أحدث الأخبار مع #دانيسيترينوفيتش


اليمن الآن
منذ 7 ساعات
- سياسة
- اليمن الآن
تعرف إلى "الجبل النووي" الذي يؤرق إسرائيل
وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية منشأة "فوردو" النووية الإيرانية بأنها "جبل النار" بالنسبة للمخططين العسكريين الإسرائيليين، نظراً لتحصينها الفائق وموقعها الجغرافي المعقّد، حيث تقع على عمق نصف كيلومتر أسفل جبل قرب مدينة قم، وتحيط بها دفاعات جوية مشددة. تُعد فوردو إحدى الركائز الأساسية في البرنامج النووي الإيراني، وقد صممتها طهران لتصمد أمام أي هجوم شامل، بحسب ما أكده بهنام بن طالبلو، الباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، الذي قال إنها "نقطة البداية والنهاية في المشروع النووي الإيراني". وأعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن المنشأة تعرّضت لهجوم يوم السبت، رغم أن الأضرار كانت "محدودة". ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إسرائيل نجحت في تدمير جزء كبير من محطة نطنز فوق الأرض، وهي المحطة التي تضم أكثر من 16 ألف جهاز طرد مركزي وتُستخدم لإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب. لكن ما يجعل فوردو أكثر إزعاجًا لإسرائيل هو أنها مخصصة لتخصيب اليورانيوم بدرجات عالية، ومحمية بطبقات كثيفة من الصخور والخرسانة، ما يصعب اختراقها حتى باستخدام قنابل خارقة للتحصينات مثل القنبلة الأميركية "جي بي يو-57". الخبير الأمني الإسرائيلي داني سيترينوفيتش أشار إلى أن فوردو ستكون "الهدف الأصعب وربما الأخير" في أي حملة عسكرية، معتبرًا أن استهدافها دون دعم أميركي مباشر "أمر شبه مستحيل". كما أشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي المباشر على فوردو يمثل سابقة خطيرة، ويُظهر مستوى المخاطرة التي يتحملها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ورغم نفي إيران المستمر سعيها لامتلاك قنبلة نووية، تقول فايننشال تايمز إن تقديرات الوكالة الذرية تشير إلى أن طهران تملك ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب (نحو 408 كيلوغرامات) لصنع ما يصل إلى 9 قنابل نووية خلال أقل من شهر. وتحذر الصحيفة من أن فشل إسرائيل في تدمير فوردو قد يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتعليق تعاونها مع الوكالة الدولية، والذهاب مباشرة إلى تصنيع القنبلة. لكن فوردو ليست الموقع المحصن الوحيد؛ فقد بدأت طهران مؤخرًا بناء منشأة نووية أخرى أكثر تعقيدًا وعمقًا تحت جبل "بيكآكس" جنوب نطنز، وتضم أربعة مداخل أنفاق على الأقل، ومساحات واسعة تحت الأرض يُعتقد أنها قادرة على استيعاب نشاطات حساسة. وتمنع إيران مفتشي الوكالة الذرية من الوصول إليها حتى الآن. تُعد منشأتي فوردو وبيكآكس عنواناً للمرحلة الأخطر في الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث لم يعد الحديث عن الضربات الجوية مقتصراً على المنشآت فوق الأرض، بل بات يتجه نحو أعماق الجبال ومراكز السيطرة النووية المحصنة.


