logo
قنبلة "إسرائيل الكبرى" التي ألقاها نتنياهو

قنبلة "إسرائيل الكبرى" التي ألقاها نتنياهو

الجزيرةمنذ 4 أيام
لم يكن مستغربا أن يعلن أقطاب تيار الصهيونية الدينية واليمين المتطرف في إسرائيل مرارا عن رغبتهم في تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى" و"أرض الميعاد"، خاصة منذ بدء حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة.
وكان اقتصار هذه التصريحات على وزراء وأعضاء الكنيست التابعين لهذا التيار حجة لدى المدافعين عن إسرائيل، باعتبار أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية ولا تمثل تحولا في الرؤية الإستراتيجية للمؤسسة الإسرائيلية الرسمية تجاه محيطها وتجاه الإقليم عموما.
لكن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لشبكة i24 الإسرائيلية عكست تحولا جذريا في السردية الإسرائيلية الرسمية التي يمثلها رئيس الحكومة شخصيا، وتبنيا رسميا لأول مرة طموحات تيار الصهيونية الدينية التي لا ترى لإسرائيل أفقا بين جيرانها العرب، وإنما ترى في الأفق دولة توراتية كبرى تبني أطروحاتها بناء على الأساطير الدينية التوراتية المتعلقة بأرض الميعاد، والمسيح المنتظر ونهاية العالم والألفية السعيدة.
خلال مقابلته، قال نتنياهو إنه يشعر أنه في مهمة تاريخية وروحانية ترتبط بأجيال اليهود عبر العصور، حيث اعتبر أنه هنا "بتفويض من أجيال من اليهود".
ولما سأله الصحفي ما إذا كان هذا يشمل رؤية إقامة "إسرائيل الكبرى" أجاب بالموافقة بكل ثقة. لتخرج علينا صحيفة (زمان يسرائيل) بعنوان مركزي: "نتنياهو يقول إنه في مهمة تاريخية وروحية ويُقر برؤية إسرائيل الكبرى".
وجاء في الخبر أن نتنياهو قال في المقابلة إنه يشعر بالارتباط الشديد برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تشمل ما كان يفترض أن يكون دولة فلسطينية مستقبلية- في اتفاقية أوسلو- إضافة إلى أجزاء من الأردن ومصر.
لا يمكن فصل هذه التصريحات عن طبيعة الموقف الذي قيلت فيه، فالصحفي الذي أجرى المقابلة مع نتنياهو هو الإعلامي المعروف شارون غال، وهو عضو كنيست سابق عن حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني الذي يرأسه أفيغدور ليبرمان.
وخلال المقابلة، قدم شارون غال لنتنياهو هدية تعبر حسب كلامه عن أحد الأمور التي حلم غال بها طوال حياته، وهي خريطة الأرض الموعودة، وكانت الهدية تميمة يحملها أتباع اليمين المتطرف تحمل خريطة إسرائيل الكبرى المعروفة باسم "أرض الميعاد" التي تشمل المساحة بين النيل والفرات، وسأله غال عند إهدائه هذه الهدية: (هل أنت تؤمن بهذه الرؤية؟) أي رؤية "أرض الميعاد" و"إسرائيل الكبرى"، فأجاب نتنياهو مرتين متتاليتين: "جدا".
هناك واحد من احتمالين اثنين لما رأيناه في هذه المقابلة، الاحتمال الأول أن يكون نتنياهو وشارون غال متفقين تماما على سيناريو الحوار والمقابلة ليكشف نتنياهو توجهاته الجديدة على الملأ بهذا الأسلوب دون أن يبدو ذلك مقصودا.
وهذا أمر لا أستغربه على شخص مثل نتنياهو بما هو معروف عنه من تلاعب وخبث، وبذلك فإن نتنياهو كان يريد أن يظهر في هذا الحوار بصورة الشخص الذي يكاشف الجمهور لأول مرة بمكنونات نفسه، وبما يعتبره "إخلاصا" عميقا للرؤية الدينية التوراتية للصراع، ولا يتورع عن كشف هذا الجانب في شخصيته عندما يوضع تحت السؤال، وفي هذه الحالة فإن نتنياهو يحاول الحصول على تعاطف جمهور الصهيونية الدينية بشكل أكبر من السابق، ربما في سياق حملته على قطاع غزة.
