أحدث الأخبار مع #الإمبراطورية_الرومانية


سكاي نيوز عربية
منذ 6 أيام
- علوم
- سكاي نيوز عربية
اكتشاف فسيفساء عمرها 1500 عام في تركيا
وأفادت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، الإثنين، بأن أعمال التنقيب في مدينة دارا - والتي كانت قد بدأت قبل 39 عاما - ما زالت مستمرة دون انقطاع منذ إدراجها ضمن "مشروع تراث المستقبل" التابع لوزارة الثقافة والسياحة التركية. يشار إلى أن مدينة دارا القديمة أسستها الإمبراطورية الرومانية الشرقية لحماية حدودها ضد الساسانيين. وخلال أعمال التنقيب عُثر على بقايا مقبرة (تضم مقابر جماعية) وكنيسة وقصر وسوق وزنزانة ومستودع أسلحة وسد، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف رأس سهم ومصابيح وقطع زجاجية وخزفية ومجوهرات، بحسب "الأناضول". وعُثر مؤخرا على فسيفساء بأشكال قطرات وأمواج في مبان يُعتقد أنها كانت تستخدم مساكن بجوار المتاجر وورشات الأعمال. وقال مدير الثقافة والسياحة بالولاية يهان جوك، إن "أعمال التنقيب تُنفذ بدقة بعد إدراجها ضمن /مشروع تراث المستقبل/ العام الماضي"، مشيرا إلى أن "أحدث ما اكتشفوه فسيفساء يعتقدون أنها كانت على أرضية منزل بهدف الزينة". وأضاف: "تبلغ مساحة الفسيفساء حوالي 50 مترا مربعا، يمكننا أن نفهم أنها رُمّمت في مكانين أو ثلاثة في العصر القديم".


سائح
منذ 7 أيام
- سائح
روما: مدينة التاريخ الخالد وسحر العصور الغابرة
تُعد روما، العاصمة الإيطالية الخالدة، متحفاً مفتوحاً للعالم، ومدينة تتنفس التاريخ في كل زاوية من زواياها. إن زيارة روما ليست مجرد رحلة سياحية، بل هي رحلة عبر آلاف السنين من الحضارات، الإمبراطوريات، الفن، والثقافة التي شكلت جزءاً كبيراً من العالم الغربي. من آثارها الرومانية المهيبة التي تُشهد على عظمة الماضي، إلى كنائسها الباروكية الفاتنة، مروراً بساحاتها النابضة بالحياة ونافورتها الأيقونية، تُقدم روما مزيجاً فريداً من الجمال المعماري، العمق التاريخي، والحيوية العصرية. إنها مدينة تُلامس الروح وتُثري الحواس، وتُخلف في الذاكرة ذكريات تُعطرها عبق العصور الغابرة وسحر الحياة الإيطالية الأصيلة. الكولوسيوم والمنتدى الروماني: نبض الإمبراطورية العظمى لا يمكن لأي زيارة لروما أن تكتمل دون استكشاف الكولوسيوم والمنتدى الروماني (Roman Forum)، اللذين يُعدان أيقونتين تُجسدان عظمة الإمبراطورية الرومانية. يُعد الكولوسيوم، هذا المدرج الضخم الذي كان مسرحاً للمعارك الدموية وعروض المصارعين، تحفة معمارية هندسية تُبرز براعة الرومان في البناء. التجول داخل هذه الآثار المهيبة يُعيدك بالزمن إلى الوراء، ويُمكنك من تخيل حشود المتفرجين وهتافاتهم في هذه الساحة التاريخية. يُفضل حجز التذاكر مسبقاً لتجنب طوابير الانتظار الطويلة، والاستمتاع بالتجربة بشكل كامل. بالقرب من الكولوسيوم، يقع المنتدى الروماني، الذي كان القلب السياسي والاجتماعي والديني لروما القديمة. التجول بين بقايا المعابد، الأقواس، والقاعات المدمرة يُمكنك من تصور الحياة اليومية للرومان، وكيف كانت تُدار شؤون