logo
#

أحدث الأخبار مع #رناعلوان

الحرب الإقتصادية بين التنين و الاخطبوط قد بلغت أوّجها!رنا علوان
الحرب الإقتصادية بين التنين و الاخطبوط قد بلغت أوّجها!رنا علوان

ساحة التحرير

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • ساحة التحرير

الحرب الإقتصادية بين التنين و الاخطبوط قد بلغت أوّجها!رنا علوان

الحرب الإقتصادية بين التنين و الاخطبوط قد بلغت أوّجها! رنا علوان تمتلك الصين ترسانة مُهمّة في حربها مع اميركا فالصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم ، مما يعني أنها قادرة على استيعاب آثار الرسوم الجمركية بشكل أفضل من الدول الأخرى تُمثل الصين 61% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة المستخرجة عالميًا ، لكن سيطرتها على مرحلة المُعالجة تُمثل 92% من الإنتاج العالمي ، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية وتتمتع الصين بسيطرة شبه احتكارية على المعالجة العالمية للمعادن الأرضية النادرة ، ففي 2023 ، أنتجت الصين 61% من العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية الخام في العالم ، وهي أساسية في الصناعات عالية التقنية مثل الإلكترونيات والمركبات الكهربائية والدفاع … وتتجلى هيمنتها بشكل أوضح في تكرير هذه المواد ، حيث تُشكل 92% من الإمدادات العالمية المُكررة وتُمكّن المغناطيسات المصنوعة من المعادن الأرضية النادرة من تصنيع محركات ومولدات أصغر حجمًا وأكثر كفاءة [ تُستخدم في الهواتف الذكية ، ومحركات السيارات والطائرات ، وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي كما أنها مكونات أساسية في مجموعة من الأسلحة باهظة الثمن ، من طائرات الشبح المقاتلة إف-35 إلى الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية ] ومؤخرًا ، قالت وزارة الخارجية الصينية ، إنه لا يجوز لأي دولة أن تتجاوز القوانين الدولية وتسمح بإستكشاف موارد في قاع البحار ، وذلك بعد أنباء عن خطط أميركية لتخزين معادن موجودة في أعماق البحار لمواجهة هيمنة الصين على هذا القطاع كما نقلت صحيفة 'فاينانشال تايمز' ان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على صياغة أمر تنفيذي يسمح للولايات المتحدة بتخزين المعادن الموجودة في قاع المحيط الهادي لمواجهة هيمنة الصين وسلاسل توريد المعادن والعناصر الأرضية النادرة وأفادت الصحيفة في تقرير بأن التخزين 'سيجعل كميات كبيرة جاهزة ومتاحة على الأراضي الأميركية للاستخدام في المستقبل' في حالة نشوب صراع مع الصين ربما يقيد استيراد المعادن والعناصر الأرضية النادرة ، وفقًا لـ 'رويترز'وقالت وزارة الخارجية الصينية بعد نشر التقرير إن قاع البحر وموارده 'إرث مشترك للبشرية' بموجب القانون الدولي وأضافت الوزارة في بيان 'استكشاف الموارد المعدنية في المنطقة الدولية لقاع البحار واستغلالها يجب أن يتم وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وفي إطار السلطة الدولية على قاع البحار' في السياق عينه تُجابه الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة رسومًا جمركية تصل إلى 245 في المئة ، في المقابل ردّت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125 في المئة على الواردات الأمريكية ويستعد المستهلكون والشركات والأسواق لمزيد من حالة عدم اليقين مع تزايد المخاوف من [ ركود عالمي ] فلو تحقق هذا الركود سنجد ان التاريخ [ يُعيد نفسه ] ففي عشرينيات القرن الماضي ، توّسع اقتصاد الولايات المتحدة بسرعة كبيرة ، وتضاعف إجمالي الثروة الوطنية أكثر من مرة خلال الفترة بين 1920 و1929، الفترة التي عُرفت بـ «العشرينيات الهادرة»وكانت سوق الأسهم ، المُتمركزة ببورصة نيويورك في وول ستريت ، مسرحًا للمضاربات المتهورة ، حيث ضخ الجميع ، من أصحاب الملايين إلى الطُهاة والخدم ، مدّخراتهم في سوق الأسهم ونتيجةٍ لذلك ، شهد سوق الأوراق المالية توسعًا سريعًا وصل إلى ذروته في أغسطس 1929وبحلول ذلك الوقت ، انخفض الإنتاج وارتفعت نسبة البطالة بالفعل ، ما جعل أسعار الأسهم أعلى بكثير من قيمتها الحقيقية وفي صيف 1929 ، دخل الاقتصاد الأميركي في ركود بسيط إذ انخفض الإنفاق الاستهلاكي وبدأت تتراكم السلع غير المبيعة ، والذي أدى بدوره إلى تباطؤ الإنتاج في المصانع ومع ذلك ، استمرت أسعار الأسهم في الارتفاع ، لكن بحلول خريف ذلك العام وصلت إلى مستويات لا يمكن تبريرها بأي أرباح مستقبلية متوقعة أما في 24 أكتوبر 1929 ، بدأ المستثمرون القلقون ببيع الأسهم المُبالَغ في سعرها بشكل جماعي ، مما أدى إلى انهيار البورصة في النهاية كما كان يخشى البعض[ففي ذلك اليوم ، سجلت البورصة عمليات بيع قياسية بلغت 12.9 مليون سهم ، فيما عُرف بـ «الخميس الأسود»] تلاه بعد خمسة أيام فقط ، أي في 29 أكتوبر ما سمي بـ«الثلاثاء الأسود» ، حيث سجلت البورصة بيع أكثر من 16 مليون سهم بعد موجة ذُعر أخرى اجتاحت وول ستريت … انتهى الأمر بملايين الأسهم وقد أصبحت بلا قيمة ، والمستثمرون الذين اشتروا الأسهم «بالهامش» (بأموال مقترضة) أفلسوا تمامًاومع تلاشي ثقة المستهلك في أعقاب انهيار البورصة ، أدّى تراجع الإنفاق والاستثمار إلى تباطؤ الإنتاج في المصانع وغيرها من القطاعات وبدأت الشركات والمصانع في تسريح عمّالها… حتى من كانوا محظوظين بالحفاظ على وظائفهم ، تهاوت أجورهم بشكل كبير وانخفضت القدرة الشرائية للمجتمع بشكل عام وبرغم تأكيدات الرئيس هربرت هوفر وغيره من القادة آنذاك (أن الأزمة سوف تتخذ مسارها) ، استمر تدهور الأمور إلى الأسوأ خلال السنوات الثلاث التالية… ومع حلول عام 1931، كان الملايين أصبحوا في قيد العاطلين عن العملفي الوقت نفسه ، انخفض الإنتاج الصناعي للولايات المتحدة إلى النصف ، وانتشرت في جميع قرى ومدن الولايات المتحدة طوابير الخبز ، ومطابخ الحساء ، وارتفعت أعداد المشردين ، إلى أن أصبحت تلك المظاهر شائعة واعتيادية خلال تلك الفترة كما حدث تهافت آخر من المستثمرين بالولايات المتحدة على سحب ودائعهم النقدية في ربيع وخريف 1931، وفي خريف 1932 وهو ما دفع آلاف البنوك إلى الانهيار وأغلقت أبوابها في بدايات عام 1932 كان هوفر الجمهوري الذي شغل سابقًا منصب وزير التجارة الأميركي ، يعتقد أن الحكومة ينبغي ألا تتدخل بشكل مباشر في الاقتصاد ، وأنها غير مسؤولة عن خلق فرص عمل أو تقديم الإغاثة الاقتصادية للمواطنينإلا أنه في عام 1932 ، ومع غرق البلاد في غياهب الكساد الكبير والوصول بأكثر من 15 مليون أميركي (أي أكثر من 20% من سكان الولايات المتحدة في ذلك الوقت) عاطلين عن العمل ، حقق الديمقراطي فرانكلين روزفلت نجاحًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسيةوبحلول يوم تنصيبه (4 مارس 1933)، كانت كل ولاية أميركية أصدرت أوامرها لكل البنوك المُتبقية بالإغلاق في نهاية الموجة الرابعة من الذُعر المصرفي ، ولم يعد لدى الخزانة الأميركية ما يكفي من السيولة النقدية لدفع رواتب العاملين الحكوميينومع ذلك ، أبدى فرانكلين روزفلت هدوءًا وتفاؤلاً كبيرَين ، وقال عبارته الشهيرة «الشيء الوحيد الذي ينبغي أن نخافه هو الخوف نفسه» هذا التفاؤل هو شبيه بتفاؤل ترامب اليوم ( الذي يسعى الى تفكيك النظام التجاري العالمي) وتوجيهه انتقادات علنية للاحتياطي الفيدرالي ، لذلك بدأ المستثمرون على نطاق واسع في التشكيك بمكانة الدولار وسندات الخزانة كملاذ آمن وقد أذكت موجة البيع التي طالت سندات الخزانة الأمريكية في أبريل ، عقب إعلان ترامب فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على الشركاء التجاريين لأمريكا ، مخاوف واسعة في واشنطن وأماكن أخرى من احتمال لجوء الصين إلى «هجوم انتقامي» عبر بيع حيازاتها من سندات الخزانة حيث تُعد الصين ثاني أكبر مالك أجنبي لسندات الخزانة الأميركية بعد اليابان ، مما قد يؤدي ذلك إلى تقلبات حادة في أصل يحظى بإقبال كبير من البنوك المركزية ومديري الأصول وصناديق التقاعد حول العالم نظرًا لاستقرارها ويجادل البعض بأن هذا يمنح بكين نفوذًا [ فقد دأبت وسائل الإعلام الصينية على الترويج لفكرة بيع أو حجب مشتريات السندات الأمريكية كـ'سلاحٍ فعال' ] وأكدت حكومة الرئيس الصيني ، شي جين بينغ مرارًا وتكرارًا انفتاحها على الحوار ، لكنها حذرت من أنها ستقاتل حتى النهاية إذا لزم الأمر كما أعلنت بكين مؤخرًا عن خطط لإنفاق أكثر من تريليون دولار أمريكي على مدى العقد المقبل لدعم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وعلى الرغم من محاولة الشركات الأمريكية نقل سلاسل التوريد الخاصة بها بعيداً عن الصين ، إلا أنها واجهت صعوبة في إيجاد البنية التحتية والعمالة الماهرة بنفس القدر في أماكن أخرى كما منح المصنّعون الصينيون في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد، البلاد ، ميزة امتدت لعقود ، وسيستغرق تكرارها أو إيجاد بديل لها وقتًا إن هذه الخبرة الفريدة في سلسلة التوريد والدعم الحكومي جعلا من الصين خصمًا عنيدًا في هذه الحرب التجارية ، ومن بعض النواحي ، كانت بكين تستعد لهذا منذ ولاية ترامب السابقة نعم اميركا صاحبة اكبر اقتصاد في العالم ، لكن هذا المركز حازت عليه نتيجة هيمنتها ، بينما الصين حازت على مركزها بجدارة ، وليس هذا فقط ، بل بات لديها القدرة على الإطاحة بخصمها ، عبر ما وصفه الخبراء بـ ( بريتون وودز 2) وما شكلته من صدمة ، حيث تعمل الصين على إعادة كتابة الشيفرة الأساسية للاقتصاد العالمي بإستخدام تقنية البلوك تشين فما قامت به الصين يوم 17 مارس 2025 هو إحدى الدوافع التي اجبرت ترامب على التهور ، حيث أعلن بنك الشعب الصيني فجأة أن نظام التسوية العابرة للحدود للعملة الرقمية الصينية (اليوان الرقمي) سيتم ربطه بالكامل مع الدول العشر في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وست دول في الشرق الأوسط ، مما يعني أن 38% من حجم التجارة العالمية سيتجاوز نظام SWIFT الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي وسيدخل مباشرة إلى 'لحظة اليوان الرقمي'بينما لا يزال نظام SWIFT يعاني من تأخير يتراوح بين 3 إلى 5 أيام في المدفوعات العابرة للحدود ، لكن الصين بقرارها هذا بَنت جسرًا للعملة الرقمية نتج عنه تقليص سرعة التسوية إلى 7 ثوانٍ فقط وبالتالي لم تعد الأموال تمر عبر ستة بنوك وسيطة ، بل اصبح يتم استلامها في الوقت الفعلي من خلال دفتر حسابات موزع ، وبذلك انخفضت رسوم المعاملات بنسبة 98% هذه القدرة على 'الدفع الفوري' جعلت نظام التسوية التقليدي القائم على الدولار يبدو بطيئًا وغير فعال فضلاً عن ان التقنية القائمة على البلوك تشين المستخدمة في اليوان الرقمي لا تجعل المعاملات قابلة للتتبع فحسب ، بل تفرض تلقائيًا قواعد مكافحة غسيل الأموال هذا التفوق التكنولوجي دفع 23 بنكًا مركزيًا حول العالم للانضمام إلى اختبارات جسر العملة الرقمية ، حيث تمكن تُجار الطاقة في الشرق الأوسط من خفض تكاليف التسوية بنسبة 75% التأثير العميق لهذا التحول التكنولوجي يكمن في إعادة تشكيل السيادة المالية ، ففي الوقت الذي حاولت فيه الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران من خلال SWIFT، كانت الصين قد أنشأت بالفعل حلقة مغلقة من المدفوعات باليوان في جنوب شرق آسيا ، هذه الموجة من 'إلغاء هيمنة الدولار' دفعت بنك التسويات الدولية إلى التصريح 'الصين تعيد تعريف قواعد اللعبة في عصر العملات الرقمية' ولقد أكملت 87% من دول العالم تكييف أنظمتها مع اليوان الرقمي، وتجاوزت قيمة المدفوعات عبر الحدود به 1.2 تريليون دولار أمريكي فاليوان الرقمي ليس مجرد أداة دفع ، بل هو عنصر أساسي في مبادرة 'الحزام والطريق'( مشاريع مثل سكة حديد الصين-لاوس وسكة حديد جاكرتا-باندونغ عالية السرعة) ، فلقد تم دمج اليوان الرقمي مع نظام بيدو للملاحة والاتصالات الكمية لبناء 'طريق الحرير الرقمي' وعندما تستخدم شركات السيارات الأوروبية اليوان الرقمي لتسوية رسوم الشحن عبر الطريق القطبي ، فإن الصين تستخدم تقنية البلوك تشين لزيادة كفاءة التجارة بنسبة 400% ختامًا ، [هذا النهج الذي يجمع بين العالمين الافتراضي والواقعي جعل الهيمنة المالية للدولار تواجه تهديدًا هيكليًا للمرة الأولى] … لقد قامت الصين بهدوء ببناء شبكة مدفوعات رقمية تغطي 200 دولة ، بينما لا تزال الولايات المتحدة تناقش ما إذا كانت العملات الرقمية تشكل تهديدًا لمكانة الدولار … [ هذه الثورة المالية الصامتة لا تتعلق فقط بالسيادة النقدية ، بل تحدد أيضًا من سيسيطر على شريان الاقتصاد العالمي في المستقبل ]‎2025-‎05-‎08 The post الحرب الإقتصادية بين التنين و الاخطبوط قد بلغت أوّجها!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.

