أحدث الأخبار مع #الغزالى


بوابة ماسبيرو
منذ 8 ساعات
- منوعات
- بوابة ماسبيرو
عالم أزهري: خلق الصبر من أخلاق الرسول
ذكر دكتور السيد حسين عبد الباري من علماء الأزهر الشريف أن من الأخلاق النبوية العظيمة خلق الصبر وهو من أبرز الأخلاق التى عنى بها القرآن فى سوره المكية والمدنية على السواء، وهو أكثر الاخلاق تكرارًا فى القرٱن الكريم ذكره الإمام الغزالى في كتابه الماتع إحياء علوم الدين. وأوضح أسباب عناية القرآن بالصبر لأسباب دينية وخلفية فليس هو من الفضائل الكاملة أوالآداب الثانوية، بل الصبر ضرورة ليرقى الإنسان ويسعد فلا ينتصر دين ولا تنهض دنيا إلا بالصبر. وتابع حديثه ببرنامج (من كنوز المعرفة) بأن الآمال فى الدنيا لا تتحقق ولا يؤتى عمل ثمرته إلا بالصبر فمن صبر ظفر، فلقد عرف عشاق المجد أن الرفعة فى الدنيا كالفوز فى الآخرة لا تنال إلا بركوب متن المشقات، وبدون الصبر لا يتم عمل ولا يتحقق أمل وقديما قال الشاعر: لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أنتَ آكلُه لن تبلغَ المجد حتى تلعَق الصَّبِرا وأوضح أن المحن ضرورة لأهل الإيمان وذلك لجملة معانٍ نبه عليها القرآن ومنها : ١ـ تطهير أهل الإيمان وتنقية صفوفهم من المنافقين والذين فى قلوبهم مرض ٢ـ التمييز بين الأصيل والدخيل بالمحن والتمييز بين الذهب والزائف قال تعالى (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ من الطيب ٣ـ بالصبر تثقل معادن المؤمنين ويتربى الخلق على مراد الحق لا على الهوى النفسانى ٤ـ بالصبر يزداد رصيد المؤمن ويرفع رصيده عند الله ويضاعف الحسنات ويكفر الخطايا والسيئات حتى يسير العبد وما عليه خطيئة فى الحديث الصحيح ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ


بوابة الأهرام
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- بوابة الأهرام
بعد أبحاث 13 عاما.. الغزالى.. ابن «قنا» يطلق «أطلس الحرف اليدوية»
قبل خمسة أعوام، تابعت «الأهرام» جهود الباحث البيئى والتراثى أسامة الغزالى فى اقتفاء أثر الحرف اليدوية المصرية من أجل مشروعه الأكبر الذى بدأه عام 2012 لوضع «أطلس» جغرافى متكامل لمواقع تمركز هذه الحرف سواء زالت أو كانت على وشك الزوال أو تقاوم دون الاندثار. واليوم أطلق الغزالى النسخة الرقمية للأطلس المنتظر متيحًا الاطلاع عليه لكل مهتم. احتفت «الأهرام» بإنجازه قبل سؤاله عن نتائج بحث وجولات استمرت 13 عاما من أجل الحرف اليدوية، فيجيب الغزالى، ابن مدينة نقادة القناوية: «أنفقت