الاحتمال الثاني أن نتنياهو بالفعل لم يكن يتوقع السؤال، وأنه وجد نفسه في موقف يحتم عليه أن ينحاز لأحد الطرفين: الصورة العلمانية القومية المعروفة لحزبه ودولته، أو الصورة الدينية التوراتية التي بات صوتها يعلو من قبل التيارات الدينية اليمينية وعلى رأسها الصهيونية الدينية.
وفي هذه الحالة فإن شارون غال كان ذكيا بحيث وضع فخا لنتنياهو لكشف حقيقة نظرته السياسية والروحانية الشخصية فيما يتعلق بالرؤية الدينية التوراتية التي يستند إليها اليمين المتطرف في تعامله مع مجريات الصراع.
ونتنياهو معروف بمهارته المعهودة بالتخلص من أي موقف لا يرغب فيه أو يورط نفسه بتصريح من هنا أو هناك، ولطالما نأى بنفسه عن تصريحات أعضاء حكومته من تيار الصهيونية الدينية، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير المثيرة للجدل حول أحلام إسرائيل الكبرى، والسيطرة على المسجد الأقصى، وضم الضفة الغربية، والسيطرة على الأردن، ولبنان، ومصر، وسوريا وغير ذلك.
لكنه في هذه المقابلة، وأمام "هدية" شارون غال المرتبطة برؤية إسرائيل الكبرى لم يكن أمامه إلا طريقان: إما أن يحاول التلون والالتفاف على الأمر، ويحافظ على صورة إسرائيل العلمانية التي طالما تفاخر بها الإسرائيليون منذ عهد بن غوريون، أو أن يستفيد من هذه الفرصة ويجعل هذه المقابلة حجر زاوية لإعلان انحيازه التام إلى رؤية الصهيونية الدينية، وإعلان تغيير السياسة الرسمية الإسرائيلية لتكون قائمة على الأسطورة التوراتية التي ينادي بها تيار الصهيونية الدينية.
ويكون ذلك إعلانا لدولة جديدة ثيوقراطية بعيدة عن الصورة الأوروبية العلمانية التي لطالما حاول الإسرائيليون تسويقها أمام العالَم، سواء كان هذا في سياق بحث نتنياهو عن الشعبوية في أوساط اليمين في إسرائيل، أو في أوساط المؤيدين لإسرائيل من اليمين المسيحي المتطرف في العالم.
ومن الواضح هنا أن نتنياهو اختار الطريق الثاني، فأعلن انحيازه للسردية الدينية التي يمثلها تيار الصهيونية الدينية، ليكون بذلك العضو الأحدث في هذا التيار داخل حزب الليكود.
فالمعروف أن تيار الصهيونية الدينية بدأ مشواره السياسي من داخل حزب الليكود، حيث عمل الليكود على الاستفادة من هذا التيار بنفس القدر الذي عمل فيه التيار على الاستفادة من الليكود على مدى عشر سنوات تقريبا، فاستغل كل منهما قوة الآخر وقربه إلى حد ما من أطروحات الطرف الآخر، ودخل أعضاء كثر من تيار الصهيونية الدينية داخل حزب الليكود، وعملوا على نشر أفكاره بين أعضاء الحزب، وتحويل اتجاه الليكود إلى مسار الصهيونية الدينية.
ثم شكل أقطاب هذا التيار حزبهم الخاص المتمثل في حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة سموتريتش وحزب "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير بعد شعورهم بأن قوة حضورهم في الشارع تسمح لهم بالاستقلال عن الليكود.
بيد أن هذا لا يعني اختفاء هذا التيار من صفوف حزب الليكود، فهو لا يزال يتمتع بحضور قوي في حزب الليكود من خلال شخصيات مثل الوزير دودي أمسالم (وزير التعاون الإقليمي)، وأعضاء الكنيست عميت هاليفي (عرّاب مشروع قرار تقسيم المسجد الأقصى)، وماي جولان، ونسيم فيتوري، وأرييل كيلنر، وأفيخاي بوآرون.
