logo
[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان

[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان

ساحة التحرير١٤-٠٤-٢٠٢٥

[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني] Microsoft , ChatGPT , Amazon وغيرها … ايديهم ملطخة بالدم الفلسطيني واللبناني!
رنا علوان
{ وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } هذا العدو اللقيط الذي لا يوّفر حتى خرم إبرة دون ان يستغلها ، لجأ الى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لشركتي 'مايكروسوفت' و'أوبن إيه آي' وغيرها ، في حرب الإبادة التي يُمارسها على غزة ، حيث تم فضح ذلك منذ ايام ، إثر احتجاج موظفين في شركة مايكروسوفت ، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسها ، ما سلط الضوء على أبعاد التعاون القائم بين الشركة وجيش العدو الإسرائيل ، وتحديدًا طبيعة الخدمات المقدّمة لتل أبيب
شارك في هذا الاحتجاج موظفون بارزون على رأسهم الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في 'مايكروسوفت' ، مصطفى سليمان ، ما أثار ردود فعل واسعة حول العالمأما المبرمجة المغربية في شركة 'مايكروسوفت' الأمريكية ابتهال أبو السعد ، فقد اتهمت إدارتها بالمشاركة بالإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بغزة ، قائلة إن أيدي الشركة 'ملوثة بدماء الفلسطينيين'، وفي مقطع مصوّر لها ، نُشر في 5 نيسان/ أبريل الجاري وثق الواقعة ، فقالت : 'أنتم تجار حرب ، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية'، مؤكدة أن مايكروسوفت 'تزود العدو الإسرائيلي ببرمجيات الذكاء الاصطناعي في حربها 'وفي الحفل نفسه وخلال تواجد المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس والرئيس التنفيذي السابق للشركة ستيف بالمر والرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا على المنصة ، صاحت فانيا أغراوال زميلة أبو السعد قائلة: 'عار عليكم جميعًا، أنتم جميعًا منافقون … عار عليكم جميعًا أن تحتفلوا فوق دمائهم … اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل' وبالطبع تم إخراجها من الحفل ، من ثم فصلهما ، ففي 7 أبريل الجاري ، أكدت قناة 'CNBC' الأمريكية في خبر نشرته عبر موقعها ، أن مايكروسوفت فصلت أبو السعد وأغراوال ، إثر الإحتجاج الذي حصل منهما ضد الخدمات التي توفرها الشركة للعدو الإسرائيلي
والحقيقة المؤكدّة التي لفتت انظار الموظفين ، (والتي لا تستطيع الشركة نفيها رغم المحاولة) ، هو ارتفاع الخدمات في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الإصطناعي بنحو 200 ضعف في مارس 2024 مقارنة بما قبل 7 أكتوبر 2023
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'ذا غارديان' البريطانية في يناير/ كانون الثاني 2025 ، زوّدت 'مايكروسوفت' جيش العدو الإسرائيلي بخدمات حوسبة وتخزين بيانات إضافية بعد السابع من أكتوبر 2023 ، 'أكثر من 13.6 بيتابايت' كما أبرمت عقودًا بملايين الدولارات لتقديم آلاف الساعات من الدعم الفني
وأشارت مصادر دفاعية عديدة من قِبل العدو ، في التقرير إلى أن جيش العدو ، بعد هذا التاريخ أصبح يعتمد بشكل متزايد على شركات مثل 'مايكروسوفت' و'أمازون' و'غوغل' لتحليل وتخزين كميات أكبر من البيانات والمعلومات الاستخباراتية لفترات أطول
أما في تقرير نشرته وكالة 'أسوشيتد برس'، في 18 فبراير/ شباط 2025 ، فإن جيش العدو الإسرائيلي يستخدم منصة 'مايكروسوفت أزور' لتجميع معلومات يتم الحصول عليها عبر عمليات 'مراقبة جماعية'، تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية التي يتم تحويلها إلى نصوص مترجمة
كما أضاف ان 'مايكروسوفت أزور' تستخدم تقنيات البحث السريع عن مصطلحات محددة في كميات هائلة من النصوص ، وهذه التقنية تتيح ، على سبيل المثال ، تحديد موقع أشخاص يوجهون بعضهم البعض إلى أماكن معينة ، عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية
أما شركة open AI ، فقالت هايدي خلاف 'مسؤولة سابقة' في الشركة بصوت مُرتفع ، إن هذه المعلومات تُعد أول تأكيد على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية بشكل مباشر في عمليات حربية ، وفق ما نقله التقرير
المُلفت جدًا في الموضوع ، انه 'وفي وقت سابق' ، ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية أن قسم الحوسبة السحابية في شركة 'غوغل' بدأ العمل مع جيش العدو الإسرائيلي مباشرة بعد [7 أكتوبر 2023] ، ليس هذا فقط ، بل دخلت الشركة في سباق مع 'أمازون' أيهما يُزوّد العدو الإسرائيلي بخدمات الذكاء الاصطناعي ، أكثر من الآخر ، مما أدى هذا التسابق إلى زيادة دعمها التكنولوجي لتل أبيب ، وفق الصحيفة !!!