[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان
[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان

ساحة التحرير

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • ساحة التحرير

[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان

[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني] Microsoft , ChatGPT , Amazon وغيرها … ايديهم ملطخة بالدم الفلسطيني واللبناني! رنا علوان { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } هذا العدو اللقيط الذي لا يوّفر حتى خرم إبرة دون ان يستغلها ، لجأ الى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لشركتي 'مايكروسوفت' و'أوبن إيه آي' وغيرها ، في حرب الإبادة التي يُمارسها على غزة ، حيث تم فضح ذلك منذ ايام ، إثر احتجاج موظفين في شركة مايكروسوفت ، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسها ، ما سلط الضوء على أبعاد التعاون القائم بين الشركة وجيش العدو الإسرائيل ، وتحديدًا طبيعة الخدمات المقدّمة لتل أبيب شارك في هذا الاحتجاج موظفون بارزون على رأسهم الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في 'مايكروسوفت' ، مصطفى سليمان ، ما أثار ردود فعل واسعة حول العالمأما المبرمجة المغربية في شركة 'مايكروسوفت' الأمريكية ابتهال أبو السعد ، فقد اتهمت إدارتها بالمشاركة بالإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بغزة ، قائلة إن أيدي الشركة 'ملوثة بدماء الفلسطينيين'، وفي مقطع مصوّر لها ، نُشر في 5 نيسان/ أبريل الجاري وثق الواقعة ، فقالت : 'أنتم تجار حرب ، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية'، مؤكدة أن مايكروسوفت 'تزود العدو الإسرائيلي ببرمجيات الذكاء الاصطناعي في حربها 'وفي الحفل نفسه وخلال تواجد المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس والرئيس التنفيذي السابق للشركة ستيف بالمر والرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا على المنصة ، صاحت فانيا أغراوال زميلة أبو السعد قائلة: 'عار عليكم جميعًا، أنتم جميعًا منافقون … عار عليكم جميعًا أن تحتفلوا فوق دمائهم … اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل' وبالطبع تم إخراجها من الحفل ، من ثم فصلهما ، ففي 7 أبريل الجاري ، أكدت قناة 'CNBC' الأمريكية في خبر نشرته عبر موقعها ، أن مايكروسوفت فصلت أبو السعد وأغراوال ، إثر الإحتجاج الذي حصل منهما ضد الخدمات التي توفرها الشركة للعدو الإسرائيلي والحقيقة المؤكدّة التي لفتت انظار الموظفين ، (والتي لا تستطيع الشركة نفيها رغم المحاولة) ، هو ارتفاع الخدمات في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الإصطناعي بنحو 200 ضعف في مارس 2024 مقارنة بما قبل 7 أكتوبر 2023 ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'ذا غارديان' البريطانية في يناير/ كانون الثاني 2025 ، زوّدت 'مايكروسوفت' جيش العدو الإسرائيلي بخدمات حوسبة وتخزين بيانات إضافية بعد السابع من أكتوبر 2023 ، 'أكثر من 13.6 بيتابايت' كما أبرمت عقودًا بملايين الدولارات لتقديم آلاف الساعات من الدعم الفني وأشارت مصادر دفاعية عديدة من قِبل العدو ، في التقرير إلى أن جيش العدو ، بعد هذا التاريخ أصبح يعتمد بشكل متزايد على شركات مثل 'مايكروسوفت' و'أمازون' و'غوغل' لتحليل وتخزين كميات أكبر من البيانات والمعلومات الاستخباراتية لفترات أطول أما في تقرير نشرته وكالة 'أسوشيتد برس'، في 18 فبراير/ شباط 2025 ، فإن جيش العدو الإسرائيلي يستخدم منصة 'مايكروسوفت أزور' لتجميع معلومات يتم الحصول عليها عبر عمليات 'مراقبة جماعية'، تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية التي يتم تحويلها إلى نصوص مترجمة كما أضاف ان 'مايكروسوفت أزور' تستخدم تقنيات البحث السريع عن مصطلحات محددة في كميات هائلة من النصوص ، وهذه التقنية تتيح ، على سبيل المثال ، تحديد موقع أشخاص يوجهون بعضهم البعض إلى أماكن معينة ، عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية أما شركة open AI ، فقالت هايدي خلاف 'مسؤولة سابقة' في الشركة بصوت مُرتفع ، إن هذه المعلومات تُعد أول تأكيد على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية بشكل مباشر في عمليات حربية ، وفق ما نقله التقرير المُلفت جدًا في الموضوع ، انه 'وفي وقت سابق' ، ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية أن قسم الحوسبة السحابية في شركة 'غوغل' بدأ العمل مع جيش العدو الإسرائيلي مباشرة بعد [7 أكتوبر 2023] ، ليس هذا فقط ، بل دخلت الشركة في سباق مع 'أمازون' أيهما يُزوّد العدو الإسرائيلي بخدمات الذكاء الاصطناعي ، أكثر من الآخر ، مما أدى هذا التسابق إلى زيادة دعمها التكنولوجي لتل أبيب ، وفق الصحيفة !!! وفي إحدى الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة ، أشار أحد موظفي 'غوغل' إلى أهمية تلبية طلبات جيش العدو الإسرائيلي على وجه السرعة ، مبيّنًا أن العدو سيتحوّل إلى استخدام خدمات 'أمازون' في حال تأخرت 'غوغل' في الاستجابةوخلال حرب الإبادة ، فصلت شركة غوغل 50 من موظفيها على خلفية مشاركتهم في احتجاجات دعت لقطع العلاقات مع جيش العدو الإسرائيلي بحسب الخبراء ، فإن 'الشركات الرقمية ساهمت بتطوير مهارات بحثية وتقنيات معلوماتية يسعى من خلالها العدو الإسرائيلي للحصول على معلومات بطرق متعددة ، ولعل برنامج بيغاسوس خير مثال على ذلك ، حيث يراقب المعارضين بالداخل والخارج' أما 'مشروع نيمبوس ، فهو خدمة من طرف شركة غوغل وغوغل كلاود بلاتفورم ، ويعتبره العديد من الخبراء بمثابة سلاحًا رقميًا بيد العدو لمراقبة الفلسطينيين وتتبعهم ، علمًا أن هذه الخدمة تعمل على افتراض أن جميع الفلسطينيين ممكن أن يقوموا بمشاريع ، أو أنهم أعضاء في حركات المقاومة الفلسطينية' والجدير بالذكر أن المشروع 'يضع تصنيفًا من 1 إلى 100 للفلسطينيين سواء بغزة أو الضفة ، مما يسمح للعدو الإسرائيلي بالمراقبة ، والقيام بمسح جميع الفلسطينيين وتتبع تحركاتهم ، مما ساهم ذلك بشكل كبير في توفير حيثيات عن مكان وجود الفلسطينيين من أجل استهدافهم بغارات' وأظهر تحقيق أجرته وكالة 'أسوشيتد برس' مطلع 2025 أن شركتي 'Microsoft' و'open AI' تستخدمان نماذج ذكاء اصطناعي في إطار برنامج عسكري 'إسرائيلي' لاختيار أهداف القصف خلال الحرب على غزة ولبنان' حيث لفت بعض الخبراء إلى أن 'هذه الخوارزميات التي تستغلها هذه الشركات يتم تغذيتها بمعلومات عن الفلسطينيين ، والتعرف عليهم بإعتبارهم أهدافًا عسكرية' أي 'عندما تصل المعلومة إلى جيش العدو الإسرائيلي فإنه يستهدف العيّنة التي تصله كونها أهدافًا عسكرية رغم أنها مدنية ، وتدعي تل أبيب أنها تتعقب وتستهدف انطلاقًا من أوامر آلية ، حتى لا تقع تحت محاسبة القانون الدولي الإنساني' !!! أما 'التقنية الأخرى التي يستغلها العدو الإسرائيلي في حربه على غزة هي تقنية التخزين السحابي ، وهي وسيلة لتخزين كميات كبيرة من المعلومات الرقمية عما يريد الاحتلال التعرف عليه ، علمًا أن عملية التخزين تستغلها خوادم تستهدفها مواقع عسكرية إسرائيلية'و 'هذه السواحب تتضمن تطبيقات تحدد أهداف غارات وتفجيرات ، وتسمح بتخزين مشاهد حيّة مُلتقطة من الطائرات المسيّرة ، وتسمح بتصوير قطاع غزة والضفة وتسهيل إطلاق النار والسيطرة عن البعد' وبناء على كل ما تم ذكره ، فإن 'ميكروسوفت كانت المزود الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي لخدمات التخزين السحابي ، بالإضافة إلى غوغل وأمازون غيرها من الشركات الرقمية التي زودت العدو الاسرائيلي بهذه الخدمات' لتسهيل الإبادة الجماعية أما شركة ميتا لم تكن بعيدة هي الأخرى عن هذه المُشاركة حيث 'استعملت خوارزميات لتعقب السردية الفلسطينية ، محاولةً حجبها ومحاربتها وعدم ظهورها ، مقابل الترويج للسردية الإسرائيلية ، وساهمت في التشويش على مهام وأدوار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عالميًا، كما أظهرت تقارير سابقة ذلك' ختامًا ، لو اردنا التوسع لوجدنا بكل تأكيد برامج اخرى قد تكون أقل شهرة من التي اتينا على ذكرها ، وربما أكثر إفادة للعدو ، وقد يجد البعض انه لمن البديهي ان هذه الشركات تسعى للربح ، لذلك لا يهمها أي شي قيمي أو أخلاقي أو حقوقي ، في تناقض واضح لصياغة مواثيق تدعي احترام حقوق الإنسان ، ولكن تخالف هذه المواثيق' ، الا ان الحقيقة تتعدى ذلك ، لأن هذه الخدمات الكبيرة واللامحدودة ، و'المتوفرة غب الطلب' ، تؤكد ان الصهيونية الأميركية جزء لا يتجزأ من الصهيونية الإسرائيلية ، ويتقاسمان فعل الإجرام ولكي لا ننسى ، منذ 7 أكتوبر 2023 يرتكب العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة ، خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين ، معظمهم أطفال ونساء ، وما يزيد على 11 ألف مفقود[ وان الذكاء الاصطناعي 'تسبب بمقتل نحو 75 بالمئة من ضحايا الحرب بغزة وفق دراسات حديثة']كما صعّد العدو الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية ، بما فيها القدس الشرقية ، ما أدى إلى مقتل أكثر من 947 فلسطينيًا ، وإصابة قرابة 7 آلاف ، وفق معطيات فلسطينية رسمية ، هذا ولم نتطرق الى ما حدث في حرب لبنان‎2025-‎04-‎14 The post [الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.

