً ثانياً سيُعقد في تركيا الشهر المقبل، مؤكداً أن الدول تسعى من الاجتماعات المستمرة إلى إسناد سوريا. كيف تطورت الأحداث في الساحل السوري؟ Reuters بدأت الأحداث يوم الخميس، 6 مارس/آذار، حين تعرضت دورية تابعة لإدارة الأمن العام السوري لكمين قرب قرية بين عانا القريبة من مدينة جبلة الساحلية، من قبل مسلحين. أرسلت قوات الأمن السورية رداً على الكمين تعزيزات عسكرية إلى منطقة الساحل، لكن الأمور تصاعدت، حين شنت مجموعات مسلحة هجمات وكمائن منسقة في مناطق عدة في الساحل. تعرضت قوى الأمن السورية لكمائن متزامنة، كان أبرزها كمين في ريف جبلة، حيث قُتل 13 عنصراً من قوى الأمن التابعة لوزارة الداخلية. اتهمت السلطات السورية من أسمتهم بـ 'فلول' النظام السابق بالوقوف وراء الهجمات، وهو مصطلح يستخدم لوصف المؤيدين لنظام بشار الأسد. قالت مصادر أمنية إن الهجمات في منطقة الساحل كانت مدروسة ومعدة مسبقاً. قررت وزارة الدفاع السورية إرسال أرتال عسكرية إلى منطقة الساحل، في محاولة لاستعادة السيطرة على زمام الأمور في المنطقة، وقدمت الأرتال من محافظات إدلب وحلب وحمص. تعرضت هذه الأرتال التي أرسلتها وزارة الدفاع إلى هجمات في طريقها إلى اللاذقية، حيث نصب مسلحون كمائن بين المناطق الحرجية المنتشرة في جبال الساحل، ما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش. بالتزامن مع الهجمات والاشتباكات، خرج متظاهرون من الطائفة العلوية في طرطوس وجبلة وريف اللاذقية، دعماً للتحركات العسكرية المناهضة للسلطات الجديدة في دمشق، بحسب ما هتف المتظاهرون. وشهدت في المقابل المناطق الموالية للجيش السوري الجديد حالة من الاستنفار، حيث تعالت الدعوات لحمل السلاح ومساندة القوات الأمنية والعسكرية في حربها ضد المهاجمين. فرضت السلطات حظر تجول في اللاذقية وطرطوس بعد دخول قوات وزارة الدفاع إلى المدينتين، فيما استمرت المواجهات العنيفة في المناطق المحيطة. ويوم الجمعة، بدأ المرصد السوري لحقوق الإنسان في الحديث عن 'مجازر' تُرتكب بحق أبناء الطائفة العلوية في منطقة الساحل، متهماً قوات الأمن وقوات وزارة الدفاع وقوات رديفة بارتكابها، وشملت المجازر بحسب المرصد إعدامات ميدانية وعمليات سرقة ونهب وإحراق ممتلكات. تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تُظهر ما يقولون إنها عمليات إعدام في الشوارع، وأخرى تظهر تعذيباً لأشخاص. نقل المرصد السوري أنباء متداولة عن أن ضابطاً في الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري خلال فترة النظام السابق، ويدعى غياث دلا، هو الذي يقود المعارك ضد قوات الأمن السورية في الساحل. أقرت وزارة الداخلية السورية بوقوع ما وصفتها بـ 'الانتهاكات الفردية' في منطقة الساحل، وقالت إن 'حشوداً شعبية غير منظمة' توجهت إلى المنطقة على إثر الاشتباكات والكمائن التي وقعت فيها، وهو ما أدى إلى هذه الانتهاكات. ألقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، خطاباً مساء الجمعة، تعهد فيه بمحاسبة 'كل من يتجاوز على المدنيين العزل'، وشدد على أن أهالي الساحل السوري جزء من مسؤولية الدولة، مؤكداً أن الدولة 'ستبقى ضامنة للسلم الأهلي ولن تسمح بالمساس به'. ويوم السبت، أعلنت وزارة الدفاع السورية استعادة السيطرة على معظم مناطق الساحل السوري التي شهدت اشتباكات، وقررت إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل في سبيل 'ضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجياً'، وأعلنت السلطات تعزيز وجودها في المنطقة. BBC ويتركز العلويون في سوريا بمنطقة الساحل شمال غربي البلاد، وهي الطائفة التي تنتمي لها عائلة الأسد التي حكمت البلاد على مدار خمسة عقود. ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نفذت السلطات حملات أمنية بهدف ملاحقة ما تصفها بـ 'فلول النظام' السابق في سوريا، شملت مناطق يقطنها علويون خصوصاً في وسط البلاد وغربها. وتخلل تلك العمليات اشتباكات وحوادث إطلاق نار، إذ يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للأسد بالوقوف خلفها. ويفيد سكان ومنظمات بين حين وآخر بحصول انتهاكات تشمل أعمالاً انتقامية، وعادة ما تضع السلطات هذه الانتهاكات في إطار 'حوادث فردية' وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها. Powered by WPeMatico