أحدث الأخبار مع #آرتنت


نافذة على العالم
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
ثقافة : سوثبى تبيع أكثر من 40 عملاً لروى ليختنشتاين بـ 35 مليون دولار فى مزاد مايو
الاثنين 21 أبريل 2025 06:00 صباحاً نافذة على العالم - تعتزم دار سوثبى للمزادات، بيع أكثر من 40 عملاً فنيًا للفنان روي ليختنشتاين من المجموعة الخاصة لعائلة الفنان، بتقدير إجمالي يتجاوز 35 مليون دولار، كجزء من مزاداتها القادمة في مايو، وفقًا لما نشره موقع "artnews". تمتد أعمال فنان البوب الأمريكي على مدى أربعة عقود، مستخدمًا وسائط متعددة، تتضمن اللوحات والرسومات والمنحوتات والمطبوعات تفسيرات ليختنشتاين للحداثة والسريالية، بالإضافة إلى أعمال بابلو بيكاسو وكلود مونيه وألكسندر كالدر. وتشمل القطع الأعلى سعراً لوحة " انعكاسات: فن" (1988) التي تقدر قيمتها بما يتراوح بين 4 ملايين دولار و6 ملايين دولار، والمنحوتة الخشبية " امرأة: ضوء الشمس، ضوء القمر" (1996) أيضاً تقدر قيمتها بما يتراوح بين 4 ملايين دولار و6 ملايين دولار، ولوحة "إطار نقالة مع قضبان متقاطعة 3" (1968) التي تقدر قيمتها بما يتراوح بين 2.5 مليون دولار و3.5 مليون دولار. من الجدير بالذكر أن المجموعة تتضمن طبعة من منحوتة " شجرة بونساي" لليختنشتاين ، المصنوعة من القصدير المطلي والمُعتّق ، عام 1993 ، وهي ثاني ظهور لها في مزاد، وفقًا لقاعدة بيانات أسعار آرت نت . في 18 نوفمبر 1997، باعت دار كريستيز الطبعة الخامسة (من أصل ست طبع) مقابل 266,500 دولار أمريكي، وكان تقديرها الأعلى 180,000 دولار أمريكي. وقال نائب رئيس مجلس إدارة سوذبيز ورئيس قسم الفن المعاصر ديفيد جالبرين :"وتأتي الشحنة الأكبر من مجموعة دوروثي وروي ليختنشتاين في أعقاب البيع الناجح لـ 11 عملاً فنياً من أعمال روي ليختنشتاين في سوثبى في نوفمبر ، حيث بيع 10 من تلك القطع فوق تقديراتها العالية، وبلغ إجمالي المبيعات ما يقرب من 25 مليون دولار بما في ذلك الرسوم، على تقدير جماعي مرتفع يبلغ 15 مليون دولار. وعندما سُئل عما إذا كان بيع أكثر من 40 عملاً فنياً للفنان ليختنشتاين الشهر المقبل من شأنه أن يؤدي إلى إغراق سوق الفنانين، قال جالبرين إن القرار جاء مدفوعاً بالنتائج القوية وبيانات المزاد الأخرى التي تشير إلى "قدر لا يصدق من الحماس" منذ نوفمبر. بينما يُعد روي ليختنشتاين فنان بوب أمريكي، إن المزايدة على أعماله في مزادات نوفمبر جاءت من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وأضاف: "أصبح روي ليختنشتاين فنانًا ذا شهرة عالمية واسعة، مثل بيكاسو ووارهول وألكسندر كالدر، وهم فنانون ربما يكونون الأكثر استقرارًا في سوق الفن". أعمال الفنان روى ليختنشتاين


الوسط
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
لوحة «الرياح الشمالية» لإميلي برونتي تعود إلى متحف العائلة