وفي إحدى الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة ، أشار أحد موظفي 'غوغل' إلى أهمية تلبية طلبات جيش العدو الإسرائيلي على وجه السرعة ، مبيّنًا أن العدو سيتحوّل إلى استخدام خدمات 'أمازون' في حال تأخرت 'غوغل' في الاستجابةوخلال حرب الإبادة ، فصلت شركة غوغل 50 من موظفيها على خلفية مشاركتهم في احتجاجات دعت لقطع العلاقات مع جيش العدو الإسرائيلي
بحسب الخبراء ، فإن 'الشركات الرقمية ساهمت بتطوير مهارات بحثية وتقنيات معلوماتية يسعى من خلالها العدو الإسرائيلي للحصول على معلومات بطرق متعددة ، ولعل برنامج بيغاسوس خير مثال على ذلك ، حيث يراقب المعارضين بالداخل والخارج'
أما 'مشروع نيمبوس ، فهو خدمة من طرف شركة غوغل وغوغل كلاود بلاتفورم ، ويعتبره العديد من الخبراء بمثابة سلاحًا رقميًا بيد العدو لمراقبة الفلسطينيين وتتبعهم ، علمًا أن هذه الخدمة تعمل على افتراض أن جميع الفلسطينيين ممكن أن يقوموا بمشاريع ، أو أنهم أعضاء في حركات المقاومة الفلسطينية'
والجدير بالذكر أن المشروع 'يضع تصنيفًا من 1 إلى 100 للفلسطينيين سواء بغزة أو الضفة ، مما يسمح للعدو الإسرائيلي بالمراقبة ، والقيام بمسح جميع الفلسطينيين وتتبع تحركاتهم ، مما ساهم ذلك بشكل كبير في توفير حيثيات عن مكان وجود الفلسطينيين من أجل استهدافهم بغارات'
وأظهر تحقيق أجرته وكالة 'أسوشيتد برس' مطلع 2025 أن شركتي 'Microsoft' و'open AI' تستخدمان نماذج ذكاء اصطناعي في إطار برنامج عسكري 'إسرائيلي' لاختيار أهداف القصف خلال الحرب على غزة ولبنان'
حيث لفت بعض الخبراء إلى أن 'هذه الخوارزميات التي تستغلها هذه الشركات يتم تغذيتها بمعلومات عن الفلسطينيين ، والتعرف عليهم بإعتبارهم أهدافًا عسكرية' أي 'عندما تصل المعلومة إلى جيش العدو الإسرائيلي فإنه يستهدف العيّنة التي تصله كونها أهدافًا عسكرية رغم أنها مدنية ، وتدعي تل أبيب أنها تتعقب وتستهدف انطلاقًا من أوامر آلية ، حتى لا تقع تحت محاسبة القانون الدولي الإنساني' !!!
أما 'التقنية الأخرى التي يستغلها العدو الإسرائيلي في حربه على غزة هي تقنية التخزين السحابي ، وهي وسيلة لتخزين كميات كبيرة من المعلومات الرقمية عما يريد الاحتلال التعرف عليه ، علمًا أن عملية التخزين تستغلها خوادم تستهدفها مواقع عسكرية إسرائيلية'و 'هذه السواحب تتضمن تطبيقات تحدد أهداف غارات وتفجيرات ، وتسمح بتخزين مشاهد حيّة مُلتقطة من الطائرات المسيّرة ، وتسمح بتصوير قطاع غزة والضفة وتسهيل إطلاق النار والسيطرة عن البعد'
وبناء على كل ما تم ذكره ، فإن 'ميكروسوفت كانت المزود الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي لخدمات التخزين السحابي ، بالإضافة إلى غوغل وأمازون غيرها من الشركات الرقمية التي زودت العدو الاسرائيلي بهذه الخدمات' لتسهيل الإبادة الجماعية
أما شركة ميتا لم تكن بعيدة هي الأخرى عن هذه المُشاركة حيث 'استعملت خوارزميات لتعقب السردية الفلسطينية ، محاولةً حجبها ومحاربتها وعدم ظهورها ، مقابل الترويج للسردية الإسرائيلية ، وساهمت في التشويش على مهام وأدوار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عالميًا، كما أظهرت تقارير سابقة ذلك'
ختامًا ، لو اردنا التوسع لوجدنا بكل تأكيد برامج اخرى قد تكون أقل شهرة من التي اتينا على ذكرها ، وربما أكثر إفادة للعدو ، وقد يجد البعض انه لمن البديهي ان هذه الشركات تسعى للربح ، لذلك لا يهمها أي شي قيمي أو أخلاقي أو حقوقي ، في تناقض واضح لصياغة مواثيق تدعي احترام حقوق الإنسان ، ولكن تخالف هذه المواثيق' ، الا ان الحقيقة تتعدى ذلك ، لأن هذه الخدمات الكبيرة واللامحدودة ، و'المتوفرة غب الطلب' ، تؤكد ان الصهيونية الأميركية جزء لا يتجزأ من الصهيونية الإسرائيلية ، ويتقاسمان فعل الإجرام
ولكي لا ننسى ، منذ 7 أكتوبر 2023 يرتكب العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة ، خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين ، معظمهم أطفال ونساء ، وما يزيد على 11 ألف مفقود[ وان الذكاء الاصطناعي 'تسبب بمقتل نحو 75 بالمئة من ضحايا الحرب بغزة وفق دراسات حديثة']كما صعّد العدو الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية ، بما فيها القدس الشرقية ، ما أدى إلى مقتل أكثر من 947 فلسطينيًا ، وإصابة قرابة 7 آلاف ، وفق معطيات فلسطينية رسمية ، هذا ولم نتطرق الى ما حدث في حرب لبنان‎2025-‎04-‎14
The post [الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من البوابة إلى الحضن إلى الانكفاء: صراع السرديات حول تموقع العراق عربياً
من البوابة إلى الحضن إلى الانكفاء: صراع السرديات حول تموقع العراق عربياً