الإمبراطورية من هذا المكان. يُعد صعود تلة بالاتين (Palatine Hill)، المطلة على المنتدى، أمراً ضرورياً للحصول على إطلالات بانورامية خلابة على هذه المنطقة التاريخية الشاسعة، والشعور بعظمة المكان الذي حكم العالم ذات يوم. الفاتيكان والفن الباروكي: روائع الروحانية والجمال تُعد مدينة الفاتيكان، أصغر دولة ذات سيادة في العالم، ملاذاً للروحانية والفن، ووجهة لا غنى عنها في روما. تُهيمن كاتدرائية القديس بطرس (St. Peter"s Basilica) على أفق الفاتيكان بقبتها الشاهقة التي صممها مايكل أنجلو، وتُعد واحدة من أكبر وأروع الكنائس في العالم. يُمكن للزوار الصعود إلى قبة الكاتدرائية للحصول على إطلالات بانورامية على روما بأكملها. متاحف الفاتيكان، التي تضم كنيسة سيستين (Sistine Chapel) الشهيرة بسقفها الذي رسمه مايكل أنجلو، تُقدم مجموعة لا تُقدر بثمن من الأعمال الفنية والتحف التي تُغطي آلاف السنين من التاريخ البشري والفن. إن جمال وتفاصيل هذه الأعمال الفنية تُبهر الزوار وتُشعرهم بالرهبة. خارج الفاتيكان، تُزين روما بـروائع الفن الباروكي، مثل نافورة تريفي (Trevi Fountain) الأيقونية، التي تُعد عملاً فنياً مذهلاً تُقدم مشهداً حيوياً للزوار الذين يُلقون العملات المعدنية لضمان عودتهم إلى روما. كما تُعد ساحة نافونا (Piazza Navona)، بنوافيرها الرائعة ومنحوتاتها، مكاناً مثالياً للاسترخاء ومشاهدة الحياة الرومانية اليومية. سحر الأحياء العصرية والمأكولات الإيطالية الأصيلة لا تقتصر روما على آثارها القديمة وفنونها الباروكية، بل تُقدم أيضاً أحياء عصرية ساحرة تُعج بالحياة، ومأكولات إيطالية أصيلة تُرضي جميع الأذواق. يُعد حي تراستيفيري (Trastevere)، بأزقته الضيقة المرصوفة بالحصى، مطاعمه التقليدية، ومقاهيه النابضة بالحياة، مكاناً مثالياً للاستمتاع بأجواء روما المحلية، وتناول العشاء على أنغام الموسيقى الإيطالية. هنا، يُمكنك تذوق أطباق المعكرونة الطازجة مثل "كاشيو إي بيبي" (Cacio e Pepe) أو "كاربونارا" (Carbonara)، والبيتزا الرومانية الشهية. للتسوق، تُقدم شارع فيا ديل كورسو (Via del Corso) تجربة ممتازة مع المتاجر العالمية والمحلية. ولا تُنسى تجربة "الجيلاتو" (Gelato) الإيطالي، الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الطعام في روما. يُمكن للزوار أيضاً الاستمتاع بـالتجول في فيلا بورغيزي (Villa Borghese)، وهي حديقة عامة واسعة تُوفر مساحات خضراء للاسترخاء، وتضم أيضاً غاليريا بورغيزي (Galleria Borghese) التي تُعرض فيها أعمال فنية رائعة. في الختام، تُعد زيارة روما تجربة غامرة تُلامس التاريخ، الفن، والثقافة في آن واحد. من عظمة الكولوسيوم والمنتدى الروماني، إلى روحانية الفاتيكان وروائع الفن الباروكي، ووصولاً إلى حيوية أحيائها العصرية ومأكولاتها الشهية، تُقدم روما رحلة لا تُنسى تُثري الروح وتُوسع المدارك. إنها دعوة للغوص في قلب التاريخ البشري، والعيش لحظات في مدينة تُبرهن على أن الماضي والحاضر يُمكن أن يتلاحما ليُشكلا تجربة خالدة تبقى في الذاكرة إلى الأبد.


