أحدث الأخبار مع #المركزالأميركيللسيطرةعلىالأمراض


البلاد البحرينية
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- البلاد البحرينية
من حلم التسمير إلى عيادات الأورام.. الوجــــه القاتـــم لـ 'التــان'
لم تعد رغبة الحصول على لون برونزي مثالي مجرد موضة موسمية، بل تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى هوس اجتماعي يلهث خلفه شباب وفتيات من مختلف الأعمار، دون إدراك للعواقب الطبية والنفسية التي قد تترتب على ذلك. وبينما تنتشر ثقافة 'التان' صيفًا على الشواطئ أو في أجهزة التسمير الصناعية، تظهر أصوات طبية متزايدة تحذّر من أن هذا السلوك الجمالي قد يكون بوابة لأمراض خطيرة، في مقدمتها سرطان الجلد. تسمير محفوف بالمخاطر يرى أطباء جلد في مؤسسات صحية عالمية، أن التعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB)، سواء من الشمس أو أجهزة التسمير، يُعد خطرًا صحيًا جديًا يهدد الجلد على المدى القصير والبعيد. ووفقًا لتقارير الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AAD)، فإن هذا التعرض يؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا الجلد (DNA damage)، ويضعف المناعة الموضعية، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد بجميع أنواعه، بما في ذلك سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، والميلانوما الخبيثة، الذي يُعد أخطرها وقد يكون مميتًا إن لم يُكتشف مبكرًا. وتُشير منظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى أن ما يصل إلى 75 % من حالات الميلانوما مرتبطة بالتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، مشددة على أن الشيخوخة المبكرة للجلد، مثل البقع الداكنة والتجاعيد، ترتبط أيضًا بهذا التعرض المتكرر، حتى دون حدوث حروق ظاهرية. أما إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فتؤكد أن استخدام أجهزة التسمير ليس آمنًا إطلاقًا، إذ يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة تصل إلى 59 %، كما تُحذّر من البدء باستخدامها في سن مبكرة؛ نظرًا لارتباطها بحالات متزايدة من الميلانوما بين الشباب. أرقام تكشف عن الخطر تشير إحصائية صادرة عن جمعية السرطان الأميركية، إلى أن ما يقارب 5.4 مليون حالة من سرطانات الجلد غير الميلانومية شُخّصت في الولايات المتحدة وحدها، منها نسبة كبيرة ناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس أو أجهزة التسمير. كما أفاد المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض (CDC)، بأن استخدام أجهزة التسمير يرفع خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 59 %، وتزداد النسبة مع ازدياد الاستخدام. أنواع الحروق والتصبغات وتشرح استشارية الأمراض الجلدية د. مريم الناجم، أن حروق الشمس الناتجة عن 'التان' تتراوح بين احمرار بسيط في الجلد، وصولًا إلى حروق من الدرجة الثانية تصاحبها فقاعات والتهاب شديد، أما التصبغات، فقد تكون مباشرة مثل النمش والبقع الشمسية، أو غير مباشرة كزيادة في تصبغات آثار حب الشباب والندوب. وتشير إلى أن هناك حالات كثيرة وصلت إلى العيادات وهي تعاني بقعا مستعصية أو ندوبا مزمنة جراء التعرض المفرط لأشعة الشمس أو استخدام أجهزة التسمير، مؤكدة أن الفتيات أكثر عرضة لهذه المشكلات نتيجة البشرة الحساسة واستخدام المستحضرات بشكل غير مدروس. قصص من الواقع.. من التسمير إلى الندم في أستراليا، تحوّلت تجربة الشابة كلير أوليفر (Clare Oliver) إلى حملة وطنية بعدما توفيت بسرطان الجلد في عمر 26 عامًا، إثر استخدامها المكثف لأجهزة التسمير. وقبل وفاتها بأيام، أطلقت حملة توعية بعنوان 'لا مزيد من أجهزة التان'؛ ما دفع إلى منع استخدام أجهزة التسمير التجارية بولايات عدة في أستراليا، بعد أن تسببت في حالات إصابة متعددة بسرطان الجلد لدى شباب لم يتجاوزوا الثلاثين. وأظهرت