أحدث الأخبار مع #رشاكناكرية


الغد
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الغد
K-Drama .. حينما تتحدث الدراما بلغة القلب وتصل للعالم
رشا كناكرية عمان- هل شعرت يوما أن هنالك ما يجذبك في دراما تتابعها وكأنها تلامس جزءا منك، هذا تماماً ما تفعله الدراما الكورية "k-Drama" بقصصها المؤثرة وحبكتها البسيطة التي تتسلل للقلوب برشاقة، وتشعر أنها تتحدث عنك في تفاصيلها. اضافة اعلان في السنوات الأخيرة اجتاحت الدراما الكورية المشهد الفني العالمي لتحقق انتشارا عالميا غير مسبوق، وتكسر بذلك الحدود وتنتقل من محتوى محلي الى ظاهرة عالمية. وبين الدراما الرومانسية والسوداوية والتاريخية والعائلية وحتى الخيالية سيجد المشاهد في الكيدراما "K-Drama" جزءا يلمس شيئا بداخله ويحرك مشاعره. وفق المتابعين لها تزداد شعبية الأعمال الدرامية الكورية الجنوبية يوما بعد الآخر حيث حققت نجاحا كبيرا ولافتا جذب منصات المشاهدة العالمية ودفعتها لتنتج اجزاء منها وتستثمر في صناعتها. أعمال كورية تحقق نجاحات غير مسبوقة وشهدنا انتشارا لظاهرة الدراما الكورية "K-Drama" وزيادة نسبة المشاهدات التي أصبحت تصل للملايين على منصات المشاهدة لتتصدر قوائمها، فقد حققت أعمال كورية نجاحات غير مسبوقة على المنصات العالمية، أبرزها مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) الذي أصبح حديث العالم، وحصد جوائز دولية مثل جائزة "إيمي". وكذلك، جذب مسلسل "هبوط اضطراري" (Crash Landing on You) اهتماما كبيرا، خاصة في الأسواق الغربية، إذ نجحت هذه الأعمال في كسر حاجز اللغة بفضل الترجمة إلى عشرات اللغات. وتصدر مؤخرا مسلسل "when life gives you Tangerines" عندما تمنحك الحياة ثمار اليوسفي قوائم المشاهدة العالمية وأصبح الأعلى تقييما، وبعد هذه النجاحات المتتالية سيطر الفضول على الجمهور ليعلم ما السبب في اكتساح الدراما الكورية المشهد الفني العالمي؟ وبحسب العديد من التقارير التي تناولت الموضوع والأراء التي أبداها محبو هذا النوع من الدراما، تتعدد الأسباب التي ساهمت في نجاح الدراما الكورية "K-Drama" عالميا. "محبو الـk-drama" كما يطلقون على أنفسهم يرون في الدراما الكورية ما لا يراه كثيرون ممن لم يتابع هذا النوع من القصص التي تسرد بطريقة مثالية وبأشكال جذابة وملفتة. فإن كنت تبحث عن قصص مختلفة، بحبكة بسيطة ومليئة بالمشاعر، فالدراما الكورية هي وجهتك. فهي تمنحك ما يعرف بـ "الطاقة الصحية" (Healthy Power)، التي تبعث فيك الراحة والسعادة. ولم يقف حاجز اللغة يوما أمام جودة المحتوى الذي تقدمه، فهي تخاطب المشاعر وتلامس القلوب بعمق. ويعود ذلك، جزئيا، إلى أن معظم كتاب السيناريو في هذه الدراما من النساء، وهو ما ساعد في إيصال الأحاسيس بصدق وعمق، إلى جانب براعة الممثلين الذين يتقمصون الشخصيات بإتقان يجعل المشاهد يشعر بأن ما يراه هو واقع حقيقي. وبفضل هذه القصص المؤثرة والإنتاج المميز، تحصد الدراما الكورية مشاهدات تعد بالملايين. والإقبال على هذا النوع من الدراما لم يكن جديدا في الأردن، فقد عرض التلفزيون الأردني عام 2011 المسلسل التاريخي "جوهرة القصر"، ولاقى إعجابا واسعا من الجمهور، كما حقق نجاحا كبيرا في عدد من دول الشرق الأوسط، من بينها إيران ومصر والكويت. العامل التكنولوجي ومن جهة أخرى فإن العامل التكنولوجي وانتشار الإنترنت ساهم في انتشار الثقافة الكورية، كما ساهم في شهرة الكيبوب "k-pop" أو البوب الكوري في أواخر التسعينيات