logo
#

أحدث الأخبار مع #حربالإسناد

المخاوف وهمية أم جدية؟
المخاوف وهمية أم جدية؟

صوت لبنان

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • صوت لبنان

المخاوف وهمية أم جدية؟

شارل جبور - نداء الوطن ليس سرًا أن البلد منقسم بين من يقول بقدرة الدولة على بسط سيادتها على أرضها واحتكارها للسلاح، وبين من يقول إن خطوة من هذا القبيل تُدخل البلد في فوضى بالحد الأدنى، وحرب أهلية بالحد الأقصى، وفيما أصحاب وجهة النظر الأولى يعتبرون أن عدم المبادرة ينُم عن مخاوف وهمية مردها إلى مقاربة وضعية "حزب الله" وكأنها ما زالت نفسها قبل حرب الطوفان، فإن أصحاب وجهة النظر الثانية يعتبرون أن المخاوف جدية ولا يجوز التقليل من شأنها. الدولة قادرة تنطلق المقاربة المصرّة على قدرة الدولة بان تحتكر السلاح وتستعيد قرار الحرب من النقاط التالية: أولًا، اختلفت المعطيات العسكرية والميدانية، لـ "حزب الله"، والجغرافية، مع سوريا الجديدة، والإقليمية، مع تقطُّع أوصال محور الممانعة وخروجه من الخدمة العسكرية، عن الوضع الذي كان سائدًا وقائمًا قبل 7 تشرين الأول 2023، وبالتالي إذا لم تُقدم الدولة اليوم على إنهاء ازدواجية السلاح متى يمكن أن تُقدم؟ وهل من وضع أفضل من هذا الوضع؟ ثانيًا، أن تحتكر الدولة السلاح ليس مشروع غلبة ضد فئة من اللبنانيين، إنما خطوة ضرورية من أجل وقف الانقلاب المتمادي على الدولة والمستمر منذ العام 1991، حيث أثبتت التجربة بالوقائع التي لا تعدّ ولا تحصى بأنه لن تقوم قيامة للبنان في ظل سلاح خارج الدولة يستجر الحروب ويُبقي البلد في الفوضى وعدم الاستقرار. ثالثًا، أن تحتكر الدولة السلاح يشكل إنقاذا لجميع اللبنانيين والطائفة الشيعية تحديدًا من مستنقع الحروب والموت، خصوصًا أن "حرب الإسناد" التي أعلنها "حزب الله" أثبتت بأنه المسؤول عن دخول إسرائيل إلى الأراضي اللبنانية، وعجزه عن إخراجها، كما عجزه عن الدفاع عن كوادره وعن بيئته، وبالتالي تمسكه بالسلاح هو تمسُّك ببقاء إسرائيل واستمرار الحرب. رابعًا، لم تنشأ السلطة الجديدة سوى بسبب تراجع دور "حزب الله" وتأثيره، وهو كان ضد الخيار الثالث ومصرّ على الرئيس الذي "يحمي ظهر المقاومة"، وجاء خطاب القسم والبيان الوزاري تجسيدًا للمرحلة الجديدة، فهذا البيان الأول منذ العام 1991 الذي لا يتحدّث عما يسمى مقاومة، ويؤكد في نصوصه وروحيته على مرجعية الدولة وحدها من دون شريك في قرار الحرب وفي احتكار السلاح، ويفترض أن يُترجم الكلام المكرّر للرئيسين جوزاف عون ونواف سلام وليس أن يبقى ضمن حدود الموقف السياسي. خامسًا، لا تشكيك بنوايا عون وسلام ولا بهدفهما الوصول إلى دولة تبسط سيطرتها على البلد كله، خصوصًا أن