Independent عربية
منذ 10 ساعات
- سياسة
- Independent عربية
"الأسد الصاعد" تأكيد لقدرة "الموساد" على اختراق إيران
يؤكد محللون أن الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يقتصر على العملية العسكرية وحدها، بل استند كذلك على عمل دقيق نفذه جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، الذي حقق اختراقات في الجمهورية الإسلامية منذ أعوام. وبصرف النظر عما إذا كانت عملية "الأسد الصاعد" ستقوض قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفي طهران أصلاً السعي إليه، يؤكد محللون أنها ستسجل ضمن أبرز الإنجازات التي حققها عملاء استخبارات إسرائيليون. ولاحظ داني سيترينوفيتش من معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي أن "هذا يظهر تفوق إسرائيل العملاني والاستخباري على إيران". وسبق للجمهورية الإسلامية أن تلقت نكسة كبيرة خلال يوليو (تموز) الماضي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية داخل طهران، ويرى سيترينوفيتش أن إيران لم تتمكن مذاك "من سد الثغر في نظامها" الأمني. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأن مسيرات هُربت بصورة مسبقة إلى إيران كانت، إلى جانب الصواريخ والطائرات الحربية، ضمن الأسلحة التي استخدمتها تل أبيب في هجوم الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري. وأوضح الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد أن "المئات من عملاء الموساد، سواء داخل إيران أو في المقر الرئيس للجهاز داخل إسرائيل، شاركوا في العملية، ومن ضمنهم وحدة خاصة من العملاء الإيرانيين الذي يعملون لحساب الموساد". ففي وسط إيران "نصبت 'وحدات كوماندوس' في العراء أنظمة حربية قابلة للتوجيه قرب منصات إطلاق صواريخ أرض-جو إيرانية" بحسب رافيد، وأضاف أن "الجهاز نشر سراً أنظمة حربية وتقنيات متطورة مخبأة في مركبات". ومهدت هذه الأسلحة، التي نشرت لمهمة تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، الطريق أمام الطائرات المقاتلة والصواريخ الإسرائيلية، وضربت كذلك منصات يمكن أن تستخدمها الجمهورية الإسلامية في ردها على العملية. وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مدة التحضير للعملية، التي تذكر بالهجوم الأوكراني الأخير بمسيرات في روسيا، بما بين ثمانية أشهر وعامين، لكن ضربة أول من أمس الجمعة اعتمدت على اختراق إسرائيلي حصل قبل وقت أطول بكثير. وأكد المتخصص الجيوسياسي الإسرائيلي مايكل هوروفيتز أن "إسرائيل تتابع البرنامج النووي الإيراني منذ أكثر من 15 عاماً"، ويرى أن ضربات أول من أمس تشكل "تتويجاً لجهود متواصلة منذ أعوام لجمع المعلومات الاستخباراتية واختراق الجمهورية الإسلامية". وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، يتقدمهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري وضباط كبار في قيادة القوة الجوفضائية للحرس، إضافة إلى تسعة علماء نوويين. ولاحظ مصدر أمني أوروبي أن "العملية اتسمت بدرجة مذهلة من الدقة والإتقان"، على رغم كونها تسببت في خسائر جانبية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وسبق للموساد أن أذهل العالم خلال سبتمبر (أيلول) 2024 بتفجيره أجهزة اتصال مفخخة كان يحملها عناصر في "حزب الله"، مما أدى بحسب السلطات اللبنانية إلى مقتل 39 شخصاً وجرح الآلاف بينهم عدد كبير من المدنيين، مما أثار موجة إدانات لإسرائيل، وكان للموساد قبل ذلك سجل حافل بعمليات الاغتيال التي استهدفت أعداء للدولة العبرية على مدى عقود. وبعد عملية أجهزة الاتصال، تولد لدى الرجل الثالث سابقاً في جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي (DGSE) آلان شويه اقتناع بأن "لدى إسرائيل ست منظومات قادرة على التحرك في أي وقت" داخل إيران. وكرر شويه قناعته، متوقعاً أن يكون الموساد قادراً على "تحريك عدد كبير من العملاء"، وشرح أن "مكافحة التجسس الإيرانية هي عبارة عن جهاز أمني يركز بصورة أساس على التهديدات الداخلية". وأدى ذلك إلى اختراق إسرائيلي كان له وقع الكارثة في الجمهورية الإسلامية، وعبر كبار المسؤولين الإيرانيين علناً عن انزعاجهم منه، ولا تعوضه عمليات الإعدام المنتظمة لأشخاص صدرت في حقهم أحكام إدانة بالعمالة لإسرائيل. أما دور الإدارة الأميركية، وهي الحليف الوثيق لإسرائيل، فلا يزال حتى اليوم بالغ الغموض سواء أكان عن قصد أو بغير قصد. وُصفت العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً بأنها متدهورة، إذ توالت أخيراً مفاجآت ترمب لنتنياهو، ومنها توقيع اتفاق من دونه مع الحوثيين في اليمن، وإجراء محادثات مباشرة مع "حماس"، وزيارة للخليج من دون المرور بالدولة العبرية، ورفع العقوبات عن سوريا. وخلال اليوم السابق للعملية الإسرائيلية، دعا ترمب حليفه إلى عدم ضرب إيران، معتبراً أن الاتفاق النووي "وشيك" ولا يريد أن يراه "ينهار". وثمة خلاصة أخرى من الضربة الإسرائيلية، ومفادها أن للعمل الاستخباري والعمليات السرية دوراً محورياً بالغ الأهمية في الحرب بمفهومها الحديث. وشدد بنجامين جينسن من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن صعق العدو وشل حركته، يتطلبان "الجمع بين استخدام القوة الجوية واللجوء إلى العمليات الخاصة، بهدف إحداث تأثيرات متزامنة في عمق ساحة المعركة".


