أحدث الأخبار مع #جيميكارتر


مصراوي
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- مصراوي
كانت ها هنا " حركة " تدعو للسلام
لا يكاد الواحد منا يطالع شيئاً عن حركة " السلام الآن" حتى يفتش في تفاصيل ما يطالعه عن الجديد في مسيرة هذه الحركة. فالحركة كانت قد نشأت في ١٩٧٨ في إسرائيل، ومن تاريخ نشأتها نفهم أنها كانت نشأة موازية لمفاوضات كامب ديفيد التي جرت بين مصر وإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك في عام ١٩٧٨ أيضاً، وكانت برعاية الإدارة الأمريكية الحاكمة وقتها في البيت الأبيض بقيادة الرئيس جيمي كارتر. كان الرئيس السادات زار إسرائيل في العام السابق على عام المفاوضات، وكانت المفاوضات قد انطلقت في السنة التالية، وكانت معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب قد انعقدت في مارس ١٩٧٩، ولا تزال هي الإطار الحاكم للعلاقات بين العاصمتين. في هذه الأجواء كلها نشأت الحركة، وأحدثت زخماً وقت ظهورها، وكانت أخبارها تملأ وسائل الإعلام في ذلك الوقت، وكانت تقوم على أساس الدعوة إلى أن يسود السلام بين إسرائيل ودول المنطقة، وكانت تقول دائماً إن الحرب ليست حلاً ولن تكون، وإن الدولة العبرية إذا أرادت علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية من حولها، فلا حل سوى السلام الحقيقي الذي يقوم على مبادئ راسخة يحترمها الطرفان، ولا حل سوى قيام دولة فلسطينية. بهذا وحده آمنت هذه الحركة منذ نشأت، ثم راحت تُروّج لما آمنت به واعتقدت فيه. على هذا الأساس نشأت الحركة وظهرت، وعلى هذا الأساس راحت تمارس مهمة رأتها لنفسها باعتبارها منظمة أهلية غير حكومية. ولكن اللافت أن صوتها بدأ يخفت قليلاً قليلاً، ولم تعد حاضرة في المشهد العام داخل إسرائيل كما كانت حاضرة من قبل، وكان خفوت صوتها وعدم حضورها دليلاً على أن الذين يؤمنون بالسلام الذي تدعو إليه لم يزيدوا داخل إسرائيل، بل ربما يكونون قد نقصوا عما كانوا عليه وقت ظهور الحركة في السبعينات. وفي الحادي والعشرين من أبريل أصدرت بياناً مهماً، وفيه حذرت من عواقب توسع حكومة التطرف في تل أبيب برئاسة بنيامين نتنياهو في الموافقة على المزيد من الاستيطان في الضفة الغربية، وقالت في بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني وعلى منصات عدة إن هذه الحكومة لا بد أن تتوقف عن هذه السياسة التي لن تؤدي الى أي سلام، ولا بالتالي إلى أي أمن أو استقرار في المنطقة تتصوره حكومة نتنياهو أو تتوهمه . وليست هذه هي المرة الأولى التي تحذر فيها الحركة من الانفلات المجنون الذي تمارسه حكومة نتنياهو على كل مستوى مع الفلسطينيين في الضفة، فضلاً عما تمارسه من إبادة في حق الفلسطينيين في قطاع غزة. ولكن المشكلة أن صوت حركة كهذه يضيع وسط أجواء الهمجية الإسرائيلية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة معاً. فهل يمكن أن يأتي يوم تعود فيه الحركة إلى زخمها القديم؟ .. هذا وارد طبعاً، لأن الأمل قائم طول الوقت في أن تجيء حكومة في تل أبيب توقف هذا الجنون الحاصل، ثم تلوذ بالسلام باعتباره الحل الذي لا حل سواه .