وبداية الألفية وتحولت كوريا لمركز للثقافة الشعبية. وبعد انتشار الإنترنت أصبح الكيبوب k-pop ممثل الثقافة الكورية والحكومة دعمته بقوة لتصل فرق للعالمية منها فرقة "bts" و"black pink" و "exo". الأغنية الكورية في العالم والتي حققت مليار مشاهدة على اليوتيوب في سنة 2012 gangnam style" للمغني الكوري ساي "psy"، في أقل من سنة كانت أول فيديو في تاريخ منصة يوتيوب يحقق مليار مشاهدة، والآن هنالك 6 فيديوهات كورية في قائمة أكثر 30 فيديو لديها إعجابات على منصة اليوتيوب ومن ضمنها أغنية "baby shark" التي هي في الحقيقة أغنية كورية. عدة متابعين حول العالم ينجذبون لاستماع الكيبوب k-pop ولم يعد أمرا جديدا، وقد تبدو فكرة تفضيل أغنية بلغة لا تعرفها أو تتقنها أمرا غريبا، ولكن الفكرة ليست في الكلمات وأنما في الموسيقا وتأثيراتها المختلفة التي تجمع بين الروك والبوب والهيب هوب والموسيقى الكورية الكلاسيكية بجمل بسيطة مكررة تجذب المستمع لتعلق في الاذهان، كما أن اللغة الانجليزية مستخدمة ومدمجة بشكل متقن في الأغاني الكورية ما يساعد في انتشارها أكثر. إلى جانب التجربة البصرية الممتعة التي يعيشها المشاهد برقصات مثالية وأعضاء جذابين وصغيرين في السن يتم تدريبه على مدار سنوات ليصبحوا "ايدول"، ليساهم كذلك الكيبوب k-pop والموسيقا الكورية في انتشار الدراما الكورية في العالم. الإعلامي المصري أحمد الغندور صاحب برنامج " الدحيح" أعد حلقة خاصة تحدث بها عن الثقافة الكورية وعن تاريخ الثقافة الكورية وتطورها عبر التاريخ التي تطور معها الصناعة الفنية لتصل إلى النجاح الذي تحققه اليوم، مبينا أن الحكومة الكورية نظرت الى الترفية كصناعة عملاقة واهتمت بها كقوة ناعمة تساعد في انتشار ثقاقتهم ومنتجاتهم وتزيد من الرغبة في ان تكن وجهة سياحية. وهذه الحلقة لاقت رواجا وانتشار كبير بين محبين الكيدراما k-Drama وسعدوا بها، لأن المقدم استطاع أن يوصل الفكرة والمحتوى الذي جذبهم بدقة وقد احتواهم بحد قولهم، وشرح سبب حبهم للدراما الكورية. وذكر في "الدحيح" أن منصات المشاهدة وجائحة كورونا كانت كذلك سبب في زيادة مشاهدات الدراما الكورية، إذ ان الجميع كان يعمل من المنزل ووجد في هذه الدراما الطريقة لملأ الوقت وبحكم زيادة المشاهدات أصبحت الدراما الكورية تصنع للإنتاج العالمي؛ لتصبح بذلك المسلسلات الكورية منتجات عالمية. وأشهر جزء من هذه الحلقة الذي انتشر وبشكل كبير بين محبين الكيدراما "k-drama" هو الوصف الدقيق والواضح لحبهم لهذه الأعمال الدرامية. ومن جهة أخرى اصبح هنالك العديد من الصفحات والمؤثرين الذي اختاروا أن يكون الحديث عن الدراما الكورية في محتواها الرقمي، وحتى أن هنالك قنوات خاصة على اليوتيوب تتناول أهم الدراما الكورية وأخبار مشاهير كوريا، والبعض ذهب لأبعد من ذلك وتعلم لغتهم "الهانقول" والتي تعد من أصعب 5 لغات في العالم. وتشابه الثقافة العربية مع الثقافة الكورية في بعض العادات والتقاليد ساهم في الإقبال عليها منها الاهتمام بالأسرة والتركيز على قيمها واحترام الأكبر سنا والاهتمام بالعلاقات الاجتماعية، بعيدا عن الفردية التي نجدها في الأعمال الغربية. ويزداد انتشار الدراما الكورية "k-drama" لتؤكد أنها ظاهرة ثقافية عالمية تستقطب جمهورا واسعا من مختلف الأعمار والثقافات واستطاعت أن تجذبه وتأخذ جزءا من وقته واهتمامه، والأهم أصبحت الدراما الكورية أداة فعالة في تعزيز القوة الناعمة لكوريا الجنوبية، لتكن بذلك داعمة لاقتصادها وسياحتها.


