logo
#

أحدث الأخبار مع #دارالأرقم،

من تحت الركام إلى نور الحياة.. شهادة حيّة على بشاعة المجازر في غزة
من تحت الركام إلى نور الحياة.. شهادة حيّة على بشاعة المجازر في غزة

يمني برس

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • يمني برس

من تحت الركام إلى نور الحياة.. شهادة حيّة على بشاعة المجازر في غزة

حي التفاح شرق قطاع غزة يواجه خلال الفترة الأخيرة أشد جرائم الإبادة الجماعية، حيث يأتينا كل يوم بمئات القصص المأساوية عن جرائم صهيونية بغطاء أمريكي وغربي ساعده كثيراً في التمادي خذلان 57 دولة عربية وإسلامية وسبات نوم الضمير العالمي الغائب حتى في الأعراب اللغوي. وبين قصص معاناة الأطفال الرضع يولد الأمل وتتحقق الكثير من المعجزات والتي سنروي اليوم واحدة من قصص نضال الرضع في غزة من أجل البقاء، لا لشيء سوى حق الحياة. في السطور التالية، نسرد لكم تفاصيل القصة من لحظتها الأولى حتى لحظة المعجزة.. التي تلخص وجعًا لا يمكن اختصاره في كلمات. في مدرسة دار الأرقم، المشهد لم يعد يشبه شيئًا من ملامح المدارس.. المبنى الذي كان ذات يومٍ صرحًا تعليميًا لأطفال الحي، تحوّل إلى ملجأ يضيق بسكانه من النازحين، الهاربين من آلة الموت التي لا تهدأ. في هذا المكان، ووسط ظلمات الجوع والبرد والخوف، كُتبت فصول مأساة جديدة، كان بطلها رضيع لا يتجاوز عمره عشرة أشهر… اسمه 'محمد'. طفل ولد في حضرة الحرب في غزة، لا تبدأ الحياة كما في بقية بقاع الأرض، ولا تنتهي كما يجب أن تنتهي. وُلد محمد في شمال غزة، داخل ساحة مستشفى تُحيط بها طائرات الاحتلال من كل اتجاه.. لم يعرف هذا المولود يومًا هدوءًا، ولم يتنفس لحظة واحدة من الأمان.. منذ ولادته، وهو يعيش تحت وابل القصف، ترعبه أصوات المدافع بدلًا من ترانيم المهد، ويلاحقه شبح الموت في كل زاوية هاجرت إليها عائلته. في زاوية معتمة من مبنى مدرسي مُجرد من أبسط مقومات الحياة، داخل مدرسة دار الأرقم، لجأت إليها أم محمد مع طفلها الرضيع 'محمد' وابنتها الصغيرة 'ليلى' ذات الأعوام الخمسة، بعدما فقدوا في غارة صهيونية سابقة منتصف ديسمبر الماضي، منزلهم ورب الأسرة وكل ما يملكون. كانوا ينامون طوال شهور عجاف على لحاف مهترئ وسط برد قارس فقط لحافٌ بالكاد يحجب عنهم قسوة الأرض وصقيع الشتاء الذي فرحوا برحيله، ينتظرون