أحدث الأخبار مع #الكومينتانغ


الجزيرة
منذ 7 أيام
- سياسة
- الجزيرة
اعتصار تايوان.. خطة بكين لإسقاط الجزيرة دون قتال
في أواخر شهور الثورة الصينية، ضربت قوات جيش التحرير الشعبي حصارا مستمرا على العاصمة بكين، التي كانت تسمى آنذاك بيبينغ، وبعد أسابيع من الحصار، وتحديدا في يناير/كانون الثاني عام 1949، سقطت بيبينغ (بكين) دون قتال، بعد استسلام القائد المحلي للمدينة. كان ذلك السقوط بمنزلة البداية لانفراط عقد قوات حزب الكومينتانغ الحاكم وسقوط المدن والقرى واحدة تلو الأخرى دون مقاومة تُذكر. وفي تحليل نشرته مؤخرا مجلة "الإيكونوميست"، أشارت إلى ما يُطلق عليه لدى الصينيين اليوم "نموذج بيبينغ"، وهو المصطلح الشائع بين كوادر الحزب لوصف ما يمكن أن تقوم به الصين مرة أخرى لإسقاط تايوان دون قتال، فيما يعتبرونه استكمالا للثورة وتصحيحا لمسار التاريخ من خلال القضاء على آخر جيوب الكومينتانغ، بعد فرار قواته إلى الجزيرة في ديسمبر/كانون الأول 1949 رفقة ما يقرب من مليونين من الجنود وأعضاء الحزب فيما يُطلق عليه "الانسحاب الكبير". وفي المقابل، يبدو أن الأميركيين خلال السنوات الأخيرة باتوا يتحوّطون بشدة لاحتمالات إقدام بكين على غزو تايوان عسكريا وإعلان ضمها إلى البر الرئيسي، ويحاولون إعادة ترتيب القدرات الإستراتيجية الأميركية وتركيزها في منطقة المحيطين الهندي والهادي، استعدادا لهذه اللحظة التي قد تمثل ذروة تحولات القوى في نظام ما بعد الحرب الباردة. وفي إطار ذلك، أعرب الأدميرال فيليب ديفيدسون، القائد المتقاعد للقوات العسكرية الأميركية المشتركة في منطقة الإندوباسيفيك، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ عام 2021، عن توقعه بأن الصين قد وضعت خطة زمنية للتوحيد مع تايوان من خلال غزو برمائي، خلال العقد القادم أو خلال السنوات الست المقبلة على الأرجح. وقد أصبح هذا التقييم، الذي أُطلق عليه اسم "نافذة ديفيدسون"، منذ ذلك الحين كأنه أحد الثوابت في التحليل الإستراتيجي الأميركي، وفي مقابلة صحفية مع شبكة "سي بي إس" الأميركية، بُثت في فبراير/شباط 2023، قال ويليام بيرنز ، مدير المخابرات المركزية الأميركية الأسبق: "نحن نعلم أن الرئيس شي وجّه قيادة الجيش الصيني لأن تكون مستعدة بحلول 2027 لغزو تايوان". ولكن باستقراء السلوك الصيني حول الجزيرة وداخلها، يبدو أن الغزو البرمائي ليس الخطة الوحيدة لدى بكين، وأن لديها بالفعل خطة بديلة لإخضاع تايبيه لسيادتها، دون اللجوء إلى الحرب كما حدث في بكين نفسها منذ أكثر من سبعة عقود، بما يعني أن نافذة ديفيدسون المتوقعة لغزو تايوان قد تحدث ولكن ليس بالصورة التي توقعها. هذه الخطة البديلة لن تكتفي بالحصار العسكري التقليدي الذي قد يُفسَّر طبقا للقانون الدولي بأنه إعلان حرب، مما يجر على بكين ردود فعل دولية أو أميركية قاسية. لكنها قد تتضمن، عوضا عن ذلك، نسج شبكة معقدة من الإجراءات الأمنية تحت عتبة الحرب للضغط على الجزيرة، مصحوبة بمزيج من التأثير السياسي والاقتصادي والإعلامي على تايوان، لإفقادها تدريجيا أية حماسة لمقاومة بكين أو الإيمان بمبررات الانفصال، ومن ثم يتكرر التاريخ وتسقط تايبيه دون قتال. فما أبعاد تلك الخطة البديلة؟ وكيف يمكننا قراءة ما قد يفكر فيه القادة الصينيون لسلوك طريق آخر لحسم وضع الجزيرة، دون الاصطدام بالولايات المتحدة ومنحها الذرائع لمواجهة بكين؟ "إن أسمى فنون الحرب هو إخضاع العدو دون قتال" المفكر الإستراتيجي الشهير الصيني صن تزو في كتابه "فن الحرب" الحرب إذن ليست اشتباكا دمويا طاحنا فحسب؛ وإنما هي معركة معقدة ومركبة تُستخدم فيها كل الأدوات، العسكرية أو السلمية أو كلتيهما، بهدف تغيير إرادة الخصم وإفقاده القدرة على الممانعة، بما يحقق في النهاية الأهداف السياسية والإستراتيجية للطرف المنتصر. وهذا النص المكتوب في القرن السادس قبل الميلاد والمنسوب إلى صن تزو يكشف أبعادا عميقة في العقلية الإستراتيجية الصينية التي عُرف عنها طيلة تاريخها القدرة الهائلة على ممارسة الصبر وبناء النجاحات