Independent عربية
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
كيف دخلت قناة السويس المصرية قائمة طلبات ترمب؟
لم تكن دعوة دونالد ترمب منح السفن العسكرية والتجارية الأميركية حرية المرور عبر قناة بنما مباغتة لأحد، فقد طرح الاستيلاء عليها من قبل، لكن المفاجأة جاءت من وضع الرئيس الأميركي قناة السويس مع قناة بنما في السلة ذاتها، وهو ما يثير تساؤلات حول جدية ترمب ودوافعه وأهدافه من هذه المطالب؟ وما إذا كان سيسعى وراء تنفيذها، بخاصة أنه ووزراءه سبق أن ناقشوا هذا الأمر عبر تسريب "سيغنال" الأخير، وحددوا مصر وأوروبا لما يتوقعونه من مقابل لكلفة شن هجماتهم على الحوثيين في اليمن. من بنما إلى السويس حتى قبل توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي لوح ترمب بأن الولايات المتحدة قد تسيطر على قناة بنما وغرينلاند لأغراض الأمن القومي، ووصف قرار الرئيس السابق جيمي كارتر بمنح السيطرة على القناة لبنما بأنه خطأ فادح للغاية كلف أميركا ما يعادل تريليون دولار، وتعهد باستعادتها إذا لزم الأمر، وبعد اتصالات بين البلدين صرح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، بأن البلدين توصلا إلى اتفاق بعدما شرح المسؤولون الأميركيون استياءهم من سيطرة الشركات الصينية على البنية التحتية الحيوية في منطقة القناة، مما يمنح الصين القدرة على القيام بأنشطة مراقبة في جميع أنحاء بنما، وأعلن هيغسيث أن بنما ستتنازل عن الرسوم المفروضة على السفن الحربية الأميركية. لكن رئيس بنما نفى لاحقاً وجود مثل هذا الاتفاق، مما دفع ترمب على ما يبدو إلى تكرار حديثه عن الرغبة في مرور السفن الحربية والتجارية بالمجان من القناة التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وتوفر طريقاً مختصراً لسفن الشحن بما يقلل أوقات وكلف عبور السفن. وعلى رغم أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عبر في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عن سعادته بانسحاب بنما من مبادرة "الحزام والطريق" التي تقودها الصين كأول دولة في أميركا اللاتينية تفعل ذلك، إلا أن الجهود الأميركية لبيع أصول موانئ بنمية من شركة "سي كي هاتشيسون" ومقرها هونغ كونغ، إلى تحالف تقوده شركة "بلاك روك" الأميركية العملاق للاستثمار، عارضتها الصين وواجهت الصفقة عقبات مالية مع بنما، مما أدى إلى تصاعد التوترات مرة أخرى. وسط هذا التصعيد، انتقل ترمب فجأة ليضم قناة السويس المصرية التي يبلغ طولها 193 كيلومتراً وتربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، إلى قائمة طلباته بالمرور المجاني للسفن الأميركية الحربية والتجارية، وقال في منشور على منصته "تروث سوشيال"، إنه وجه وزير الخارجية ماركو روبيو بالتعامل الفوري مع هذا الوضع، مجادلاً بأن الولايات المتحدة لعبت دوراً أساساً في وجود القناتين واستمرار تشغيلهما، ومدعياً أنه لولا الولايات المتحدة لم تكن هاتان القناتان وجدتا، مما أثار دهشة كثيرين حول ما يدعيه ترمب من دور أميركي في إنشاء قناة السويس أو تشغيلها. ماذا يقصد ترمب؟ على عكس قناة بنما التي شيدتها الولايات المتحدة في أوائل القرن الـ20، وبموجب اتفاق وقعه الرئيس جيمي كارتر عام 1979 سلمتها إلى بنما عام 1999، لم يكن هناك أي دور أميركي في حفر وإنشاء قناة السويس التي تمت بالشراكة بين فرنسا ومصر، وكان المهندس الرئيس فيها هو الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس، الذي حصل على امتيازات من سعيد باشا حاكم مصر لتأسيس شركة "قناة السويس" والإشراف على تشييدها عام 1859، واكتمل حفر القناة عام 1869، وافتتحت رسمياً للملاحة في الـ17 من نوفمبر (تشرين الثاني) من ذلك العام. وخلال عملية تشييد القناة التي امتدت 10 أعوام ولقي فيها عشرات الآلاف من الفلاحين المصريين حتفهم في ظروف