!['ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fwww.sahat-altahreer.com%2Fwp-content%2Fuploads%2F2022%2F09%2Fcropped-rnaalwan.jpg&w=3840&q=100)
'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان
'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!
رنا علوان
[Against Our Better Judgment] [ The hidden history of how the U.S. was used to create Israel]
حقوق التأليف والنشر الخاصة بهذا الكتاب هي ملك للمؤلفة والكاتبة أليسون وير Alison Weir ، وهي المديرة التنفيذية لهيئة تدعى ' لو عرف الأميركيون ' ' If Americans Knew.org ، 'ما ينبغي أن يعرفه كل أميركي حول إسرائيل/فلسطين'
'شعار الهيئة مطبوع على ظهر الكتاب وعلى غلافه الخلفي ، أما السعر المُخفّض هو دلالة على أنه لا يعتمد دار النشر ولا التكاليف العالية التي تعتمدها دور النشر المعروفة
المؤلفة أيضًا رئيسة لهيئة أخرى تدعى Council for National Interest ، وتعني مجلس المصلحة الوطنية ، وهي هيئة تأسست على يد اثنين من رجال الكونغرس السابقين وهما بول فندلي Paul Findley وبول ماكلوسكي Paul McCloskey وقد تكرست الهيئتان للدفاع عن السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط بما يتفق مع مصالح الأميركيين وليس بما يتفق مع مصالح القوى الأجنبية ، [وعلى سبيل المثال مصالح الكيان الإسرائيلي الغاصب]
يتألف الكتاب القصير من 241 صفحة ، كما يحتوي على ستة عشر فصلاً ومقدمة ، ويتضمن 94 صفحة منها من النصوص
ما يُميّز الكتاب أيضًا ، هو الببليوغرافيا الورادة فيه ، فلقد استخدمت الكاتبة بيبلوغرافيا في غاية الروعة ، تُساعد القارئ على اكتشاف حقائق مدفونة في غياهب الكتب ، وقد خصصت ثلاث صفحات لقائمة إضافية من القراءات التي لم تنقل في الكتاب بالإضافة الى عشر صفحات أخرى 'فهرس' ، ما منح هذا الكتاب القصير بأن يكون قويًا جدًا حيث يستعرض روايات تاريخية وتحليلات مدّعمة بوثائق صلبة تُظهر معرفة بحثيّة وتقريرات موضوعية مُثيرة [ ومن أهمها هو استخدام الباحثين اليهود الأميركيين ، والصهاينة من الأميركيين والباحثين الإسرائيليين لتوثيق عمل الكاتبة ]
قبل البدء ، من منا لا يعلم ان الكيان الإسرائيلي الغاصب هو ربيبة اميركا ، وقد يظن البعض انه من اللافت مدى الدعم المُطلق الذي تقدمه الولايات المتحدة الاميركية لربيبتها ، ليس فقط في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ معركة ' طوفان الاقصى' وحتى يومنا هذا سواء على الصعيد العسكري أو الاستخباري أو الامني أو المالي أو السياسي أو الدبلوماسي أو القضائي … ، وهذا الدعم اللامحدود لم ولن تحظى به أي دولة في العالم سوى الكيان اللقيط ، ذلك لأنه يُعتبر من أهم الثوابت في السياسة الخارجية لكافة الادارات الاميركية المُتعاقبة
لكن ما يكشفه الكتاب هو ليس لنا لأن ثُلة كبيرة منا تعرف حقيقة الترابط بينهما ، هو موّجه بشكل خاص للمرتزقة في اميركا نفسها كونهم ليسوا شعبًا واصحاب أرض حالهم حال مرتزقة الكيان ، على عكس باقي شعوب العالم ، لذلك يُسلّط الكتاب الضوء على وجهات نظر جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين 'للعدو الإسرائيلي' من أميركيين وبريطانيين ودور الولايات المتحدة الأميركية في إنشاء 'هذا الكيان'
هذا الدعم غير المسبوق الذي ذكرناه أعلاه ، لم يأتِ من فراغ فعلى مدار أكثر من ثمانين عامًا استطاع اللوبي اليهودي الصهيوني التغلغل في كافة مفاصل الحياة الاميركية السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية والفنية وحتى الرياضية ، وذلك من أجل استمالة هذه السياسات والمواقف لصالح دعم الكيان الاسرائيلي الغاصب على كافة المستويات لاسيما وأن هناك تماثلية وثقافة مشتركة بينهما
يُقدّم الكتاب إجابة واضحة وصريحة لا لبس فيها ، ويُبيّن كيف أدت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في إقامة كيان يهودي على أرض عربية فلسطينية وعلى حساب أهلها الذين سكنوها لقرون
وبما انه يُسلّط الضوء على وجهات نظرة جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين للعدو لإسرائيل من أميركيين وبريطانيين …. رأى البعض انه من الضرورة قراءة هذا الكتاب من قبل العامة ، وكذلك من قبل الباحثين على حد سواء
[ الجدير بالذِكر ، انه لم تتبنَ أي شركة من شركات النشر المعروفة في الولايات المتحدة ، 'نشر هذا الكتاب' وظل قيد المراجعة ]
ولعلّ 'مضمون الكتاب' هو على الأرجح وراء عدم اكتراث دور النشر لتسويقه وجعله مُتاح للقُرّاء ، فدّقة المعلومات المُوّثقة والصادمة التي وردت فيه حول السلوك اللاشرعي بل والإجرامي للحركة الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وبالطبع في فلسطين ، هي ليست فقط ذات خطورة تؤدي الى كشف ما خططوا له ولا زالوا ، بل أيضًا هي حقائق تُدينهم حق الإدانة ، وبالتالي سيكون ذلك 'مُنغصًا' لهم بل وعثرة ، في طريق الإعلام المسموم الذي تم السيطرة عليه خدمةً لتنفيذ اجنداتهم
أبصر الكتاب النور بدايةً على هيئة مقالة تهدف الى وضع الأمور في نصابها الصحيح حول العلاقات الأميركية–الإسرائيلية ، إلا أن المقالة 'تطورت شيئًا فشيئًا حيث أدركت الكاتبة كم من الأمور تتطلب التوضيح'
ولكي يكون الفحوى مُشبّعًا بالدلائل وذو وفرة بالمعلومات ، تحولت المقالة الى كتابٍ بعد أن حصلت الكاتبة على مزيد من المعلومات التي كانت بحاجة الى التحقق منها وبعد أن قامت بمزيد من الأبحاث والكشف عن مزيد من الحقائق ، أما قائمة المراجع التي استخدمتها اليسون فهي مميزة بشكل مُلفت ، لأنها موّقعة من باحثين يهود أميركيين – صهاينة أميركيين ، وعلماء «إسرائيليين»
ناهيك عن ان جوّهر المناقشة الذي تناوله الكتاب هو أن الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية 'دعمت سياسات كانت وبالاً على اميركا' ، من ثم قدمتها بشكلٍ مبالغ فيها (وإخفاء أسبابها) ، وتعزيزًا للأفعال التي تمزق بعض من 'أهم الحريات الاساسية للوطن والمبادئ التي يجب ان يتميز بها ' وقد أضافت بإقتضاب 'كل هذا من أجل سكان ييلغ عددهم ، نسبيًا ، أقل من عدد سكان نيوجرسي'!!!
