logo
#

أحدث الأخبار مع #الأقليات

"المونيتور": الأقباط والنوبيون والبربر يكافحون للحفاظ على لغات مصر المهددة بالانقراض
"المونيتور": الأقباط والنوبيون والبربر يكافحون للحفاظ على لغات مصر المهددة بالانقراض

الميادين

timeمنذ 11 ساعات

  • منوعات
  • الميادين

"المونيتور": الأقباط والنوبيون والبربر يكافحون للحفاظ على لغات مصر المهددة بالانقراض

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر مقالاً يتناول محاولات الأقليات في مصر للحفاظ على لغاتها وثقافاتها المهددة بالاندثار، من خلال جهود فردية ومجتمعية تُبذل داخل البلاد وعبر الإنترنت. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: بعيداً عن العاصمة المصرية المزدحمة، تكافح الأقليات للحفاظ على ثقافاتها ولغاتها الفريدة وحمايتها من الاندثار. يبلغ عدد سكان مصر ما يزيد على 118 مليون نسمة، وهي موطن لأقليات متميزة لها تقاليدها ومعتقداتها ولغاتها الخاصة التي أثرَت هوية مصر الثقافية لآلاف السنين. وتوشك بعض هذه اللغات على أن تنقرض، في حين يرفض بعض متحدثيها السماح لها بالاندثار، وهم يعملون عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع للحفاظ على لغاتهم الأصلية حيّة. عمر الشرقاوي، مُدرّس لغة قبطية في المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية في القاهرة. وُلد في قرية صغيرة في محافظة المنوفية ذات الأغلبية المسلمة في شمال مصر، وقد أُعجب باللغة القبطية خلال دراسته في كلية الآداب في جامعة المنوفية، فقرر دراستها، ثم تدريسها. وباعتباره مسلماً يعيش في مجتمع محافظ، واجه رفضاً من عائلته. في حديثه إلى موقع "المونيتور"، قال الشرقاوي: "كان أستاذ التاريخ في سنتي الجامعية الثانية الدكتور هابيل فهمي عبد الملك. هو مسيحي أرثوذكسي، اعتاد استخدام كلمات وعبارات قبطية في محاضراته، فسُحرت بجمال هذه اللغة وقررت التخصص فيها. وقد سألني البعض: 'لماذا لا تدرس اللغة العربية والقرآن الكريم بدلاً من اللغة القبطية؟'، فقلتُ لأن اللغة القبطية لها قيمة خاصة باعتبارها آخر أشكال اللغة المصرية القديمة التي كان يتحدث بها الناس قبل أن يبدأوا في استخدام اللغة العربية". يقوم الشرقاوي، وهو طالب دكتوراه في معهد البحوث والدراسات القبطية في جامعة الإسكندرية، بتدريس اللغة عبر الإنترنت ويشارك المعرفة في مجموعات "الفيسبوك" المخصصة لتدريس اللغة. تُعد اللهجة الصعيدية أشهر اللهجات القبطية. وقد استخدمها القديس شنودة رئيس المتوحدين، الذي عاش في سوهاج في القرن الرابع الميلادي. وأشار الشرقاوي إلى أنّ "أقدم بردية وُجدت مكتوبة باللغة القبطية هي بردية هايدلبرج رقم 414، ويرجع تاريخها إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد". ووفقاً للبابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يُقدّر عدد الأقباط في مصر بـ15 مليوناً، إلا أن عدد الناطقين باللغة القبطية أقل. وتُستخدم القبطية بشكل رئيس في الكنائس والقرى الصغيرة الواقعة جنوبي مصر، إلا أن هذه اللغة تكتسب حالياً شعبيةً متزايدة خارج السياق الديني. وقد أوضح الشرقاوي أنّ "عدد المتخصصين في اللغة القبطية وطلابها والمراكز التي تُدرّسها يزداد عاماً بعد عام". اليوم 09:32 20 اب 2024 12:44 تُعد اللغة النوبية إحدى لغات مصر القديمة المهددة بالانقراض. لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد النوبيين في مصر، إلّا أنّ بعض منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك مجموعة حقوق الأقليات (the Minority Rights Group)، تشير إلى أنّ عددهم يتراوح بين 3 و5 ملايين نوبي. ولا يزال الكثيرون من الجيل الأكبر سناً في محافظة أسوان في الجنوب يتحدثون اللغة النوبية المحلية التي تُستخدم بصورة نشطة في الحياة اليومية في القرى النوبية، مثل غرب سهيل