logo
#

أحدث الأخبار مع #أرض_الميعاد

إسرائيل.. أكذوبة المظلومية وحقيقة التوسع
إسرائيل.. أكذوبة المظلومية وحقيقة التوسع

عكاظ

timeمنذ 19 ساعات

  • سياسة
  • عكاظ

إسرائيل.. أكذوبة المظلومية وحقيقة التوسع

دأبت إسرائيل، منذ قيامها، على تكريس سردية مفادها أنها تعيش في خوف دائم من محيطها الذي يتربّص بها ويريد إزالتها من الوجود، تحاول من خلالها الإيحاء بأنها الطرف المستضعف المهدد الذي لا يطمح إلى أكثر من العيش في أمن وسلام. للأسف انطلت هذه السردية على كثيرٍ من مجتمعات العالم، وتبنتها دول عديدة في مقدمتها الدول الكبرى، التي قدمت لإسرائيل أضعاف ما تحتاجه دولة بحجمها من دعم عسكري واقتصادي وسياسي. التأريخ والأحداث منذ نشأة إسرائيل تثبت مغالطتها وكذب سرديتها، فهي لم تتعرض لتهديد مباشر من محيطها العربي يبرر قيامها بكل الحروب الكبرى والصغرى التي نفذتها. هي البادئة بالاعتداء، وهي التي تخلق لنفسها المبررات. الحقائق أثبتت أنها هي الخطر على المحيط العربي وليس العكس. كانت تنفي اتهامها بنواياها التوسعية المستندة إلى أرض الميعاد التي تتسع من النهر إلى النهر. كانت تنكر ذلك رغم أن الكثير من سياسييها ومثقفيها ورجال الدين المتطرفين فيها يشيرون إلى ذلك بشكل مباشر في كثير من الأحيان؛. أي أن الدولة التي تدعي المظلومية ووقوعها في دائرة خطر وجودي، هي في الحقيقة التي تطمح إلى التوسع واحتلال أراضي الآخرين، على نطاق أوسع بكثير من الأراضي التي سبق احتلالها. الآن، في هذا الوقت الحرج الذي تعيشه المنطقة، وفي ظل الجهود الكثيفة لإحلال السلام عن طريق حل الدولتين وإحقاق الحق الفلسطيني بإقامة دولة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، يخرج بنيامين نتنياهو ليقول أمام العالم بأنه يشعر بواجبه الروحي ورسالته المقدسة لتحقيق الحلم التوسعي لإسرائيل، يقول ذلك وجيشه ما زال يقوم بأبشع إبادة بشرية وأقبح تنكيل بشعب غزة، في مشاهد يتابعها العالم على مدار الساعة. هل ما قاله نتنياهو مجرد مناورة تصعيدية تحسباً لما يترقبه العالم في الأمم المتحدة شهر سبتمبر المقبل من حشد لاعتراف المزيد من دول العالم بدولة فلسطين، والضغط لفرض عملية سلام مستدامة، أم أنه فعلاً وكما أثبت الماضي والحاضر أن إسرائيل لا تريد السلام أبداً، وتزيد على ذلك بعزمها الحقيقي على تنفيذ مخططها التوسعي كما يؤمن به أصحاب القرار والتأثير فيها، وهذا ما يتضح بشكل أكبر مع الوقت. الأمر ليس بالبساطة التي تظنها إسرائيل مهما كانت قوتها ومهما كثرت الثغرات في محيطها. إنها تدفع المنطقة المتوترة إلى مزيدٍ من التوتر، وفي النهاية هناك دول قائمة لها سيادتها وشعوبها وتأريخها وجيوشها، على إسرائيل أن تعي جيداً أنها لن تتساهل تجاه الغطرسة والمغامرات المتهورة التي تخطط لاقترافها. وعلى المجتمع الدولي أن ينتبه بجدية وحزم لمنع حرائق كبرى تنوي إسرائيل إشعالها. أخبار ذات صلة

