أحدث الأخبار مع #حزبالأمةالقومي


النبأ
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- النبأ
أول تصريح لرئيس الإدارة المدنية للدعم لولاية الخرطوم من بورتسودان
كشف رئيس الإدارة المدنية لولاية الخرطوم، عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن، عن الدوافع التي دفعته للعودة إلى الوطن، مشيرًا إلى بند علمانية الدولة كأحد الأسباب الرئيسية. وأوضح أن الطرح الذي قدمه السياسيون خلال مؤتمر نيروبي كان ضعيفًا، بالإضافة إلى حرصهم على تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية التي تم توزيعها على المشاركين في المؤتمر. جاءت هذه التصريحات خلال المؤتمر التنويري الثامن عشر الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام، والذي أقيم في قاعة جهاز المخابرات العامة ببورتسودان، حيث أشار عبد اللطيف إلى أن عبد العزيز الحلو قد استلم مبلغ 5 ملايين دولار أمريكي، بالإضافة إلى عدد من العربات القتالية، كتعويض عن مشاركته في مؤتمر نيروبي. كما أضاف أن جميع السياسيين الذين شاركوا في المؤتمر تم شراء ذممهم، مشيرًا إلى أن حزب الأمة القومي هو الأكثر تذبذبًا بين المليشيات ولجان مؤتمر نيروبي. وأكد رئيس الإدارة المدنية المعين من قبل الدعم السريع أن جهوده تركزت على تقديم الغذاء والدواء من قبل المحسنين داخل وخارج السودان. وتم تعيين عبد اللطيف في منصب رئيس الإدارة المدنية بولاية الخرطوم في نوفمبر من العام الماضي، كجزء من جهود الدعم السريع لإدارة الشؤون الحكومية في المناطق التي تسيطر عليها قبل ان تفقدها مؤخرا حيث فقدت السيطرة على الخرطوم. وفقًا لمصادر متداولة، غادر عبد اللطيف مدينة نيروبي متوجهًا إلى جوبا في جنوب السودان، بعد أن كان له دور بارز في توقيع الميثاق السياسي لتحالف التأسيس. كما أشارت المصادر إلى أن عبد اللطيف تعرض لضغوط كبيرة من قادة محليين وتنفيذيين للانسحاب من قوات الدعم السريع، خاصة مع تقدم الجيش والمجموعات المتحالفة معه في عدة جبهات بولاية الخرطوم. وقد استجاب عبد اللطيف لهذه الضغوط، حيث انتقل من جوبا إلى مدينة بورتسودان، التي تُعتبر العاصمة المؤقتة للحكومة. وكان قد وقّع 24 من قادة الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة السودانية الميثاق التأسيسي للدولة السودانية الديموقراطية الجديدة، المعروفة إعلاميًا بـ "وثيقة نيروبي"، في ختام مشاركتهم في مؤتمر حاشد عقد في العاصمة الكينية نيروبي.


الدستور
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
وليد النور لـ"الدستور": تشكيل حكومة موازية يقود لتقسيم السودان ويهدد وحدته
أصدرت وزارة التجارة والتموين السودانية، قرارًا بوقف استيراد كافة المنتجات من كينيا، احتجاجًا على استضافتها لاجتماعات ميليشيا الدعم السريع في وقت سابق. واستضافت كينيا في 23 فبراير الماضي اجتماعات لميليشيا الدعم السريع وحلفائها من الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وفصائل الجبهة الثورية، بالإضافة إلى رئيس حزب الأمة القومي وعدد من الكيانات السياسية. وتعليقا على هذا الأمر قال وليد النور، سكرتير عام نقابة الصحفيين السودانيين، إن تشكيل حكومة موازية يعتبر خطوة خطيرة قد تؤدي إلى تقسيم السودان إلى منطقتين. وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن هذه الخطوة تهدد وحدة السودان أرضًا وشعبًا، حيث ستؤدي إلى تقسيم مناطقي وجهوي وإثني وأكد أن هذا التقسيم سيزيد من تعقيد الأوضاع التي تشهدها البلاد حاليًا. وأشار