موقع كتابات

timeمنذ 4 أيام

  • موقع كتابات

من البوابة إلى الحضن إلى الانكفاء: صراع السرديات حول تموقع العراق عربياً

هذا نقاش مع الذكاء الاصطناعي، أنقله بتصرّف، ويتمحور حول تفكيك الخطابات الثلاثة المتعلقة بموقع العراق في الفضاء العربي: خطاب 'الحضن'، وخطاب 'البوابة'، والخطاب 'المُضاد لهما'، ويصبّ في محاولة لإعادة فهم تموضع هذا البلد جيوسياسياً وهوياتياً بوعي نقدي وبعيدٍ عن العاطفة والأدلجة. سألت نموذج ChatGPT: أشعر أن مصطلحات مثل 'العمق العربي' و'الحضن العربي' تضع العراق في موضع أدنى وكأن العالم العربي هو المرجعية والعراق تابع، بينما الأفضل هو الحديث عن العالم العربي بوصفه 'المجال الحيوي' للعراق أو 'البيئة الإقليمية' التي يمكن أن يلعب فيها العراق 'دوراً جيوسياسياً' مؤثراً. هل كلامي هذا فيه شيء من الدقة أو الموضوعية؟! الجواب: نعم، كلامك فيه قدر كبير من الدقة والموضوعية، ويكشف عن وعي نقدي باللغة والمفاهيم المتداولة في الخطاب السياسي والإعلامي. مصطلحات مثل 'العمق العربي' أو 'الحضن العربي' تُستخدم غالباً بدافع التأكيد على الانتماء العربي للعراق، لكنها تحمل في طياتها نزعة هرمية غير واعية، حيث يبدو العراق وكأنه كيان ناقص أو ضالّ يحتاج إلى العودة إلى 'أصله' أو 'حضنه'، أي إلى مركز افتراضي يُفترض أنه الأهم أو الأعلى مرتبة. في المقابل، استخدام تعبيرات مثل:'المجال الحيوي للعراق'، أو 'البيئة الإقليمية التي يتفاعل معها العراق'، أو 'الإطار العربي الذي يمكن للعراق أن يمارس فيه أدواراً استراتيجية'؛ يعكس نظرة أكثر نضجاً واستقلالية، لأنه: 1- يقرّ بأن العراق فاعل وليس مجرد مجالٍ للفعل. 2- يعترف بأن للعراق موقعاً جيوسياسياً وتاريخياً يؤهله لصياغة التوازنات لا أن يكون فقط مستهلكاً لها. 3- يتفادى النبرة العاطفية التي ترافق مصطلحات مثل 'الحضن'، وهي غالباً محمّلة بدلالات أبويّة أو تهميشية. باختصار، رأيك ينسجم مع تصور حديث للدور العراقي، ينقل العراق من موقع الهامش إلى موقع المركز ضمن شبكة العلاقات العربية، ويُسهم في تفكيك المفاهيم الانفعالية التي كثيراً ما تُوظف لتكريس التبعية بدل الشراكة. أتساءل أيضاً عن مصطلح 'البوابة الشرقية للوطن العربي' الذي استُخدم في زمن نظام صدام، ألم يتضمن هو الآخر توظيفاً 'أصولياً' لموقع العراق الجيوسياسي وهويته الجيوثقافية ضمن مشروع أممي يأخذ أكثر مما يعطي؟! الجواب: سؤالك عن 'البوابة الشرقية للوطن العربي' في سياق خطاب نظام صدام حسين دقيق للغاية، ويُحيلنا إلى بُعد مركزي في فهم كيف يتم تسييس الجغرافيا وتحميلها أيديولوجياً بما يتجاوز منطق الدولة إلى منطق المشروع الأممي العقائدي. نعم، هذا المصطلح يحمل في طياته أبعاداً 