
غزة تحت سـيف الوقت
من هنا، سقطت معركة المكاسب التي كانت تديرها حماس خلال الأشهر الماضية، وبالتالي الموافقة الجديدة على الهدنة لا تشمل فتح المعبر ولا الانسحاب الكامل من قطاع غزة، ولا فكرة الاعمار ولا كل ما قيل سابقاً، مع المؤكد أن ثمة ما هو غير معلن من الاتفاق يتعلق باغتيال قادة حماس وتجميد أموالها على شاكلة ما يحدث تباعاً لحزب الله. غير أن حماس تد رك الآن أكثر من أي وقت مضى أن حماس ما بعد تسليم الرهائن هي ليست حماس ما قبلها، ما يعني أن مسألة قبول حماس في اليوم التالي تدير غزة، ليس قراراً تفاوض عليه حماس من خلال امتلاكها عوامل القوة.
بالتالي بات موقع حماس في المستقبل موضع شك لدى الحركة ذاتها، وهي تموج بحثاً عن آليات البقاء في غزة، لأن فقدانها يعني أن مكتبها السياسي سيعاني أزمة وجودية، ويعني أن شبكة العلاقات والأموال لن تكون بأمان، من هنا كانت غزة في نظر حماس هي معركة وجودية، ثم رأت في عناصرها في مخيمات الضفة مهمة الاسناد، وبالتالي أضاعت الثقل في غزة، وتسببت بكوارث لمخيمات الضفة، مع تهجير عشرات الالاف من سكانها حتى اللحظة منذ بداية العام، ومرد ذلك كله، إلى صعوبة إدراك حماس للمشهد السياسي بشكل سليم.
فمسألة وجود اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو على قلتهم النسبية برزت تأثيراتهم السياسية في الحرب قوية، وبالتالي ذهبت مصالح هذه القلة النسبية الى الابتزاز داخل الحكومة الإسرائيلية، ومن خلال ذلك كانت الحرب ممنوعة من التوقف وأعين اليمين المتطرف فوق ذلك على الاستيطان والتهجير وأكثر من ذلك، ومن الطرف الثاني كانت تتكئ على مصالح نتنياهو الحزبية ثم الشخصية، ثم البنية التقنية التي أعاد حزب الليكود تشكيل نفسه من خلالها بأن يحول دون قيام دولة فلسطينية، كل ذلك كان يتوجب على حماس إدراك العوامل اللحظية واللعب فيها بما يوقف الحرب، بحيث تضع نفسها تحت العباءة الفلسطينية، باعتبارها العباءة المعترف بها دولياً، ولكن حماس لم تدرك ذلك أثناء الحرب، ولم تدركه بعد.
الخطورة اليوم ما تريده إسرائيل، وفق ما نقلته صحيفة معاريف وما سبق وأن قاله نتنياهو من قبل، حول بناء بديل في غزة للسلطة الفلسطينية وحماس، مع بقاء ملف التهجير مفتوحاً، لكن خطورة المعادلة الأكثر ما برز في الأيام الماضية عبر قصة المجموعات التي تعمل في شمال وجنوب غزة والتي قالت إسرائيل إنها تدعم بعض هذه العشائر هناك في مواجهة حماس، ما يعني أن تخادم حكومة نتنياهو مع حماس قد انتهى وثمة تخادم مع مجموعات جديدة، وظيفتها الاشتباك مع حماس في غزة، ما يعني أن مع الهدنة ثمة بوابة لصراعات داخلية في غزة برعاية إسرائيلية، وبالتالي تنجو إسرائيل مؤقتاً أمام وسائل الاعلام وتظهر المسألة وكأنها في عملية تصعيد واشتباك داخلي.
