
في حرب إبادة ضد المدنيين .. الإحتلال يحوّل غزة لحقل تجارب لأسلحة أمريكية فتاكة
كتب – هاني حسبو
لم يعد الاحتلال الإسرائيلي إلى عدوانه على قطاع غزة بالطريقة التي كان ينتهجها سابقًا، بل صعّد من وتيرة العنف والدمار باستخدام وسائل وأهداف جديدة وأكثر فتكًا، عبّر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبته في 'إحداث الزخم' لضمان استمرار الزعامة، ولو على حساب دماء الأبرياء.
1400 شهيد خلال 18 يومًا
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ،منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس/آذار 2025، وخلال أقل من ثلاثة أسابيع، ارتكب الاحتلال مجازر جديدة أسفرت عن استشهاد نحو 1400 فلسطيني، وإصابة أكثر من 3300 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، في واحدة من أكثر مراحل الحرب دموية منذ بدايتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفق إحصاءات محلية ودولية، فإن الحرب الحالية تسببت حتى الآن في أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود في ظروف غامضة تحت الأنقاض أو في المجهول.
غزة تتحول إلى حقل تجارب للاسلحة
تؤكد شهادات أطباء ومسؤولين وحقوقيين أن الاحتلال يستخدم غزة كمختبر لتجربة ترسانته العسكرية، خصوصًا الأسلحة الأمريكية المتطورة والمحرّمة دوليًا. من بين تلك الأسلحة قنابل (MK-84) الأمريكية الصنع، زنة ألفي باوند، المخصصة لاختراق التحصينات العسكرية لكنها تُستخدم اليوم ضد المدنيين.
ووفقًا للدكتور خليل حمادة، مدير عام الطب الشرعي والمعمل الجنائي في غزة، فإن آثار هذه القنابل تتجاوز 100 متر من نقطة الاستهداف، وتتسبب في تمزق الأنسجة والأعضاء دون أي أثر خارجي مرئي.
دمار غير مسبوق ومعاناة إنسانية
عمليات القصف الإسرائيلية في هذه المرحلة تتصف بوحشية مفرطة، إذ لا تقتصر على التدمير المادي فحسب، بل تستهدف بشكل ممنهج الإنسان الفلسطيني. القنابل تؤدي إلى 'عصف انفجاري' ينتج عنه حرائق وحرارة شديدة، إضافة إلى إحداث إعاقات دائمة وتشوهات بين الناجين.
ويقول حمادة: 'بعض الجرحى الذين ينجون من الموت يعانون لاحقًا من أمراض وتشوهات مستعصية في ظل غياب العلاج والأجهزة الطبية'، مضيفًا أن الاحتلال ارتكب مجازر مروعة، أبرزها مجزرة مدرسة دار الأرقم، التي راح ضحيتها مئات المدنيين.
أسلحة محظورة دوليًا
من جانبه، يؤكد الدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال يستخدم أسلحة غير تقليدية تشمل القنابل العنقودية والذخائر الكيميائية. هذه الأسلحة تسببت في دمار شامل للأحياء السكنية والبنية التحتية، فضلاً عن إصابات معقدة يصعب علاجها.
ويضيف الثوابتة: 'الهدف الواضح هو جعل غزة غير صالحة للحياة، وتهجير أهلها قسرًا ضمن خطة إبادة شاملة'.
دعم أمريكي غير مشروط
وفي خضم هذه الجرائم، وافقت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صفقة بيع أكثر من 20 ألف بندقية هجومية لإسرائيل، بعد أن علقتها إدارة بايدن سابقًا. وتأتي هذه الصفقة ضمن سلسلة دعم أمريكي طويل الأمد لإسرائيل، شمل صفقات أسلحة بمليارات الدولارات، رغم التحذيرات الحقوقية.
كما رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرًا محاولات لمنع بيع قنابل ضخمة ومعدات هجومية لإسرائيل، وهو ما اعتبره حقوقيون دليلًا على تواطؤ واشنطن في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
شراكة أمريكية في الإبادة
الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، قال إن 'إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية بشراكة أمريكية كاملة'، مشيرًا إلى استخدام قنابل زنة ألفي باوند تتسبب في زلازل وانهيارات أرضية وتدمير شامل.
