logo
عيد النصر

عيد النصر

الميادين١٢-٠٦-٢٠٢٥
بعد ثمانين عاماً من الانتصار على النازية والذي لعبت فيه روسيا دوراً مفصلياً وحاسماً يجتمع الأحفاد وأحفادهم في الساحة الحمراء في موسكو في عرض عسكري مهيب ومعهم رؤساء دول ومسؤولون ساميون وممثلون عن جيوش أخرى أبرزها الجيش الصيني لينحنوا إجلالاً واحتراماً لكل من قاتل ودافع وضحّى وساند، ولكل من حمل في وجدانه قيم التضحية والفداء، ودفع أثماناً باهظة لها لكي يرث الروس اليوم هذا الإرث الذي يفخرون ويعتزون به، وينقلوه إلى الأجيال الشابة كي يستمرّ في تسطير عظمة شعب أبى الاستسلام وأبى الذل والهوان، ودفع ملايين الأنفس البشرية ثمناً لعزته وكرامته وحريته وانتمائه.
تأتي أهمية هذا الحفل وفي هذا التوقيت بالذات، في زمن تتصارع فيه السرديات العالمية حول الشهادة والانتماء، وحول التضحية بالذات في سبيل قضية وطنية مقدسة، وحول جدوى المقاومة في زمن الهيمنة والإجرام والانكسارات، مع جهود متعمّدة ومستمرة لإلغاء البعد التاريخي لأي صراع، والتركيز فقط على اللحظة الراهنة والمكاسب الآنية وتثبيط الهمم وتفكيك الأسر والمجتمعات، في محاولات تهدف جميعها إلى بسط سلطة الطغيان وسلب البشر من أقدس وأطهر المعاني التي عاشوا وضحوا واستشهدوا من أجلها.
في زمن القوة العسكرية الغاشمة وفي زمن سلطة المال وتسفيه الالتزام بالمعاني الأخلاقية والوطنية السامية، من المهم والضروري والنبل، الانحناء لمن ضحوا وعانوا وقتلوا وماتوا كي تحيا الأجيال التي أتت بعدهم عزيزة وكريمة وشامخة، تحتل مكانها الرفيع بين الأمم نتاج هذه التضحيات والعطاءات، التي آثرت الزود عن القيم والمبادئ والانتماء. في هذا الزمن الذي احتلت القوة العسكرية المرتبة الأولى في التدمير والقتل والاحتلال والحكم على الملايين بالموت جوعاً، تُبث حملات من الشكوك حول معاني المقاومة والفداء، متخذين من الأثمان الباهظة المدفوعة ذريعة لتغيير الاتجاه ورمي السلاح والتنكر للحق واسترضاء القتلة والمجرمين، بدلاً من قتالهم ومقارعتهم والذود عن الحمى والأرض والتاريخ ومستقبل الأجيال.
إذ بالإضافة إلى الإجهاز على المقاومة الشريفة والمستبسلة عسكرياً، وخرق كل أعراف الحروب على مدى التاريخ، تعمد الجهات الاستعمارية الاستيطانية إلى بث روح الاستسلام واليأس والقنوط بين الأجيال الشابة، التي قررت الذود عن الأوطان فتنشر السرديات المشككة بجدوى التضحية، وعقم بذل الذات في سبيل قضية مقدسة، وحكمة الاهتمام بالخلاص الفردي، بعيداً عن ديماغوجيات تحرير الأرض والإنسان. ويقترن هذا مع بث كل أساليب التشويه للقيم التي تربت عليها الأجيال وآمنت بها وورثتها وتوارثتها من جيل إلى جيل، كي يصبح الطريق أمام التدمير النهائي ممهداً، ويسهل من بعده تسويف التاريخ وبناء واقع جديد، يعتمد فبركة تاريخ جديد مؤسس على اختلافات وهلوسات ما أنزل الله بها من سلطان. 10 حزيران 20:06