هند الضاوى: "إسرائيل الكبرى" روايات دينية وأساطير ليس لها أى أساس تاريخى
هند الضاوى: "إسرائيل الكبرى" روايات دينية وأساطير ليس لها أى أساس تاريخى

اليوم السابع

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • اليوم السابع

هند الضاوى: "إسرائيل الكبرى" روايات دينية وأساطير ليس لها أى أساس تاريخى

أكدت الكاتبة الصحفية هند الضاوي، أن "إسرائيل الكبرى" فكرة قديمة يعاد استنتاجها واستغلالها كل فترة وقائمة على روايات دينية والبعض يقول عنها أساطير، وليس لها أى أساس تاريخى أو أسانيد تقول أنه يوجد هنا دولة لليهود. وأضافت هند الضاوى خلال مداخلة لبرنامج "الساعة 6"، الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى، على قناة الحياة، أن فلسطين بكافة أراضيها لا يوجد أى أثر لوجود اليهود فى هذه الأرض، لافتة إلى أن اليهود أيام حركة الإصلاح الدينى للمسيحية كان لديهم حلم هو أرض الميعاد وأقاموا شريعة لقراءة الكتب الدينية على أسس حرفية وليس تدبرية. ولفتت هند الضاوى إلى أن نتنياهو واهم وأصبح مختل وعبئا على العالم، وأراد كالعادة من خلال مراوغته المعتادة فى قلب الطاولة ويقول "إسرائيل الكبرى" فتضطر مصر ولبنان والسعودية للرد عليه فيتغير الحال فى منطقة الشرق الأوسط.

قنبلة "إسرائيل الكبرى" التي ألقاها نتنياهو
قنبلة "إسرائيل الكبرى" التي ألقاها نتنياهو