الجزيرة
٠٢-٠٧-٢٠٢٥
- منوعات
- الجزيرة
الجفاف الحاد يؤثر على مياه الأنهار والينابيع في لبنان
في ظاهرة غير مسبوقة خلال فصل الصيف الحالي، شهدت عدة ينابيع في لبنان جفافا حادا يعد الأسوأ منذ 65 عاما، ما ينذر بأزمة مائية غير معهودة تخلف تداعيات إنسانية وبيئية خطيرة في البلاد. ومن أبرز هذه الينابيع، نبع البياضة بمدينة بعلبك شرق لبنان، أحد أقدم ينابيع المنطقة الذي تحول إلى أرض قاحلة بعد آلاف السنين من تدفق المياه العذبة منه. ووفق اللبنانيين فإن بعلبك هي هبة نبع البياضة، الذي شكّل على مر العصور مصدرا أساسيا للمياه والزراعة ومهدا للحضارات التاريخية. وحسب المصادر التاريخية، فإن نبع البياضة كان الدافع الأساسي وراء اختيار الإمبراطورية الرومانية (31 قبل الميلاد – 476 ميلادي) في القرنين 6 و5 قبل الميلاد مدينة بعلبك مركزا لبناء معابدهم المتمثلة حاليا بهياكل بعلبك. وباعتباره مصدرا أساسيا للمياه في تلك الحقبة، جرى إنشاء قناة لجر المياه إلى داخل المعابد التاريخية، وبات النبع مرتبطا أيضا بهياكل بعلبك الأثرية حتى اليوم. وعلى ضفافه تشكّل أكبر متنزه سياحي طبيعي في لبنان، فضلا عن كونه مصدرا حيويا لري البساتين الزراعية وتأمين المياه للمنازل. ومع الانحسار السريع لمياهه وصولا للجفاف، انقلب المشهد الحيوي هذا والمزدهر بالحياة رأسا على عقب، حيث تحول النبع إضافة إلى بركة البياضة ونهر رأس العين اللذين يتغذيان منه إلى أرض قاحلة. ونتيجة لذلك انعدمت الحياة البرية في البركة والنهر حيث اختفت الأسماك وطيور الإوز والبط. وبحسب تقارير محلية، فإن بعلبك تشكو من انقطاع المياه عن المنازل لأسابيع في بعض الأوقات، ومن غياب العدالة بتوزيع المياه، ما يدفع بالكثيرين إلى شراء المياه من أماكن غير آمنة. أزمة الجفاف ويُرجع مراقبون جفاف الينابيع إلى حالة الجفاف العامة التي يعاني منها لبنان جراء تراجع كميات هطول الأمطار والثلوج، فضلا عن غياب الخطط المائية المستدامة، والاستهلاك العشوائي للمياه الجوفية، إضافة إلى آثار التغير المناخي. وفي مقابلة مع الأناضول، قال المهندس الجيولوجي محمود الجمّال إن هذا النبع كان السبب الرئيسي الذي شجع الرومان لبناء هياكل بعلبك، ووصف جفاف النبع بأنه كارثة، نظرا لما يشكله من حرمان للمدينة من أهم مورد مائي فيها، على مرّ التاريخ. وللإشارة إلى أهميته، لفت الجمال إلى أن الرحالة الشهير ابن بطوطة (1304م – 1378م) زار بعلبك، وقال إن المدينة ببساتينها ونبع رأس العين، لا يضاهيها في المنطقة، إلا غوطة الشام في سوريا. وأضاف أن قلعة بعلبك ورأس العين توأمان لا ينفصلان عن بعضهما، فلولا رأس العين لما وجدت هياكل بعلبك. وأكد خلال حديثه أن عددا آخر من الينابيع في المنطقة تعرض للجفاف منها نبع الشيليش، وعين وردة. من جانبه، قال رئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي إن نبع البياضة ورأس العين شكّلا معلما سياحيا وأثريا في بعلبك (..) فكما مصر هي هبة