هذه الأعوام فى جولات متأنية ومتكررة لمئات القرى المصرية، تخللتها لقاءات مطولة مع عدد كبير من حرفيى مصر. فأنتهيت بتصور متكامل للتوزيع الجغرافى للعديد من الحرف اليدوية الأصيلة، وثانيا، فزت بإنشاء قاعدة بيانات متنامية لحرفيين معروفين ومجهولين يجمعهم حب الحرفة». وبسؤاله عما ورد فى «الأطلس» من تقسيم الحرف إلى فئات رئيسية وفرعية، يوضح الغزالى: «هناك حرف رئيسية مثل النجارة، لكن تنبثق منه حرف فرعية شتى مثل خراطة الخشب وتطعيم الخشب بالنحاس أو العظم أو غير ذلك.كلها تفريعات تندرج تحت عنوان رئيسى هى حرف الخشب. هذه التفريعات تكشف ثراء وتفرع خريطة الحرف المصرية.. فهذا التاريخ الطويل نتج عنه تخصصات ومهارات بالغة الدقة ولا تقدر بثمن». ثم كان السؤال عن إدراجه «صناعة الطائرات الورقية» كحرفة ضمن «الأطلس»، فيؤكد الغزالى: «بالطبع صناعة الطائرة الورقية تعد حرفة، فالحرف ليست تجارية فقط، فهناك الحرف الثقافية والاجتماعية التى ترتبط بممارسات يومية لا يشترط أن تعود بالعائد المادى. فالطائرات الورقية لها أكثر من طريقة لصناعتها سواء بالعجين أو الورق أو غير ذلك. كما أن البعض، وتحديدا فى الموالد، يقومون ببيع الطائرات الورقية للصغار، وهنا ينطبق عليها شرط الحرفة التجارية». ويلاحظ ضمن تفريعات «الأطلس» الذى طال انتظاره، ما يسمى بـ «مكنز القصص» أو «مكنز أماكن مصر» و«مكنز خرائط التراث»، فيعلق الغزالى موضحا: «استلهمت هذا المسمى من العلامة والدكتور مصطفى جاد الذى قدم مجلدات «مكنز الفلكلور». فاللفظة تعنى مجمعا لعناصر بينها تشابه، وكأنها موضع وجامع لكنوز ذات قيمة، ولذلك جاءت تقسميات الأطلس تحمل هذا العنوان». ويوضح الغزالى أن رحلاته وعمله لم ينته، فهو يعمل على تطوير وزيادة الحرف المدرجة فى «الأطلس»، وكأن 13 عاما من الجولات والبحث لم تكف. ويضيف قائلا: «هذه الجولات حققت لى إنجازا آخر وهى التواصل مع حرفيى مصر حتى فى أبعد المحافظات الحدودية والنائية. ونجحت فى المشاركة فى تنظيم العديد من أهم وأكبر الفاعليات والمعارض التى جمعت هؤلاء الحرفيين. لكن هذه الجهود انتهت بدرس أساسى وهى أن الثراء الحرفى فى مصر يحتاج هيئة موحدة مثل مجلس يتسم عمله بالاستمرارية ويهتم بشئون وحقوق الحرفيين ويصون فنون حرفهم وإحياء ما اندثر منها. وأتمنى أن تشهد مصر قيام هذا المجلس قريبا ليوحد تحت مظلته جهات عديدة معنية. كما أتمنى أن تكون من مهام هذا المجلس إعادة الاعتبار اللائق للقب «حرفي» والتى ينظر لها الأغلبية بنظرة متدنية».