مساعدات لا تصل، وطعام لا يأتي، وماء بالكاد يكفي للبقاء. كان الرضيع الصغير 'محمد' يرقد كل ليلة على صدر أمه، لا فراش، لا حليب، لا دفء.. وعلى مقربة منه، كانت شقيقته 'ليلى' تلتحف بجانب والدتها، تحاول أن تنام بينما أنين الجوع يصارع جفونها الصغيرة. جريمة بصاروخين لم تكن الأم تملك سوى كلمات تطمئن بها أطفالها، تخبرهما أن 'الغد سيكون أجمل'، وأن 'الطعام في الطريق'، لكنها.. كغيرها من أمهات غزة، كانت تدرك في قرارة نفسها أن الجوع ليس أسوأ ما يهدد حياتهم، فالموت في غزة لا يأتي فقط من البطون الخاوية، بل من السماء. في ليلة الثالث من شهر أبريل الجاري، لم يكن الجوع وحده هو الزائر، بل جاء الموت… بصوت صاروخين اخترقا جدران المدرسة، وتبعثر كل شيء في المكان وملأ الغرفة بغبار كثيف، دخان خانق، وصرخات متقطعة.. لحظات فقط، ثم ساد الصمت. الأم لم تعد تتحرك.. وقبل أن تلفظ سؤالها الأخير الطفلة 'ليلى' التي اعتقدت أن الدم المتساقط على وجهها هو 'حليب دافئ'، سألت والدتها بصوت مرتجف يسوده حشرجة الموت: 'ماما… هل جاء الحليب؟' لكنها لم تتلقّ جوابًا.. كانت الأم قد دخلت في سكرة الموت، تشارك فيه ابنتها الصغيرة، كان الجواب الوحيد.. دماء، وغيبوبة، ونهاية أبدية. أما محمد، فلم يبكِ.. لم يصرخ.. فقط نظر حوله بعينيه الواسعتين، يحاول أن يفهم ما يدور حوله: ما هذا الجحيم؟ ولماذا أمه لا تحمله ككل مرة؟ لماذا شقيقته لا تغني له أغنيته الصغيرة وأغنية 'أنا دمي فلسطيني'؟ ولماذا لم تعد تبكي من البرد والجوع. وسط الحطام، وسط الغبار، وسط الجثث… لمح الرضيع محمد شعاعًا خافتًا من الضوء يتسلل من شق في الجدار المدمر. أما محمد، فلم يفهم معنى الدمار من حوله، لكنه رأى نورًا يتسلل من شق في الجدار المهدوم.. جثا على ركبتيه، وبدون أن يعرف إلى أين، زحف نحو ذلك النور، ليس بحثًا عن حليب، ولا عن حضن أمه الشهيدة، أو لعبة كباقي أطفال العالم، بل عن الحياة. وعلى الرغم من الجراح في جبهة الرأس وبعض أطراف الجسد، زحف باكٍ بصمت، يهمس بنداء لم يسمعه أحد… سوى ملائكة الرحمة التي تتنزل على أمثاله. زحف بجسد منهك نحو الضوء.. يزحف على ركبتيه الصغيرتين فوق الركام والحجارة والدماء.. كان ينزف، كان يتألم، لكنه لم يتوقف. وحين سمعه رجال الإنقاذ، لم يصدقوا أن صوت الأنين هذا يخرج من تحت