النور، إلى أن هناك أربع جهات تسيطر على السودان في الوقت الراهن: الجيش الذي يسيطر على بعض الولايات، قوات الدعم السريع التي تسيطر على ولايات في دارفور وبعض مناطق ولاية كردفان. وهذا يهدد بتقسيم السودان إلى كيانات مختلفة، وهو ما يشكل خطرًا على استقراره ووحدته. وأوضح النور، أن التحذير الصادر من الاتحاد الإفريقي بشأن تشكيل حكومة موازية جاء في الوقت المناسب، مشددًا على ضرورة حل الأزمة السودانية من خلال التفاوض والحل السياسي، حيث إن الحرب الحالية هي حرب سياسية ويجب أن يتم حلها سياسيًا وليس عن طريق المزيد من التوترات أو الصراعات. كما تحدث النور عن التوترات القائمة بين السودان وكينيا، حيث وصل الوضع إلى حد استدعاء السفراء بين البلدين، موضحا أن هذا الوضع يعكس التوترات الكبيرة بين الجانبين في ظل الظروف السياسية الراهنة. إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن السودان هذ وعقد مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، جلسة إحاطة بشأن الوضع في السودان، وذلك بطلب من الدنمارك وبريطانيا لمناقشة حماية المدنيين والعواقب الإنسانية للنزاع، بما في ذلك آثاره على الرعاية الصحية. وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث ادريس، في كلمته خلال الإحاطة، إن إجمالي خسائر القطاع الصحي في السودان جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الدعم السريع بلغ حوالي 11 مليار و420 مليون دولار، بجانب خروج 70% من المستشفيات بولايات الخرطوم والجزيرة وكردفان وسنار عن الخدمة وتعطل 250 مستشفي من القطاعين العام والخاص وخروج 20 مستشفي مرجعي عن نطاق الخدمة في ولايتي الخرطوم والجزيرة. وقال الحارث، إن نحو 6 ملايين امرأة و2500 فتاة أصبحوا خارج إطار التعليم بسبب الحرب التي أشعلتها الميلشيا، مؤكدا أن الدعم السريع استخدمت سلاح الاغتصاب لإذلال كرامة الرجال لإخضاعهم وإنقاص القيم وهناك 1098 حالة اغتصاب سجلت في مناطق سيطرة المليشيا علي أساس عرقي بحسب تقارير منظمات دولية.

سودارس
١٢-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
حاج ماجد سوار يكتب: وزارة الخارجية تتعافى
أسماء محمد عبد الله عمر قمر الدين (موظف منظمة كفاية الأمريكية المعروفة بعدائها للسودان) مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي في عهدهم (القحتاوي الحمدوكي) شهدت الوزارة واحدة من أكبر المؤامرات على البلاد حيث قامت (لجنة التمكين) سيئة الذكر المكونة من عناصر حزب البعث جناح السنهوري : وجدي صالح إيهاب الطيب و آخرين و عناصر حزب الأمة القومي : صلاح مناع عروة الصادق و آخرين ففي كشف واحد و يوم واحد قامت بفصل (109) دبلوماسي معظمهم سفراء في درجات مختلفة غالبيتهم تدرجوا في السلك الدبلوماسي من درجة سكرتير ثالث حتى وصلوا إلى درجة السفير و في ذات الوقت تم إعادة تعيين دبلوماسيين غادروا الوزارة لأسباب مختلفة من بينها عدم الكفاءة و تمت ترقيتهم بأثر رجعي رغم أنهم لحظة فصلهم كانوا في بداية سلم السلك الدبلوماسي (سكرتيرين و مستشارين) و من بين هؤلاء الوزيرة أسماء محمد عبد الله و عمر مانيس الذي شغل منصب وزير رئاسة مجلس الوزراء و الرشيد سعيد الذي عين لا حقاّ وكيلاً لوزارة الثقافة و الإعلام و زوجته هالة بابكر النور التي شغلت منصب مدير الإدارة الأوروبية بالوزارة على الرغم من أنها و زوجها و عمر مانيس يحملون الجنسية الفرنسية ، حيث تمت ترقيتهم و آخرين إلى سفراء !! المجزرة التي تعرضت لها الوزارة بواسطة