بالتراكم ومن غير صخب. وخلال السنوات الماضية، ودون اللجوء إلى استعمال مظاهر القوة المفرطة، فرضت الصين تدريجيا الكثير من مظاهر السيادة على تايوان دون إعلان ذلك، وتعمدت في مناسبات مختلفة إجبار المتعاملين مع تايوان أحيانا على الإقرار ببعض مظاهر السيادة الصينية على الجزيرة والمضيق، من خلال ما يمكن تسميته بسياسات الإكراه متعددة المجالات. أصبحت المناورات العسكرية التي تتضمن إطلاق صواريخ في المياه القريبة من تايوان -في إطار تدريبي- معتادة بشكل متزايد، كما يتضح في مناورتَيْ "السيف المشترك" اللتين أُجريتا العام الماضي. وفي فبراير/شباط لهذا العام اتهمت تايوان الصين بتخريب كابل بحري في شمال تايوان. كما تضاعفت عمليات التوغل اليومية للطائرات المقاتلة الصينية أربع مرات تقريبا، من 380 طائرة في عام 2019 إلى أكثر من 1700 طائرة في عام 2023. هذه المناورات والتدريبات المتكررة التي يصعب في كل مرة تحديد النيات الفعلية لبكين من ورائها، ورغم أنها لا تؤدي إلى حصار عسكري فعلي للجزيرة، فإنها تمثل حربا نفسية قاسية على سكانها، وتذكّرهم دائما بالتكلفة الهائلة التي سوف تجرّها عليهم محاولات الانفصال. ولا تقتصر الإجراءات الصينية فقط على الجانب العسكري، فقد فرضت بكين، بحسب مجلة "ذا ديبلومات" الأميركية، قيودا على مواطنيها وطلابها المسافرين إلى تايوان منذ تولي الرئيسة التايوانية السابقة، تساي إنغ ون، منصبها في عام 2016، مما أضعف بشكل كبير قطاعَيْ السياحة والتعليم العالي في تايوان . وفي عامي 2021 و2022، أوقفت الصين استيراد المنتجات الزراعية التايوانية المهمة، مثل الأناناس والتفاح، التي تُعد من الصادرات الرئيسية لتايوان، وقد تسبب هذا الإجراء في تضييقات بالغة على القطاع الزراعي بالجزيرة. وفي المقابل، استخدمت الصين حوافز اقتصادية لاستقطاب حلفاء تايوان الدبلوماسيين من خلال تقديم حوافز اقتصادية، مما دفع دولا من الدول الصغرى وذات القيمة الإستراتيجية في المحيط الهادي، مثل نيكاراغوا وجزر سليمان، إلى قطع علاقاتها مع تايوان، وتعميق علاقاتها ببكين، على غرار الاتفاقية الأمنية بين جزر سليمان والصين في ربيع 2022. ومنذ عام 2016، تحوّلت 10 دول من حلفاء تايوان الدبلوماسيين إلى الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية، لينخفض عدد الدول المعترفة بتايوان خلال هذه المدة من 22 إلى 12 دولة فقط. وبخلاف الحوافز أو العقوبات الاقتصادية، تستغل بكين القواسم الثقافية المشتركة أداةً أخرى للتأثير على المواطنين في تايوان، لإرسال رسالة مفادها أن التوحيد ليس تهديدا وإنما فرصة. على سبيل المثال، في الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، أصدرت القيادة الشرقية لجيش التحرير الشعبي مقطعا مصورا للتهنئة بحلول رأس السنة الجديدة، تضمن أغنية عنوانها "الشعب الصيني"، صُمم المقطع بعناية ليناسب الجمهور التايواني، وتضمن مقاطع لطلاب صينيين يزورون تايبيه في مشاهد اجتماعية ودودة. وتُظهر استطلاعات للرأي أُجريت مطلع 2024 أن نسبة الذين يريدون الاستقلال داخل تايوان تنخفض منذ عام 2020، وأن أكثر من 80% من التايوانيين يريدون الحفاظ على "الوضع الراهن"، لكن نحو 20% فقط يعتقدون أن ذلك ممكن على المدى الطويل. وعند السؤال عما يتوقعونه بدلا مما يفضلونه، قال نحو 30% إن تايوان ستنتهي "بوحدة الصين القارية"، بزيادة 8% عن عام 2020، فيما يشير إلى أن الحرب النفسية الصينية باتت تؤتي أُكلها بصورة متزايدة. وأبعد من ذلك، فقد أُثيرت في تايبيه، مؤخرا، تقارير صحفية وأمنية تقول إن الصين كثّفت في السنوات الأخيرة محاولات تجنيد سياسيين محليين، أو مدنيين فاعلين، عبر تقديم إغراءات مالية أو فرص سفر وتدريب. هذا لا يعني أن هناك شبكة تجسس بالمعنى التقليدي، بل شبكة نفوذ ناعمة تعمل على تغيير توجه البلاد على المدى البعيد. وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، تضاعف عدد الملاحقات القضائية بتهمة التجسس في محاكم تايوان أربع مرات. ومنذ أن شن الرئيس التايواني، لاي