أحدث الأخبار مع #السيرةالنبوية،


صدى البلد
٠٢-٠٨-٢٠٢٥
- منوعات
- صدى البلد
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الإيمان والتوكل أساس عز المسلمين ونصرهم
عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء، لقاءه الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "التوفيق الإلهي بين الاغترار بالأسباب والثقة في نصر الله: غزوة حنين نموذجًا". شهد اللقاء حضور كل من الأستاذ الدكتور السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا، والأستاذ الدكتور نادي عبد الله محمد، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأدار الحوار الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر. وأكد الدكتور السيد بلاط، أن الله سبحانه وتعالى يكره العجب والغرور، مستشهدًا بقوله تعالى: "إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا"، ومبينًا أن هذا المعنى تكرر في مواضع عديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية.


مصراوي
٣١-٠٧-٢٠٢٥
- منوعات
- مصراوي
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الإيمان والتوكل أساس عز المسلمين ونصرهم
عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء لقاءه الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "التوفيق الإلهي بين الاغترار بالأسباب والثقة في نصر الله: غزوة حنين نموذجًا". شهد اللقاء حضور كل من الأستاذ الدكتور السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا، والأستاذ الدكتور نادي عبد الله محمد، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأدار الحوار الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر. أكد فضيلة الدكتور السيد بلاط أن الله سبحانه وتعالى يكره العجب والغرور، مستشهدًا بقوله تعالى: "إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا"، ومبينًا أن هذا المعنى تكرر في مواضع عديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن مصير المتكبر هو الخذلان، وأشار إلى أن اغترار جيش المسلمين في غزوة حنين بكثرتهم أدى إلى هزيمة أولية في بداية المعركة، فلم تنفعهم الأسباب المادية من عدة وعتاد، وقد صور القرآن الكريم هذه الواقعة ليعطي المسلمين درسًا مهمًا في عدم اعتقاد أن الأسباب المادية وحدها هي التي تجلب النصر، قال تعالى: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُم شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ".، موضحا أن مطلع الآية يبين أن النصر من عند الله وحده، وأن الأسباب المادية التي كانت سببًا في غرورهم كادت أن تكون سببًا في هزيمتهم. وأوضح، أن غزوة حنين تقدم دروسًا بالغة الأهمية، فهي تعلمنا أن النصر والنجاح يتطلبان الأخذ بالأسباب مع حسن التوكل والثقة بالله، "وما النصر إلا من عند الله"، وهذا هو السبب الرئيس في نصر المسلمين في كل الغزوات التي خاضوها ضد أعداء الإسلام، هذا المبدأ الذي سار عليه المسلمون يفسر كيف انتصر جيش المسلمين في غزوة مؤتة، على الرغم من قلة عددهم بفارق كبير عن جيش عدوهم، وهو ما دفع عبد الله بن رواحة للقول: "إنا لا نقاتل القوم بعدد ولا بكثرة، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به"، وبالتالي، فإن