هذا الدمار الهائل، اقتربوا… ونظر أحد المسعفين من شق السقف المنهار فوجد رضيع صغير، مغبرّ الوجه، دامع العينين، يحتضن الحياة بكل ما فيها من بؤس. بدأ المسعف بالحفر بيديه وأظافره، لتوسيع حفرة وسط الركام، وأثناء تكبيرات رجال الإنقاذ مد المسعف يده داخل الحفرة، وأنتزع الرضيع من وسط الموت. حمله المسعف إلى سيارة الإسعاف، الرضيع محمد لم يبكِ.. فقط أغمض عينيه، وكأنه شعر للمرة الأولى منذ عشرة أشهر… أنه بأمان. الرضيع محمد نُقل لتلقي العلاج، نجا بأعجوبة، فيما بقيت والدته وشقيقته جثتين هامدتين تحت أنقاض مدرسة لا تحمل سوى البؤس والموت. في تلك الجريمة استشهد بداخل المدرسة التي تأوي مئات النازحين والتابعة للأونروا والتي من المفترض أن تكون الأكثر أمناً 31 فلسطينياً بينهم 18 طفل، وفق الدفاع المدني في غزة. محمد الرضيع الذي زحف من تحت الركام ليخبر العالم أن غزة ما زالت تنجب الحياة. من قلب الركام، من غرفة بلا سقف يملؤها الركام والغبار ولا أمل للحياة فيها، زحف محمد.. لم يكن يعرف أن العالم كله خذله، لكنه كان يعرف غريزياً أن عليه أن يعيش، فقط… ليقول لنا جميعًا: 'أنا من غزة، وأنا أستحق الحياة التي تريدون حرماني منها'. قصة الرضيع محمد ليست إلا واحدة من آلاف القصص التي يكتبها أطفال غزة يوميًا بالدمع والدم.. هي شهادة حيّة على ما ترتكبه آلة الحرب الصهيونية، تحت غطاءٍ دولي وصمت عربي وإسلامي يثير الأسى. وفي ظل غياب الضمير العالمي والخذلان العربي والإسلامي، يبقى هؤلاء الأطفال.. من المهد وحتى اللحد.. شاهدي عدالة مزعومة لا تُرى إلا في خطابات الساسة ونشرات الأخبار المنحازة. ليست مجرد قصة هي وجع أم ماتت جوعًا، وحزن أخت دفنت حلم طفولتها، وخوف رضيع لم ينادِ 'ماما' منذ تلك الليلة.. لكنها أيضًا قصة معجزة… معجزة حياة وسط مقبرة، معجزة ضوء في نفق لا ينتهي. في غزة، محمد ليس الطفل الوحيد.. هناك آلاف من أمثاله، يولدون في النار، ويكبرون في العدم، ويعيشون فقط لأنهم يأبون أن يموتوا قبل أن يرووا لنا قصة شعب يراق دمه من الرأس إلى أخمس القدمين. إلا أن قصة الرضيع محمد؟ بدأت من رحلة التشرد والجوع والعطش والقتل والفقدان والحرمان وانتهت بالزحف من تحت الركام لتحكي لنا الحكاية… حكاية غزة التي لا تموت.. مهما بلغت المأساة والتحديات والتضحيات. ———————-