صعبة، كانت الولايات المتحدة في حرب أهلية استمرت 4 سنوات من 1861 وحتى 1865 بين ولايات الشمال وولايات الجنوب، وبطبيعة الحال لم تكن قناة السويس آنذاك وحتى في السنوات التالية محط اهتمام الأميركيين. لكن ترمب ربما أراد التذكير بأزمة السويس التي اندلعت عام 1956 وكان للولايات المتحدة ورئيسها دوايت أيزنهاور دور بارز في ردع وانسحاب قوات فرنسا وبريطانيا وإسرائيل التي هاجمت مصر بعدما أمم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر القناة التي كانت بريطانيا وفرنسا تتقاسمان ملكيتها آنذاك، رداً على انسحاب الولايات المتحدة من مشروع السد العالي في أسوان. ووفقاً لمعهد وثيقة الحقوق الأميركي المعني بالوثائق التاريخية، واجه الرئيس أيزنهاور أكبر تحدٍّ في سياسته الخارجية، حيث كان لبريطانيا وفرنسا مصلحة واضحة ليس فقط في حماية استثماراتهما وضمان المرور عبر قناة السويس، ولكن أيضاً في استغلال أزمة القناة لشل عبدالناصر أو ربما إطاحته بعدما دعم الثوار في مستعمرة الجزائر الفرنسية، كما أقنع رئيس الوزراء البريطاني نفسه بأن عبدالناصر هو هتلر آخر يهدد بقاء بريطانيا كقوة عظمى، أما إسرائيل المنتظمة باستمرار في مناوشات حدودية مع الدول العربية المحيطة بها، فكانت لديها مخاوف من قوة عسكرية جديدة على حدودها الجنوبية بدأ عبدالناصر في رسم ملامحها، لذا تعاونت مع البريطانيين والفرنسيين في التخطيط سراً لعملية عسكرية. لكن أيزنهاور رأى الأزمة بصورة مختلفة، بحسب ما يشير جيف برودواتر الأستاذ والمؤرخ في كلية "بارتون"، فعلى رغم نجاح البريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين في إخفاء خططهم عن أيزنهاور، فإنهم لم يخفوا تفضيلهم العمل العسكري، وهو ما عارضه الرئيس الأميركي بشدة بعدما أبلغه محامو إدارته، ومنهم المدعي العام هربرت براونيل، بأن لمصر الحق، بموجب سلطة الاستملاك العام، في تأميم شركة "قناة السويس" طالما أنها تعوض مالكيها وهو ما وعد به عبدالناصر، لكن الفرنسيين والبريطانيين شككوا في قدرة المصريين على تشغيل القناة، وهو ما أثبت المصريون عكسه، حيث ظلت القناة مفتوحة وزادت حركة المرور بالفعل. اعتقد أيزنهاور أن الغزو ستكون له نتائج عكسية، ومن المرجح أن يؤدي إلى إغلاق القناة، كما أعرب عن قلقه من أن ينظر إلى الغزو على أنه عمل من أعمال الإمبريالية الغربية، وقد يدفع جزءاً كبيراً من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أحضان السوفيات، كما أن المعاهدة الثلاثية التي وقعت عليها أميركا وبريطانيا وفرنسا بالدفاع عن دول الشرق الأوسط من العدوان، أثارت في ذهن أيزنهاور احتمالاً شبه مستحيل، وهو أن تجد الولايات المتحدة نفسها في حال حرب مع أقرب وأهم حلفائها حال تعرض مصر لهجوم، ومن ناحية أخرى إذا هب الاتحاد السوفياتي للدفاع عن مصر التي تقاربت منه في السنوات الأخيرة، فستضطر الولايات المتحدة للتدخل نيابة عن بريطانيا وفرنسا وقد تكون النتيجة حرباً نووية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وحينما شنت إسرائيل هجومها في الـ29 من أكتوبر (تشرين الأول) دعت بريطانيا وفرنسا إلى وقف إطلاق النار، وهو ما رفضه عبدالناصر، وبدأت طائرات بريطانيا وفرنسا في قصف أهداف في مصر، وفي الخامس من نوفمبر أنزلوا المظليين والقوات البرية قرب بورسعيد في الطرف الشمالي للقناة، لكن أيزنهاور دان الهجوم الثلاثي وهدد بمصادرة الأصول البريطانية في الولايات المتحدة، كما حصلت إدارته على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين الغزو، والأهم من ذلك، وجد البريطانيون أنهم لا يستطيعون مواصلة العملية من دون الدعم الأميركي، فمع بدء القتال أغلق المصريون القناة بالسفن الغارقة، ودمروا خط أنابيب رئيساً ينقل النفط من العراق إلى أوروبا الغربية، مما أدى إلى حرمان البريطانيين من