'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان
'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان

ساحة التحرير

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان

'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']! رنا علوان [Against Our Better Judgment] [ The hidden history of how the U.S. was used to create Israel] حقوق التأليف والنشر الخاصة بهذا الكتاب هي ملك للمؤلفة والكاتبة أليسون وير Alison Weir ، وهي المديرة التنفيذية لهيئة تدعى ' لو عرف الأميركيون ' ' If Americans ، 'ما ينبغي أن يعرفه كل أميركي حول إسرائيل/فلسطين' 'شعار الهيئة مطبوع على ظهر الكتاب وعلى غلافه الخلفي ، أما السعر المُخفّض هو دلالة على أنه لا يعتمد دار النشر ولا التكاليف العالية التي تعتمدها دور النشر المعروفة المؤلفة أيضًا رئيسة لهيئة أخرى تدعى Council for National Interest ، وتعني مجلس المصلحة الوطنية ، وهي هيئة تأسست على يد اثنين من رجال الكونغرس السابقين وهما بول فندلي Paul Findley وبول ماكلوسكي Paul McCloskey وقد تكرست الهيئتان للدفاع عن السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط بما يتفق مع مصالح الأميركيين وليس بما يتفق مع مصالح القوى الأجنبية ، [وعلى سبيل المثال مصالح الكيان الإسرائيلي الغاصب] يتألف الكتاب القصير من 241 صفحة ، كما يحتوي على ستة عشر فصلاً ومقدمة ، ويتضمن 94 صفحة منها من النصوص ما يُميّز الكتاب أيضًا ، هو الببليوغرافيا الورادة فيه ، فلقد استخدمت الكاتبة بيبلوغرافيا في غاية الروعة ، تُساعد القارئ على اكتشاف حقائق مدفونة في غياهب الكتب ، وقد خصصت ثلاث صفحات لقائمة إضافية من القراءات التي لم تنقل في الكتاب بالإضافة الى عشر صفحات أخرى 'فهرس' ، ما منح هذا الكتاب القصير بأن يكون قويًا جدًا حيث يستعرض روايات تاريخية وتحليلات مدّعمة بوثائق صلبة تُظهر معرفة بحثيّة وتقريرات موضوعية مُثيرة [ ومن أهمها هو استخدام الباحثين اليهود الأميركيين ، والصهاينة من الأميركيين والباحثين الإسرائيليين لتوثيق عمل الكاتبة ] قبل البدء ، من منا لا يعلم ان الكيان الإسرائيلي الغاصب هو ربيبة اميركا ، وقد يظن البعض انه من اللافت مدى الدعم المُطلق الذي تقدمه الولايات المتحدة الاميركية لربيبتها ، ليس فقط في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ معركة ' طوفان الاقصى' وحتى يومنا هذا سواء على الصعيد العسكري أو الاستخباري أو الامني أو المالي أو السياسي أو الدبلوماسي أو القضائي … ، وهذا الدعم اللامحدود لم ولن تحظى به أي دولة في العالم سوى الكيان اللقيط ، ذلك لأنه يُعتبر من أهم الثوابت في السياسة الخارجية لكافة الادارات الاميركية المُتعاقبة لكن ما يكشفه الكتاب هو ليس لنا لأن ثُلة كبيرة منا تعرف حقيقة الترابط بينهما ، هو موّجه بشكل خاص للمرتزقة في اميركا نفسها كونهم ليسوا شعبًا واصحاب أرض حالهم حال مرتزقة الكيان ، على عكس باقي شعوب العالم ، لذلك يُسلّط الكتاب الضوء على وجهات نظر جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين 'للعدو الإسرائيلي' من أميركيين وبريطانيين ودور الولايات المتحدة الأميركية في إنشاء 'هذا الكيان' هذا الدعم غير المسبوق الذي ذكرناه أعلاه ، لم يأتِ من فراغ فعلى مدار أكثر من ثمانين عامًا استطاع اللوبي اليهودي الصهيوني التغلغل في كافة مفاصل الحياة الاميركية السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية والفنية وحتى الرياضية ، وذلك من أجل استمالة هذه السياسات والمواقف لصالح دعم الكيان الاسرائيلي الغاصب على كافة المستويات لاسيما وأن هناك تماثلية وثقافة مشتركة بينهما يُقدّم الكتاب إجابة واضحة وصريحة لا لبس فيها ، ويُبيّن كيف أدت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في إقامة كيان يهودي على أرض عربية فلسطينية وعلى حساب أهلها الذين سكنوها لقرون وبما انه يُسلّط الضوء على وجهات نظرة جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين للعدو لإسرائيل من أميركيين وبريطانيين …. رأى البعض انه من الضرورة قراءة هذا الكتاب من قبل العامة ، وكذلك من قبل الباحثين على حد سواء [ الجدير بالذِكر ، انه لم تتبنَ أي شركة من شركات النشر المعروفة في الولايات المتحدة ، 'نشر هذا الكتاب' وظل قيد المراجعة ] ولعلّ 'مضمون الكتاب' هو على الأرجح وراء عدم اكتراث دور النشر لتسويقه وجعله مُتاح للقُرّاء ، فدّقة المعلومات المُوّثقة والصادمة التي وردت فيه حول السلوك اللاشرعي بل والإجرامي للحركة الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وبالطبع في فلسطين ، هي ليست فقط ذات خطورة تؤدي الى كشف ما خططوا له ولا زالوا ، بل أيضًا هي حقائق تُدينهم حق الإدانة ، وبالتالي سيكون ذلك 'مُنغصًا' لهم بل وعثرة ، في طريق الإعلام المسموم الذي تم السيطرة عليه خدمةً لتنفيذ اجنداتهم أبصر الكتاب النور بدايةً على هيئة مقالة تهدف الى وضع الأمور في نصابها الصحيح حول العلاقات الأميركية–الإسرائيلية ، إلا أن المقالة 'تطورت شيئًا فشيئًا حيث أدركت الكاتبة كم من الأمور تتطلب التوضيح' ولكي يكون الفحوى مُشبّعًا بالدلائل وذو وفرة بالمعلومات ، تحولت المقالة الى كتابٍ بعد أن حصلت الكاتبة على مزيد من المعلومات التي كانت بحاجة الى التحقق منها وبعد أن قامت بمزيد من الأبحاث والكشف عن مزيد من الحقائق ، أما قائمة المراجع التي استخدمتها اليسون فهي مميزة بشكل مُلفت ، لأنها موّقعة من باحثين يهود أميركيين – صهاينة أميركيين ، وعلماء «إسرائيليين» ناهيك عن ان جوّهر المناقشة الذي تناوله الكتاب هو أن الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية 'دعمت سياسات كانت وبالاً على اميركا' ، من ثم قدمتها بشكلٍ مبالغ فيها (وإخفاء أسبابها) ، وتعزيزًا للأفعال التي تمزق بعض من 'أهم الحريات الاساسية للوطن والمبادئ التي يجب ان يتميز بها ' وقد أضافت بإقتضاب 'كل هذا من أجل سكان ييلغ عددهم ، نسبيًا ، أقل من عدد سكان نيوجرسي'!!! يتوجه الكتاب كما ذكرنا الى القُرّاء الأميركيين ، فلو قلّبناه ذات اليمين وذات الشمال سنجد انه جزء من محاولة جادة لتثقيف الرأي العام الأميركي حول الأكاذيب والخداع من قبل الأميركيين الصهاينة والمدافعين عن الكيان الإسرائيلي الغاصب في داخل أروقة الكونغرس وفي الإعلام والمؤسسات الأكاديمية ، وكيف جرى استغلال الولايات المتحدة الأميركية لنجاح تلك الغاية ، والجميل هنا هو ما اعتبرته أليسون وير ' استغلالاً وليس مصلحة لأميركا كون الكيان اللقيط هو كيان وظيفي ' فضلًا عن أن التوّغل العميق الذي حققته الكاتبة جعل من الكتاب مادة بحثيّة تخوّله من أنّ يصبح أداة لا غنى عنها بالنسبة لأي باحث في الأسباب الجذرية لاضطرابات الشرق الأوسط ، بسبب ما أضاءت عليه حول تاريخ الصهيونية في العالم بشكل عام ، وفي الولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص كما أن أحد أوجه قوّة الكتاب هو [ غياب أي نزعات أو مراجع ضد السامية مما يصعب مهاجمته من قبل الموالين للعدو الإسرائيلي والمتعاطفين معه ] في الصفحة 15 ، قدمت الكاتبة للقارئ ، حُجّة ( بأن أول أثر يذكر للصهاينة من الأميركيين هو حثّهم للولايات المتحدة على الاشتراك في الحرب العالمية الأولى) ، بالرغم من أن 'معظم المحللين اعتبروا أن الحرب العالمية الأولى هي عبارة عن صراع عديم الجدوى والذي كان في معظمه ناتجًا عن اشتباكات دبلوماسية أكثر منه صورة زائفة للعدالة أو العدوان' اشتركت الولايات المتحدة في حرب غير ضرورية و'دخلت في أعمال عدائية لبضع سنين حيث دفع العديد من الأميركيين حياتهم ثمنًا لهذه الحرب ، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تكُن طرفًا في التحالفات التي جرّت الدول الأخرى الى ساحة الحرب' أما في الصفحة 16 تذكر الكاتبة بشكل قطعي بأن 'الدلائل الموّثقة المُختلفة ، تُثبت بأن الصهاينة دفعوا الولايات المتحدة الى الدخول في الحرب الى جانب بريطانيا كجزء من صفقة للحصول على دعم بريطانيا لاستعمارهم فلسطين' وإن مساعي الصهيونية لدفع الولايات المتحدة الى الدخول في حرب تأتي من 'بداية الحركة الصهيونية حيث أدرك الصهاينة بأن نجاحهم في تحقيق هدفهم في إقامة دولة يهودية يتطلب دعم من قوة عظمى' … بالتالي ، فإن وقوف الولايات المتحدة الى جانب بريطانيا العظمى في الحرب العالمية الأولى قد يساعدهم في تحقيق هدفهم في الحصول على دعم بريطانيا للمساعي الصهيونية … وهذا كان في صميم الجهود المبذولة التي