تشينغ دي، حملة تعقب ضد التسلل الصيني في مارس/آذار الماضي، وُضع 5 أعضاء على الأقل من الحزب الحاكم (بمَن فيهم مساعد سابق له) قيد التحقيق بتهمة التجسس، و3 جنود من المكلفين بحراسة مكتب الرئيس اتهموا بتصوير وبيع المعلومات السرية للصين. فضلا عن ذلك، تتهم السلطات في تايبيه بكين باستخدام شبكات من الحسابات الوهمية والمزيفة على منصات التواصل الاجتماعي لنشر أخبار ومقاطع فيديو تُسهم في تغذية السردية القائلة إن حكومة "الحزب الديمقراطي التقدمي" أداة أميركية تُهدّد الاستقرار الاقتصادي والسياسي للجزيرة وتغامر بالمواجهة مع الصين من خلال تشجيع الانفصال، لخدمة أهداف جيوسياسية أميركية. وفي 2024 وحدها، رصدت السلطات التايوانية أكثر من 2.16 مليون قطعة من المعلومات وصفتها بأنها "مضلّلة" ومدعومة من الصين، بزيادة 60% عن العام السابق، عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى وتعزيز وصوله عبر خوارزميات المنصات الكبرى. وقبل ذلك، في يوليو/تموز 2019، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أشارت فيه إلى أن مجموعة "وانت وانت ميديا" (Want Want Media)، التي تمتلك شبكة واسعة من الصحف والقنوات التلفزيونية البارزة في تايوان، كانت تتلقى توجيهات تحريرية مباشرة من مكتب شؤون تايوان التابع للحكومة الصينية. ووفقا للتقرير، أسهمت تغطية الشبكة في التأثير على نتائج الانتخابات البلدية والانتخابات التمهيدية للرئاسة بصعود مرشحين يتبنّون خطاب الوحدة الصينية. أزمة سياسية في تايوان.. والصين في الخلفية شبكة التأثير المعقدة، والعمليات النفسية المركبة، التي تُحكمها الصين حول تايوان، ساهمت مؤخرا في إشعال انقسام سياسي حاد لا يزال يتعمق بما قد يُدخل الجزيرة في أزمة سياسية طويلة، حيث يحاول كلٌّ من الرئيس وقادة المجلس التشريعي تقويض صلاحيات بعضهم بعضا. يتبع الرئيس، لاي تشينغ دي، الحزب الديمقراطي التقدمي (DPP)، الذي يعارض بشدة مساعي إعادة توحيد الصين ويتبنى خطابا استقلاليا غير مسبوق في تاريخ حكام الجزيرة، ويرى أن تايوان بالفعل دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع، ويعمل على تعزيز الهوية التايوانية والانفصال التدريجي عن الصين. بينما يهيمن على المجلس التشريعي الحزب القومي (KMT) الذي لا يروج صراحة "للتوحيد مع الصين"، لكنه يدعم علاقات أقل توترا مع بكين، ويعارض التصعيد أو الاستفزاز، وغالبا ما يتهم قادته الحزب الديمقراطي التقدمي بأنه يجر البلاد إلى مواجهة مع الصين لا طائل منها. ومؤخرا أعلن حزب الرئيس، بحسب "فورين بوليسي"، دعمه لحملة جماهيرية لاستدعاء نواب الحزب القومي، متهما إياهم بالتآمر مع الصين لإضعاف تايوان. ويشيرون في ذلك تحديدا إلى زعيم الكتلة البرلمانية للحزب، فو كون تشي، الذي قاد العام الماضي وفدا إلى بكين للقاء وانغ هونينغ، الرجل الرابع في الحزب الشيوعي والمسؤول عن سياسة تايوان، وهناك تحدث الرجلان عن كونهم عائلة واحدة، وعن العمل معا لمنع استقلال تايوان. عند عودتهم، اعتمد النواب القوميون قانونا يوسّع صلاحيات البرلمان على حساب صلاحيات الرئيس. وعندما حُكم بعدم دستورية بعض بنوده، أصدروا قانونا آخر شلّ عمل المحكمة الدستورية. وفي يناير/كانون الثاني، أجروا تخفيضات شاملة في الميزانية، شملت الدفاع وخفر السواحل والأمن السيبراني. اتهم الرئيس لاي البرلمان بتقويض أمن تايوان لصالح الصين من خلال إجراءات خفض ميزانية الدفاع، وأن ذلك سيعطي لحلفاء تايوان انطباعا بعدم جديتها في الدفاع عن نفسها. في حين يقول مشرّعو الحزب القومي إن الرئيس هو مَن يرفع ميزانيات الدفاع لاستفزاز الصين والمقامرة بمستقبل الجزيرة. ولفهم مدى تأثير الصين في المعادلة تجدر ملاحظة هذه القصة: رئيس الكتلة التشريعية فو، نائب عن مقاطعة هوالين على الساحل الشرقي لتايوان التي تعتمد صناعاتها الرئيسية على الزراعة والسياحة، وكلتاهما تعتمد على الصين، وكانت قد تأثرت سابقا بقرار الصين في 2022 حظر استيراد البوميلو (وهو نوع من الحمضيات المهمة في تايوان)، ولكن بعد