أحدث الأخبار مع #حزبريفورم


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- سياسة
- Independent عربية
صافي الهجرة إلى بريطانيا يهبط إلى النصف في 2024
ما زرعه حزب المحافظين لتقييد الهجرة إلى بريطانيا في عهد حكومتهم الأخيرة قد يحصده "العمال" اليوم، إذ أعلن المكتب الوطني للإحصاء اليوم الخميس أن صافي الهجرة الطويلة الأمد قد انخفض بمقدار النصف تقريباً حتى وصل إلى 431 ألف شخص في 2024 مقارنة مع 860 ألفاً نهاية العام الذي سبقه. وصافي الهجرة هو الفارق بين من دخلوا البلاد والمغادرين لها، والآليات التي أدت إلى هذا الانخفاض وضعتها الحكومة المحافظة التي تزعمها ريشي سوناك وكان وزير داخليته جيمس كليفرلي، حين رفعت في 2023 الحد الأدنى لأجور العمالة الأجنبية، وصعبت على الوافدين بغرض العمل أو الدراسة جلب عائلاتهم معهم. زعيمة المحافظين كيمي بادينوك شعرت بالرضا لكنها لم تبالغ في إطراء حزبها، وقالت إن أرقام المهاجرين لا تزال مرتفعة والإجراءات تحتاج إلى صرامة أكبر من قبل الحكومة العمالية، أما زعيم حزب "ريفورم" اليميني نايجل فاراج فيرى في الأعداد الجديدة "كارثة" تحتاج إلى علاجات حقيقية وعملية، ولكنها إحصاءات اليوم برأيه تبقى أقل من "الخيانة" التي ارتكبها "المحافظين" بعد "بريكست"، على حد تعبيره. الأرقام الصادرة اليوم عكست تراجع عدد المرافقين للطلبة الأجانب في الجامعات بنسبة 86 في المئة وانخفاضاً بنسبة 35 في المئة بعائلات القادمين للعمل في السوق البريطانية، وهو ما قاد إلى تراجع إجمال الوافدين عام 2024 إلى 948 ألف مهاجر مقابل أكثر من 1.3 مليون شخص دخلوا الدولة في العام الذي سبقه. مع تقييد تأشيرات العائلات والمرافقين وتحميل الشركات أعباء مالية أكبر لاستقدام العمالة الأجنبية في 2023، تراجع عدد المهاجرين بغرض العمل في المملكة المتحدة خلال العام الماضي إلى النصف تقريباً، وهو ما يعادل أكثر من 100 ألف شخص موزعين على كل الفئات المسجلة في الوظائف المتاحة للمهاجرين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الوافدون للدراسة نقص عددهم بنسبة 17 في المئة في 2024، وهو معدل قابل للزيادة في العام الجاري وتحذر جامعات بريطانية من تأثير ذلك في ميزانياتها التي تعتمد على رسوم الطلبة الأجانب كواحد من أبرز مصادر دخلها، إلا أن حكومة حزب العمال الجديدة لم تظهر أي تعاطف مع المؤسسات الأكاديمية على هذا الصعيد. الحكومة الجديدة بقيادة كير ستارمر، التي وصلت السلطة في الرابع من يوليو (تموز) 2024، لم تعدل القيود التي فرضتها سابقتها المحافظة بصورة عامة، وبخاصة في ما يتعلق بالأجور المطلوبة لاستقدام العمالة أو حتى للزواج من أجانب، فتقليص أعداد المهاجرين هو وعد انتخابي أطلقه حزب العمال أيضاً، وأطلق من أجل تنفيذه قبل أيام ورقة بيضاء تستهدف تقليصاً أكبر في الأرقام خلال ولاية البرلمان الحالي الممتدة إلى 2029. لم تعلن الحكومة تفاصيل تطبيق ورقتها البيضاء، لكن صافي الهجرة الجديد على رغم تراجعه، يبقى أكثر من الحد الذي ساد قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (300 ألف)، وصوت الناس على ضوئه في استفتاء مصيري عام 2016 لصالح "بريكست" تحت عنوان "استعادة السيطرة على الحدود ووقف تدفق الأجانب إلى البلاد". وزيرة الداخلية إيفيت كوبر رحبت بتراجع أعداد المهاجرين وفق الإحصاءات الحديثة، ولكن ذلك برأيها ليس كافياً، وما نتوقعه من "الورقة البيضاء" للحكومة تقديم حلول جذرية لمشكلة طال انتظار البريطانيين لحلها، وفق قولها. في الأرقام الرسمية الحديثة شكل مواطنو الاتحاد الأوروبي 13 في المئة من القادمين إلى المملكة المتحدة عام 2024، وفي ظل الاتفاق الجديد الذي أبرم قبل أيام لتحسين العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد يرتفع عدد المهاجرين من دول التكتل خلال العام المقبل وما بعده بفعل موافقة حكومة ستارمر على حرية تنقل الشباب دون سن الثلاثين بين الطرفين لأغراض العمل والدراسة والإقامة. النسبة الكبرى من المهاجرين إلى المملكة المتحدة عام 2024 جاءت من خارج الاتحاد الأوروبي بواقع 81 في المئة، أما أكثر الدول المصدرة لهؤلاء فكانت الهند بأكثر من 150 ألف شخص جاءوا للدراسة والعمل وأغراض أخرى، تلتها باكستان بما يزيد على 76 ألفاً، ثم الصين بـ70 ألفاَ، ونيجيريا بـ52 ألفاً، وبعدها أوكرانيا 22 ألفاً. التراجع في أعداد القادمين العام الماضي طال أيضاً اللاجئين، إذ أكد مكتب الإحصاء أن عدد الوافدين إلى المملكة المتحدة لهذا الغرض نهاية مارس (آذار) الماضي وصل إلى أكثر من 32 ألفاً بقليل مقابل 38 ألفاً نهاية 2024، وعلى رغم ذلك يعتبر الرقم الجديد أعلى بنسبة تسعة في المئة قياساً بعدد اللاجئين عندما تسلم "العمال" السلطة قبل نحو عام، إذ بلغ نحو 30 ألف شخص كانوا يقيمون في الفنادق المخصصة للمتقدمين بطلبات اللجوء، وهم في غالبيتهم الساحقة قدموا عبر البحر بشكل غير شرعي.


Independent عربية
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
الشعبويون يقلبون المشهد السياسي الداخلي في بريطانيا
شهدت بريطانيا انتخابات محلية قلبت المشهد السياسي الداخلي رأساً على عقب، حيث حقق حزب "ريفورم" الشعبوي انتصاراً ساحقاً على الحزبين الرئيسين "العمال" والمحافظين"، فظفر بـ677 مقعداً محلياً وسيطر على 10 بلديات في إنجلترا، على رغم حداثة عهده حيث لم يمض على تأسيسه سوى أعوام. زعيم "ريفورم" نايجل فاراج رفع نخب انتصاره التاريخي الذي وضع "المحافظين" أمام حقيقة خسارة تمثيلهم لليمين بكل فئاته في بريطانيا، وأجبر "العمال" على إعادة النظر بأجندته واتجاهاته حتى قبل مرور عام على ولايته الأولى في السلطة، حيث أظهرت الانتخابات التي طاولت 23 مجلساً بلدياً في إنجلترا، أن مؤيدي فاراج وحزبه عابرون للأحزاب ويمتدون على جغرافيا واسعة في المملكة المتحدة. فاراج قال إن "نتائج الانتخابات المحلية كانت مفاجِئة حتى بالنسبة إليه، ولفت إلى أنها سابقة في التاريخ الحديث للمملكة المتحدة إذ إن حزب "العمال" لم يخسر استحقاقاً مشابهاً منذ الحرب العالمية الثانية"، لكن تقريراً برلمانياً مختصاً لفت إلى أن "الليبراليين الديمقراطيين" فعلوها عامي 2004 و2009. زعيمة "المحافظين" كيمي بادنوك خرجت لتعتذر ولكنها لم تستقل من منصبها، كانت مثل الجميع في الحزب الأزرق المهزوم في الانتخابات العامة قبل 10 أشهر تتوقع ما حدث في الاستحقاق البلدي، لذلك لم ترهن مستقبلها السياسي بنتائج صناديق الاقتراع التي قصدها البريطانيون أول من أمس الخميس ليختاروا من يدير شؤونهم المحلية في المدن والقرى بكل ما تحويه من مرافق وخدمات. وزير الخزانة في حكومة الظل ريتشارد فولر، يقول إن "فاراج يريد منذ البداية القضاء على المحافظين لذلك لن يكون هناك أي اتفاق بينهم وبينه"، لكن ذلك لا يلغي برأيه حقيقة أن خطر الشعبويين لن يتوقف عند الحزب الأزرق، وبحسب نائب عمالي فضل عدم ذكر اسمه لهيئة الإذاعة البريطانية، بات المشهد السياسي في مناطق شمال وشرق البلاد قاتماً جداً، ويحتاج من حزب "العمال" إلى إعادة حساباته. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) رفض زعيم "العمال" ورئيس الوزراء كير ستارمر تبرير خسارة حزبه بالطرق التقليدية ذاتها التي اعتاد عليها أسلافه، وغرد في منشور عبر منصة "إكس" بالقول إن "حزبه يسير بالاتجاه الصحيح لكن البريطانيين يجب أن يشعروا بثمرات التغيير الذي وعدهم به، وهو ما سيحرص جاهداً على تسريع حدوثه ووقعه". محللون لنتائج الاستحقاق المحلي يقرأون فيه زلزالاً سيضرب الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويقولون إن تكرار مشهد الخميس "الدامي" يعني فوز "ريفورم" بالأكثرية النيابية وسيطرته على 30 في المئة من مقاعد البرلمان في الأقل، ليستحق فاراج حينها منصب رئيس الوزراء كما يحلم منذ دخوله البرلمان. زعيم "ريفورم" قال عند فوزه بمقعد منطقة "كلاكتون" في البرلمان عبر انتخابات الرابع من يوليو (تموز) 2024، إنه يصبو إلى قيادة الحكومة عام 2029، ويبدو أن نتائج الاستحقاق المحلي تقربه أكثر من حلمه، ولكن السؤال هو إن كان ذلك سيتحقق على حساب "المحافظين" أم "العمال" أم كليهما معاً؟ في خطوة أخرى نحو حلمه، أوصل فاراج قبل يومين نائباً جديداً لحزبه إلى البرلمان ليرفع عدد ممثليه إلى خمسة أعضاء، تعتبر سارة بوتشين أول امرأة من "ريفورم" تدخل مجلس العموم بعدما تغلبت على منافسها العمالي بفارق ستة أصوات فقط في منطقة يسيطر عليها حزب العمال منذ عام 2010. بوتشين انشقت عن "المحافظين" والتحقت بفاراج حتى حققت النصر في منطقتها، وسلوكها هذا زاد من قلق قيادات الحزب الأزرق، وخلق لديهم سؤالاً كبيراً حول عدد الساسة الذين يمكن أن يقلدوا نائبة "ريفورم" الجديدة للوصول إلى البرلمان عام 2029، وكيف يمكن تفادي وقوع نزف من هذا النوع؟ برأي النائب المحافظ السابق في مقاطعة ديربيشاير، باري لويس، يعيش "المحافظون" اليوم أزمة ثقة مع البريطانيين والقاعدة الشعبية للحزب، وجميع الخسارات التي وقعت سابقاً تؤكد أن ترميم هذه الثقة ليست مهمة سهلة، فكيف تكون الحال مع التحدي الوجودي الذي يعيشه الحزب اليوم، على حد تعبيره. ولد "ريفورم" من رحم حزب "بريكست" الذي قاد معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل عقد من الزمن، زعيمه فاراج حينها كان وعد بطلاق لندن وبروكسل خلال أعوام قليلة وتحقق ذلك عام 2020، أما اليوم فهو يريد قيادة المملكة المتحدة بعد أربعة أعوام ويحشد البريطانيين في سبيل ذلك وراء ثلاثة عناوين هي وقف الهجرة، والتخلي عن الحياد الكربوني، إضافة إلى ضبط إنفاق الدولة. والحلم بالأكثر ثمرة كبيرة للانتخابات المحلية لم يقطفها حزب "ريفورم" وحده وإنما معه "الليبراليون الديمقراطيون" و"الخضر"، فالأول حصد 163 مقعداً بلدياً جديداً ليصل إلى 370 ويحل ثانياً في قيادة الإدارات المحلية لمدن إنجلترا، بينما زاد "الخضر" رصيده بعدد 45 مقعداً إلى 80 كرسياً بلدياً. زعيم "الليبراليين الديمقراطيين" إد ديفي قال إن الناخبين "فضلوا حزبه على "المحافظين"، مما يضع "الليبراليين" على الطريق للتفوق في الانتخابات العامة المقبلة"، منوهاً إلى أن البريطانيين يشعرون بالفزع من التوجهات المتطرفة التي يدفع بها فاراج وفي الوقت ذاته لم يعودوا يثقون بالحزبين الرئيسين.