أحدث الأخبار مع #دونالدترامب؛


معا الاخبارية
منذ 13 ساعات
- أعمال
- معا الاخبارية
قمم عربية تحت عباءة ترامب
في مشهد يعكس التفاوت الفادح بين مسارات السياسة والمآسي الإنسانية، شهدت منطقة الشرق الأوسط جولة للرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ لم تكن مجرّد زيارة دبلوماسية، بل استعراضا لقوة الاقتصاد في تشكيل الجغرافيا السياسية، حيث حوَّل ترامب الدماء إلى أرقام، والمعاناة إلى فرص للابتزاز. التريليون الذي يشتري الأمن ويُغذّي الحرب بدأ ترامب جولته في السعودية، التي استقبلته كـ «فاتح»، لتُعلن عن صفقات تجاوزت قيمتها 600 مليار دولار، لكن الرجل الذي لا يشبع من المال والمجد طالب ببراغماتيته المعهودة برفع القيمة إلى تريليون دولار، معلناً أن «أمن الخليج يستحق أكثر». هنا تتحول الأرواح إلى سلعة في سوق النخاسة الحديث: كل دولار يُضاف إلى الصفقة هو دمٌ جديد يُسكب في اليمن، وقنبلةٌ تُلقى على غزّة، ودعمٌ لآلة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقّف عن التهام الأرض الفلسطينية. المال وسياسة التوازنات الهشّة ثم جاءت قطر، التي لم تكن أقل سخاءً، حيث أُبرمت صفقاتٌ بقيمة 1.4 تريليون دولار، لكن اللافت كان تصريح ترامب الغامض الذي طالب فيه إيران بأن «تشكر أمير قطر شكراً عظيماً»، هذا التصريح، رغم سخرية سياقه يُسلّط الضوء على تعقيد الخيوط التي تتلاعب بالشرق الأوسط، حيث تتحرّك الدوحة على حبل مشدود بين المصالح المتضاربة: توازن بين نفوذ إيران وضغوط الخصوم العرب، وتحافظ على شراكتها مع واشنطن، التي لم تُخف استفادتها المالية من الصفقات. وفي السياق ذاته، أبرمت الإمارات صفقة أسلحة مع الولايات المتحدة بقيمة 23 مليار دولار، شملت طائرات F-35 ومسيّرات متقدمة، بالإضافة إلى اتفاقية تعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بقيمة 1.4 تريليون دولار، مما رفع إجمالي الصفقات الخليجية إلى 4 تريليونات دولار. إنه «الغموض الاستراتيجي» بامتياز: تظهر كأنها تُطفئ الحرائق التي تُشعلها واشنطن وتل أبيب، بينما تحمي مصالحها عبر استثمارات في القرار الغربي نفسه. رمزية الابتذال في زمن المذابح بلغت المهزلة ذروتها حين قُدّمت لترامب طائرةٌ فاخرةٌ وُصفت بـ «القصر الطائر»؛ تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، كـ «هدية» تليق بمن يُعيد تشكيل المنطقة على مقاس المصالح الأميركية - الإسرائيلية، لكن هذا المشهد المُخزي لم يكن سوى إهانة للضمير الإنساني، ففي اللحظة ذاتها التي تُضاء فيها شاشات العالم بأنوار الطائرة الذهبية، يُحاصر أطفال غزّة في ظلام الموت: مستشفياتُهم بلا كهرباء، وجثثُهم تتطايرت في ذات الآن فعلا - وبدون مبالغة - جرّاء تنفيذ مقاتلات الجيش الإسرائيلي حزاما ناريا بعشرة صواريخ متتالية، حيث بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين أثناء وجود ترامب في الخليج 378 شهيدا؛ جُلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وبعض المتواجدين دُفنوا تحت الأنقاض من شدّة الإنفجار، وآخرون بأجسادهم الهزيلة يبحثون عن قطرة ماء مخلوطة بالدماء بين الركام، تزامنا مع الأجواء الإحتفالية والتصفيق للرئيس الأمريكي. غزّة، التي لم يدخل إليها أي نوع من المساعدات منذ بداية مارس/آذار، وهي أطول مدة لم تدخل بها