من تحت الركام إلى نور الحياة.. شهادة حيّة على بشاعة المجازر في غزة
من تحت الركام إلى نور الحياة.. شهادة حيّة على بشاعة المجازر في غزة

وكالة الصحافة اليمنية

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • وكالة الصحافة اليمنية

من تحت الركام إلى نور الحياة.. شهادة حيّة على بشاعة المجازر في غزة

عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية// حي التفاح شرق قطاع غزة يواجه خلال الفترة الأخيرة أشد جرائم الإبادة الجماعية، حيث يأتينا كل يوم بمئات القصص المأساوية عن جرائم صهيونية بغطاء أمريكي وغربي ساعده كثيراً في التمادي خذلان 57 دولة عربية وإسلامية وسبات نوم الضمير العالمي الغائب حتى في الأعراب اللغوي. وبين قصص معاناة الأطفال الرضع يولد الأمل وتتحقق الكثير من المعجزات والتي سنروي اليوم واحدة من قصص نضال الرضع في غزة من أجل البقاء، لا لشيء سوى حق الحياة. في السطور التالية، نسرد لكم تفاصيل القصة من لحظتها الأولى حتى لحظة المعجزة.. التي تلخص وجعًا لا يمكن اختصاره في كلمات. في مدرسة دار الأرقم، المشهد لم يعد يشبه شيئًا من ملامح المدارس.. المبنى الذي كان ذات يومٍ صرحًا تعليميًا لأطفال الحي، تحوّل إلى ملجأ يضيق بسكانه من النازحين، الهاربين من آلة الموت التي لا تهدأ. في هذا المكان، ووسط ظلمات الجوع والبرد والخوف، كُتبت فصول مأساة جديدة، كان بطلها رضيع لا يتجاوز عمره عشرة أشهر… اسمه 'محمد'. طفل ولد في حضرة الحرب في غزة، لا تبدأ الحياة كما في بقية بقاع الأرض، ولا تنتهي كما يجب أن تنتهي. وُلد محمد في شمال غزة، داخل ساحة مستشفى تُحيط بها طائرات الاحتلال من كل اتجاه.. لم يعرف هذا المولود يومًا هدوءًا، ولم يتنفس لحظة واحدة من الأمان.. منذ ولادته، وهو يعيش تحت وابل القصف، ترعبه أصوات المدافع بدلًا من ترانيم المهد، ويلاحقه شبح الموت في كل زاوية هاجرت إليها عائلته. في زاوية معتمة من مبنى مدرسي مُجرد من أبسط مقومات الحياة، داخل مدرسة دار الأرقم، لجأت إليها أم محمد مع طفلها الرضيع 'محمد' وابنتها الصغيرة 'ليلى' ذات الأعوام الخمسة، بعدما فقدوا في غارة صهيونية سابقة منتصف ديسمبر الماضي، منزلهم ورب الأسرة وكل ما يملكون. كانوا ينامون طوال شهور عجاف على لحاف مهترئ وسط برد قارس فقط لحافٌ بالكاد يحجب عنهم قسوة الأرض وصقيع الشتاء الذي فرحوا برحيله، ينتظرون مساعدات لا تصل، وطعام لا يأتي، وماء بالكاد يكفي للبقاء. كان الرضيع الصغير 'محمد' يرقد كل ليلة على صدر أمه، لا فراش، لا حليب، لا دفء.. وعلى مقربة منه، كانت شقيقته 'ليلى' تلتحف بجانب والدتها، تحاول أن تنام بينما أنين الجوع يصارع جفونها الصغيرة. جريمة بصاروخين لم تكن الأم تملك سوى كلمات تطمئن بها أطفالها، تخبرهما أن 'الغد سيكون أجمل'، وأن 'الطعام في الطريق'، لكنها.. كغيرها من أمهات غزة، كانت تدرك في قرارة نفسها أن الجوع ليس أسوأ ما يهدد حياتهم، فالموت في غزة لا يأتي فقط من البطون الخاوية، بل من السماء. في ليلة الثالث من شهر أبريل الجاري، لم يكن الجوع وحده هو الزائر، بل جاء الموت… بصوت صاروخين اخترقا جدران المدرسة، وتبعثر كل شيء في المكان وملأ الغرفة بغبار كثيف، دخان خانق، وصرخات متقطعة.. لحظات فقط، ثم ساد الصمت. الأم لم تعد تتحرك.. وقبل أن تلفظ سؤالها الأخير الطفلة 'ليلى' التي اعتقدت أن الدم المتساقط على وجهها هو 'حليب دافئ'، سألت والدتها بصوت مرتجف يسوده حشرجة الموت: 'ماما… هل جاء الحليب؟' لكنها لم تتلقّ جوابًا.. كانت الأم قد دخلت في سكرة الموت، تشارك فيه ابنتها الصغيرة، كان الجواب الوحيد.. دماء، وغيبوبة، ونهاية أبدية. أما محمد، فلم يبكِ.. لم يصرخ.. فقط نظر حوله بعينيه الواسعتين، يحاول أن يفهم ما يدور حوله: ما هذا الجحيم؟ ولماذا أمه لا تحمله ككل مرة؟ لماذا شقيقته لا تغني له أغنيته الصغيرة وأغنية 'أنا دمي فلسطيني'؟ ولماذا لم تعد تبكي من البرد والجوع. وسط الحطام، وسط الغبار، وسط الجثث… لمح الرضيع محمد شعاعًا خافتًا من الضوء يتسلل من شق في الجدار المدمر. أما محمد، فلم يفهم معنى الدمار من حوله، لكنه رأى نورًا يتسلل من شق في الجدار المهدوم.. جثا على ركبتيه، وبدون أن يعرف إلى أين، زحف نحو ذلك النور، ليس بحثًا عن حليب، ولا عن حضن أمه الشهيدة، أو لعبة كباقي أطفال العالم، بل عن الحياة. وعلى الرغم من الجراح في جبهة الرأس وبعض أطراف الجسد، زحف باكٍ بصمت، يهمس بنداء لم يسمعه أحد… سوى ملائكة الرحمة التي تتنزل على أمثاله. زحف بجسد منهك نحو الضوء.. يزحف على ركبتيه الصغيرتين فوق الركام والحجارة والدماء.. كان ينزف، كان يتألم، لكنه لم يتوقف. وحين سمعه رجال الإنقاذ، لم يصدقوا أن صوت الأنين هذا يخرج من تحت هذا الدمار الهائل، اقتربوا… ونظر أحد المسعفين من شق السقف المنهار فوجد رضيع صغير، مغبرّ الوجه، دامع العينين، يحتضن الحياة بكل ما فيها من بؤس. بدأ المسعف بالحفر بيديه وأظافره، لتوسيع حفرة وسط الركام، وأثناء تكبيرات رجال الإنقاذ مد المسعف يده داخل الحفرة، وأنتزع الرضيع من وسط الموت. حمله المسعف إلى سيارة الإسعاف، الرضيع محمد لم يبكِ.. فقط أغمض عينيه، وكأنه شعر للمرة الأولى منذ عشرة أشهر… أنه بأمان. الرضيع محمد نُقل لتلقي العلاج، نجا بأعجوبة، فيما بقيت والدته وشقيقته جثتين هامدتين تحت أنقاض مدرسة لا تحمل سوى البؤس والموت. في تلك الجريمة استشهد بداخل المدرسة التي تأوي مئات النازحين والتابعة للأونروا والتي من المفترض أن تكون الأكثر أمناً 31 فلسطينياً بينهم 18 طفل، وفق الدفاع المدني في غزة. من قلب الركام، من غرفة بلا سقف يملؤها الركام والغبار ولا أمل للحياة فيها، زحف محمد.. لم يكن يعرف أن العالم كله خذله، لكنه كان يعرف غريزياً أن عليه أن يعيش، فقط… ليقول لنا جميعًا: 'أنا من غزة، وأنا أستحق الحياة التي تريدون حرماني منها'. قصة الرضيع محمد ليست إلا واحدة من آلاف القصص التي يكتبها أطفال غزة يوميًا بالدمع والدم.. هي شهادة حيّة على ما ترتكبه آلة الحرب الصهيونية، تحت غطاءٍ دولي وصمت عربي وإسلامي يثير الأسى. وفي ظل غياب الضمير العالمي والخذلان العربي والإسلامي، يبقى هؤلاء الأطفال.. من المهد وحتى اللحد.. شاهدي عدالة مزعومة لا تُرى إلا في خطابات الساسة ونشرات الأخبار المنحازة. هي وجع أم ماتت جوعًا، وحزن أخت دفنت حلم طفولتها، وخوف رضيع لم ينادِ 'ماما' منذ تلك الليلة.. لكنها أيضًا قصة معجزة… معجزة حياة وسط مقبرة، معجزة ضوء في نفق لا ينتهي. في غزة، محمد ليس الطفل الوحيد.. هناك آلاف من أمثاله، يولدون في النار، ويكبرون في العدم، ويعيشون فقط لأنهم يأبون أن يموتوا قبل أن يرووا لنا قصة شعب يراق دمه من الرأس إلى أخمس القدمين. إلا أن قصة الرضيع محمد؟ بدأت من رحلة التشرد والجوع والعطش والقتل والفقدان والحرمان وانتهت بالزحف من تحت الركام لتحكي لنا الحكاية… حكاية غزة التي لا تموت.. مهما بلغت المأساة والتحديات والتضحيات.