الغد
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الغد
استوديو "غيبلي".. حكايات "كرتونية" مرسومة بالدهشة والحنين
رشا كناكرية عمان- صور شخصية وأخرى عائلية بملامح فنية طفولية كرتونية، تتشابه مع الرسوم المتحركة التي كبرنا على مشاهدتها ووقعنا في حبها، غزت منصات التواصل الاجتماعي لتصبح ظاهرة اجتماعية تجتاح العالم. اضافة اعلان عيون كبيرة لامعة وبسمة مشرقة تتجسد في صور شاركها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم الشخصية، بعد تحويلها إلى صور مستوحاة من أسلوب استوديو "غيبلي"، باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتنشر البهجة والسرور في قلوب محبي هذا الأسلوب الفني. ففي الفترة الأخيرة، انتشرت عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي العديد من الصور التي تمت إعادة إنشائها باستخدام أسلوب "غيبلي"، إذ استخدم رواد مواقع التواصل الاجتماعي تقنية الذكاء الاصطناعي لتحويل الصور الشخصية إلى لوحات فنية مستوحاة من أسلوب استوديو "غيبلي". وبدأ هذا الترند بعد أن أطلقت شركة "OpenAI" تحديثا جديدا يتيح للمستخدمين تحويل صورهم إلى أسلوب استوديو "غيبلي" باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتسابق رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتجربة هذا الترند، فالرغبة في تحويل الصور إلى شخصيات كرتونية اجتاحت العالم أجمع، إذ أصبح الترند المتصدر في جميع الدول، وتم توليد 700 مليون صورة عبر "ChatGPT" خلال أسبوع واحد فقط، بعد إطلاق ميزة تحويل الصور إلى أسلوب استوديو "غيبلي"، وذلك على أيدي أكثر من 130 مليون مستخدم حول العالم. الرغبة في رؤية أنفسهم كشخصيات كرتونية أحبوها، والحنين والشوق إلى الماضي الجميل، وفضول التجربة، جميعها دوافع قادت رواد مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في ترند أسلوب استوديو "غيبلي". استديو "غيبلي" ورسومه المتقنة و"غيبلي" استوديو ياباني شهير، متخصص في إنتاج أفلام الأنيمي، ويتميز بالتفاصيل الدقيقة، والألوان الدافئة، والرسوم اليدوية المتقنة. ولإنشاء صورة بهذا الأسلوب، كل ما عليك هو رفع صورة في "ChatGPT" وكتابة الأمر: "أعد تصميم هذه الصورة بأسلوب استوديو غيبلي مع الحفاظ على جميع التفاصيل"، وسيقوم النموذج بتحليل صور استوديو غيبلي وتحويل الصورة التي رفعتها إلى صورة مرسومة بنفس أسلوب الأستوديو المميز. وبدورها، بينت استشارية الصحة النفسية الأسرية والتربوية، حنين البطوش، أن الحنين إلى الماضي الجميل يعد أحد أبرز الدوافع النفسية وراء انتشار ترند استوديو "غيبلي"، فالكثير من الناس نشأوا على مشاهدة أعمال هذا الاستوديو، التي حملت بين طياتها مشاهد مؤثرة وخيالية ارتبطت بمرحلة الطفولة والبراءة. وأوضحت البطوش أنه عندما أتيحت لهم الفرصة لتحويل صورهم الشخصية إلى لوحات فنية مستوحاة من هذا الأسلوب، شعروا وكأنهم يعودون إلى ذكريات دافئة مليئة بالأمان والحنين، ولذلك شكل هذا الترند وسيلة فريدة للدمج بين الماضي والتكنولوجيا، حيث استطاع المستخدمون استحضار لحظاتهم القديمة في قالب بصري جديد ومبهج. وتذكر البطوش أن هنالك دوافع عدة أخرى أسهمت في انتشار ترند استوديو "غيبلي"، التي تداخلت لتعزز من شعبيته، حيث لعب الفضول وحب التجربة دورا كبيرا، إذ أتاحت تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصة سهلة وسريعة لتحويل الصور بأسلوب فني جذاب. إعادة تشكيل الهوية البصرية ومن جانب آخر، وجد الكثيرون في هذا الترند وسيلة إبداعية للتعبير عن أنفسهم بطريقة مختلفة ومميزة، بحسب البطوش، خاصة أن الصور المستوحاة من "غيبلي" تمنح لمسة فانتازية فريدة، إذ أتاح هذا الأسلوب للمستخدمين إعادة تشكيل هويتهم البصرية بطريقة خيالية وجمالية تبرز جانبا مختلفا من شخصيتهم. وتؤكد البطوش أنه لا يمكن إغفال تأثير المجتمع وانتشار الترند، الذي أسهم في دفع الكثيرين لتجربته بدافع الرغبة في الانضمام وعدم تفويت الفرصة، خاصة مع تزايد المشاركات على مواقع التواصل، ما جعل الترند يحظى بانتشار واسع من المستخدمين من