الدستور
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- الدستور
الإمام الطيب شيخ الأزهر: الحكيم هو مَن عرف الله حتى لو كان جاهلًا بالعلوم كلها
كشف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن أن الحكمة لها ١٥ معنى ودلالة، من بينها أنها تعنى القرآن أو السُنة أو النبوة، مشيرًا إلى أن الحكمة هى السُنة بمعنى جوامع الكلم، فالنبى قال: «أوتيت جوامع الكلم»، وجوامع الكلم تعنى الألفاظ القليلة التى تحتوى على معانٍ كثيرة جدًا، أى الحكمة، وقد تكون السنة المصدر الثانى للتشريع فى القرآن الكريم. وأضاف، خلال برنامج «الإمام الطيب» المذاع على قناة «أون»، و«الناس»، أن القرآن ذكر «يعلمهم الكتاب والحكمة»، فى أكثر من موقع، وتعليم الكتاب معروف، أما الحكمة التى تأتى مع القرآن فليس لها تفسير إلا أنها سنة رسول الله، والمتحقق من الحكمة يلتفت إلى المعانى الكلية، وإلى أن السنة مصدر يعادل القرآن فى التشريع. وأوضح أن الحكيم لا يتوقف كثيرًا عند الجزئيات، إنما ينشغل بكليات الأمور، ويهبه الله سبحانه وتعالى قدرة على أن يحشر معانى عديدة فى ألفاظ قليلة مفسرة، والنبى قال، وكأنه يشير لخصائص نبوته: «وأوتيت جوامع الكلم». وتابع أن الإمام الغزالى قال إن «من عرف الله كان كلامه مخالفًا لكلام الناس»، أى نادرًا ما تكون كلماته جزئية، بل كلية، ولا يتعرض لمصالح عاجلة إنما يتعرض لما ينفع فى العاتقة، وضرب أمثلة لجوامع الكلم الناشئة عن الحكمة مثل «رأس الحكمة مخافة الله»، و«الكيس من دان نفسه»، و«العاجز من أتبع نفسه هواها»، و«تمنى على الله الأمانى»، و«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، بينما نجد الناس تبحث عما لا يعنيها وتغفل عما بها. وأشار إلى أن كثيرًا من المفسرين رأى أن الحكمة هى العلم بالشرع والسُنة، لكن التفسير الأعم للحكمة أنها العلم بالله سبحانه وتعالى مع العمل بما يعمل، فقد يكون الإنسان أعلم العلماء لكنه قد يكون ضالًا مضلًا. وأضاف أن من عرف الله سبحانه هو الحكيم حتى لو كان جاهلًا بالعلوم كلها، ولا يلم بالثقافة العامة ولا الطب ولا الهندسة، وكثير ممن يقربهم الله حين يصطفيهم يعلمهم، وكما قال الغزالى «هو الحكيم حتى لو كان كليل اللسان قليل البيان». وأوضح أن حكمة الله من عدم إعفاء البشر من الابتلاءات أن يميز الخبيث من الطيب، مصداقًا لقوله تعالى: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون»، مؤكدًا أن من الحكمة أن يكون هناك ابتلاء واختبار ليثبت المؤمن وليزيغ الكافر.

مصرس
٠٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- مصرس
«التعقل» الأفضل في فهم الذات.. د. إبراهيم رضوان: كتاب «لا تحزن» يجمع بين الهدف والرسالة