في حرب إبادة ضد المدنيين .. الإحتلال يحوّل غزة لحقل تجارب لأسلحة أمريكية فتاكة
في حرب إبادة ضد المدنيين .. الإحتلال يحوّل غزة لحقل تجارب لأسلحة أمريكية فتاكة

وضوح

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • وضوح

في حرب إبادة ضد المدنيين .. الإحتلال يحوّل غزة لحقل تجارب لأسلحة أمريكية فتاكة

كتب – هاني حسبو لم يعد الاحتلال الإسرائيلي إلى عدوانه على قطاع غزة بالطريقة التي كان ينتهجها سابقًا، بل صعّد من وتيرة العنف والدمار باستخدام وسائل وأهداف جديدة وأكثر فتكًا، عبّر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبته في 'إحداث الزخم' لضمان استمرار الزعامة، ولو على حساب دماء الأبرياء. 1400 شهيد خلال 18 يومًا وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ،منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس/آذار 2025، وخلال أقل من ثلاثة أسابيع، ارتكب الاحتلال مجازر جديدة أسفرت عن استشهاد نحو 1400 فلسطيني، وإصابة أكثر من 3300 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، في واحدة من أكثر مراحل الحرب دموية منذ بدايتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووفق إحصاءات محلية ودولية، فإن الحرب الحالية تسببت حتى الآن في أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود في ظروف غامضة تحت الأنقاض أو في المجهول. غزة تتحول إلى حقل تجارب للاسلحة تؤكد شهادات أطباء ومسؤولين وحقوقيين أن الاحتلال يستخدم غزة كمختبر لتجربة ترسانته العسكرية، خصوصًا الأسلحة الأمريكية المتطورة والمحرّمة دوليًا. من بين تلك الأسلحة قنابل (MK-84) الأمريكية الصنع، زنة ألفي باوند، المخصصة لاختراق التحصينات العسكرية لكنها تُستخدم اليوم ضد المدنيين. ووفقًا للدكتور خليل حمادة، مدير عام الطب الشرعي والمعمل الجنائي في غزة، فإن آثار هذه القنابل تتجاوز 100 متر من نقطة الاستهداف، وتتسبب في تمزق الأنسجة والأعضاء دون أي أثر خارجي مرئي. دمار غير مسبوق ومعاناة إنسانية عمليات القصف الإسرائيلية في هذه المرحلة تتصف بوحشية مفرطة، إذ لا تقتصر على التدمير المادي فحسب، بل تستهدف بشكل ممنهج الإنسان الفلسطيني. القنابل تؤدي إلى 'عصف انفجاري' ينتج عنه حرائق وحرارة شديدة، إضافة إلى إحداث إعاقات دائمة وتشوهات بين الناجين. ويقول حمادة: 'بعض الجرحى الذين ينجون من الموت يعانون لاحقًا من أمراض وتشوهات مستعصية في ظل غياب العلاج والأجهزة الطبية'، مضيفًا أن الاحتلال ارتكب مجازر مروعة، أبرزها مجزرة مدرسة دار الأرقم، التي راح ضحيتها مئات المدنيين. أسلحة محظورة دوليًا من جانبه، يؤكد الدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال يستخدم أسلحة غير تقليدية تشمل القنابل العنقودية والذخائر الكيميائية. هذه الأسلحة تسببت في دمار شامل للأحياء السكنية والبنية التحتية، فضلاً عن إصابات معقدة يصعب علاجها. ويضيف الثوابتة: 'الهدف الواضح هو جعل غزة غير صالحة للحياة، وتهجير أهلها قسرًا ضمن خطة إبادة شاملة'. دعم أمريكي غير مشروط وفي خضم هذه الجرائم، وافقت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صفقة بيع أكثر من 20 ألف بندقية هجومية لإسرائيل، بعد أن علقتها إدارة بايدن سابقًا. وتأتي هذه الصفقة ضمن سلسلة دعم أمريكي طويل الأمد لإسرائيل، شمل صفقات أسلحة بمليارات الدولارات، رغم التحذيرات الحقوقية. كما رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرًا محاولات لمنع بيع قنابل ضخمة ومعدات هجومية لإسرائيل، وهو ما اعتبره حقوقيون دليلًا على تواطؤ واشنطن في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. شراكة أمريكية في الإبادة الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، قال إن 'إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية بشراكة أمريكية كاملة'، مشيرًا إلى استخدام قنابل زنة ألفي باوند تتسبب في زلازل وانهيارات أرضية وتدمير شامل. وأكد عبد العاطي أن الاحتلال يستخدم غزة كمختبر حي لتطوير أسلحته المحرّمة دوليًا، مدفوعًا بدعم أمريكي مالي وعسكري، في تجاهل تام للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. دعوات للمحاسبة الدولية دعا خبراء حقوقيون ومنظمات دولية إلى فتح تحقيقات عاجلة حول جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عنها، مشددين على أن الدعم الأمريكي يغذي الجرائم الإسرائيلية ويقوّض فرص السلام في المنطقة. وأكدوا أن استمرار تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة رغم الانتهاكات يفضح المعايير المزدوجة في السياسة الدولية، ويجعل من الولايات المتحدة شريكًا مباشرًا في إراقة دماء الأبرياء في غزة. أسلحة فتاكة منها المحرمة دولياً استخدمتها "إسرائيل"في عدوانها على غزة ماذا تنظرون نحنُ نُباد في غزة — Samer (@Sssssssssssamer) April 5, 2025