لجنة التمكين مثلت ضربة قوية للدبلوماسية السودانية و للعلاقات الخارجية حيث فقدت البلاد عناصر مؤهلة و مدربة و مجربة و في المقابل أصبحت العديد من السفارات تدار بواسطة ما يسمى بلجان المقاومة و للأسف فإن سفراء كبار في العديد من المحطات صاروا دُمىً في أيدي ناشطي هذه اللجان !! و لاحقاً أصدر 17 منهم مذكرة إعتراض و رفض لقرارات 25 اكتوبر 2021 و لكنهم تراجعوا و اعتذروا لقائد الجيش رئيس مجلس السيادة و بعضهم الآن على رأس بعض بعثات !! في يناير 2022 أبطلت المحكمة العليا قرارات لجنة التمكين و أعادت السفراء و الدبلوماسيين المفصولين إلى وظائفهم و لكنهم ظلوا مهمشين إلى وقت قريب !! بعد إندلاع تمرد مليشيا الجنجويد و إشعالها للحرب و كغيرها من مؤسسات الدولة فقدت الوزارة مقرها و أرشيفها و تفرق السفراء و الدبلوماسيين و الإداريين في المهاجر الداخلية و الخارجية . و بعد عدة أشهر من بدء الحرب إلتقط الوزير السفير علي الصادق الذي تم تكليفه عقب صدور قرارات أكتوبر 2021 أنفاسه و بدأ مع مجموعة محدودة في إدارة خلية أزمة ، ثم أعقبه السفير حسين عوض الذي واصل العمل بنفس طريقة سلفه إلى أن جاء الوزير الحالي السفير علي يوسف و مع تعافي مؤسسات الدولة و الإنتصارات الكبيرة التي حققتها قواتنا المسلحة في الأشهر الأخيرة بدأت الوزارة تتعافى بقيادة وزيرها و طاقم محدود من السفراء و الدبلوماسيين في بورتسودان بإدارة الملف الخارجي بمهنية و همة عالية و على الرغم من العقبات الكثيرة فقد تمكنت من إحداث إختراقات كبيرة في إعادة بناء العلاقات وفقاً للمصالح العليا للبلاد و أخذت الوزارة موقعها الطبيعي كخط دفاع أول في معركة الكرامة .. من مظاهر تعافي الوزارة أنها بدأت بترشيح سفراء لهم خبرة و تجربة لمحطات مهمة و تعتبر العلاقات معها في مستوى العلاقات الإستراتيجية و قد شهدنا قبل يومين وداع رئيس مجلس السيادة للدفعة الأولى منهم إلى اليابان ، سلطنة عمان ، بيلاروسيا.. و قد تزامن مع هذا الحدث إعتماد ترقية (64) سفير كانوا قد تعرضوا للظلم في السنوات الماضية و الترقية هي إستحقاق طبيعي حيث أنهم استوفوا كل شروطها .. نتمنى أن تجد الوزارة إهتماماً أكبر يمكنها من أداء دورها و واجبها في هذه المرحلة الحرجة التي يجب أن تنتظم و تصطف فيها جميع مؤسسات الدولة للتصدي لأكبر مؤامرة تتعرض لها البلاد في تأريخها تمالأت عليها قوى الشر المحلية و الإقليمية و الدولية.


التغيير
٠١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- التغيير
موسم التشرذم السياسي في السودان
موسم التشرذم السياسي في السودان فيصل محمد صالح تعاني الأحزاب والتيارات السياسية في السودان من حالة تشرذم عامة منذ زمن طويل، لكن وصلت هذه الحالة الآن إلى حدها الأقصى، حتى لم يبقَ حزب على حاله، وتمزقت بعض الأحزاب والكتل إلى مجموعات صغيرة يصعب تجميعها، ثم ساهمت الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين في زيادة حدة التمزق وتوسيع مداه، وذلك بسبب اختلاف المواقف التي، في كثير من الأحيان، لا تتم على أساس القراءات والتحليلات السياسية المختلفة، ولكن على أسس جهوية وعرقية واجتماعية. آخر هذه الانشقاقات التي خرجت للعلن كان في حزب الأمة القومي الذي قررت بعض أجهزته عزل رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر، في حين قام الرئيس من جانبه بحل الأجهزة التي أعلنت عزله، وانقسم الحزب إلى ثلاث مجموعات تتصارع حول الشرعية. مسببات الانشقاق عديدة، كان أحدها الصراع داخل أسرة زعيم الحزب الراحل