مختلف الثقافات والأعمار. كما أسهمت سهولة وسرعة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وانتشار المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، في تسريع وصول الترند إلى جمهور ضخم في وقت قصير، مدفوعين برغبتهم في التميز ولفت الانتباه من خلال محتوى بصري مختلف وجذاب، مما جعل التجربة ممتعة وغير معقدة، وشجع جمهورا واسعا على خوضها. وتبين البطوش أنه عندما شاهد المستخدمون صورهم بأسلوب كرتوني مستوحى من استوديو "غيبلي"، عاشوا حالة نفسية غنية بالمشاعر المختلطة، فقد شعر الكثيرون بالدهشة والانبهار أمام الدقة الفنية والجمال البصري الذي تحمله الصورة، واستحضرت لديهم بهجة طفولية ناعمة، إذ أعادتهم الصور إلى ذكريات المسلسلات والأفلام التي أحبوها في صغرهم. كما شعر البعض بالرضا والاعتزاز، بحسب البطوش، حيث رأوا أنفسهم في هيئة أبطال يشبهون أبطال القصص، وهو ما يحمل طابعا فنيا خاصا يعكس حاجة داخلية لدى الإنسان للشعور بالقيمة والتميز. فيعد التحول من صورة عادية إلى مشهد فني وسيلة تعزز إحساس الأهمية والانتماء إلى عالم خيالي أجمل، مما قد يشبع رغبة داخلية في الهروب المؤقت من الواقع. تعزيز المشاعر الإيجابية ومن الناحية النفسية، أثار أسلوب "غيبلي" بما يحمله من تفاصيل حالمة وألوان هادئة ولمسات لطيفة، شعورا عاما بالسكينة والسلام الداخلي. فهذا الجانب الجمالي لا يرضي العين فقط، بل يهدئ الجهاز العصبي ويمنح لحظة راحة عقلية وسط الضجيج الرقمي اليومي. وتضيف البطوش أن التجربة لم تخل من تأثيرها على تقدير الذات، إذ رأى البعض أنفسهم أكثر تميزا أو جاذبية في هذه النسخة الفنية، وهو ما قد يحسن من نظرتهم لذاتهم ويعزز الثقة بالنفس، حتى وإن كانت مؤقتة أو رقمية. كما عززت هذه التجربة من مشاعرهم الإيجابية تجاه صورتهم الذاتية، فرؤية الذات أو الأحباء بهيئة شخصيات كرتونية محببة غالبا، ما يثير شعورا بالبهجة. ومن الناحية الاجتماعية، تعد تجربة تحويل الصور الشخصية إلى أسلوب كرتوني مستوحى من استوديو "غيبلي" ظاهرة تتجاوز البعد الفردي، بحسب البطوش، لتشكل سلوكا جماعيا يعكس تحولات واضحة في الثقافة الرقمية المعاصرة، ويكشف عن أنماط اجتماعية جديدة في طريقة تفاعل الأفراد مع ذواتهم ومجتمعاتهم. وبينت أن استوديو "غيبلي"، بما يحمله من رمزية بصرية وجمالية، تحول إلى عنصر من عناصر الثقافة الشعبية العالمية، عابر للحدود الجغرافية والثقافية، ومن خلال هذه التجربة تعزز شعور الانتماء إلى مجتمع رقمي عالمي يتشارك الرموز والذكريات نفسها، حيث أصبحت الصور الكرتونية بمثابة لغة اجتماعية موحدة تعبر عن مفاهيم الحنين والجمال والهوية بأسلوب فني مشترك. وتشير البطوش إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا أساسيا في تعزيز سلوك التقليد الجماعي، حيث أسهم الانتشار الواسع للصور بأسلوب استوديو "غيبلي" في بناء نوع من الضغط الاجتماعي غير المباشر، دفع الكثيرين لتجربة الترند حتى لا يشعروا بالعزلة عن دائرة "المشاركة الرقمية". وهنا تتجلى قوة "الترند" كأداة اجتماعية تولد شعورا بالانتماء المؤقت، وتحفز الأفراد على التفاعل والاندماج، ليس بالضرورة بدافع الإعجاب بالمحتوى، بل رغبة في أن يكونوا جزءا من الحدث. ووفقا لذلك، تعكس هذه الظاهرة تحولا لافتا في مفهوم الهوية الاجتماعية، إذ بات المستخدمون يعيدون تقديم أنفسهم من خلال صور معدلة تبرز جوانب مثالية أو خيالية من شخصياتهم، في محاولة لمواءمة الصورة الذاتية مع المعايير الجمالية الرائجة، مما يعكس حاجة متزايدة للقبول والتميز داخل الفضاء الرقمي. التفاعل الرقمي بصورة إبداعية وتعتقد البطوش أن هذه الظاهرة تعكس تحولا واضحا في طرق التعبير عن الذات في العصر الرقمي، حيث لم يعد هذا التعبير محصورا في النصوص أو الصور الواقعية، بل اتسع ليشمل صورا فنية معدلة تعبر عن رغبات داخلية وتصورات بديلة للواقع، حيث يمكن النظر إلى الصور المستوحاة من أسلوب استوديو "غيبلي" كنوع من الهوية الرمزية المؤقتة التي يتبناها الفرد ليتفاعل مع مجتمعه الرقمي بطريقة بصرية إبداعية. ومن منظور اجتماعي أعمق، قد