زيارة فو إلى بكين، رفعت بكين الحظر على استيراد البوميلو من هوالين، في حين لم يشمل رفع الحظر المناطق المؤيدة للحزب الديمقراطي التقدمي، مما رفع الأسهم الشعبية للزعيم القومي بصورة هائلة. تكتيكات المنطقة الرمادية.. البديل الآمن لبكين بحسب دراسة فريدة لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS)، فإنّ الاستعداد لخطر الغزو البرمائي لتايوان لا يُمثّل النقطة المحورية الصحيحة لجهود الولايات المتحدة لحماية الجزيرة. وتزعم الدراسة أن سياسة الصين الصبورة وطويلة الأمد تجاه تايوان، التي تُعامل التوحيد على أنه "حتمية تاريخية"، إلى جانب سجلّها المتواضع من العمل العسكري في الخارج، يُشيران إلى أن خطة بكين الأكثر ترجيحا ستكون ضمن إطار ما يُعرف بـ"عمليات المنطقة الرمادية"، وهي أنشطة قسرية في المجالين العسكري والاقتصادي لا ترقى إلى مستوى الحرب. وتُعرّف تكتيكات "المنطقة الرمادية" بأنها إجراءات تُعدّ أدنى مما يُمكن اعتباره في القانون الدولي أعمال حرب، حيث يُمكن لخفر السواحل الصيني، والقوات التابعة له، ومختلف وكالات الشرطة والسلامة البحرية (وهي كلها قوات مدنية) فرض حجر كامل أو جزئي على تايوان، مما قد يؤدي إلى قطع الوصول إلى موانئها ومنع وصول الإمدادات الحيوية، مثل الطاقة، إلى سكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليون نسمة، دون انخراط الجيش الصيني في العملية. وبحسب الدراسة أيضا، فإن هذا "الحجر" (Quqantine) يختلف قانونا عن "الحصار" (Blockade)، فالحجر عملية تقودها جهات إنفاذ القانون للسيطرة على حركة الملاحة البحرية أو الجوية داخل منطقة محددة، بينما الحصار ذو طبيعة عسكرية في المقام الأول. وفي الإطار نفسه، يمكن للصين أن تتخذ إجراءات أخرى لفرض السيادة عمليا على تايوان، مثل اشتراط تقديم إقرارات جمركية قبل أن تتمكن السفن من الرسو في الجزيرة. وبالنسبة للسفن التي لا تمتثل، قد يكون لآليات الإنفاذ تأثير حاسم عبر تعطيل جميع عمليات الشحن الخاصة بها. وتحتاج هذه الخطة إلى نطاق محدود من العمليات من جانب الصين، على سبيل المثال، قد تستهدف الصين فقط ميناء كاوهسيونغ، أكثر موانئ الجزيرة ازدحاما، والمسؤول عن 57% من واردات تايوان البحرية ومعظم وارداتها من الطاقة. ثمن الحرب رغم تزايد الخلل في ميزان القوة العسكرية بين الصين وتايوان بصورة هائلة لصالح بكين، فإن الصين تدرك أيضا أن غزو تايوان عسكريا واحتلالها سيظل صعبا للغاية لعقود قادمة، حتى لو بقيت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الحياد. لا يهم عدد القوات والأسلحة والإمدادات التي يستطيع جيش التحرير الشعبي حشدها على شواطئ الجزيرة عبر مضيق تايوان. ولكن لغزو الجزيرة، وبحسب "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، ستحتاج الصين إلى الجزء الأكبر من قواتها للصعود إلى قوارب والقيام برحلة مدتها ثماني ساعات في مواجهة القوة النارية التايوانية القادمة من مواقع برية محصنة جيدا ومزودة بإمدادات جيدة. لدى تايوان نحو 130 ألف جندي مُسلّح بطرق متطورة (بالإضافة إلى 1.5 مليون جندي احتياطي) وآلاف المركبات القتالية المدرعة وقطع المدفعية ذاتية الدفع المُموّهة. لا يصلح سوى 10% من ساحل تايوان للإنزال البرمائي، وحتى لو فُوجِئَت تايوان، فقد تحشد قواتها في مناطق الإنزال، وتُلحق بالصينيين خسائر فادحة. علاوة على ذلك، لا يمتلك جيش التحرير الشعبي الصيني أي تجارب سابقة في العمليات البرمائية في بيئة قتالية حديثة. وتتطلب الحرب البرمائية -بطبيعتها- تنسيقا مُعقّدا للغاية بين القوات الجوية والبرية والبحرية، هذا فضلا عن المتاعب التي سوف ينطوي عليها احتلال الجزيرة لاحقا. لا تعني هذه التحديات أن الصين لا تستطيع السيطرة على الجزيرة عسكريا إذا أرادت، ولكن تعني أن الأمر لن يكون نزهة عابرة في كل الأحوال. مما يرجح، أو على الأقل يضع في الاحتمال، أن الصين بطبيعتها الصبورة، التي يُذكر بها بناء سور الصين المهول، قد تستمر في نسج الخيوط حول تايوان حتى تسقط في صمت ودون قتال.


العربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العربية
هكذا جرت آخر انتخابات بالصين قبل الإنقسام عام 1949
عقب هزيمتهم بالحرب الأهلية الصينية وإعلان قيام جمهورية الصين الشعبية على بر الصين الرئيسي سنة 1949، اتجهت الحكومة الصينية والقوات القومية الصينية للإنسحاب نحو جزيرة تايوان. وعلى إثر ذلك، شهدت المنطقة، في خضم الحرب الباردة، حالة توتر مستمرة بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان التي تلقت دعما أميركيا هاما خلال العقود الأولى. وقبيل حسم الحرب الأهلية لصالح الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ، شهدت الصين خلال العام 1948 انتخابات بهدف تحديد رئيس ونائب رئيس للبلاد. وفي الأثناء، فشلت هذه الانتخابات في توحيد الصف الصيني الذي واجه الإنقسام والعودة للحرب الأهلية بين القوميين والشيوعيين تزامنا مع نهاية الحرب العالمية الثانية. خلاف شيوعي قومي عقب الحملة الشمالية ما بين عامي 1926 و1928، سيطرت الحكومة القومية بقيادة الكومينتانغ (Kuomintang) على معظم أراضي الصين. وعلى إثر ذلك، باشر القوميون بصياغة دستور للبلاد بهدف نقل البلاد نحو مرحلة جمهورية دستورية بناء على التوجهات السياسية للفيلسوف ومؤسس الحزب القومي الصيني سن يات سين (Sun Yat-sen). مع اندلاع الحرب الصينية اليابانية الثانية عام 1937، اتجه القوميون الصينيون لإقامة علاقات دبلوماسية وثيقة مع الأميركيين. وبناء على ذلك، حصل القوميون على دعم مالي وعسكري هام لمواجهة اليابانيين. وفي خضم هذه الأحداث، عين جورج مارشال (George Marshall) سفيرا أميركيا بالصين. وبالتزامن مع ذلك، توسط الأخير بشكل فاعل للم شمل الصينيين وإنهاء الحرب الأهلية بين القوميين والشيوعيين بهدف التركيز على مواجهة الغزو الياباني. وفي خضم المفاوضات بين الطرفين، قبل القوميون والشيوعيون بمبدأ الإنتقال الديمقراطي للسلطة بالبلاد وتوحيد الجيش. بالتزامن مع ذلك، واصل القوميون عملية صياغة دستور للصين. وفي الأثناء، لقيت هذه الخطوة رفضا من الشيوعيين الذين قاطعوا الدستور الجديد. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، استأنفت العمليات القتالية مجددا بين الشيوعيين والقوميين. أول انتخابات قبل الإنقسام في خضم هذه الظروف، شهدت الصين يوم 20 أبريل(نيسان) 1948 انتخابات رئاسية فريدة من نوعها حيث مثلت أول انتخابات في ضل الدستور الجديد وآخر انتخابات قبل رحيل الحكومة القومية نحو تايوان. أجريت الانتخابات من قبل المجلس الوطني بمقره بنانجينغ (Nanjing) الذي شهد خلال نفس العام انتخاب 2961 مندوبا. إلى ذلك، بلغ عدد المندوبين الذين حضروا الجلسة الأولى لإختيار الرئيس 2853 مندوبا فقط. وحسب ما نصت عليه اللوائح الانتخابية، استوجب على الرئيس الجديد للصين الحصول على ما يزيد عن 50 بالمائة من أصوات المندوبين للفوز بالرئاسة. ومن ضمن 2699 مندوبا ممن اعتمدت أصواتهم بالتصويت، حصل القومي تشانغ كاي تشيك (Chiang Kai-shek) على 2430 صوت أي ما يعادل نسبة 90.03 بالمائة من الأصوات. وفي المقابل، حصل منافسه، القومي أيضا، جو جينغ (Ju Zheng) على 269 صوتا أي ما يعادل 9.97 بالمائة من الأصوات. وعلى إثر ذلك، أصبح تشانغ كاي تشيك رئيسا للبلاد عقب هذه الانتخابات. وفي الأثناء، فقد الأخير السيطرة على القسم الأكبر من البلاد سنة 1949 واضطر للتراجع نحو تايوان التي انحصرت سلطته عليها فقط.