القراءة هى مفتاح العقل والقلب، وهى أساس بناء الحضارات. فالأمم التى تقرأ تمسك بزمام التقدم، كما أن المعرفة قوة تُحرِّك الابتكار وتُواجه التحديات. ولذلك حث القرآن الكريم على النظر فى الكون، فكان العلم عبادة، والبحث فى الطبيعة سبيلًا لمعرفة الخالق. وحول أهمية القراءة فى حياة الانسان والمجتمعات كان لنا هذا الحوار مع الدكتور إبراهيم محمد رضوان أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر،الذى يؤكد أن القراءة أمر مهم وضرورى فى حياتنا، وقد أوصت بها الشريعة الإسلامية، حيث بدأ الوحى بأمر «اقرأ»، مؤكِّدًا أن القراءة مفتاح العقل والقلب، وهى أساس بناء الحضارات.اقرأ أيضًا | رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل ويشير إلى أن الحضارة الإسلامية ازدهرت عندما جعلت الكتاب رفيقًا، فأنشأت مكتبات كدار الحكمة فى بغداد، وترجمت علوم الأمم، وأضافت إليها كما برز علماء العرب فى كافة التخصصات : فى الطب (ابن سينا)، والرياضيات (الخوارزمى)، والفلك (البيرونى). كما حث القرآن الكريم على النظر فى الكون، فكان العلم عبادة، والبحث فى الطبيعة سبيلًا لمعرفة الخالق.بما تنصح الشباب والأجيال المقبلة فيما يتعلق بالقراءة وأهمية الحرص عليها وعلى الاستزادة من المعارف ؟أنصح الشباب بجعل القراءة عادة يومية، لا لتكديس المعلومات، بل لتنمية التفكير النقدى والرؤية الشاملة.أقول لهم : اختاروا كتبًا متنوعة: علوم طبيعية، فلسفة، أدب، وتاريخ. واستخدموا التكنولوجيا لتسهيل الوصول إلى الكتب ولكن انتبهوا لمصادرها. تذكروا أن طلب العلم من المهد إلى اللحد، فالعلم ليس حكرًا على سن معينة أو مجال محدد ، والإنسان المؤثر هو من يجمع بين العمق الدينى والوعى الكونى ، فعليك أن تتذكر أن كل كتاب تقرأه يضيف إلى رصيدك المعرفى ويسهم فى تطوير شخصيتك ، لأن القراءة تعزز مهاراتك اللغوية مما يجعلك أكثر قدرة على النجاح فى الحياة.حرص علماء المسلمين الأوائل على التبحر والكتابة فى مختلف مجالات العلم والمعرفة ولم يقتصرعلى العلوم الدينية فقط.. حدثنا عن ذلك ؟علماء المسلمين عباقرة متعددو التخصصات فلم يقتصر علماؤنا الأوائل على الفقه والحديث، بل غاصوا فى كل العلوم.ابن الهيثم أسس البصريات، والرازى قدم أبحاثًا فى الكيمياء، والفارابى كتب فى الموسيقى والسياسة.وهذا التنوع نتاج رؤية إسلامية ترى الكون كتابًا مفتوحًا، وفهمه عبادة.فالعلم الدينى كان دافعًا لاستكشاف السنن الكونية، مما أثَّر فى النهضة الأوروبية لاحقًا واسهمت فى نهضتها العلمية ومازالت مؤلفاتهم تدرس حتى اليوم .ينظر لعلماء الدين على أنهم يرأون فقط فى مجالات تخصصهم مارأيك فى ذلك ؟الصورة النمطية لعالم الدين كمحصور فى الفقه خاطئة، لأن التاريخ يذكرنا بأن الإمام الغزالى جمع بين التصوف والفلسفة، وابن رشد كان فقيهًا وفيلسوفًا.التخصص الدقيق اليوم ضرورة، لكن العالم الحقيقى يجب أن يمتلك رؤية شمولية، فالقضايا المعاصرة (كالأخلاق الطبية، أو الاقتصاد الإسلامي) تتطلب تكامل المعارف ، وعالم الدين الذى يوسع آفاقه ويثرى معرفته بعلوم أخرى يكون أكثر قدره على الإقناع والتواصل مع الآخرين .منهج علميماالكتاب الذى تنصح به القراء خارج مجال العلوم الشرعية والعربية ولماذا ؟أنصح بقراءة كتاب «التعقل» للمؤلف رونالد د. زيجل، بترجمة شعبان جاب الله رضوان، وهو كتاب فى علم النفس يسلط الضوء على أحد المجالات الواعدة فى علم النفس، وهو التعقّل. يهدف هذا المفهوم إلى تدريب الإنسان على الوعى الذاتى والتركيز على اللحظة الحاضرة، بدلاً من الانشغال الدائم بالماضى أو المستقبل.