وأكد عبد العاطي أن الاحتلال يستخدم غزة كمختبر حي لتطوير أسلحته المحرّمة دوليًا، مدفوعًا بدعم أمريكي مالي وعسكري، في تجاهل تام للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
دعوات للمحاسبة الدولية
دعا خبراء حقوقيون ومنظمات دولية إلى فتح تحقيقات عاجلة حول جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عنها، مشددين على أن الدعم الأمريكي يغذي الجرائم الإسرائيلية ويقوّض فرص السلام في المنطقة.
وأكدوا أن استمرار تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة رغم الانتهاكات يفضح المعايير المزدوجة في السياسة الدولية، ويجعل من الولايات المتحدة شريكًا مباشرًا في إراقة دماء الأبرياء في غزة.
أسلحة فتاكة منها المحرمة دولياً استخدمتها
"إسرائيل"في عدوانها على غزة ماذا تنظرون
نحنُ نُباد في غزة pic.twitter.com/I5FPYL8eFc
— Samer (@Sssssssssssamer) April 5, 2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 2 أيام
- فيتو
الصحة العالمية: أكثر من مليون فلسطيني يتضورون جوعًا
حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الإثنين، من خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث يوجد "مليون شخص يتضورون جوعا" هناك. وقال تيدروس أدهانوم جبرييسوس في افتتاح الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في المنظمة في جنيف "يتزايد خطر المجاعة في غزة، بسبب المنع المتعمد لدخول المساعدات الإنسانية" بينما هناك "أطنان من الطعام عالقة عند الحدود على بعد دقائق فقط". ومساء أمس الأحد، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بدخول بعض المواد الغذائية إلى قطاع غزة المحاصر، بعد ساعات من إعلان الجيش بدء عملية برية جديدة موسعة في القطاع. إجراءات ضد حماس ولاحقًا أعلن مكتب نتنياهو عن السماح بدخول كمية من المساعدات، مؤكدا أن إجراءاتٍ ستتخذ لمنع حماس من السيطرة على توزيع المعونات، وضمان عدم وصولها إلى مقاتليها. فيما يُفترض أن تستمر خطة إدخال المساعدات التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية، بشكل مؤقت، حتى تبدأ شركة أمنية أمريكية في 24 مايو الإشراف على توزيعها في مناطق إنسانية مُحددة في القطاع، وفق الصحيفة الإسرائيلية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

مصرس
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- مصرس
عاجل - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 51،201 وعدد الإصابات إلى 116،869 منذ بدء العدوان الإسرائيلي
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الأحد، أن حصيلة الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 51،201 شهيد و116،869 مصابًا. وتتضمن هذه الأرقام 1،827 شهيدًا و4،828 مصابًا سُجلوا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الثامن عشر من مارس الماضي.عاجل - الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية توغل كبرى في غزة: خطة تفصيلية وتشدُّد في التصعيدالصحة في غزة: تكشف عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبرضحايا ال24 ساعة الماضيةوخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استقبلت مستشفيات غزة 44 جثة شهيد و145 جريحًا، وسط معاناة كبيرة تواجهها طواقم الإسعاف وفرق الدفاع المدني في الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض وفي شوارع المدينة نتيجة نقص الإمكانيات والدمار الواسع الذي خلفته القصفات الإسرائيلية.قصص وشهادات ميدانيةمحايلات الإخلاء: نقلت طواقم الإسعاف جثة امرأة شهيدة وأربعة ناجين من الأطفال والمسنين، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة مواصي جنوبي خان يونس، كان يقطنها مئات العائلات الفقيرة.قصف المنازل: * أسفر قصف منزل عائلة العقاد في حي المنارة بمدينة خان يونس عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين. * وثّقت كاميرات الجزيرة مباشر تشييع شهيدين في مستشفى شهداء الأقصى بعد استهداف منزل درويش في مخيم النصيرات وسط القطاع. * كما رُصد تشييع اثنين آخرين إثر قصف منزل في شارع المنصورة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.