أحدث الأخبار مع #حكومة_الحرب


العربية
منذ 2 أيام
- سياسة
- العربية
غزة تحت سـيف الوقت
وقف الموت الجماعي الذي يتزايد بشكل رهيب تحت وطأة سيف الوقت، لا يوقفه بريق الخطاب الإعلامي ولا إشهار النوايا الحسنة، بقدر ما هي " عملية إدارة وطنية" للمفاوضات بغية منع استمرار الحرب أو عودتها بعد الهدنة، وهو ما يستوجب سد الذرائع التي تصنعها حكومة الحرب الإسرائيلية. فما كانت تريده حكومة نتنياهو بعد بدء الحرب ليس كما كانت تريده من قبل، ففي السابق كانت فكرة تعزيز الانقسام وإضعاف السلطة الفلسطينية وصولاً إلى منع قيام دولة فلسطينية، عبر عوامل الوقت التي كانت تذهب طويلاً بين جدلية الانقسام وحرب الاستيطان، لأن القادم بات في المعلن من خطاب نتنياهو أن غزة ستكون بلا حماس وبدون السلطة الفلسطينية. من هنا، سقطت معركة المكاسب التي كانت تديرها حماس خلال الأشهر الماضية، وبالتالي الموافقة الجديدة على الهدنة لا تشمل فتح المعبر ولا الانسحاب الكامل من قطاع غزة، ولا فكرة الاعمار ولا كل ما قيل سابقاً، مع المؤكد أن ثمة ما هو غير معلن من الاتفاق يتعلق باغتيال قادة حماس وتجميد أموالها على شاكلة ما يحدث تباعاً لحزب الله. غير أن حماس تد رك الآن أكثر من أي وقت مضى أن حماس ما بعد تسليم الرهائن هي ليست حماس ما قبلها، ما يعني أن مسألة قبول حماس في اليوم التالي تدير غزة، ليس قراراً تفاوض عليه حماس من خلال امتلاكها عوامل القوة. بالتالي بات موقع حماس في المستقبل موضع شك لدى الحركة ذاتها، وهي تموج بحثاً عن آليات البقاء في غزة، لأن فقدانها يعني أن مكتبها السياسي سيعاني أزمة وجودية، ويعني أن شبكة العلاقات والأموال لن تكون بأمان، من هنا كانت غزة في نظر حماس هي معركة وجودية، ثم رأت في عناصرها في مخيمات الضفة مهمة الاسناد، وبالتالي أضاعت الثقل في غزة، وتسببت بكوارث لمخيمات الضفة، مع تهجير عشرات الالاف من سكانها حتى اللحظة منذ بداية العام، ومرد ذلك كله، إلى صعوبة إدراك حماس للمشهد السياسي بشكل سليم. فمسألة وجود اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو على قلتهم النسبية برزت تأثيراتهم السياسية في الحرب قوية، وبالتالي ذهبت مصالح هذه القلة النسبية الى الابتزاز داخل الحكومة الإسرائيلية، ومن خلال ذلك كانت الحرب ممنوعة من التوقف وأعين اليمين المتطرف فوق ذلك على الاستيطان والتهجير وأكثر من ذلك، ومن الطرف الثاني كانت تتكئ على مصالح نتنياهو الحزبية ثم الشخصية، ثم البنية التقنية التي أعاد حزب الليكود تشكيل نفسه من خلالها بأن يحول دون قيام دولة فلسطينية، كل ذلك كان يتوجب على حماس إدراك العوامل اللحظية واللعب فيها بما يوقف الحرب، بحيث تضع نفسها تحت العباءة الفلسطينية، باعتبارها العباءة المعترف بها دولياً، ولكن حماس لم تدرك ذلك أثناء الحرب، ولم تدركه بعد. الخطورة اليوم ما تريده إسرائيل، وفق ما نقلته صحيفة معاريف وما سبق وأن قاله نتنياهو من قبل، حول بناء بديل في غزة للسلطة الفلسطينية وحماس، مع بقاء ملف التهجير مفتوحاً، لكن خطورة المعادلة الأكثر ما برز في الأيام الماضية