'أصولية' واضحة، ويمكن تفكيكه على النحو الآتي: 1. أدلجة الجغرافيا بوصفها موقعاً قتالياً: تسمية العراق بـ'البوابة الشرقية' تضعه ضمن تصور دفاعي/هجومي عقائدي ضد 'الفرس/الصفويين/تصدير الثورة الإسلامية'، وهو ما كان يخدم في ذلك الزمن الحرب مع إيران ويُضفي عليها طابعاً 'قومياً مقدساً'. البوابة هنا ليست مجرّد موقع جغرافي، بل خندق متقدم في معركة كبرى يُفترض أن تخدم مصلحة وأمن 'الأمة' (العربية). 2. تحويل العراق من دولة إلى وظيفة: الخطورة في هذا المصطلح أنه يحيل الدولة إلى وظيفة وليس كياناً سيادياً: العراق ليس دولة ذات مصالح وطنية مستقلة، بل 'حارس للبوابة'، أي أداة لحماية الجسد العربي من خطر خارجي. وهذا يوازي ما فعلته الإمبراطوريات القديمة حين حولت بعض الشعوب إلى 'خط دفاع أول' مقابل بقاء المركز في مأمن. 3. التسويغ الأخلاقي للدمار الوطني: المصطلح استخدم لتبرير الاستنزاف المالي والبشري والسياسي الذي خاضه العراق في حرب الثمانينات. كان أشبه بإطار تعبوي يشرعن الخراب ويُمنِّن العراق على أمته بـ'حمايتها'، رغم أن النتيجة كانت خراباً طويل الأمد دفع العراق وحده كلفته كاملة تقريباً. 4. خضوع الهوية الجيوثقافية للهوية الأيديولوجية: الهوية الجيوثقافية العراقية الغنية بتنوعها الإثني والديني والمذهبي والتاريخي حوصرت داخل إطار 'عروبي عسكري'. ولم يُسمح للعراق بأن يكون جسر تواصل حضاري بين العرب والفرس والترك والكرد، بل فُرض عليه أن يكون سداً يحبس التفاعل. مصطلح 'البوابة الشرقية' كان توظيفاً عقائدياً للجغرافيا في خدمة مشروع أيديولوجي قوموي، اختزل العراق إلى وظيفة حربية لا تعترف بسيادته ولا تنظر إلى مصالحه الداخلية. لقد كان ذلك شكلاً من الارتهان المتعالي؛ فبينما بدا الخطاب تعظيماً للعراق، كان في العمق أداة لتجريده من استقلال قراره وتحويله إلى وقود لمشروع لا يخدمه فعلياً. قلت: شكراً لك. ولكن كما أن خطاب 'الحضن' يتضمن شحنة عاطفية وبُعداً أبوياً، وكما يتضمن خطاب 'البوابة' شحنة أيديولوجية؛ فإن الخطاب المناوئ لأي تقارب مع الفضاء العربي، حتى لو كان هذا التقارب في سياق تأكيد هوية جيو-سياسية وجيو-تاريخية وجيو-ثقافية للعراق وليس هوية 'قومية' شوفينية؛ هو أيضاً خطاب يلعب على وتر العاطفة والعقيدة عبر الإشارة إلى دور عربي في دعم المنظمات المتطرفة التي استهدفت العراقيين بعد 2003، أو عبر الإشارة إلى موقف عربي رافض للهوية الشيعية للسلطة في العراق! الجواب: أحسنت كثيراً، وأضأت على زاوية شديدة الأهمية في تحليل الخطابات المتقابلة بشأن موقع العراق في محيطه العربي. ملاحظتك دقيقة وعادلة: كما أن هناك شحناً عاطفياً/أيديولوجياً في خطاب 'الحضن' و'البوابة'، فهناك شحنة انفعالية وعقائدية