logo
#

أحدث الأخبار مع #الإرهاق

لا تعيد تدوير القلق.. إليك طريقة للخروج من الدائرة المغلقة
لا تعيد تدوير القلق.. إليك طريقة للخروج من الدائرة المغلقة

الجزيرة

timeمنذ 15 ساعات

  • صحة
  • الجزيرة

لا تعيد تدوير القلق.. إليك طريقة للخروج من الدائرة المغلقة

في عالم مثقل بالمعلومات ومشتت للانتباه وأكثر إرهاقا من أي وقت مضى، إلى درجة تجعل معظم الناس لا يجدون الوقت لسؤال أنفسهم عن سبب استمرار التوتر وتراكم ضغوط الحياة اليومية، "بعد أن سئموا من المنتجات الاستهلاكية، والمتطلبات التي لا تنتهي"؛ كما يقول كارل بولين، المؤلف والمدرب المعروف في مجال الإنتاجية وإدارة الوقت. نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أخيرا، أن تقرير الإرهاق النفسي الصادر عن هيئة الصحة العقلية في المملكة المتحدة، أظهر أن 91% من البالغين، عانوا من "مستويات عالية من التوتر" في العام الماضي. وهو ما يفسر زيادة الاهتمام بنهج البساطة القائم على فكرة "الجوهرية" التي يروج لها جريج ماكوين، الحاصل على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد، وأحد أكثر المحاضرين شهرة في العالم؛ "كأسلوب حياة يساعد على التركيز على الأشياء المهمة، والتخلص من الأشياء غير المهمة"، للمضي قدما نحو حياة أفضل، بأقل قدر من التوتر والإرهاق والضغوط. درب عقلك للتركيز على الأشياء الجيدة وفقًا لما أورده موقع "آي إن سي"، يكشف علم الأعصاب، أن أدمغتنا مهيّأة بيولوجيًا للتركيز على المحفزات السلبية والمخيفة، وتخزينها في الذاكرة أعمق من اللحظات الإيجابية أو السارة. وهذا ما يفسّر لماذا قد نظل نشعر بالضيق طيلة اليوم بسبب ملاحظة جارحة، بينما ننسى بسهولة مجاملة لطيفة تلقيناها قبل قليل. هذا الانحياز السلبي في التفكير، والذي يُعرف بـ"التركيز المفرط على السلبيات"، قد يقود إلى حالات من القلق والاكتئاب، بحسب عالمة الأعصاب كاثرين نوريس، التي أوضحت لصحيفة "واشنطن بوست" أن الأبحاث الحديثة توصلت إلى إمكانية تدريب الدماغ على إعادة توجيه انتباهه نحو الجوانب الإيجابية في الحياة. وتقترح ويندي سوزوكي، عالمة الأعصاب بجامعة نيويورك، اعتماد حلول عملية لمواجهة تدفّق الأفكار السلبية، عبر إعادة برمجة العقل ليصبح أكثر وعيًا وتقديرًا للجوانب المضيئة في الحياة اليومية. أما أليسون ليدجر وود، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، فترى أن واحدة من أنجح طرق التعامل مع القلق، هي تحويل الطاقة السلبية إلى نشاط فعّال ومنتج، ما يمنحنا شعورًا أكبر بالتحكّم والرضا، ويساعدنا على الاستمتاع بالحياة أفضل. البساطة الجوهرية حل عملي مثمر لإنقاذك من التوتر في عام 2014، أصدر ماكوين كتاب "الجوهرية: السعي المُنضبط للأقل"، الذي تجاوزت مبيعاته العالمية مليوني نسخة، ورشحه موقع "غودريدز" أفضل كتاب في القيادة والنجاح، يمكن قراءته مدى الحياة. وقد انبثق كتاب ماكوين من مجموعة محاضرات ألقاها في جامعة ستانفورد بعنوان "تصميم الحياة جوهريا"، قدم فيها تحديثا لفلسفة "الجوهرية" التي تعود جذورها إلى اليونان القديمة، وضَمّنه مجموعة من الإرشادات القائمة على اختيار "نهج البساطة"، لتقليل ضوضاء الحياة، والتركيز على ما هو مهم حقا، باتباع قاعدة "القليل أفضل من الكثير"؛ التي تعني أن "التغييرات الصغيرة غالبا ما تكون أكثر