الكويت: التغاضي عن انتهاكات إسرائيل يزيد التصعيد بالمنطقة
الكويت: التغاضي عن انتهاكات إسرائيل يزيد التصعيد بالمنطقة

الجريدة الكويتية

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجريدة الكويتية

الكويت: التغاضي عن انتهاكات إسرائيل يزيد التصعيد بالمنطقة

حذرت دولة الكويت من أن الاستمرار في التغاضي عن انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي من دون رادع أو محاسبة من المجتمع الدولي يدفع المنطقة والمجتمع الدولي نحو مزيد من التصعيد. جاء ذلك في كلمة ألقاها مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجارالله في الدورة الـ 221 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وأعرب الجارالله، في كلمته، عن إدانة دولة الكويت بأشد العبارات لاستمرار الانتهاكات الممنهجة من القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل واستهداف مقرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وشدد على أن هذا الاستهداف يمثل اعتداء سافراً على مقرات المنظمات الدولية وتحدياً صريحاً للمواثيق والقوانين الدولية كافة، وما نصت عليه تلك القوانين من تجريم مثل هذه الاعتداءات وأهمية الحفاظ على أمن وسلامة مقرات المنظمات الدولية والعاملين فيها. كما أعرب الجارالله عن استنكار دولة الكويت الشديد للعدوان الأخير الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقتلها عدداً من المدنيين المجتمعين في مركز إيواء مدرسة دار الأرقم، وتدميرها مستودعاً للمستلزمات الطبية والإغاثية تابعا للمركز السعودي للثقافة والتراث في قطاع غزة. ومن هذا المنطلق حذرت دولة الكويت من أن الاستمرار في التغاضي عن هذه الانتهاكات المرتكبة من دون رادع أو محاسبة من المجتمع الدولي «يدفع المنطقة والمجتمع الدولي نحو مزيد من التصعيد ويقوض كافة الجهود الدولة الرامية لتحقيق السلام والاستقرار».

أخبار العالم : الدماء في غزة.. والعزاء في رنتيس
أخبار العالم : الدماء في غزة.. والعزاء في رنتيس

نافذة على العالم

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الدماء في غزة.. والعزاء في رنتيس