الزمان
منذ 17 ساعات
- سياسة
- الزمان
العملية الإسرائيلية ضد إيران تأكيد جديد لقدرات الموساد
باريس (أ ف ب) – يؤكد محللون أن الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يقتصر على العملية العسكرية وحدها، بل استند كذلك على عمل دقيق نفذه جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) الذي حقق اختراقات في الجمهورية الإسلامية منذ سنوات. وبصرف النظر عمّا إذا كانت عملية 'الأسد الصاعد' ستقضي على قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفي طهران أصلا السعي إليه، يؤكد محللون أنها ستسجّل ضمن أبرز الإنجازات التي حققها عملاء استخبارات إسرائيليون. ولاحظ داني سيترينوفيتش من معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي في حديث لوكالة فرانس برس أن 'هذا يُظهر تفوّق إسرائيل العملاني والاستخباري على إيران'. وسبق للجمهورية الإسلامية أن تلقّت نكسة كبيرة في تموز/يوليو الفائت باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران. ورأى سيترينوفيتش أن إيران لم تتمكن مذّاك 'من سدّ الثغر في نظامها' الأمني. – 'مئات العملاء' – وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأن مسيّرات هُرّبت بشكل مسبق إلى إيران كانت، إلى جانب الصواريخ والطائرات الحربية، ضمن الأسلحة التي استخدمتها الدولة العبرية في هجوم 13 حزيران/يونيو. وأوضح الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد أن 'المئات من عملاء الموساد، سواء داخل إيران أو في المقر الرئيسي للجهاز في إسرائيل، شاركوا في العملية، ومن ضمنهم وحدة خاصة من العملاء الإيرانيين الذي يعملون لحساب الموساد'. ففي وسط إيران 'نصبت (وحدات كوماندوس) في العراء أنظمة حربية قابلة للتوجيه بالقرب من منصات إطلاق صواريخ أرض-جو إيرانية'، بحسب رافيد. واضاف أن 'الجهاز نشر سرا أنظمة حربية وتقنيات متطورة مخبأة في مركبات'. وأدّت هذه الأسلحة التي نُشِرت مهمة تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، لتمهّد الطريق أمام الطائرات المقاتلة والصواريخ الإسرائيلية، وضربت كذلك منصات يمكن أن تستخدمها الجمهورية الإسلامية في ردها على العملية. – استهداف كبار المسؤولين – وقدّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية بما بين ثمانية أشهر وسنتين مدة التحضير للعملية التي تُذكر بالهجوم الأوكراني الأخير بمسيّرات في روسيا. لكنّ ضربة الجمعة اعتمدت على اختراق إسرائيلي حصل قبل وقت أطول بكثير. وأكد الخبير الجيوسياسي الإسرائيلي مايكل هوروفيتز أن 'إسرائيل تتابع البرنامج النووي الإيراني منذ أكثر من 15 عاما'. ورأى أن ضربات الجمعة تشكّل 