فعالية في إحداث تأثير إيجابي على أسلوب الحياة، من التغييرات الكبيرة". المبادئ الأساسية للبساطة الجوهرية في تناوله فكرة البساطة الجوهرية، اعتمد ماكوين على 3 مبادئ أساسية: الاستكشاف ، بمعنى تحديد ما هو الأهم بالنسبة لنا، وما يتماشى مع أهدافنا وقيمنا؛ فقد تكون الفرص كثيرة جدا، لكن الناجحون هم من يكتشف فرصة واحدة ويحولوها إلى نجاح، "من خلال التركيز على موضوع واحد، والثبات على مدى سنوات عديدة"، كما يقول كارل بولين. التخلص، بإبعاد المُشتتات، ورفض المهام التي لا تتوافق مع أولوياتنا؛ "فالبساطة الجوهرية هي أسلوب حياة يُركز على تبسيط الحياة، من خلال التخلص من الفائض والتركيز على ما هو ضروري حقا"، بحسب بولين. التنفيذ، بتركيز الجهد على المهام الحيوية القليلة، لتسهيل إنجازها بالتمييز بين الضروري للغاية وغير الضروري، وتقيّيم أي عمل أو قرار وفقا لأهميته بالنسبة لنا، وأي شيء "تقل أهميته عن 90%"، يُمكن اعتباره غير مهم في ذلك الوقت. مما يسهل رفض الأنشطة التي لا نرغب في القيام بها، كالتخلي عن الاجتماعات غير الضرورية -على سبيل المثال- والتركيز فقط على العمل ذي المردود الحقيقي. كما تقول ميغان ريتز، خبيرة اليقظة الذهنية والزميلة المشاركة في جامعة أكسفورد، موضحة أن "تشتيت الانتباه في السعي الدائم لتنفيذ أشياء كثيرة وإنجازها؛ يؤدي إلى نقص فهمنا للأولويات، ويجعل أدمغتنا تعمل بأقصى طاقتها في التركيز على التهديدات والتحكم والتنبؤ"، ومن ثم الإفراط في إرهاق أنفسنا. كيف تعيش حياة أكثر بساطة وفقا لبولين فإن البساطة الجوهرية هي "حالة ذهنية تتعلق بالتركيز على ما هو مهم بالنسبة لك، وعدم السماح للضوضاء الخارجية بالتدخل في تركيزك"؛ مما يتيح لك التحكم في يومك، وتقييم الفرص قبل قبولها، ويسمح لك بإنجاز الأشياء بطريقة أفضل على الأمد الطويل؛ وهذه 5 خطوات لتحقيق ذلك: تعلم أن تقول "لا" أكثر ، فمن الأسباب العديدة التي تجعلنا نشعر بالتوتر والإرهاق أننا نقول "نعم" لأشياء كثيرة جدا. فقول "نعم" أسهل من قول "لا"، لكنه يضعك في موقف صعب، إذ يتعين عليك الوفاء بالتزام ربما لم تكن ترغب فيه في المقام الأول. فَكّر مليا في قراراتك أولا ، فمن الأفضل أن تقول "دعني أعود إليك" أولا، بدلا من أن تقول "نعم" فورا وتندم عليها لاحقا. لأنك حينها ستضطر إما إلى الوفاء بالالتزام على مضض، أو إلى إضاعة كثير من الوقت والجهد في محاولة التهرب منه لاحقا. ركّز على أولوياتك ، فمعظم الناس لا يكتشفون أبدا ما يثير اهتمامهم، بل ينتقلون من اهتمام إلى آخر؛ مع أن فهم الأولويات من مفاتيح الحياة الأساسية؛ هل هي عائلتك؟ مسيرتك المهنية؟ هوايتك؟.. ما هي بالضبط. وبمجرد أن تعرف أولويتك الحقيقية، ستعرف ما تريده من الحياة، وتستطيع اتخاذ قرارات أفضل بشأن ما تريد فعله خلال يومك، ويسهل عليك رفض ما لا يُثير اهتمامك. كن أنت المتحكم في يومك، لأن هناك من لا يعرفون ما يريدون، مما يسمح للآخرين، دون قصد، بالسيطرة على يومهم؛ تُقلص الجوهرية التزاماتك إلى الأساسيات فقط، لتساعدك على التحكم في يومك، والتركيز على ما تراه مهما، وإنجاز أولوياتك بجودة أعلى. روتينك الخاص هو ما يدفعك نحو تحقيق ما تُريد، عندما تحافظ على سيطرتك على يومك وحياتك، وتركز على أولوياتك. أما إذا انشغلت بعمل الآخرين، فلن تتمكن من تحقيق أي شيء لنفسك.

