أحدث الأخبار مع #الأحفاد


الرأي
منذ 7 أيام
- ترفيه
- الرأي
من هم الأقرب إلى أحفادهم؟ دراسة إيطالية تكشف المفاجأة
أظهرت دراسة إيطالية حديثة أن الأجداد لهم دور أساسي في حياة الأحفاد، حيث يشعر كثير من الأطفال بعاطفة قوية تجاههم، أحياناً باعتبارهم أهم شخصية في الأسرة الموسعة. وتحدى البحث الشائع القائل بأن الجدات من جهة الأم هن الأكثر اهتماماً بالأحفاد، فقد شمل الاستطلاع 370 جدّاً وجدّة تتراوح أعمارهم بين 53 و88 عاماً، وركز على مستوى الترابط العاطفي معهم، وأنواع الأنشطة المشتركة، ودورهم في تربية الأطفال، كما نقل موقع (موست هير). وأظهرت النتائج مفاجأة: الجدات من جهة الأب هن الأكثر مشاركة في رعاية الأحفاد، في حين أن الجدات من جهة الأم لم يكن لهن الدور المتوقع. وبالرغم من أن معظم الجدات شاركن أكثر في الأنشطة المشتركة مع الأحفاد، إلا أن الجدود شاركوا بنسبة أقل وبشكل محدود. أما طبيعة هذه الأنشطة، فتبين أن الجدود يميلون إلى الألعاب الرياضية والأنشطة الخارجية، بينما ركّزت الجدات على المهام التي تتطلب مهارات لغوية مثل سرد القصص وتعليم الأطفال.


الإمارات اليوم
٠٢-٠٨-٢٠٢٥
- منوعات
- الإمارات اليوم
الأجداد اليوم.. دور محوري في عالم متجدد
تغيّرت صورة الأجداد في واقعنا اليوم عما كانت عليه في الماضي، فعلى الرغم من انشغالهم بأعمالهم، إلا أنهم كانوا يمضون معظم أوقاتهم بين أبنائهم وأحفادهم، يقدمون لهم التربية والتوجيه من خلال نظراتهم الدافئة وكلماتهم الحكيمة، ويروون القصص الشيقة المليئة بالعبر والقيم. كانوا يحضرون معنا كل اللحظات المهمة، من ولادتنا إلى تخرجنا، ويسهمون بشكل كبير في تشكيل شخصياتنا ووعينا بالحياة. أما اليوم، فنحن أمام واقع مختلف، حيث نجد أن كثيراً من الأجداد مازالوا على رأس عملهم كموظفين في قطاعات مختلفة، ولم يحصلوا على الفرص التدريبية الأسرية التقليدية نفسها التي حصل عليها أسلافهم. لقد قلّص نمط الحياة العصرية من الوقت المتاح لتجمّع العائلة والتفاعل مع الموروث الثقافي والاجتماعي بشكل مستمر، ما أدى إلى تغير ملحوظ في الدور الذي يلعبه الأجداد في حياة أسرهم. هذا التغيير زاد من أهمية دور الأجداد في دعم الأجيال الجديدة من الآباء والأمهات، ومساندتهم في التوازن بين العمل والأسرة، ما يستدعي تطوير مبادرات وسياسات حديثة تواكب هذا الدور. في دولة الإمارات، التي تميزت بريادتها في دعم الأسرة، كان هناك العديد من المبادرات لدعم كبار السن وأبنائهم، إلا أننا نسلط الضوء اليوم على الأجداد بمبادرات مقترحة، تدعم دورهم في الأسرة، مثل استحداث برنامج «إجازات الأجداد الداعمين» لدعم حصول الأجداد على إجازات لمرافقة أبنائهم