يتوجه الكتاب كما ذكرنا الى القُرّاء الأميركيين ، فلو قلّبناه ذات اليمين وذات الشمال سنجد انه جزء من محاولة جادة لتثقيف الرأي العام الأميركي حول الأكاذيب والخداع من قبل الأميركيين الصهاينة والمدافعين عن الكيان الإسرائيلي الغاصب في داخل أروقة الكونغرس وفي الإعلام والمؤسسات الأكاديمية ، وكيف جرى استغلال الولايات المتحدة الأميركية لنجاح تلك الغاية ، والجميل هنا هو ما اعتبرته أليسون وير ' استغلالاً وليس مصلحة لأميركا كون الكيان اللقيط هو كيان وظيفي '
فضلًا عن أن التوّغل العميق الذي حققته الكاتبة جعل من الكتاب مادة بحثيّة تخوّله من أنّ يصبح أداة لا غنى عنها بالنسبة لأي باحث في الأسباب الجذرية لاضطرابات الشرق الأوسط ، بسبب ما أضاءت عليه حول تاريخ الصهيونية في العالم بشكل عام ، وفي الولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص
كما أن أحد أوجه قوّة الكتاب هو [ غياب أي نزعات أو مراجع ضد السامية مما يصعب مهاجمته من قبل الموالين للعدو الإسرائيلي والمتعاطفين معه ]
في الصفحة 15 ، قدمت الكاتبة للقارئ ، حُجّة ( بأن أول أثر يذكر للصهاينة من الأميركيين هو حثّهم للولايات المتحدة على الاشتراك في الحرب العالمية الأولى) ، بالرغم من أن 'معظم المحللين اعتبروا أن الحرب العالمية الأولى هي عبارة عن صراع عديم الجدوى والذي كان في معظمه ناتجًا عن اشتباكات دبلوماسية أكثر منه صورة زائفة للعدالة أو العدوان'
اشتركت الولايات المتحدة في حرب غير ضرورية و'دخلت في أعمال عدائية لبضع سنين حيث دفع العديد من الأميركيين حياتهم ثمنًا لهذه الحرب ، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تكُن طرفًا في التحالفات التي جرّت الدول الأخرى الى ساحة الحرب'
أما في الصفحة 16 تذكر الكاتبة بشكل قطعي بأن 'الدلائل الموّثقة المُختلفة ، تُثبت بأن الصهاينة دفعوا الولايات المتحدة الى الدخول في الحرب الى جانب بريطانيا كجزء من صفقة للحصول على دعم بريطانيا لاستعمارهم فلسطين'
وإن مساعي الصهيونية لدفع الولايات المتحدة الى الدخول في حرب تأتي من 'بداية الحركة الصهيونية حيث أدرك الصهاينة بأن نجاحهم في تحقيق هدفهم في إقامة دولة يهودية يتطلب دعم من قوة عظمى' … بالتالي ، فإن وقوف الولايات المتحدة الى جانب بريطانيا العظمى في الحرب العالمية الأولى قد يساعدهم في تحقيق هدفهم في الحصول على دعم بريطانيا للمساعي الصهيونية … وهذا كان في صميم الجهود المبذولة التي أدت الى 'إعلان بلفور' عام 1917
وقد كرّست الكاتبة الفصل الأخير لتروي وفاة أشهر صحافية أميركية وهي دوروثي تومسون التي حاولت جاهدة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين ان تتحدث إلى الأميركيين حول اللاجئين الفلسطينيين
كما تُشير الكاتبة الى ان الأميركيين عارضوا بشدة الدخول في الحرب وان الرئيس وودرو ولسون فاز في الحملة الانتخابية تحت شعار 'لقد أبقانا بعيدًا عن الحرب' (التعليق الختامي رقم 60 ينقل عن أرشيف البيت الأبيض)
بعد ذِكرنا لهذه الحقيقة ، اول ما يتبادر الى اذهاننا هو ما يحدث اليوم أمام أعيننا ، فمن يُدقّق في الأحداث سينتبه الى ان الصهيونية هي التي تستدرج اميركا للدخول في حروبها الشرق أوسطيّة ، وتمنح الكيان اللقيط اعلى درجات الدعم ، وهذا يشبّه بشكل مخيف وعد الرئيس السابق باراك أوباما في الانسحاب من المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط وعدم رغبته في التورط في حروب أخرى ، ولكن ما لبثت أميركا ان تدخلت في حربي سوريا والعراق واليوم غزة ولبنان وغدًا إيران ، ما يؤكد للجميع أن الصهيونية الأميركية هي 'الآمر الناهي' في الولايات المتحدة ، وهي جزء لا يتجزأ من الصهيونية اليهودية او الصهيونية الاسرائيلية اذا صح التعبير ، وهذا ما يمنح الكتاب أيضًا فرصة وضعه في الخانة الذهبية لو حقق مبتغاه ، فهو كفيل ان يخلق فوضى عارمة في اميركا ، وانقلاب على مخططات الصهيونية فيها
وأن أهم ما تضمنه الكتاب برأي ، والذي أدهش العديد من المراجعين له أيضًا ، هو ما جاء ص 29 في الفصل السادس حول التواطؤ بين القادة الصهاينة في فلسطين ، والولايات المُتّحدة [ مع شخصيات نازية قبل الحرب العالمية الثانية ] تحديدًا ، ما يؤكد لنا خدعة الهولوكوست وكذبتها التاريخية والمُفبركة ، فما يُؤكده الكتاب ، ان القادة الصهاينة ابدوا سخرية واضحة في منع الرئيس روزفلت وغيره من القادة الغربيين من توفير ملاذات آمنة لليهود الفارّين من دول الحكم النازي المرعب حسب زعمهم آنذاك
[ لا بل أنهم سعوا عمدًا إلى التضحية باليهود من أجل استخدامهم كأداة ابتزاز أخلاقي للزعماء الغربيين وللتباكي الإعلامي ، ذلك لتعزيز «اغتصاب فلسطين وإنشاء كيانهم المزعوم » وحمايته ] وهذا ما اكده واعترف به أيضًا بن غوريون 'أحد المؤسيين الأوائل لهذا الكيان' وأورده في كتاب مذكراته ، فحين سُئل عن مصير اليهود في المانيا ، إذا ما كان بالإمكان خروجهم جميعًا منها الى دولة اخرى ، او نصفهم الى فلسطين ، أجاب بكل تأكيد نصفهم الى فلسطين
(فلا مانع من التضحية بالنصف الآخر من أجل ' بلد بأي ثمن ' كيف اذا كانت ارض اللبن والعسل الموعودة ؟!؟)
اما في صفحة التالية رقم 30 ، فقد نقلت الكاتبة عن الصحافي اركسين ب. تشيلدرز Erskine B. Childers في مقاله 'The Spectator' ، أي 'المُشاهد' الذي نُشر في عام 1960 : 'إن إحدى الملامح المهمة بشكل كبير في الكفاح الفلسطيني ككل ، هي أن الصهيونية رتبت لضرورة أن تكون المحنة البائسة للناجين من الحركة النازية بمثابة 'حجة معنوية' وعلى الغرب أن يتقبلها'
تتبنى الكاتبة أسلوب رواية تاريخية تحليلية 'واصفة بإيجاز وبأسلوب فعّال' ظهور اللوبي الصهيوني الأميركي ، مما يسلط الضوء على دور ماكس نورداي ولويس برانديس وفليكس فرانكفورتر وآخرين في تأسيس وتنظيم وترويج الصهيونية بين النخبة الأميركية ، ففي بادئ الأمر ، لم يكن الأميركيون اليهود متأثرين بالصهيونية بل كان لديهم شعور بالانتماء للولايات المتحدة الأميركية ، دون حاجة لغير ذلك ، وهذا ما أكده الكتاب في صفحة 36 ، حيث شجب زعماء الصهيونية عن ما اعتبروه بأنه مشكلة حقيقية تواجههم مع اليهود الأميركيين ، وقولهم 'إن الأميركي اليهودي يعتبر نفسه أولاً وقبل كل شيء مواطنًا أميركيًا … وولاؤه لأميركا بل ويردد ذلك كشعار اعلى له !!!