'تتويجا لجهود متواصلة منذ سنوات لجمع المعلومات الاستخبارية واختراق الجمهورية الإسلامية'. وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، يتقدمهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري وضباط كبار في قيادة القوة الجوفضائية للحرس، إضافة الى تسعة علماء نوويين. ولاحظ مصدر أمني أوروبي أن 'العملية اتسمت بدرجة مذهلة من الدقة والإتقان'، رغم كونها تسببت في خسائر جانبية. – الهوس بإيران – وسبق للموساد أن أذهل العالم في أيلول/سبتمبر بتفجيره أجهزة اتصال مفخخة كان يحملها عناصر في حزب الله، ما أدى بحسب السلطات اللبنانية إلى مقتل 39 شخصا وإصابة الآلاف بجروح، بينهم عدد كبير من المدنيين، ما أثار موجة إدانات لإسرائيل. وكان للموساد قبل ذلك سجّل حافل بعمليات الاغتيال التي استهدفت أعداء للدولة العبرية على مدى عقود. وبعد عملية أجهزة الاتصال، تولّد لدى الرجل الثالث سابقا في جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي (DGSE) آلان شويه اقتناع بأن 'لدى إسرائيل ستة منظومات قادرة على التحرك في أي وقت' في إيران. وكرر شويه قناعته هذا، متوقعا أن يكون الموساد قادرا على 'تحريك عدد كبير من العملاء'. وشرح أن 'مكافحة التجسس الإيرانية هي عبارة عن جهاز أمني يركز بشكل أساسي على التهديدات الداخلية'. وأدى ذلك إلى اختراق إسرائيلي كان له وقع الكارثة في الجمهورية الإسلامية، وعبّر كبار المسؤولين الإيرانيين علنا عن انزعاجهم منه، ولا تعوّضه عمليات الإعدام المنتظمة لاشخاص صدرت في حقهم أحكام إدانة بالعمالة لإسرائيل. – دور واشنطن – أما دور الإدارة الأميركية، وهي الحليف الوثيق لإسرائيل، فلا يزال اليوم بالغ الغموض. لكنه يبدو حقيقيا، سواء عن أكانَ عن قصد أو بغير قصد. وُصفت العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيرا بأنها متدهورة، إذ توالت أخيرا مفاجآت ترامب لنتنياهو، ومنها توقيع اتفاق من دونه مع الحوثيين في اليمن، وإجراء محادثات مباشرة مع حماس، وزيارة للخليج من دون المرور بالدولة العبرية، ورفع العقوبات عن سوريا. وفي اليوم السابق للعملية الإسرائيلية، دعا ترامب حليفه إلى عدم ضرب إيران، معتبرا أن الاتفاق النووي 'وشيك' ولا يريد أن يراه 'ينهار'. وثمة خلاصة أخرى من الضربة الإسرائيلية، ومفادها أن للعمل الاستخباري والعمليات السرية دورا محوريا بالغ الأهمية في الحرب بمفهومها الحديث. وشدد بنجامين جينسن من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن صعق العدو وشلّ حركته يتطلبان 'الجمع بين استخدام القوة الجوية واللجوء إلى العمليات الخاصة، بهدف إحداث تأثيرات متزامنة في عمق ساحة المعركة'.