مصادرهم الرئيسة للنفط، واحتاجوا إلى الدولارات لشرائه في الولايات المتحدة، لكن الإدارة الأميركية رفضت التعاون، واضطر البريطانيون إلى الانسحاب من مصر آخذين معهم الفرنسيين والإسرائيليين. ومن خلال هذه التفصيلات التي دونها مؤرخون أميركيون، يتضح أن الدور الأميركي في أزمة السويس لم يكن للدفاع عن مصر، بل من أجل أهداف تتعلق بدور أميركا في عالم ما بعد الحرب العالمية، وبسبب خشية أميركا من قتال الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت. نيات "تسريب سيغنال" لكن هدف ترمب على ما يبدو يتعلق بتعويض الولايات المتحدة عن حربها ضد الحوثيين في اليمن، ففي الأيام التي سبقت بدء الضربات الجوية الأميركية، تناقش الرئيس ترمب ونائبه جي دي فانس ووزير دفاعه بيت هيغسيت ومستشار الأمن القومي مايك والتز، في الترتيب للضربات وتحديد توقيتها والحصول على الضوء الأخضر من الرئيس بانطلاقها. وخلال النقاش الذي تم عبر تطبيق "سيغنال"، وتم الكشف عن فحواه من خلال صحافي بمجلة "أتلانتيك" في تسريب عرف باسم "سيغنال غيت"، اعتقد فانس أن من الصعب تبرير الضربات للشعب الأميركي لأن ثلاثة في المئة فقط من تجارة الولايات المتحدة تمر عبر قناة السويس، في حين أن 40 في المئة من التجارة الأوروبية تمر عبرها، لهذا كان ينبغي على أوروبا أن تفعل ذلك، وهو ما يتماشى مع حججه السابقة بأن الولايات المتحدة تدفع مبالغ زائدة مقابل الأمن الأوروبي. وعلى رغم أن هيغسيث اعتبر أن الضربة ستعزز القيم الأميركية الجوهرية، بما في ذلك حرية الملاحة والردع المسبق لإيران، فإنه وافق على أن الإدارة يجب أن تسعى إلى تجميع الكلفة المرتبطة بذلك وفرضها على الأوروبيين، واختتم ميلر، المقرب من ترمب، المحادثة بقوله إن الرئيس كان واضحاً في منح الضوء الأخضر للضربات، لكن الإدارة ستوضح قريباً لمصر وأوروبا توقعاتها في مقابل هذا الجهد العسكري. يعني ذلك أن نيات الإدارة الأميركية في الحصول على تعويض مادي من مصر وأوروبا كانت قائمة منذ البداية، ولأن مصر التي تمر بضائقة اقتصادية، لا تستطيع دفع أموال بصورة مباشرة للولايات المتحدة، فربما تكون فكرة إعفاء السفن الحربية والتجارية الأميركية أكثر قبولاً من جانب مصر، بدعوى أن القناة خسرت نحو 7 مليارات دولار خلال العام الماضي نتيجة تحول نسبة كبيرة من السفن إلى الدوران عبر أفريقيا من طريق رأس الرجاء الصالح الأكثر أماناً. وحيث إن الولايات المتحدة تقول إنها أنفقت على ضربات الحوثيين أكثر من مليار دولار حتى الآن، ومن المنتظر أن تستمر الضربات لأسابيع أخرى قادمة، فإن الإعفاء الذي يطالب به ترمب لن يكون عبئاً ثقيلاً على المصريين. وبينما لم يعلن ترمب حتى الآن دوافعه وراء طلبه، لكن بعض التقارير التي نشرتها مراكز أبحاث أميركية لم تخف مخاوفها من التمدد الصيني بمنطقة قناة السويس، وهو المنطق الذي تسوقه إدارة ترمب في ما يتعلق بقناة بنما، ووفقاً لتقرير صادر عن "معهد الشرق الأوسط" توسعت مشاركة الصين في الموانئ والمناطق البحرية الحيوية في مصر بصورة ملحوظة، وأثارت مشاركة الشركات الصينية الحكومية والخاصة في تطوير وتشغيل والاستحواذ الجزئي على الموانئ البحرية المصرية وضخ أموال بمليارات الدولارات مع توفير الخبرة التكنولوجية، تساؤلات جوهرية في واشنطن حول الشفافية والتداعيات العسكرية والهيمنة المحتملة للصين في هذا الممر الحيوي الذي تستخدمه القطع العسكرية الأميركية كثيراً في الشرق الأوسط. ولأن هذه الموانئ تلعب أدواراً أساسية في تسهيل التجارة العالمية، وطرق الشحن إلى أوروبا، فسيكون لها تداعيات كبيرة على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي تعد مصر جزءاً حيوياً منها، لهذا تتعاظم أهمية موانئ مصر كونها بوابات إلى أفريقيا وأوروبا وآسيا، كما أنها تدير قناة السويس التي يمر بها 12 في المئة من التجارة