اشترى متحف برونتي لوحة نادرة تعود للكاتبة الشهيرة إميلي برونتي (1818 – 1848) مقابل 32 ألف جنيه إسترليني (37,034 يورو) خلال مزاد علني أقيم مؤخرًا. وطُرحت اللوحة ضمن مزاد فوروم للمزادات بسعر تقديري أولي بلغ 20 ألف جنيه إسترليني (23.152 يورو)، إلا أن المنافسة بين المزايدين أدت إلى ارتفاع السعر، لتُحسم في نهاية المطاف لصالح المتحف بعد «حرب مزايدة»، بحسب وصف المنظمين. ورغم أن مخطوطات الأخوات برونتي: شارلوت، وإميلي، وآن تظهر من حين لآخر في مزادات علنية، فإن الأعمال الفنية المصوّرة لهن تُعد نادرة جدًا، ما أضفى على هذه القطعة قيمة استثنائية، وفقا لـ«يورنيوز». وفي تعليق لها على الحدث، قالت آن دينسديل، الأمينة الرئيسية في متحف برونتي برسوناج، لموقع آرت نت (Artnet): «كان التوتر شديدًا حين ظهرت اللوحة رقم 53، وهي لوحة لإميلي برونتي، لأن هناك احتمالاً كبيرًا أن تختفي في مجموعة خاصة». وأضافت: «بدت المزايدة وكأنها ترتفع بسرعة كبيرة، ثم تبعتها لحظة توقف مشحونة بالتوتر، قبل أن يُعلن فوزنا بها رسميًا. - - عندها فقط أدركت أن اللوحة ستعود إلى منزل عائلة برونتي السابق في هاوورث، وكانت لحظة مؤثرة جدًا بالنسبة لنا جميعًا في المتحف». وتحمل اللوحة، التي نُفّذت بتقنية الألوان المائية، عنوان «الرياح الشمالية»، وتُظهر امرأة شابة ذات شعر بني يتطاير بفعل الرياح، ترتدي فستانًا أبيض وعباءة زرقاء. وتُعد اللوحة نسخة عن نقش للفنان ويليام فيندن، كان قد نُشر العام 1833 في كتابه «رسوم توضيحية لحياة وأعمال اللورد بايرون». ويُعتقد أن إميلي برونتي أنجزت هذه اللوحة الفنية العام 1842، عندما كانت تبلغ من العمر نحو أربعة وعشرين عامًا، أثناء فترة دراستها في بروكسل برفقة شقيقتها شارلوت، مؤلفة الرواية الشهيرة «جين آير». الإرث الفني لإميلي برونتي وتُشير رسائل شارلوت إلى أن إميلي كانت تتلقى دروسًا في الرسم خلال إقامتهما في بلجيكا، ومن المرجّح أنها تركت وراءها بعضًا من أعمالها الفنية عند عودتها إلى إنجلترا. وبحسب ما ورد في كتالوغ المزاد، يُعتقد أن لوحة «الرياح الشمالية» كانت ضمن ممتلكات كونستانتين هيجيه، مدير المدرسة الداخلية التي درست فيها الأختان برونتي، ويُحتمل أن تكون قد انتقلت بالوراثة إلى أحفاده. وعلى الرغم من شهرتها العالمية برواية «مرتفعات ويذرينغ»، فإن ما تبقى من الإرث الفني لإميلي برونتي لا يزال محدودًا للغاية. كما أن أعمالها التصويرية نادرة وغير معروفة نسبيًا. وفي هذا السياق، كتبَت كل من جين سيلارز وكريستين ألكسندر في كتابهما «فن آل برونتي» الصادر العام 1995: «على عكس شارلوت وبرانويل، لم تترك إميلي سوى عدد قليل من المسودات والتمارين التي تعكس تدريبها الفني في الرسم». ومن بين أشقاء آل برونتي، يُعد برانويل برونتي الأكثر شهرة في مجال الرسم، حيث أنتج عددًا من الصور الفنية الخالدة لشقيقاته. ومن المقرر أن تخضع لوحة إميلي برونتي المائية لعملية تقييم دقيقة على يد خبير ترميم متخصص، على أن يجري عرضها بشكل دائم في متحف برونتي برسوناج الواقع في ويست يوركشاير بالمملكة المتحدة.