مصلحتهما الشخصية والمباشرة بالتوازي مع المصلحة الوطنية تتطلّب قيام هذه الدولة من أجل أن يقال إنه في عهد الرئيس جوزاف عون وفي حكومة الرئيس نواف سلام خرج لبنان من إدارة الأزمة المستمرة منذ خمسة عقود إلى الحل اللبناني النهائي لسيادته. سادسًا، يفترض بالرئيسين مصارحة "حزب الله" بأن الدولة لا يمكن أن تبقى شاهد زور على موت لبنان واللبنانيين، وأنهما سيتصرفا انطلاقًا من مسؤوليتهما الوطنية لحماية اللبنانيين وإنقاذ لبنان، والمخاوف من حرب وفوضى في غير محلها ويروِّج لها "الحزب" عمدًا لتجميد أي خطوة من هذا القبيل، لأن من يخسر الحرب وظهره الأسدي وظهر ظهره الإيراني يُستبعد أن يلجأ إلى الانتحار في ظل بيئة لبنانية تريد الدولة، وبيئة إقليمية ودولية غير مؤاتية له، وحتى لو كان هناك مجازفة معينة فإنها تبقى أفضل بكثير من استمرار الوضع الحالي، لأنه في المجازفة يمكن العبور إلى الدولة الحقيقية والاستقرار المنشود. الدولة غير القادرة تنطلق هذه المقاربة من ثلاث نقاط أساسية: الأولى، أن الحلّ لسلاح "حزب الله" يأتي من الخارج إلى الداخل، ومن انتظر كثيرًا عليه أن ينتظر قليلًا، لأن الإدارة الأميركية لن تقبل باستمرار المشروع الممانع، وهذه المسألة ستحسم في المفاوضات المرتقبة بين واشنطن وطهران، و"الحزب" لن يتخلى عن مشروعه المسلّح قبل أن تطلب منه إيران ذلك، وستطلب حتمًا بعد حصولها على الضمانات التي تسعى إليها لاستمرار نظامها. الثانية، أن لبنان في غنى عن استقالات وتظاهرات وإقفال طرقات وفوضى تُدخله في حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني ومفتوحة على شتى الاحتمالات في ظل بيئة معبأة وانقسام عمودي. الثالثة، أن "حزب الله" أصبح في موقع الساقط عسكريًا بعد الحصار المُطبق عليه من إسرائيل ومن سوريا ومن الجو، ولم يعد باستطاعته لا العودة إلى الوراء ولا أن يتسلّح ولا أن يتموّل، والمتبقي له من سلاح سيتحوّل إلى خردة، كما لم يعد باستطاعته لا القتال ولا الحرب، وبالتالي، انتهى مشروعه المسلّح عمليا بمعزل عن حاجته للحفاظ عليه نظريًا حيال بيئته والبيئات الأخرى. وتأسيسًا على ما تقدّم، فإن المخاوف من احتكار الدولة للسلاح وهمية لا جدية، وما زالت تقارب "حزب الله" وكأن الطوفان لم يطُف عليه وعلى المحور برمته، وفي مطلق الحالات هناك دومًا حد أدنى وحد أقصى، فإذا كان هناك من محاذير للحد الأخير، فلا محاذير إطلاقًا من ترسيم علاقة الدولة مع الحزب بإعلان واضح وصريح بأن لا وجود لما يسمى مقاومة في لبنان، وأن أي كلام من هذا القبيل هو تحريض على العنف، وأن الدولة ستواجه كل من يستخدم السلاح، ومن يريد أن يتحدّث بهذا الأسلوب عليه الاستقالة من الحكومة ومن مجلس النواب.