بعد تأسيس اللوبي الصهيوني والنجاح في إلحاق اليهود بالصهيونية عبر وسائل التلقين والتملق وصولاً الى التهديد ، تمكنت المنظمات الصهيونية المُختلفة في الولايات المتحدة من إحكام قبضتها على الإعلام في الولايات المتحدة الامريكية ، كما تنقل الباحثة بخصوص ذلك عن الكاتب ريتشارد ستيفنز في صفحة 85 ، قوله : 'منذ عهدٍ بعيد ، تعلّم الصهاينة كيّفية استغلال الطبيعة الجوهرية للنظام السياسي الأميركي حيث أن الضغط الذي يمارس من قبل الرأي العام يمكن أن يؤدي الى إقرار السياسات أو عدم إقرارها … وان احد مكونات نجاحهم الرئيسية هي حصولهم على النفوذ في الإعلام ، سواء المدفوع وغير المدفوع'
نأتي الى التعليقات الختامية التي أُستخدمت لتوضيح الرواية مع ما نُقل عن العديد من الباحثين من أقوال ، بالإضافة الى معلومات ليست معروفة بشكل جيد
ومن بينها التعليق رقم 69 صفحة 124 ، الذي لفت الإنتباه بشكل كبير ، حيث نُقل عن وليام يال مؤلف كتاب 'الشرق الأدنى : قصة حديثة' … يال هو متحدر من مؤسس جامعة يال الشهيرة ، وقد كانت له سُلطة في الشرق الأوسط ، حيث تولى مناصب عديدة في الشرق الأوسط 'خلال عمله في وزارة الخارجية' بما في ذلك حصوله على عضوية في لجنة 'الملك وكرين'
حيث كتب يال : ' عكف الصهاينة في انكلترا على الفوز بدعم بريطانيا للصهيونية… وقد استخدموا وسائل متنوعة للوصول الى مبتغاهم وكان بعضها يتسم بالمكر'
فقضية الحلفاء عام 1915 كانت أبعد من أن تكون مشرقة ، وبحسب زعماء صهاينة ، فقد عمل هؤلاء على إقناع المسؤولين البريطانيين بأن : 'أفضل طريقة على الأرجح (والتي أثبتت جدواها) لحث الرئيس الأميركي على الدخول في الحرب تتجلى في تأمين تعاون الصهيونية اليهودية من خلال إعطائهم وعدًا بفلسطين ، وبالتالي ، تعبئة وحشد القوى الصهيونية اليهودية ذات النفوذ بشكل غير معروف في أميركا وأماكن أخرى لصالح الحلفاء على أساس المقايضة … وفي تعبيرٍ آخر ، لقد اندلعت حرب كانت غير ضرورية وكانت تدور على وجه سيء حيث تطلب الأمر دخول الولايات المتحدة فيها، وذلك من أجل الحصول على دعم حكومة بريطانيا لتأسيس دولة يهودية في فلسطين
وفي صفحة 161 هناك تعليق ختامي آخر لافت هو الرقم 197 حيث نقلت الكاتبة عن أستاذ التاريخ لورنس ديفيدسون حول التزام كلارك كليفورد بالصهيونية … ففي جزء من فقرة في الفصل الثامن ، بيّنت كيف أن المسؤولين في وزارة الخارجية عارضوا الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي ، وكيف أن كليفورد تحايل عليهم … وقد برر لهم هذا الأخير تعاطفه مع المحنة اليهودية كجزء من طبيعته 'الإنسانية'!!!
الا ان ديفيدسون يجد أن من الصعب تصديق أن يكون سلوك كليفورد الذي ينم عن عدم اكتراث تجاه الموظفين الدبلوماسيين للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط مدفوعًا بدواعٍ إنسانية ومبادئ عالية … إذ أن الأكثر ترجيحًا أن قراره يرمي الى دعم إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين ، مع كل ما حمله هذا القرار من آثار وحشية زعزعت استقرار الملايين من الناس ، وكل هذا فقط لأنه قادر على تعزيز الطموحات السياسية للرجل الذي يعمل لديه ، الرئيس هاري ترومان
لقد سلّط الكتاب الضوء على تطور الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية … وكان بالإمكان أن يحصل على مزيد من الثقل لو ذكرت الكاتبة الآثار الكارثية للتحالف الأحادي الجانب للولايات المتحدة الأميركية مع العدو الإسرائيلي [ ففي الواقع ، قد تسببت هذه السياسات بالإضرار للعرب بشكل عام وللفلسطينيين على وجه الخصوص ] ، ولكنها أضرت كذلك بمصالح الولايات المتحدة ومُثُلها
قطعًا سوف يستفيد القارئ من الحقائق الكثيرة المدفونة والغامضة فيه ، كمثال [ الأعمال المعروفة ، 'كالسير الذاتيّة لشخصيات صهيونية بارزة' ، 'مذكرات القادة السياسين' ، فضلاً عن أعمال علمية معترف بها دوليًا ]
ختامًا ، بما ان الكيان الغاصب مُرتبط ارتباط وثيق بالولايات المُتحدة الأميركية ، وان الصهيونية الأميركية لها الفضل الأكبر في إنشاءه وحمايته ، [وهنا لا بد من الإشارة الى ان عنصر الأمان هو بمثابة الشريان الرئيسي والحيوي لبقاءه ] ، فالمرتزقة لا يشعرون بأي انتماء للأرض ، بل ويدركون جيدًا ان عمر شجرة الزيتون اكبر من عمر الكيان ، وان الأرض لها شعبها المُقاوم وليست ارض بلا شعب كما تم الاحتيال عليهم للإتيان بهم ، لذلك في حال قُطع هذا الشريان زال الكيان واندحر من تلقاء نفسه … وفعليًا يمكنني القول ان بركات طوفان الاقصى حققت جزءًا كبيرًا منه ، والهجرة المعاكسة خير دليل ، كما ان انهيار الكيان سيؤدي بطريقة او بآخرى لإنهيار اميركا ، وهذا ما يجب ان يتهيأ له ايضًا المُرتزقة هناك
2025-04-12

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
![[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fwww.sahat-altahreer.com%2Fwp-content%2Fuploads%2F2022%2F09%2Fcropped-rnaalwan.jpg&w=3840&q=100)
![[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fstatic-mobile-files.s3.eu-central-1.amazonaws.com%2Fsahat-altahreer.png&w=48&q=75)
ساحة التحرير
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان
[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني] Microsoft , ChatGPT , Amazon وغيرها … ايديهم ملطخة بالدم الفلسطيني واللبناني! رنا علوان { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } هذا العدو اللقيط الذي لا يوّفر حتى خرم إبرة دون ان يستغلها ، لجأ الى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لشركتي 'مايكروسوفت' و'أوبن إيه آي' وغيرها ، في حرب الإبادة التي يُمارسها على غزة ، حيث تم فضح ذلك منذ ايام ، إثر احتجاج موظفين في شركة مايكروسوفت ، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسها ، ما سلط الضوء على أبعاد التعاون القائم بين الشركة وجيش العدو الإسرائيل ، وتحديدًا طبيعة الخدمات المقدّمة لتل أبيب شارك في هذا الاحتجاج موظفون بارزون على رأسهم الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في 'مايكروسوفت' ، مصطفى سليمان ، ما أثار ردود فعل واسعة حول العالمأما المبرمجة المغربية في شركة 'مايكروسوفت' الأمريكية ابتهال أبو السعد ، فقد اتهمت إدارتها بالمشاركة بالإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بغزة ، قائلة إن أيدي الشركة 'ملوثة بدماء الفلسطينيين'، وفي مقطع مصوّر لها ، نُشر في 5 نيسان/ أبريل الجاري وثق الواقعة ، فقالت : 'أنتم تجار حرب ، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية'، مؤكدة أن مايكروسوفت 'تزود العدو الإسرائيلي ببرمجيات الذكاء الاصطناعي في حربها 'وفي الحفل نفسه وخلال تواجد المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس والرئيس التنفيذي السابق للشركة ستيف بالمر والرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا على المنصة ، صاحت فانيا أغراوال زميلة أبو السعد قائلة: 'عار عليكم جميعًا، أنتم جميعًا منافقون … عار عليكم جميعًا أن تحتفلوا فوق دمائهم … اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل' وبالطبع