أدت الى 'إعلان بلفور' عام 1917 وقد كرّست الكاتبة الفصل الأخير لتروي وفاة أشهر صحافية أميركية وهي دوروثي تومسون التي حاولت جاهدة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين ان تتحدث إلى الأميركيين حول اللاجئين الفلسطينيين كما تُشير الكاتبة الى ان الأميركيين عارضوا بشدة الدخول في الحرب وان الرئيس وودرو ولسون فاز في الحملة الانتخابية تحت شعار 'لقد أبقانا بعيدًا عن الحرب' (التعليق الختامي رقم 60 ينقل عن أرشيف البيت الأبيض) بعد ذِكرنا لهذه الحقيقة ، اول ما يتبادر الى اذهاننا هو ما يحدث اليوم أمام أعيننا ، فمن يُدقّق في الأحداث سينتبه الى ان الصهيونية هي التي تستدرج اميركا للدخول في حروبها الشرق أوسطيّة ، وتمنح الكيان اللقيط اعلى درجات الدعم ، وهذا يشبّه بشكل مخيف وعد الرئيس السابق باراك أوباما في الانسحاب من المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط وعدم رغبته في التورط في حروب أخرى ، ولكن ما لبثت أميركا ان تدخلت في حربي سوريا والعراق واليوم غزة ولبنان وغدًا إيران ، ما يؤكد للجميع أن الصهيونية الأميركية هي 'الآمر الناهي' في الولايات المتحدة ، وهي جزء لا يتجزأ من الصهيونية اليهودية او الصهيونية الاسرائيلية اذا صح التعبير ، وهذا ما يمنح الكتاب أيضًا فرصة وضعه في الخانة الذهبية لو حقق مبتغاه ، فهو كفيل ان يخلق فوضى عارمة في اميركا ، وانقلاب على مخططات الصهيونية فيها وأن أهم ما تضمنه الكتاب برأي ، والذي أدهش العديد من المراجعين له أيضًا ، هو ما جاء ص 29 في الفصل السادس حول التواطؤ بين القادة الصهاينة في فلسطين ، والولايات المُتّحدة [ مع شخصيات نازية قبل الحرب العالمية الثانية ] تحديدًا ، ما يؤكد لنا خدعة الهولوكوست وكذبتها التاريخية والمُفبركة ، فما يُؤكده الكتاب ، ان القادة الصهاينة ابدوا سخرية واضحة في منع الرئيس روزفلت وغيره من القادة الغربيين من توفير ملاذات آمنة لليهود الفارّين من دول الحكم النازي المرعب حسب زعمهم آنذاك [ لا بل أنهم سعوا عمدًا إلى التضحية باليهود من أجل استخدامهم كأداة ابتزاز أخلاقي للزعماء الغربيين وللتباكي الإعلامي ، ذلك لتعزيز «اغتصاب فلسطين وإنشاء كيانهم المزعوم » وحمايته ] وهذا ما اكده واعترف به أيضًا بن غوريون 'أحد المؤسيين الأوائل لهذا الكيان' وأورده في كتاب مذكراته ، فحين سُئل عن مصير اليهود في المانيا ، إذا ما كان بالإمكان خروجهم جميعًا منها الى دولة اخرى ، او نصفهم الى فلسطين ، أجاب بكل تأكيد نصفهم الى فلسطين (فلا مانع من التضحية بالنصف الآخر من أجل ' بلد بأي ثمن ' كيف اذا كانت ارض اللبن والعسل الموعودة ؟!؟) اما في صفحة التالية رقم 30 ، فقد نقلت الكاتبة عن الصحافي اركسين ب. تشيلدرز Erskine B. Childers في مقاله 'The Spectator' ، أي 'المُشاهد' الذي نُشر في عام 1960 : 'إن إحدى الملامح المهمة بشكل كبير في الكفاح الفلسطيني ككل ، هي أن الصهيونية رتبت لضرورة أن تكون المحنة البائسة للناجين من الحركة النازية بمثابة 'حجة معنوية' وعلى الغرب أن يتقبلها' تتبنى الكاتبة أسلوب رواية تاريخية تحليلية 'واصفة بإيجاز وبأسلوب فعّال' ظهور اللوبي الصهيوني الأميركي ، مما يسلط الضوء على دور ماكس نورداي ولويس برانديس وفليكس فرانكفورتر وآخرين في تأسيس وتنظيم وترويج الصهيونية بين النخبة الأميركية ، ففي بادئ الأمر ، لم يكن الأميركيون اليهود متأثرين بالصهيونية بل كان لديهم شعور بالانتماء للولايات المتحدة الأميركية ، دون حاجة لغير ذلك ، وهذا ما أكده الكتاب في صفحة 36 ، حيث شجب زعماء الصهيونية عن ما اعتبروه بأنه مشكلة حقيقية تواجههم مع اليهود الأميركيين ، وقولهم 'إن الأميركي اليهودي يعتبر نفسه أولاً وقبل كل شيء مواطنًا أميركيًا … وولاؤه لأميركا بل ويردد ذلك كشعار اعلى له !!! بعد تأسيس اللوبي الصهيوني والنجاح في إلحاق اليهود بالصهيونية عبر وسائل التلقين والتملق وصولاً الى التهديد ، تمكنت المنظمات الصهيونية المُختلفة في الولايات المتحدة من إحكام قبضتها على الإعلام في الولايات المتحدة الامريكية ، كما تنقل الباحثة بخصوص ذلك عن الكاتب ريتشارد ستيفنز في صفحة 85 ، قوله : 'منذ عهدٍ بعيد ، تعلّم الصهاينة كيّفية استغلال الطبيعة الجوهرية للنظام السياسي الأميركي حيث أن الضغط الذي يمارس من قبل الرأي العام يمكن أن يؤدي الى إقرار السياسات أو عدم إقرارها … وان احد مكونات نجاحهم الرئيسية هي حصولهم على النفوذ في الإعلام ، سواء المدفوع وغير المدفوع' نأتي الى التعليقات الختامية التي أُستخدمت لتوضيح الرواية مع ما نُقل عن العديد من الباحثين من أقوال ، بالإضافة الى معلومات ليست معروفة بشكل جيد ومن بينها التعليق رقم 69 صفحة 124 ، الذي لفت الإنتباه بشكل كبير ، حيث نُقل عن وليام يال مؤلف كتاب 'الشرق الأدنى : قصة حديثة' … يال هو متحدر من مؤسس جامعة يال الشهيرة ، وقد كانت له سُلطة في الشرق الأوسط ، حيث تولى مناصب عديدة في الشرق الأوسط 'خلال عمله في وزارة الخارجية' بما في ذلك حصوله على عضوية في لجنة 'الملك وكرين' حيث كتب يال : ' عكف الصهاينة في انكلترا على الفوز بدعم بريطانيا للصهيونية… وقد استخدموا وسائل متنوعة للوصول الى مبتغاهم وكان بعضها يتسم بالمكر' فقضية الحلفاء عام 1915 كانت أبعد من أن تكون مشرقة ، وبحسب زعماء صهاينة ، فقد عمل هؤلاء على إقناع المسؤولين البريطانيين بأن : 'أفضل طريقة على الأرجح (والتي أثبتت جدواها) لحث الرئيس الأميركي على الدخول في الحرب تتجلى في تأمين تعاون الصهيونية اليهودية من خلال إعطائهم وعدًا بفلسطين ، وبالتالي ، تعبئة وحشد القوى الصهيونية اليهودية ذات النفوذ بشكل غير معروف في أميركا وأماكن أخرى لصالح الحلفاء على أساس المقايضة … وفي تعبيرٍ آخر ، لقد اندلعت حرب كانت غير ضرورية وكانت تدور على وجه سيء حيث تطلب الأمر دخول الولايات المتحدة فيها، وذلك من أجل الحصول على دعم حكومة بريطانيا لتأسيس دولة يهودية في فلسطين وفي صفحة 161 هناك تعليق ختامي آخر لافت هو الرقم 197 حيث نقلت الكاتبة عن أستاذ التاريخ لورنس ديفيدسون حول التزام كلارك كليفورد بالصهيونية … ففي جزء من فقرة في الفصل الثامن ، بيّنت كيف أن المسؤولين في وزارة الخارجية عارضوا الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي ، وكيف أن كليفورد تحايل عليهم … وقد برر لهم هذا الأخير تعاطفه مع المحنة اليهودية كجزء من طبيعته 'الإنسانية'!!! الا ان ديفيدسون يجد أن من الصعب تصديق أن يكون سلوك كليفورد الذي ينم عن عدم اكتراث تجاه الموظفين الدبلوماسيين للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط مدفوعًا بدواعٍ إنسانية ومبادئ عالية … إذ أن الأكثر ترجيحًا أن قراره يرمي الى دعم إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين ، مع كل ما حمله هذا القرار من آثار وحشية زعزعت استقرار الملايين من الناس ، وكل هذا فقط لأنه قادر على تعزيز الطموحات السياسية للرجل الذي يعمل لديه ، الرئيس هاري ترومان لقد سلّط الكتاب الضوء على تطور الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية … وكان بالإمكان أن يحصل على مزيد من الثقل لو ذكرت الكاتبة الآثار الكارثية للتحالف الأحادي الجانب للولايات المتحدة الأميركية مع العدو الإسرائيلي [ ففي الواقع ، قد تسببت هذه السياسات بالإضرار للعرب بشكل عام وللفلسطينيين على وجه الخصوص ] ، ولكنها أضرت كذلك بمصالح الولايات المتحدة ومُثُلها قطعًا سوف يستفيد القارئ من الحقائق الكثيرة المدفونة والغامضة فيه ، كمثال [ الأعمال المعروفة ، 'كالسير الذاتيّة لشخصيات صهيونية بارزة' ، 'مذكرات القادة السياسين' ، فضلاً عن أعمال علمية معترف بها دوليًا ] ختامًا ، بما ان الكيان الغاصب مُرتبط ارتباط وثيق بالولايات المُتحدة الأميركية ، وان الصهيونية الأميركية لها الفضل الأكبر في إنشاءه وحمايته ، [وهنا لا بد من الإشارة الى ان عنصر الأمان هو بمثابة الشريان الرئيسي والحيوي لبقاءه ] ، فالمرتزقة لا يشعرون بأي انتماء للأرض ، بل ويدركون جيدًا ان عمر شجرة الزيتون اكبر من عمر الكيان ، وان الأرض لها شعبها المُقاوم وليست ارض بلا شعب كما تم الاحتيال عليهم للإتيان بهم ، لذلك في حال قُطع هذا الشريان زال الكيان واندحر من تلقاء نفسه … وفعليًا يمكنني القول ان بركات طوفان الاقصى حققت جزءًا كبيرًا منه ، والهجرة المعاكسة خير دليل ، كما ان انهيار الكيان سيؤدي بطريقة او بآخرى لإنهيار اميركا ، وهذا ما يجب ان يتهيأ له ايضًا المُرتزقة هناك ‎2025-‎04-‎12