خلال فترة الولادة والمناسبات الأسرية المهمة، ما يعزز الدعم العاطفي والاجتماعي داخل الأسرة. إضافة إلى توفير برامج تدريبية للأجداد، تهدف إلى مساعدتهم على تقديم دعم أكثر فاعلية للأجيال الجديدة، بإنشاء أكاديمية خاصة، أو دمجهم ضمن برامج أكاديمية أسرية شاملة لاحتياجات الأسرة، وتفعيل مشروع «الحي الإماراتي النموذجي للأجيال» كسكن متكامل متعدد الأعمار متضمن كل عوامل التقارب وممكنات المجتمع الإماراتي، إلى جانب منصة «حكايات الأجداد» الرقمية لتوثيق قصصهم وتجاربهم، ونقلها إلى الأحفاد، والاستفادة منها، من خلال إشراف جهة مختصة. إن دعم دور الأجداد في ظل هذه التغيرات ليس مجرد استجابة لواقع جديد، بل هو تأكيد على مكانتهم المهمة، وحفظ لتقاليد الأسرة وقيمها الأصيلة، واستثمار في مستقبل مجتمع إماراتي متماسك ومتلاحم، تتوارث فيه الأجيال حكمة الأجداد، وتتسلح بتجاربهم الثمينة. *خبيرة شؤون تعليم ومجتمع لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


الجزيرة
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
كان يا ما كان.. أنا وأنت والزمان
وُلدتُ في بيت يتجنب كل من فيه شرب المنبهات، فلم أعهد من أمي إعداد قهوة الصباح أو شاي العصر. ولكن، مع الوقت نقل أخي "عدوى الشاي"، ونقلت أنا "عدوى القهوة" إلى البيت؛ فصرت إذا ما حلّ ضيف يطلب الشاي، أذهب مسرعةً لعقد صفقة مع أخي: "اعمل شاي، ومقابل هذا سأعد القهوة لأصدقائك". واستمر هذا الحال إلى أن نزحت في الإبادة إلى مطبخ آخر.. إلى بيت فيه سيدة ستينية لا تبدأ يومها إلا بكوب من الشاي، بشرط أن يكون "شديد الحلاوة"!. لم أفهم حينها سبب أنسها به، ولم أدرك انتقال العدوى إليّ إلا بعد عام من الإبادة. فما رأيك الآن بكوب من الشاي بالنعناع؟ ولكن، اعذرني هذه المرة.. لا يوجد سكر! ذاكرة من سكر في صغري، كنت أعتقد أن جدي يمتلك آلةً سحرية؛ تحول السكر إلى غيمة في لمحة بصر! آنذاك، كنت أقف بجانبه، أنتظر دوري في طابور الأحفاد، وعيناي مندهشة مما تريانه. وبذات الدهشة، كنت -بعد وفاة جدي- أقف متأملةً في خالي، في ابن يحاول إحياء ذكرى أبيه.. أقف مستذكرةً لهفة قلبي الصغير، بمجرد رؤيتي غيمتي الملونة! أذكر أن آخر مرة رأيت فيها مشهد تدافع الأطفال حول بائع حلوى "شعر البنات"، أو "الغيوم الملونة" كما أسميها أنا، كانت أمام مدرستي الابتدائية في مخيم جباليا. منذ ذلك الحين، اعتقدت أن جميع شبيهات آلة جدي السحرية قد انقرضت! ولكن من المدهش أنه مع انقطاع دخول السكاكر في الإبادة، ودخول السكر بين الحين والآخر، عاد لتلك الآلة مجدها؛ فظهرت الغيوم الملونة مجددًا، وعادت لقلوب الأطفال لهفتها، وعاد صوت المنادي يجوب الشوارع: "شعر بنات.. شعر بنات.. للحلوين وللحلوات"! فصرت كلما سمعت ذاك الصوت، أو رأيت طفلًا يركض خلفه، أبتسم للماضي. حبال من الود يعلو صوت والدتي في المطبخ متسائلة: "في حد عنده أواعي بدهم غسيل؟ بسرعة، جيبوهم!"، ثم يبدأ كل منا في رحلة البحث عن ملابسه في جميع أنحاء البيت، وفي بعض الأحيان تفوض أمي أحدنا لجمع الملابس المبعثرة هنا وهناك. بعد جمعها، تبدأ بفرزها وفقًا لمعايير عدة، منها الألوان ونوع القماش والأولوية؛ فكانت تبدأ أحيانًا بزي كرة القدم لأخي "عمر" الملقب في حارتنا بـ"ميسي"؛ فمن غير المعقول أن يذهب للمباراة بزي غير مجفف، أو قذر! وعلى الرغم من عديدنا، وتقدمنا في العمر، فإنها ما زالت كما هي؛ تبادر في مد حبال الود. من هنا بدأت علاقتي مع حبال الغسيل؛ فأضع عليها ثقل ما يحمله المرء على جسده، وما يستر به نفسه، وما يختاره من ألوان تعبر عن شخصيته. من خلال تلك الحبال يمكنك القول: هنا حياة، هنا طفل قد ولد، وهنا ضيف قد حل، وهناك من رحل.. ويمكنك معرفة ما إن كان البيت عامرًا بساكنيه، أم هجره ساكنوه! فمنذ أكثر من عام ونصفٍ، وملابسنا تحاول إيجاد مستقر لها. ولأكثر من عام، غاب زي كرة القدم عن حبالنا، غاب على أمل النجاة بموهبته وحلمه. ولكن! صبغة غزة تميزك عن الجميع؛ تشجع كل من في قلبه مرض على الاستغلال، وسلب أبسط الحقوق منك وإن كنت خارجها؛ فالعالقون بين حدود الأمل واليأس.. كثر! عاد الغائب الذي مات أبوه قهرًا عليه، عاد الغائب الذي انتظرته أمه بدموعها.. عاد إلى بيته، وأصبح الإهداء ليس واقعًا فحسب، بل ذكرى تُدق لها المسامير في الحائط؛ لتصبح الشاهد والراوي الوحيد للحكاية بعد غياب أبي اللوحة الأخيرة في زنزانة بأحد سجون الاحتلال الإسرائيلي، يجلس شاب على الأرض، يمسك بيده أقلامًا ملونة، وقطعة قماش أحضرتها له أمه في زيارتها الأخيرة.. يرسم على تلك القطعة البيضاء رحلة العائد بعد غياب طويل، يرسم شوقه إلى بيته، إلى وطنه، إلى رؤية الشمس، إلى العصافير وغنائها! إلى كرسي يجلس عليه متأملًا، منتظرًا.. كرسي يختلف عن كرسي التحقيق اللعين! كان ذاك الشاب والدي، الذي سلبه الاحتلال الإسرائيلي بيت أبيه وجده، ثم سلبه طفولته، وشبابه، وبيته. ومع هذا، كان يحلم بيوم يجتاز فيه حدود الشوق، كان يحلم بأن يتحول الإهداء إلى واقع، وإن كان في الزمن البعيد.. "للذكرى.. متى يا كرام الحي عيني تراكم، وأسمع من تلك الديار نداكم.. إهداء".. ثم؟.. لم يكتب شيئًا سوى التوقيع؛ فالتفاصيل كلها تكمن في اللوحة. في المستقبل، على باب البيت تزغرد جدتي: "إيوي لا تحسبونا من السجن ذلينا.. إيوي يا بارودنا في كتوفنا وقنابلنا بإيدينا.. إيوي يا باب المدينة عالي.. إيوي