لا يقتصر التعقل على كونه فكرة فلسفية، بل هو منهج علمى ذو تطبيقات عملية وتقنيات مثبتة، تُستخدم لتحسين جودة الحياة وحتى فى علاج بعض الاضطرابات النفسية، وفقًا لعدد من الدراسات.هل تقرأ فى مجالات خارج المجالات التى قد يستغربها البعض على علماء الدين ؟- نعم، أقرأ فى الفنون والرياضة. فالفن يعكس جمال الخلق، والرياضة تُعلِّم الانضباط والتعاون.كل معرفة نافعة هى سبيل لخدمة الإنسان، وهى تجلى من تجليات الحكمة الإلهية ، وتساعد على الفهم الأعمق للنفس البشرية والمجتمع وتجعلك أكثر إبداعًا ومرونة فى التفكير فالقراءة ليست مجرد هواية ، بل هى ضرورة حياتية لكل فرد يسعى إلى التميز والتطور .«لا تحزن»هل هناك كتاب أثَّر فيك شخصيًا ولاتستطيع أن تنساه ؟هناك العديد من الكتب التى تركت أثرًا فى نفسى ولكن من أكثرها تأثيرًا كتاب «لا تحزن» لعائض القرنى ، وهو كتاب يجمع بين نبل الهدف والرسالة، وبين حسن الصياغة والأسلوب ، فهو يدعو إلى التوكل مع الأخذ بالأسباب، واليقين بأن الهموم مؤقتة.ويعد الكتاب من أكثر الكتب العربية انتشارًا فى مجال التنمية الذاتية والتوجيه الإسلامي.يركز الكتاب حول تقديم رسائل تحفيزية لمواجهة الهموم والضغوط الحياتية، مستندًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى اقتباسات من الأدب والحكم والتجارب الإنسانية.وهو يدعو إلى الرضا بقضاء الله وقدره، وإلى التوكل على الله والتسليم لحكمته، مع العمل على تحسين الحالة النفسية للإنسان ويشجع على النظرة الإيجابية للحياة، والابتعاد عن التشاؤم والقلق.والكتاب يستعرض قصصًا من التاريخ الإسلامى وحياة العلماء، لإبراز أهمية الصبر والثباتإنه كتاب قيم أثر فى بتذكيرى أن العلم النافع يقترن بالتوازن الروحي، وأن السعادة الحقيقية فى القرب من الله وخدمة خلقه.القراءة هى جهاد المعرفة، وهى سبيل الأمة للنهوض. كما قال الشاعر: «العلم يرفع بيتًا لا عماد له، والجهل يهدم بيت العز والشرف». فلنقرأ لنعبد الله على بصيرة، ولنعيد للأمة مجدها الحضاري.

مصرس
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- مصرس
عن العلم والطالب والأستاذ
«وينبغى أن لا تحكم على علم بالفساد؛ لوقوع الاختلاف بين أصحابه فيه، ولا بخطأ واحد أو آحاد فيه، ولا بمخالفتهم موجب العلم بالعمل» . أقوم منذ أعوام بدراسة بحثية عن أبى حامد الغزالى (1058-1111) بحكم تخصصى العلمى فى علم اللغة الاجتماعي. وفى دراستى أتطرق لعلاقة اللغة بالمجتمع عند علماء الصوفية وإلى استعمالهم الفريد للغة وإلى أهم أفكارهم. وجدتنى ونحن قد بدأنا الفصل الدراسى الثانى أتوقف عند نصائح الغزالى وكلامه عن العلم فى كتابه إحياء علوم الدين وكتابه ميزان العمل. وجدت أن الغزالى يتحدث كأنه يعيش معنا ويعرف مشاكلنا نحن كطلاب وأساتذة. فشعرت بأن هناك واجبا عليَّ لأشرح كلامه للقارئ من خلال مقالين ولو بتلخيص.وعن أهمية التعلم بشكل عام يتكلم الغزالى فيقول:«فإن الذى أنزل الداء أنزل الدواء وأرشد إلى استعماله وأعد الأسباب لتعاطيه. فلا يجوز التعرض للهلاك بإهماله».فالعقل هو النور الذى أعطاه الله للإنسان ليدرك به. وبالعقل جعله فى مرتبة مختلفة عن جميع المخلوقات.بالعقل يستعد الإنسان لإدراك الأشياء ودون إدراك كيف له أن يميز الخبيث من الطيب؟يوضح الغزالى أن العقل ينمو ويتطور مع الإنسان منذ ولادته إلى أن يصبح طفلا يميز بين بعض الأشياء وليس كلها. ثم يتم البلوغ فيدرك عواقب الأمور أكثر ويستطيع مثلا تحمل الصيام أو قمع رغباته. ويكتمل عقله فيدرك أشياء أكثر ولكن تثقله التجارب والقراءة فيزداد إدراكه.والناس تتفاوت فى قدرتها على الإدراك وقدرتها على قمع الشهوات أيضا.ولكن الغزالى يقول «وكذلك يكون العالم أقدر على ترك المعاصى من الجاهل لقوة علمه بضرر المعاصى وأعنى به العالم الحقيقى دون أرباب الطيالسة وأصحاب الهذيان».وعن العلم يتكلم الغزالى عن الطالب والأستاذ كأنه يعيش معنا فى عصرنا. كان هو طالبا وكان أستاذا فيعطى النصيحة للاثنين. وليتنا نطبق كلامه فى عصرنا هذا فى التعلم والتعليم.ما شروط تحصيل العلم؟للوصول إلى العلم شروط يجب تحصيلها. ربما شروط الغزالى تساعدنا فى حياتنا اليومية وفى القراءة وفى الفهم وفى التعامل مع المعلومة والنصيحة. هى شروط تنطبق على كل الأزمنة والأماكن. وتغربل كل النمطية والتقليد الذى يحيط بنا.شروط التعلم الصحيحةطهارة القلب:يشترط الغزالى فى تحصيل العلم صفاء القلب من الأخلاق الرديئة مثل الحسد والطمع والغضب والحقد وعدم الأمانة. ولكن يمكن لأحد أن يناقض هذا ويقول هناك علماء لا ضمير لهم فى وقتنا الحالى وناجحون ولهم أتباع فما قولك فى هذا؟ يجيب الغزالى إن هذا ممكن ويكون علمه ظاهرا فقط لا أصل له فى قلبه.لأن العلم يحتم عليك معرفة ما يفيدك لآخرتك ودنياك وسوء الأخلاق لا يفيدك لذا استشهد الغزالى بالحديث «ومن ازداد علما، ولم يزدد هدى، لم يزدد من الله إلا بعدا»الإخلاص:ليس مفاجأة أن تكون آخر وصية للغزالى لطلابه «عليكم بالإخلاص».وقد أخلص هو نفسه وعمل بما علم لذا نستطيع أن نفهم منه ونصدقه لأنه لم يخبرنا بأشياء عجز هو عنها. فلابد للعالم أن يركز فى علمه ولا ينشغل بتفاصيل تافهة حوله. يقول الغزالي: «وكلما توزعت الفكرة، قصرت عن درك الحقائق؛ ولهذا قيل: «العلم لا يعطيك بعضه، حتى تعطيه كلك».عدم التكبر :يستشهد الغزالى بقصة الخضر وموسى. فيحث طالبه على الصبر على المعرفة. لأن المعرفة لا تأتى مرة واحدة، ولكن بالتدريج. ولو كان الطالب متواضعا سهل عليه أن يمتص العلم من حوله.التدرج فى العلم:كما ننصح نحن طلابنا بأن يقرأوا بالتدريج ينصح الغزالى طالبه بهذا. فيطلب منه أولا أن يضع الأسس ثم يقرأ عن الاختلافات والفرق المتفرقة. التدرج فى العلم مهم فى كل العلوم. بل مستحب ممن حصل العلم بعد أن تأسس فيه أن يستمع إلى الاختلافات ويحاول فهمها وحلها.