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

قنبلة "إسرائيل الكبرى" التي ألقاها نتنياهو

لم يكن مستغربا أن يعلن أقطاب تيار الصهيونية الدينية واليمين المتطرف في إسرائيل مرارا عن رغبتهم في تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى" و"أرض الميعاد"، خاصة منذ بدء حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة. وكان اقتصار هذه التصريحات على وزراء وأعضاء الكنيست التابعين لهذا التيار حجة لدى المدافعين عن إسرائيل، باعتبار أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية ولا تمثل تحولا في الرؤية الإستراتيجية للمؤسسة الإسرائيلية الرسمية تجاه محيطها وتجاه الإقليم عموما. لكن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لشبكة i24 الإسرائيلية عكست تحولا جذريا في السردية الإسرائيلية الرسمية التي يمثلها رئيس الحكومة شخصيا، وتبنيا رسميا لأول مرة طموحات تيار الصهيونية الدينية التي لا ترى لإسرائيل أفقا بين جيرانها العرب، وإنما ترى في الأفق دولة توراتية كبرى تبني أطروحاتها بناء على الأساطير الدينية التوراتية المتعلقة بأرض الميعاد، والمسيح المنتظر ونهاية العالم والألفية السعيدة. خلال مقابلته، قال نتنياهو إنه يشعر أنه في مهمة تاريخية وروحانية ترتبط بأجيال اليهود عبر العصور، حيث اعتبر أنه هنا "بتفويض من أجيال من اليهود". ولما سأله الصحفي ما إذا كان هذا يشمل رؤية إقامة "إسرائيل الكبرى" أجاب بالموافقة بكل ثقة. لتخرج علينا صحيفة (زمان يسرائيل) بعنوان مركزي: "نتنياهو يقول إنه في مهمة تاريخية وروحية ويُقر برؤية إسرائيل الكبرى". وجاء في الخبر أن نتنياهو قال في المقابلة إنه يشعر بالارتباط الشديد برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تشمل ما كان يفترض أن يكون دولة فلسطينية مستقبلية- في اتفاقية أوسلو- إضافة إلى أجزاء من الأردن ومصر. لا يمكن فصل هذه التصريحات عن طبيعة الموقف الذي قيلت فيه، فالصحفي الذي أجرى المقابلة مع نتنياهو هو الإعلامي المعروف شارون غال، وهو عضو كنيست سابق عن حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني الذي يرأسه أفيغدور ليبرمان. وخلال المقابلة، قدم شارون غال لنتنياهو هدية تعبر حسب كلامه عن أحد الأمور التي حلم غال بها طوال حياته، وهي خريطة الأرض الموعودة، وكانت الهدية تميمة يحملها أتباع اليمين المتطرف تحمل خريطة إسرائيل الكبرى المعروفة باسم "أرض الميعاد" التي تشمل المساحة بين النيل والفرات، وسأله غال عند إهدائه هذه الهدية: (هل أنت تؤمن بهذه الرؤية؟) أي رؤية "أرض الميعاد" و"إسرائيل الكبرى"، فأجاب نتنياهو مرتين متتاليتين: "جدا". هناك واحد من احتمالين اثنين لما رأيناه في هذه المقابلة، الاحتمال الأول أن يكون نتنياهو وشارون غال متفقين تماما على سيناريو الحوار والمقابلة ليكشف نتنياهو توجهاته الجديدة على الملأ بهذا الأسلوب دون أن يبدو ذلك مقصودا. وهذا أمر لا أستغربه على شخص مثل نتنياهو بما هو معروف عنه من تلاعب وخبث، وبذلك فإن نتنياهو كان يريد أن يظهر في هذا الحوار بصورة الشخص الذي يكاشف الجمهور لأول مرة بمكنونات نفسه، وبما يعتبره "إخلاصا" عميقا للرؤية الدينية التوراتية