يورو نيوز
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- يورو نيوز
"الرياح الشمالية": لوحة نادرة لإميلي برونتي تعود إلى متحفها بعد قرن ونصف من الغياب
اعلان وقد طُرحت اللوحة ضمن مزاد فوروم للمزادات بسعر تقديري أولي بلغ 20 ألف جنيه إسترليني (23,152 يورو)، إلا أن المنافسة بين المزايدين أدت إلى ارتفاع السعر، لتُحسم في نهاية المطاف لصالح المتحف بعد "حرب مزايدة"، بحسب وصف المنظمين. ورغم أن مخطوطات الأخوات برونتي -شارلوت، إميلي، وآن- تظهر من حين لآخر في مزادات علنية ، فإن الأعمال الفنية المصوّرة لهن تُعد نادرة جدًا، ما أضفى على هذه القطعة قيمة استثنائية. وفي تعليق لها على الحدث، قالت آن دينسديل، الأمينة الرئيسية في متحف برونتي برسوناج، لموقع آرت نت ( Artnet) : "كان التوتر شديدًا حين ظهرت اللوحة رقم 53، وهي لوحة لإميلي برونتي، لأن هناك احتمالاً كبيرًا أن تختفي في مجموعة خاصة". وأضافت: "بدت المزايدة وكأنها ترتفع بسرعة كبيرة، ثم تبعتها لحظة توقف مشحونة بالتوتر، قبل أن يُعلن فوزنا بها رسميًا. عندها فقط أدركت أن اللوحة ستعود إلى منزل عائلة برونتي السابق في هاوورث، وكانت لحظة مؤثرة جدًا بالنسبة لنا جميعًا في المتحف". وتحمل اللوحة، التي نُفّذت بتقنية الألوان المائية، عنوان "الرياح الشمالية"، وتُظهر امرأة شابة ذات شعر بني يتطاير بفعل الرياح، ترتدي فستانًا أبيض وعباءة زرقاء. وتُعد اللوحة نسخة عن نقش للفنان ويليام فيندن، كان قد نُشر عام 1833 في كتابه "رسوم توضيحية لحياة وأعمال اللورد بايرون". رسمت إميلي برونتي لوحة "الرياح الشمالية" عام 1842 أثناء دراستها في بروكسل. Forum Auctions ويُعتقد أن إميلي برونتي أنجزت هذه اللوحة الفنية عام 1842، عندما كانت تبلغ من العمر نحو أربعة وعشرين عامًا، أثناء فترة دراستها في بروكسل برفقة شقيقتها شارلوت، مؤلفة الرواية الشهيرة "جين آير". وتُشير رسائل شارلوت إلى أن إميلي كانت تتلقى دروسًا في الرسم خلال إقامتهما في بلجيكا، ومن المرجّح أنها تركت وراءها بعضًا من أعمالها الفنية عند عودتها إلى إنجلترا. وبحسب ما ورد في كتالوغ المزاد، يُعتقد أن لوحة "الرياح الشمالية" كانت ضمن ممتلكات كونستانتين هيجيه، مدير المدرسة الداخلية التي درست فيها الأختان برونتي، ويُحتمل أن تكون قد انتقلت بالوراثة إلى أحفاده. وعلى الرغم من شهرتها العالمية برواية "مرتفعات ويذرينغ"، فإن ما تبقى من الإرث الفني لإميلي برونتي لا يزال محدودًا للغاية. كما أن أعمالها التصويرية نادرة وغير معروفة نسبيًا. وفي هذا السياق، كتبَت كل من جين سيلارز وكريستين ألكسندر في كتابهما "فن آل