ويمكننا القول اليوم إن نتنياهو بتصريحاته الأخيرة يكشف انضمامه الكامل لهذا التيار ليعلن تقريبا أن حزبه أصبح جزءا من تيار الصهيونية الدينية ويحمل أفكاره ويروج لها.
نتنياهو كان يعلم أبعاد كلامه، وكان يقصد كل كلمة قالها في هذه المقابلة، فهو يعلم أن عبارة "إسرائيل الكبرى" أو "أرض الميعاد" تشمل أراضي دول كان يتفاخر دائما بعلاقته الدبلوماسية معها، وعلى رأسها الأردن، ومصر الملتزمتان باتفاقيات سلام مع إسرائيل، إضافة إلى أجزاء من السعودية التي لطالما تبجح بسعيه لإقامة علاقات دبلوماسية معها، فضلا بالطبع عن لبنان، وسوريا، والعراق.
وبذلك فإن نتنياهو إذ يعلن التزامه بهذه الرؤية فإنه يذهب إلى درجة إعلان تحلله من أي التزامات مسبقة لدولته سواء مع دول الإقليم أو العالم.
لا يمكن لنتنياهو التظاهر بأنه – على سبيل المثال – لم يكن يقصد "إسرائيل الكبرى" بمفهومها التوراتي، حتى وإن حاول هو أو بعض حلفاء إسرائيل أو المدافعون عنها التخفيف من وطأة تصريحاته تلك، وذلك لأن تصريحاته جاءت في إطار التعليق على تميمة "إسرائيل الكبرى" التي أهداه إياها شارون غال خلال المقابلة، وهي تميمة تحمل خريطة إسرائيل الكبرى التي تشمل أجزاء من تلك الدول العربية.
ورد نتنياهو على ذلك لم يكن مجرد تعبير دبلوماسي أو حتى إشارة عامة، وإنما كان تعبيرا عميقا عن قناعة مطلقة، وذلك ما تمثله كلمة "جدا" التي استعملها مرتين، إضافة إلى انطلاقه بعدها فورا لاستذكار والده والجيل المؤسس للدولة بشكل عاطفي يضفي صبغة أيديولوجية عميقة على هذا المفهوم.
ولعل موقف الأردن الذي سارع بالاحتجاج على هذه التصريحات ورفضِها مؤشرٌ على شعور الأردن بالتهديد المباشر من هذه التصريحات، وهذا يعني أن رسالة نتنياهو وصلت بالفعل، وأنها فُهِمَت بالضبط كما كانت دون مواربات ولا تبريرات، وخاصة على الصعيد الرسمي.
والواجب الآن على المحيط الإقليمي الرسمي أن يتعامل مع هذه التصريحات باعتبارها تشكل اتجاها سياسيا إسرائيليا رسميا جديدا لم يعد مقصورا على سموتريتش وبن غفير.
هذا الاتجاه العدائي الواضح تجاه المحيط العربي يستلزم وقفة جادة في وجهه قبل أن يستفحل الأمر أكثر من ذلك، وهذه الوقفة ينبغي أن تتجاوز التنديدات والتصريحات السياسية والإعلامية إلى إجراءات حقيقية على الأرض، أولها وأهمها كشف ضعف الموقف الإسرائيلي في حال واجهَ محيطا عربيا وإسلاميا موحدا، والملف الوحيد الذي يمكن أن يقلب المعادلة هنا هو كسر الحصار على غزة دون أي اعتبار لموافقة أو رفض نتنياهو ومستوطني حكومته.
إعلان
أما إن بقي الموقف العربي الباهت الضعيف على ما هو عليه، فإن نتنياهو سيتمادى أكثر وأكثر، وما دام اليوم قد كسر الخطوط الحمراء بإعلان التزامه العميق برؤيته التوراتية لإسرائيل الكبرى على حساب الدول العربية المجاورة، فإن الصمت والخذلان سيغريانه بتجاوز خطوط أخرى، وتحويل الهوس الديني الذي يمثله اليوم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وعميحاي إلياهو بأن يصبح الخط الرسمي لإسرائيل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ضيافة مورغان.. الشيال يفند مزاعم الاحتلال بشأن أنس الشريف
في ضيافة مورغان.. الشيال يفند مزاعم الاحتلال بشأن أنس الشريف