مفتاح النصر للمسلمين هو حسن الإيمان بالله وتطبيق منهجه على النحو الصحيح "إن تنصروا الله ينصركم"، مضيفا أن هذا المبدأ يزرع في المسلمين عدم الخوف من عدوهم مهما كانت عدته وعتاده، لأن ثقتهم بربهم وحسن توكلهم عليه يجعلهم الأعلى، فالقِلة التي تعتمد على ربها يمكن أن تنتصر، في حين أن الكثرة المعتمدة على الأسباب المادية وحدها قد لا تحقق النصر. من جانبه، أوضح الدكتور نادي عبد الله أن القرآن الكريم يقص علينا أحوال الأمم السابقة لنتعلم من الأحداث التي مرت بها ونعتبر منها، مشيرا إلى غزوة "أحد" حيث كانت الهزيمة حتمية بسبب تخلف المسلمين عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ليكون ذلك درسًا لنا، ثم تحول بعد ذلك إلى نصر، نتيجة إدراكهم أن عليهم الاعتماد والتوكل على الله وحده، وهذا المشهد تكرر في واقعة "بلاط الشهداء"؛ فبعد الانتصار الأولي للمسلمين، انشغلوا بجمع الغنائم، مما مكن الأعداء من الانقضاض عليهم، ولو نظر المسلمون في التاريخ نظرة اعتبار لما وقعوا في هذا الخطأ، وعلينا أن نتعلم من هذه القصص التي أراد ربنا أن يضمنها لأجلّ كتاب وهو القرآن الكريم، لنضعها نصب أعيننا ونظل نتعلم منها، كي لا نكرر الأخطاء التي وقع فيها من قبلنا، وهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى كرم هذه الأمة ورفع شأنها. وأضاف فضيلة الدكتور نادي عبد الله أن اغترار المسلمين بالأسباب المادية من عدة وعتاد وكثرة كان سببًا في هزيمة أولية في غزوة حنين "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ"، وهي نتيجة لاعتمادهم على الأسباب المادية فقط، ورغم كون هذه الأسباب مهمة لتحقيق النصر، إلا أنها تتطلب أن يكون المسلم متوكلًا على الله حسن التوكل، وهو المنهج الرباني لتحقيق النصر الذي وعد به "وكان حقًا علينا نصر المؤمنين"، لذا، علينا ألا نغفل الأسباب المادية من عدة وعتاد "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"، لكن بجانب هذه الأسباب يجب أن ننصر دين الله فينا، وأن نجعل حياتنا كلها لله سبحانه وتعالى، فإذا ما كان هذا كان النصر حليفًا لنا لا محالة. وبين فضيلة الدكتور نادي عبد الله أن هذا ليس كلامًا تنظيريًا، بل هو منهج إذا ما سرنا عليه كانت لنا الغلبة في كل شيء، وهو ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا يهزم جيش فيه القعقاع بن عمرو" بسبب قوة إيمانه وسلامة عقيدته، مشيرا إلى أن القلة المؤمنة يمكن أن تحقق النصر، بينما الكثرة وحدها لا تجلبه، وإنما سبب النصر الحقيقي هو التوفيق الإلهي، بقوة إيمانهم وحسن توكلهم عليه، وإلا لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن"، وهذا دليل على أن النصر من عند الله متى نصرنا الله فينا. كما أوضح فضيلة الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر، أن السلاح الحقيقي الذي يجب أن يتسلح به المسلمون هو الإيمان، وهو السلاح الذي كان سببًا في نصر المسلمين عبر تاريخهم الطويل. وما حدث لهم من مراحل ضعف وتراجع إنما كان نتيجة لاعتمادهم على الأسباب المادية فقط. وعلينا أن نراجع أنفسنا إذا كنا نريد أن نحقق النصر في كل شيء في حياتنا. يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.