وهيسا وأنكاتو، التي تشهد حركة سياحية كثيفة على مدار العام. ومع ذلك، لا يستخدم الكثير من الشباب النوبيين اللغة النوبية المحلية، إمّا لأنهم غادروا المنطقة في سنّ مبكرة وإما لأنهم يفضلون استخدام اللغة العربية، لأنها تفتح لهم الباب أمام المزيد من فرص العمل. وفي هذا السياق، قال أحمد عيسى، وهو شاعر نوبيّ في منتصف الستينيات من عمره يُقدّم دروساً عبر الإنترنت في "يوتيوب" منذ أكثر من 15 عاماً: "للحفاظ على لغتنا حية، نقوم بتدريسها عبر الإنترنت، وننشر عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، ونُغنّي أغانينا النوبية معاً". ينتمي معظم طلابه إلى فئة الشباب، إلا أنّ بعضهم من الأعضاء الأكبر سناً الذين تركوا مجتمعاتهم النوبية في سنّ مبكرة. وأشار عيسى إلى أنّ الشباب يسألونه دائماً: "لماذا نتعلّم اللغة النوبية؟ وكيف نستفيد منها؟"، فيجيب أنّ "اللغة هي الهوية التي تميّز الشخص عن غيره". لقد أنشأ فتحي جاير، وهو باحث مستقل في الثقافة النوبية يبلغ 65 عاماً، منتدى اللغة والتراث النوبي عبر الإنترنت في عام 2020. يبلغ عدد متابعي هذه المنصة ما يزيد على 1200 عضو يتشاركون مقاطع فيديو وصوراً ومنشورات حول اللغة والثقافة. قال جاير لموقع "المونيتور": "يهدف المنتدى إلى الحفاظ على اللغة النوبية، شريان التراث النوبي، في ظل هيمنة اللغة العربية وانتشارها بين الأجيال الجديدة. نحن نخشى ضياع الهوية والتراث الإنساني، وأنا قلق بشأن مستقبل هذه اللغة، لكننا نبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها. وخلال فترة وجيزة، نجحنا في جمع المغتربين النوبيين في العالم من خلال هذه المنصة، وبدأنا نتواصل ونقرأ ونكتب بلغتنا، وهذا يمنحني الأمل في أن تتمكن الأجيال الجديدة من تطوير الفكرة التي بدأناها". إضافة إلى ذلك، تواجه اللغات البربرية، أو الأمازيغية كما تُعرف في مجتمعاتها، التهديد نفسه، فاللغة السيوية المحلية يتحدث بها مجتمع صغير في واحة سيوة في صحراء مصر الغربية، ويُقدر عدد سكانها الأمازيغ بنحو 40 ألف نسمة. وبالنسبة إلى الأمازيغ، يُعدّ نقل اللغة أمراً حيوياً لاستمرار ثقافتهم. لذلك، قرر كويلا أغنيبي، وهو شاب أمازيغي لم يتلق تعليماً رسمياً، لكنه تتلمذ على كبار السن في مجتمعه، إنشاء محتوى عبر الإنترنت حول الثقافة واللغة الأمازيغية في منصتي "فيسبوك" و"يوتيوب". وخلال حديثه إلى موقع "المونيتور"، قال أغنيبي: "إنّ الحفاظ على ثقافتنا يُعدّ أمراً بالغ الأهمية. على مدى أكثر من 15 عاماً، توافد أناس من محافظات أخرى إلى سيوة لكسب لقمة عيشهم وتكوين أُسر، وأحضروا معهم ثقافاتهم ولغاتهم الخاصة، وتزوجوا من مجتمعنا، وعلّموا أطفالهم اللهجة العامية المصرية. وهكذا بدأ المجتمع يتغير". بالنسبة إليه، يختلف الأمازيغ كثيراً عن المصريين من حيث الثقافة واللبس والمطبخ والتقاليد، مثل عادات الزفاف والجنازات. ويقول في هذا السياق: "نُعلّم أطفالنا أننا أمازيغ. ولا نسمح لهم بالاختلاط بالعرب الآخرين كي لا نؤثر في لغتهم أو ثقافتهم". بدورها، ترى أماني الوشاحي، ممثلة الأمازيغ في مصر في المؤتمر العالمي الأمازيغي، أنّ اللغة والثقافة الأمازيغية في خطر، وتشير إلى أنّ "الثقافة الأمازيغية في مصر مُهددة حالياً نتيجة التمازج الثقافي العربي القوي". وبحسب الوشاحي، فإنّ بعض المشاريع التجارية، مثل المنتجعات والمقاهي التي بُنيت على هذه الأرض، أثار المخاوف بين أفراد المجتمع الأمازيغي الذين يخشون أن تهدد هذه المشاريع تراثهم الثقافي. وتقترح الوشاحي أن تقوم السلطات المصرية بتنظيم دوراتٍ للغة الأمازيغية في المراكز الثقافية في واحة سيوة للمساهمة في الحفاظ على هذه الثقافة، قائلةً: "للأسف، أمازيغ مصر يتكلمون هذه اللغة فحسب، لا يكتبونها ولا يقرؤونها، لكنهم حريصون جداً على تعلّمها". نقلته إلى العربية: زينب منعم.

"المونتيور": العلويات ضحايا موجة اختطاف ممنهجة
"المونتيور": العلويات ضحايا موجة اختطاف ممنهجة

الميادين

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الميادين

"المونتيور": العلويات ضحايا موجة اختطاف ممنهجة

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر تقريراً يتناول الانتهاكات ضد الأقليات في سوريا، وخاصة النساء من الطائفة العلوية والدروز، ويُظهر تدهور الوضع الأمني والحقوقي رغم الوعود الرسمية بالحماية، مستنداً على تقرير صادر من منظمة العفو الدولية. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: قالت منظمة العفو الدولية يوم الإثنين إنها تلقت تقارير موثوقة تفيد باختطاف عشرات النساء والفتيات العلويات على طول الساحل السوري منذ شباط/فبراير، وحثّت السلطات السورية على إعطاء الأولوية للتحقيق في هذه الحالات. وفي بيان صحفي، قالت المنظمة الحقوقية، ومقرها المملكة المتحدة، إنها وثقت اختطاف ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة علوية، تتراوح أعمارهن بين ثلاث وأربعين عاماً، على يد أفراد مجهولين بين شباط/فبراير وحزيران/يونيو، في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة. وحذرت المنظمة من أنّ الضحايا معرضات لخطر الزواج القسري والاتجار بالبشر وغيره من أشكال الإساءة. ونقلت منظمة العفو الدولية عن الأمينة العامة أغنيس كالامارد قولها: "لقد وعدت السلطات في سوريا مراراً وتكراراً ببناء سوريا لجميع السوريين، ومع ذلك فهي تفشل في وقف عمليات اختطاف النساء والفتيات، ومنع الإيذاء البدني والزواج القسري والاتجار المحتمل بالأشخاص، والتحقيق الفعال ومقاضاة المسؤولين". وأضافت: "لقد تأثر المجتمع العلوي، الذي عانى أصلاً من مجازر سابقة، بشدة جراء موجة الاختطاف هذه. فالنساء والفتيات يخشين مغادرة المنزل أو المشي بمفردهن". وأفادت المنظمة الحقوقية بأنها وثّقت ثماني حالات اختطاف، أُبلغ عنها جميعها للشرطة أو قوات الأمن. ومع ذلك، رُفضت معظم الحالات، وفي حالتين، ألقت الشرطة باللوم على الفتيات أنفسهن في اختطافهن. وقالت إحدى العائلات التي قابلتها منظمة العفو الدولية إنها تلقت صورة تُظهر قريبها وعليه علامات اعتداء جسدي واضحة. وفي حالة أخرى، دُفعت فدية، لكن لم يُفرج عن المرأة قط. في ثلاث حالات على الأقل من الحالات الموثقة، بما في ذلك حالة تتعلق بقاصر، يُرجّح أن الضحايا أُجبرن على الزواج من قِبل خاطفيهن. 