هل نجح العدو بقطع رؤوس الهيدرا ؟!رنا علوان
هل نجح العدو بقطع رؤوس الهيدرا ؟!رنا علوان

ساحة التحرير

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • ساحة التحرير

هل نجح العدو بقطع رؤوس الهيدرا ؟!رنا علوان

هل نجح العدو بقطع رؤوس الهيدرا ؟!؟ رنا علوان في نهاية العام 2007 أصدّر معهد 'دراسات الأمن القومي' بجامعة تل أبيب دراسة حول [ كيفية إضعاف حزب الله مُشبّهًا إياه برؤوس الهيدرا ] ثم في اوكتوبر 2024 أعاد تسليط الضوء على هذه الدراسة التي أعدّها الباحث الإسرائيلي داني بركوفيتش والمقصود بالهيدرا (Hydra) هُنا ليس [ جنس من الحيوانات البحرية المائية والصغيرة كما هو مُتعارف عليه ، تلك التي تتميز بجسمها الأنبوبي البسيط ' والذي لا يتجاوز حجمها عادةً بضعة مليمترات' ، وتتغذى على البلازما والجسيمات العضوية الصغيرة التي تسبح في الماء بل المقصود ' أسطورة الهيدرا ' ، وهي إحدى الأساطير اليونانية القديمة ، التي تحكي عن وحش ذو تسعة رؤوس يُدعى الهيدرا Hydra ، ويستحيل قتله بسهولة … كلما قطعت رأسًا له ، ينبت رأس جديد على الفورتقول الأسطورة أن هيراكليس ، البطل اليوناني الشهير ، قاد حملة لقتل الهيدرا … وربط هيراكليس جيرانته الشهيرة على 'رأس' الهيدرا لمنع نمو رؤوس جديدة ، وبقي على قيد الحياة بعد ذلك ، [ يتم استخدام هذه القصة في الثقافة الشعبية والأدب والفنون للإشارة إلى شخص ما يواجه مسألة لا يمكن السيطرة عليها أو تحقيق النجاح فيها ] ومن هذا المنطلق وضع بركوفيتش خططه علّه ينجح في دراسة الحزب جيدًا بكل نواحيه لمعرفة نقاط ضعفه والقضاء عليه بدأ داني دراسته بعد حرب تموز بعامٍ تقريبًا ، والتي انهزم فيها العدو شر هزيمة ، حيث أن ( ٣٣ يوم كانت كفيلة ان تجعل العدو يُناجي الدول العربيّة التي كانت تموّله ويرجوها ، كي تتدخل في وساطة لإيقاف الحرب ) في قانون الحرب لا يُقاس الفائز بنسبة الخسائر بل بمدى صموده ، لأنه من البديهي ان يكون هُناك تفاوت بين الأطراف من الناحية العسكريّة واللوجستيّة وحتى الإستخباراتية ، لهذا في حرب تموز كان العدو هو الخسران ، كونه لم يستطع الصمود أكثر من شهرٍ واحدٍ ، وهذا ما دفع به لوضع كل ثقله في دراسة حزب الله والمقاومة وحتى البيئة الحاضنة له ، وأيضًا لمعرفة الأسباب التي تجعل الأخير يعود اقوى بعد كل حرب … ( وهذا بمثابة نصر فوق نصر للحزب ) قبل البدء ، يُجيب الكاتب بما هو واضح ومحدّد ودقيق ، بأن الغاية من الدراسة التي تم إعدادها هي حول : 'تقليص الخطر الذي يشكله حزب الله على أمن الكيان الإسرائيلي ، وعلى استقرار المنطقة ، من خلال إضعاف قوته ، وبناءً على هذه الرؤية ، يجب أن تتركز المعركة الفعّالة لإضعاف حزب الله ، في فصله عن مصادر قوته الداخلية والخارجية ' وبنظر الكاتب هناك عدة استراتيجيات ، لو اتبعها العدو الصهيوني ومن خلفه أميركا ، يمكن لهم عندها إضعافه ، وقد لخصّها [ بأربعة أركان أساسية ] من ما اعتبرها مصادر قوة حزب الله ، وعلى انها هي ما يجب التركيز عليها تحديدًا : -أولاً : إضعاف قوة العقيدة والإيمان ، فعدونا يعي جيدًا ما قاله عماد المقاومة يومًا ، بل وما أكد عليه مرارًا ( يلي بتقاتل فينا هيِّ الروح ) لذلك في حرب تموز كان العدو يروي حكايات عن انه كان يُقاتل اشباحًا ظنًا منه انها ارواح لشهداء لازالت في الميدان مُتربصة ، هذه الروح المُرتبطة بعقيدة الجهاد والتي يفتقدها العدو نفسه ، حيث أننا نجد هيغل في فلسفة الجسد يصفهم بأنهم ( جسد بلا روح ) وهذه المُفارقة لها ابعاد كثيرة لن نتطرق إليها في موضوعنا هذاوبالعودة لمخطط بركوفتش يقول ، إن إضعاف هذه العقيدة يمكن ان يكون عن طريق بث الفتن الطائفيةفي كتابه ص36 ، يوصي الكاتب ، على أنه يجب أن تزداد حدّة الفروق والفجوات السّياسيّة والطائفيّة في لبنان ، [ هذه الفروق لا تعبّر فقط عن خلافاتٍ سياسيّةٍ داخليّةٍ ، بل تعبّر أيضًا عن صدامٍ أيديولوجيٍّ ثقافيٍّ إقليميٍّ بين نظريّتين متعارضتين ]فمن الناحية الداخلية برزت نغمة ( ما بيشبهونا … ونحنا بنحب الحياة … وبدنا نعيش ) من قبل فئة مُعيّنة تميل بهواها كُلّ الميل نحو الصهيونية بل وتُخلِّص لها على حساب نفسها ، أما الغاية من هذا التهكم المُبرمج والمقصود ، هو بهدف إضعاف النفوس لدى بيئة المُقاومة التي ترى الجهاد في سبيل الله حياةً وليس موتًا ، هذه العقيدة عند بيئة المقاومة الشيّعية في لبنان تحديدًا مُتجذرة منذ الالاف السنين ومن المستحيل انتزاعها ، أما سبب تحديدي للمقاومة الشيعية ذلك لأن هناك مُقاومات أُخرى منها علمانية يُرفع لها القُبعة في هذا الخط كما يذكر الكاتب في هذا السياق ، أن الحزب بين كونه صاحب أيديولوجيّةٍ- جهاديّةٍ وبين كونه حزباً لبنانيًّا ، يرفض الحزب الحسم بين هاتين المسألتين ، ويُحاول السير بهذين المسارين بشكلٍ متوازٍ ، حتّى وإن كان من النّاحية الفعليّة ، فإن المسار اللّبنانيّ ، يفرض عليه أن يحدّ من حماسه الأيديولوجيّ'بحسب رأيه -ثانيًا : ضرب قوة التجذر الشعبي ، يرى الكاتب أن قوة المقاومة تكُمن في التأييد الجماهيري لها وهذا ما يجعلها تتوّسع اجتماعيًا ، لذلك وجد العدو ضرورة للوصول إلى أن يكره المجتمع 'المقاومة' التي تدافع عنه ، وذلك عبر فرض الحصار الاقتصادي والتجويع ( وهو ما بدأ منذ سنة 2019 وما تبعها من أزمة اقتصادية ضربت لبنان ، وتوجيه الضربات العسكرية للجسد المدني بحجة وجود المقاومة ، وتكثيف التغطية الإعلامية التي تُبرر الضرب والحصار بوجودها ، حتى يمكن عزلها عن محيطها الاجتماعي ، وحرمانها من حاضنتها الطبيعية ، وفي الحرب الأخيرة لمسنا كيف زاد سِعار العدو عليها محققًا اضرار بالِغة بحجة تخزين الأسلحة في المباني السكنية ، 'رغم ان الحزب اعلن عن خزائنه الموجودة في الجبال' في ص24 يُسلط داني بركوفيتش الضوء على [ إضعاف العلاقة بين حزب الله والطّائفة الشّيعيّة ] ، يقول ' حتّى لو لم يكن بالإمكان وقف المُتغيّرات الدّيمقراطيّة في لُبنان ، فإنّ إضعاف علاقة الطّائفة الشّيعيّة بحزب الله ، سيجعل من احتمال أن يتحوّل لبنان إلى كيانٍ شيعيٍّ أقلّ خطراً على العدو الإسرائيليوالظّروف الّتي تُساهِم في إضعاف هذه العلاقة هي : إضعاف القوّة الاقتصاديّة لحزب الله ، ونتيجةً لذلك يجب ضرب قدرته على دعم منظومته الاجتماعيّة في الوسط الشّيعيّ ، وإيجاد بديلٍ سياسيّ لحزب الله ، وتكثيف تدخّل الدّولة اللّبنانيّة في وسط هذه الشّريحة السّكّانيّة' أما في ص 34 يرى بركوفيتش 'إنّ تركيز حزب الله على مُساعدة السّكّان الشّيعة ، يمنحهُ طابعًا أنّه حزبٌ شيعيّ ، رغمُ أنّ حزبَ الله يُفضّل عدم إظهار بعده الطّائفيّ ، بحسب الكاتب، والرّبط بين هذه الأبعاد الأربعة لحزب الله وهذا ما يضع العدو الإسرائيلي أمام ( مشكلةٌ حقيقيّة في تحديد مركز الثّقل لديه ) ، وأيضًا أمام التّخلّص من التّهديد الّذي يشكّله ، فضلاً عن ( أن حدّة هذه الصّعوبة هي في تغيير مصادر قوّته : فزعيم حزب الله نصر الله الكاريزماتيّ كما وصفه داني بركوفتش ، يدعم خطواته بدهاءٍ كبير من خلال الموارد العسكريّة والماديّة الوفيرة والدّعم الداخليّ ( الطّائفة الشّيعيّة والخارجيّ إيران وسوريّا ) ، ومن الظّروف الخاصّة بلبنان كدولةٍ ضعيفةٍ ، ومن المواجهة مع إسرائيل كعدو ، كلّ هذه العناصر سمحت بنموّ حزب الله وحوّلته إلى عنصر قوّةٍ أساسيّ فى لبنان ، يشكّل جزءًا متكاملًا ، ومن الطّائفة الشّيعيّة فيه' في ص75 يرى الكاتب أن التّأييد الّذي يحظى به حزب الله في الطّائفة الشّيعيّة هو ، كما ذكرنا ، واحدٌ من مصادر القوّة الأهمّ في نظره ، وهذا التّأييد هو مصدر شرعيّته كمنظّمةٍ لبنانيّةٍ ومنصّةٍ لتحقيق أهدافه السّياسيّة والأيديولوجيّة ، بيد أنّه وعلى الرّغم من الصّلة الظّاهريّة للطّائفة مع الحزب ، تجري فى لبنان عمليّتان مركزيّتان فيهما احتمال تقويض مكانة هيمنة الحزب على الطّائفة ، وعلى قدرته على تجنيدها لاحتياجاته ، لمدة طويلة' ويتحدث بركوفتش في كتابه ص 69 عن الإستقلال الأمنيّ لحزب الله من وجهة نظر العدوّ ، ودوره في هذه القوةفيقول ان 'استقلاليّة حزب الله كمنظّمةٍ عسكريّةٍ غير خاضعةٍ لسلطة الحكومة اللّبنانيّة ، لم تتضرّر بعد حرب لبنان الثّانية … صحيح أنّه تكوّنت ظروفٌ جديدةٌ في جنوب لبنان بعد القرار 1701 ، لكن هذا لم يؤدِّ إلى تغييرٍ في العلاقات مع الجيش اللّبناني أو أيّ جهازٍ أمنيٍّ لبنانيٍّ آخرٍ ، الّتي سعت إلى الامتناع عن الاحتكاك مع حزب الله ، بإستثناء حالاتٍ نادرةٍ لا تشير إلى قاعدةٍ ، أو عن أيّ نوعٍ يفرض عليها…كما ان حزب الله يمتاز بإستمرارية في عمليّة التّسلّح ولعب دور منظّمةٍ عسكريّةٍ واتّخاذ القرارات العملياتيّة من دون تنسيقٍ مع الحكومة (مثل عمليّة الخطف في الثّاني عشر من تمّوز 2006، الّتي أدّت إلى اندلاع الحرب)' من ثم في ص81 يتطرق الكاتب للعلاقة بين حزب الله والدّولة اللّبنانيّة 'بنظر العدوّ'حيث يقول ' إنّ مقاربة حزب الله للدّولة اللّبنانيّة هى ذرائعيّة ، فبخلاف غالبيّة الأحزاب السّياسيّة- والطّائفيّة في لبنان (بما فيها أمل الشّيعيّة)، الّتي ترى في مؤسّسات الدّيمقراطيّة الطّائفيّة اللّبنانيّة الإطار الوحيد لدفع أهدافها قدمًابالنّسبة لحزب الله المشاركة في مؤسّسات الدّولة ليس هدفًا بحدّ ذاته … السّياسة اللّبنانيّة وتحقيق قوّةٍ في إطارها هما هدفان ثانويّان في الأساس ، إنّها منصّةٌ لمأسسةٍ شرعيّةّ تّجاه الدّاخل وتّجاه الخارج ، وتعطيل إجراءاتٍ غير مرغوبةٍ من قبل الحكومة وحماية 'سلاح المقاومة' ودفع أجندته الأيديولوجيّة قدمًا' يُكمل في ص96 الحديث عن محاولات نزع شرعيّة حزب الله من وجهة نظر العدوّيؤكد أنه قد'جرى إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب في الولايات المتّحدة وكندا ، لكن في بقيّة العالم الغربيّ ، جرى اتّخاذ إجراءاتٍ جزئيّةٍ في هذا الاتّجاه : في بريطانيا وأستراليا أُدرج الجناح العسكريّ لحزب الله فقط فى لوائح المنظّمات الإرهابيّة ، الّذي رُبط اسمه بعمليّاتٍ 'إرهابيّةٍ' في الخارج ، ومنذ أواخر العام 2004 فرضت قيودٌ على بثّ قناة المنار الفضائيّة في فرنسا وفي بقية دول الاتّحاد الأوروبي ، وصوّتت أغلبيّة البرلمان الأوروبيّ ، في تشرين الثانی 2005 لصالح اتّخاذ خطواتٍ تهدف لوضع حدٍّ لأنشطة حزب الله' ثالثًا : استهداف قيادة الحزب خاصةً الأمين العام السيد حسن نصر الله ، حيث يؤكد الكاتب على أن مكانة السيد نصر الله داخل حزب الله وخارجه ليست نابعة فقط من صلاحياته السياسية الرسمية كأمين عام ، بل هي نابعة تحديدًا من 'قدراته القيادية – القدرة على التحديد بشكل واضح للهدف المشترك الذي يسعى إليه والتمسك به (مثلاً طرد العدو الإسرائيلي من لبنان أو قيادة التغييرات والقدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية المُعقدّة خلال المواجهات العنيفة مع الكيان الإسرائيلي ، ناهيك عن ترميم حزب الله بعد ذلك' وقد لّخص بركوفتش زعامة السيد نصر الله ، على انها 'هي العامل الأساسي في التماسك السياسي والأيديولوجي لحزب الله ' وعلى قدرته على تجنيد الجماهير ، وبأنه يتمتع بإحترام شخصي وبمحبة عارمة ، هذا داخل بيئته ، اما خارجها ، فهو الزعيم الأمين والكُفء داخل دوائر واسعة خارج منظمته ، بل وأيضا في أوساط خصومه مثل الداخل الإسرائيلي اللقيطفي ص64 يروي لنا الكاتب عن تّأثير الحزب بزعامة السيد نصرالله على المجتمع الصّهيونيوكيف ان ذلك بمثابة 'عنصرٌ آخرٌ مهمٌّ في قوّة حزب الله ، ومدى قدرته على التّأثير على الرّأي العامّ الإسرائيليّ بهدف المس بثقة الجمهور الإسرائيليّ لجهة قيادةِ الدّولة لديه ، وردع العدو الإسرائيلي عن العمل ضدّهويستشهد بركوفيتش ببحثٍ أُجريَ في الكيان الإسرائيلي الغاصب بعد حرب لبنان الثّانية ، يُبين [ أنّ الجمهور الإسرائيليّ يرى في نصر الله زعيمًا صاحب قدرة قياديّة عالية أكثر من رئيس الحكومة إيهود أولمرت في وضع الحرب ] وأنّ هذه الصّورة تعزّزت في أعقاب الحرب الأخيرة هذا البحث ، 'إضافةً إلى أصواتٍ أخرى' ، يشير إلى أنّ زعيم حزب الله نجح في التّرسّخ داخل وعي الجمهور في الكيان الإسرائيلي كزعيمٍ كاريزماتيٍّ يعكس الاستقامة والثّقة والصدق ، وبأنّه نموذجٌ يثير الإلهام والحسد' ، وهذا التأثير أمر بالغ الأهمية بالنسبة للعدو وله خطورته الفعالة عليه ، لذلك يجب التخلص من خطورته ، لكن بركوفتش بعد ذلك قدم رأي آخر مُعاير ، مُعتبرًا بأن لدى العدو الإسرائيلي تجربة متنوّعة في استهداف قادة المقاومة دون أن تحقق مكاسب استراتيجية ، من ضمنها اغتيال السيد الشهيد عباس الموسوي الأمين الأسبق للحزب ، الذي لم يؤدِّ اغتياله الى إضعاف حزب الله وإنما عززته ومكنت نصر الله من تولى قيادته ، مضيفًا بأنه أدى بشكل شبه المؤكد إلى إبداء الحذر من قبل الحزب ، لكي يعدّ 'خططًا في الدرج مختلفة لحالة كهذه' ، وأن حالة الارتباك جرّاء اغتيال السيد نصر الله ستكون مؤقتة إلى حين تركيز قيادة جديدة ، مشدّدًا بأنه طالما أن للحزب مصادر القُدرة ، فتوجد إمكانية كبيرة بأن يعود ويرمم نفسه ، لذلك عمد في حربه الأخيرة على إغتيال أسماء عديدة كانت مُؤهلة لهذا المنصب كالسيد هاشم