وأشرعه بإيدي.. إيوي خلي قليبي يفرح.. إيوي ياما بكن عيني". عاد الغائب الذي مات أبوه قهرًا عليه، عاد الغائب الذي انتظرته أمه بدموعها.. عاد إلى بيته، وأصبح الإهداء ليس واقعًا فحسب، بل ذكرى تُدق لها المسامير في الحائط؛ لتصبح الشاهد والراوي الوحيد للحكاية بعد غياب أبي. غاب أبي، وهجَّرنا الاحتلال من بيته، كما هجَّر أجدادنا سابقًا.. وبات حلمُنا يشبه حلم والدي: العودة.. الحرية.. بيت آمن! عدنا إلى البيت يا أبي بعد غياب لم نملك فيه رفاهية الغياب، وانتشلنا الحكاية من تحت أنقاض الغرفة. أما العصافير، فقد عادت بعد قرابة شهر من وقف إطلاق النار المؤقت، ولكن.. لم يدم هذا طويلًا؛ فقد عادت الإبادة يا أبي، وعادت معها هجرة البشر والعصافير.. إلى روح وريحان وجنة نعيم. أكتب لك يا صغيري عن حكايات لم تكتمل، وعن أصوات فقدت صداها؛ فالكتابة يا صغيري، ليست مجرد سرد، بل هي مقاومة وذاكرة.. وإرث إلى صغيري بقيت لأكثر من عشر سنوات أقرأ الكتب، وأشتريها من مصروفي الشخصي؛ لأكون أمًّا تحضر لك مكتبةً قبل أن تحضر، أمًّا تمنحك عالمًا من القصص قبل أن تولد، أمًّا تؤمن أن الحكايات تربي كما تفعل القلوب. إعلان بعض الكتب اشتريتها مع زميل لي من "أمازون"، وانتظرنا وصولها على أحر من الجمر، وبعضها أوصيت أصدقائي لتأمينها من مصر، والأكثر -بالطبع- من هنا.. من غزة. القليل منها نسخ أصلية، ومعظمها بجودة طباعة معتبرة، وبأسعار تناسب طالبةً في الثانوية والجامعة.. أما أقدمها وأقيمها فكتابان لجد والدي، نجا بهما من قريته في نكبة عام 1948م، ثم مات بغزة لاجئًا! وددت لو استطعت الهرب ولو بكتاب واحد؛ ولكن.. اعذرني، فقد أُحرِقت جميعها! أما ذاك الزميل الذي حدثتك عنه، فقد قتله الاحتلال، وأولئك الأصدقاء سافروا، وبتعبير أدق: هجروا من ضيق الحال، وبعضهم ما زال ينتظر. لذلك، قررت الكتابة.. عن تفاصيل يجهلها كثيرون، وعن أحلام أُجهضت.. عن صديقتي التي تشاركني ذات الاسم، والكثير من الطباع: "سمية"، التي حرمت من وداعها الأخير.. عن فتاة لم ترَ عائلتها طوالَ سبعة أشهر، عن حلمها بإنجاب طفل! ولكن.. قتلها الاحتلال ليلة العيد، وبقي حلمها وآخر ذكرياتها عندي.. عدت بها إلى أمها دون أن تكون هي معي.. اعذريني يا خالتي، عدت دون عيدي! أكتب لك يا صغيري عن حكايات لم تكتمل، وعن أصوات فقدت صداها؛ فالكتابة يا صغيري، ليست مجرد سرد، بل هي مقاومة وذاكرة.. وإرث. أكتب.. لأن الصمت قاتل. أكتب.. لئلا تُسرق حكايتي، وحكايات الأصدقاء، والآباء، والأجداد. ولكن، إذا كان لا بد أن أموت.. "إذا كان لا بد أن أموت، فلا بد أن تعيش أنت؛ لتروي حكايتي! إذا كان لا بد أن أموت، فليأتِ موتي بالأمل.. فليصبح حكاية".