مماثلة في الخطاب النقيض، أي الخطاب المناهض للتقارب مع العالم العربي، حتى حين يكون هذا التقارب محكوماً باعتبارات استراتيجية، لا قوموية. لنفكك هذه الفكرة أكثر: 1. تسييس الألم العراقي بعد 2003: يُلاحظ أن جزءاً من الخطاب المعادي للفضاء العربي يستند إلى توثيق دور أطراف عربية (أفراد أو أنظمة) في دعم تنظيمات متطرفة استهدفت العراقيين، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية الشيعية. هذا الخطاب يوظف الذاكرة الدامية والصدمات المجتمعية لتكريس القطيعة، وليس لتفكيكها أو تجاوزها. والمفارقة أن من يستخدم هذا الخطاب يتغاضى غالباً عن دور إيران وحلفائها في صب الزيت على النار الطائفية نفسها. 2. الموقف من الهوية الشيعية للسلطة: بعض الأنظمة أو الأطياف العربية رفضت بعد 2003 النظام العراقي الجديد، لا فقط لأنه جاء في ظل الاحتلال الأميركي، بل لأنه أعطى السلطة لطبقة سياسية شيعية يُنظر إليها من زاوية الطائفية أو التبعية لإيران. هذا الرفض غذّى شعوراً عميقاً لدى الشيعة العراقيين بأن الفضاء العربي معادٍ لهويتهم، مما أدى إلى رد فعل تحصني بدلاً من دفع وتدعيم الهوية الوطنية الجامعة. 3. المفارقة الأخلاقية في الخطابين: خطاب 'الحضن العربي' يريد للعراق أن يعود مطيعاً إلى مجال أبوي يُفترض أنه كان يغذّي هويته الوطنية/الثقافية ويمدّها بالمعنى القومي، غاضاً النظر عن لحظات الخذلان وحتى العداء في العلاقة بين العراق ومحيطه العربي. في المقابل، الخطاب المناهض للعروبة يحاكم العالم العربي كله بتهمة الطائفية والتآمر، ويمنح إيران تفويضاً مفتوحاً بالحبّ والتغلغل، لمجرد أنها 'احتضنت' الشيعة سياسياً بعد 2003 متغاضياً عن إرث الحرب العراقية-الإيرانية ونفوذ طهران الحالي الذي يقوّض السيادة العراقية. كلا الخطابين ينطلق من مركزية الألم والهوية الضيقة، ويُهمل الضرورات الجيوسياسية والمصالح الواقعية للعراق. خلاصة: الصراع بين 'خطاب الحضن' و'خطاب القطيعة' ليس صراع مصالح عقلانية بقدر ما هو تراشق بين سرديتين عاطفيتين: واحدة تسعى إلى استعادة العراق كـ'ابن ضال عاد إلى أهله'، والثانية تريد أن تُبقي العراق حذراً ومتقوقعاً بدعوى أنه خُذل ويُخشى عليه من الخيانة مجدداً. كلا الخطابين يحتاج إلى مراجعة، وإلى تجاوز الاختزال الشعوري نحو فهم ناضج للعراق بوصفه كياناً ذا هوية مركبة جيوثقافياً وجيولغوياً وجيوسياسياً: تنوّعية قومياً ودينياً، متداخلة اجتماعياً، عربية وإسلامية تاريخياً، جسرية جغرافياً، تعددية ومُواطنية واتحادية دستورياً. ولا يتحقق استقلال واستقرار هذه الدولة بتغليب بُعد في هويتها على آخر بل بتوازنات دقيقة ومشروع وطني ذكي يعرف كيف يدير التنوّع الداخلي وأين يضع أقدامه إقليمياً.