تم إخراجها من الحفل ، من ثم فصلهما ، ففي 7 أبريل الجاري ، أكدت قناة 'CNBC' الأمريكية في خبر نشرته عبر موقعها ، أن مايكروسوفت فصلت أبو السعد وأغراوال ، إثر الإحتجاج الذي حصل منهما ضد الخدمات التي توفرها الشركة للعدو الإسرائيلي والحقيقة المؤكدّة التي لفتت انظار الموظفين ، (والتي لا تستطيع الشركة نفيها رغم المحاولة) ، هو ارتفاع الخدمات في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الإصطناعي بنحو 200 ضعف في مارس 2024 مقارنة بما قبل 7 أكتوبر 2023 ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'ذا غارديان' البريطانية في يناير/ كانون الثاني 2025 ، زوّدت 'مايكروسوفت' جيش العدو الإسرائيلي بخدمات حوسبة وتخزين بيانات إضافية بعد السابع من أكتوبر 2023 ، 'أكثر من 13.6 بيتابايت' كما أبرمت عقودًا بملايين الدولارات لتقديم آلاف الساعات من الدعم الفني وأشارت مصادر دفاعية عديدة من قِبل العدو ، في التقرير إلى أن جيش العدو ، بعد هذا التاريخ أصبح يعتمد بشكل متزايد على شركات مثل 'مايكروسوفت' و'أمازون' و'غوغل' لتحليل وتخزين كميات أكبر من البيانات والمعلومات الاستخباراتية لفترات أطول أما في تقرير نشرته وكالة 'أسوشيتد برس'، في 18 فبراير/ شباط 2025 ، فإن جيش العدو الإسرائيلي يستخدم منصة 'مايكروسوفت أزور' لتجميع معلومات يتم الحصول عليها عبر عمليات 'مراقبة جماعية'، تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية التي يتم تحويلها إلى نصوص مترجمة كما أضاف ان 'مايكروسوفت أزور' تستخدم تقنيات البحث السريع عن مصطلحات محددة في كميات هائلة من النصوص ، وهذه التقنية تتيح ، على سبيل المثال ، تحديد موقع أشخاص يوجهون بعضهم البعض إلى أماكن معينة ، عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية أما شركة open AI ، فقالت هايدي خلاف 'مسؤولة سابقة' في الشركة بصوت مُرتفع ، إن هذه المعلومات تُعد أول تأكيد على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية بشكل مباشر في عمليات حربية ، وفق ما نقله التقرير المُلفت جدًا في الموضوع ، انه 'وفي وقت سابق' ، ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية أن قسم الحوسبة السحابية في شركة 'غوغل' بدأ العمل مع جيش العدو الإسرائيلي مباشرة بعد [7 أكتوبر 2023] ، ليس هذا فقط ، بل دخلت الشركة في سباق مع 'أمازون' أيهما يُزوّد العدو الإسرائيلي بخدمات الذكاء الاصطناعي ، أكثر من الآخر ، مما أدى هذا التسابق إلى زيادة دعمها التكنولوجي لتل أبيب ، وفق الصحيفة !!! وفي إحدى الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة ، أشار أحد موظفي 'غوغل' إلى أهمية تلبية طلبات جيش العدو الإسرائيلي على وجه السرعة ، مبيّنًا أن العدو سيتحوّل إلى استخدام خدمات 'أمازون' في حال تأخرت 'غوغل' في الاستجابةوخلال حرب الإبادة ، فصلت شركة غوغل 50 من موظفيها على خلفية مشاركتهم في احتجاجات دعت لقطع العلاقات مع جيش العدو الإسرائيلي بحسب الخبراء ، فإن 'الشركات الرقمية ساهمت بتطوير مهارات بحثية وتقنيات معلوماتية يسعى من خلالها العدو الإسرائيلي للحصول على معلومات بطرق متعددة ، ولعل برنامج بيغاسوس خير مثال على ذلك ، حيث يراقب المعارضين بالداخل والخارج' أما 'مشروع نيمبوس ، فهو خدمة من طرف شركة غوغل وغوغل كلاود بلاتفورم ، ويعتبره العديد من الخبراء بمثابة سلاحًا رقميًا بيد العدو لمراقبة الفلسطينيين وتتبعهم ، علمًا أن هذه الخدمة تعمل على افتراض أن جميع الفلسطينيين ممكن أن يقوموا بمشاريع ، أو أنهم أعضاء في حركات المقاومة الفلسطينية' والجدير بالذكر أن المشروع 'يضع تصنيفًا من 1 إلى 100 للفلسطينيين سواء بغزة أو الضفة ، مما يسمح للعدو الإسرائيلي بالمراقبة ، والقيام بمسح جميع الفلسطينيين وتتبع تحركاتهم ، مما ساهم ذلك بشكل كبير في توفير حيثيات عن مكان وجود الفلسطينيين من أجل استهدافهم بغارات' وأظهر تحقيق أجرته وكالة 'أسوشيتد برس' مطلع 2025 أن شركتي 'Microsoft' و'open AI' تستخدمان نماذج ذكاء اصطناعي في إطار برنامج عسكري 'إسرائيلي' لاختيار أهداف القصف خلال الحرب على غزة ولبنان' حيث لفت بعض الخبراء إلى أن 'هذه الخوارزميات التي تستغلها هذه الشركات يتم تغذيتها بمعلومات عن الفلسطينيين ، والتعرف عليهم بإعتبارهم أهدافًا عسكرية' أي 'عندما تصل المعلومة إلى جيش العدو الإسرائيلي فإنه يستهدف العيّنة التي تصله كونها أهدافًا عسكرية رغم أنها مدنية ، وتدعي تل أبيب أنها تتعقب وتستهدف انطلاقًا من أوامر آلية ، حتى لا تقع تحت محاسبة القانون الدولي الإنساني' !!! أما 'التقنية الأخرى التي يستغلها العدو الإسرائيلي في حربه على غزة هي تقنية التخزين السحابي ، وهي وسيلة لتخزين كميات كبيرة من المعلومات الرقمية عما يريد الاحتلال التعرف عليه ، علمًا أن عملية التخزين تستغلها خوادم تستهدفها مواقع عسكرية إسرائيلية'و 'هذه السواحب تتضمن تطبيقات تحدد أهداف غارات وتفجيرات ، وتسمح بتخزين مشاهد حيّة مُلتقطة من الطائرات المسيّرة ، وتسمح بتصوير قطاع غزة والضفة وتسهيل إطلاق النار والسيطرة عن البعد' وبناء على كل ما تم ذكره ، فإن 'ميكروسوفت كانت المزود الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي لخدمات التخزين السحابي ، بالإضافة إلى غوغل وأمازون غيرها من الشركات الرقمية التي زودت العدو الاسرائيلي بهذه الخدمات' لتسهيل الإبادة الجماعية أما شركة ميتا لم تكن بعيدة هي الأخرى عن هذه المُشاركة حيث 'استعملت خوارزميات لتعقب السردية الفلسطينية ، محاولةً حجبها ومحاربتها وعدم ظهورها ، مقابل الترويج للسردية الإسرائيلية ، وساهمت في التشويش على مهام وأدوار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عالميًا، كما أظهرت تقارير سابقة ذلك' ختامًا ، لو اردنا التوسع لوجدنا بكل تأكيد برامج اخرى قد تكون أقل شهرة من التي اتينا على ذكرها ، وربما أكثر إفادة للعدو ، وقد يجد البعض انه لمن البديهي ان هذه الشركات تسعى للربح ، لذلك لا يهمها أي شي قيمي أو أخلاقي أو حقوقي ، في تناقض واضح لصياغة مواثيق تدعي احترام حقوق الإنسان ، ولكن تخالف هذه المواثيق' ، الا ان الحقيقة تتعدى ذلك ، لأن هذه الخدمات الكبيرة واللامحدودة ، و'المتوفرة غب الطلب' ، تؤكد ان الصهيونية الأميركية جزء لا يتجزأ من الصهيونية الإسرائيلية ، ويتقاسمان فعل الإجرام ولكي لا ننسى ، منذ 7 أكتوبر 2023 يرتكب العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة ، خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين ، معظمهم أطفال ونساء ، وما يزيد على 11 ألف مفقود[ وان الذكاء الاصطناعي 'تسبب بمقتل نحو 75 بالمئة من ضحايا الحرب بغزة وفق دراسات حديثة']كما صعّد العدو الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية ، بما فيها القدس الشرقية ، ما أدى إلى مقتل أكثر من 947 فلسطينيًا ، وإصابة قرابة 7 آلاف ، وفق معطيات فلسطينية رسمية ، هذا ولم نتطرق الى ما حدث في حرب لبنان2025-04-14 The post [الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني]!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.