28 تموز 10:20 21 تموز 09:39 وقالت كالامارد: "ندعو السلطات السورية إلى التحرك بسرعة وشفافية لتحديد أماكن النساء والفتيات المفقودات، وتقديم الجناة إلى العدالة، وتزويد الأسر المتضررة بمعلومات ودعم موثوقين وفي الوقت المناسب، يراعيان الفوارق بين الجنسين". يأتي هذا التقرير بعد أقل من أسبوع من إصدار لجنة تقصي الحقائق السورية نتائجها بشأن موجة العنف التي ضربت محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين أوائل آذار/مارس. في ذلك الوقت، اندلعت الاضطرابات عندما زعمت الحكومة أن قواتها تعرضت لكمين من قِبل ميليشيات تابعة لنظام الأسد السابق. رداً على ذلك، نُشرت قوات مرتبطة بحكام سوريا الجدد في المنطقة لقمع التمرد، مما أثار موجة من عمليات القتل الانتقامية ضد الطائفة العلوية. يوم الثلاثاء الماضي، أفادت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس المؤقت أحمد الشرع للتحقيق في الانتهاكات المزعومة وغيرها من التجاوزات بمقتل 1426 شخصاً خلال الاضطرابات، معظمهم من المدنيين، من بينهم 90 امرأة قُتلن بعد انتهاء العمليات العسكرية. وأعلنت اللجنة أنها حددت هوية 298 شخصاً، لم تُعلن أسماؤهم، يُشتبه في تورطهم في انتهاكات ضد المدنيين، بما في ذلك القتل والتعذيب والنهب والحرق العمد. وأشارت إلى أن هؤلاء الأفراد لم يكونوا يتصرفون بموجب أوامر عسكرية. وقال متحدث باسم اللجنة خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء الماضي: "تعتقد اللجنة أن هؤلاء الأفراد والجماعات انتهكوا الأوامر العسكرية، ويُشتبه في ارتكابهم انتهاكات ضد المدنيين"، مضيفاً أنه تم القبض على 31 من المشتبه بهم. وتعهد الشرع مراراً وتكراراً بحماية وحدة سوريا وحماية الأقليات فيها منذ توليه السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي. إلا أنّ أعمال العنف في المحافظات الساحلية في آذار/مارس الماضي - وجولة جديدة من الاشتباكات الدامية هذا الشهر في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا - ألقت بظلال من الشك على هذه التعهدات. في 13 تموز/يوليو، اندلعت اشتباكات عنيفة بين أفراد من الأقلية الدرزية وعشائر بدوية سنية، مما أثار موجة من عمليات القتل الانتقامية والانتهاكات المزعومة ضد الطائفة الدرزية بعد نشر قوات الحكومة السورية في المحافظة لقمع العنف. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ما لا يقل عن 1339 شخصاً في السويداء، من بينهم 196 شخصاً أعدموا بإجراءات موجزة على يد مسلحين تابعين لقوات الأمن والجيش. في خطاب ألقاه في 17 تموز/يوليو، جدد الشرع التزامه بحماية حقوق الدروز، مشيراً إلى أنها لا تزال أولوية قصوى لحكومته. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