تعبر هذه التجربة الجماعية عن نوع من الهروب الرمزي من الواقع، بحسب البطوش، ومحاولة جماعية لصياغة عالم مثالي بديل في ظل ما يعيشه الكثيرون من ضغوط اقتصادية ونفسية واجتماعية. فالجماليات الحالمة التي يتميز بها أسلوب "غيبلي" توفر ملاذا بصريا مشتركا، يجتمع فيه الأفراد افتراضيا لتبادل صورهم وقصصهم وأحلامهم. ومن وجهة نظر تربوية، تعتقد البطوش أنه على الرغم من أن تحويل الصور إلى أسلوب كرتوني مستوحى من استوديو "غيبلي" يعد تجربة فنية ممتعة وملهمة، إلا أن هذه الظاهرة الرقمية لا تخلو من آثار سلبية، خاصة على مستوى الأسرة والأطفال والمراهقين. ففي ظل الانفتاح الواسع على أدوات الذكاء الاصطناعي، والتفاعل السريع مع المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، برزت تحديات نفسية وسلوكية واجتماعية ينبغي أخذها بعين الاعتبار، لما تحمله من تأثيرات محتملة على بناء الهوية والتوازن العاطفي لدى الفئات الأكثر تأثرا بالمحتوى الرقمي. وتشير البطوش إلى أنه عند مشاهدة الأطفال والمراهقين لصورهم المعدلة بأسلوب كرتوني مثالي أو خيالي، كما في نمط استوديو "غيبلي"، قد يبدؤون بمقارنة مظهرهم الحقيقي بهذه النسخة المحسنة، مما يولد لديهم شعورا بعدم الرضا عن ذواتهم وهويتهم الواقعية. هذا النوع من المقارنة قد يؤدي إلى تشوه في إدراك الذات، ويغذي تطلعات غير واقعية تجاه الشكل والجمال، ما يشكل خطرا على تطورهم النفسي والاجتماعي. وتضيف البطوش أن الطابع الفانتازي الحالم لهذا الأسلوب قد يعزز لديهم النزعة للهروب من الواقع، خاصة عند تكرار التعرض له بشكل شخصي، إذ قد يبدأ بعض الأطفال والمراهقين في تفضيل العالم الافتراضي على الحياة الواقعية، ما يزيد من احتمالية الانعزال الاجتماعي وضعف القدرة على مواجهة التحديات اليومية، لا سيما في ظل ما قد يواجهونه من صعوبات نفسية أو اجتماعية في محيطهم الحقيقي. وتبين البطوش أنه عندما يتحول الترند إلى سلوك يومي مفرط، يمكن أن يؤثر سلبا على العلاقات الأسرية، إذ قد ينشغل الأبناء بشكل مفرط في متابعة الترندات الرقمية والمشاركة فيها، مما يقلل من تفاعلهم وتواصلهم مع أفراد الأسرة. تعزيز الوعي الرقمي بطريقة متوازنة ووفقا لذلك، فهذا الانشغال قد يخلق فجوة في العلاقات العائلية، ويضعف الروابط العاطفية، خاصة إذا تسبب في تنافس بين الإخوة حول من تبدو صورته أجمل أو تحظى بتفاعل أكبر على الإنترنت. وتقول البطوش إنه على الرغم من الجاذبية الفنية التي يحملها ترند الصور بأسلوب استوديو "غيبلي"، إلا أنه من الضروري أن تعي الأسر أن هذه الظاهرة تتجاوز كونها مجرد وسيلة للترفيه، فهي تجربة رقمية متعددة الأبعاد تحمل تأثيرات نفسية واجتماعية لا يستهان بها. ولتفادي آثارها السلبية، خصوصا على الأطفال والمراهقين، يجب توجيههم وتعزيز وعيهم الرقمي بطريقة متوازنة وواعية. ويتحقق ذلك عبر خطوات عدة، تبدأ بفتح قنوات الحوار بين الوالدين والأبناء، خاصة الأطفال والمراهقين، لمناقشة هذا الترند ومساعدتهم على التمييز بين الصور المعدلة والواقع، من دون إصدار أحكام أو نقد مباشر. كما ينبغي على الأسرة تعزيز الهوية الواقعية لدى الأبناء، من خلال تشجيعهم على تقدير ذواتهم والاهتمام بقدراتهم الحقيقية بدلًا من التركيز على المظاهر أو الصور المثالية. وتأتي المراقبة الإيجابية كأداة مهمة لمتابعة استخدام الأبناء للتطبيقات، وتوجيههم لاستخدامها باعتدال، من دون فرض قيود صارمة قد تؤدي إلى فجوة في الثقة. وتختم البطوش حديثها، مؤكدة أهمية التوعية بالخصوصية الرقمية، من خلال تعليم الأبناء كيفية حماية صورهم وبياناتهم من التطبيقات غير الآمنة، وتوفير بدائل صحية، مثل الأنشطة الفنية والاجتماعية التي تعزز التوازن النفسي وتقلل من التعلق بالعالم الرقمي. مبينة أن قدرة الوالدين على التعامل مع المظهر والتكنولوجيا تلعب دورا كبيرا في تشكيل سلوك الأبناء ونظرتهم لذواتهم. ومن خلال هذه الأدوار مجتمعة، تصبح الأسرة خط الدفاع الأول في مواجهة التأثيرات السلبية للترندات الرقمية، وتسهم في بناء وعي صحي ومتوازن لدى الأبناء تجاه أنفسهم والتقنية.