مساعدات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023: الدواءُ نفد، والغذاءُ صار رفاهية، والهواءُ نفسه مُلوثٌ برائحة الموت، وبينما تُنفق المليارات على استثمارات أمريكية - خليجية مزعومة، يُمنع إدخال الأدوية الضرورية أو كيس طحين بطعم شظية إلى غزّة، وكأن حياة الطفل الفلسطيني أقل قيمة من ذخيرة الدبابة الإسرائيلية. التصريح الأخطر وفي اللحظة التي لم يعد فيها للمأساة قاع، جاء التصريح الأخطر من ترامب: «لدي تصورات جيدة جداً لغزّة لجعلها منطقة حُرّيّة، وسأكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة». هكذا، بلا حياء، تُختزل غزّة، بتاريخها ونضالها وشهدائها، إلى «ممتلكة» أمريكية محتملة. هذا التصريح يعكس العقلية الاستعمارية الحديثة، حيث تتحول الجغرافيا إلى مشروع عقاري، وتتبدّد السيادة في صفقة جاهزة تنتظر التوقيع. التصريح الذي جاء عقب استعراض المليارات، لا يمكن فصله عن السياق الأشمل: مشروع أمريكي لسلخ غزّة من نضالها واحتلالها، وتحويلها إلى منطقة استثمارية مخصخصة، يُعاد إعمارها لا كحقّ إنساني، بل كمخطط رأسمالي تروّج له الإدارة الأميركية، مقابل تفريغها من شعبها، وطمس هويتها، وإنهاء قضيتها. القمّة العربية (قمّة بغداد) في هذا السياق، انعقدت القمّة العربية في بغداد؛ مشهدٌ بدا أقرب إلى مسرحية مُرتجلة، أو عجز ميزانية وزارية؛ والهروب منه هو: إقامة فعالية أو تصريحات متعدّدة لإنجازات وهمية؛ أبعد من أن تكون استجابة فعلية لحجم الكارثة والإبادة الجماعية والقتل بالتجويع والصواريخ والتهجير في غزّة. قادة لا يعرفون كيف يواجهون المأساة، فاستعاضوا عن الفعل بخطابات عربية وقمم بروتوكولية، كمن يضع رقعة على جرح نازف، بينما الشرق الأوسط برُمّته على شفى حفرة، يُسحق قطاع غزّة في فكي الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يُطعن في خاصرته العربية. لقد أضحت هذه القمم، بكل ما تحمله من شعارات فارغة، عاجزة حتى عن إصدار بيان مُقنع، أو موقف يُحرّك ماء راكدا، فقمم كقمّة بغداد ليست سوى تكرار عقيم، باتت لا تُشكّل شيئا أمام القنابل المُلقاة على أطفال فلسطين في غزّة، ولا تحمل من ملامح القرار سوى أوراق الحضور والإنصراف. رفع العقوبات بشرط التطبيع في تحوّل مفاجئ، أعلن ترامب عن نيته رفع العقوبات عن سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع، والذي تعمل حكومته على إعادة الإعمار بعد سقوط نظام الأسد. هنا تظهر مُفارقةٌ جديدة: فرفع العقوبات، الذي يُفترض أن يكون خطوةً إنسانية وتبعة بديهية بعد سقوط نظام الأسد، تحوّل إلى أداة ضغط سياسي مشروط بالتطبيع مع إسرائيل. الشعب السوري، الذي دفع ثمن مقاومته للدكتاتورية الدموية، يُراد له اليوم أن يدفع فاتورة التقارب مع تل أبيب من قوت يومه وماء وطنه. إنها نسخة جديدة للإخضاع بوجه ناعم. أيُّ عدالة هذه؟ المفارقة الأقسى أن ترامب، الذي يُغدِق عليه الخليج بالصفقات والهدايا، هو نفسه من يُصفّق لإسرائيل وهي تذبح الفلسطينيين، ويهنئ نتنياهو على «إنجازاته الأمنية». إنه الرجل الذي حوّل السياسة إلى بورصة: يبيع الأمن للسعودية، ويشتري الصمت من قطر، ويتلقى من الإمارات شهادة حُسن السلوك للهيمنة الإسرائليلية بإسم التنمية، ويطرح غزّة للبيع. لكن ما يُفجِّر القلب غيظاً هو الصمت العربي المُطبق، فالقادة الذين يتبارون في استضافة ترامب هم أنفسهم