المخاوف وهمية أم جدية؟
المخاوف وهمية أم جدية؟

MTV

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • MTV

المخاوف وهمية أم جدية؟

ليس سرًا أن البلد منقسم بين من يقول بقدرة الدولة على بسط سيادتها على أرضها واحتكارها للسلاح، وبين من يقول إن خطوة من هذا القبيل تُدخل البلد في فوضى بالحد الأدنى، وحرب أهلية بالحد الأقصى، وفيما أصحاب وجهة النظر الأولى يعتبرون أن عدم المبادرة ينُم عن مخاوف وهمية مردها إلى مقاربة وضعية "حزب الله" وكأنها ما زالت نفسها قبل حرب الطوفان، فإن أصحاب وجهة النظر الثانية يعتبرون أن المخاوف جدية ولا يجوز التقليل من شأنها. تنطلق المقاربة المصرّة على قدرة الدولة بان تحتكر السلاح وتستعيد قرار الحرب من النقاط التالية: أولًا، اختلفت المعطيات العسكرية والميدانية، لـ "حزب الله"، والجغرافية، مع سوريا الجديدة، والإقليمية، مع تقطُّع أوصال محور الممانعة وخروجه من الخدمة العسكرية، عن الوضع الذي كان سائدًا وقائمًا قبل 7 تشرين الأول 2023، وبالتالي إذا لم تُقدم الدولة اليوم على إنهاء ازدواجية السلاح متى يمكن أن تُقدم؟ وهل من وضع أفضل من هذا الوضع؟ ثانيًا، أن تحتكر الدولة السلاح ليس مشروع غلبة ضد فئة من اللبنانيين، إنما خطوة ضرورية من أجل وقف الانقلاب المتمادي على الدولة والمستمر منذ العام 1991، حيث أثبتت التجربة بالوقائع التي لا تعدّ ولا تحصى بأنه لن تقوم قيامة للبنان في ظل سلاح خارج الدولة يستجر الحروب ويُبقي البلد في الفوضى وعدم الاستقرار. ثالثًا، أن تحتكر الدولة السلاح يشكل إنقاذا لجميع اللبنانيين والطائفة الشيعية تحديدًا من مستنقع الحروب والموت، خصوصًا أن "حرب الإسناد" التي أعلنها "حزب الله" أثبتت بأنه المسؤول عن دخول إسرائيل إلى الأراضي اللبنانية، وعجزه عن إخراجها، كما عجزه عن الدفاع عن كوادره وعن بيئته، وبالتالي تمسكه بالسلاح هو تمسُّك ببقاء إسرائيل واستمرار الحرب. رابعًا، لم تنشأ السلطة الجديدة سوى بسبب تراجع دور "حزب الله" وتأثيره، وهو كان ضد الخيار الثالث ومصرّ على الرئيس الذي "يحمي ظهر المقاومة"، وجاء خطاب القسم والبيان الوزاري تجسيدًا للمرحلة الجديدة، فهذا البيان الأول منذ العام 1991 الذي لا يتحدّث عما يسمى مقاومة، ويؤكد في نصوصه وروحيته على مرجعية الدولة وحدها من دون شريك في قرار الحرب وفي احتكار السلاح، ويفترض أن يُترجم الكلام المكرّر للرئيسين جوزاف عون ونواف سلام وليس أن يبقى ضمن حدود الموقف السياسي. خامسًا، لا تشكيك بنوايا عون وسلام ولا بهدفهما الوصول إلى دولة تبسط سيطرتها على البلد كله، خصوصًا أن مصلحتهما الشخصية والمباشرة بالتوازي مع المصلحة