ماريسكا يلمح لاستبعاد بعض نجوم تشيلسي من «مونديال الأندية»
ماريسكا يلمح لاستبعاد بعض نجوم تشيلسي من «مونديال الأندية»

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • رياضة
  • الرياض

ماريسكا يلمح لاستبعاد بعض نجوم تشيلسي من «مونديال الأندية»

أكد الإيطالي إنزو ماريسكا، المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي، أنه قد يستبعد بعض نجوم الفريق خلال مشاركته ببطولة كأس العالم للأندية، في حال ظهرت عليهم بوادر الإرهاق، مشيرا إلى أنه لا أحد يهتم برفاهية اللاعبين. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) أن تشيلسي سيلعب أول مبارياته بالبطولة الموسعة الجديدة التي ينظمها الاتحاد الدولي (فيفا) يوم 16 يونيو/ حزيران المقبل في أتالانتا الأمريكية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع فقط من نهاية الدوري الإنجليزي و18 يوما من مواجهة ريال بيتيس الإسباني في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي في مدينة فورتسلاف البولندية. وفي حال وصول تشيلسي إلى نهائي البطولة يوم 13 يوليو / تموز المقبل، سيكون موسم 2024/2025 قد انتهى بالنسبة له قبل خمسة أسابيع من انطلاق الموسم الجديد. وقال ماريسكا، الذي أوضح أنه لم يتحدث مع الألماني توماس توخيل مدرب منتخب إنجلترا حول استبعاد لاعبي تشيلسي من قائمة الفريق: "المشكلة هو أننا لدينا مباراة يوم الأحد ثم يوم الأربعاء وهي مباراة نهائي أوروبي". وأضاف: "لا أحد يهتم بذلك ولا أحد يهتم برفاهية اللاعبين". وتابع مدرب تشيلسي : "إذا تعرضوا للإرهاق في أمريكا لن يلعبوا، كيف يمكنك التعامل مع ذلك ؟ بتلك الطريقة ببساطة". وأوضح:"لا أعتقد أن هناك أي اهتمام بصحة اللاعبين، هناك عدد غير طبيعي من المباريات".

كيف تحمي نفسك من التشوش الذهني؟
كيف تحمي نفسك من التشوش الذهني؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 أيام

  • صحة
  • الشرق الأوسط

كيف تحمي نفسك من التشوش الذهني؟

في مجتمعٍ تنتشر فيه ثقافة الإنتاجية باستمرار، ليس من المستغرب أن نتغاضى كثيراً عن العلامات التي تدل على أننا نرزح تحت وطأة ضغط نفسيّ كبير. وإذا كنت تشعر بالخدر أو الانفصال أو التشوش الذهني، فربما تكون ممن يعاني أعراض الإرهاق. تقول ريبيكا راي، اختصاصية علم النفس السريري، لشبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، إن هذه إحدى أكثر المشكلات شيوعاً التي تراها في عيادتها، لكنها ليست واضحة دائماً لمن يعانونها. وهناك كثير من ضغوط الحياة التي قد تُشعرنا بالإرهاق؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: صعوبات العلاقات، وتفكك الأسرة، والمرض أو الإصابة، وضغوط العمل، وتربية الأطفال، والصعوبات المالية. فكيف نُميّز علامات الإرهاق؟ وكيف نتعامل معه عندما نكون في أقصى طاقتنا؟ ونعرف هل هو توتر أم إرهاق؟ وعدَّت الطبيبة أن التوتر والإرهاق تجربتان متشابهتان، لكنهما مختلفتان، فالتوتر هو الشعور بالضغط، بينما الإرهاق هو الشعور بثقل الأفكار والمهامّ والعواطف، مما يجعلك تشعر بأنك عالق أو خارج نطاق السيطرة. وهذا الشعور بالاختناق هو ما تصفه الدكتورة راي باستجابة الإرهاق الوظيفي. وتقول راي: «هذا هو الجزء من دماغنا الذي يدخل في وضع البقاء على قيد الحياة، مما يساعدنا على إدارة المواقف العصيبة أو الشديدة. إنه جهازك العصبي الذي يحاول حمايتك عندما تكون في حالة إرهاق، قد تذهب إلى العمل، أو تُربي أطفالك، أو تدفع فواتيرك، لكنك تشعر بالخدر أو الانفصال أو التشوش الذهني». • الشعور بالانفعال أو الإحباط • الشعور بالعجز أو اليأس • الذعر أو القلق • تجنب المهام • تغيرات في الشهية • اضطرابات النوم • صعوبة اتخاذ القرارات مع مرور الوقت، قد يزيد الإرهاق من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، مما يجعل من الضروري معالجته مبكراً. تقول الدكتورة راي إن مجرد محاولة تنظيم الأمور ليس الحل. وتتابع: «[لا] تكتب لنفسك قائمة مهامّ طويلة كذراعك؛ لأنه في المجتمع الغربي يسير هذا بوتيرة سريعة جداً، قد نشعر بأننا إذا فعلنا المزيد، فسنشعر بتحسن». توصي خدمة دعم الأزمات الوطنية الأسترالية «لايف لاين» ببعض الاستراتيجيات العملية: • تحديد السبب - دوِّن ما يُسهم في شعورك بالإرهاق والتوتر. رتّب المشاكل وفق الأولوية، واترك المشاكل الأصغر لوقت لاحق. • مراجعة آليات التأقلم الحالية - حدّد كيف كنت تتأقلم حتى الآن. ما الأدوات والاستراتيجيات التي وجدتها مفيدة؟ ما الأشياء التي تفعلها والتي لا تُجدي نفعاً؟ • التحدث إلى صديق أو فرد من العائلة تثق به - مناقشة مشاكلك مع شخص تثق به يمكن أن يساعدك في حلها وتحديد الحلول الممكنة. • مراجعة طريقة تفكيرك - غالباً ما نضغط على أنفسنا لنكون على نمط مُعيّن. عندما تكون أفكارنا سلبية وتنتقد الذات، قد نبدأ الشعور بالإرهاق. • وضع خطة إيجابية - حدّد طرقاً للتعامل مع الموقف أو كيفية التعامل معه خطوة بخطوة. ابدأ من البداية، وركز على شيء واحد في كل مرة. • اعتنِ بنفسك - نحتاج إلى أن نكون بصحة جيدة لمواجهة تحديات الحياة. خصص وقتاً للأنشطة التي تستمتع بها وتجدها مُجزية.