مَن يغلقون حدودهم أمام لاجئي غزّة وفي الماضي سوريا، ويُشاركون في تطبيعٍ لا يُنتج إلا خنوعاً. العرب في المزاد وصفقة التهجير كنا نأمل، بعد أن حمل ترامب من الخليج ما يزيد على 4 تريليونات دولار من مقدّرات الأوطان العربية والإسلامية، أن يحمل في المقابل همّاً إنسانياً، أو حتى موقفًا سياسيا يكبح العدوان على غزّة، لكنّ المفاجأة جاءت مريرة، حين اتخذ فور عودته إلى واشنطن قراره الأخطر: تهجير مليون فلسطيني من القطاع إلى ليبيا، مقابل صفقة سياسية ليبية، بشرط الإفراج عن ملياراتها المجمّدة في البنوك الأميركية. هكذا تحوّلت غزّة إلى بند في مفاوضات مالية، وتحوّل الدم الفلسطيني إلى رقم في حساب بنكي مؤجّل الصرف. هذا هو العصر الذي تُقاس فيه الكرامة بالدولار، وتُشترى السيادة بالمليار، بينما تُدفن العدالة تحت ركام المجازر، وغزّة، بكل دمها ودموعها، ستظل تقاوم، لا لتبقى فحسب، بل لتُذكّر العالم بأن القضية الفلسطينية لا تُشترى ولا تُباع، وأن الشعب الذي لا يملك إلّا حجراً، لا يمكن أن يُساق. وغداً، حين يُكتب التاريخ، لن تُذكر الصفقات، بل الدماء التي صرخت «لا» في وجه طغيان الدولار رغم الدمار والمرار.


حضرموت نت
منذ 4 أيام
- سياسة
- حضرموت نت
اخبار السعودية : "دايلي ميل" البريطانية تكتب عن سلاح الجو والخيل والقهوة مع زيارة ترامب
أصداءٌ عالمية واسعة حقّقتها الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ إلى المملكة اليومين الماضيين، التي التقى خلالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واختتمها بحضور القمة الخليجية – الأمريكية في العاصمة الرياض. ومنذ اللحظات الأولى لوصول الرئيس الأمريكي إلى المملكة، اهتم كثيرٌ من وسائل الإعلام العالمية برصد وتحليل جميع ما اشتملت عليه الزيارة. وفي تحليلها، اهتمت صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية بشكلٍ خاص بالاستقبال التاريخي الذي حظي به ترامب، خلال أول رحلة خارجية كبيرة له في ولايته الثانية. ووصفت الصحيفة الاستقبال بأنه 'استقبالٌ يعجب الرئيس الأمريكي'، مشيرة إلى الحفل الذي تميَّز باستعراضٍ مميزٍ، وحماية جويّة، وحرّاس على ظهور الخيل، إضافة إلى السجادة الأرجوانية الملكية وعزْف النشيدين الوطنيين لكلا البلدين. وأضاف تقرير الصحيفة البريطانية أن 'ترامب، تحدّث بودّ مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في حين قُدمت الوفود رسمياً، وأُقيم حفل شاي وقهوة فاخر'. وتابع التقرير: 'كان الجو مرحاً مع الابتسامات والمصافحات والتمنيات الطيبة المتبادلة'. وذكرت الصحيفة أن المملكة قامت بتجهيز العرض للرئيس الأمريكي منذ اللحظة التي عبر فيها المجال الجوي السعودي، إذ رافقت طائراتٌ مقاتلة سعودية من طراز إف-15 طائرة الرئاسة الأمريكية إلى هبوطها، وكان في انتظارها حرس الشرف. وواصلت: 'رحّب ولي العهد بترامب بنفسه، حيث قاده إلى تناول المرطبات الباردة والحديث القصير في كراسي بذراعين فاخرة باللونين الأزرق الداكن والذهبي'. ولفتت الصحيفة إلى قوة العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى التعاون الكبير بين واشنطن والرياض في مجالات تجارة النفط والتعاون الأمني، في وقتٍ يُقيم فيه عديدٌ من الشركات الأمريكية والسعودية مشاريع مشتركة. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.