الوطنية تتطلّب قيام هذه الدولة من أجل أن يقال إنه في عهد الرئيس جوزاف عون وفي حكومة الرئيس نواف سلام خرج لبنان من إدارة الأزمة المستمرة منذ خمسة عقود إلى الحل اللبناني النهائي لسيادته. سادسًا، يفترض بالرئيسين مصارحة "حزب الله" بأن الدولة لا يمكن أن تبقى شاهد زور على موت لبنان واللبنانيين، وأنهما سيتصرفا انطلاقًا من مسؤوليتهما الوطنية لحماية اللبنانيين وإنقاذ لبنان، والمخاوف من حرب وفوضى في غير محلها ويروِّج لها "الحزب" عمدًا لتجميد أي خطوة من هذا القبيل، لأن من يخسر الحرب وظهره الأسدي وظهر ظهره الإيراني يُستبعد أن يلجأ إلى الانتحار في ظل بيئة لبنانية تريد الدولة، وبيئة إقليمية ودولية غير مؤاتية له، وحتى لو كان هناك مجازفة معينة فإنها تبقى أفضل بكثير من استمرار الوضع الحالي، لأنه في المجازفة يمكن العبور إلى الدولة الحقيقية والاستقرار المنشود. الدولة غير القادرة تنطلق هذه المقاربة من ثلاث نقاط أساسية: الأولى، أن الحلّ لسلاح "حزب الله" يأتي من الخارج إلى الداخل، ومن انتظر كثيرًا عليه أن ينتظر قليلًا، لأن الإدارة الأميركية لن تقبل باستمرار المشروع الممانع، وهذه المسألة ستحسم في المفاوضات المرتقبة بين واشنطن وطهران، و"الحزب" لن يتخلى عن مشروعه المسلّح قبل أن تطلب منه إيران ذلك، وستطلب حتمًا بعد حصولها على الضمانات التي تسعى إليها لاستمرار نظامها. الثانية، أن لبنان في غنى عن استقالات وتظاهرات وإقفال طرقات وفوضى تُدخله في حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني ومفتوحة على شتى الاحتمالات في ظل بيئة معبأة وانقسام عمودي. الثالثة، أن "حزب الله" أصبح في موقع الساقط عسكريًا بعد الحصار المُطبق عليه من إسرائيل ومن سوريا ومن الجو، ولم يعد باستطاعته لا العودة إلى الوراء ولا أن يتسلّح ولا أن يتموّل، والمتبقي له من سلاح سيتحوّل إلى خردة، كما لم يعد باستطاعته لا القتال ولا الحرب، وبالتالي، انتهى مشروعه المسلّح عمليا بمعزل عن حاجته للحفاظ عليه نظريًا حيال بيئته والبيئات الأخرى. وتأسيسًا على ما تقدّم، فإن المخاوف من احتكار الدولة للسلاح وهمية لا جدية، وما زالت تقارب "حزب الله" وكأن الطوفان لم يطُف عليه وعلى المحور برمته، وفي مطلق الحالات هناك دومًا حد أدنى وحد أقصى، فإذا كان هناك من محاذير للحد الأخير، فلا محاذير إطلاقًا من ترسيم علاقة الدولة مع الحزب بإعلان واضح وصريح بأن لا وجود لما يسمى مقاومة في لبنان، وأن أي كلام من هذا القبيل هو تحريض على العنف، وأن الدولة ستواجه كل من يستخدم السلاح، ومن يريد أن يتحدّث بهذا الأسلوب عليه الاستقالة من الحكومة ومن مجلس النواب.