الإمام الصادق المهدي حول خلافته، ثم انتقل الصراع لمرحلة جديدة بسبب الحرب؛ إذ تباينت المواقف بين قيادات الحزب، ثم تفجر الصراع بعد توقيع رئيس الحزب على التحالف مع «قوات الدعم السريع» والقوى السياسية والحركات المسلحة التي اجتمعت في نيروبي وكوّنت «تحالف تأسيس»، والذي أعلن نيته تكوين حكومة لتنازع حكومة الفريق البرهان حول الشرعية. هذه الحال تنطبق تقريباً على معظم الأحزاب السياسية السودانية، بلا استثناء، مع اختلاف درجة التشرذم ونوعه؛ فقد وجدت الحرب الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو أحد الحزبين الكبيرين في البلاد، في حالة يُرثى لها؛ فقد تمزق إلى أشلاء حتى لم يعد ممكناً حصر الأحزاب التي تحمل اسم الحزب مع إضافة صغيرة للتمييز. ووصل الشقاق إلى بيت زعيم طائفة الختمية وزعيم الحزب السيد محمد عثمان الميرغني، فتقاسم الشقيقان جعفر والحسن ما تبقى من الحزب، وذهب أحد أبناء البيت الختمي الكبير، إبراهيم الميرغني، ليوقع على ميثاق نيروبي وينضم إلى «تحالف تأسيس». ويعاني الحزب الشيوعي السوداني، والذي كان في مقام أكبر أحزاب اليسار في المنطقة، من أزمة صامتة بين تيارين داخله، يبحث أحدهما عن تحالف واسع للحزب مع القوى السياسية التي تقف ضد الحروب وتأمل عودة الحكم المدني، وتيار آخر متشدد يقوده السكرتير العام محمد مختار الخطيب، ينطلق من موقف تخوين كل القوى السياسية التي كانت حليفة له ويرفض التحالف معها. وقد ظهرت كتابات ناقدة من بعض عضوية الحزب لتيار السكرتير العام، لكن التزم الطرف الآخر الصمت ورفض الدخول في مناقشة عامة، حسب تقاليد الحزب. وانقسمت الحركة الإسلامية من قبل إلى حزبين؛ المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، ثم انقسم كل حزب منهما إلى قسمين. وتعاني أحزاب اليسار الأخرى من التشتت ذاته؛ فقد انقسم حزب البعث إلى ثلاثة أحزاب، وانقسم الناصريون لحزبين، وضعفت أو اختفت تنظيمات يسارية أخرى كانت ناشطة في فترة الثورة. تتشابه الأمراض التي تفتك بالأحزاب السياسية السودانية القديمة، والتي وصلت إلى مرحلة الشيخوخة، ولم تستطع أن تجدد دماءها وبرامجها. ويكفي أن الأحزاب الأربعة الكبرى، بما فيها الحركة الإسلامية والحزب الشيوعي، تربع على زعامتها رؤساء امتدت فترتهم بين الأربعين والخمسين عاماً. عجزت الأحزاب عن استقطاب الشباب لعدم قدرتها على تحديث خطابها، كما أن معظمها ليس لديه برنامج معروف يستقطب به العضوية؛ لأنها تعتمد على الانتماءات الجهوية والطائفية والعرقية، أو على شعارات آيديولوجية قديمة لم يتم تحديثها ومواءمتها مع الواقع السوداني. وتكتسب بعض الأحزاب عضويتها بالوراثة؛ فالانتماء للحزب الذي يُفترض أنه تكوين حديث قائم على البرنامج، يتم في واقع الأمر بناء على انتماء الأسرة أو القبيلة. وتفتقد معظم الأحزاب الديمقراطية الداخلية؛ فهي إما أنها لا تعقد مؤتمراتها بانتظام لانتخاب القيادات ومناقشة البرامج الحزبية، أو تعقد مؤتمرات شكلية لإضفاء الطابع الديمقراطي، في حين يتم توزيع المناصب وحسم التحالفات خارج المؤتمر. من المؤكد أن فترة ما بعد الحرب، متى ما توقفت، ستشهد هزة كبيرة في الواقع السياسي السوداني، وإعادة ترسيم للمشهد بطريقة تشهد تصدع الولاءات القديمة، واختفاء أحزاب كبيرة، وظهور أخرى، وبالذات الأحزاب والحركات المناطقية والجهوية التي تكاثرت في فترة الحرب. إنه طوفان قادم لن يبقى فيه حياً إلا من استعد بالتحديث والتجديد، وتطوير البرامج، والقدرة على التعامل مع الواقع الجديد والمعقد.