!['ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fwww.sahat-altahreer.com%2Fwp-content%2Fuploads%2F2022%2F09%2Fcropped-rnaalwan.jpg&w=3840&q=100)
!['ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fstatic-mobile-files.s3.eu-central-1.amazonaws.com%2Fsahat-altahreer.png&w=48&q=75)
ساحة التحرير
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']!رنا علوان
'ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل']! رنا علوان [Against Our Better Judgment] [ The hidden history of how the U.S. was used to create Israel] حقوق التأليف والنشر الخاصة بهذا الكتاب هي ملك للمؤلفة والكاتبة أليسون وير Alison Weir ، وهي المديرة التنفيذية لهيئة تدعى ' لو عرف الأميركيون ' ' If Americans ، 'ما ينبغي أن يعرفه كل أميركي حول إسرائيل/فلسطين' 'شعار الهيئة مطبوع على ظهر الكتاب وعلى غلافه الخلفي ، أما السعر المُخفّض هو دلالة على أنه لا يعتمد دار النشر ولا التكاليف العالية التي تعتمدها دور النشر المعروفة المؤلفة أيضًا رئيسة لهيئة أخرى تدعى Council for National Interest ، وتعني مجلس المصلحة الوطنية ، وهي هيئة تأسست على يد اثنين من رجال الكونغرس السابقين وهما بول فندلي Paul Findley وبول ماكلوسكي Paul McCloskey وقد تكرست الهيئتان للدفاع عن السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط بما يتفق مع مصالح الأميركيين وليس بما يتفق مع مصالح القوى الأجنبية ، [وعلى سبيل المثال مصالح الكيان الإسرائيلي الغاصب] يتألف الكتاب القصير من 241 صفحة ، كما يحتوي على ستة عشر فصلاً ومقدمة ، ويتضمن 94 صفحة منها من النصوص ما يُميّز الكتاب أيضًا ، هو الببليوغرافيا الورادة فيه ، فلقد استخدمت الكاتبة بيبلوغرافيا في غاية الروعة ، تُساعد القارئ على اكتشاف حقائق مدفونة في غياهب الكتب ، وقد خصصت ثلاث صفحات لقائمة إضافية من القراءات التي لم تنقل في الكتاب بالإضافة الى عشر صفحات أخرى 'فهرس' ، ما منح هذا الكتاب القصير بأن يكون قويًا جدًا حيث يستعرض روايات تاريخية وتحليلات مدّعمة بوثائق صلبة تُظهر معرفة بحثيّة وتقريرات موضوعية مُثيرة [ ومن أهمها هو استخدام الباحثين اليهود الأميركيين ، والصهاينة من الأميركيين والباحثين الإسرائيليين لتوثيق عمل الكاتبة ] قبل البدء ، من منا لا يعلم ان الكيان الإسرائيلي الغاصب هو ربيبة اميركا ، وقد يظن البعض انه من اللافت مدى الدعم المُطلق الذي تقدمه الولايات المتحدة الاميركية لربيبتها ، ليس فقط في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ معركة ' طوفان الاقصى' وحتى يومنا هذا سواء على الصعيد العسكري أو الاستخباري أو الامني أو المالي أو السياسي أو الدبلوماسي أو القضائي … ، وهذا الدعم اللامحدود لم ولن تحظى به أي دولة في العالم سوى الكيان اللقيط ، ذلك لأنه يُعتبر من أهم الثوابت في السياسة الخارجية لكافة الادارات الاميركية المُتعاقبة لكن ما يكشفه الكتاب هو ليس لنا لأن ثُلة كبيرة منا تعرف حقيقة الترابط بينهما ، هو موّجه بشكل خاص للمرتزقة في اميركا نفسها كونهم ليسوا شعبًا واصحاب أرض حالهم حال مرتزقة الكيان ، على عكس باقي شعوب العالم ، لذلك يُسلّط الكتاب الضوء على وجهات نظر جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين 'للعدو الإسرائيلي' من أميركيين وبريطانيين ودور الولايات المتحدة الأميركية في إنشاء 'هذا الكيان' هذا الدعم غير المسبوق الذي ذكرناه أعلاه ، لم يأتِ من فراغ فعلى مدار أكثر من ثمانين عامًا استطاع اللوبي اليهودي الصهيوني التغلغل في كافة مفاصل الحياة الاميركية السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية والفنية وحتى الرياضية ، وذلك من أجل استمالة هذه السياسات والمواقف لصالح دعم الكيان الاسرائيلي الغاصب على كافة المستويات لاسيما وأن هناك تماثلية وثقافة مشتركة بينهما يُقدّم الكتاب إجابة واضحة وصريحة لا لبس فيها ، ويُبيّن كيف أدت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في إقامة كيان يهودي على أرض عربية فلسطينية وعلى حساب أهلها الذين سكنوها لقرون وبما انه يُسلّط الضوء على وجهات نظرة جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين للعدو لإسرائيل من أميركيين وبريطانيين …. رأى البعض انه من الضرورة قراءة هذا الكتاب من قبل العامة ، وكذلك من قبل الباحثين على حد سواء [ الجدير بالذِكر ، انه لم تتبنَ أي شركة من شركات النشر المعروفة في الولايات المتحدة ، 'نشر هذا الكتاب' وظل قيد المراجعة ] ولعلّ 'مضمون الكتاب' هو على الأرجح وراء عدم اكتراث دور النشر لتسويقه وجعله مُتاح للقُرّاء ، فدّقة المعلومات المُوّثقة والصادمة التي وردت فيه حول السلوك اللاشرعي بل والإجرامي للحركة الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وبالطبع في فلسطين ، هي ليست فقط ذات خطورة تؤدي الى كشف ما خططوا له ولا زالوا ، بل أيضًا هي حقائق تُدينهم حق الإدانة ، وبالتالي سيكون ذلك 'مُنغصًا' لهم بل وعثرة ، في طريق الإعلام المسموم الذي تم السيطرة عليه خدمةً لتنفيذ اجنداتهم أبصر الكتاب النور بدايةً على هيئة مقالة تهدف الى وضع الأمور في نصابها الصحيح حول العلاقات الأميركية–الإسرائيلية ، إلا أن المقالة 'تطورت شيئًا فشيئًا حيث أدركت الكاتبة كم من الأمور تتطلب التوضيح' ولكي يكون الفحوى مُشبّعًا بالدلائل وذو وفرة بالمعلومات ، تحولت المقالة الى كتابٍ بعد أن حصلت الكاتبة على مزيد من المعلومات التي كانت بحاجة الى التحقق منها وبعد أن قامت بمزيد من الأبحاث والكشف عن مزيد من الحقائق ، أما قائمة المراجع التي استخدمتها اليسون فهي مميزة بشكل مُلفت ، لأنها موّقعة من باحثين يهود أميركيين – صهاينة أميركيين ، وعلماء «إسرائيليين» ناهيك عن ان جوّهر المناقشة الذي تناوله الكتاب هو أن الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية 'دعمت سياسات كانت وبالاً على اميركا' ، من ثم قدمتها بشكلٍ مبالغ فيها (وإخفاء أسبابها) ، وتعزيزًا للأفعال التي تمزق بعض من 'أهم الحريات الاساسية للوطن والمبادئ التي يجب ان يتميز بها ' وقد أضافت بإقتضاب 'كل هذا من أجل سكان ييلغ عددهم ، نسبيًا ، أقل من عدد سكان نيوجرسي'!!! يتوجه الكتاب كما ذكرنا الى القُرّاء الأميركيين ، فلو قلّبناه ذات اليمين وذات الشمال سنجد انه جزء من محاولة جادة لتثقيف الرأي العام الأميركي حول الأكاذيب والخداع من قبل الأميركيين الصهاينة والمدافعين عن الكيان الإسرائيلي الغاصب في داخل أروقة الكونغرس وفي الإعلام والمؤسسات الأكاديمية ، وكيف جرى استغلال الولايات المتحدة الأميركية لنجاح تلك الغاية ، والجميل هنا هو ما اعتبرته أليسون وير ' استغلالاً وليس مصلحة لأميركا كون الكيان اللقيط هو كيان وظيفي ' فضلًا عن أن التوّغل العميق الذي حققته الكاتبة جعل من الكتاب مادة بحثيّة تخوّله من أنّ يصبح أداة لا غنى عنها بالنسبة لأي باحث في الأسباب الجذرية لاضطرابات الشرق الأوسط ، بسبب ما أضاءت عليه حول تاريخ الصهيونية في العالم بشكل عام ، وفي الولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص كما أن أحد أوجه قوّة الكتاب هو [ غياب أي نزعات أو مراجع ضد السامية مما يصعب مهاجمته من قبل الموالين للعدو الإسرائيلي والمتعاطفين معه ] في الصفحة 15 ، قدمت الكاتبة للقارئ ، حُجّة ( بأن أول أثر يذكر للصهاينة من الأميركيين هو حثّهم للولايات المتحدة على الاشتراك في الحرب العالمية الأولى) ، بالرغم من أن 'معظم المحللين اعتبروا أن الحرب العالمية الأولى هي عبارة عن صراع عديم الجدوى والذي كان في معظمه ناتجًا عن اشتباكات دبلوماسية أكثر منه صورة زائفة للعدالة أو العدوان' اشتركت الولايات المتحدة في حرب غير ضرورية و'دخلت في أعمال عدائية لبضع سنين حيث دفع العديد من الأميركيين حياتهم ثمنًا لهذه الحرب ، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تكُن طرفًا في التحالفات التي جرّت الدول الأخرى الى ساحة الحرب' أما في الصفحة 16 تذكر الكاتبة بشكل قطعي بأن 'الدلائل الموّثقة المُختلفة ، تُثبت بأن الصهاينة دفعوا الولايات المتحدة الى الدخول في الحرب الى جانب بريطانيا كجزء من صفقة للحصول على دعم بريطانيا لاستعمارهم فلسطين' وإن مساعي الصهيونية لدفع الولايات المتحدة الى الدخول في حرب تأتي من 'بداية الحركة الصهيونية حيث أدرك الصهاينة بأن نجاحهم في تحقيق هدفهم في إقامة دولة يهودية يتطلب دعم من قوة عظمى' … بالتالي ، فإن وقوف الولايات المتحدة الى جانب بريطانيا العظمى في الحرب العالمية الأولى قد يساعدهم في تحقيق هدفهم في الحصول على دعم بريطانيا للمساعي الصهيونية … وهذا كان في صميم الجهود المبذولة التي أدت الى 'إعلان بلفور' عام 1917 وقد كرّست الكاتبة الفصل الأخير لتروي وفاة أشهر صحافية أميركية وهي دوروثي تومسون التي حاولت جاهدة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين ان تتحدث إلى الأميركيين حول اللاجئين الفلسطينيين كما تُشير الكاتبة الى ان الأميركيين عارضوا بشدة الدخول في الحرب وان الرئيس وودرو ولسون فاز في الحملة الانتخابية تحت شعار 'لقد أبقانا بعيدًا عن الحرب' (التعليق الختامي رقم 60 ينقل عن أرشيف البيت الأبيض) بعد ذِكرنا لهذه الحقيقة ، اول ما يتبادر الى اذهاننا هو ما يحدث اليوم أمام أعيننا ، فمن يُدقّق في الأحداث سينتبه الى ان الصهيونية هي التي تستدرج اميركا للدخول في حروبها الشرق أوسطيّة ، وتمنح الكيان اللقيط اعلى درجات الدعم ، وهذا يشبّه بشكل مخيف وعد الرئيس السابق باراك أوباما في الانسحاب من المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط وعدم رغبته في التورط في حروب أخرى ، ولكن ما لبثت أميركا ان تدخلت في حربي سوريا والعراق واليوم غزة ولبنان وغدًا إيران ، ما يؤكد للجميع أن الصهيونية الأميركية هي 'الآمر الناهي' في الولايات المتحدة ، وهي جزء لا يتجزأ من الصهيونية اليهودية او الصهيونية الاسرائيلية اذا صح التعبير ، وهذا ما يمنح الكتاب أيضًا فرصة وضعه في الخانة الذهبية لو حقق مبتغاه ، فهو كفيل ان يخلق فوضى عارمة في اميركا ، وانقلاب على مخططات الصهيونية فيها وأن أهم ما تضمنه الكتاب برأي ، والذي أدهش العديد من المراجعين له أيضًا ، هو ما جاء ص 29 في الفصل السادس حول التواطؤ بين القادة الصهاينة في فلسطين ، والولايات المُتّحدة [ مع شخصيات نازية قبل الحرب العالمية الثانية ] تحديدًا ، ما يؤكد لنا خدعة الهولوكوست وكذبتها التاريخية والمُفبركة ، فما يُؤكده الكتاب ، ان القادة الصهاينة ابدوا سخرية واضحة في منع الرئيس روزفلت وغيره من القادة الغربيين من توفير ملاذات آمنة لليهود الفارّين من دول الحكم النازي المرعب حسب زعمهم آنذاك [ لا بل أنهم سعوا عمدًا إلى التضحية باليهود من أجل استخدامهم كأداة ابتزاز أخلاقي للزعماء الغربيين وللتباكي الإعلامي ، ذلك لتعزيز «اغتصاب فلسطين وإنشاء كيانهم المزعوم » وحمايته ] وهذا ما اكده واعترف به أيضًا بن غوريون 'أحد المؤسيين الأوائل لهذا الكيان' وأورده في كتاب مذكراته ، فحين سُئل عن مصير اليهود في المانيا ، إذا ما كان بالإمكان خروجهم جميعًا منها الى دولة اخرى ، او نصفهم الى فلسطين ، أجاب بكل تأكيد نصفهم الى فلسطين (فلا مانع من التضحية بالنصف الآخر من أجل ' بلد بأي ثمن ' كيف اذا كانت ارض اللبن والعسل الموعودة ؟!؟) اما في صفحة التالية رقم 30 ، فقد نقلت الكاتبة عن الصحافي اركسين ب. تشيلدرز Erskine B. Childers في مقاله 