"حزب الله" يحتفي بـ"انتصار" إيران... كيف يستفيد منه في الحسابات الداخلية؟
"حزب الله" يحتفي بـ"انتصار" إيران... كيف يستفيد منه في الحسابات الداخلية؟

النشرة

time٢٨-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • النشرة

"حزب الله" يحتفي بـ"انتصار" إيران... كيف يستفيد منه في الحسابات الداخلية؟

صحيح أنّ "​ حزب الله ​" نأى بنفسه عن الحرب الإسرائيلية الأميركية غير المسبوقة على ​ إيران ​، لاعتبارات وحسابات كثيرة، من بينها أنّ الندوب التي تركتها "حرب الإسناد" التي خاضها تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما أعقبها من حرب دمويّة شُنّت عليه، لم تترك له مجالاً للانخراط في أيّ معركة جديدة، ومن بينها أيضًا أنّ الضغوط الداخلية التي مورست عليه لعدم "توريط" البلد في حربٍ ليس معنيًا بها، كانت أكبر من قدرته على تجاوزها. لكنّ الصحيح أيضًا أنّ "حزب الله" انخرط عاطفيًا ووجدانيًا في هذه الحرب منذ لحظتها الأولى، وإن لم ينخرط بها عسكريًا، فهو كان يدرك أنّ المخطّط كان إسقاط كلّ محور المقاومة، وليس إيران بحدّ ذاتها، وكان مقتنعًا بأنّ إسرائيل إذا ما نجحت في إسقاط النظام الإيراني، كما كانت ترغب، ستعود لاستكمال ما بدأته في سائر الجبهات، من أجل القضاء على كلّ فصائل المقاومة، بما ينسجم مع ما بات البعض يسمّيه بـ"الشرق الأوسط الجديد". لذلك ربما، بدا احتفاء "حزب الله" بما وصفه بـ"النصر الإلهي المؤزّر" الذي حقّقته إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي والأميركي على حدّ سواء، منسجمًا بل متناغمًا مع هذه الصورة الذهنية، وإن شكا البعض من "مبالغات" على خطّه، كحديثه مثلاً عن "ردّ صاعق" على الضربات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، مع العلم أنّ هذا الردّ لم يؤدّ إلى أيّ ضرر يُذكَر، وبدا لكثيرين "منسّقًا" مع القطريين، إن لم يكن الأميركيين. لكن، أبعد من كلّ ذلك، ثمّة من يرى في احتفاء "حزب الله" هذا بانتصار إيران، بمعزل عن كلّ التفاصيل والملاحظات، في الشكل والمضمون، محاولة لإعادة "خلط الأوراق" في الداخل، باعتبار أنّ هذا الانتصار منع المؤامرة التي كانت تُحاك ضدّ محور المقاومة، فكيف يتلقّف الحزب ما جرى، وهل يمكن أن يوظّفه بما يخدم استراتيجيته السياسية في الداخل، خصوصًا على مستوى ملف سحب السلاح، الذي عاد إلى التداول بقوة؟. في المبدأ، قد يكون مفهومًا أن ينسب كلّ طرف "النصر" لنفسه، بعد حرب بدأت فجأة وانتهت فجأة أيضًا بعدما استغرقت 12 يومًا، وشهدت على جولات كاد طرفاها "يتعادلان" فيها، بين الخرق الاستخباراتي الذي سمح لإسرائيل بالتفوّق في "الجولة الافتتاحية"، من خلال الاغتيالات التي شملت كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، والنجاح النوعي الذي حقّقته إيران بضرباتها الصاروخية التي استمرّت للمفارقة حتى اللحظة الأخيرة من الحرب. لكنّ ما حصل، برأي الفريق المؤيّد لإيران، وتحديدًا "حزب الله"، هو انتصارٌ بأتم معنى الكلمة، وذلك للعديد من الأسباب والاعتبارات، أولها إسقاط "المؤامرة" بطبيعة الحال، إذ ليس سرًا أنّ المطلوب من هذه الحرب كان أن تمهّد لنهاية محور المقاومة ككلّ، بعد سلسلة حروب "طوفان الأقصى" التي تصاعدت على مدى الأشهر الماضية في جبهات "الوكلاء" المختلفة، إن صحّ التعبير، قبل الوصول إلى الصدام المباشر بين إسرائيل وإيران. ويقول أصحاب هذا الرأي إنّ إيران "انتصرت" أيضًا لأنّها أعادت "الهيبة" لمحور لم يستطع "استيعاب" الضربات الثقيلة التي تعرّض لها، خصوصًا على مستوى "حزب الله" وحركة "حماس" اللذين خسرا قادة الصف الأول فيهما، في حين أنّها "تجاوزت" الضربة الافتتاحية، على صعوبتها وحساسيّتها، واستطاعت أن تضرب إسرائيل في الصميم، مكرّسة مشهدًا من الدمار الواسع لم تعتد عليه إسرائيل في تاريخ حروبها. بهذا المعنى، يتحدّث المؤيّدون لهذا الرأي عن "انتصار نوعيّ" حقّقته إيران، خصوصًا أنّ الأهداف المُعلَنة للحرب لم تتحقّق، ولو ادّعى الإسرائيلي عكس ذلك، فالنظام لم يسقط، حتى إنّ الرئيس دونالد ترامب بات من القائلين إنّه لا يريد أن يرى تغييرًا فيه، والقدرات الصاروخية لم تستنفد بدليل هجمات اليوم الأخير، ليبقى الجدل مفتوحًا حول حجم الضرر الذي أصاب برنامج إيران النووي، والذي يُعتقَد أنّه سيبقى لغزًا في المرحلة المقبلة. صحيح أنّ هذا الرأي يصطدم برأي معارض، يعتبر أنّ الحديث عن "انتصار" مُبالغ به، بعد كمّ الخسائر التي منيت بها إيران، إلا إذا كان مجرّد صمود النظام وعدم سقوطه نصرًا بالمعنى التكتيكي، إلا أنّ السؤال الذي يشغل بال الكثيرين في الداخل هذه الأيام، يبقى عن كيفية تلقف "حزب الله" لما يعتبره "انتصارًا"، فهل يستفيد منه في الحسابات الداخلية، خصوصًا على مستوى سحب السلاح، وكيف يمكن أن يحصل ذلك؟ يقول العارفون إنّ الأكيد أنّ "حزب الله" شعر بعد حرب إيران، أنّه استعاد جزءًا من الهيبة التي فقدها بعد حرب لبنان، حتى لو أعلن "انتصاره" في هذه الحرب، بمعنى "الصمود الأسطوري" الذي جسّده، فالاستحقاقات التي أعقبت هذه الحرب، وصولاً إلى المعركة الأخيرة، أثبتت أنّ "حزب الله" فقد الكثير من الامتيازات التي كان يتمتع بها، سواء على المستوى السياسي، أو حتى العسكري، مع اضطراره لغضّ النظر عن الخروقات الإسرائيلية اليومية للسيادة. وفقًا لهؤلاء، فإنّ الحزب يعتقد أنّ ما حقّقته الحرب الإيرانية بالحد الأدنى، هو أنّها أعادت معادلات "الردع" إلى العمل، بعد التآكل الذي تعرّضت له على مختلف الجبهات، وهو يرى أنّ ذلك يمكن أن يخدمه إلى حدّ بعيد، في مواجهة الضغوط التي يتعرّض لها، سواء في الداخل أو الخارج، خصوصًا على مستوى عودة عنوان "سحب السلاح" إلى الصدارة، في ضوء الحراك الأميركي الذي استعاد أيضًا جزءًا من ديناميّته في الأيام الأخيرة. يعتبر العارفون بأدبيّات "حزب الله" أنّ الأخير لن يغيّر بالضرورة من تكتيكه في المرحلة المقبلة، فهو سيتمسّك بما يسمّيه "صبرًا استراتيجيًا" في التعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية، لكنه يعتقد أنّ موقفه بات أقوى بعد الحرب الإيرانية، خصوصًا في مواجهة محاولات "استضعافه"، بل "الاستقواء عليه" من قبل بعض القوى المحلية، وهو بالتالي لن يقبل مثلاً بوضع مسألة سحب السلاح، بمعزل عن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة. لعلّ ما أعلنه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي ​ وليد جنبلاط ​ في مؤتمره الصحافي الأخير عن تسليم السلاح المتراكم في المختارة إلى ​ الجيش اللبناني ​، شكّل في مكانٍ ما "رسالة متجدّدة" إلى "حزب الله"، ولو حاول "البيك" إرساء التوازن برفضه طريقة التعامل مع الحزب على أساس الفرض، لكن ثمّة من يعتقد أنّ هذه الخطوة تطلق عمليًا مسار "حصر السلاح بيد الدولة"، المعني به "حزب الله" قبل غيره، فهل يتلقفّها إيجابًا؟!.