الجزيرة

timeمنذ دقيقة واحدة

  • الجزيرة

في ضيافة مورغان.. الشيال يفند مزاعم الاحتلال بشأن أنس الشريف

فنّد مدير منصة الجزيرة 360 جمال الشيال مزاعم الاحتلال الإسرائيلي، التي بررت استهداف مراسل الجزيرة في غزة أنس الشريف واتهمته بأنه قائد في حركة المقاومة الإسلامية (حماس). جاء ذلك خلال حوار مع المذيع البريطاني الشهير بيرس مورغان في برنامج "Piers Morgan Uncensored"، حيث شدد الشيال على أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي دليل مستقل موثوق. وقال الشيال إنه "من المعيب أن يُمنح أي مصداقية لما يقوله الجيش الإسرائيلي ، الذي ارتكب خلال العامين الماضيين إبادة جماعية بحق المدنيين وقَتل أكثر من 20 ألف طفل". كما لفت إلى أن القتل العمد للصحفيين لم يكن حالة معزولة، بل جزءا من سلسلة طويلة تتجاوز 270 صحفيا خلال العامين الأخيرين فقط. وأكد الشيال أن الصور أو اللقاءات التي جمعت الشريف مع قيادات حركة حماس لا تشكل دليلا على عضويته أو تورطه في أنشطة عسكرية، مشيرا إلى أن اللقاءات أو الصور الشخصية لا تحدد موقف الفرد أو نشاطه السياسي بشكل قاطع، كما هو الحال مع شخصيات عالمية سبق أن التقت بمختلف الزعماء. لا مبرر للاغتيال وأشار إلى أن أي افتراض عن عمل الشريف ضمن القسم الإعلامي لحماس قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا يمكن أن يبرر اغتياله في منطقة مدنية، مضيفا "الاستهداف المباشر لموظف إعلامي أمام مستشفى أمر مرفوض أخلاقيا وقانونيا، ولا يمكن أن يكون موضوع نقاش موضوعي". في المقابل، أعاد مراسل الشرق الأوسط يوتام كونفينو طرح ما وصفها بالأدلة الرقمية، مشيرا إلى منشورات الشريف على "تليغرام" التي يظهر فيها دعمه لبعض مقاتلي حماس في مراحل سابقة، لكنه أقر بعدم وجود دليل قاطع يربطه رسميا بالأنشطة العسكرية للحركة. لكن الشيال شدد على أن محاولات تصوير الشريف كمقاتل إرهابي تهدف إلى تبرير القتل العمد للصحفيين، مؤكدا أن العملية العسكرية الإسرائيلية استهدفت موقعا مدنيا، مما يمثل انتهاكا واضحا للقوانين الدولية الخاصة بحماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة. ولفت إلى أن النقاش حول صور أو منشورات قديمة للشريف يتجاهل حقيقة أن الصحفي كان ينقل الأحداث في غزة بشجاعة، موضحا "أنس الشريف خاطر بحياته لإظهار الحقيقة للعالم، وأي تبرير لاستهدافه يندرج تحت الكذب الممنهج". كما أشار إلى أن التاريخ الحديث يشهد سلسلة طويلة من استهداف الصحفيين في فلسطين، بما في ذلك قتل مراسلة الجزيرة في فلسطين شيرين أبو عاقلة يوم 11 مايو/أيار 2022، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تقم بأي مساءلة عن هذه الجرائم، مما يعكس إفلاتها المستمر من العقاب في استهداف الإعلاميين. وأكد الشيال أن الحديث يجب أن يركز على مبدأ أساسي في الصحافة، وهو نقل الحقيقة في مواجهة السلطة، وليس محاولة تبرير اغتيال صحفيين، مشددا على ضرورة احترام الحق في الحياة وعدم القبول بمبررات قتل المدنيين أو الإعلاميين تحت أي ذريعة.