«الإرهاق والنعاس» وراء 93 حادثاً مرورياً آخر 3 سنوات
«الإرهاق والنعاس» وراء 93 حادثاً مرورياً آخر 3 سنوات

البيان

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • البيان

«الإرهاق والنعاس» وراء 93 حادثاً مرورياً آخر 3 سنوات

أظهر تقرير إحصائي صادر عن وزارة الداخلية تسبب «الإرهاق والنعاس والنوم» أثناء قيادة المركبة في وقوع 93 حادثاً مرورياً على مستوى الدولة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، نتج عنها خسائر في الأرواح والممتلكات، فضلاً عن إصابات تراوحت ما بين البليغة والمتوسطة والبسيطة. وبينت الأرقام الإحصائية تسجيل السنوات الثلاث (2022-2024) انخفاضاً في معدلات هذا النوع الحوادث، حيث سجل العام 2023 انخفاضاً بنسبة 21.7 % بالمقارنة مع عام 2022، كما سجل عام 2024 الماضي انخفاضاً بنسبة 7 % بالمقارنة مع العام 2023. وحذرت وزارة الداخلية السائقين من مخاطر وآثار الإرهاق والنعاس أثناء قيادة المركبة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تلك الأسباب تندرج ضمن أخطر العوامل، التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية على مستوى الدولة، خصوصاً خلال فترات المساء، التي تنخفض فيها معدلات التركيز عند بعض السائقين. أرقام وبحسب الأرقام الإحصائية فقد توزعت الحوادث بين 76 حادثاً شهدتها أبوظبي، و6 حوادث في دبي، و6 في رأس الخيمة، و4 في الشارقة، وحادث واحد في إمارة أم القيوين. وتحرص إدارات المرور والدوريات على مستوى الدولة في تنظيم حملات توعوية للسائقين من مخاطر مواصلة قيادة المركبات عند الشعور بالنعاس أو التعب، مشيرة إلى أن النعاس يتسبب في وقوع حوادث مرورية خطرة مثل تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، والانحراف المفاجئ وغيرها.

من احتجاجات تشرين إلى صمت الشارع: هل تعب العراقيون من الحلم؟
من احتجاجات تشرين إلى صمت الشارع: هل تعب العراقيون من الحلم؟