للصراع، ولا يتورع عن كشف هذا الجانب في شخصيته عندما يوضع تحت السؤال، وفي هذه الحالة فإن نتنياهو يحاول الحصول على تعاطف جمهور الصهيونية الدينية بشكل أكبر من السابق، ربما في سياق حملته على قطاع غزة. الاحتمال الثاني أن نتنياهو بالفعل لم يكن يتوقع السؤال، وأنه وجد نفسه في موقف يحتم عليه أن ينحاز لأحد الطرفين: الصورة العلمانية القومية المعروفة لحزبه ودولته، أو الصورة الدينية التوراتية التي بات صوتها يعلو من قبل التيارات الدينية اليمينية وعلى رأسها الصهيونية الدينية. وفي هذه الحالة فإن شارون غال كان ذكيا بحيث وضع فخا لنتنياهو لكشف حقيقة نظرته السياسية والروحانية الشخصية فيما يتعلق بالرؤية الدينية التوراتية التي يستند إليها اليمين المتطرف في تعامله مع مجريات الصراع. ونتنياهو معروف بمهارته المعهودة بالتخلص من أي موقف لا يرغب فيه أو يورط نفسه بتصريح من هنا أو هناك، ولطالما نأى بنفسه عن تصريحات أعضاء حكومته من تيار الصهيونية الدينية، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير المثيرة للجدل حول أحلام إسرائيل الكبرى، والسيطرة على المسجد الأقصى، وضم الضفة الغربية، والسيطرة على الأردن، ولبنان، ومصر، وسوريا وغير ذلك. لكنه في هذه المقابلة، وأمام "هدية" شارون غال المرتبطة برؤية إسرائيل الكبرى لم يكن أمامه إلا طريقان: إما أن يحاول التلون والالتفاف على الأمر، ويحافظ على صورة إسرائيل العلمانية التي طالما تفاخر بها الإسرائيليون منذ عهد بن غوريون، أو أن يستفيد من هذه الفرصة ويجعل هذه المقابلة حجر زاوية لإعلان انحيازه التام إلى رؤية الصهيونية الدينية، وإعلان تغيير السياسة الرسمية الإسرائيلية لتكون قائمة على الأسطورة التوراتية التي ينادي بها تيار الصهيونية الدينية. ويكون ذلك إعلانا لدولة جديدة ثيوقراطية بعيدة عن الصورة الأوروبية العلمانية التي لطالما حاول الإسرائيليون تسويقها أمام العالَم، سواء كان هذا في سياق بحث نتنياهو عن الشعبوية في أوساط اليمين في إسرائيل، أو في أوساط المؤيدين لإسرائيل من اليمين المسيحي المتطرف في العالم. ومن الواضح هنا أن نتنياهو اختار الطريق الثاني، فأعلن انحيازه للسردية الدينية التي يمثلها تيار الصهيونية الدينية، ليكون بذلك العضو الأحدث في هذا التيار داخل حزب الليكود. فالمعروف أن تيار الصهيونية الدينية بدأ مشواره السياسي من داخل حزب الليكود، حيث عمل الليكود على الاستفادة من هذا التيار بنفس القدر الذي عمل فيه التيار على الاستفادة من الليكود على مدى عشر سنوات تقريبا، فاستغل كل منهما قوة الآخر وقربه إلى حد ما من أطروحات الطرف الآخر، ودخل أعضاء كثر من تيار الصهيونية الدينية داخل حزب الليكود، وعملوا على نشر أفكاره بين أعضاء الحزب، وتحويل اتجاه الليكود إلى مسار الصهيونية الدينية. ثم شكل أقطاب هذا التيار حزبهم الخاص المتمثل في حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة سموتريتش وحزب "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير بعد شعورهم بأن قوة حضورهم في الشارع تسمح لهم بالاستقلال عن الليكود. بيد أن هذا لا يعني اختفاء هذا التيار من صفوف حزب الليكود، فهو لا يزال يتمتع بحضور قوي في حزب الليكود من خلال