سودارس
٠١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
فيصل محمد صالح يكتب: موسم التشرذم السياسي في السودان
آخر هذه الانشقاقات التي خرجت للعلن كان في حزب الأمة القومي الذي قررت بعض أجهزته عزل رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر، في حين قام الرئيس من جانبه بحل الأجهزة التي أعلنت عزله، وانقسم الحزب إلى ثلاث مجموعات تتصارع حول الشرعية. مسببات الانشقاق عديدة، كان أحدها الصراع داخل أسرة زعيم الحزب الراحل الإمام الصادق المهدي حول خلافته، ثم انتقل الصراع لمرحلة جديدة بسبب الحرب؛ إذ تباينت المواقف بين قيادات الحزب، ثم تفجر الصراع بعد توقيع رئيس الحزب على التحالف مع «قوات الدعم السريع» والقوى السياسية والحركات المسلحة التي اجتمعت في نيروبي وكوّنت «تحالف تأسيس»، والذي أعلن نيته تكوين حكومة لتنازع حكومة الفريق البرهان حول الشرعية. هذه الحال تنطبق تقريباً على معظم الأحزاب السياسية السودانية، بلا استثناء، مع اختلاف درجة التشرذم ونوعه؛ فقد وجدت الحرب الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو أحد الحزبين الكبيرين في البلاد، في حالة يُرثى لها؛ فقد تمزق إلى أشلاء حتى لم يعد ممكناً حصر الأحزاب التي تحمل اسم الحزب مع إضافة صغيرة للتمييز. ووصل الشقاق إلى بيت زعيم طائفة الختمية وزعيم الحزب السيد محمد عثمان الميرغني، فتقاسم الشقيقان جعفر والحسن ما تبقى من الحزب، وذهب أحد أبناء البيت الختمي الكبير، إبراهيم الميرغني، ليوقع على ميثاق نيروبي وينضم إلى «تحالف تأسيس». ويعاني الحزب الشيوعي السوداني، والذي كان في مقام أكبر أحزاب اليسار في المنطقة، من أزمة صامتة بين تيارين داخله، يبحث أحدهما عن تحالف واسع للحزب مع القوى السياسية التي تقف ضد الحروب وتأمل عودة الحكم المدني، وتيار آخر متشدد يقوده السكرتير العام محي الدين الخطيب، ينطلق من موقف تخوين كل القوى السياسية التي كانت حليفة له ويرفض التحالف معها. وقد ظهرت كتابات ناقدة من بعض عضوية الحزب لتيار السكرتير العام، لكن التزم الطرف الآخر الصمت ورفض الدخول في مناقشة عامة، حسب تقاليد الحزب. وانقسمت الحركة الإسلامية من قبل إلى حزبين؛ المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، ثم انقسم كل حزب منهما إلى قسمين. وتعاني أحزاب اليسار الأخرى من التشتت ذاته؛ فقد انقسم حزب البعث إلى ثلاثة أحزاب، وانقسم الناصريون لحزبين، وضعفت أو اختفت تنظيمات يسارية أخرى كانت ناشطة في فترة الثورة. تتشابه الأمراض التي تفتك بالأحزاب السياسية السودانية القديمة، والتي وصلت إلى مرحلة الشيخوخة، ولم تستطع أن تجدد دماءها وبرامجها. ويكفي أن الأحزاب الأربعة الكبرى، بما فيها الحركة الإسلامية والحزب الشيوعي، تربع على زعامتها رؤساء امتدت فترتهم بين الأربعين والخمسين عاماً. عجزت الأحزاب عن استقطاب الشباب لعدم قدرتها على تحديث خطابها، كما أن معظمها ليس لديه برنامج معروف يستقطب به العضوية؛ لأنها تعتمد على الانتماءات الجهوية والطائفية والعرقية، أو على شعارات آيديولوجية قديمة لم يتم تحديثها ومواءمتها مع الواقع السوداني. وتكتسب بعض الأحزاب عضويتها بالوراثة؛ فالانتماء للحزب الذي يُفترض أنه تكوين حديث قائم على البرنامج، يتم في واقع الأمر بناء على انتماء الأسرة أو القبيلة. وتفتقد معظم الأحزاب الديمقراطية الداخلية؛ فهي إما أنها لا تعقد مؤتمراتها بانتظام لانتخاب القيادات ومناقشة البرامج الحزبية، أو تعقد مؤتمرات شكلية لإضفاء الطابع الديمقراطي، في حين يتم توزيع المناصب وحسم التحالفات خارج المؤتمر. من المؤكد أن فترة ما بعد الحرب، متى ما توقفت، ستشهد هزة كبيرة في الواقع السياسي السوداني، وإعادة ترسيم للمشهد بطريقة تشهد تصدع الولاءات القديمة، واختفاء أحزاب كبيرة، وظهور أخرى، وبالذات الأحزاب والحركات المناطقية والجهوية التي تكاثرت في فترة الحرب. إنه طوفان قادم لن يبقى فيه حياً إلا من استعد بالتحديث والتجديد، وتطوير البرامج، والقدرة على التعامل مع الواقع الجديد والمعقد.