الجزيرة

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

من احتجاجات تشرين إلى صمت الشارع: هل تعب العراقيون من الحلم؟

منذ عام 2003، ظلّ الشارع العراقي يتقلب بين موجات الغضب والانفجار الشعبي، مرورًا بانتفاضة تشرين التي بدت كأنها صحوة وطنية جامعة. لكن اليوم، وفي ظل ما يشبه السكون السياسي والاجتماعي، يبدو أنَّ هذا الشارع دخل مرحلة من الصمت الموجع.. أهو صمت الإرهاق، أم ما قبل الانفجار الجديد؟ أخطر ما يمرّ به العراق اليوم ليس القمع ولا الأزمات، بل الإرهاق.. المواطن منهك من تكرار المشهد ذاته: وعود بلا تنفيذ، إصلاحات ورقية إرث الاحتجاج.. ماذا تبقّى من تشرين؟ عرف العراق عبر تاريخه الحديث موجات احتجاج متتالية، كان أبرزها في عام 2011، ثم تكرَّرت بزخم أكبر في عام 2015، وصولًا إلى ثورة تشرين عام 2019، التي شكّلت علامة فارقة في مسار الوعي السياسي العراقي. خرج المتظاهرون يومها من كل الطّوائف والمناطق رافعين شعار "نريد وطن"، في لحظة نادرة من الانسجام الوطني، بعيدًا عن الانقسامات الأهلية والطائفية التي طالما مزّقت البلاد. لكن هذه الانتفاضة، رغم قوتها، قُمعت بعنف دموي، قُتل فيه مئات الشباب، وجُرح الآلاف، دون أن تتحقق مطالبهم الجوهرية. أُسقطت حكومة، وجاءت أخرى، وظلّ النظام السياسي على حاله، بل وتحصّن أكثر خلف الجدران الطائفية والحزبية. أزمة الثقة.. من التظاهر إلى الانكفاء لم تكن استقالة الحكومة، أو الانتخابات المبكّرة التي أُجريت عام 2021، كافية لاستعادة ثقة الناس. فالمؤشرات كلها دلّت على العكس: تراجع نسبة المشاركة، واللامبالاة العامة، والانكفاء الشعبي عن الفعل السياسي. هذه ليست علامات ارتياح أو رضا، بل إشارات عميقة على أن الشارع العراقي لم يعد يؤمن بفاعلية أدوات التغيير التقليدية. الثقة بين المواطن والنظام السياسي تكاد تكون معدومة.. لا البرلمان يمثل الشعب بحق، ولا الأحزاب تُفرز قيادات وطنية حقيقية، ولا توجد معارضة سياسية قوية تعبّر عن تطلعات الجماهير! حتى النقابات ومنظمات المجتمع المدني، التي كان يُفترض أن تكون وسيطًا نزيهًا بين الشارع والسلطة، باتت تعاني التهميش أو الاحتواء. إذا كانت القوى التقليدية تستعد لتكرار المشهد ذاته، فإن الشارع بحاجة لخيارات جديدة، نزيهة، تؤمن بالفعل لا بالشعارات، وتضع أقدامها داخل الواقع العراقي بدل الدوران حوله الإرهاق الجماهيري.. حين يتحوّل الغضب إلى لامبالاة إن أخطر ما يمرّ به العراق اليوم ليس القمع ولا الأزمات، بل الإرهاق.. المواطن منهك من تكرار المشهد ذاته: وعود بلا تنفيذ، إصلاحات ورقية، ومجالس تشريعية تتصارع على الحصص بدل السياسات. أما الشباب، الذين كانوا وقود الحراك، فيتجه كثير منهم إلى الهجرة، أو الانكفاء، أو حتى القبول بـ"الواقع"، بوصفه أقل الخيارات سوءًا. الانتخابات القادمة.. هل تعيد النبض؟ مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة، يعود الجدل حول جدواها في إحداث تغيير حقيقي. فالمواطن، الذي فقد ثقته بالعملية السياسية، لم يعد يشارك بدافع الأمل، بل غالبًا بدافع الخوف أو الإحباط، أو حتى الانسحاب التام. إذا كانت القوى التقليدية تستعد لتكرار المشهد ذاته، فإن الشارع بحاجة لخيارات جديدة، نزيهة، تؤمن بالفعل لا بالشعارات، وتضع أقدامها داخل الواقع العراقي بدل الدوران حوله. لكن ما نحتاجه اليوم -أكثر من أي وقت مضى- هو تجديد أدوات التغيير، وتوفير قيادة وطنية نزيهة، تُعيد للناس ثقتهم بأن الصوت، حين يُرفع بصدق، قادر على صنع الفرق العراق لا يصمت طويلًا الصمت الذي يخيّم اليوم على الشارع العراقي لا يعني الاستسلام.. هو صمت مثقل بالتجارب، محمّل بالخذلان، لكنه لا يخلو من الأمل. فالعراق عبر تاريخه لم يصمت طويلًا، وما دامت أسباب الغضب قائمة فإن العودة إلى الشارع ليست إلا مسألة وقت. لكن ما نحتاجه اليوم -أكثر من أي وقت مضى- هو تجديد أدوات التغيير، وتوفير قيادة وطنية نزيهة، تُعيد للناس ثقتهم بأن الصوت، حين يُرفع بصدق، قادر على صنع الفرق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store