شخصيات مثل الوزير دودي أمسالم (وزير التعاون الإقليمي)، وأعضاء الكنيست عميت هاليفي (عرّاب مشروع قرار تقسيم المسجد الأقصى)، وماي جولان، ونسيم فيتوري، وأرييل كيلنر، وأفيخاي بوآرون. ويمكننا القول اليوم إن نتنياهو بتصريحاته الأخيرة يكشف انضمامه الكامل لهذا التيار ليعلن تقريبا أن حزبه أصبح جزءا من تيار الصهيونية الدينية ويحمل أفكاره ويروج لها. نتنياهو كان يعلم أبعاد كلامه، وكان يقصد كل كلمة قالها في هذه المقابلة، فهو يعلم أن عبارة "إسرائيل الكبرى" أو "أرض الميعاد" تشمل أراضي دول كان يتفاخر دائما بعلاقته الدبلوماسية معها، وعلى رأسها الأردن، ومصر الملتزمتان باتفاقيات سلام مع إسرائيل، إضافة إلى أجزاء من السعودية التي لطالما تبجح بسعيه لإقامة علاقات دبلوماسية معها، فضلا بالطبع عن لبنان، وسوريا، والعراق. وبذلك فإن نتنياهو إذ يعلن التزامه بهذه الرؤية فإنه يذهب إلى درجة إعلان تحلله من أي التزامات مسبقة لدولته سواء مع دول الإقليم أو العالم. لا يمكن لنتنياهو التظاهر بأنه – على سبيل المثال – لم يكن يقصد "إسرائيل الكبرى" بمفهومها التوراتي، حتى وإن حاول هو أو بعض حلفاء إسرائيل أو المدافعون عنها التخفيف من وطأة تصريحاته تلك، وذلك لأن تصريحاته جاءت في إطار التعليق على تميمة "إسرائيل الكبرى" التي أهداه إياها شارون غال خلال المقابلة، وهي تميمة تحمل خريطة إسرائيل الكبرى التي تشمل أجزاء من تلك الدول العربية. ورد نتنياهو على ذلك لم يكن مجرد تعبير دبلوماسي أو حتى إشارة عامة، وإنما كان تعبيرا عميقا عن قناعة مطلقة، وذلك ما تمثله كلمة "جدا" التي استعملها مرتين، إضافة إلى انطلاقه بعدها فورا لاستذكار والده والجيل المؤسس للدولة بشكل عاطفي يضفي صبغة أيديولوجية عميقة على هذا المفهوم. ولعل موقف الأردن الذي سارع بالاحتجاج على هذه التصريحات ورفضِها مؤشرٌ على شعور الأردن بالتهديد المباشر من هذه التصريحات، وهذا يعني أن رسالة نتنياهو وصلت بالفعل، وأنها فُهِمَت بالضبط كما كانت دون مواربات ولا تبريرات، وخاصة على الصعيد الرسمي. والواجب الآن على المحيط الإقليمي الرسمي أن يتعامل مع هذه التصريحات باعتبارها تشكل اتجاها سياسيا إسرائيليا رسميا جديدا لم يعد مقصورا على سموتريتش وبن غفير. هذا الاتجاه العدائي الواضح تجاه المحيط العربي يستلزم وقفة جادة في وجهه قبل أن يستفحل الأمر أكثر من ذلك، وهذه الوقفة ينبغي أن تتجاوز التنديدات والتصريحات السياسية والإعلامية إلى إجراءات حقيقية على الأرض، أولها وأهمها كشف ضعف الموقف الإسرائيلي في حال واجهَ محيطا عربيا وإسلاميا موحدا، والملف الوحيد الذي يمكن أن يقلب المعادلة هنا هو كسر الحصار على غزة دون أي اعتبار لموافقة أو رفض نتنياهو ومستوطني حكومته. إعلان أما إن بقي الموقف العربي الباهت الضعيف على ما هو عليه، فإن نتنياهو سيتمادى أكثر وأكثر، وما دام اليوم قد كسر الخطوط الحمراء بإعلان التزامه العميق برؤيته التوراتية لإسرائيل الكبرى على حساب الدول العربية المجاورة، فإن الصمت والخذلان سيغريانه بتجاوز خطوط أخرى، وتحويل الهوس الديني الذي يمثله اليوم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وعميحاي إلياهو بأن يصبح الخط الرسمي لإسرائيل.