نزع السلاح إلى ثلّاجة التأجيل المحلّي؟
نزع السلاح إلى ثلّاجة التأجيل المحلّي؟

صوت لبنان

time٢١-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صوت لبنان

نزع السلاح إلى ثلّاجة التأجيل المحلّي؟

كتب طوني عطية في 'نداء الوطن': من كان يصدّق أنّ ما حصل ويحصل منذ 'طوفان الأقصى'، مرورًا بـ 'حرب الإسناد' وصولًا إلى 'الأسد الصاعد'، ليس من نسج أفلام هوليوودية أو من فبركات الذكاء الاصطناعي. من كان يعتقد أنّ المنطقة التي رست أقلّه منذ نهاية الحرب الباردة على 'ستاتيكو' توازن القوى، ستشهد مخاضًا استراتيجيًّا، يقلب موازينها وينقلها من عصرٍ إلى آخر، كأنها دخلت كبسولة الزمن. من كان يعتقد، أنّ 'الجمهورية الإسلامية في إيران' التي حكمت أربع عواصم، ستأتي النيران إلى عقر دارها وسينتقل النزاع من الأذرع والوكلاء إلى المواجهة المباشرة بينها وبين إسرائيل. هذا الصراع، لم يأتِ من عدم، بل نتيجة تراكمات سياسية وعقائدية تاريخية، وقد عجّل في نشوبه يحيى السنوار. وعلى قاعدة مصائب دول عند دول فوائد، لا يبدو أنّ لبنان استفاد من هذه المعادلة حتّى الآن. فذهنية الانتظار تحوّلت إلى عقيدة سياسية تُسَيّر منطق الدولة. إذ تعتبر أنّ التفاهمات أو التدخّلات الخارجية، تُسهّل صياغة الحلول الداخلية، لا سيّما في ملفّ نزع سلاح 'حزب اللّه' ورديفه الفلسطيني، الذي دخل مجدّدًا ثلّاجة الوعود المؤجّلة، تحت ذريعة اشتعال الحرب بين طهران وتلّ أبيب. في هذا السياق، يُعلّق مصدر سياسي ودبلوماسي سابق قائلًا، 'لا عندما كانت المنطقة تعيش استقرارًا مقنّعًا، أنجزنا ما علينا، ولا عندما اشتعلت، تمكنّا من نزع فتيل الانجرار إلى حرائقها، مثلما حصل خلال معارك الإسناد قبل تدحرجها وتحوّلها إلى حربٍ مدمّرة. المشكلة أننا لم نصغِ إلى نصائح وتحذيرات الموفدين الدوليين، منذ آموس هوكستين، إلى مورغان أورتاغوس. وفي السياق ذاته، وضعت زيارة السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك إلى بيروت، خطّاً أحمر، ستكون عواقبه وخيمة، في حال تخطّاه 'حزب اللّه' وانجرّ إلى حربٍ ضدّ إسرائيل إسنادًا لإيران. صحيح أن برّاك لم يتحدّث عن جدولٍ زمني لتسلّم سلاح الميليشيات، لكن اختلاف اللهجة أو شخصية المبعوثين بين هادئة وغليظة، لا يُبدّل من صرامة الموقف الأميركي ومعه العربي. فحصريّة السلاح، لا تزال المعبر المركزي للدولة اللبنانية لنيل ثقة المجتمع الدولي ومدّ يد العون والغوث لها'. ويشدّد المصدر على ضرورة أن 'تثبت الدولة إرادتها وجديّتها في تتميم المهمات الموكلة إليها، لا سيّما تطبيق القرار 1701. من المعيب والضعف أن يبقى الاتّكال على توافر الظروف الخارجية، وما ستنتهي إليه الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، أو ما ستُفضي إليه المفاوضات غير المباشرة، بوساطة أوروبية في جنيف'. وأضاف أن 'طروحات عدّة عُرضت على الدولة اللبنانية، ومنها أن تُباشر جديًّا في نزع سلاح 'الحزب' تدريجيًّا من منطقة إلى أخرى، كأن تبدأ من النبطية مثلًا، وأن يقابلها انسحاب إسرائيلي من إحدى التلال الخمس، غير أنّ هذه الأفكار لم تترجم أو تؤخذ على محمل الجدّ'. إلى ذلك، لا تكفي إدانة الخروقات الإسرائيلية، في ظلّ عدم تساهل 'الحزب' بعملية تسليم السلاح ومنح الحكومة أوراق قوّة. ففي كلّ مرة تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية له، تكشف من خلالها عجز الدولة عن تفكيك منظومته الأمنية والعسكرية. كما أنّ المواقف المعلنة لقيادات 'حزب اللّه'، وآخرها الصادرة عن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، من 'أننا لسنا على الحياد بين حقوق إيران المشروعة وباطل أميركا وإسرائيل'، معلنًا أنّ 'المقاومة الإسلامية في لبنان ستتصرّف بما تراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي – الأميركي'، إضافة إلى تقارير غربية وتصريحات إيرانية، تُشير إلى أن 'الحزب' يُعيد بناء قدراته، تُشكّل إحراجًا كبيرًا للسلطة اللبنانية. كما أنّ قاسم هو الممثل الشخصي لمرشد 'الجمهورية الإسلامية' في لبنان، وبالتالي يأتمر بأوامره، فماذا لو طلب خامنئي من قاسم فتح معركة إسناد جديدة، إذا شعر النظام الإيراني بأنّ مصيره بات على المحكّ؟ وهل تكفي مواقف المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي المشدّدة على عدم توريط لبنان بالحرب الدائرة؟ وختم المصدر واصفًا لبنان بعجوز يمشي ثقيل الهمم، في شرق يتغيّر بسرعة ويخلع عنه رداءه العتيق.