الأحد 6 أبريل 2025 06:55 مساءً نافذة على العالم - عربي ودولي 112 06 أبريل 2025 , 07:33ص مشهد للمحرقة المستمرة في قطاع غزة رام الله - محمـد الرنتيسي بالكاد كان فجر العيد قد تنفس، عندما تداعت الأخبار الواردة من قطاع غزة، ومفادها ارتكاب جيش الكيان لمجازر مروعة ضد الإنسانية، فراحت نيران الحقد والإجرام تلتهم أنقاض غزة وخيامها، بفعل الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الحربية المقاتلة، وتسببت في احتراق العشرات من الأطفال، الذين كانوا يروّحون عن أنفسهم في ساحة مدرسة دار الأرقم، بحثاً عن بقية من عيد، كانوا ينشدونها بين أهوال الركام، ليسقط على إثرها المزيد من الشهداء والجرحى. غزة التي أتاها العدو على حين غرة، قاومت وصمدت، فجاءها بعد حين وعد من الله «إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون» وإذا بها تحقق نبوءة ومعجزة، بصبرها وجلد أهلها، حتى وهم في أتون النار الموقدة، المخضبة بالدماء الزكية. ثمة جرائم حرب ترتكب بشكل واضح وصريح، فغزة بدت كقطع الليل المظلم، ليلها كنهارها من فرط سوادها، وهي في عين الكيان كقطعة حطب ينبغي حرقها، وفي عيون أهلها نصب تذكاري للدماء والنزوح والتهجير. ولا يمكن أن يكون الحديث عن غزة بغير طريقة، ذلك أن غزة حكاية الأسطورة، وملحمة صمود حقيقية وليست خيالية، تفوح رائحة القتل في غزة، لتصل إلى رنتيس، لكنها ليست كأي رائحة، هي أثر الشهداء الذي لا يزول، بل يفرض ديمومة عصية، تبقى عالقة كتعلق الذكرى في النفس، وأيما ذكرى. في قرية رنتيس شمال غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، يستريح بضع من أهل غزة، في «استراحة محارب» فرضتها عليهم ظروف الحرب، بعد أن تقطعت السبل وأوصدت الأبواب، واشتعل جحيم الحرب، وحيل بينهم وبين أهليهم في غزة، لكنهم لا يشعرون بالغربة «كأنهم في غزة وزيادة» كما يقول أحدهم. من بين هؤلاء، سيّد أبو عليان (أبو رمزي) هو في رنتيس والقلب في غزة، سنة ونصف وهو هنا لكنه بعيد هناك، يأتيه خبر استشهاد نجله أيهم، ولسان حاله يقول: «سأقطع هذا الطريق الطويل إلى آخري وإلى آخره.. وسأحتضن ابني الشهيد، قبل أن يضمه تراب الأرض» لكن عبثاً، فالاحتلال أغلق كل الطرق والمنافذ. لم يتأخر أبناء رنتيس، عن فتح بيت العزاء للشهيد، فالمصاب واحد، وسرعان ما اكتظ المكان بالمعزين، الذين تجرعوا الجراح المصاحبة للصمود والمقاومة، وكان حرياً بهم أن يقرأوا تاريخ غزة، ليعرفوا لماذا كل هذا الصبر والجلد؟.. ولماذا يقدم أهل غزة أبناءهم فداء للوطن، ولماذا لا تستغرب عندما تسمع أبو رمزي يقول: «الحمد لله.. بعض أفراد عائلتي استشهدوا، وأولادي ليسوا أفضل منهم» بينما يقول أبو محمـد عليان: «تم قصف بيت عائلتنا وانهارت حجارته لكن عزيمتنا لم تنهر» ويقول آخر: «استشهد اثنان من أولادي، لكن نحن أفضل من غيرنا، هناك عائلات أبيدت بالكامل»!. وفي قطاع غزة، تؤكد الحرب الشعواء على الفلسطينيين أطفالاً وشباباً وعجائز، أن كيان الاحتلال لا يرى أهل غزة بشراً، وإنما عائقاً أمام مشروعه القائم على الإبادة والتطهير، فأصبحت المجازر بعدد الشهداء والجرحى والنازحين والمنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة، وربما استطاع كيان الاحتلال تغليف صواريخه وقذائفه الملتهبة بخطاب تقبله العالم برهة أو بالكاد ابتلعه، لكن ليس بعد كل هذه المجازر، التي سحبت الإنسانية من تحت أقدامه، وجردته من قناعه. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store