النيل، فإن بعلبك هي هبة البياضة ورأس العين. وحذّر الطفيلي من آثار سلبية على قطاعي السياحة والزراعة جراء جفاف نبع البياضة، وطالب بتحرك سريع من أجل استعادة مياه هذا النبع، لافتا إلى صعوبة هذا الأمر الذي يحتاج إلى مشاريع وتمويل. عجز مائي بحسب التقرير السنوي لعام 2025 الصادر عن المصلحة الوطنية لنهر الليطاني (أكبر نهر في لبنان) التابعة لوزارة الطاقة، فإن العجز المائي في البلاد يتفاقم سنويا بسبب غياب مشاريع تطوير الموارد والمحافظة على النوعية. ووفقا للمصلحة ذاتها، فإن سوء إدارة الموارد المائية والتلوث يخفضان الكمية القابلة للاستخدام إلى أقل من ربع المتاح. وأفادت المصلحة بأن لبنان يعاني من الاستنزاف العشوائي والمفرط للمياه الجوفية، فضلا عن غياب الإدارة المتكاملة للموارد المائية. وفي مشهد مقلق، انخفضت مياه بحيرة القرعون -الأكبر في لبنان- إلى أدنى مستوى لها منذ إنشاء سد القرعون عام 1959، حيث أظهرت المشاهد تراجع مخزون المياه في البحيرة إلى مستويات غير مسبوقة، بحسب تقرير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني. ووفق التقرير، فإن كمية المياه الوافدة من نهر الليطاني إلى بحيرة القرعون تدنت خلال عام 2025 وبلغت 43 مليون متر مكعب، في حين الحد الأدنى بلغ سابقا 63 مليون متر مكعب، أما المعدل العام فيبلغ 233 في السنوات المطرية. هذا التراجع الحاد في كمية المياه، تسبب بتوقف محطة عبد العال لتوليد الكهرباء التابعة لوزارة الطاقة اللبنانية والتي تعمل على الطاقة الكهرومائية بواسطة المياه الوافدة من بحيرة القرعون، وفق ما أعلنت عنه الوزارة في بيان سابق. وتعليقا على ذلك، أصدرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بيانا في 16 يونيو/حزيران الماضي أرجعت فيه الانخفاض الحاد في منسوب المياه إلى شحّ الأمطار، والاستخدام المفرط وغير المنظم لمياه الري والصناعة، وغياب السياسات المستدامة لإدارة الموارد المائية. إجهاد مائي وفي مشهد يعكس تفاقم الأزمة المائية التي تتعرض لها البلاد، شهد نبع عنجر في قضاء زحلة بمحافظة البقاع شرق لبنان، جفافا أرجعته مصادر رسمية إلى عدة أسباب أبرزها شح الأمطار. وكان هذا النبع يشكل مصدرا أساسيا لتغذية المياه الجوفية والسطحية في تلك المنطقة القريبة من الحدود السورية. وفي 20 يونيو/حزيران، قالت مصلحة الليطاني إن الجفاف سببه شح الأمطار، إضافة إلى الاستغلال المفرط للمياه الجوفية، وغياب الإدارة المتكاملة للموارد المائية. وحذرت المصلحة من أنّ هذا الواقع يُهدد الأمن المائي والبيئي والزراعي في المنطقة، ويؤشّر إلى خطورة الوضع الهيدرولوجي (الموارد المائية) الذي بدأ يطال الينابيع الأساسية التي كانت تاريخيا تُعرف بغزارتها. ويعاني لبنان هذا العام 2025 أسوأ أزمة جفاف حاد منذ أكثر من 65 عاما، وفق بيان لمصلحة الليطاني صدر في مارس/آذار، وسط تخوفات من تداعيات سلبية تنعكس على القطاعات الحيوية، وأبرزها الزراعة والصحة والغذاء والطاقة.

