
خرافة "الأمة اليهودية" الواحدة (3)
اضافة اعلان
تعتبر فكرة «الشعب اليهودي» الواحد مُحورية في العقيدة اليهودية، بوصفها تعبيراً دينياً يشير إلى طائفة المؤمنين المخلصين الذين يتوجهون بإيمانهم إلى الله تعالى، «إله بني إسرائيل» وحدهم، وفق عهد ديني قائم بينهما، حسب ما تُروّج له اليهودية الأرثوذكسية، المُسيطرة على الحياة الدينية بالكيان المُحتل، وشريك الصهيونية المُخلص في المشروع الاستعماري الاستيطاني بفلسطين المحتلة.لكن اليهودية ليست مرادفة للديانة اليهودية، وإن كانت الديانة اليهودية تشكل جزءاً من اليهودية، في ظل الربط بين اليهودية بوصفها ديانة واليهودية باعتبارها مسمى لجماعة بشرية، بحيث تمثل اليهودية، بالنسبة للسّاسة الصهاينة، الوحدة التي توصف بكونها ديانة قومية تـُعبر عن ثقافة مستقلة ذات طابع متميز يختلف عن باقي المجتمعات المحيطة بها، مما يخالف تاريخ اليهود بمراحله المختلفة، وما مر به من تشتت وفرقة، دفعا هذه الجماعة البشرية للبحث عن «وطن مقدس» في نصوص التوراة والتلمود، التي صاغته بمقولة «أرض الميعاد»، فيما رسخته الصهيونية بمزاعم «الأحقية التاريخية والدينية» في فلسطين المحتلة.ويمكن هنا اعتبار عناصر مفهوم اليهودية بمثابة «هويات» يهودية متعددة ومركبة وليست هوية واحدة، وقد تكون مجرد تسميات، نظراً للأسس التي يقوم عليها تعريف اليهودية: دينية، قومية، أو دينية قومية، ولموقع تعريف اليهودية بين الواقعية والمثالية. ولذا؛ فإن استخدام مفهوم «الهويات» اليهودية أو أعضاء الجماعات اليهودية قد يُعبر بشكل أفضل عن نموذج أكثر تركيبية وتفسيراً لواقع أعضاء الجماعات اليهودية، ويصف التغيرات التاريخية والثقافية والدينية التي دخلت على هذه الهوية وحولتها إلى هويات مختلفة.وهنا؛ نجد أن ثمة تسميات ومصطلحات متعددة ومتداخلة في مفهوم اليهودية، مثل السامية، على سبيل المثال، والعبرانيون، وبنو إسرائيل، والموسويون، وغيرها، فاليهودية مسمى أطلق على جماعات بشرية وليست عرقية كما تحاول اليهودية أو الصهيونية تصويرها، يرتبط بدلالته أكثر من عناصره.وقد ظهر هذا المفهوم في مرحلة معينة من مراحل تطور مجموعة بشرية معينة، كان يشار إليها بتعبيرات أو تسميات أخرى، مثل الإسرائيليون (نسبة إلى الاسم البديل ليعقوب بن إبراهيم)، والعبرانيون (نسبة إلى العبور)، فيما يعتقد بأن أصل تسمية اليهودية مشتق من مملكة يهوذا مملكة الجنوب التي عاصمتها القدس بعد انقسام مملكة سليمان بن داوود عليهما السلام، أو مشتق من «يهوذا» أحد أسباط يعقوب الإثنى عشر أو من إله اليهود «يهوه»، أو من الذين هادوا، أي تابوا ورجعوا، وهذا التعدد يؤكد مدى الخلط والالتباس الذي يحيط بالمفهوم، وهذا لا يعني أن تلك التسميات القديمة قد بادت بل إنها تطورت، مثل العبرية التي اقترنت باللغة، و»إسرائيل» التي باتت الكيان الصهيوني.كما ارتبط المفهوم في بعض الأحيان بالأصل العرقي، وكأنه تسمية لجنس بشري بذاته، اقترن بمجموعة بشرية يعتبرها البعض قومية، بينما ينظر آخرون إلى اليهودية على أنها ثقافة، أو نسق من الأفكار لمجموعات بشرية منتشرة في مجتمعات مترامية، بما يشي باقتران مفهوم اليهودية بتسميات فرعية ارتبطت بتطور جماعة بشرية معينة فكرياً وحركياً، بحيث لا يمكن القول أن له دلالة محددة لأمر محدد واحد وإنما مفهوم معقد ومركب.