ملابسات العدوان وخرق اتفاق وقف إطلاق النارانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل في الأول من مارس الماضي، بعد سريانها منذ 19 يناير، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن رفضه بدء المرحلة الثانية، وأمر باستئناف العمليات العسكرية في 18 مارس، استجابة لضغوط جناح متطرف في حكومته، وفق تقارير الإعلام العبري.ومنذ ذلك التاريخ، سُجل 1،827 شهيدًا و4،828 مصابًا (معظمهم من الأطفال والنساء)، في أعنف مواجهة يشهدها القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.الوضع الإنساني المتردييتزامن التصعيد العسكري مع حصار خانق يفرضه الاحتلال على القطاع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بفعل انقطاع التيار الكهربائي وندرة المواد الطبية والغذائية.وقد حذرت منظمات دولية من تفاقم مخاطر المرض وسوء التغذية بين المدنيين، فيما يواصل أكثر من 2 مليون فلسطيني مواجهة ظروف معيشية قاسية.دعوات دولية لوقف التصعيدطالبت المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة مرارًا بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية. ورغم هذه النداءات، لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق جديد وإنهاء القصف، مما يفاقم المخاطر على المدنيين العالقين تحت الركام والذين لا تزال فرق الإنقاذ تعجز عن الوصول إليهم.


بوابة الفجر
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- بوابة الفجر
عاجل - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 51،201 وعدد الإصابات إلى 116،869 منذ بدء العدوان الإسرائيلي
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الأحد، أن حصيلة الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 51،201 شهيد و116،869 مصابًا. وتتضمن هذه الأرقام 1،827 شهيدًا و4،828 مصابًا سُجلوا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الثامن عشر من مارس الماضي. ضحايا الـ24 ساعة الماضية وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استقبلت مستشفيات غزة 44 جثة شهيد و145 جريحًا، وسط معاناة كبيرة تواجهها طواقم الإسعاف وفرق الدفاع المدني في الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض وفي شوارع المدينة نتيجة نقص الإمكانيات والدمار الواسع الذي خلفته القصفات الإسرائيلية. قصص وشهادات ميدانية محايلات الإخلاء: نقلت طواقم الإسعاف جثة امرأة شهيدة وأربعة ناجين من الأطفال والمسنين، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة مواصي جنوبي خان يونس، كان يقطنها مئات العائلات الفقيرة. قصف المنازل: أسفر قصف منزل عائلة العقاد في حي المنارة بمدينة خان يونس عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين. وثّقت كاميرات الجزيرة مباشر تشييع شهيدين في مستشفى شهداء الأقصى بعد استهداف منزل درويش في مخيم النصيرات وسط القطاع. كما رُصد تشييع اثنين آخرين إثر قصف منزل في شارع المنصورة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. ملابسات العدوان وخرق اتفاق وقف إطلاق النار انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل في الأول من مارس الماضي، بعد سريانها منذ 19 يناير، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن رفضه بدء المرحلة الثانية، وأمر باستئناف العمليات العسكرية في 18 مارس، استجابة لضغوط جناح متطرف في حكومته، وفق تقارير الإعلام العبري. ومنذ ذلك التاريخ، سُجل 1،827 شهيدًا و4،828 مصابًا (معظمهم من الأطفال والنساء)، في أعنف مواجهة يشهدها القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. الوضع الإنساني المتردي يتزامن التصعيد العسكري مع حصار خانق يفرضه الاحتلال على القطاع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بفعل انقطاع التيار الكهربائي وندرة المواد الطبية والغذائية. وقد حذرت منظمات دولية من تفاقم مخاطر المرض وسوء التغذية بين المدنيين، فيما يواصل أكثر من 2 مليون فلسطيني مواجهة ظروف معيشية قاسية. دعوات دولية لوقف التصعيد طالبت المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة مرارًا بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية. ورغم هذه النداءات، لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق جديد وإنهاء القصف، مما يفاقم المخاطر على المدنيين العالقين تحت الركام والذين لا تزال فرق الإنقاذ تعجز عن الوصول إليهم.