برونتي" الصادر عام 1995: "على عكس شارلوت وبرانويل، لم تترك إميلي سوى عدد قليل من المسودات والتمارين التي تعكس تدريبها الفني في الرسم". Related لوحة بانكسي "فيتريانو" تُباع بمبلغ 5.2 مليون يورو في مزاد سوذبيز بلندن جدل حول مزاد للوحات الفنية بواسطة الذكاء الاصطناعي ومخاوف من انتهاك حقوق الملكية وأضافتا: "إن رسوماتها وتخطيطاتها المبدئية مجزأة وغامضة التفسير، تمامًا مثل قصائدها التي بقيت. ومن خلال الأعمال المتوفرة، يتضح أنها كانت تنسخ النقوش بدرجة أقل من أشقائها". ومن بين أشقاء آل برونتي، يُعد برانويل برونتي الأكثر شهرة في مجال الرسم ، حيث أنتج عددًا من الصور الفنية الخالدة لشقيقاته. ومن المقرر أن تخضع لوحة إميلي برونتي المائية لعملية تقييم دقيقة على يد خبير ترميم متخصص، على أن يتم عرضها بشكل دائم في متحف برونتي برسوناج الواقع في ويست يوركشاير بالمملكة المتحدة.


النهار
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
عن هوس موندريان بـ"سنو وايت": عزاء فنّان في زمن الحرب
لم يكن بييت موندريان يخطّط للسفر إلى لندن قط. كانت نيويورك، المدينة العمودية المفعمة بالحداثة، عاصمة الموضة وعزف الجاز الذي عشقه، هي الحلم الحقيقي. في داخله شعور بأنّ لوحاته ستجد هناك موطنها الطبيعي، خصوصاً وأنّ الذائقة الأميركية أبدت انفتاحاً واضحاً على أعماله منذ وقت مبكر. لكن للتاريخ مساراته القسرية. في عام 1937، اعتبر النازيون لوحات موندريان من "الفن المنحط"، وعُرضت في المعرض الشهير في ميونيخ الذي ضمّ أعمالاً لفنانين حديثين وُضِعوا على اللائحة السوداء. ومع تصاعد التوتر في أوروبا واقتراب الحرب من باريس، حيث كان موندريان يقيم بشكل متقطع منذ عام 1912، بدأ يبعث برسائل إلى أصدقائه عبر الأطلسي بحثاً عن مخرج. وجاءه الردّ أولاً من لندن. وصل إليها على مضض، لكنه ما لبث أن وجد في حي هامبستد الأخضر الفسيح ما يريحه. الهواء النقي أنعش رئتَيه المرهقتين، وسرّه اتساع الشوارع وخلوها من الاكتظاظ. وعلى الرغم من نفوره من سلالم المترو الكهربائية الطويلة، إلا أنه استأنس برموز المدينة الكبرى، مثل كاتدرائية القديس بولس وبرج لندن، وأُعجب برباطة جأش سكانها وهم يتهيّأون لحرب وشيكة. حتى أنه بدأ يصف باريس بـ"مدينة الألعاب" مقارنة بها. كان موندريان في السادسة والستين من عمره عندما غادر العاصمة الفرنسية، إلا أنّ الانتقال جرى بسلاسة بفضل شبكة من الفنانين المتضامنين. فقد رافقته الرسامة وينيفريد نيكولسون في رحلته من باريس، واستقبله النحات الروسي ناوم غابو وسجّله في فندق، فيما ساعده بن نيكولسون على استئجار شقة صغيرة. وسرعان ما انضوى