عبر قصة المجموعات التي تعمل في شمال وجنوب غزة والتي قالت إسرائيل إنها تدعم بعض هذه العشائر هناك في مواجهة حماس، ما يعني أن تخادم حكومة نتنياهو مع حماس قد انتهى وثمة تخادم مع مجموعات جديدة، وظيفتها الاشتباك مع حماس في غزة، ما يعني أن مع الهدنة ثمة بوابة لصراعات داخلية في غزة برعاية إسرائيلية، وبالتالي تنجو إسرائيل مؤقتاً أمام وسائل الاعلام وتظهر المسألة وكأنها في عملية تصعيد واشتباك داخلي. بغض النظر عن حجم المجموعات في جنوب وشمال غزة المشار اليها في الاعلام الإسرائيلي، لكن أهم ما في المعادلة هو الإدارة الإسرائيلية لهذه المسألة، ما يعني أن قطاع غزة سوف يتجه الى مرحلة جديدة وأزمات غير مسبوقة، فالاشتباك سواء كثر أو قل هو يعني مزيداً من تعقيد المشهد الداخلي، فمسألة خصوم حماس في داخل غزة ليس بالضرورة أن يكونوا خارطة عسكرية واضحة الملامح، بقدر ما هم جمهور مدني شاهدنا تظاهراتهم في سنوات ما قبل الحرب تحت عنوان (بدنا نعيش) وهو عنوان شهير معروف في غزة وشاهدناهم في فترة الحرب وقد مارست حماس بحقهم قسوة بالغة، ولذلك كان يتوجب على حماس قراءة المشهد السياسي بشكل كامل في زمانه المناسب قبل التفكير بالحيّز المكاني في غزة.


الشرق الأوسط
منذ 6 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
«مكسب جديد لنتنياهو»... انقسامات في حزب إسرائيلي معارض كبير
يواجه حزب «معسكر الدولة» الذي يترأسه الوزير السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، انقسامات كبيرة، ستصبّ على ما يبدو في مصلحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أي انتخابات قادمة. وغانتس منافس بارز لنتنياهو، وأحد المرشحين المحتملين لتولي رئاسة الحكومة، ضمن إطار ائتلافي. وأبلغ عضو الكنيست عن «معسكر الدولة» ماتان كهانا رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في الكنيست، الثلاثاء، نيته مغادرة الحزب، وعلى ما يبدو الكنيست أيضاً، وذلك بعد ساعات من إعلان العضو الكبير في الحزب وعضو الكنيست، غادي آيزنكوت، استقالته من الحزب. غادي آيزنكوت (وسائل إعلام إسرائيلية) وكان آيزنكوت أعلن استقالته مساء الاثنين، ومن المرجح أيضاً أن يقدّم استقالته من الكنيست؛ تمهيداً للترشح مجدداً في الانتخابات المقبلة ضمن إطار سياسي مستقل. وأعرب آيزنكوت عن عدم رضاه عن خطة غانتس لإجراء «انتخابات تمهيدية داخلية ضمن جسم حزبي يهيمن عليه مقربون من غانتس»؛ ما شكل أحد الأسباب للخلاف بين الطرفين. وفي يونيو (حزيران) 2024، أعلن غانتس وآيزنكوت، انسحابهما من حكومة الحرب برئاسة نتنياهو، مع دعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة «في أسرع وقت ممكن». وقالت مصادر إسرائيلية لقناة «كان» إن آيزنكوت يتجه نحو تأسيس «جسم سياسي مستقل يمكن من خلاله التحالف مع قوى أخرى، ولا يجري حالياً اتصالات جدّية مع رئيس الوزراء السابق نفتالي بنيت، أو زعيم المعارضة يائير لابيد». وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تدرس عضو الكنيست أوريت فركاش هكوهين، القيام بخطوة