ولتعزيز البعد الديني في نفوس المستوطنين اليهود؛ ربطت الصهيونية بين عقيدة «الماشيح» أو المسيح المخلص وبين مدينة القدس. «فالماشيح» في الفكر اليهودي ليس إنساناً عادياً، بل سماوياً خلقه الله تعالى قبل الدهر على أن يبقيه في السماء إلى حين تأزف ساعة إرساله في نهاية التاريخ أو «سبت التاريخ» فيظهر في جبل ميرون في الجليل ومن ثم يتوجه من هناك سيراً على الأقدام إلى القدس، التي اكتسبت لدى المتدينين قيمة دينية وفق ذلك الاعتقاد، إبان تجميع شتات اليهود المنفيين والعودة بهم إلى الأرض المقدسة وتحطيم أعداء «إسرائيل» في معركة «هرمجدون»، فيعم السلام بظهوره ويتخذ أورشليم عاصمة له تمهيداً لإعادة بناء «الهيكل»، المزعوم.لا تزال تلك «الأساطير» المُؤسسّة للكيان الصهيوني، هي الحاكمة، فكراً وسلوكاً عنصرياً عدائياً توسعّياً ينحو أكثر للغلوّ والتطرف، ولن تنخلع عنه إلا بصمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاومته، فالجيوب الاستيطانية الإحلالية، مهما طال عمرها الافتراضي، مصيرها الزوال.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
الجيش الإسرائيلي يطلق النار على فلسطينيين
أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل 24 شخصاً وإصابة أكثر من 200 خلال توجههم لمركز توزيع المساعدات الأميركية غرب رفح، إثر قصف وإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي. اذ قال الجيش إن إطلاق النار كان "تحذيرياً" تجاه حشود انحرفت عن المسار المحدد وشكلت تهديداً. في المقابل، وثقت مصادر فلسطينية سقوط قتلى آخرين جراء قصف استهدف خيام نازحين في خان يونس ودير البلح، إضافة إلى منازل في غزة. ومنذ 7 أكتوبر، ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى أكثر من 54 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال.


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
الاحتلال يستهدف المدنيين في رفح ويخسر جنوده قتلى وجرحى في جباليا
في اليوم الـ78 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة راح ضحيتها 24 شهيدًا فلسطينيًا، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة، بعد أن فتحت الآليات العسكرية الإسرائيلية النار على مواطنين كانوا بانتظار مساعدات غذائية في المنطقة الغربية من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الغارة استهدفت نقطة توزيع مساعدات تشرف عليها جهات محلية بالتعاون مع شركة أميركية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، معظمهم من المدنيين. ويأتي هذا التصعيد بعد يومين من حادثة مماثلة أثارت ردود فعل دولية، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى فتح تحقيق "فوري ومستقل" في مقتل وإصابة فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، مؤكّدًا ضرورة محاسبة المسؤولين. وقال غوتيريش إن ما يحدث في غزة "مروّع وغير مقبول"، مضيفًا: "لا يجوز أن يُجبر المدنيون على تعريض حياتهم للخطر من أجل الغذاء". وفي تطورات ميدانية شمال القطاع، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في منطقة جباليا، أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 11 آخرين بجروح، وفق ما أعلنته وسائل إعلام عبرية. وأوضحت التقارير أن الكمين نُفّذ في منطقة مفخخة بعشرات العبوات الناسفة، حيث تعرضت وحدة من "لواء غفعاتي" لتفجير عبوة ناسفة أثناء تحرك ناقلة جند مدرعة. وقد نجا بعض الجنود بإصابات طفيفة، قبل أن تصل قوة دعم تضم مركبة عسكرية من طراز "هامر" ووحدة إطفاء. وأثناء محاولتها الانسحاب عبر المسار ذاته، انفجرت عبوة ناسفة ثانية في مركبة الهامر، ما أسفر عن مقتل 3 جنود برتبة رقيب أول، وإصابة اثنين من رجال الإطفاء بجروح. وفي بيان رسمي مقتضب، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 جنود من الكتيبة التاسعة في لواء المشاة "غفعاتي"، مشيرًا إلى أن قواته كانت تقوم بعملية إسناد وإنقاذ في شمال غزة عندما وقعت في كمين محكم أدى إلى تفجير الآليات المدرعة. وبحسب الجيش، فإن العملية تمت في منطقة شديدة التحصين من جباليا، حيث جرى التعامل مع عدة عبوات ناسفة زُرعت بشكل مسبق، في ما يبدو أنه كمين مخطط بعناية من قبل فصائل المقاومة.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