خبير عسكري: المقاومة لا تزال قادرة على خوض معارك صعبة وزامير يريد التطويق والحصار
خبير عسكري: المقاومة لا تزال قادرة على خوض معارك صعبة وزامير يريد التطويق والحصار

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

خبير عسكري: المقاومة لا تزال قادرة على خوض معارك صعبة وزامير يريد التطويق والحصار

قال الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن المشاهد التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تظهر أن المقاومة لديها إمكانات وقدرات تمكنها من خوض معارك صعبة وشرسة ضد قوات الاحتلال. وبثت كتائب القسام مشاهد لاستهداف آليات الاحتلال ومواقعه بمحاور التوغل في خان يونس ومحور صلاح الدين جنوبي قطاع غزة. وأوضح العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن العمليات التي نفذتها المقاومة جرت في بيئة معقدة جدا وفي المرحلة التي حاول فيها جيش الاحتلال التوغل باتجاه المواصي، أي المنطقة الغربية من خان يونس، التي شهدت معارك كثيرة في الفترة الأخيرة، مرجحا أن فيديوهات المقاومة لم تظهر هذه المعارك بسبب انقطاع الاتصالات. ويدمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المربعات السكنية، لعلمه -يضيف العقيد الفلاحي- أن القتال داخل الأحياء السكنية يشكل خطرا على قواته، وقال إن الآليات والمدرعات الإسرائيلية لا تستطيع التحرك وسط المناطق المبنية، لأنها تؤمن التنقل والاختفاء لعناصر المقاومة واستخدام عبوة العمل الفدائي ووضعها أسفل الدبابة أو المدرعة. ويشير العقيد الفلاحي إلى أن القتال بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال يجري من مسافة قريبة جدا، وهو ما تظهره المشاهد التي تبثها المقاومة الفلسطينية. ويؤكد أن المقاومة استطاعت، أن تتكيف مع الظروف منذ بداية الحرب، وتمكنت من توزيع المواقع الجغرافية وكتائبها بدقة في مختلف المناطق، حتى أن هناك مناطق لم يدخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي. ومن جهة أخرى، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، إن جيش الاحتلال سيصعب عليه العودة للقتال في مدينة غزة، لأن البنى التحتية لا تزال قائمة والأنفاق لا تزال موجودة وتعمل في هذه المناطق. وتوقع أن تكون العملية العسكرية التي يخطط لها جيش الاحتلال صعبة عليه. حصار وتطويق وكان المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل ( الكابينيت) وافق الأسبوع الماضي على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات اللاجئين، كما أقر رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير اليوم الأحد، خطة المرحلة التالية من الحرب قائلا: إن الجيش سينتقل إلى المرحلة التالية من عملية " عربات جدعون" في قطاع غزة. إعلان وحسب العقيد الفلاحي، سيحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تقليل الخسائر في صفوف قواته بحصار وتطويق مدينة غزة، ثم يقوم -بحسب خطته- بعمليات محدودة لحماية الأسرى إذا كانت موجودة، مؤكدا أن تنفيذ الخطة سيتم الآن ولكن يجري التحضير لها على قدم وساق. وأشار إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف، يريدان استخدام قوة نارية كبيرة جدا والهجوم من محاور متعددة على مدينة غزة والمنطقة الوسطى من القطاع. وعن تكثيف القصف ونسف المباني في حي الزيتون، يقول العقيد الفلاحي، إن الاحتلال يزعم أن هذه المناطق هي بنى تحتية للمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى أن سياسة النسف والتدمير هي جزء من سياسة التهجير القسري التي يتبعها جيش الاحتلال، وهو ما دأب عليه جيش الاحتلال منذ بداية الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store