مشابهة. وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن خروج آيزنكوت من معسكر الدولة واستقالته المتوقعة من الكنيست ستقوده إلى تأسيس حزب جديد. وقالت صحيفة «معاريف» إن ما يحدث يفيد بشكل أساسي بنيت، وأضافت أن «الاستقالة المزدوجة ليست مجرد تعبير عن أزمة ثقة داخلية في الحزب، بل هي مؤشر على تيارات خفية بدأت بالظهور». وذكّرت الصحيفة أن «(معسكر الدولة) كان يُعدّ الركيزة الأساسية لائتلاف بديل مستقبلي، بينما يشهد الآن انقساماً كبيراً؛ منها التوترات المحيطة بالانتخابات التمهيدية الداخلية، وخيبة الأمل من قيادة غانتس، والشعور بغياب الرؤية، ما أدى إلى موجة استقالات تُقوّض جوهر الحزب الأيديولوجي». وخلصت الصحيفة إلى أنه «في ظل هذه الأزمة، تتزايد قوة بينت في الساحة السياسية؛ فالرجل الذي ترأس حكومة الوحدة التاريخية عام 2021 أنشأ حزب «بينت 2026» الذي يُركز على الأمن وبناء الدولة واستعادة ثقة الجمهور». وتابعت: «يُعطي تقاعد كهانا، المتوقع انضمامه إلى مبادرة بنيت، دفعةً قويةً لهذه الخطوة. ويُثير هذا الرحيل المزدوج عدداً من التساؤلات المفتوحة، أهمها: «هل سيصبح نفتالي بنيت بديلاً حقيقياً لكتلة الوسط؟ وكيف سيكون رد فعل بقية النظام السياسي، وخاصةً ناخبي الوسط؟». وبحسب «معاريف»: «في هذه المرحلة، يبدو أن (تيار) الوسط السياسي يدخل مرحلة من عدم اليقين. إذ تواجه قيادة غانتس تحدياً حقيقياً، بينما يُنشئ بنيت، بدعم من شخصيات ذات خبرة مثل ماتان كاهانا، حركة جديدة قد تصبح مؤثرة في الحملة السياسية». لكن وفقاً لاستطلاع رأي أجرته قناة «نيوز 12» الأسبوع الماضي (قبل مغادرة آيزنكوت المعسكر الحكومي)، خسر جميع المرشحين أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مسألة مدى ملاءمتهم لرئاسة الوزراء. ووفقاً لبيانات الاستطلاع، حصل آيزنكوت على نسبة 23 في المائة مقابل 42 في المائة لنتنياهو في الاختيار الثنائي بينهما. أما عند الاختيار بين زعيم المعارضة يائير لبيد ونتنياهو، حصل لبيد على 21 في المائة، ونتنياهو على 42 في المائة، وعند المقارنة بين غانتس ونتنياهو، حصل غانتس على 21 في المائة ونتنياهو على 40 في المائة، ولدى استطلاع الأصوات بين بنيت ونتنياهو، حصل بنيت على 35 في المائة (ونتنياهو على 38 في المائة)، وفي الاختيار بين أفيغدور ليبرمان ونتنياهو، حصل ليبرمان على 23 في المائة (ونتنياهو على 40 في المائة)، وفي الاختيار بين يائير غولان ونتنياهو، حصل غولان على 19 في المائة (ونتنياهو على 44 في المائة). يائير غولان (أرشيفية) وحتى الآن، عند مقارنة نتنياهو وآيزنكوت بشأن مدى ملاءمتهما لرئاسة الوزراء، وُجد أن نتنياهو أكثر ملاءمة من آيزنكوت في جميع الاستطلاعات. وكان الاستطلاع الذي كانت فيه الفجوة بينهما هي الأقرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث حصل آيزنكوت على نسبة 33 في المائة لملاءمة رئاسة الوزراء مقارنةً بنتنياهو الذي حصل على 35 في المائة. ومنذ ذلك الاستطلاع، تفوق نتنياهو على آيزنكوت بهامش تراوح بين 4 في المائة و8 في المائة في جميع الاستطلاعات.