أخبار السياحة
٣١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- أخبار السياحة
السحل بالأفيال.. السر وراء جحافل روما التي لا تقهر
فرض الانضباط في روما القديمة بالحديد والنار، وكان الموت ينتظر كل من تصدر عنه بادرة تمرد أو وهن، وعدت الأساليب العقابية الرهيبة أحد أسس القدرات القتالية العالية للجحافل الرومانية. ما بعد أسوار روما، انتهت القوانين المدنية وسادت قوانين أخرى عسكرية في غاية القسوة. كانت إرادة القائد العسكري تحدد مصير المقاتلين، وكانت سلطته مطلقة على أجسادهم وأرواحهم. جرت معاقبة عدم إطاعة الأوامر أو الجبن أو الهروب بلا رحمة، وتعرض المذنبين للجلد وقطع الرقاب. توجد واقعة مسجلة حين أرسل ابن جنرال روماني في مهمة استطلاعية، وبدلا من ذلك قام بالهجوم على العدو والانتصار في المعركة. على الرغم من النصر عاقب القائد الروماني نجله بقسوة بالغة لعدم تقيده بالأوامر. بهذا الانضباط الحديدي وسعت الجيوش الرومانية حدود الإمبراطورية على مدى أكثر من ألف عام إلى مدى بعيد على ثلاث قارات، واحتفظت بسيطرتها المباشرة على المقاطعات النائية، وكان عدد القوات الرومانية متعددة الجنسيات يتراوح بين 100000 إلى 300000 مقاتل. روما تدين بنجاحاتها العسكرية الكبيرة على مدى تاريخ طويل لقادتها العسكريين الموهوبين، واستراتيجية صارمة وانضباط لا جدال فيه حتى أن الفيالق الرومانية كانت تخاف من العقاب الصارم في معسكراتها أكثر من مواجهة حشود الأعداء. عبّر عن مدى قسوة المعاملة التي كان يتعرض لها جنود الجحافل الرومانية، المؤرخ اليوناني بوليبيوس الذي عاش بين عامي '200 – 120' قبل الميلاد بقوله، من النادر التعامل مع المذنبين بسوء السلوك أو الجبن بقسوة وازدراء مثل الرومان. الخونة والجواسيس والمتمردون يتعرضون مباشرة لعقوبة الإعدام، ويكون مصير أي جندي من الفيالق الرومانية الموت بيد رفاق السلاح إذا ترك موقعه أو غفى أثناء فترة الحراسة أو فقد سلاحه أو لم يتمالك نفسه وارتعد خوفا أو قبض عليه متلبسا بالسرقة. أولئك الذين يهربون من معسكراتهم أو يفرون من ساحة القتال، يتم إلقاؤهم من جرف أو يكون مصيرهم السحل بأقدام الأفيال. إذا انتهكت الانضباط أو تقاعست وحدة عسكرية رومانية كاملة، يتم معاقبة واحد من كل عشرة جنود، وفي أحيان كل عشرين أو مئة. أولئك الذين نجوا من هذا النوع من العقاب لسبب أو آخر، يتم نفيهم للأبد ولا يجرؤ أقاربهم على تقديم أي نوع من المساعدة لهم. ذات مرة فشلت فيالق يوليوس قيصر أمام قوات غريمه بومبي. من شدة رسوخ قواعد الانضباط، العسكري طلب هؤلاء من القيصر إنزال عقوبة الموت 'العشرة' بهم، إلا أن الإمبراطور فضل العفو عنهم. في الفيالق الرومانية فرضت أيضا عقوبات مخزية على منتهكي الانضباط مثل سحب راياتهم، ونزع أحزمتهم كي يبدو مظهرهم مثل النساء، أو استبدال القمح بالشعير في طعامهم، أو وضع خيامهم بالقرب من حظائر الماشية. وكان الضباط يعاقبون بتخفيض رتبهم أو نقلهم من سلاح الفرسان مثلا إلى المشاة. كان لروما فيالق لا تقهر، وبقيت الإمبراطورية قوية إلى أن بدأ الانضباط يضعف في صفوف الضباط. حينها خرج الجنود عن السيطرة وانخرطوا في أعمال النهب والابتزاز حتى قيل إن الإمبراطورية الرومانية بدأت في السقوط مع تفكك الجيش.