صدى البلد
١٧-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- صدى البلد
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش المنهج النبوي في التعامل مع الفتن التي أثارها اليهود
عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "المنهج النبوي في التعامل مع إثارة الفتن والتحريض "فتح خيبر نموذجا" وذلك بحضور كل من؛ أ.د خالد عبد النبي عبد الرازق، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأ.د حبيب الله حسن أحمد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ويُدير الحوار الدكتور بهاء عبادة، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم. في بداية الملتقى أكد فضيلة الدكتور حبيب الله أن محاربة الفساد هي الهدف الأسمى للرسالات السماوية، لأن سعادة البشرية لن تتحقق في ظل وجود الفساد، لذلك نجد أن جميع الأنبياء، عليهم السلام، كانت دعوتهم تتكون من شقين أساسيين: أولهما الدعوة إلى الله، وثانيهما محاربة الفساد، وقد أبرز القرآن الكريم هذا المبدأ في خطاب الأنبياء لأقوامهم: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، وتأكيدًا على أهمية هذا المبدأ، كفل المولى سبحانه وتعالى الدار الآخرة للذين لا يريدون فسادًا في الأرض، كما جاء في قوله تعالى: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادًا"، موضحًا أن التحريض على الشر وإيقاع العداوة بين الناس، وإثارة أي نوع من الفتن صغيرًا كان أو كبيرًا يعد لونًا من ألوان الفساد في الأرض؛ لأنه عمل بالغ الخطورة يؤدي إلى إفساد الحياة بين الناس. وبين فضيلة الدكتور حبيب الله أن الفتنة لها درجات ومستويات مختلفة، ولكل منها علاجها المناسب، فإذا كانت الفتنة مجرد إثارة لأفكار أو آراء، فيجب أن تقابل بالرد والحجة، أما إذا تجاوزت ذلك، يصبح لا بد من مواجهتها بالقوة، وهو الضابط الذي وضعه الإسلام للتعامل مع الفتن، مستشهدًا بالآية الكريمة "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة" كدليل على ضرورة إخماد الفتنة، وذلك عندما كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، يتعرضون للفتنة من قبل اليهود، لذلك جاء القتال له هدف سام وهو إخماد فتنة، حيث مثل يهود خيبر خطرًا كبيرًا على المسلمين نتيجة التكتل اليهودي ضد المسلمين، مما جعلها معركة وجود، ومعركة تهدف إلى إخماد الفتنة، مضيفا أن غزوة خيبر نموذجًا في سماحة الإسلام وعظمته حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أهلها بالإسلام فور دخوله، وذلك كخطوة وقائية تهدف إلى تجنب إراقة الدماء، وهذا يعد ردًا على من يتهم الإسلام بأنه دين دموي. وأشار فضيلة الدكتور حبيب الله أن الصهاينة ما زالوا يمارسون الخديعة ذاتها التي اتبعها أسلافهم ضد المسلمين، حيث يحاولون تصدير خرافات على أنها حقائق، مثل ادعاء وجودهم الوهمي في أرض فلسطين، وهناك متآمرين دوليين يساعدونهم في ذلك، رغم أن اليهود لا يملكون حقًا دينيًا في فلسطين، لا في الحاضر ولا في الماضي، كما أن الدين لا يمكن أن يكون مبررًا للأعمال الوحشية التي يرتكبونها اليوم، والحقيقة أن الفكرة الصهيونية هي فكرة مشبوهة تهدف إلى انتزاع الحقوق من أصحابها الشرعيين، مخالفين بذلك جميع تعاليم الأديان، بما في ذلك الدين اليهودي نفسه، كما أنهم جرثومة قذف بها الغرب في بلادنا للتخلص من خطرها في بلادهم. من جانبه قال فضيلة الدكتور خالد عبد النبي: إن من يدرس أساليب اليهود في إثارة الفتن سيكتشف مكرًا شديدًا وحيلًا متعددة، ويستدل على ذلك بموقف أثار انزعاج السيدة عائشة، حيث عندما جاء رهط من اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: "السام عليك يا محمد" (أي الموت)، فما كان من السيدة عائشة رضى الله عنها، إلا أن ردت انتصارًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: "السام عليكم وغضب الله عليكم ولعنة الله عليكم"، وهنا، بين لها الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، لذلك، اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بالرد عليهم بقوله: "عليكم"، دون أن يزيد على ذلك بلفظ "السام" الذي قالوه، وذلك تجسيدًا للرفق واللين في التعامل. وأشار الدكتور فضيلة الدكتور خالد عبد النبي، أن هذا الموقف يفسر ما كان يكنه اليهود من الغضب والكره الشديد لسيدنا رسول الله، كما يفسر ما كان عليه سولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من رفق ولين في التعامل معهم، وهو ما كان يظهر من معاملاته معهم في البيع والشراء، وفي شتى ألوان الحياة، لهذا عقد صلى الله عليهم وسلم معاهدات تضمن تحقيق السلام بين المسلمين واليهود، وما نشب من قتل بين المسلمين واليهود، إنما كان بسبب نقض اليهود لتلك العهود، ونتيجة إثارة الفتن في المجتمع المسلم، ومن ينظر إلى تاريخ اليهود يجد أن مجتمعاتهم أسست دعائهما على إثارة الفتن بين الناس. كما أكد الإعلامي بهاء عبادة على الخطورة البالغة للفتن والشائعات على المجتمعات، لما تحدثه من فرقة داخل المجتمع وتفكيك لكيان الدولة، كما شدد على ضرورة التأكد من مصدر المعلومات بدقة، لأن إثارة الفتن من أول معاول هدم المجتمع، والناظر في تاريخ اليهود يجد أنهم اتقنوا هذا اللون من الفساد بمكر شديد، في محاولة خبيثة لهدم المجتمعات وتفكيكها. يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.