9 حزيران 10:54
من أجل الحفاظ على بصيرة المسار التاريخي وإدراك حقيقة أن الأيام متنوعة ومختلفة، منها الجميل والمزدهر ومنها القاسي والمحبط، عظّم الله عزّ وجل أجر الصابرين لأن الصبر في الزمن الصعب، والقبض على القيم والأخلاق والمبادئ، وإن يكن كالقابض على الجمر، هو سر استمرار الخير في البشرية والوثوق بأن الأمور بخواتيمها، وأنه في النهاية لا يفلح إلا الصادقون والمنتمون، والقادرون على دفع ضريبة القيم السامية، مهما كلف ذلك من ثمن. والتاريخ حافل بقصص إمبراطوريات قامت على الظلم والطغيان وكبرت واستقوت وتجبرت، ولكنها آلت إلى الزوال، بينما استحمد المدافعون عن انتمائهم أنصع الصفحات في تاريخ الشعوب.
في زمن سقطت فيه كل ادعاءات حرية الرأي وحرية الإعلام وحرية المعتقد، وفي وقت انكشفت فيه حقائق الديمقراطيات الليبرالية، التي سعت على مدى عقود لتصوير نفسها بأنها المخلّص السياسي والإنساني للبشرية، في هذا الزمن، من الحكمة التحلّي بالهدوء والثبات، ومتابعة المسير، حتى لو بدا الثمن باهظاً، والأبعد حالكاً إلى حين. وإذا كان الرسل صلوات الله عليهم قد أوذوا وصبروا، فهل نستغرب أن يلحق الأذى الشديد بمن يدافع عن أرضه وشعبه وتاريخه ومستقبله في وجه الظالمين المعتدين؟ .
إن استبسال الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني في الدفاع عن أرضهم، وعن الحمى والانتماء للأوطان والطرق الأخلاقية التي عبّر عنها الأطباء والممرضون والعاملون في مختلف القطاعات، لهو درس يجب تدريسه في الأكاديميات، عن شعوب لا حول لها ولا قوة، تتشبث بالأرض والدفاع، من إنسانية الإنسان، وبين مستوطنين ومحتلين ظالمين لا يعرفون الإنسانية والأخلاق سبيلاً، وعالم صامت ارتضى أن يستكين لترهيب الإرهابيين، بدلاً من رفع الصوت والقلم والسلاح لنصرة أطفال مظلومين، حكم عليهم الطغاة بالموت جوعاً، كي يستأثروا بأرض أبى أصحاب الشهامة مغادرتها، وفضلوا الموت على ترابها، تعبيراً عن انتماء قلّ نظيره في عالم اليوم ..
في يوم الاحتفال بالذكرى الثمانين لانتصار القوات الروسية على النازية، نستمد بصيص أمل وتفاؤل، بأن تحتفل أجيالنا المقبلة بما يحتضنه ويدافع عنه مظلومو اليوم ويقضون شهداء في سبيله ونحن نعلم علم اليقين أن الخلود سيكون لهم عن انتماء قلّ نظيره في عالم اليوم .
وأن أحداً لن يذكر الطغاة والقتلة والمحتلين لأنهم سوف يندثرون مع التاريخ الأسود لهذه الحقبة التي نعيشها، والتي لن تكون نهاية التاريخ، ولا نهاية الصراع بين الحقد والباطل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فانس: على أوروبا تحمّل "حصة الأسد" في ضمان أمن أوكرانيا
فانس: على أوروبا تحمّل "حصة الأسد" في ضمان أمن أوكرانيا