روسيا اليوم
٢٨-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- روسيا اليوم
أول هندسة وراثية في التاريخ.. كيف أنقذت "أم الدنيا" نفسها من المجاعة؟
العلماء يؤكدون أن الحضارة المصرية القديمة كانت الرائدة في المنطقة في التكيف مع التغير المناخي أكثر من جيرانها، وأنها تمكنت من البقاء لمدة ثلاثة آلاف عام وتركت إرثا خالدا في مختلف المجالات، شواهده لا تزال ماثلة حتى الآن. يقول العلماء أن مصر في عصر مملكتها القديمة وهي الفترة التي بنيت فيها أهرامات الجيزة العظيمة، كان يوجد بها مناخ سافانا. الدليل على ذلك أن صور الحمير الوحشية والظباء وحيوانات السافانا الأخرى تزين بكثرة جدران المعابد والمقابر. بحلول نهاية المملكة القديمة بدأ المناخ يتغير في مصر، وكانت النتيجة في النهاية كارثية باختفاء الجنة الخضراء وتحول السافانا على صحراء جرداء. كان للمصريين القدماء معتقداتهم الخاصة وكانوا يعتبرون أن الربوبية تحفظ التوازن الدقيق في الكون، وأن عدو البشرية الأول ليس الشيطان، بل الفوضى، وكانوا يخافونها أكثر من أي شيء آخر. هذه القاعدة يقول عنها خبراء، إنها منطقية من وجهة نظر العلوم الطبيعية في القرن الحادي والعشرين. لاحقا في حقبة المملكة الوسطى في مصر بين عامي 2040 – 1783 أو 1640 بني نظام ري قوي، كان قادرا على إطعام حوالي 2 مليون شخص في ظروف البيئة الصحراوية المحيطة بنهر النيل. النتيجة كانت مثيرة للإعجاب. ظهر ذلك بعد ألفي عام، حين أصبحت مصر بعد أن سيطرت عليها روما، سلة خبز للإمبراطورية الرومانية على اتساعها. ما يلفت إليه الخبراء أن القنوات التي كانت تروي المناطق الصحراوية في المملكة المصرية الوسطى لم تكن مجرد خنادق محفورة في الرمال بل كانت هياكل هندسية مبتكرة ومتينة بقيت تعمل بنجاح بعد ألف عام في زمن كليوباترا. في الحقبة التاريخية بين عامي 3000 – 2500 قبل الميلاد، كانت توجد العديد من الحضارات الأخرى المزدهرة على الأرض مثل الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين والهندية على ضفاف نهر السند، والصينية على ضفاف النهر الأصفر، إلا أن أسلوب الري في شكل منظومة قادرة على إطعام جميع سكان الصحراء، نشأ في المملكة المصرية الوسطى. بهذه الطريقة الأساسية هزمت مصر القديمة تغير المناخ الكارثي الذي حول جنة السافانا إلى صحراء جرداء، وكانت هزيمته تبدو مستحيلة. أكدت دراسات علمية مثلا أن عامة الناس في مصر القديمة كانوا نباتيين وقليلا ما يتناولون اللحوم. وهذه ميزة كبيرة إذ تستهلك تربية الماشية للحصول على اللحوم كميات كبيرة من المياه والأعشاب أكثر من الحصول على نفس الكمية من الطعام النباتي. مضى