في مجتمع فني متماسك وصفه أحد النقاد بـ"العشّ الهادئ للفنانين"، وكان يضمّ هنري مور، بول ناش، وزوجة نيكولسون الثانية، والنحاتة باربرا هيبزوورث. لم تكن هذه الجماعة له مصدر دفء إنساني فحسب، بل كذلك منبع إلهام إبداعي، وفق ما أورد موقع " آرت نت". وكما اعتاد في باريس، أعاد تشكيل شقته الجديدة لتكون امتداداً لروحه الفنية. طلى الجدران باللون الأبيض، وعلّق على الحائط مستطيلات كرتونية ملوّنة تتناغم مع ألوان قطع الأثاث. فصل ستارٌ بين مساحة النوم والمرسم، لتغدو الشقة لوحة ثلاثية الأبعاد حيّة من توقيع موندريان. شرع في العمل فوراً، فأنجز لوحات مثل تركيب بالأصفر والأزرق والأحمر (1937–1942)، وبدأ يندمج تدريجياً في المشهد الفني اللندني. لكنّه ظلّ يشعر بالغربة. لم يكن ناسكاً بالمعنى التقليدي، لكنّه تحلّى بقدر كبير من التحفّظ، ما جعل علاقاته الشخصية محدودة. قال عنه غابو ذات مرة إنّه "رجل يصعب أن تقام معه علاقة حميمة". كما أنّ فارق العمر بينه وبين معظم أفراد حلقة هامبستد، الذين كانوا أصغر سناً بجيلٍ كامل، عمّق العزلة. ومع ذلك، عبّر موندريان عن امتنانه بطريقته الخاصة، لا مباشرة، بل عبر رسائل شديدة الخصوصية لأخيه كاريل في هولندا. كان يستخدم صوراً طريفة واستعارات حنونة. ففي مطلع عام 1938، شاهد مع أخيه فيلم ديزني "سنو وايت والأقزام السبعة" (Snow White and the Seven Dwarfs) في باريس، وتعلّق به بشدّة. جمع بطاقاته البريدية، واشترى أسطوانته الموسيقية، ورسم مشاهد منه حين نفدت المطبوعات. وجد في الحكاية انعكاساً لوضعه: روح نقية تهيم في غابة غريبة، وتجد في مخلوقات الغابة خير معين. فألبس أصدقاءه البريطانيين أدوار تلك الكائنات. أصبحت نيكولسون وهيبزوورث طيوراً تحمله إلى برّ الأمان. وجاء آل غابو إليه بـ"لحاف أزرق جديد". أما مالك العقار، فكان سنجاباً طلى جدران الشقة بذيله. جيرانه؟ الأقزام السعداء، يصدح راديوهم بأغنية "هاي-هو، هاي-هو". ووقّع موندريان رسائله بـ"النعسان"، في حين كان شقيقه "العطّاس"، تقمّصاً لشخصيات الفيلم. في رسالة مؤرخة في 2 تشرين الأول/أكتوبر 1938، كتب: "كان من اللطيف أن تمرّ لزيارتي. شكراً أيضاً على رسائلك اللطيفة. أنا سعيد هنا حالياً. لقد نظّفَتْ سنو وايت الشقة، والسنجاب طلى الجدران بذيله. سأكتب لك قريباً. في الوقت الحالي، يبدو أن الشّريرة (الحرب) قد ابتعدت، هاها". لكن فترة الهدوء لم تطل. ففي منتصف عام 1940، عاد شبح الحرب بقوة. كان معظم الأصدقاء قد غادروا لندن تحسّباً للغارات الجوية. وبعد شهرين من القصف، لم يعد أمام موندريان خيار سوى الرحيل من جديد. وهذه المرة، أخيراً، إلى نيويورك.