الغد
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الغد
"ZAFRAANCOM" مشروع الصياح الريادي بتقنية الزراعة الهوائية
رشا كناكرية عمان- من تجربة شخصية؛ انطلق مشروع ZAFRAANCOM للمهندسة الزراعية الأردنية منى الصياح لتستكمل مسيرتها بشغف. آمنت بنفسها وإمكانية تحقيق النجاح، متحدية المعتاد سعيا وراء التفرد والتميز. اضافة اعلان زراعة الزعفران في الأراضي الأردنية كانت قبل سنوات فكرة غير ممكنة وصعبة التصديق، لكنها أصبحت اليوم واقعا في مزرعة الصياح في منطقة ناعور، حيث بدأت بزراعة تقليدية وتطورت إلى زراعة تكنولوجية بتقنيات حديثة، سرعت دورة الإنتاج وضاعفت مردوده. الصياح مهندسة زراعية وخبيرة في إدارة المشاريع، تحمل شهادة معتمدة من نقابة المهندسين ووزارة الزراعة. أسست مشروعها الخاص "ZAFRAANCOM" العام 2020، وواصلت التقدم فيه من خلال التجربة والخطأ، حيث بدأت بزراعة تقليدية، ثم طورتها إلى زراعة تكنولوجية في عام 2024 باستخدام تقنية الزراعة الهوائية. وفي حديثها مع "الغد"، أوضحت الصياح أنها تعمل في إدارة المشاريع الزراعية، وفي مجال الزراعة بشكل عام، وقد عملت لدى عدة شركات، وكانت إحدى هذه الشركات قد قدمت لها هدية بعد انتهاء عملها معهم وكانت عبارة عن أبصال زعفران إيرانية ولم تكن بالعدد الكبير، وكمهندسة بدأت من هنا شغف التجربة. وتوضح الصياح أنها اختارت أن تزرعه في حديقة منزلها لترى هل من الممكن أن يعيش في الأردن؟ أو كما يقال إنه ينبت في إيران فقط، وكانت المفأجاة أنه نبت واكتشفت أنه يتأقلم مع طبيعة الأردن، منوهة أنها تفاجأت بنسبة التكاثر فالبصلة الواحدة أخرجت عشر بصيلات. بدأت تمارس زراعة الزعفران كهواية ومع الوقت تعلقت بها، وفي سنة 2022 قررت أن يكون مشروعها الخاص، وزرعت مساحة 60 مترا مربعا في المرة الأولى وأنتجت ضعف الكمية مرتين ومن بعدها وسعت المساحة لـ3 دونمات، لأنها تريد أن تبدأ بالبيع التجاري ولكنها لم تنتج مياسم زعفران بالكمية التجارية التي تستطيع أن تبيعها لشركة الدواء أو شركات أخرى. وتقول الصياح إن الكمية تقريبا كانت 200 غرام، والغرام يباع ما بين 8 إلى 15 دينارا، وهذا مبلغ جيد، لكنها أوضحت أنه للحصول على كيلو واحد من الزعفران، يجب زراعة ما بين 10 إلى 15 دونما. ومن هنا بدأت الصياح بالبحث عن مزارع بمساحات أكبر، وجربت الزراعة بطرق غير تقليدية، مثل الزراعة المائية، لكنها لم تنجح. ثم جربت الزراعة الهوائية، واكتشفت أنها تحتاج إلى إضاءة لتحفيز الإزهار. وأشارت إلى أن التحديات كانت تظهر أمامها باستمرار، لكنها من خلال الخطأ والتجربة، بدأت تتطور خطوة بخطوة، حتى توصلت إلى نتيجة أن الزراعة الهوائية للزعفران تحقق إنتاجية مذهلة، قد تصل إلى 200 ضعف مقارنة بالزراعة التقليدية. تمتلك الصياح مزرعة تقليدية وأخرى تعتمد على الزراعة الهوائية بتقنية زراعية حديثة تعد من أساليب الزراعة العمودية، وهي تقنية موجودة عالميا، لكنها لم تستخدم بعد في زراعة الزعفران تحديدا. وبينت أن الزراعة الهوائية تستخدم عادة مع المحاصيل الجذرية، لكنها أرادت تطبيقها على مرحلة الإزهار والإثمار، وهو أمر صعب في هذا المجال. فالزراعة العمودية تعتمد على أنظمة معينة يتم فيها تكاثر الجذور، مثل البطاطا والجزر، باستخدام الرذاذ الضبابي. الصياح استخدمت تقنية ضوئية معينة بحيث تحفز عملية إزهار مياسم الزعفران بحسب الأطياف الضوئية، مشيرة إلى أن الزعفران بالزراعة التقليدية يتم إنتاجه من شهر 9 لشهر 12، بينما بالزراعة الهوائية يتم إنتاجه طوال العام. ووفقا لذلك تؤكد الصياح أن الزراعة الهوائية سرعت دورة حياة الإنتاج للمحصول، وهذا الأمر يزيد من إنتاجية مياسم الزعفران وكذلك جودته بحيث يكون أطول ولونه أكثر نقاء. وتذكر الصياح أنها لا تستخدم مبيدات حشرية أو أسمدة عضوية في الزراعة الهوائية، وإنما أسمدة فسفورية تعتمد على تحفيز الإزهار أكثر ولا يتم استخدامه دائما. ووفق الصياح فإنها تستخدم الذكاء الاصطناعي في الزراعة الهوائية وهو نظام مبرمج يتم إيصاله على جهاز الحاسوب والكاميرات، ويتم التحكم بالحاضنة من الهاتف، موضحة أنه في حال زادت الرطوبة الضوء الأحمر يصبح أزرق لتنخفض درجة الحرارة، وإذا زادت درجة الحرارة يتوقف تلقائيا، فهو نظام تقني متطور وحديث، ومن