العالمية. وأثار تداخل عمليات الموانئ التجارية الصينية مع التطلعات العسكرية لبكين حول العالم ناقوس الخطر للأميركيين، لا سيما مع توقف السفن الحربية التابعة للبحرية الصينية لأسباب فنية في محطات تديرها الصين في دول مختلفة، بما في ذلك مصر، وتغذي هذه الحالات التكهنات حول التطبيقات العسكرية المحتملة لهذه الموانئ، مما يؤثر في الديناميكيات الإقليمية ويثير مخاوف لدى حلفاء الولايات المتحدة، وبخاصة إسرائيل. ووفقاً للتقارير الأميركية، تتطلب إدارة هذا المشهد من مصر موازنة الفرص والأخطار التي تجلبها الاستثمارات الصينية، ففي حين تدرك الولايات المتحدة أن الإمكانات الاقتصادية وتطور البنية التحتية اللذين توفرهما مشاركة الصين لا غنى عنهما، لكنها تتوقع من مصر أن تتعامل بحذر، وأن تضمن الشفافية والاتفاقات العادلة والتوازن الدقيق بين المكاسب الاقتصادية والأخطار المحتملة الكامنة في الوجود المتزايد للمصالح الصينية داخل أصولها البحرية الحيوية، وهو ما يتناقض مع تركيز ترمب على توسيع النفوذ الأميركي على الممرات المائية التجارية والبحرية الحيوية. توقعات الرد المصري الأرجح ألا تقبل القاهرة المطالب الأميركية بسهولة، ومع ذلك من الممكن أن تفتح الباب أمام الاستجابة لطلب ترمب إذا كان ضمن مكاسب متبادلة مثل إعفاء مصر من الرسوم الجمركية التي تعهد ترمب بفرضها على العالم وتبلغ 10 في المئة على مصر، مع إمكان تجديد طرح توقيع اتفاق تجارة حر مع الولايات المتحدة الذي يعرقله اتفاق الـ"كويز"، إذ يشترط وجود مكونات إسرائيلية محدودة في المنتج المصري حتى يتم قبوله في السوق الأميركية. كما من المتوقع أن يدفع الدبلوماسيون المصريون بفكرة أن الضربات العسكرية الأميركية لم توقف بعد الهجمات الحوثية على حركة الملاحة البحرية عند باب المندب، بالتالي من السابق لأوانه دفع ثمن لشيء لم يتحقق بعد، بخاصة أن نبرة بدأت تتسرب في الإعلام الأميركي ومراكز البحث بأن الولايات المتحدة ربما لن تستطيع أن تواصل هجماتها لأمد بعيد خشية نفاد المخزون الاستراتيجي الأميركي من الذخائر والقنابل والصواريخ، والتي تحتاج إلى الحفاظ عليها في أي معركة ضخمة قد تبرز في أي مكان حول العالم، ومن ثم سيماطل المصريون في الاستجابة لطلب ترمب، بخاصة أن قناة بنما الأقرب والأهم استراتيجياً لأميركا لم توافق بعد على الطلب الأميركي نفسه. إضافة إلى ذلك ينتظر أن يقاوم المصريون المطلب الأميركي من خلال تفنيد تعاون مصر مع القوات البحرية الأميركية لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك التدريبات البحرية المشتركة، والمشاركة في فرق العمل الدولية، وتبادل المعلومات والموارد، كما تسهم مصر في جهود الأمن البحري من خلال قيادة بعض فرق العمل المشاركة في هذه العمليات، كمشاركتها في القوات البحرية المشتركة التي تضم 46 دولة ومقرها البحرين، وفرقة العمل المشتركة 153 التي تولت مصر قيادتها أخيراً، وتعمل هذه الفرق على ردع الأنشطة غير المشروعة وإعاقتها، بما في ذلك القرصنة والاتجار بالأسلحة والمخدرات. كما تتشارك مصر والولايات المتحدة المعلومات والموارد لتعزيز الأمن البحري في المنطقة، ويشمل ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق العمليات، والتعاون في جهود التدريب والتطوير بهدف بناء حضور أمني بحري أكثر قوة وفعالية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، بالتالي يسهم تعاون مصر في تهيئة بيئة أكثر استقراراً وأمناً في المنطقة، مما يعود بالنفع على جميع الدول. لكن إلى حين تبدأ المحادثات، من المرجح أن تصدر هيئة قناة بنما رداً على طلب ترمب، وسوف يقدم روبيو تحديثاً بعدما يتابع القضية كما فعل باستمرار منذ توليه منصبه في الإدارة.


نافذة على العالم
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : كارتر مات سعيداً والسبب بايدن.. ترامب يثير الجدل بتعليق ساخر