صدى البلد
٠٦-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- صدى البلد
وكيل كلية الدراسات الإسلامية: مصر لها نصيب من حب رسول الله ﷺ وآل بيته
عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان "سفراء الإسلام والهجرة المباركة" وذلك بحضور كل من؛ أ.د نادي عبد الله محمد، أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأ.د أسامة مهدي، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار الحوار الشيخ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر الشريف. في بداية الملتقى قال الدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة، إن النبي ﷺ كان خبيرا بأمور الناس، لذلك كان يوظف الشخص المناسب في المكان المناسب بحسب ما يتمتع به من إمكانيات وقدرات، والدليل على فهم الرسول ﷺ لقدرات وملكات كل واحد من صحابته الكرام، ما رواه أنس بن مالك رضى الله عنه: قال رسول الله ﷺ "أرحم أمتي أبو بكر أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبيّ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" وهذا هو المنهج القرآني كما حكاه على لسان سيدنا يوسف عليه السلام "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"، وهو منهج يعتمد على مبدأ الكفاءة والقدرة على أداء المهام الموكلة للشخص. وأوضح أستاذ الحديث أن الرسول ﷺ كان يختار للمهمة التي يريدها أو الموفد الذي يوفده إلى قوم من الأقوام، وفقا لقدرة الشخص على أداء المهمة المكلف بها، فعندما ننظر في اختيار سيدنا مصعب بن عمير ليكون سفيرًا للنبي ﷺ إلى المدينة، وليكون بذلك أول سفير في الإسلام، اختاره النبي ﷺ لأنه من أعلم الصحابة، وأكثرهم كياسة وقدرة على الصبر وسعة الصدر، بالإضافة إلى لباقته، وقدرته على الإقناع بسبب ذكائه الشديد، لهذا كان مصعب بن عمير سفيرا عظيما للإسلام وأسلم على يديه أقوام كثيرة في المدينة، وما يحكى من قصته في إسلام أسيد بن حضير خير برهان على أنه يستحق أن يكون سفيرا لرسول الله ﷺ ، فعندما التقى بأسيد بن خضير واستطاع أن يقنعه بالإسلام عندما جاءه أسيد وقال له ما جاء بكما إلينا؟ تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلا، إن كان لكما في أنفسكما حاجة. فقال له مصعب أو تجلس فتسمع. فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره. فقال أنصفت، ثم ركز حربته وجلس فكلمه مصعب بالإسلام وتلا عليه القرآن. قال فواللَّه لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقة وجهه، وتحول أسيد من زعامة الشرك إلى الزعامة في الإسلام بسبب صدق مصعب بن عمير وكفاءته في الحوار والإقناع. وأضاف أستاذ الحديث، أن من النماذج المبهرة من سفراء الإسلام سيدنا جعفر بن طالب، فكان على قدر من الدبلوماسية والبراعة في العرض، فاستطاع أن يعرض الإسلام بصورة لا يمكن لعاقل أن يرفضها فعندما قال للنجاشي ملك الحبشة " أيها الملك، إنا كنا قوما أهل جاهلية ; نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف"، لهذا كان يختار الرسول ﷺ لكل وجهة الرجل المناسب، وبهذا المنهج سبق الإسلام كل الحضارات بالتأكيد لمبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وبين أن السبب في نجاح الصحابة في مبلغ هذه المنزلة العظيمة في التاريخ الإسلامي، وفي أداء المهام التي كلفهم