الممكن استخدامه لمحاصيل أخرى لإسراع عملية الإثمار. وتؤكد الصياح أنه من البداية كانت رؤية مشروعها من الاستيراد للتصدير، مبينة أن الأردن يستورد 95 % من الزعفران، ورؤيتها المستقبلية أن تتعاون مع وزارة الزراعة لأن المشروع يحتاج لرأس مال كبير بحيث يصبح الزعفران محصولا إستراتيجيا في الأردن. وتقول الصياح "إذا تخصصنا في زراعة الزعفران الأردني "المؤابي" فهو يضاهي جودة الإيراني ومن الممكن تحقيق ذلك". وعن استخدامات الزعفران تشير الصياح إلى أن شركات الدواء تستخدمه بالأدوية كمضاد للاكتئاب، فهو محسن مزاج وفعاليته العلاجية عالية جدا، وكذلك يعالج الجرثومة الحلزونية للمعدة ويعالج أمراض المعدة ويتم وضعه في كريمات التجميل، إذ يضفي الصفاء على البشرة. وتتعاون حاليا مع سيدة تقدم لها بقايا الازهار لتصنع منه الصابون، وكذلك تدخله في الكريمات، إذ يفتح البشرة وينقيها، وتخطط مستقبلا لعمل خط لإنتاج شاي الزعفران. وتؤكد الصياح أن التحديات حاضرة في مسيرتها، فقد رفضت الفكرة بالبداية لأن الفكرة السائدة بأن الزراعة الهوائية في أماكن مغلقة ومعتمة فكان السؤال كيف ستزهر؟ بالإضافة إلى التحديات المادية، إذ إن التكلفة التشغيلية للمشروع عالية، وإيضا هامش الربح عال جدا، تقول "هذا المشروع يوصل صاحبه للاستقلال المادي بفترة قصيرة. وتعترف الصياح أنه مشروع غير مألوف والتحديات كثيرة، ولكنها مستمرة به وتسعى للتوسع فهو ليس فكرة فقط بل أصبح شغفا لديها. وتطمح لأن يكون الزعفران كمحصول إستراتيجي على خريطة الدول المنتجة للزعفران مثل إيران والهند، وهي مؤمنة أن هذه الفكرة تطبيقها ممكن في الأردن. ردود الفعل التي كانت ترد للصياح من وزارة الزراعة والمركز الوطني والأشخاص الذين يزورونها، كان دافعا مشجعا لها، ففي مهرجان الزيتون كان الإقبال كبيرا بالرغم من أنها ذهبت للعرض فقط وخلال فترة قصيرة عُرفت بالزعفران الذي تنتجه. وتنوه الصياح إلى أن مشروع ZAFRAANCOM ليس مصدر رزقها الوحيد فهي تعمل مهندسة زراعية ومدربة، وعملت به بشغف، لهذا توسع مشروعها، معترفة أنه وفر لها أمورا كانت بالنسبة لها حلما وأوصلها للاستقلال المادي. وتذكر الصياح أن أهم خططها المستقبلية التوسع في الزراعة والإنتاج لوضع الأردن على خريطة الموردين العالميين للزعفران والتوسع لابتكار منتجات جديدة مثل عسل الزعفران ومنتجات التجميل مثل كحل الزعفران وصابون الزعفران. وتوضح الصياح أن الدخول في عالم المشاريع يتطلب جرأة واتخاذ قرارات مدروسة. وتقول إن اختيارها لتكون ريادية، يعني أنها قادرة على تقبل الفشل كجزء من طريق النجاح.


الغد
٠٨-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الغد
"صحوة".. الشواهين يطلق ألبوما عربيا بتقنية الذكاء الاصطناعي
رشا كناكرية عمان- اجتمع الشغف بالموسيقا والفن والمهارة العالية بالعالم الرقمي والتكنولوجي؛ ضمن توليفة ألبوم "صحوة" لتتحقق تجربة صوتية مختلفة ومميزة أطلقها الفنان الأردني الصاعد أُسَيْد الشواهين. بمزيج إبداعي تتناغم به الألحان مع التقنية والحداثة، يعد "صحوة" أول ألبوم عربي يتم إنتاجه بتقنية الذكاء الاصطناعي" AI" بمهارة الفنان أُسيد وخلفيته في التصميم والتكنولوجيا وفي رحلة إنتاج الألبوم الذي يمزج بين موسيقا الروك والبوب بتجربة صوتية مختلفة ومميزة وذكية. وفي حديث خاص مع "الغد" بين الفنان أُسيد الشواهين (31 عاما) أنه عاش طفولته في عمان، درس في مدارسها حتى وصول لمرحلة الثانوية العامة، ثم انتقل إلى مدينة دبي لدراسة الإعلام الرقمي في الجامعة الأمريكية، ويعمل حاليا كمطور برامج متخصص في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، إلى جانب إدارته لمشاريعه الخاصة في نفس المجال. ويوضح الشواهين، أن علاقته بالموسيقا عميقة الجذور متشربة بعبق التراث العربي الثري بتراكماته من شعر وفن وإبداع، ومع دراسته للإعلام الرقمي اكتشف عالماً جديداً في أساسيات الإنتاج الموسيقي. ويبين أنه تصور نفسه في البداية منتجا يعمل خلف الكواليس أكثر من كونه مغنيا يقف على المسرح، لكن القدر رسم له مساراً فنيا فريدا، قاده إلى طريق يمزج بين شغفه العميق بالتكنولوجيا الحديثة وحبه الأصيل للموسيقا. "صحوة".. لحظة يقظة وتحول فني ويذكر الشواهين أنه اختار الذكاء