الدروز
الدروز

الشرق الأوسط

time٢٣-٠٧-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

الدروز

كلما تعرضت المنطقة إلى زلزال كالذي تعيشه اليوم، برزت في واجهة الصراع قضايا الأقليات، وأهمها وأعمقها الدروز. الاسم الرسمي «الموحدون الدروز». لا يعرف الآخرون الكثير عن المذهب الدرزي، لكن سلوك أهله وتقاليدهم وتعاملهم مع سائر الناس، يبيّن أنهم يحرصون لأنفسهم على صورتين. الأولى، تقدير وتقبّل الأفكار والمعتقدات، وخصوصاً الفلسفات اليونانية الأولى، والجوانب التسامحية في العقائد. والأخرى، صورة الكرامة وأهل العزم، وسيلةً لحماية الجماعة وإبعادها عن أخطار الضعف والتجارب. لم يكن سهلاً الحفاظ على الصورتين، ولم يكن من بديل. وسعى كمال جنبلاط إلى الخروج من تصنيف الأقلية بأن تبنى الفلسفات الإنسانية الشاملة، وسرعان ما أصبح زعيم «الحركة الوطنية»، رغم الحجم العددي، وزعيم «الاشتراكية الإنسانية»، وهو المحسوب على الإقطاع. هكذا، أصبح كمال جنبلاط، ومن بعده وليد جنبلاط، حجر الزاوية في البناء اللبناني السريع العطب، وحاول الأب، ومن بعده الابن، أن يذهبا بالدروز إلى أبعد من الجبل. وتجلّى هذا المسعى في أهم لحظاته في أيام القلق الأخيرة، عندما رأينا وليد جنبلاط، أول زعيم عربي، يعبر الحدود إلى سوريا للقاء الرئيس السوري الجديد، ولم يكن يعرفه أحد من العرب بعد. في هذه الفوضى العارمة، تصرف وليد جنبلاط كرجل دولة بكل المعاني والمفاهيم. ونأى بنفسه وبالدروز إلى أقصى حد عن بلبلة الساعة، واضطراب المشاعر. وفي حين هاجت الغرائز، وغشيت الأبصار، خاطب هو الامتداد الروحي الدرزي. على أنهم وطن واحد لا مذهب واحد. هكذا نظر الدروز إليه أيضاً. إنها أيام صعبة على الجميع، خصوصاً، على أهل الحكمة والرويّة. العلاقة بين الدروز والأرض، علاقة وجود واحد منذ قرون. الباقي محن عابرة، مرت بها المنطقة الحبلى أبداً بسوء المحن، وعشوائية التجارب.