المصريون القدماء أبعد في هذا المجال. اكتشف علماء فكانوا ينقبون عام 2013 في بحيرة طبريا وكانت تابعة لمصر في عهد الفرعون رمسيس الأكبر، بقايا حبوب لقاح متحجرة، اكدت أن المصريين زرعوا محاصيل مقاومة للجفاف بطرق للتكاثر، وأن هذا النشاط بدأ مع بداية عصر الجفاف واستمر لقرون عديدة بعد انتشار التصحر، استعدادا لمواجهة المزيد من الجفاف. الأمر اللافت الآخر أن المصريين هجنوا أبقارهم مع ثور "زيبو" البري الذي عاش في الصحراء وتكيف مع ظروفها، وكان قادرا على تحمل الحرارة وندرة الماء. علماء يعتقدون أن هذه الخطوة تعد أول مثال معروف للهندسة الوراثية في التاريخ. مصر التي يسميها أهلها عن جدارة "أم الدنيا" كانت أثناء الجفاف الكبير مكتفية من الغذاء بل وصدرت الفائض، كما يتبين من لوح طيني محفوظ في متحف مانشستر يعود تاريخه إلى حوالي عام 1250 قبل الميلاد. في هذا اللوح تناشد ملكة الحثيين الفرعون رمسيس الثاني قائلة: "لم تعد الحبوب موجودة في بلدي، نحن نتضور جوعا". من أهم الخطوات التي ساعدت المصريين القدماء على مواجهة "الجفاف الكبير" أنهم: شيدوا شبكات من القنوات وحواجز مائية لتحزين مياه النيل أثناء الفيضانات الضعيفة. استخدموا "الشادوف" في ري المحاصيل في أوقات الجفاف. زرعوا محاصيل تتحمل الجفاف مثل القمح والشعير بدلا من المحاصيل التي تتطلب كميات كبيرة من المياه. خزنوا الحبوب في صوامع ضخمة في السنوات الخصيبة لاستخدامها في فترات الجفاف. كانت مصر في فترة الجفاف الكبير الذي استمر 150 عاما الوحيدة بين بلدان المنطقة المستعدة لمواجهة الكارثة. الأساليب العديدة التي اتبعها المصريون القدماء لمواجهة هذه الكارثة، التي استمرت لخمسة أجيال، مذهلة حتى من وجهة النظر العصرية. المصدر: RT حالف الحظ صيادي كنوز بقيادة أرجنتيني يدعى هيرمان مورو في 25 مارس 1997، باكتشاف السفينة الشراعية الإسبانية "لا كابيتانا" التي كانت غرقت قبالة سواحل الإكوادور عام 1654. يمكن وصف نجاح سكان الإكوادور القدماء في تحديد خط الاستواء بدقة، بأنه إنجاز مدهش ومثير سبق عصره بقرون طويلة. يعتبرالجنرال فلاديسلاف سيكورسكي شخصية عسكرية تاريخية هامة في بولندا، في حين اشتهر خارج بلاده بقرار لافت بشأن الجوارب النسائية الحريرية وبموت في ظروف غامضة. لم يتوقف الهرم الأكبر في الجيزة منذ أن ارتفع قبل ما يزيد عن 4600 عام، عن إدهاش الأجيال المتعاقبة بضخامته وفرادته وصموده الأسطوري وأيضا بـ"قوته السحرية" الكامنة. يظهر التأثير السحري للحضارة المصرية القديمة بجلاء في قصة السيدة البريطانية دوروثي إيدي التي كانت تصر منذ صغرها أنها كانت كاهنة في معبد مصري زمن الفرعون سيتي الأول.