العربي الجديد
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العربي الجديد
تظاهرات تايوان تعزز الانقسامات... الصين المستفيد الأكبر
عاشت جزيرة تايوان في 26 إبريل/نيسان الماضي على وقع توترات نتيجة الخلافات السياسية بين الحزب الحاكم وائتلاف المعارضة، حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة تايبيه في جزء من تظاهرة دعت إليها المعارضة ضد الرئيس التايواني وليام لاي تشينغ تي . وقال منظمو التظاهرة من حزب الكومينتانغ يومها إن أكثر من 200 ألف مناصر حضروا الفعالية. وتجمع المتظاهرون أمام مبنى المكتب الرئاسي في تايبيه في 26 إبريل الماضي حاملين أعلام جمهورية الصين ولافتات تندد بحكم لاي. وفي كلمته أمام الحشد، اتهم رئيس الحزب إريك تشو لي لوان الرئيس لاي بأنه ديكتاتور يحاول القضاء على أحزاب المعارضة. واعتبرت التظاهرة أحدث حلقة في حملة لسحب الثقة من المشرعين اعتراضاً على سياسات الحكومة. ودشنت تلك التظاهرة موجة من التظاهرات، التي انخفضت وتيرتها بفعل اعتقالات عدة قامت بها السلطات التايوانية، ضد حكم لاي المؤيد بشدة استقلال الجزيرة عن الصين. لو وانغ: حزب الرئيس يأخذ تايوان إلى الهاوية حملة الكومينتانغ في تايوان وأطلق حزب المعارضة الرئيسي في تايوان، الكومينتانغ، حملة لإقالة زعيم تايوان وليام لاي تشينغ تي، فيما وصفها مراقبون بأنها محاولة يائسة لعكس أزمته المتفاقمة وسط حملة استدعاء واسعة النطاق تستهدف نوابه. وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، شهد حزب الكومينتانغ المؤيد لبكين تزايداً في عرائض سحب الثقة التي قادها مؤيدو لاي. في الوقت نفسه، أُلقي القبض على عشرات المسؤولين المحليين في الحزب بتهمة تزوير وثائق في إطار مساعي سحب الثقة المضادة ضد نواب الحزب الديمقراطي التقدمي. وقام ممثلو الادعاء أيضاً بمداهمة مقار الفروع المحلية للحزب القومي الصيني (الكومينتانغ) في جميع أنحاء الجزيرة، من تايبيه ونيو تايبيه إلى كيلونغ وييلان وتايتشونغ وتاينان، وصادروا مجموعة من الوثائق التي يمكن استخدامها في إجراءات قانونية مستقبلية. وواجه المشرعون من الحزب القومي الصيني وحزب الشعب التايواني، اللذين حصلا معاً على أغلبية تشريعية ضيقة، انتقادات متزايدة من الجماعات المدنية المتمركزة في تايوان بسبب عرقلة إدارة لاي. واتهم فريق لاي ائتلاف المعارضة مراراً وتكراراً باستغلال الأدوات التشريعية لخفض ميزانيات الحكومة وتوسيع صلاحيات البرلمان. وقد أثارت هذه الخطوات استنكاراً محلياً، كما أثارت قلق الولايات المتحدة وحلفائها الذين وصفوا هذه الأساليب بأنها غير معقولة ومُزعزعة للاستقرار. ومع تزايد الضغوط على المعارضة، أثيرت أيضاً تساؤلات عما إذا كانت تايوان لا تزال تمتلك معارضة فاعلة قادرة على محاسبة السلطة التنفيذية، وإن كان حزب الكومينتانغ المعارض يستطيع الحفاظ على مكانته في ظل محاولته إطاحة زعيم الجزيرة ويليام لاي، وإن كانت فرص نجاحها ضئيلة. تقارير دولية التحديثات الحية سكان تايوان لا يشعرون بالأمان... خوف من غزو الصين ولا ثقة بأميركا ويحتل حزب الكومينتانغ 52 مقعداً من أصل 113 مقعداً في المجلس التشريعي. وتشكل المعارضة، إلى جانب حزب الشعب التايواني الأصغر حجماً الذي يمتلك ثمانية مقاعد واثنين من المشرعين المستقلين، أغلبية هشة ولكنها فعالة في المجلس التشريعي. وقد اتهم الحزب لاي تشينغ تي باستخدام النظام القضائي لاضطهاد أعضاء الحزب وملاحقتهم، في حين حث لاي تشينغ تي الحزب على عدم تسييس القضية في النظام القضائي. في السياق، قال لو وانغ، وهو طالب في جامعة صن يات سن بتايوان شارك في تظاهرات 26 إبريل الماضي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الحزب الديمقراطي التقدمي بقيادة لاي تشينغ تي يأخذ الجزيرة إلى الهاوية، سواء في ما يتعلق بالاعتماد والرهان على قوى خارجية في مسألة الاستقلال وتقديم تنازلات لإرضاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال شراء الأسلحة الأميركية وزيادة موازنة الدفاع على حساب