النهار
٢٠-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
ماذا تكشف لوحات فان غوخ النادرة بشأن اضطرابه الداخلي؟
يعرض معرض كورتولد في لندن لوحتين لفنسنت فان غوخ، رسمهما خلال واحدة من أكثر الفترات اضطراباً في حياته، وذلك في أول خروج لهما من سويسرا منذ أكثر من قرن. تحمل اللوحتان عنوان "جناح المستشفى في آرل" و"فناء المستشفى في آرل"، وكلاهما رسم عام 1889، وتقدّمان لمحة نادرة عن حياة الفنان أثناء تعافيه بعد أن قطع أذنه في 23 كانون الأول/ديسمبر 1888. أثارت هذه الفترة الكثير من التكهنات بين مؤرخي الفن حول الحالة الذهنية لفان غوخ في ذلك الوقت، وطُرحت العديد من الأسباب المحتملة لانهياره النفسي على مدار السنوات. هل أصيب بالاضطراب بسبب خطوبة شقيقه ثيو، كما ورد في رسالة تلقاها في ذلك اليوم؟ أم أنه كان يحاول إسكات الهلوسات السمعية التي وصفها بأنها "لا تُحتمل"؟ أم أنه كان يعاني أعراض انسحاب الكحول؟ كان العام الذي سبق الحادثة عاماً حافلاً بالإنتاج الفني؛ فقد رسم فان غوخ العديد من أشهر لوحاته بعد انتقاله إلى مدينة آرل جنوب فرنسا في شباط/فبراير 1888. ومع ذلك، شهدت تلك الفترة أيضاً تدهور علاقته مع زميله الفنان بول غوغان، بالإضافة إلى نوبات متكررة من الذهان انتهت بفعل التشويه الذاتي لأذنه، وهو الحدث الذي لم يتذكره بعد وقوعه. في اليوم التالي، 24 كانون الأول/ديسمبر، أُدخل فان غوخ إلى مستشفى "أوتيل ديو سان إيسبري"، حيث مكث في البداية لمدّة أسبوعين، ثم خضع لفترات علاج أخرى لاحقاً. وفي أيار/مايو، قرر إدخال نفسه طوعاً إلى مستشفى للأمراض النفسية في سان ريمي دي بروفانس، حيث بقي لمدة عام كامل. خلال فترة التعافي الأولى قبل انتقاله إلى سان ريمي، رسم فان غوخ بعض البورتريهات الذاتية، وصوراً لطبيبه وأصدقائه، بالإضافة إلى لوحات عدّة للطبيعة الصامتة ومشاهد للطبيعة المحلية. "جناح في مستشفى آرل" (1889) بريشة فان غوخ. كما أنجز لوحتين لمحيطه داخل المستشفى، وهما فريدتان في تقديمهما نظرة على تجربته أثناء العلاج. كان من المهم شخصيّاً للفنان أن يواصل العمل أثناء علاجه، وقد أعرب عن إحباطه في رسالة إلى شقيقته فيليمين قائلاً: "لم تكن حياتي هادئة بما يكفي، كل هذه الانتكاسات والمضايقات والتغييرات تعني أنني لا أتطور بشكل عضوي وكامل في مسيرتي الفنية". إحدى هاتين اللوحتين، "جناح المستشفى في آرل"، تصوّر الجناح الذي أقام فيه فان غوخ داخل مستشفى "أوتيل ديو سان إيسبري"، وقد رسمها بين منتصف وأواخر نيسان/أبريل 1889. تُظهر اللوحة الممرّ الطويل المبطّن بالأسرّة، ويبالغ فان غوخ في تمديد المساحة، مما يجعل الأرضية تبدو وكأنها تميل إلى الأعلى، وهو أسلوب معروف لديه لإحداث تأثير بصري غير مستقر، وفق ما أورد تقرير لـ" آرت نت". يركّز المشهد الرئيسي في مقدمة اللوحة على مجموعة من الرجال متجمعين حول موقد، بينما تقترب راهبتان ممرضتان من الخلف. ولكن هذا الجزء من التكوين أُضيف لاحقاً عندما أعاد فان