الجمعة 18 أبريل 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلفه جوبايدن أمس خلال مؤتمر صحفي عقده في المكتب البيضاوي على طريقته الخاصة، حيث قال إن الرئيس الأسبق جيمي كارتر مات سعيدا لأنه لم يكن أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا. وقال ترامب الذي ظهر في مؤتمر صحفي مشترك إلى جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: "مات جيمي كارتر سعيدًا. هل تعلمون لماذا؟ لأنه لم يكن أسوأ رئيس، بل كان جو بايدن". توفي كارتر في ديسمبر 2024، مستحقًا لقب أطول الرؤساء عمرًا في تاريخ الولايات المتحدة، كان الرئيس الأسبق، من بلينز بولاية جورجيا، يحظى باحترام سياسيين من كلا الحزبين، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002 لجهوده في تعزيز الوعي بحقوق الإنسان. لا يفوتك: وفاة جيمى كارتر أول رئيس أمريكى يكمل عامه الـ100.. عمل مزارعا للفول السودانى والفستق بمزرعة والده.. طاف الولايات المتحدة حاملا على ظهره حقيبة قماش للترويج لنفسه بالانتخابات.. وفاز بجائزة نوبل للسلام عام 2002 جاءت تصريحات ترامب بعد أن ظهر الرئيس الأسبق جو بايدن منذ أيام، وقال إن الإدارة الحالية تسببت في ضرر ودمار بالغ منذ تولي ترامب الرئاسة، وضغطت على إدارة الضمان الاجتماعي إلى حد غير مسبوق، في ظهوره الأول في المؤتمر الوطني للمدافعين والمستشارين وممثلي ذوي الإعاقة (ACRD) في شيكاغو. وأضاف بايدن خلال المؤتمر: "في أقل من 100 يوم، أنجزت هذه الإدارة الجديدة الكثير من الضرر والدمار. إنه لأمرٌ مثيرٌ للدهشة أن يحدث ذلك بهذه السرعة لقد ضغطوا على إدارة الضمان الاجتماعي. 7000 موظف غادروا وظائفهم خلال تلك الفترة، بمن فيهم أكثر المسؤولين خبرة.. ويمكننا بالفعل رؤية الآثار". وأشاد بايدن بعمله في مجال الضمان الاجتماعي، وهو البرنامج الحكومي الذي وصفه بأنه "وعد مقدس"، دون أن يذكر خليفته صراحة - لكنه وجه انتقادات حادة للجمهوريين في الكونجرس والإدارة بشكل عام، وقال بايدن: "لماذا يستهدف هؤلاء الضمان الاجتماعي الآن؟ إنهم يتبعون نفس النهج القديم لشركات التكنولوجيا الناشئة. الاقتباس هو: 'تحرك بسرعة، حطم الأشياء'. إنهم بالتأكيد يحطمون الأشياء. إنهم يطلقون النار أولاً ثم يصوبون لاحقًا". اقرأ ايضا: ترامب: كل شئ طالته يد جو بايدن تحول إلى الفشل جرامي.. حكاية فوز جيمي كارتر بأكبر جائزة الموسيقية فى العالم مرتين؟ منها كامب ديفيد وأسرى إيران.. 4 لحظات حاسمة شكلت رئاسة جيمي كارتر


المغرب اليوم
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- المغرب اليوم
ماذا لو حدث ما لم يحدث؟
هناك جنس من الكتابة يسمّيه التصنيف الغربيّ «ماذا لو؟»، مؤدّاه افتراض حدوث ما لم يحدث في الماضي واستنتاج ما كان يمكن أن يحدث. وهذا ليس لوناً من العبث الكتابيّ، إذ يشير إلى احتمالات كانت فعليّة إلى هذا الحدّ أو ذاك، احتمالاتٍ يخلص منها القارئ إلى أمرين: أوّلهما، التنبيه إلى مسؤوليّة أولئك الذين دفعوا التاريخ في الوجهة التي سلكها، والثاني، قياس بؤس الحاضر بأوضاع كان ممكناً أن تكون فيما لو اتُّبعت سياسات مغايرة. وبالطبع، ودائماً، تنطوي المقاربة هذه على تسليم مبدئيّ ضامر بقوّة العنصر الإنسانيّ على التحكّم بأحوال عالمه ومجاريه. وإذ نعيش، في المشرق العربيّ اليوم، تحت وطأة نكبة غير اعتياديّة نجمت عن عمليّة «طوفان الأقصى» المجرمة، وعن الردّ الإسرائيليّ الهمجيّ عليها، يُستعاد الحدثان الأهمّ اللذان عرفناهما في نصف القرن الماضي، أي كامب ديفيد المصريّ – الإسرائيليّ في 1979، واحتلال العراق وتحريره في 2003. فهنا يسعنا افتراض علاقة من صنف تأسيسيّ، ولو عكسيّ، بين ما يجري راهناً وطرق التعاطي مع ذينك الحدثين التغييريّين، لا لنظام بعينه، بل لطرق متهالكة في الحياة