صفي الدين ، هذه السلسلة من الإغتيالات للقادة كانت مدروسة بشكل دقيق جدًا ، فالعدو يظن أنه لا مُقاومة ناجحة من دون قادة ، لكنه غاب عن تفكيره الماكر أن الحاج عماد مغنية الذي أسس فرقة الرضوان ، جعل أهم ما في هيكليتها أن كل عنصر فيها هو بحد ذاته قائد ، وهنا مكر الله الذي يكمن فيه الخير كله ، أما ما كان يؤكده السيد نصرالله في الآونة الأخيرة هو عنصر المُفاجآت الذي يُضمره الحزب للعدو اللقيط وكان يحُثّهم ويدعوهم في خطابه للإستعداد له ، فهو على الأغلب الأعم لا زال قائمًا رابعًا : إضعاف قوة الروابط الإقليمية للحزب خاصةً مع الجمهورية الإسلامية في إيران ( أي العمق الاستراتيجي للمقاومة )ينظر العدو الى تنظيم حزب الله الذي 'نشأ عام ١٩٨٢ ، كحركةٍ أيديولوجيّةٍ راديكاليّةٍ تعبّر عن قيم الثّورة الإسلاميّة الإيرانيّة والمتغيّرات الّتي حصلت داخل الطّائفة الشّيعيّة نحو العمل السّياسيّ الفعّال'وأنه يمتاز بصُبغةٍ لبنانيّةٍ ، لكنّه يستمدّ مشروعيّة عمله من خارج لبنان ، من القيادة الدّينيّة- السّياسيّة لإيران ، الّتي يعتبر تعليماتها واجبًا دينيًّا في ظل تمسّك قيادة حزب الله بالمبدأ الأساسيّ 'ولاية الفقيه'بالإضافة إلى مبدأٌ آخرٌ أساسيٌّ موجِّهٌ 'هو الجِهاد المُنطلق من الواجب الدّينيّ الإسلاميّ بالدّفاع عن الأرض والشّعب والنّفس' ، في حال تعرّضَ للاعتداء أو الاحتلال وبكلّ الوسائل الّتي يمتلكُها ، و تحديدًا من خلال المُقاومة ، الّتي هدفها إنهاك العدوّ عبر التّضحيّة (الاستشهاد) ، والّتي هي بحسب نهج حزب الله السّلاح النّوعيّ الأساسيّ للّذين يُواجهون عدوًّا أقوى منهم في ص24 يرى بركوفيتش أن ضرب العلاقة بين إيران وحزب اللّه 'هو أهمّ شرط لضرب القوّة الشامِلة لحزب الله ' ، وإنّ فصل هذا التّنظيم عن إيران سيكون بمثابة الضّربة القاسيّة له ولقُدّرته العسكريّة ولقطع موارده وأيضًا بعده العقائديّ ، وهذا سوف يتحقّق بشكلٍ فعالّ إذا سقط النّظام الإسلاميّ في إيران ، ذلك أنّ العقوبات الاقتصاديّة والضّغوط المختلفة على طهران يُمكن أن تؤثّر بشكلٍ محدودٍ ومؤقّتٍ على سياستها تّجاه حزب الله' ، اما سقوط النظام فهو ضربتين بحجر واحدوما يُثير السخرية ص32 يقول بركوفتش 'إنّ الظّروف الخاصّة بلبنان فرضت على حزب الله طوال السّنوات أن يعمل على مُلاءمة أيديولوجيّته ، وكان الأبرز في ذلك هو التّنازل (مؤقّتًا) عن فكرة إقامة الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان-الفكرة غير القابلة للتنفيذ- في ظلّ الظّروف الحاليّة للدّولة'اما في ص85 يُسلّط داني بركوفيتش الضوء ، على تماسك محور المقاومة 'وإنّ دعمه ينبع من الجمهوريّة الإيرانيّة وبالتالي فإن سوريّا وإيران يشكّل من ناحية حزب الله ، عمقه الإستراتيجيّ وعنصرٌ مهمٌّ في قوّة حزب الله يُستمدّ- على حدٍّ سواء من العلاقات الثّنائيّة مع سوريّا ومع إيران كلٍّ على حدة ، ومن وجود المثلّث الاستراتيجيّ المؤلّف من هؤلاء اللّاعبين الثّلاثةوإن المنطق المنظّم لهذا المثلّث هو معارضة 'هيمنة الولايات المتّحدة وأجندتها بأبعادها المُختلفة ولممثّليها فى الشّرق الأوسط تماسك هذا المثلّث يبدو صلبَا ، بل وتوثّق مؤخّرًا'كما أن إيران من ناحية كونها قوّةٍ عظمى إقليميّةٍ هي من دون شكٍّ عمادٌ في هذا المثلّث ، وتأثيرها على السّاحة الإقليميّة يتعزّز في ضلع إيران – حزب الله ، لذلك نجد منظومة العلاقات مستقرّةَ وحميمةً ، وفي الوضع الحالي ، من الصّعب الافتراض أن تقرّر إيران قطع صلاتها بحزب الله أو المسّ بقوّته ، بإستثناء حالة تغييرٍ جوهريّةٍ في السّاحة الإيرانيّة الدّاخليّة إلى حدّ انهيار الجمهوريّة الإسلاميّة' ختامًا ، نجد ان أهم ما جاء في الكتاب ، والتي تم تلخيصه بأربعة مُخططات تم العمل عليها في الواقع … لكن السؤال هل أتت أُكلها ؟!؟هل إستطاع العدو قطع رؤوس الهيدرا التي شبّه المُقاومة بها ؟!؟ لنفند معًا -(إضعاف قوة العقيدة والإيمان) هذا المُخطط من الإستحالة أن يتحقق مهما جهد العدو وسعى ، ذلك لأمر بسيط جدًا وهو ، ان هذه القوة في وتيرة تصعادية دائمًا ، كونها مُرتبطة بظهور المُخلّص والمُنتظر (عج) ، تمامًا كما ينتظر العدو مخلّصه الدجال مع الفارق في بُعد التشبيه طبعًا -(ضرب قوة التجذر الشعبي) ، هذا المُخطط ولو سلمنا جدلاً سماع بعض الهَمز من قبل بعض الأصوات الشاذة من منطلق ان لكل قاعدة شواذ ، الا ان مثلها يبقى كمثل تلك التي فوق البعوضة التي لم يستحِ الله ان يضرب بها مثلاً ، هذه القوة التجذرية او الايدولوجيا ، قد جَسّدَ حقيقتها الإمام الخميني بجملة واحدة فقط ( اقتلونا فإن شبعنا سيعي أكثر فأكثر ) -(استهداف قيادة الحزب خاصةً الأمين العام السيد حسن نصر الله) ، مُخطئ من يظن ان العدو نجح بإغتيال السيد الحسن نصرالله رغم استشهاده ، وأكبر دليل هو يوم التأبين الذي كان بمثابة مُبايعة أبدية له ، واستفتاء عابر للدول والحدود ، وقَسم من الملايين بأخذ الثأر وحفظ النهج ، ففي (يوم الأحد 23 شباط) كان السيد نصرالله قدس الله سره الأكثر حضورًا ، لذلك عندما حلقت الطائرات فوق الحشود بحركة استفزازية من عدوٍ مُنهزم ، كانت اول جملة صدحت بها الحناجر بعفوية تامة (لبيك يا نصرالله ) فكيف يُغيَّب من نهتف له ( لبيك حاضرًا غائبًا … لبيك حتى آخر رمقٍ من أعمارنا )؟!؟ أخيرًا -(إضعاف قوة الروابط الإقليمية للحزب خاصةً مع الجمهورية الإسلامية في إيران 'العمق الاستراتيجي للمقاومة' ) هذا المُخطط قد يَعتبر البعض انه نجح جُزئيًا بسقوط سوريا ، صحيح ان سقوطها امر مُحزن لأن محور المُقاومة (مَثلُ المُؤمنينَ في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كَمثلِ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ، ومع التأكيد ان كل ما يحدث فيها من ظُلم يُدمي القلب سيخلق لا محالة مقاومَة ( فهذا ديدن التاريخ ، ما حلَّ ظُلمٌ في أرضٍ قط ، إلا ووجدت مُقاومَة تتصدى له ، بل وتنتصر عليه ) أما ناحية تأثير سقوطها على المقاومة في لبنان فإن الحزب مُكتفٍ الى حد كبير ، وقادر على التصنيع وما يجب ان يحفظه القاصي والداني انه ( طالما هُناك عقول تقاوم ، ونفوس وأرواح وسواعد ، وبصائر نيّرة ) … لا قطع روابط اقليمة او غيرها قادرة على إضعاف هذه المقاومة … وإن الهيدرا الأسطورية التي تحدث عنها داني بركوفيتش لا تُشبهها … مُقاوتنا لا شيء يشبهها … فطوبى لمن تمسك بها لأنها واللهِ هي العروة الوثقى‎2025-‎04-‎03 The post هل نجح العدو بقطع رؤوس الهيدرا ؟!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.