'The Spectator' ، أي 'المُشاهد' الذي نُشر في عام 1960 : 'إن إحدى الملامح المهمة بشكل كبير في الكفاح الفلسطيني ككل ، هي أن الصهيونية رتبت لضرورة أن تكون المحنة البائسة للناجين من الحركة النازية بمثابة 'حجة معنوية' وعلى الغرب أن يتقبلها' تتبنى الكاتبة أسلوب رواية تاريخية تحليلية 'واصفة بإيجاز وبأسلوب فعّال' ظهور اللوبي الصهيوني الأميركي ، مما يسلط الضوء على دور ماكس نورداي ولويس برانديس وفليكس فرانكفورتر وآخرين في تأسيس وتنظيم وترويج الصهيونية بين النخبة الأميركية ، ففي بادئ الأمر ، لم يكن الأميركيون اليهود متأثرين بالصهيونية بل كان لديهم شعور بالانتماء للولايات المتحدة الأميركية ، دون حاجة لغير ذلك ، وهذا ما أكده الكتاب في صفحة 36 ، حيث شجب زعماء الصهيونية عن ما اعتبروه بأنه مشكلة حقيقية تواجههم مع اليهود الأميركيين ، وقولهم 'إن الأميركي اليهودي يعتبر نفسه أولاً وقبل كل شيء مواطنًا أميركيًا … وولاؤه لأميركا بل ويردد ذلك كشعار اعلى له !!! بعد تأسيس اللوبي الصهيوني والنجاح في إلحاق اليهود بالصهيونية عبر وسائل التلقين والتملق وصولاً الى التهديد ، تمكنت المنظمات الصهيونية المُختلفة في الولايات المتحدة من إحكام قبضتها على الإعلام في الولايات المتحدة الامريكية ، كما تنقل الباحثة بخصوص ذلك عن الكاتب ريتشارد ستيفنز في صفحة 85 ، قوله : 'منذ عهدٍ بعيد ، تعلّم الصهاينة كيّفية استغلال الطبيعة الجوهرية للنظام السياسي الأميركي حيث أن الضغط الذي يمارس من قبل الرأي العام يمكن أن يؤدي الى إقرار السياسات أو عدم إقرارها … وان احد مكونات نجاحهم الرئيسية هي حصولهم على النفوذ في الإعلام ، سواء المدفوع وغير المدفوع' نأتي الى التعليقات الختامية التي أُستخدمت لتوضيح الرواية مع ما نُقل عن العديد من الباحثين من أقوال ، بالإضافة الى معلومات ليست معروفة بشكل جيد ومن بينها التعليق رقم 69 صفحة 124 ، الذي لفت الإنتباه بشكل كبير ، حيث نُقل عن وليام يال مؤلف كتاب 'الشرق الأدنى : قصة حديثة' … يال هو متحدر من مؤسس جامعة يال الشهيرة ، وقد كانت له سُلطة في الشرق الأوسط ، حيث تولى مناصب عديدة في الشرق الأوسط 'خلال عمله في وزارة الخارجية' بما في ذلك حصوله على عضوية في لجنة 'الملك وكرين' حيث كتب يال : ' عكف الصهاينة في انكلترا على الفوز بدعم بريطانيا للصهيونية… وقد استخدموا وسائل متنوعة للوصول الى مبتغاهم وكان بعضها يتسم بالمكر' فقضية الحلفاء عام 1915 كانت أبعد من أن تكون مشرقة ، وبحسب زعماء صهاينة ، فقد عمل هؤلاء على إقناع المسؤولين البريطانيين بأن : 'أفضل طريقة على الأرجح (والتي أثبتت جدواها) لحث الرئيس الأميركي على الدخول في الحرب تتجلى في تأمين تعاون الصهيونية اليهودية من خلال إعطائهم وعدًا بفلسطين ، وبالتالي ، تعبئة وحشد القوى الصهيونية اليهودية ذات النفوذ بشكل غير معروف في أميركا وأماكن أخرى لصالح الحلفاء على أساس المقايضة … وفي تعبيرٍ آخر ، لقد اندلعت حرب كانت غير ضرورية وكانت تدور على وجه سيء حيث تطلب الأمر دخول الولايات المتحدة فيها، وذلك من أجل الحصول على دعم حكومة بريطانيا لتأسيس دولة يهودية في فلسطين وفي صفحة 161 هناك تعليق ختامي آخر لافت هو الرقم 197 حيث نقلت الكاتبة عن أستاذ التاريخ لورنس ديفيدسون حول التزام كلارك كليفورد بالصهيونية … ففي جزء من فقرة في الفصل الثامن ، بيّنت كيف أن المسؤولين في وزارة الخارجية عارضوا الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي ، وكيف أن كليفورد تحايل عليهم … وقد برر لهم هذا الأخير تعاطفه مع المحنة اليهودية كجزء من طبيعته 'الإنسانية'!!! الا ان ديفيدسون يجد أن من الصعب تصديق أن يكون سلوك كليفورد الذي ينم عن عدم اكتراث تجاه الموظفين الدبلوماسيين للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط مدفوعًا بدواعٍ إنسانية ومبادئ عالية … إذ أن الأكثر ترجيحًا أن قراره يرمي الى دعم إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين ، مع كل ما حمله هذا القرار من آثار وحشية زعزعت استقرار الملايين من الناس ، وكل هذا فقط لأنه قادر على تعزيز الطموحات السياسية للرجل الذي يعمل لديه ، الرئيس هاري ترومان لقد سلّط الكتاب الضوء على تطور الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية … وكان بالإمكان أن يحصل على مزيد من الثقل لو ذكرت الكاتبة الآثار الكارثية للتحالف الأحادي الجانب للولايات المتحدة الأميركية مع العدو الإسرائيلي [ ففي الواقع ، قد تسببت هذه السياسات بالإضرار للعرب بشكل عام وللفلسطينيين على وجه الخصوص ] ، ولكنها أضرت كذلك بمصالح الولايات المتحدة ومُثُلها قطعًا سوف يستفيد القارئ من الحقائق الكثيرة المدفونة والغامضة فيه ، كمثال [ الأعمال المعروفة ، 'كالسير الذاتيّة لشخصيات صهيونية بارزة' ، 'مذكرات القادة السياسين' ، فضلاً عن أعمال علمية معترف بها دوليًا ] ختامًا ، بما ان الكيان الغاصب مُرتبط ارتباط وثيق بالولايات المُتحدة الأميركية ، وان الصهيونية الأميركية لها الفضل الأكبر في إنشاءه وحمايته ، [وهنا لا بد من الإشارة الى ان عنصر الأمان هو بمثابة الشريان الرئيسي والحيوي لبقاءه ] ، فالمرتزقة لا يشعرون بأي انتماء للأرض ، بل ويدركون جيدًا ان عمر شجرة الزيتون اكبر من عمر الكيان ، وان الأرض لها شعبها المُقاوم وليست ارض بلا شعب كما تم الاحتيال عليهم للإتيان بهم ، لذلك في حال قُطع هذا الشريان زال الكيان واندحر من تلقاء نفسه … وفعليًا يمكنني القول ان بركات طوفان الاقصى حققت جزءًا كبيرًا منه ، والهجرة المعاكسة خير دليل ، كما ان انهيار الكيان سيؤدي بطريقة او بآخرى لإنهيار اميركا ، وهذا ما يجب ان يتهيأ له ايضًا المُرتزقة هناك 2025-04-12


ساحة التحرير