خرافة "الأمة اليهودية" الواحدة (3)
خرافة "الأمة اليهودية" الواحدة (3)

الغد

time٠١-٠٦-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الغد

خرافة "الأمة اليهودية" الواحدة (3)

اضافة اعلان تعتبر فكرة «الشعب اليهودي» الواحد مُحورية في العقيدة اليهودية، بوصفها تعبيراً دينياً يشير إلى طائفة المؤمنين المخلصين الذين يتوجهون بإيمانهم إلى الله تعالى، «إله بني إسرائيل» وحدهم، وفق عهد ديني قائم بينهما، حسب ما تُروّج له اليهودية الأرثوذكسية، المُسيطرة على الحياة الدينية بالكيان المُحتل، وشريك الصهيونية المُخلص في المشروع الاستعماري الاستيطاني بفلسطين المحتلة.لكن اليهودية ليست مرادفة للديانة اليهودية، وإن كانت الديانة اليهودية تشكل جزءاً من اليهودية، في ظل الربط بين اليهودية بوصفها ديانة واليهودية باعتبارها مسمى لجماعة بشرية، بحيث تمثل اليهودية، بالنسبة للسّاسة الصهاينة، الوحدة التي توصف بكونها ديانة قومية تـُعبر عن ثقافة مستقلة ذات طابع متميز يختلف عن باقي المجتمعات المحيطة بها، مما يخالف تاريخ اليهود بمراحله المختلفة، وما مر به من تشتت وفرقة، دفعا هذه الجماعة البشرية للبحث عن «وطن مقدس» في نصوص التوراة والتلمود، التي صاغته بمقولة «أرض الميعاد»، فيما رسخته الصهيونية بمزاعم «الأحقية التاريخية والدينية» في فلسطين المحتلة.ويمكن هنا اعتبار عناصر مفهوم اليهودية بمثابة «هويات» يهودية متعددة ومركبة وليست هوية واحدة، وقد تكون مجرد تسميات، نظراً للأسس التي يقوم عليها تعريف اليهودية: دينية، قومية، أو دينية قومية، ولموقع تعريف اليهودية بين الواقعية والمثالية. ولذا؛ فإن استخدام مفهوم «الهويات» اليهودية أو أعضاء الجماعات اليهودية قد يُعبر بشكل أفضل عن نموذج أكثر تركيبية وتفسيراً لواقع أعضاء الجماعات اليهودية، ويصف التغيرات التاريخية والثقافية والدينية التي دخلت على هذه الهوية وحولتها إلى هويات مختلفة.وهنا؛ نجد أن ثمة تسميات ومصطلحات متعددة ومتداخلة في مفهوم اليهودية، مثل السامية، على سبيل المثال، والعبرانيون، وبنو إسرائيل، والموسويون، وغيرها، فاليهودية مسمى أطلق على جماعات بشرية وليست عرقية كما تحاول اليهودية أو الصهيونية تصويرها، يرتبط بدلالته أكثر من عناصره.وقد ظهر هذا المفهوم في مرحلة معينة من مراحل تطور مجموعة بشرية معينة، كان يشار إليها بتعبيرات أو تسميات أخرى، مثل الإسرائيليون (نسبة إلى الاسم البديل ليعقوب بن إبراهيم)، والعبرانيون (نسبة إلى العبور)، فيما يعتقد بأن أصل تسمية اليهودية مشتق من مملكة يهوذا مملكة الجنوب التي عاصمتها القدس بعد انقسام مملكة سليمان بن داوود عليهما السلام، أو مشتق من «يهوذا» أحد أسباط يعقوب الإثنى عشر أو من إله اليهود «يهوه»، أو من الذين هادوا، أي تابوا ورجعوا، وهذا التعدد يؤكد مدى الخلط والالتباس الذي يحيط بالمفهوم، وهذا لا يعني أن تلك التسميات القديمة قد بادت بل إنها تطورت، مثل العبرية التي اقترنت باللغة، و»إسرائيل» التي باتت الكيان الصهيوني.كما ارتبط المفهوم في بعض الأحيان بالأصل العرقي، وكأنه تسمية لجنس بشري بذاته، اقترن بمجموعة بشرية يعتبرها البعض قومية، بينما ينظر آخرون إلى اليهودية على أنها ثقافة، أو نسق من الأفكار لمجموعات بشرية منتشرة في مجتمعات مترامية، بما يشي باقتران مفهوم اليهودية بتسميات فرعية ارتبطت بتطور جماعة بشرية معينة فكرياً وحركياً، بحيث لا يمكن القول أن له دلالة محددة لأمر محدد واحد وإنما مفهوم معقد ومركب.ولتعزيز البعد الديني في نفوس المستوطنين اليهود؛ ربطت الصهيونية بين عقيدة «الماشيح» أو المسيح المخلص وبين مدينة القدس. «فالماشيح» في الفكر اليهودي ليس إنساناً عادياً، بل سماوياً خلقه الله تعالى قبل الدهر على أن يبقيه في السماء إلى حين تأزف ساعة إرساله في نهاية التاريخ أو «سبت التاريخ» فيظهر في جبل ميرون في الجليل ومن ثم يتوجه من هناك سيراً على الأقدام إلى القدس، التي اكتسبت لدى المتدينين قيمة دينية وفق ذلك الاعتقاد، إبان تجميع شتات اليهود المنفيين والعودة بهم إلى الأرض المقدسة وتحطيم أعداء «إسرائيل» في معركة «هرمجدون»، فيعم السلام بظهوره ويتخذ أورشليم عاصمة له تمهيداً لإعادة بناء «الهيكل»، المزعوم.لا تزال تلك «الأساطير» المُؤسسّة للكيان الصهيوني، هي الحاكمة، فكراً وسلوكاً عنصرياً عدائياً توسعّياً ينحو أكثر للغلوّ والتطرف، ولن تنخلع عنه إلا بصمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاومته، فالجيوب الاستيطانية الإحلالية، مهما طال عمرها الافتراضي، مصيرها الزوال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store