LBCI

timeمنذ 2 ساعات

  • LBCI

فانس: على أوروبا تحمّل "حصة الأسد" في ضمان أمن أوكرانيا

أكد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس أنه ينبغي على أوروبا تحمل "حصة الأسد من عبء" ضمان أمن أوكرانيا، فيما تدفع واشنطن باتجاه إنهاء الحرب التي بدأت بهجوم روسي عام 2022. وقال فانس في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية مساء الأربعاء ردا على سؤال حول دور أوروبا في حماية كييف في حال نجحت جهود التهدئة "لا أعتقد أن علينا تحمل العبء هنا". وأضاف "هذه قارتهم. وهذا أمنهم. لقد كان الرئيس (دونالد ترامب) واضحا جدا أنه سيكون عليهم تحمل مسؤولياتهم". وأكد فانس استعداد واشنطن للمساعدة في إنهاء النزاع المستمر، غير أنه سيظل على أوروبا، بحسب نائب الرئيس، قيادة الأمور العسكرية، بدون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. وقال "الولايات المتحدة مستعدة للحوار ولكننا لن نقدم أي التزامات حتى يتضح المطلوب من أجل إنهاء الحرب أولا". واستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأميركية الأسبوع الماضي قبل استضافة واشنطن قمة أميركية-أوروبية بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين.

باريس ترى أن الضربات الروسية على أوكرانيا تظهر "عدم وجود إرادة" لإجراء محادثات سلام
باريس ترى أن الضربات الروسية على أوكرانيا تظهر "عدم وجود إرادة" لإجراء محادثات سلام

LBCI

timeمنذ 5 ساعات

  • LBCI

باريس ترى أن الضربات الروسية على أوكرانيا تظهر "عدم وجود إرادة" لإجراء محادثات سلام

اعتبرت فرنسا أن الضربات التي نفذتها روسيا على أوكرانيا ليل الأربعاء الخميس "تظهر بوضوح عدم وجود إرادة لدى روسيا للانخراط بجدية في محادثات سلام" وفق ما قال ناطق باسم وزارة الخارجية الخميس. وقال الناطق "في حين تقول روسيا إنها مستعدة للتفاوض، تواصل في الوقت نفسه هجماتها القاتلة على أوكرانيا حيث أطلقت 574 مسيّرة و40 صاروخا على مناطق سكنية، وهي الضربات الأضخم منذ شهر". وأضاف أن هذه الضربات "تظهر مجددا ضرورة وضع حد لعمليات القتل، وبالتالي ضرورة مواصلة الضغط على روسيا"، معيدا تأكيد دعم باريس "لمبادرة الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب من أجل سلام عادل ودائم".

زيلينسكي يستبعد الصين من قائمة الضامنين المحتملين لأي اتفاق مع روسيا
زيلينسكي يستبعد الصين من قائمة الضامنين المحتملين لأي اتفاق مع روسيا

الميادين

timeمنذ 6 ساعات

  • الميادين

زيلينسكي يستبعد الصين من قائمة الضامنين المحتملين لأي اتفاق مع روسيا

رفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المقترح الروسي بإضافة الصين كضامن أمني في حالة وقف إطلاق النار. اليوم 13:41 اليوم 13:28 وقال زيلينسكي للصحافيين، في كييف: نحن "لسنا بحاجة إلى ضامنين لا يساعدون أوكرانيا، ولم يساعدوها في الوقت الذي كنا بأمس الحاجة إليهم. نحتاج فقط إلى ضمانات أمنية من الدول المستعدة لمساعدتنا". ⭕ الملف الأوكراني–الروسي اليوم بيد #ترامب، و #زيلينسكي في موقع ضعيف.⭕ #بوتين حدّد هدفين لهذه الحرب: استعادة الدونباس وتثبيت السيطرة على القرم، وقد بات يسيطر بالكامل أيضاً على بحر آزوف.مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، رياض الصيداوي، في #المشهدية #روسيا… اعتبر زيلينسكي أن التنازلات التي قد تقدمها موسكو فيما يتعلق بالأراضي لا تزال غير واضحة، مضيفاً أن مقترح عقد محادثات مستقبلية في بودابست "يمثل تحدياً" بالنسبة لأوكرانيا، مما يعكس حالة عدم اليقين المحيطة بمفاوضات السلام المحتملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store