والسياسة. فلنفترض، مثلاً، أنّ الجامعة العربيّة والرأي العامّ العربيّ هرعا إلى دعم الموقف المصريّ واحتضانه، وعلّلا ذلك بأسباب ستّة: أوّلاً، كراهية الحرب والتعويل على السلام وتطويره، مع التذكير بهزيمة 1967 والنتائج غير المشجّعة لحرب 1973 وانفجار الحرب الأهليّة في لبنان عام 1975، بعد الحرب الأهليّة في الأردن عام 1970، وذلك كلّه بنتيجة التسلّح الميليشياويّ الذي بُرّر بالنزاع مع إسرائيل. وثانياً، قيام حكم ذاتيّ فلسطينيّ ضمنته كامب ديفيد والتمهيد لإجراء انتخابات لسلطة الحكم الذاتيّ، مع الترحيب بتعيين الرئيس الأميركيّ جيمي كارتر السيّدَ روبرت شوارز ستراوس مبعوثاً له إلى المنطقة لمتابعة المسار هذا. وثالثاً، محاصرة النفوذ الإيرانيّ الذي يتهدّد المنطقة، بسبب الثورة التي شهدها العام نفسه، 1979، ورفعها مبدأ «تصدير الثورة» هدفاً لها وشعاراً. ذاك أنّ السلام والتغلّب على بؤر التوتّر والاحتقان يُضعفان جاذبيّة تلك الدعوات الخرابيّة وما تنطوي عليه من بدائيّة وتحكيم للغرائز المذهبيّة. ورابعاً، عزل النظامين البعثيّين في سوريّا والعراق، المُصرّين على «إسقاط كامب ديفيد»، لأنّهما حريصان على استمرار حالة التوتّر والتعبئة في المشرق بوصفها مصدراً لـ»شرعيّة قوميّة» تنوب مناب الشرعيّة الدستوريّة والشعبيّة التي يفتقران إليها. وخامساً، خروج لبنان من دوّامة الاقتتال الذي تختلف مظاهره وتتعدّد أشكاله، وذلك بنتيجة تسليم المقاومة الفلسطينيّة سلاحها وانكباب منظّمة التحرير على بناء حكمها الذاتيّ في فلسطين، ومن ثمّ تسليم باقي الميليشيات اللبنانيّة السلاح الذي قاتلت به منظّمة التحرير. وأخيراً، الحرص على ألاّ تهتزّ العلاقة بين مصر وباقي العرب لأنّ خسارة الطرفين ستكون، في هذه الحال، كبيرة ومحقّقة. أمّا في 2003، فأصدرت الجامعة العربيّة بياناً يعبّر عن رأي عربيّ عامّ وواسع، ولا يقلّ تاريخيّة عن موقفها في 1979. وكان ممّا ورد في البيان: «إنّ ما حدث احتلال غير مرحّب به لكنّه أيضاً تحرير مرحّب به يستحقّه العراق الذي تحمّل الكثير من نظام طغيانيّ. ومثل هذا الازدواج بين الاحتلال والتحرير عرفته بلدان كثيرة من بينها اليابان التي أدّى تعاملها الناضج معه إلى دستور ماك أرثر الديمقراطيّ وإلى الإقلاع الاقتصاديّ الذي بات يوصف بالمعجزة. ونشعر أنّ حضوراً عربيّاً أكبر في العراق يقلّل الجوانب السلبيّة للحدث، ويحدّ من الاستفراد الأميركيّ بالشأن العراقيّ ومن نتائج قد تترتّب على جهل الأميركيّين بالعراق وبالمنطقة، وربّما من أطماع لم تظهر بعد. ولسوف يعمل هذا الحضور العربيّ على قطع الطريق على الثارات الطائفيّة والإثنيّة بعد عقود من الاحتقان والكبت، فضلاً عن رعاية التجربة الفيدراليّة التي اختارها العراقيّون بديلاً وحيداً لحكم فائق المركزيّة وفائق الاستبداد. ولسوف يكون من نتائج الحضور والدعم العربيّين قطع الطريق على استغلال إيران المرحلةَ الانتقاليّة في العراق لتوسيع نفوذها على حسابه، وعلى استغلال نظام الأسد في سوريّا (التي طُردت من الجامعة) المرحلةَ العراقيّة المضطربة نفسها عبر إرسال أدوات الموت إلى بغداد ومعها من يسمّونهم «استشهاديّين» و»مقاومين» يفجّرون أنفسهم في العراقيّين. وأغلب الظنّ أنّ نجاح هذه التجربة الجديدة سوف يقصّر أعمار هذين النظامين اللذين يتعرّضان لتآكل متعاظم. وهذا ما لن يحول دونه تزايد لجوئهما المؤكّد إلى القمع والشراسة مع اندفاع عُظامهما التآمريّ إلى أقصاه، سيّما وقد فقدا، منذ سنوات، كلّ قدرة على التلاعب بالقضيّة الفلسطينيّة. وفي النهاية فاستقرار العراق الديمقراطيّ مكسب هائل للعراقيّين وللعرب، تماماً كنجاح السياسات المصريّة في السلام واستقرارها. والتطوّران التاريخيّان هذان إنّما يوسّعان قنوات التواصل مع العالم، وزيادة فرص التأثّر بما هو مفيد ومضيء فيه، وكذلك فرص التأثير العربيّ فيها».