بها رسول الله ﷺ، أنهم لم يكن يشغلهم عن دين الله شاغلة، وكانوا لا يسعون إلى أي فائدة سوى نصرة الحق ونصرة رسوله ﷺ، لذلك أعطوا للإسلام كل شيء من مال وولد وحياة، ولم ينتظروا جزاء إلا رضوان الله سبحانه وتعالى، وكانوا على استعداد تام ليفدوا رسول ﷺ بكل شيء في الدنيا. من جانبه قال الدكتور نادي عبد الله أستاذ الحديث: إن الرسول الكريم ﷺ رغم مكانته العظيمة لكنه بدأ الدعوة إلى الله منفردًا، وكان يعرض أمره على القبائل لعله يجد فيهم العون لدين الله سبحانه وتعالى، ورغم حبه ﷺ الشديد لمكة، إلا أن الله سبحانه وتعالى اختار له مكانا آخر وهو المدينة، لما علمه الحق سبحانه وتعالى من شوق في قلوب أهلها إلى رسول ﷺ، لذلك أمره سبحانه وتعالى بالهجرة إلى المدينة، لأن فيهم العون والنصرة لدين الله سبحانه وتعالى، ولأن الفاصل هو الصدق والحب، لذلك أعز الله سبحانه وتعالى الإسلام بالحب والصدق، كما أن الرسول ﷺ دعا لأهل المدينة نظير حبهم لهم وصدقهم معه فقال ﷺ "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة" لما لمسه فيهم من حب وصدق في مؤازرته ونصرة دين الله سبحانه وتعالى. وأضاف وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية، أن سائر الكائنات تحب رسول الله ﷺ فلا يوجد بشر ولا حجر إلا ويحب رسول الله ﷺ. وتابع: لهذا قال الرسول ﷺ عن جبل أحد "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ" لذلك كان مكأفاة لأهل المدينة أن هاجر الرسول ﷺ إليهم لما علمه الحق سبحانه وتعالى من حبهم لرسوله الكريم ﷺ " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، لذلك لما سألأ رَجُلًا النبيَّ ﷺ مَتَى السَّاعَةُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ ﷺ: ما أعْدَدْتَ لَهَا قالَ: ما أعْدَدْتُ لَهَا مِن كَثِيرِ صَلَاةٍ ولَا صَوْمٍ ولَا صَدَقَةٍ، ولَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، قالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ، مبينا أن مصر لها نصيب كبير من حب رسول الله ﷺ ولآل بيته الكرام رضوان الله عليهم، لذلك أصبحت مصر موطنًا لهم. وشدد وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية، على ضرورة التمسك بالعبادة، وخاصة في هذه الأيام لأن الرسول الكريم ﷺ أخبرنا أن العبادة في وقت الفتن كهجرة إليه ﷺ "العبادة في وقت الهرج كهجرة إلي"، ومن الواجب علينا أن نهاجر بالروح بعيدا عن الشحناء والبغضاء، وأن نتخلص من كل أمراض النفس، وأن نقول عفى الله بقلوب صادقة . من جانبه قال الشيخ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر، لا يوجد في التاريخ بأكمله كصحابة رسول الله ﷺ في الصدق والمؤازرة التي قدموها له ﷺ في بداية دعوته حتى صارت ملء السمع والبصر بفضل الله تعالى، لذلك استحقوا ثقة الرسول ﷺ ليمثلوه في أقوامهم، فكانوا بحق خير سفراء للإسلام، وكان من أوائل هؤلاء الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضى الله عنه، سفير الرسول الكريم ﷺ إلى المدينة، وكان يتمتع برجاحة في العقل وهدوء في الطبع، فوفد عليه الناس ودخلوا في دين الله أفواجًا. يُذكر أن ملتقى التفسير يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف ملتقى السيرة إلى تسليط الضوء على المعاني الجليلة التي برزت في السيرة النبوية المشرفة.