غوخ العمل على اللوحة بعد ستة أشهر، في تشرين الأول/أكتوبر. هناك كرسي فارغ في الجانب الأيسر، وهو صدى لعملين آخرين من عام 1888، أحدهما كرسي فان غوخ المعروض في المعرض الوطني بلندن، والآخر غرفة نومه في آرل الموجودة في متحف فان غوخ بأمستردام. بُني مستشفى "أوتيل ديو سان إيسبري" عام 1573، وكان يحتوي على أروقة على الطراز القوطي وحديقة مزهرة لفتت انتباه فان غوخ بعد دخوله المستشفى، وفق "آرت نت". وعلى الرغم من أنّ "فناء المستشفى في آرل" تصور مشهداً خارجيّاً على عكس جناح المستشفى، إلا أنّ المساحة المسوّرة تمنح إحساساً مماثلاً بالاحتواء. ويمكن رؤية راهبة تمشي على أطراف الحديقة، بينما يتجمّع المرضى الآخرون في الشرفات العلوية. في رسالة إلى شقيقته فيليمين، وصف فان غوخ فناء المستشفى في آرل بأنه مليء بـ"الخضرة الربيعية"، لكنه أشار أيضاً إلى دلالة قاتمة، كاتباً: "ثلاثة جذوع أشجار داكنة وحزينة تمرّ عبر اللوحة كالأفاعي، وفي المقدّمة أربعة شجيرات داكنة وكئيبة". ومن اللافت أن فان غوخ لم يرسل هاتين اللوحتين إلى شقيقه ثيو كما كان يفعل عادةً، بل أخذها معه عند انتقاله إلى مستشفى سان ريمي في أيار/مايو. وقد تكهن القيمون على معرض كورتولد بأنّ الفنان ربما كان يأمل في تزيين غرفته الجديدة هناك، أو إظهار للأطباء أنه سُمح له بمواصلة الرسم أثناء إقامته في المستشفى. انفصلت اللوحتان عن بعضهما عام 1894، ثم اجتمعتا مجدّداً عام 1925 عندما اشترى أوسكار راينهارت لوحة الجناح، بعد أن كان قد اقتنى الفناء قبل ذلك بثلاث سنوات. لم تُعرض هاتان اللوحتان على المستوى الدولي قط، ولم تغادرا سويسرا منذ أكثر من قرن. لكن نظراً لأعمال الترميم التي تُجرى حاليّاً في متحف "Am Römerholz" في مدينة فينترتور قرب زيورخ، تتاح الآن فرصة نادرة لرؤيتهما في بيئة جديدة. وبالنسبة لهاتين اللوحتين على وجه التحديد، قد لا يكون هناك موقع أكثر ملاءمة من كورتولد في لندن، حيث تعرضان بجوار لوحة بورتريه ذاتي مع أذن مضمدة (1889)، التي رسمها فان غوخ قبل أشهر قليلة بينما كان لا يزال يتعافى من إصابته. تنضم هاتان اللوحتان إلى العديد من الأعمال الفنية البارزة من مجموعة أوسكار راينهارت، التي تضم أعمالاً لفنانين مثل غويا ورينوار ومونيه وسيزان، ضمن معرض "من غويا إلى الانطباعية"، الذي يستمر في كورتولد حتى 26 أيار/مايو. وعلى الرغم من أنّ المعرض صغير، إلا أنه مليء بالنوادر الفنية والتاريخية. فعلى سبيل المثال، تحتوي إحدى الجدران المجاورة على نصف مشهد لمقهى رسمه مانيه عام 1878، بينما النصف الآخر معروض على بعد مسافة قصيرة في المعرض الوطني بلندن. وبعد انتهاء معرض كورتولد، سيتم لم شمل العملين موقتاً. كما يُعرض بجوار لوحة مانيه بورتريه لبيكاسو يعود لعام 1901، من بدايات مرحلته الزرقاء، حيث كشفت أبحاث حديثة أجراها فريق ترميم كورتولد عن وجود لوحة مخفية لامرأة غامضة تحت سطح اللوحة، مما يثبت أن بيكاسو أعاد استخدام قماش قديم لإنجاز هذا العمل.