تقارير الصحة الأسترالية أن أجهزة التسمير تسببت في أكثر من 200 حالة إصابة بسرطان الميلانوما في عام واحد فقط. الحرارة الخليجية وتفاقم الخطر في منطقة الخليج، حيث ترتفع درجات الحرارة لتتجاوز أكثر من 45 درجة مئوية صيفًا، يصبح التعرض للشمس بهدف 'التان' أكثر خطورة مقارنة بمناطق أخرى في العالم. ففترات التعرض الطويلة تحت أشعة الشمس الحارقة قد تؤدي إلى جفاف الجلد بشكل حاد، وفقدان السوائل، وزيادة احتمال الإصابة بحروق من الدرجة الثانية، حتى في حال استخدام واقيات الشمس. تفاوت المخاطر بين أنواع البشرة وتوضح الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية أن طبيعة البشرة تلعب دورًا في مدى التأثر بأضرار الشمس، إذ إن البشرة الداكنة تحتوي على نسبة أعلى من 'الميلانين' الذي يوفر حماية جزئية ضد أشعة UV، لكنه لا يمنع تمامًا خطر الإصابة بسرطان الجلد، خصوصا الميلانوما التي قد تظهر في مناطق غير معرضة للشمس مثل راحة اليد أو باطن القدم. ولهذا توصي الأكاديمية باستخدام واقي شمس لجميع أنواع البشرة دون استثناء. الهوس بـ 'التان'.. اضطراب أم موضة؟ لكن ماذا يدفع الأفراد إلى الإصرار على التسمير على الرغم من التحذيرات؟ تجيب استشارية الطب النفسي د. إيمان نور الدين، بأن المسألة تتجاوز حدود الجمال، وترتبط في بعض الحالات بما يُعرف باضطرابات صورة الجسد. وتقول 'الهوس بالتان ليس بالضرورة أن يكون اضطرابًا نفسيًا بحد ذاته، لكنه أحيانًا يرتبط بما يُعرف بـ Body Dysmorphic Disorder، حيث يرى الشخص عيوبًا في جسده لا يراها الآخرون، ويظن أنه بحاجة للتسمير كي يشعر بالقبول أو الثقة بنفسه'. الضغوط النفسية ومعضلة القبول الاجتماعي يشير مختصون في علم النفس إلى أن جزءًا من الدافع وراء الهوس بالتسمير يعود إلى ما يُعرف بـ 'القبول المشروط' في مجتمعات تُقَيِّم المظهر على حساب الجوهر. وتوضح د. نور الدين بأن الأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان في مظهرهم الجسدي، قد يلجؤون لـ 'التان' كوسيلة لحصد إعجاب الآخرين أو للتماهي مع الصورة المثالية التي تُروَّج على منصات التواصل. وتتابع 'البعض يربط اللون البرونزي بقوة الشخصية أو الجاذبية؛ ما يجعل الأمر أكثر من مجرد رغبة تجميلية، بل مدخلا لصراعات داخلية تؤثر على تقدير الذات'. وتدعم هذه الرؤية دراسة نُشرت في دورية PubMed بالعام 2012 (Gillen & Markey)، تشير إلى وجود علاقة بين ضعف صورة الجسد والاكتئاب، والانجذاب إلى سلوك التسمير المتكررة. كما ربطت مراجعات علمية أخرى بين ما يُعرف بـ 'Tanorexia' واضطرابات تشويه صورة الجسد (Body Dysmorphic Disorder)، التي تجعل الشخص غير قادر على تقبّل شكله الطبيعي، ويرى في التسمير وسيلة للهروب من مشاعر الرفض أو القلق الاجتماعي. دور 'وسائل التواصل' في تغذية الهوس وتشير د. نور الدين إلى أن هذه الظاهرة تزداد بين المراهقين والشباب، الذين يواجهون ضغوطًا مستمرة من معايير الجمال المتغيرة، كما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا خطيرًا في ترسيخ هذه الصور النمطية. وتضيف 'السوشيال ميديا خلقت واقعًا مزيفًا، حيث يُقارن الناس أنفسهم بصور معدلة ومفلترة؛ ما يخلق شعورًا بالنقص. من لا يحقق اللون المطلوب قد يتعرض للتنمر، ويقع في دوامة من العزلة، الاكتئاب، وربما محاولات لتغيير شكله بطرق غير صحية'. الوجه الآخر لصناعة التسمير في السنوات الأخيرة، تحوّلت صناعة منتجات التسمير إلى سوق تقدر بمليارات الدولارات عالميًا، إذ تُباع آلاف المنتجات التي تعد بتسمير مثالي دون التعرض للشمس. وعلى رغم الفوائد النسبية لبعض هذه المنتجات، إلا أن بعضها الآخر يحتوي على مواد مهيجة للجلد أو تسبب انسداد المسام، خصوصا عند استخدامها دون استشارة طبية. وتشير تقارير من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، إلى رصد شكاوى من مستخدمين أبلغوا عن تهيّج، واحمرار، وردود