78 يوما على عودة الحرب .. عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة برفح
واصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم ٧٨ لعودة الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى. وعادت قوات الاحتلال لاستهداف الجوعي خلال محاولة حصولهم على الطعام غرب رفح جنوب القطاع جنوب قطاع غزة واستشهد ثلاثة وعشرون مواطنا على الاقل واصيب نحو ٢٠٠ بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات الشركة الأمريكية غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة . وقال مراسلنا ان جيش الاحتلال استخدم المدفعية ايضا في قصف جموع الجائعين الذين وصلوا من كل مكان من قطاع غزة. وفي وقت سابق من نهار امس استشهد خمسة مواطنين في إطلاق نار متفرق في نفس المكان. وفي خان يونس اصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة وسط المدينة متسببا بموجة نزوح اخرى . وأرفق جيش الاحتلال أوامر النزوح بعمليات قصف ادت لاستشهاد محمد أحمد حسن الشقاقي وإصابة ثلاثة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في منطقة المشروع غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وفجرا ارتقى ثلاثة شهداء بقصف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مواصي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وهم الطفل عبدالله يوسف فؤاد غنام (١٢ عامًا) ، فؤاد شاكر دياب غنام (٦٢ عامًا) وليلى خليل عبد اللطيف غنام (٦١ عامًا). وسط القطاع واستشهد ثلاثة مواطنين وأكثر من ٢٠ إصابة في قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين في المخيّم السويسري جنوبي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، عُرف منهم: الأسير المحرر حمادة الديراوي من النصيرات ومحمد أحمد منصور من رفح وكان جيش الاحتلال استهدف المدرسة العائشية بدير البلح ما اسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وهم وسام ومحمد الكرد و شادي قنن. غزة والشمال وارتقى خمسة شهداء ومصابون جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة النديم في محيط شارع الصناعة جنوب غربي مدينة غزة. وكان خمسة مواطنين من عائلة السموني استشهدوا في وقت سابق بقصف على حي الزيتون جنوب شرق غزة. وارتفع عدد شهداء مجزرة قصف طائرات الاحتلال منزل عائلة عطا البُرش في جباليا البلد شمالي قطاع غزة إلى ١٤ شهيد عرف منهم : معاذ عطا البُرش ، سمية محمد البُرش ، ياسمين إبراهيم البُرش ، مريم إبراهيم البُرش ، صهيب عبد الرحمن حمدية ، ريما عبد الرحمن حمدية، رهف عبد الرحمن حمدية ، أحمد عبد الله حمدية ، إبراهيم محمد حمدية ، عادل محمد حمدية ، فاطمة محمد حمدية ، هديل طه حمدية ، شيماء طه حمدية ونسيبة أحمد حمدية من جهتها قالت وزارة الصحة في غزة انه وصل مشافي القطاع ٥٢ شهيدًا ( منهم شهيد انتشال)، و ٥٠٣ مصاب خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى ٥٤٤٧٠ شهيدًا و ١٢٤٦٣٩ مصابًا منذ السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣ م . وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ ١٨ مارس ٢٠٢٥ بلغت (٤٢٠١ شهيد، ١٢٦٥٢ مصابًا).