رفاهية الشعب التايواني، أو في ما يتصل بتقويض الديمقراطية في الجزيرة من خلال ملاحقة النشطاء ورموز المعارضة لإضعاف الائتلاف والتأثير على سلطته التشريعية. ولفت لو وانغ إلى أن وليام لاي تشينغ تي يضع مصلحة الحزب الديمقراطي التقدمي فوق المصالح المستقبلية لتايوان، وفوق رفاهية 23 مليون شخص في الجزيرة، من بينهم معارضون لفكرة الاستقلال ولديهم الرغبة في التعايش مع البر الرئيسي الصيني. كما أن الاعتماد على الولايات المتحدة في السعي إلى الاستقلال والتطلع إلى قطع العلاقات بين تايبيه وبكين يأخذان البلاد في مغامرة نحو طريق مسدود وخطير. وأشار لو وانغ إلى أنه منذ أن تولى لاي منصبه العام الماضي، عمل على تعزيز الانقسامات، الأمر الذي انعكس على حياة الناس، مشدّداً على أن الديمقراطية تتعلق بالشعب، وليس بالحزب الديمقراطي التقدمي. واعتبر أن الرئيس التايواني يريد القضاء على كل من يعارضه من أجل تحقيق مصالحة وتطلعات حزبه على حساب البقية. دا مينغ: ائتلاف المعارضة يسعى إلى زعزعة استقرار تايوان ائتلاف المعارضة تجاوز الحدود في المقابل، رأى دا مينغ، الباحث في مركز يون لين (تايوان) للأبحاث والدراسات، في حديث مع "العربي الجديد"، أن ائتلاف المعارضة تجاوز الحدود ويسعى إلى زعزعة استقرار الجزيرة من خلال الدعوة إلى تظاهرات حاشدة ضد الرئيس. ولفت إلى أن الائتلاف سعى على مدار الأشهر الماضية إلى إدخال تعديلات تتعلق بالسلطات البرلمانية لتوسيع سلطاته وتقييد سلطات الرئيس، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من الفوضى تحت قبة البرلمان. وأشار دا مينغ إلى أنه ليس صدفة أن يتزامن الحراك من قبل الائتلاف مع تكثيف وحدات الجيش الصيني مناوراتها العسكرية في محيط الجزيرة. ورأى أنه من المؤسف أنه في هذا الوقت الحساس الذي يجب أن نتكاتف فيه من أجل التصدي للتهديدات القادمة من بكين، نجد أنفسنا غارقين في حالة من الفوضى وفقدان البوصلة، لذلك، لاقت هذه الخطوات التصعيدية من قبل حزب الكومينتانغ استياء شديداً من جانب الحزب الديمقراطي التقدمي وأنصاره ومؤيدي الاستقلال في الجزيرة. هذا وكانت وسائل إعلام صينية قد سلطت الضوء، أمس الأحد، على الاضطرابات التي تشهدها تايوان، وأرجعت ذلك إلى ما وصفته بـ"سياسات لاي تشينغ الاستفزازية". ورأت أنه من أجل الحصول على دعم الولايات المتحدة، لم تدخر سلطات الحزب التقدمي الديمقراطي أي جهد في شراء الأسلحة الأميركية القديمة، وقد أدى ذلك إلى تعطيل التجارة عبر المضيق، فضلاً عن الاستسلام للرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة، ما تسبب في صعوبات خطيرة للمزارعين والعمال والشركات الصغيرة في الجزيرة. وقد أدى الضغط الاقتصادي الهائل الناتج عن ذلك، إلى جانب ركود الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة، إلى دفع الناس إلى الشارع، على حد وصفها. وأعرب الباحث الزميل في جامعة آسيا (تايوان) جو فانغ عن أن بكين قد تكون المستفيد الأكبر من الاضطرابات التي تشهدها الجزيرة، لأنها تراهن على أن استمرار الاحتجاجات الشعبية التي يقودها حزب الكومينتانغ يمكن أن تؤثر تدريجياً على سلطة لاي تشينغ تي، وتقلل من حظوظه في الاستمرار في الحكم على الأقل لولاية ثانية، إن لم يسقط قبل الاستحقاق الانتخابي. وأضاف أن الصين ستبذل كل ما في استطاعتها من أجل ألا يستمر لاي في السلطة على غرار الرئيسة السابقة تساي إنغ ون المؤيدة للاستقلال، والتي استمرت على رأس السلطة فترتين متتاليتين (2016-2024) مرّت فيها العلاقات بين بكين وتايبيه بأسوأ فتراتها. أخبار التحديثات الحية تايوان تحتج على بيان يؤكد تبعيتها للأراضي الصينية


عكاظ
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- عكاظ
وفاة معمرة صينية انتظرت عودة زوجها 8 عقود