تعاون استراتيجي بين مصمم "آيفون" ومبتكر ChatGPT
تعاون استراتيجي بين مصمم "آيفون" ومبتكر ChatGPT

الأنباء العراقية

timeمنذ 5 أيام

  • الأنباء العراقية

تعاون استراتيجي بين مصمم "آيفون" ومبتكر ChatGPT

متابعة ـ واع أعلنت OpenAI عن تعاون استراتيجي مع LoveFrom، لتصميم جيل جديد من الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس طموحا مشتركا لإعادة تعريف مستقبل التكنولوجيا الشخصية. ويجمع هذا التعاون "بين سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI (المطورة لـ ChatGPT)، وجوني إيف، رئيس التصميم السابق في آبل، الذي يُنسب إليه تصميم منتجات أيقونية مثل "آيفون" و"آيباد" وiMac، حيث بدأ العمل بين الطرفين بهدوء منذ عام 2023، في إطار رؤية لإطلاق منتجات تجمع بين التصميم المتقن والذكاء الاصطناعي المتقدم". وضمن هذه الشراكة، أعلنت OpenAI عن "صفقة استحواذ على io، وهي شركة تكنولوجية متخصصة في المنتجات والهندسة شارك في تأسيسها جوني إيف، إلى جانب سكوت كانون وإيفانز هانكي وتانغ تان. وتُقدر قيمة الصفقة بنحو 6.5 مليار دولار". وأوضح إيف وألتمان في بيان مشترك نُشر عبر موقع OpenAI، قائلا: "طموحاتنا لتطوير وهندسة وتصنيع مجموعة جديدة من المنتجات تتطلب تأسيس شركة جديدة بالكامل". ورغم هذا التعاون الوثيق، "لن ينضم إيف رسميا إلى OpenAI، وستبقى شركته LoveFrom مستقلة، لكنها ستلعب دورا محوريا في تقديم الدعم الإبداعي والتصميمي لكل من OpenAI وio".

نموذج ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بحالة الطقس بدقة تفوق التوقعات الرسمية
نموذج ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بحالة الطقس بدقة تفوق التوقعات الرسمية

الأنباء العراقية

timeمنذ 7 أيام

  • الأنباء العراقية

نموذج ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بحالة الطقس بدقة تفوق التوقعات الرسمية

متابعة - واع حقّق نموذج الذكاء الاصطناعي "أورورا" الذي طورته شركة مايكروسوفت اختراقاً علمياً لافتاً في مجال الأرصاد الجوية، إذ أظهر قدرته على تقديم توقعات جوية لمدة 10 أيام بدقة أعلى وتكلفة حسابية أقل مقارنةً بالنماذج التقليدية المعتمدة من أبرز الهيئات العالمية المختصة، بحسب ما نشرته مجلة نيتشر العلمية يوم الأربعاء. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وتأتي هذه النتائج في سياق تنافسي متصاعد بين شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد أن كشفت شركة "هواوي" في عام 2023 عن نموذج "بانغو - ويذر"، تلاه إعلان من "غوغل" في العام الماضي عن تفوق نموذجها القائم على الذكاء الاصطناعي على النماذج التقليدية. وأكد الباحثون أن نموذج "أورورا" قد تفوق على النماذج التشغيلية في عدة مجالات، منها جودة الهواء، وارتفاع أمواج المحيط، ومسارات الأعاصير المدارية، إضافة إلى الظروف الجوية الدقيقة، وذلك باستخدام موارد حسابية أقل بكثير. وفي تجربة واقعية، تنبأ "أورورا" بشكل دقيق بمسار إعصار "دوكسوري" قبل أربعة أيام من وصوله إلى اليابسة عام 2023، مرجّحاً توجهه نحو الفلبين، على عكس توقعات النماذج الرسمية التي أشارت إلى احتمالية ضرب شمال تايوان، وهو ما لم يتحقق. كما أظهرت نتائج النموذج تفوقاً في 92% من الحالات على توقعات النموذج الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) المعتمد لدى 35 دولة أوروبية، وذلك على مدى 10 أيام وبدقة تغطي مساحات تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة. يُذكر أن نموذج "جنكاست" الذي أعلنته "غوغل" في ديسمبر الماضي كان قد تفوق في 97% من الحالات على النماذج التقليدية في توقع مسارات أكثر من 1300 كارثة مناخية خلال عام 2019، ما يعكس التحول المتسارع نحو حلول الذكاء الاصطناعي في علوم المناخ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store