الميادين
١٢-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
عيد النصر
بعد ثمانين عاماً من الانتصار على النازية والذي لعبت فيه روسيا دوراً مفصلياً وحاسماً يجتمع الأحفاد وأحفادهم في الساحة الحمراء في موسكو في عرض عسكري مهيب ومعهم رؤساء دول ومسؤولون ساميون وممثلون عن جيوش أخرى أبرزها الجيش الصيني لينحنوا إجلالاً واحتراماً لكل من قاتل ودافع وضحّى وساند، ولكل من حمل في وجدانه قيم التضحية والفداء، ودفع أثماناً باهظة لها لكي يرث الروس اليوم هذا الإرث الذي يفخرون ويعتزون به، وينقلوه إلى الأجيال الشابة كي يستمرّ في تسطير عظمة شعب أبى الاستسلام وأبى الذل والهوان، ودفع ملايين الأنفس البشرية ثمناً لعزته وكرامته وحريته وانتمائه. تأتي أهمية هذا الحفل وفي هذا التوقيت بالذات، في زمن تتصارع فيه السرديات العالمية حول الشهادة والانتماء، وحول التضحية بالذات في سبيل قضية وطنية مقدسة، وحول جدوى المقاومة في زمن الهيمنة والإجرام والانكسارات، مع جهود متعمّدة ومستمرة لإلغاء البعد التاريخي لأي صراع، والتركيز فقط على اللحظة الراهنة والمكاسب الآنية وتثبيط الهمم وتفكيك الأسر والمجتمعات، في محاولات تهدف جميعها إلى بسط سلطة الطغيان وسلب البشر من أقدس وأطهر المعاني التي عاشوا وضحوا واستشهدوا من أجلها. في زمن القوة العسكرية الغاشمة وفي زمن سلطة المال وتسفيه الالتزام بالمعاني الأخلاقية والوطنية السامية، من المهم والضروري والنبل، الانحناء لمن ضحوا وعانوا وقتلوا وماتوا كي تحيا الأجيال التي أتت بعدهم عزيزة وكريمة وشامخة، تحتل مكانها الرفيع بين الأمم نتاج هذه التضحيات والعطاءات، التي آثرت الزود عن القيم والمبادئ والانتماء. في هذا الزمن الذي احتلت القوة العسكرية المرتبة الأولى في التدمير والقتل والاحتلال والحكم على الملايين بالموت جوعاً، تُبث حملات من الشكوك حول معاني المقاومة والفداء، متخذين من الأثمان الباهظة المدفوعة ذريعة لتغيير الاتجاه ورمي السلاح والتنكر للحق واسترضاء القتلة والمجرمين، بدلاً من قتالهم ومقارعتهم والذود عن الحمى والأرض والتاريخ ومستقبل الأجيال. إذ بالإضافة إلى الإجهاز على المقاومة الشريفة والمستبسلة عسكرياً، وخرق كل أعراف الحروب على مدى التاريخ، تعمد الجهات الاستعمارية الاستيطانية إلى بث روح الاستسلام واليأس والقنوط بين الأجيال الشابة، التي قررت الذود عن الأوطان فتنشر السرديات المشككة بجدوى التضحية، وعقم بذل الذات في سبيل قضية مقدسة، وحكمة الاهتمام بالخلاص الفردي، بعيداً عن ديماغوجيات تحرير الأرض والإنسان. ويقترن هذا مع بث كل أساليب التشويه للقيم التي تربت عليها الأجيال وآمنت بها وورثتها وتوارثتها من جيل إلى جيل، كي يصبح الطريق أمام التدمير النهائي ممهداً، ويسهل من بعده تسويف التاريخ وبناء واقع جديد، يعتمد فبركة تاريخ جديد مؤسس على اختلافات وهلوسات ما أنزل الله بها من سلطان. 10 حزيران 20:06 9 حزيران 10:54 من أجل الحفاظ على بصيرة المسار التاريخي وإدراك حقيقة أن الأيام متنوعة ومختلفة، منها الجميل والمزدهر ومنها القاسي والمحبط، عظّم الله عزّ وجل أجر الصابرين لأن الصبر في الزمن الصعب، والقبض على القيم والأخلاق والمبادئ، وإن يكن كالقابض على الجمر، هو سر استمرار الخير في البشرية والوثوق بأن الأمور بخواتيمها، وأنه في النهاية لا يفلح إلا الصادقون والمنتمون، والقادرون على دفع ضريبة القيم السامية، مهما كلف ذلك من ثمن. والتاريخ حافل بقصص إمبراطوريات قامت على الظلم