MTV
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- MTV
08 May 2025 15:38 PM الشرع وترامب... وإعادة الإعمار!
نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين سوريين قولهم إن الرئيس السوري أحمد الشرع، يسعى للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ لمشاركة رؤيته لإعادة الإعمار. ووفق التقرير، فإن رؤية الشرع لإعادة الإعمار تتفوَّق فيها الشركات الأميركية والغربية على الشركات الصينية، حيث تسعى سوريا الجديدة لعلاقة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة. سافر جوناثان باس، الناشط الجمهوري المؤيد لترمب والرئيس التنفيذي لشركة «أرغنت» للغاز الطبيعي ومقرها لويزيانا، إلى دمشق الأسبوع الماضي؛ لعرض خطة على الشرع لتطوير موارد الطاقة في البلاد مع شركات غربية، وشركة نفط وطنية سورية جديدة مدرجة في البورصة الأميركية. وقال باس، بعد اجتماع استمرَّ 4 ساعات مع الشرع في القصر الرئاسي بدمشق: «لدينا فرصة لطرد الروس والإيرانيين والصينيين من البلاد إلى الأبد، إلى جانب هزيمة (داعش) الدائمة». تشهد مساحات واسعة من المدن السورية الكبرى دماراً شاملاً. وتحتاج مطاراتها وطرقها وشبكتها الكهربائية وبنيتها التحتية للاتصالات إلى إصلاح. وأضاف باس أن الشرع ومسؤولين سوريين آخرين أعربوا عن رغبتهم في إشراك شركات أميركية لإعادة الإعمار. وقال: «الشرع مستعدٌّ للالتزام بطائرات (بوينغ). يريد شركات اتصالات أميركية». وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية: «تسعى سوريا الحرة الجديدة إلى بناء علاقة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، قائمة على المصالح والشراكة المتبادلة، بما في ذلك الطاقة والعلاقات الاقتصادية الأخرى»، مضيفاً: «تأمل دمشق أن تصبح حليفاً مهمّاً ومؤثراً لواشنطن خلال المرحلة المقبلة من تاريخ سوريا».


صحيفة سبق
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- صحيفة سبق
الحرب التجارية تدفع أسعار النفط إلى أكبر تراجع شهري منذ 2021
تشهد أسواق النفط العالمية ضغوطاً متزايدة في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؛ ما أدّى إلى تسجيل أكبر خسارة شهرية في الأسعار منذ نوفمبر 2021. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت، الأربعاء، بمقدار 75 سنتاً إلى 63.50 دولار للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 79 سنتاً إلى 59.63 دولار. ووفق "سكاي نيوز"، سجّل "برنت" خسائر شهرية بنسبة 15%، مقابل 17% للخام الأمريكي. وتزامنت هذه التراجعات مع فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ رسوماً جمركية شاملة على جميع الواردات، ورد الصين بإجراءات مماثلة؛ ما أثار مخاوف من ركودٍ اقتصادي عالمي، وانعكس سلباً على ثقة المستثمرين. وفي الصين، سجّل نشاط المصانع أكبر انكماش له منذ 16 شهراً، مما زاد من التوقعات بتباطؤ الطلب العالمي على الوقود. كما أظهرت بياناتٌ رسميّة تراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين لأدنى مستوياتها منذ خمس سنوات. ويرى محللون أن التحسُّن الطفيف في بعض المؤشرات الاقتصادية قد يكون مؤقتاً، في ظل استمرار الضغوط الناجمة عن السياسات التجارية.