شبكة النبأ
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- شبكة النبأ
لماذا ستقاوم إسرائيل أي اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران؟
يُضعف الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن نفوذ إسرائيل المتضائل أصلًا لدى الإدارة الأمريكية الجديدة. ستواجه إسرائيل صعوبة بالغة في القيام بعمل عسكري ضد إيران بعد الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة. حتى على المستوى السياسي في إسرائيل، هناك إجماع بشأن الحاجة إلى شن هجوم على إيران. لا يمكن اعتبار نتنياهو... بقلم: داني سيترينوفيتش رحّبت الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأسبابٍ عديدة، أهمها موقفه من إيران. وبدا أن إسرائيل تأمل أن يفتح انتخاب الرئيس نافذةً لشنّ ضربة عسكرية على المواقع النووية في طهران. إن التعزيز الهائل للوجود العسكري الإقليمي لواشنطن، والتهديدات التي أطلقها كبار المسؤولين بأن طهران ستواجه عواقب وخيمة إذا لم تفكك برنامجها النووي بالكامل، أشارت إلى إسرائيل أن الولايات المتحدة جادة في استخدام القوة العسكرية وتعتزم مهاجمة إيران، أو على الأقل دعم الهجوم الإسرائيلي. مع ذلك، فاجأ إعلان ترامب عن نيته فتح مفاوضات نووية مع إيران خلال لقائه مع نتنياهو الشهر الماضي الحكومة الإسرائيلية. علاوة على ذلك، وبعد جولات المحادثات بين طهران وواشنطن، بات واضحًا أن كلا الطرفين مهتمان بالفعل بالتوصل إلى اتفاق. في الخلفية، يبدو أن الولايات المتحدة قد تخلت عن مطلبها الأساسي بتفكيك مواقع التخصيب في طهران، وراضية بالقيود المفروضة على البرنامج الحالي. وقد أظهرت هذه المفاوضات مع إيران انقسامًا كبيرًا بين واشنطن وحليفتها إسرائيل، وهو انقسام يُمثل أيضًا جوهر معارضة نتنياهو الشديدة للاتفاق النووي لعام 2015 الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. من وجهة النظر الإسرائيلية، يُمثل البرنامج النووي مشكلة حقيقية، لكن الحل لا يكمن فقط في مهاجمة المواقع النووية لطهران، بل في تغيير النظام. لا شيء يُهدد إسرائيل في الوقت الحالي أكثر من اتفاق كهذا، حتى لو كان من شأنه أن يُقلل بشكل كبير من قدرة طهران على تطوير قنبلة نووية، لأنه سيُوجه ضربة قاصمة لرغبة إسرائيل في رؤية النظام الإيراني يسقط. وأرسل نتنياهو مبعوثيه عدة مرات للقاء المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وفريقه لثنيهم عن التفاوض على صفقة، لكن تلك الجهود باءت بالفشل. من وجهة نظر واشنطن، من الضروري الحد من البرنامج النووي الإيراني لمنعه من إنتاج أسلحة نووية. وكان هذا هو الهدف الرئيسي -إن لم يكن الوحيد- للولايات المتحدة، على مدار الإدارات الديمقراطية والجمهورية، فيما يتعلق بإيران، وليس تغيير النظام بشكل كامل. ينعكس هذا الخلاف مع الإسرائيليين فيما يتعلق بنظام العقوبات المفروضة على طهران. فمن وجهة نظر إسرائيل، تُعدّ العقوبات وسيلةً لتغيير النظام هناك، بينما سعت واشنطن إلى فرض العقوبات كأداة ضغط في المجال النووي. وبالتالي، حتى لو انتهت المحادثات بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى اتفاق "جيد": اتفاق يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية من خلال الحد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم إلى 3.67% من دون بند غروب الشمس (Sunset Clauses)، وإجبار طهران على تصدير مخزونها الحالي من المواد المخصبة، وإلزامها بتفكيك أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لديها وقبول الإشراف الوثيق والمعقول "من دون بنود الخروج (exit clauses)"، فإن إسرائيل سوف تنظر إلى هذا الاتفاق باعتباره اتفاقاً خطيراً. هذا ليس فقط لأنه اتفاق لن يتضمن قيودًا على مكونات أخرى من التهديد الإيراني، مثل منظومة صواريخها أو دعمها لوكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولكن بشكل رئيسي لأنه سيعزز النظام الحالي في