عدم تحقير أى علمهذا الشرط مهم جدا فى عصرنا الحالى وهو أن ندرك أن كل العلوم مهمة وكل العلوم مرتبطة بعضها ببعض. كما أن كل الأعمال مهمة ومرتبطة وكل العالم مرتبط. فلا نحقر علما لأننا لا نعرفه مثلا أو نظن أن تخصصنا أهم. فلا يحقر المهندس المعلم ولا يحقر المعلم الطبيب. فبالنسبة للغزالى كل علم يساعد على فهم العلم الآخر لذا هو يشجع الطالب على تحصيل أكثر من علم فى أكثر من تخصص. بل وينهى طالبه عن تحقير أو تسفيه أى علم. ويقول جملته الحقيقية المهمة وهى «الناس أعداء ما جهلوا».ويطلب منا الاطلاع على أكبر قدر من العلوم فيقول «فإن العلوم كلها متعاونة مترابطة بعضها ببعض، ويستفيد منه فى الحال، حتى لا يكون معاديا لذلك العلم بسبب جهله به؛ فإن الناس أعداء ما جهلوا، قال تعالى وَإِذ لَم يَهتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفكٌ قَدِيمٌ.غاية المتعلملابد للطالب أن يكون هدفه من العلم المعرفة والكمال والفضيلة، وليس المال والجاه والمنصب والمباهاة بين الأقران ومجادلة العلماء. وليستعمل علمه فى التقرب من الله. وليتذكر الطالب أن الله يرفعه بقدر نيته وعلمه فى الدنيا والآخرة. قال تعالى «يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُواْ العِلمَ دَرَجَات»«ومن قصد التقرب إلى الله بالعلوم، نفعه الله ورفعه لا محالة».كيف تحكم على علم؟ يضع لنا الغزالى منهجية بحث كأفضل علماء العالم:فبعد أن نهانا عن الحكم على علم ونحن لا نتقنه وبعد أن طلب منا أن نحصل أكثر من علم مثلا علم النحو والشعر والفقه معا أو الطب والحساب والبلاغة إلى آخره. بعد هذا يوضح لنا كيفية القراءة فيقول إنك ربما تبدأ فى تعلم علم فتجد فيه اختلافا. مثلا لو قرأت كتابا عن علم النفس فى عصرنا هذا فربما تجد أكثر من نظرية وتجد أن العلماء لا يتفقون على نتيجة واحدة. فهل هذا يعنى أن هذا العلم غير مجدٍ؟ لا بل لابد أن تدرك أن الاختلاف لا يقلل من شأن العلم وأن العلوم أنواع. يقول الغزالي:«وينبغى أن لا تحكم على علم بالفساد؛ لوقوع الاختلاف بين أصحابه فيه، ولا بخطأ واحد أو آحاد فيه، ولا بمخالفتهم موجب العلم بالعمل».البحث عن الحقيقةثم يوضح لنا الغزالى ربما أهم حقيقة عن العلم وهى أن كون كتاب أو عالم قد نطق مرة أو مرات بالخطأ فهذا لا يعنى أن كل كلامه خطأ وكونه نطق مرة بصواب فهذا لا يعنى أن كل كلامه صواب. وقد تكلم الغزالى عن هذا فى إطار كلامه عن الفلسفة والمعتزلة. فقال بوضوح إن كلامهم به الصحيح والخطأ. وأول شيء لابد لطالب العلم أن يفهمه هو أن واجبه البحث عن الصواب بين كل الكلمات ولا يتخذ موقفا معاديا لأحد من كلام قاله خطأ أو كتاب كتبه به خطأ. بل فى المنقذ من الضلال يوضح الغزالى أن الراسخين فى العلم يبحثون فى كل العلوم وأن بحثه فى الفلسفة له سبب لأنه يستطيع أن يفرز الصواب والخطأ. فلو مثلا كنت تكره أحد العلماء فهذا لا يعنى أن كل ما يقوله خطأ ولو كنت تكره علما فهذا أيضا لا يعنى أن كل ما فيه خطأ. فلابد أن تعرف «الشيء فى نفسه». يقول: «فلا كل علم يستقل به كل شخص». لأن الإنسان وارد أن يخطئ ولا يوجد إنسان استقل وأتقن أى علم اتقانا كاملا. ثم يعطينا أهم نصيحة التى رددها فى الكثير من كتبه عن على بن أبى طالب «لا تعرف الحق بالرجال. اعرف الحق تعرف أهله».والشهر القادم نتكلم عن نصائح الغزالى للمعلم .