تركيا … زمن الصداقة ولى!رنا علوان
تركيا … زمن الصداقة ولى!رنا علوان

ساحة التحرير

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

تركيا … زمن الصداقة ولى!رنا علوان

تركيا … زمن الصداقة ولى! رنا علوان قال هنرى كيسنجر ذات مرة : [ أن تكون عدوًا لأمريكا 'قد يكون ذلك أمرًا خطيرًا' … لكن أن تكون صديقًا لها ، 'فهذا أمر قاتل' ] هذه المقولة التي اعترف بها ثعلب السياسة الأمريكية ، [يومًا بعد يوم يتضح لنا كم كانت صادقة] ، فأمريكا التي تقود العالم اقتصاديًا وعسكريًا فشلت أن تديره أخلاقيًا مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ، اخذت كواليس العدو الإسرائيلي تطرح هواجس كثيرة ، بشأن بدائل النفوذ الإيراني في سوريا ، فاتجهت الأنظار مباشرةً إلى اللاعب الأكبر حالياً هناك ، وهو تركيا لذلك ناقش مسؤولي الكيان مسألة النفوذ التركي في المنطقة ومستوى التهديد حيال [إسرائيل] ، وخاصةً بعدما نما نفوذ أنقرة في سوريا بشكل متسارع في الآونة الأخيرة ، وإثر توصية لجنة 'ناغل' الحكومية بالإستعداد لحرب مُحتملة مع تركيا وهنا لا بد من سؤالٍ أن يطرح نفسه ، [ هل التمدد التركي يخلق فعلاً تهديدًا جديدًا وكبيرًا لأمن العدو الإسرائيلي أكثر خطورة من التهديد الإيراني؟!؟] على الأغلب وجوبًا ، كلا ، فالعداء الأكبر هو لإيران لا محالة ، لكن لا مانع من مُعاداة ايٍ كان طالما وجوده يتعارض ومصالح الصهيو-اميركية ، ومن دون ادنى شك ان هذا التحوّل الذي انتجته الأحداث الأخيرة في المنطقة ، يمنح تركيا فرص كبيرة ، وحضورها سيُقوض قدرتهم على التحرك في سوريا على غرار حقبة الحرب ، ومن جانب آخر ، لديهم هاجس من تشكيل تحالف استراتيجي بين أنقرة والنظام الجديد في سوريا لأنه سيُعزز حضور تركيا في الشرق الأوسط كوسيط أمني ، وبالتالي نجد العدو الإسرائيلي ينظر إلى تركيا كعنصر مقوض لطموحاته ، في التحول إلى قوة فاعلة في الشرق الأوسط' كما ان تصدّر الإسلاميين للمشهد السوري يُعزز جزئيًا هذه الهواجس ، لكنّ قلقهم يتركز بدرجة أساسية على العلاقة بين حكومة حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي وبين نظام سياسي جديد في سوريا ذي خلفية إسلامية' خرج الشعب التركي بتظاهرات كبيرة على الرئيس التركي أردوغان في آذار القائم ، بعد أن أصدرت حكومة أردوغان الأوامرَ باعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أبرز أعضاء حزب الشعب الجمهوري الفائز في الانتخابات المحلية في نيسان 2024 ، والمنافس الأقوى لأردوغان) ، مع ذلك ، نرى أنَّ هناك عوامل كثيرة مُتراكمة ، ساعدت على تفجير هذه التظاهرات أولاً : تركيا التي تعيش اليوم أخطر أزماتها الاقتصادية ، وهو ما يفسر تراجع سعر الليرة ، بعد اعتقال إمام أوغلو ، بنسبة 10% ، على الرغم من محاولات المصرف المركزي السيطرة على الوضع ، وكان اردوغان يأمل استغلال الاحداث في سوريا من أجل إنعاش الأقتصاد في تركيا فقد بلغ التضخم السنوي في تركيا (39.05%)، في شباط (2025) ، بحسب موقع المؤشرات الاقتصادية (Trading Economics) هذا المستوى من التضخم مدمر للاقتصاد التركي ، لأنَّ التضخم عام (2025) في الدول المجاورة وغيرها ، يذكره الموقع نفسه على وفق الآتي : مصر (12.8%) ، روسيا (10.1%) ، العراق (2.70%)، السعودية (2.0%) ، الكويت (2.5%) ، الأردن (2.1%) ، الإمارات (3.15%) ، واليونان (2.5%) أما حجم الديون الخارجية على تركيا فبلغ : (525،800) مليون دولار أميركي ، أي ( خمسمئة وخمسة وعشرين مليون وثمانمئة ألف دولار) عام (2024) ، بحسب موقع المؤشرات الاقتصادية (Trading Economics) فضلاً عن ان سعر الفائدة ، بلغ (42.5%) في شباط (2025) ، أما ، يوم الخميس في: 20-آذار-2025 ، زاد المصرف المركزي التركي سعر الإقراض (الفائدة) إلى : (46%) بحسب موقع ( أسعار الفائدة في بعض الدول بحسب موقع المؤشرات الاقتصادية (Trading Economics): مصر (27.25%) ، روسيا بلغ سعر الفائدة لديها (21%) ، الأردن (6.50%) ، العراق (5.50%) ، السعودية (5%) ، الكويت (4%) ، الإمارات (4.40%) ، أيضًا بحسب موقع ( ما هو معلوم ، انَّ زيادة سعر الفائدة يُعَطل عملية الاستثمار ، لأنَّ الاستثمار يعتمد على الاستدانة بنسبة تصل (90%) ، وعندما ترتفع نسبة فائدة المديونية ، يَفقد الاستثمارُ جدوتَه ، وفرص العمل تتراجع ، ولن تكون (زيادة الأجور) حلًّا ، [ لأنَّ الزيادة تُضخِّم الكتلة النقدية ] وبالتالي هذا يُخَفِّض قيمة العملة ، ويرفع الأسعار ، أما إبقاء الأجور كما هي ، فيعني تأسيس عملية ( إفقار المجتمع ) ، وهذا يعني الاحتجاحات والثورات الشعبية ، والقمع الحكومي ثانيًا : تورط أردوغان في المُستنقع السوري الجديد ، ليكون أداة هدم للنظام السوري بيد الأميركي ، فينقلب عليه الأميركي بعدها من أجل العدو الإسرائيلي أردوغان الذي خسر حليفيه روسيا وإيران في قضية سوريا ، بسبب غدره لهما وذهابه مع أميركا بتمويل قطري ، من البديهي ان يكون لهذا الغدر ارتدادات ، وقد بدأت فعلاً ، وللتذكير ، واجه الأخير في عام (2016) انقلابًا داخليًّا ، وكاد لَيسقط لولا الإسناد الخارجي الذي قدمته له إيران وروسيا ، ولم يكن بديل أردوغان حكومة ملونة خارجية ، بل الأحزاب التركية المعارضة ، وبدل رد الجميل من مبدأ كسب الصدقات وتوطيدها ، اصطف اردوغان مع الشيطان الأكبر أميركا لإسقاط سوريا بيّد الجولاني وبأموال قطرية ، ومن ثَمَّ بيد الصهاينة ، ناهيك عن خسارته للملف الكردي (قسد) ، لأنَّ (قسد) حتى الآن أولوّية أميركية ، تتقدم على أردوغان وقطر والجولاني ثالثًا : أميركا لم ترفع الحصار عن سوريا حتى الآن ، أما خطوات أوروبا فهي لا تساوي شيئًا ، وهذا يمثل خسارة مضاعفة على ظهر أردوغان ، فضلاً عن انه لا يوجد حتى الآن كلام أميركي واقعي ، عن تمويل الإعمار في سوريا ، بل يوجد خراب متراكم يزداد كل يوم ، وهذا أحبط أردوغان بصفته مستثمرًا في سوريا وما اكتشفه أردوغان مُتأخرًا هو المخطط الأميركي ، ذلك بسبب عنجهيته وما يحمله في مُخيلته من 'نوستالجيا الخلافة العثمانية ' فأميركا الشيطان الأكبر ومخلبها قطر ليسا أكثر من مِعْول هدمت به أميركا النظامَ السوري ، وحمَّلت أردوغان وجماعة الجولاني الإرهابية مسؤولية عمليات القتل والإبادة للمدنيين ، فها هي أميركا حتى الآن تصنف الجولاني على (تنظيم القاعدة وداعش) ولم تسمِّه رئيسًا لسوريا ولا مرة واحدة وبالعودة للأحداث القائمة ، اصبح أكرم إمام أوغلو أمل المعارضة الشعبية بكل أطيافها منذ انتخابه رئيسًا لبلدية إسطنبول في آذار/مارس 2019 حيث ألغت المفوضية العليا للانتخابات النتائج ، وقررت إعادتها في حزيران/يونيو ، وحقق فيها انتصاره الكاسح مقابل رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدرم تحوّل أكرم إمام أوغلو إلى كابوس حقيقي بالنسبة إلى الرئيس إردوغان الذي قال قبل تلك الانتخابات 'من يكسب إسطنبول يكسب تركيا' أما الإعلام الموالي له الذي استمر في حملاته هذه حتى أمس القريب ، حيث تم اعتقال إمام أوغلو بتهم الإرهاب والمقصود به العلاقة مع 'حزب العمال الكردستاني' ان اعتقال إمام أوغلو ومعه أكثر من مئة شخص من رؤساء البلديات والعاملين فيها والصحفيين ورجال الأعمال وصفه زعيم حزب 'الشعب الجمهوري' أوزغور أوزال بأنه 'انقلاب على الشرعية الدستورية،' بعد أن بات واضحًا أن إمام أوغلو سيهزم إردوغان في أول انتخابات رئاسية ، وهذا ما أكدته آخر التطورات [ أكرم إمام أوغلو يصبح المرشح الرسمي لحزب الشعب الجمهوري بالانتخابات الرئاسية المقبلة بعد حصوله على نحو 15 مليون صوت في الانتخابات التمهيدية، والتي لم يكن فيها سوى مرشح واحد] ومع التذكير بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أيار/مايو 2023 والتي فاز فيها إردوغان بنسبة 52,18٪؜ ضد منافسه زعيم حزب 'الشعب الجمهوري' كمال كليتشدار أوغلو ، فالاستطلاعات كانت تبين أنه لو تم ترشيح إمام أوغلو آنذاك بدلاً من كليتشدار أوغلو لكانت النتيجة عكس ذلك لصالح إمام أوغلو بنسبة 56٪؜ على الأقل وهو ما لم يتحقق بسبب تآمر زعيمة 'الحزب الجيد' مارال اكشانار، وقيل آنذاك إنها كانت يد إردوغان الخفية داخل 'تحالف الأمة' الذي كان يضم ستة أحزاب بما فيها 'الشعب الجمهوري' لقد ازداد توحش أردوغان بعد عمليات القتل والإبادة التي ترتكبها جماعة الجولاني الإرهابية بحق العلويين والمسيحيين وغيرهم في سوريا بتمويل قطري ، وبالتوازي بدأ يخاف انكشاف خسارته الإستراتيجية في سوريا ، لذلك بدأ محاولة تصفية الخصوم والمنافسين ، وأولهم حزب العمال الكردي ، وليس هذا فقط ، سيحاول أردوغان مع اشتداد التظاهرات ، تصدير أزمته خارج تركيا ، تخفيفًا للضغط مهما استطاع ، أما الميادين الخارجية التي سيحاول أردوغان تصدير أزمته الداخلية إليها هي : حزب العمال الكردي في شمالي العراق ، وسوريا أما ما كتبته مجلة غلوبالست (The Globalist) تحت عنوان (اليوم الأول في تركيا المُظلمة) حول الأحداث القائمة هو وصف بات ملموس ، فعلى ما يبدو ان تركيا فعلا ينتظرها ظلام [ أصبحت علامات القمع بيِّنة في تركيا ، حيث لا قضاء مُستقل ، ولا مجلس نواب فاعل ، ولا صحافة حرة ، ولا حرية تعبير ، وهذا هو واقع تركيا منذ 2011 … كان 'سراب وجود المعارضة' قائمًا حتى وقت قصير ماضٍ ، حيث كان وجودها يُضفي الشرعية على النظام ، ويمنحه غطاءً دوليًّا من التسامح ، لأجل ذلك سُمح لها بالبقاء ما دامت تحت سيطرة الحكومة ، لكن ، عندما علا صوتها ، وتجاوزت السراب سُحِقت فورًا، وكان اعتقال أكرم إمام أوغلو (رئيس بلدية إسطنبول) أحدث مثال على ذلك ، حيث انحدر نظام أردوغان إلى درك جديد ، بإعتقال خصمه السياسي ] ختامًا ، ما قاله ثعلب السياسية هنري كسينجر ، تفسيره يصلح لكل زمن وما تعيشه اليوم تركيا خير دليل ، [ الولايات المتحدة قد تكون صديقًا مُخيفًا لا تتوقع أفعالها بسهولة فلا تأمن جانبها وقد تكون عدوًا مريحًا تستطيع أن تُدير معاركك معها مستعينًا بوثائق التاريخ أثناء كل الحروب التى خاضتها أمريكا مع فيتنام والعراق وأفغانستان والصومال وسوريا ] ، وغدًا بكل تأكيد سينطبق على باقي الأصدقاء لها دون استثناء ، وهذا التمويل الهائل لمصالح أميركا من الدول العربية ، ما هو إلا ضريبة لخيانتهم وتخاذلهم وثمن لإستسلامهم الذليل الذي سيُقرّب أجلهم ‎2025-‎03-‎25 The post تركيا … زمن الصداقة ولى!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store