عن الأقليات... الوجود والمصير
عن الأقليات... الوجود والمصير

الشرق الأوسط

time٢٣-٠٧-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

عن الأقليات... الوجود والمصير

لم تكن الأقليّات مطمئنة عبر تاريخها. تحديات الوجود وصراعات البقاء تطارد كل الطوائف. بعضها انقرض وانتهى بسبب الحروب الدينية، وبعضها الآخر تم القضاء عليه بفعلٍ سياسي. إن انقراض الأقليّات ليس حتميةً تاريخية ولا اجتماعية، ولكن معظم الطوائف التي انتهت مردّها إلى ممارساتٍ معيّنة ذات طابعٍ إثني، والطائفة التي عاصرنا ما يشبه انتهاؤها هي الطائفة «الإيزيدية» التي تعرضّت لجرمٍ بشع يعبّر عن بربرية آيديولوجية غير مسبوقة في تاريخنا الحديث. مع احتدام الأحداث تصاعد الحديث عن مصير الوجود لدى الأقليات كلها، حتى الطائفة الشيعية على امتدادها الشاسع ثمة من يتساءل عن الواقع والمصير. وما كانت الأحداث الأخيرة إلا جرس إنذارٍ للعالم لئلا تتكرر الكوارث التي حدثت منذ سنواتٍ في العراق، لقد كانت أحداثاً دمويّة وكارثية دفع ثمنها الآلاف. هذا كلّه يذكّرنا بالقلق الأقلّوي الذي ضارع ما بعد أحداث «الربيع العربي»، وهو قلق له تبريره؛ آنذاك أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث كتاباً بعنوان: «الأقليات الدينية والإثنية» فيه تناول موضوع الأقليّات الدّينية والإثنية في الدّول التي تحكمها الأحزاب الإسلامية. في الكتاب لفتتني دراسة الأكاديمية اللبنانية الدكتورة ريتا فرج، بعنوان: «الأكثرية والأقلية في الإسلام المعاصر جدلية الفقه الحركي والواقع»، عالجت فيها ثلاثة محاور أساسية، الأول عن الجذور التاريخية لأزمة الأقليّات في العالم العربي وخريطة انتشارها، وقدمت فيه تعريفاً لمفهوم الأقلية والأكثرية ومتعلقاتها في الوعي الغربي. المحور الثاني كان حول الرؤية الفقهية الإسلامية للآخر، وعالجت فيه «رؤية الإسلام الفقهي - الأكثري - للآخر الأقلوي» عبر مفاهيم دار الحرب، ودار الإسلام، وأهل الذمة، مبيّنة أن «الأقلية والأكثرية لم تستعملهما الأدبيات الإسلامية بشكلها الحرفي». أما المحور الثالث فتناولت فيه رؤية الفقه الحركي للآخر الديني. في بحثٍ آخر تم تناول موضوع المسيحيين والصابئة والمندائيين في ظل حكم حزب الدعوة، في العراق. البحث لعبد الحسين شعبان أستاذ مادة اللاعنف وحقوق الإنسان في جامعة أونور. يشير شعبان إلى أن الإسلاميين قطفوا ثمار غيرهم، وقرر أن صعودهم أثار السؤال عن مدى احترامهم لحقوق الأقليات، كما عرض تاريخ الأقليات في العراق، مشيراً إلى أن إشكاليتها تفاقمت باحتدام الوضع السياسي وظروف الحرب والحصار، حيث هاجر ما يقارب ثلثي عدد المسيحيين خلال ثلاث فترات؛ الأولى فترة الحرب العراقية - الإيرانية، والثانية فترة الحصار الدولي، أما الثالثة فهي الأوسع والأشمل؛ فقد كانت بعد الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، ولا شك في أن النسبة الكبرى كانت خلال اندلاع موجة التطهير والقتل، وعلى الخصوص في عام 2006 - 2007. يقول شعبان: «أرى أن الأمر يجب ألا يكتفي بإدانة ما يحصل، بل يتطلب اتّخاذ مبادرة وطنية على مستوى الحكومة والبرلمان والشعب، تشارك فيها جميع التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية والمؤسسات الدينية الإسلامية وغير الإسلامية، وكذلك منظمات المجتمع المدني، لدعم الوجود المسيحي والمندائي والعمل على ملاحقة مرتكبي الجرائم وتقديمهم إلى العدالة». الخلاصة؛ إن كل حدثٍ كبير تتصاعد معه تلقائياً نوازع البقاء لدى الأقليات، وهذا مبررٌ ومفهوم، غير أن سبيل نزع القلق أو تخفيفه لا يتحقق إلا عبر تشريع قوانين صارمة تحرس مستقبل الطوائف كلها، وتحترم طقوسها وعقائدها ضمن مجتمعٍ مدني ودولةٍ قوية، ومؤسسات عادلة، من دون ذلك فإن الصراع سيستمر طويلاً، ولهذا تكلفةٌ إنسانية واجتماعية كبيرة.

لجنة الخدمات المالية الأميركيّة مرّرَت مشروع قانون ينص على رفع العقوبات عن سوريا
لجنة الخدمات المالية الأميركيّة مرّرَت مشروع قانون ينص على رفع العقوبات عن سوريا

LBCI

time٢٣-٠٧-٢٠٢٥

  • سياسة
  • LBCI

لجنة الخدمات المالية الأميركيّة مرّرَت مشروع قانون ينص على رفع العقوبات عن سوريا

مرّرَت لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأميركيّ مشروع قانون ينص على رفع العقوبات عن سوريا بعد عامين، شرط أن تلتزم الحكومة السورية بحماية الأقليات. لكن هذا المشروع لا يزال في مراحله الأولية، إذ لم يتحوّل بعد إلى قانون، ويحتاج إلى سلسلة من الموافقات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store