نزع السلاح إلى ثلّاجة التأجيل المحلّي؟
نزع السلاح إلى ثلّاجة التأجيل المحلّي؟

IM Lebanon

time٢١-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • IM Lebanon

نزع السلاح إلى ثلّاجة التأجيل المحلّي؟

كتب طوني عطية في 'نداء الوطن': من كان يصدّق أنّ ما حصل ويحصل منذ 'طوفان الأقصى'، مرورًا بـ 'حرب الإسناد' وصولًا إلى 'الأسد الصاعد'، ليس من نسج أفلام هوليوودية أو من فبركات الذكاء الاصطناعي. من كان يعتقد أنّ المنطقة التي رست أقلّه منذ نهاية الحرب الباردة على 'ستاتيكو' توازن القوى، ستشهد مخاضًا استراتيجيًّا، يقلب موازينها وينقلها من عصرٍ إلى آخر، كأنها دخلت كبسولة الزمن. من كان يعتقد، أنّ 'الجمهورية الإسلامية في إيران' التي حكمت أربع عواصم، ستأتي النيران إلى عقر دارها وسينتقل النزاع من الأذرع والوكلاء إلى المواجهة المباشرة بينها وبين إسرائيل. هذا الصراع، لم يأتِ من عدم، بل نتيجة تراكمات سياسية وعقائدية تاريخية، وقد عجّل في نشوبه يحيى السنوار. وعلى قاعدة مصائب دول عند دول فوائد، لا يبدو أنّ لبنان استفاد من هذه المعادلة حتّى الآن. فذهنية الانتظار تحوّلت إلى عقيدة سياسية تُسَيّر منطق الدولة. إذ تعتبر أنّ التفاهمات أو التدخّلات الخارجية، تُسهّل صياغة الحلول الداخلية، لا سيّما في ملفّ نزع سلاح 'حزب اللّه' ورديفه الفلسطيني، الذي دخل مجدّدًا ثلّاجة الوعود المؤجّلة، تحت ذريعة اشتعال الحرب بين طهران وتلّ أبيب. في هذا السياق، يُعلّق مصدر سياسي ودبلوماسي سابق قائلًا، 'لا عندما كانت المنطقة تعيش استقرارًا مقنّعًا، أنجزنا ما علينا، ولا عندما اشتعلت، تمكنّا من نزع فتيل الانجرار إلى حرائقها، مثلما حصل خلال معارك الإسناد قبل تدحرجها وتحوّلها إلى حربٍ مدمّرة. المشكلة أننا لم نصغِ إلى نصائح وتحذيرات الموفدين الدوليين، منذ آموس هوكستين، إلى مورغان أورتاغوس. وفي السياق ذاته، وضعت زيارة السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك إلى بيروت، خطّاً أحمر، ستكون عواقبه وخيمة، في حال تخطّاه 'حزب اللّه' وانجرّ إلى حربٍ ضدّ إسرائيل إسنادًا لإيران. صحيح أن برّاك لم يتحدّث عن جدولٍ زمني لتسلّم سلاح الميليشيات، لكن اختلاف اللهجة أو شخصية المبعوثين بين هادئة وغليظة، لا يُبدّل من صرامة الموقف الأميركي ومعه العربي. فحصريّة السلاح، لا تزال المعبر المركزي للدولة اللبنانية لنيل ثقة المجتمع الدولي ومدّ يد العون والغوث لها'. ويشدّد المصدر على ضرورة أن 'تثبت الدولة إرادتها وجديّتها في تتميم المهمات الموكلة إليها، لا سيّما تطبيق القرار 1701. من المعيب والضعف أن يبقى الاتّكال على توافر الظروف الخارجية، وما ستنتهي إليه الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، أو ما ستُفضي إليه المفاوضات غير المباشرة، بوساطة أوروبية في جنيف'. وأضاف أن 'طروحات عدّة عُرضت على الدولة اللبنانية، ومنها أن تُباشر جديًّا في نزع سلاح 'الحزب' تدريجيًّا من منطقة إلى أخرى، كأن تبدأ من النبطية مثلًا، وأن يقابلها انسحاب إسرائيلي من إحدى التلال الخمس، غير أنّ هذه الأفكار لم تترجم أو تؤخذ على محمل الجدّ'. إلى ذلك، لا تكفي إدانة الخروقات الإسرائيلية، في ظلّ عدم تساهل 'الحزب' بعملية تسليم السلاح ومنح الحكومة أوراق قوّة. ففي كلّ مرة تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية له، تكشف من خلالها عجز الدولة عن تفكيك منظومته الأمنية والعسكرية. كما أنّ المواقف المعلنة لقيادات 'حزب اللّه'، وآخرها الصادرة عن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، من 'أننا لسنا على الحياد بين حقوق إيران المشروعة وباطل أميركا وإسرائيل'، معلنًا أنّ 'المقاومة الإسلامية في لبنان ستتصرّف بما تراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي – الأميركي'، إضافة إلى تقارير غربية وتصريحات إيرانية، تُشير إلى أن 'الحزب' يُعيد بناء قدراته، تُشكّل إحراجًا كبيرًا للسلطة اللبنانية. كما أنّ قاسم هو الممثل الشخصي لمرشد 'الجمهورية الإسلامية' في لبنان، وبالتالي يأتمر بأوامره، فماذا لو طلب خامنئي من قاسم فتح معركة إسناد جديدة، إذا شعر النظام الإيراني بأنّ مصيره بات على المحكّ؟ وهل تكفي مواقف المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي المشدّدة على عدم توريط لبنان بالحرب الدائرة؟ وختم المصدر واصفًا لبنان بعجوز يمشي ثقيل الهمم، في شرق يتغيّر بسرعة ويخلع عنه رداءه العتيق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store