فعل تحسسية بعد استخدام مستحضرات غير مرخصة أو مقلدة. نصائح ذهبية لعشاق التسمير في البحرين، ينصح الأطباء بعدم التعرض المباشر للشمس في ساعات الذروة بين 11 صباحًا و4 عصرًا، واستخدام واقي شمس بمعامل حماية لا يقل عن SPF 50، وتجديده كل ساعتين. كما يُفضل ارتداء قبعات ونظارات شمسية، وتجنب استخدام الزيوت التي تسرّع التسمير؛ لما لها من تأثير عكسي ضار على خلايا الجلد. نقطة التوازن في نهاية المطاف، يبدو أن الهوس بـ 'التان' يعكس صراعًا بين الرغبة في التجميل والبحث عن القبول، وبين متطلبات السلامة الصحية. ويجمع الأطباء والمتخصصون الذين حاورتهم 'البلاد' على أن الطريق إلى الجمال لا يجب أن يكون مفروشًا بالحروق والتصبغات والمخاطر السرطانية، داعين إلى تعزيز الوعي المجتمعي، خصوصًا في الخليج، حيث الحرارة المرتفعة تزيد من فرص التعرض للأشعة فوق البنفسجية. ويبقى السؤال الذي يجب أن يطرحه كل من يسعى إلى اللون البرونزي: هل يستحق مظهر صيفي مؤقت أن نخاطر لأجله بصحتنا مدى الحياة؟


مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا
٠٣-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا
أحذر في الصيف.. عادات غذائية شائعة قد تؤدي إلى تسمم خطير
أحذر في الصيف.. عادات غذائية شائعة قد تؤدي إلى تسمم خطير مرصد مينا مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزداد إقبال الناس على التنزه في الهواء الطلق وتنظيم حفلات الشواء والمناسبات العائلية، في محاولة للاستمتاع بأجواء الموسم وكسر روتين الحياة اليومية. لكن في خضم هذه الأجواء المرحة، تكمن مخاطر صحية كبيرة، أبرزها التسمم الغذائي الذي يرتبط غالباً بعادات طهي وتخزين الطعام في ظروف غير مناسبة. وبحسب تقرير صادر عن المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن نحو 48 مليون شخص في الولايات المتحدة يصابون سنوياً بتسممات غذائية، بعضها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. ظروف مثالية لتكاثر البكتيريا في تقرير نشرته مجلة 'هيلث' حذّر خبراء من أن فصل الصيف يوفر بيئة مثالية لنمو وتكاثر البكتيريا، لا سيما تلك التي تُلوث الأغذية. فمع ارتفاع درجات الحرارة، تتزايد قدرة البكتيريا على الانتشار بسرعة، مما يرفع من احتمالية التسمم عند تناول أطعمة غير محفوظة أو مطهية بالشكل الكافي. عادات طهي وتخزين خاطئة تؤدي بعض السلوكيات الشائعة أثناء تحضير وتناول الطعام، خاصة في الأماكن المفتوحة، إلى مضاعفة خطر الإصابة. ومن أبرز هذه العادات: عدم طهي الطعام جيداً: أوضحت الدكتورة جولي بارسونيت، أستاذة الطب وعلم الأوبئة في جامعة ستانفورد، أن 'الطعام غير المطهو جيداً قد يبدو ناضجاً من الخارج، لكنه يكون نيئاً من الداخل، مما يسمح للبكتيريا بالبقاء والتكاثر'. وتنصح باستخدام ميزان حرارة خاص للتأكد من أن الطعام قد نضج تماماً. ترك الطعام في 'منطقة الخطر': عندما يُترك الطعام مكشوفاً في الهواء الطلق، وخاصة لفترات طويلة، تتكاثر البكتيريا بسرعة. وتنصح وزارة الزراعة الأميركية بالحفاظ على الطعام البارد بارداً، والساخن ساخناً، والتخلص من أي طعام تُرك لأكثر من ساعة في حرارة مرتفعة. إهمال النظافة: خلال التجمعات الخارجية، يقلّ الانتباه إلى النظافة الشخصية ونظافة أدوات الطهي. وتوصي المجلة بغسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وتنظيف كافة الأدوات وألواح التقطيع بعد الاستخدام لمنع انتقال الجراثيم. أعراض يجب عدم تجاهلها تشمل الأعراض الشائعة للتسمم الغذائي: الإسهال، تقلصات المعدة، الغثيان، القيء، والحمى. وتزداد خطورة المضاعفات لدى الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل، وكبار السن فوق 65 عاماً. ويشدد الأطباء على ضرورة ترطيب الجسم عند ظهور هذه الأعراض، من خلال شرب كميات كافية من الماء أو العصائر المخففة، إلى جانب طلب العناية الطبية عند الحاجة.