رحلت المعمرة الصينية «دو هوتشن» عن عمر يناهز 103 أعوام، في منزلها المتواضع بمقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين، تاركة خلفها قصة وفاء استثنائية امتدت لأكثر من ثمانية عقود، إذ قضت حياتها تنتظر عودة زوجها «هوانغ جونفو» الذي غادر للعمل في الخارج بعد زواجهما عام 1940 ولم يعد أبدًا تاركًا إياها مع ابنهما الوحيد وذكريات رسائل انقطعت آخرها عام 1952. تزوجت «دو هوتشن» التي كانت تكبر زوجها بثلاث سنوات، من هوانغ جونفو في عام 1940، وبعد أشهر قليلة من زواجهما، انضم هوانغ إلى جيش الكومينتانغ وغادر للمشاركة في معارك عبر البلاد، في عام 1943، تمكنت «دو» من الانضمام إليه لفترة وجيزة أثناء خدمته العسكرية، لكنها عادت إلى مسقط رأسها حاملة بابنهما، هوانغ فاشانغ، الذي وُلد في يناير 1944، حتى عاد «هوانغ» لفترة قصيرة لحضور جنازة والدته، لكنه غادر مرة أخرى للانضمام إلى الجيش، ومنذ ذلك الحين لم تره دو مجددًا، وفق ما نقلته صحيفة «South china morning post». ظلت «دو هوتشن» متمسكة بأمل عودة زوجها، رافضة عروض الزواج الأخرى، متمسكة بوعده الأخير في رسالته المؤرخة 15 يناير 1952، حيث كتب لها: «سأعود يومًا ما، اجعلي تعليم فاشانغ أولوية مهما كانت الظروف صعبة» حتى عملت «دو» بجد في الزراعة وصناعة الأحذية القشية لتأمين حياة كريمة لابنها، الذي أصبح لاحقا مدرسا في المدرسة الإعدادية قبل وفاته في 2022. أخبار ذات صلة وفقًا لعائلتها، توفيت «دو هوتشن» وهي تمسك بغطاء وسادة قديم استخدمته يوم زفافها عام 1940، كأنها تحتفظ بآخر ذكرى ملموسة من زوجها، ولم يُحدد سبب الوفاة في بيان العائلة، لكنهم أشاروا إلى أنها رحلت «بسلام» كما لو أنها شعرت أخيرا بلقاء زوجها في عالم آخر «كانت دائمًا متفائلة، تقول إنه سيأتي يومًا ما، واستمرت في الانتظار حتى آخر لحظة» وفق ما قالته حفيدتها هوانغ ليينغ. أثارت قصة «دو هوتشن» إعجاب وتأثر الكثيرين في الصين وخارجها، حيث رأى البعض فيها رمزا للوفاء والصبر في عصر تتغير فيه القيم بسرعة، وعاشت دو حياة بسيطة في قريتها الريفية، محاطة بالجبال والهواء النقي، بعيدًا عن صخب المدن، لكنها لم تتخلَ عن بيتها القديم الذي شهد بداية حياتها الزوجية وكان شاهدًا على سنوات انتظارها الطويلة.


26 سبتمبر نيت
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- 26 سبتمبر نيت
الجيش الصيني: عبور فرقاطة كندية مضيق تايوان "انتهاك للسلام"
أعتبر الجيش الصيني، مرور الفرقاطة الكندية HMCS Ottawa عبر مضيق تايوان يقوض السلام والاستقرار في المنطقة. أعتبر الجيش الصيني، مرور الفرقاطة الكندية HMCS Ottawa عبر مضيق تايوان يقوض السلام والاستقرار في المنطقة. جاء ذلك وفقا لبيان نشره الحساب الرسمي لقيادة عمليات المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني على تطبيق "وي تشات" اليوم الاثنين. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات في المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني لي شي "إن تصريحات الجانب الكندي تشوه المبادئ القانونية وهي مضللة وأفعاله تخلق عمدا الفوضى والاضطرابات وتقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان". واضاف أن "قوات منطقة العمليات في حالة تأهب قتالي مستمر وتقاوم بكل حزم كافة التهديدات والاستفزازات". وكان الوضع حول تايوان قد أصبح أكثر توترا بشكل كبير بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، أوائل أغسطس 2022، وأدانتها الصين التي تعتبر الجزيرة إحدى مقاطعاتها، واعتبرت تلك الزيارة دعما أمريكيا للانفصالية التايوانية. وقد انقطعت العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية الصينية وتايوان عام 1949 بعد انتقال قوات الكومينتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيك، التي هزمت في حرب أهلية مع الحزب الشيوعي الصيني إلى تايوان. وقد استؤنفت الاتصالات التجارية وغير الرسمية بين الجزيرة والبر الرئيسي للصين في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين. ومنذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، كان الطرفان على اتصال من خلال المنظمات غير الحكومية مثل جمعية "بكين لتنمية العلاقات عبر مضيق تايوان" ومؤسسة "التبادل عبر المضيق" في تايبيه.