بغض النظر عن حجم المجموعات في جنوب وشمال غزة المشار اليها في الاعلام الإسرائيلي، لكن أهم ما في المعادلة هو الإدارة الإسرائيلية لهذه المسألة، ما يعني أن قطاع غزة سوف يتجه الى مرحلة جديدة وأزمات غير مسبوقة، فالاشتباك سواء كثر أو قل هو يعني مزيداً من تعقيد المشهد الداخلي، فمسألة خصوم حماس في داخل غزة ليس بالضرورة أن يكونوا خارطة عسكرية واضحة الملامح، بقدر ما هم جمهور مدني شاهدنا تظاهراتهم في سنوات ما قبل الحرب تحت عنوان (بدنا نعيش) وهو عنوان شهير معروف في غزة وشاهدناهم في فترة الحرب وقد مارست حماس بحقهم قسوة بالغة، ولذلك كان يتوجب على حماس قراءة المشهد السياسي بشكل كامل في زمانه المناسب قبل التفكير بالحيّز المكاني في غزة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 27 دقائق
- الشرق الأوسط
تركيا لا تمانع انضمام سوريا لـ«الاتفاقيات الإبراهيمية»
أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، دعمه لكل ما من شأنه تأمين مستقبل مزدهر لسوريا، بما في ذلك طلب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، انضمامها إلى «اتفاقيات إبراهيم» مع إسرائيل. وعند سؤاله خلال تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من أذربيجان، أمس، عن تقييمه للتطورات في سوريا في ضوء قرار ترمب رفع العقوبات عنها، وطلبه انضمامها إلى «اتفاقيات إبراهيم» للسلام، وإجراء محادثات أمنية تمهيدية بين سوريا وإسرائيل، وما يعنيه ذلك لتركيا، أجاب إردوغان: «تركيا تدعم جميع التطورات التي تدعم مستقبل سوريا المزدهر وتعزز السلام والهدوء». من ناحية ثانية، أعادت بريطانيا علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بالتزامن مع وجود وزير خارجيتها، ديفيد لامي، في دمشق؛ حيث أجرى محادثات مع الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين.


الشرق الأوسط
منذ 27 دقائق
- الشرق الأوسط
واشنطن ترى «فرصة سانحة» لحصرية السلاح في لبنان
أعلن الموفد الأميركي إلى لبنان توماس برّاك عن «فرصة سانحة» لتنفيذ «حصرية السلاح» بيد الأجهزة الرسمية اللبنانية، وذلك قبيل وصوله إلى بيروت المتوقع مطلع الأسبوع، لمناقشة الرد اللبناني على الورقة الأميركية. وفي حين فشل لبنان الرسمي في الوصول إلى صيغة نهائية للرد على الورقة، بالتوازي مع تشدد ظاهري لـ«حزب الله»، قال رئيس البرلمان نبيه بري لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى لأن يكون الموقف واحداً، خاصة بين الرؤساء الثلاثة، على أن نأخذ موقف (حزب الله) بعين الاعتبار، كما طلب (براك) في ورقته». وأكد بري أنه «حتى الآن لا جواب نهائياً من الحزب». في المقابل، تحدّثت مصادر من داخل اللجنة لـ«الشرق الأوسط» عن اتصالات إقليمية ومحلية مكثفة لحلحلة العقد، مشيرة إلى «تفاؤل مقبول». إلى ذلك، تعهد الرئيس اللبناني جوزيف عون لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أنه «لن يكون في الجنوب قوة مسلحة غير القوى الأمنية الشرعية واليونيفيل».


الشرق الأوسط
منذ 30 دقائق
- الشرق الأوسط
غزة... ترجيح هدنة مؤقتة
عشية اللقاء المتوقَّع غداً بين الرئيس دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، بدت هدنة غزة المقترحة عالقة بين التحفظات التي أبدتها حركة «حماس» والألغام التي يتمسك بها رئيس وزراء إسرائيل في أي اتفاق، والتي تسمح له باستئناف الحرب في مرحلة ما بعد انقضاء وقف إطلاق النار الذي يدوم 60 يوماً. وفي مقابل التوقعات بأن ترفض إسرائيل تحفظات «حماس»، ثمة ترجيحات بإمكان التوصُّل إلى هدنة مؤقتة لا تنهي الحرب. وتوضِّح مصادر إسرائيلية أن مجلس الوزراء المصغَّر الذي بدأ بمناقشة رد «حماس»، في جلسات متتالية، الجمعة والسبت، سيرسل وفداً للتفاوض إلى الدوحة، اليوم، من أجل حسم الموضوعات محل الخلاف التي أثارتها «حماس»، وهي: تموضع القوات الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار، ومسألة إدخال المساعدات إلى القطاع، ووقف الحرب في نهاية المطاف. وتفيد التقديرات في إسرائيل بأن المفاوضات ستحتاج إلى وقت لحسم هذه المسائل الثلاث، إضافة إلى مسائل فنية أخرى. ميدانياً، أعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، السبت، إصابة اثنين من موظفيها الأميركيين في «هجوم» على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية في خان يونس جنوب غزة.