الاصطناعي لإنتاج ألبومه الأول نتيجة تقاطع فريد بين مساره المهني والفني، خلال عمله على تطوير منصة " والتي تهدف إلى تمكين المبدعين من إنتاج محتوى إبداعي متنوع باستخدام الذكاء الاصطناعي وخلالها اكتشف إمكانيات هائلة في مجال الإنتاج الموسيقي. ويفسر الشواهين أن هذه المنصة تجمع بين إنتاج الصور والفيديو والموسيقا والنصوص والتي منحتنه رؤية شاملة لكيفية استخدام التكنولوجيا في الإبداع الفني، إذ وجد أن دمج هذه التقنيات في ألبومه الأول لن يكون مجرد تجربة تقنية، بل فرصة لاستكشاف آفاق جديدة في الموسيقا العربية وتقديم نموذج عملي لإمكانيات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الموسيقي. ويوضح الشواهين أن الألبوم يضم سبع أغان، واختار "صحوة" عنواناً لألبومه الأول لأنه يجسد لحظة يقظة وتحول فني، وهو ما يتجلى في تسلسل الأغاني السبع التي يضمها الألبوم تبدأ الرحلة مع أغنية "صحوة" التي تتأمل في دروس الحياة وعِبرها، لتنتقل إلى "ممنوع من السفر" المستوحاة من قصيدة أحمد فؤاد نجم التي تعكس واقع القيود المفروضة على الإنسان العربي. وتأتي "مفيش رجوع" بإيقاعها المصري المعاصر، تليها "ضباب" التي تقدم تجربة جديدة في الموسيقا العربية، وتنساب "أوهام" بمزيجها من الموسيقا الهادئة والكلمات الرومانسية الشعرية، ثم "واحدة واحدة" بأسلوبها المصري المميز، ويختتم الألبوم بأغنية "الكرسي" التي تعيد صياغة قصيدة السيد حجاب باللهجة الأردنية. هذا التنوع في الأساليب والمواضيع يشكل رحلة موسيقية متكاملة تمزج بين عراقة التراث العربي وحداثة التقنيات المعاصرة. دمج الذكاء الاصطناعي مع الموسيقا العربية ووفق الشواهين، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في ألبومه الأول كان قرارا إستراتيجيا له أبعاد متعددة، فمن الناحية الفنية مكنته من ابتكار هوية موسيقية فريدة، وأتاح له فرصة ريادية في تقديم نموذج عملي لكيفية دمج الذكاء الاصطناعي مع الموسيقا العربية، مما يمهد الطريق لما سيصبح معيارا في المستقبل القريب. كما ساهم في الوصول إلى شريحة واسعة من المستمعين المتطلعين لتجارب موسيقية مبتكرة بحسب الشواهين، لكن المقياس الحقيقي للنجاح بنظره يتجلى في كيفية تفاعل الجمهور مع الموسيقا نفسها وقدرتها على لمس مشاعرهم، بغض النظر عن التقنية المستخدمة في إنتاجها. ويذكر الشواهين أن هنالك تسهيلات ترافق دخول الذكاء الاصطناعي عالم صنع الموسيقا أبرزها تسريع عملية الإنتاج بشكل كبير، حيث أصبح بالإمكان إنتاج مقطوعة موسيقية كاملة في ساعات بدلاً من أيام أو أسابيع، كما أن التكنولوجيا قللت من الاعتماد على الاستوديوهات التقليدية والمعدات باهظة الثمن، مما خفض تكاليف الإنتاج بشكل ملحوظ. ويقول: "هذا التحول يتيح للفنانين حرية أكبر في التجريب والابتكار واستكشاف أنماط موسيقية متنوعة لتطوير أفكار جديدة دون قيود مادية أو زمنية"، معتقدا إن هذه التسهيلات ستفتح الباب أمام جيل جديد من المبدعين للدخول إلى عالم الإنتاج الموسيقي بأدوات عصرية وفعالة. ويضيف الشواهين أن الجيل الحالي لا يرى في التكنولوجيا عائقاً بل أداة طبيعية في حياته اليومية، لذا من المتوقع أن يتقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقا بانفتاح كبير. ويؤكد ذلك بقوله: "هذا الجيل يبحث عن التجارب الفنية المبتكرة التي تتجاوز الأساليب التقليدية، لكنه في الوقت نفسه يمتلك حساً نقدياً عالياً تجاه جودة المحتوى"، مستدركا، أن التقنية لا يمكن أبداً أن تكون بديلاً عن الإبداع والمشاعر الإنسانية، بل هي وسيلة لتعزيزها وإيصالها بطرق جديدة والأهم من كل ذلك هو قدرة العمل الفني على خلق رابط عاطفي حقيقي مع المستمع، بغض النظر عن التقنيات المستخدمة في إنتاجه. ويختم الشواهين حديثه أنه يتطلع في المستقبل لمشروعين متكاملين الأول هو الاستمرار في التجريب والتطور الموسيقي من خلال إنتاج ألبوم جديد يستفيد من أحدث التقنيات. وثانيا إطلاق منصة التي ستمكّن المبدعين من إنتاج محتوى فني مبتكر باستخدام الذكاء الاصطناعي، سواء في مجال الموسيقا أو غيرها من المجالات الإبداعية، وهدفه النهائي هو فتح آفاق جديدة للتعبير الفني وجعل الإبداع في متناول الجميع. اضافة اعلان ألبوم صحوة المنتج بتقنية الـ AI- (من المصدر)