والطغيان وكبرت واستقوت وتجبرت، ولكنها آلت إلى الزوال، بينما استحمد المدافعون عن انتمائهم أنصع الصفحات في تاريخ الشعوب. في زمن سقطت فيه كل ادعاءات حرية الرأي وحرية الإعلام وحرية المعتقد، وفي وقت انكشفت فيه حقائق الديمقراطيات الليبرالية، التي سعت على مدى عقود لتصوير نفسها بأنها المخلّص السياسي والإنساني للبشرية، في هذا الزمن، من الحكمة التحلّي بالهدوء والثبات، ومتابعة المسير، حتى لو بدا الثمن باهظاً، والأبعد حالكاً إلى حين. وإذا كان الرسل صلوات الله عليهم قد أوذوا وصبروا، فهل نستغرب أن يلحق الأذى الشديد بمن يدافع عن أرضه وشعبه وتاريخه ومستقبله في وجه الظالمين المعتدين؟ . إن استبسال الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني في الدفاع عن أرضهم، وعن الحمى والانتماء للأوطان والطرق الأخلاقية التي عبّر عنها الأطباء والممرضون والعاملون في مختلف القطاعات، لهو درس يجب تدريسه في الأكاديميات، عن شعوب لا حول لها ولا قوة، تتشبث بالأرض والدفاع، من إنسانية الإنسان، وبين مستوطنين ومحتلين ظالمين لا يعرفون الإنسانية والأخلاق سبيلاً، وعالم صامت ارتضى أن يستكين لترهيب الإرهابيين، بدلاً من رفع الصوت والقلم والسلاح لنصرة أطفال مظلومين، حكم عليهم الطغاة بالموت جوعاً، كي يستأثروا بأرض أبى أصحاب الشهامة مغادرتها، وفضلوا الموت على ترابها، تعبيراً عن انتماء قلّ نظيره في عالم اليوم .. في يوم الاحتفال بالذكرى الثمانين لانتصار القوات الروسية على النازية، نستمد بصيص أمل وتفاؤل، بأن تحتفل أجيالنا المقبلة بما يحتضنه ويدافع عنه مظلومو اليوم ويقضون شهداء في سبيله ونحن نعلم علم اليقين أن الخلود سيكون لهم عن انتماء قلّ نظيره في عالم اليوم . وأن أحداً لن يذكر الطغاة والقتلة والمحتلين لأنهم سوف يندثرون مع التاريخ الأسود لهذه الحقبة التي نعيشها، والتي لن تكون نهاية التاريخ، ولا نهاية الصراع بين الحقد والباطل.


صحيفة الخليج
١٠-٠٦-٢٠٢٥
- منوعات
- صحيفة الخليج
«قافلة بيوت أول» تسترجع زمن الأجداد
يعيش 700 بيت ومجلس تجربة استرجاع الحياة القديمة بين الأسر الممتدة بعاداتها وتقاليدها، عبر المبادرة المجتمعية التي أطلقتها دائرة الخدمات الاجتماعية فرع خورفكان تحت عنوان «قافلة بيوت أول»، والتي انطلقت يوم عرفة، حيث تبادل سكان الفرجان أطباق الهريس وأنواعاً من الأطعمة التقليدية كترجمة للعادات القديمة بتبادل الأطباق بين الجيران التي كانت سائدة خلال زمن الأجداد. وقال أحمد ناصر النقبي، مدير فرع خورفكان، إن المبادرة ستستمر لثلاثة سنوات وتشتمل على 4 مبادرات فرعية مختلفة بهدف دعم الاستقرار والتماسك الأسري، وتعزيز التلاحم الاجتماعي عبر بناء أنظمة اجتماعية داعمة وتحديداً إحياء زمن الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم وتعريف جيل الأحفاد بها، خاصة في هذا الوقت الذي أصبح الأطفال يهتمون بالتكنولوجيا والوسائل التقنية المتنوعة وابتعدوا عن تراثهم وتقاليدهم وعادات أجدادهم. وذكر أن أبطال المبادرة والمستهدفون هم الأحفاد الذين لم يعايشوا زمن الأجداد، حيث انطلق الأطفال (من الساعة 4 ولغاية الـ 6 مساء)، في مهمة تبادل الأطباق ما بين الجيران وتبادل التهاني بعيد الأضحى المبارك كما كان سائداً في الزمن الماضي. وتوجه النقبي بالشكر للأهالي الفرجان الذين عبروا عن سعادتهم بالأجواء الجميلة والتي أعادت إليهم شعور زمن الأجداد وما يحمل معه من معاني للحياة البسيطة والتي يغلب عليها طابع الألفة واللحمة.