طهران - بما في ذلك الإغاثة الاقتصادية الكبيرة التي سيحصل عليها النظام، بالإضافة إلى الشرعية السياسية المتجددة بعد الاتفاق مع واشنطن. بالإضافة إلى ذلك، سيسمح التحسن الاقتصادي في طهران لقيادتها بتحديث نظامها الأمني وحتى زيادة الدعم لوكلائها المنتشرين في الشرق الأوسط. من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن "الفرصة الذهبية" لإسقاط النظام، بالنظر إلى ضعفه، ستختفي. علاوة على ذلك، يُضعف الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن نفوذ إسرائيل المتضائل أصلًا لدى الإدارة الأمريكية الجديدة. ستواجه إسرائيل صعوبة بالغة في القيام بعمل عسكري ضد إيران بعد الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة. حتى على المستوى السياسي في إسرائيل، هناك إجماع بشأن الحاجة إلى شن هجوم على إيران. لا يمكن اعتبار نتنياهو، الذي لا يستطيع أن يتجاوزه زعماء المعارضة الذين يعرضون أيضًا موقفًا متطرفًا بشأن إيران، مؤيدًا للاتفاق، حتى لو كان يفكر بشكل مختلف سرًا. والدليل على أن إسرائيل لا تريد حقًا صفقة مع إيران يتعلق بمطالبتها بتنفيذ "النموذج الليبي" في السياق الإيراني، أي تفكيك جميع البنية التحتية للتخصيب في إيران. وكما تعلم الإدارة الأمريكية أيضًا، فإن هذا الموقف خط أحمر في نظر طهران، ولا توجد فرصة لقبوله. قد تأمل إسرائيل أن تتبنى الإدارة هذا الموقف مع فهم أن إيران لن تقبله، مما يفتح الطريق أمام دراسة "خيارات أخرى" في التعامل مع البرنامج الإيراني. في الخلفية، هناك فجوة أكثر جوهرية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهذا يتعلق بمسألة طموحات النظام الإيراني لبرنامجه النووي، فضلاً عن فعالية التحركات غير الحركية للتعامل مع برنامج طهران النووي. لقد رفض مسؤولو الاستخبارات الأمريكية مرارًا وتكرارًا افتراض رئيس الوزراء الإسرائيلي وادعائه بأن طهران تسعى إلى إنتاج قنبلة نووية، والذين لا يقبلون هذا الادعاء ويؤكدون أنه لا يوجد دليل على أن الزعيم الإيراني قد قرر صنع أسلحة نووية. علاوة على ذلك، بينما يشيد نتنياهو بالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية، فقد زعمت الاستخبارات الأمريكية عدة مرات أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لم تمنع إيران من إحراز تقدم في القضية النووية فحسب، بل دفعت طهران أيضًا، من نواحٍ عديدة، إلى التقدم في برنامج التخصيب بطريقة غير مسبوقة. تُعد هذه الفجوة مهمة لأنها تُشكل الأساس الذي يدفع الإدارة الأمريكية إلى دراسة الخيار الدبلوماسي بجدية، لا سيما وأن تقديرات الاستخبارات الأمريكية تُشير إلى أن أي هجوم على إيران سيعني حربًا إقليمية، على عكس التقديرات الإسرائيلية المُختلفة التي تستند إلى ضعف طهران الحالي، وعجزها عن الرد بشكل فعّال على أي هجوم. إن حقيقة أن إيران ضعيفة اليوم، في ظل ضعف وكلائها ونتائج الهجمات الإسرائيلية في 26 أكتوبر/تشرين الأول، دقيقة. ومع ذلك، تُؤكد الاستخبارات الأمريكية أن النظام لا يزال يمتلك قدرات كافية لمهاجمة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، مما قد يدفع المنطقة إلى حملة واسعة النطاق. خلاصة القول هي أنه من المتوقع أن تعارض إسرائيل أي اتفاق مع إيران، حتى لو كان من شأنه إبعادها عن خيار إنتاج سلاح نووي. فمن وجهة نظر تل ابيب، القضية النووية ليست سوى جزء من سلسلة مشاكل، وينبغي استغلال الوقت المتاح حاليًا للإطاحة بالنظام الإيراني. ولسوء حظ إسرائيل، من المشكوك فيه ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد وصلت إلى هذه المرحلة، وقد تُسبب هذه الفجوة توترًا خطيرًا بين واشنطن وتل ابيب. وفي ظل الوضع الراهن للمفاوضات، من المشكوك فيه ما إذا كانت إسرائيل قادرة على فعل أي شيء حيال ذلك. * داني سيترينوفيتش، زميل غير مقيم في برامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي. وزميل أيضًا في معهد دراسات الأمن القومي.