صحيفة سبق
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة سبق
"التغييرات عميقة وبالغة الأثر".. لماذا يصعب إصلاح الخلل الذي أضرّت به تعريفات "ترامب" الاقتصاد العالمي؟
في غضون مئة يوم فقط، تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ من تحقيق تقدمٍ لافتٍ نحو هدفٍ أعلنه صراحة: نسف النظام الاقتصادي العالمي الذي ساد لعقودٍ طويلة، ففي حملةٍ سريعة ومكثّفة، أقدمت إدارته من واشنطن على إشعال فتيل حربٍ تجارية عالمية غير مسبوقة، ومزّقت معاهدات دولية قائمة؛ بل شكّكت علانيةً في التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها التقليديين في أوروبا، في تحوُّلٍ جذري هزَّ أركان التحالفات الراسخة. ولم يقتصر التغيير على السياسات الخارجية فحسب، بل امتد ليشمل تفكيكاً ممنهجاً للبنية التحتية الحكومية الداخلية، التي كانت بمنزلة الذاكرة المؤسّسية والخبرة المتراكمة التي توجّه السياسة الاقتصادية والتجارية الأمريكية على الساحة الدولية، في إشارةٍ واضحة إلى عُمق التحوُّل الذي سعى إليه ترامب. التغييرات التي أحدثها ترامب كانت عميقة وبالغة الأثر، ومع ذلك، يستمر العالم في الدوران، وتظل مسارات المستقبل مفتوحة على احتمالات متعدّدة، فعلى الساحة السياسية الأمريكية الداخلية، قد تشهد انتخابات منتصف الولاية بعد عامين تآكلاً في الأغلبية الجمهورية داخل الكونغرس، كما أن فترة حكم ترامب الرئاسية مقيدة دستورياً بأربع سنوات وتنتهي برحيله عن البيت الأبيض، وهذا الواقع يفتح الباب لتساؤلٍ محوري: هل يمكن لرئيس أمريكي قادم أن يتولى السلطة ويلغي ببساطة ما قامت به إدارة ترامب؟ وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وعلى الرغم من أن هذه المرحلة لا تزال مبكرةً نسبياً لتقييم الأثر الكامل، يتفق عديدٌ من المؤرخين وعلماء السياسة على أن بعض التغييرات الحاسمة التي أحدثها السيد ترامب؛ قد تكون صعبةً للغاية؛ إن لم تكن مستحيلة، على التراجع عنها بالكامل. تآكل الثقة وأحد أبرز هذه التغييرات هو التآكل الكبير في الثقة بالولايات المتحدة كشريكٍ موثوقٍ به وقائدٍ للنظام العالمي، وهذه الثقة لم تُبنَ بين عشية وضحاها، بل استغرقت أجيالاً من العمل الدبلوماسي، والالتزام بالمعاهدات، وتقديم الدعم للأصدقاء والحلفاء لبنائها وترسيخها، وعندما تتخذ واشنطن خطوات أحادية الجانب، أو تتخلى عن التزامات سابقة، فإنها تقوّض هذه الثقة التي تُعد رأسمالاً إستراتيجياً لا يُقدّر بثمن، ويصبح ترميمها عملية شاقة وطويلة الأمد. علاوة على ذلك، فإن الظروف التي مكّنت صعود حركة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" التي قادها ترامب لا تزال قائمة، ومن المتوقع أن تستمر حتى بعد رحيله عن المشهد السياسي المباشر، ويشير إيان غولدين؛ أستاذ العولمة والتنمية في جامعة أكسفورد، إلى أن "قاعدة جعل أمريكا عظيمة وجي. دي. فانس سيبقون موجودين بعد فترة طويلة من رحيل ترامب". تتمثل هذه الظروف بالأساس في اتساع فجوات عدم المساواة الاقتصادية داخل الولايات المتحدة، والشعور المتزايد بانعدام الأمن الاقتصادي لدى شرائح واسعة من السكان الذين يرون أن العولمة والترتيبات التجارية القائمة لم تعد تخدم مصالحهم، وما دامت هذه المشكلات الهيكلية قائمة، فإنها توفّر بيئة خصبة لظهور شخصيات أو حركات أخرى تتبنى خطاباً مشابهاً لخطاب ترامب؛ المناهض للمؤسسة والنظام العالمي. بالنسبة لبقية العالم، لا يزال هناك قلقٌ حقيقيٌّ وملموسٌ من أن المستقبل قد يحمل في طياته ظهور "ترامب آخر"، وهذا القلق لا ينبع فقط من احتمال تكرار السياسات نفسها؛ بل أيضاً من إدراك أن أسس النظام العالمي قد اهتزت، وأن العودة إلى الوضع السابق ليست أمراً مسلماً به، لقد كشفت الحقبة الماضية عن نقاط ضعفٍ في بنية الحوكمة العالمية وعن وجود قوى داخلية في الدول الكبرى يمكن أن تسعى إلى تغيير المسار بشكلٍ جذري.