العين الإخبارية
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- العين الإخبارية
ربيع 1979.. عندما نجا كارتر من كارثة نووية و«أرنب بري»
شهد ربيع عام 1979 سلسلة من الأحداث ما زالت حيةً في ذاكرة الأمريكيين، حيث ارتبط حادث نووي بواقعة طريفة لأرنب بري مع الرئيس الأسبق جيمي كارتر. الحادث النووي في محطة ثري مايلز آيلاند في تمام الساعة الرابعة صباحًا يوم 28 مارس/آذار 1979، بدأت المأساة في وحدة الطاقة الثانية بمحطة ثري مايلز آيلاند النووية التي تقع بالقرب من هاريسبورغ، بولاية بنسلفانيا. كانت المحطة تستخدم مفاعلاً مضغوطاً يعتمد على نظام تبريد بالماء لتوليد الكهرباء، وفي تلك الليلة حدث تسرب لماء التبريد مما أدى إلى فقدان الوقود النووي لمصدر تبريده الحيوي. أدى هذا التسرب إلى توقف مضخة تغذية الدائرة الثانية، والتي تعد جزءاً أساسياً من نظام التبريد، مما استدعى تشغيل أنظمة الطوارئ تلقائيًا. وفي محاولة للتحكم في الضغط المتصاعد داخل الدائرة الأولية، تم فتح صمام تخفيف الضغط، إلا أن هذا الصمام لم يغلق كما ينبغي بسبب خلل ميكانيكي، ما تسبب في تسرب المزيد من الماء. تلا ذلك سلسلة من المشكلات الفنية؛ إذ ظهرت قراءات خاطئة على العدادات وفشلت العديد من المضخات، وكل ذلك نتيجة أضرار جسيمة في إجراءات الإصلاح والتشغيل بالإضافة إلى تأثير العوامل البشرية التي لم تكن مستعدة للتعامل مع مثل هذا الوضع الطارئ. أسفر فقدان وسيلة التبريد عن انكشاف قلب المفاعل وحدوث انصهار جزئي، ما أدى إلى تكوّن فقاعة من غاز الهيدروجين نتيجة تفاعل مادة الزركونيوم المحيطة بالوقود مع البخار، وهو ما أثار مخاوف جدية من احتمالية حدوث انفجار كارثي. ولحسن الحظ، وبفضل نقص الأكسجين في البيئة المحيطة، لم يتحقق الخطر الأكبر. كما تسربت غازات مشعة مثل الزينون والكريبتون إلى داخل مبنى احتوائي خاص بالمحطة، بينما صعدت كميات ضئيلة من اليود-131 إلى خارج النظام، مما اضطر المسؤولين إلى إصدار تعليمات لإخلاء المناطق الحيوية، لا سيما الحوامل والأطفال، لدرء خطر الإشعاع. أدت هذه الأحداث إلى حالة من الذعر الجماعي بين السكان المحليين، حيث اضطر أكثر من 140 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم في ظل ظروف غير مسبوقة. وعلى الرغم من 14 عاما من عملية تنظيف المنطقة المحيطة بالمحطة وأكثر من مليار دولار، وعدم سقوط وفيات، لا يزال الحادث علامة فارقة في تاريخ الطاقة النووية الأمريكية. تم تصنيف هذا الحادث بمستوى 5 درجات على مقياس "INES" الدولي، وهو تصنيف يُقارن لاحقًا بكارثتي تشيرنوبيل وفوكوشيما اللتين سجّلتا مستوى 7. وقد قام الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بزيارة تفقدية للمحطة في 1 أبريل/نيسان 1979 ليطمئن المواطنين على سلامة الوضع ويؤكد لهم أن الخطر قد تم احتواؤه. حادثة الأرنب البري والرئيس كارتر بعد مرور حوالي 18 يومًا على انتهاء أزمة المحطة النووية، خرج كارتر في رحلة صيد منفردة على قاربه في بلدة بلينز الريفية بولاية جورجيا، وهي منطقة يعرفها جيدًا لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة وهدوء ريفي بعيد عن صخب المدن الكبرى. وفي خضم استمتاعه بالطبيعة والصيد، وقع حادث غير متوقع حينما بدأ أرنب بري بالسباحة نحو قاربه. وفقًا للرواية التي رواها الرئيس كارتر لاحقًا لمساعديه، كان الأرنب يتحرك بجرأة غير معتادة، حيث حاول الصعود إلى القارب وهو يصدر أصواتًا مهددة، مما استدعى تدخل الرئيس سريعًا بمجذافه لطرده بعيدا عن قاربه، وهو ما نجح فيه. عند عودة كارتر إلى مكتبه، شارك القصة مع مساعديه، الذين في البداية لم يصدقوا الرواية لكونها تبدو غير منطقية، خاصةً مع الاعتقاد الشائع بأن الأرانب لا تجيد السباحة ولا تتصرف بعدوانية تجاه البشر. إلا أن زخم الحكاية تغير حينما تمكن مصور من البيت الأبيض من التقاط صورة تُظهر الأرنب أثناء سباحته بعيدًا عن القارب، مما منح الحكاية مصداقية إضافية وأثبت أن الطبيعة قد تحمل مفاجآت غير متوقعة حتى في أحلك الظروف. aXA6IDE5MC4xMDYuMTc2LjM2IA== جزيرة ام اند امز AU