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
تركيا … زمن الصداقة ولى!رنا علوان
تركيا … زمن الصداقة ولى! رنا علوان قال هنرى كيسنجر ذات مرة : [ أن تكون عدوًا لأمريكا 'قد يكون ذلك أمرًا خطيرًا' … لكن أن تكون صديقًا لها ، 'فهذا أمر قاتل' ] هذه المقولة التي اعترف بها ثعلب السياسة الأمريكية ، [يومًا بعد يوم يتضح لنا كم كانت صادقة] ، فأمريكا التي تقود العالم اقتصاديًا وعسكريًا فشلت أن تديره أخلاقيًا مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ، اخذت كواليس العدو الإسرائيلي تطرح هواجس كثيرة ، بشأن بدائل النفوذ الإيراني في سوريا ، فاتجهت الأنظار مباشرةً إلى اللاعب الأكبر حالياً هناك ، وهو تركيا لذلك ناقش مسؤولي الكيان مسألة النفوذ التركي في المنطقة ومستوى التهديد حيال [إسرائيل] ، وخاصةً بعدما نما نفوذ أنقرة في سوريا بشكل متسارع في الآونة الأخيرة ، وإثر توصية لجنة 'ناغل' الحكومية بالإستعداد لحرب مُحتملة مع تركيا وهنا لا بد من سؤالٍ أن يطرح نفسه ، [ هل التمدد التركي يخلق فعلاً تهديدًا جديدًا وكبيرًا لأمن العدو الإسرائيلي أكثر خطورة من التهديد الإيراني؟!؟] على الأغلب وجوبًا ، كلا ، فالعداء الأكبر هو لإيران لا محالة ، لكن لا مانع من مُعاداة ايٍ كان طالما وجوده يتعارض ومصالح الصهيو-اميركية ، ومن دون ادنى شك ان هذا التحوّل الذي انتجته الأحداث الأخيرة في المنطقة ، يمنح تركيا فرص كبيرة ، وحضورها سيُقوض قدرتهم على التحرك في سوريا على غرار حقبة الحرب ، ومن جانب آخر ، لديهم هاجس من تشكيل تحالف استراتيجي بين أنقرة والنظام الجديد في سوريا لأنه سيُعزز حضور تركيا في الشرق الأوسط كوسيط أمني ، وبالتالي نجد العدو الإسرائيلي ينظر إلى تركيا كعنصر مقوض لطموحاته ، في التحول إلى قوة فاعلة في الشرق الأوسط' كما ان تصدّر الإسلاميين للمشهد السوري يُعزز جزئيًا هذه الهواجس ، لكنّ قلقهم يتركز بدرجة أساسية على العلاقة بين حكومة حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي وبين نظام سياسي جديد في سوريا ذي خلفية إسلامية' خرج الشعب التركي بتظاهرات كبيرة على الرئيس التركي أردوغان في آذار القائم ، بعد أن أصدرت حكومة أردوغان الأوامرَ باعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أبرز أعضاء حزب الشعب الجمهوري الفائز في الانتخابات المحلية في نيسان 2024 ، والمنافس الأقوى لأردوغان) ، مع ذلك ، نرى أنَّ هناك عوامل كثيرة مُتراكمة ، ساعدت على تفجير هذه التظاهرات أولاً : تركيا التي تعيش اليوم أخطر أزماتها الاقتصادية ، وهو ما يفسر تراجع سعر الليرة ، بعد اعتقال إمام أوغلو ، بنسبة 10% ، على الرغم من محاولات المصرف المركزي السيطرة على الوضع ، وكان اردوغان يأمل استغلال الاحداث في سوريا من أجل إنعاش الأقتصاد في تركيا فقد بلغ التضخم السنوي في تركيا (39.05%)، في شباط (2025) ، بحسب موقع المؤشرات الاقتصادية (Trading Economics) هذا المستوى من التضخم مدمر للاقتصاد التركي ، لأنَّ التضخم عام (2025) في الدول المجاورة وغيرها ، يذكره الموقع نفسه على وفق الآتي : مصر (12.8%) ، روسيا (10.1%) ، العراق (2.70%)، السعودية (2.0%) ، الكويت (2.5%) ، الأردن (2.1%) ، الإمارات (3.15%) ، واليونان (2.5%) أما حجم الديون الخارجية على تركيا فبلغ : (525،800) مليون دولار أميركي ، أي ( خمسمئة وخمسة وعشرين مليون وثمانمئة ألف دولار) عام (2024) ، بحسب موقع المؤشرات الاقتصادية (Trading Economics) فضلاً عن ان سعر الفائدة ، بلغ (42.5%) في شباط (2025) ، أما ، يوم الخميس في: 20-آذار-2025 ، زاد المصرف المركزي التركي سعر الإقراض (الفائدة) إلى : (46%) بحسب موقع ( أسعار الفائدة في بعض الدول بحسب موقع المؤشرات الاقتصادية (Trading Economics): مصر (27.25%) ، روسيا بلغ سعر الفائدة لديها (21%) ، الأردن (6.50%) ، العراق (5.50%) ، السعودية (5%) ، الكويت (4%) ، الإمارات (4.40%) ، أيضًا بحسب موقع ( ما هو معلوم ، انَّ زيادة سعر الفائدة يُعَطل عملية الاستثمار ، لأنَّ الاستثمار يعتمد على الاستدانة بنسبة تصل (90%) ، وعندما ترتفع نسبة فائدة المديونية ، يَفقد الاستثمارُ جدوتَه ، وفرص العمل تتراجع ، ولن تكون (زيادة الأجور) حلًّا ، [ لأنَّ الزيادة تُضخِّم الكتلة النقدية ] وبالتالي هذا يُخَفِّض قيمة العملة ، ويرفع الأسعار ، أما إبقاء الأجور كما هي ، فيعني تأسيس عملية ( إفقار المجتمع ) ، وهذا يعني الاحتجاحات والثورات الشعبية ، والقمع الحكومي ثانيًا : تورط أردوغان في المُستنقع السوري الجديد ، ليكون أداة هدم للنظام السوري بيد الأميركي ، فينقلب عليه الأميركي بعدها من أجل العدو الإسرائيلي أردوغان الذي خسر حليفيه روسيا وإيران في قضية سوريا ، بسبب غدره لهما وذهابه مع أميركا بتمويل قطري ، من البديهي ان يكون لهذا الغدر ارتدادات ، وقد بدأت فعلاً ، وللتذكير ، واجه الأخير في عام (2016) انقلابًا داخليًّا ، وكاد لَيسقط لولا الإسناد الخارجي الذي قدمته له إيران وروسيا ، ولم يكن بديل أردوغان حكومة ملونة خارجية ، بل الأحزاب التركية المعارضة ، وبدل رد الجميل من مبدأ كسب الصدقات وتوطيدها ، اصطف اردوغان مع الشيطان الأكبر أميركا لإسقاط سوريا بيّد الجولاني وبأموال قطرية ، ومن ثَمَّ بيد الصهاينة ، ناهيك عن خسارته للملف الكردي (قسد) ، لأنَّ (قسد) حتى الآن أولوّية أميركية ، تتقدم على أردوغان وقطر والجولاني ثالثًا : أميركا لم ترفع الحصار عن سوريا حتى الآن ، أما خطوات أوروبا فهي لا تساوي شيئًا ، وهذا يمثل خسارة مضاعفة على ظهر أردوغان ، فضلاً عن انه لا يوجد حتى الآن كلام أميركي واقعي ، عن تمويل الإعمار في سوريا ، بل يوجد خراب متراكم يزداد كل يوم ، وهذا أحبط أردوغان بصفته مستثمرًا في سوريا وما اكتشفه أردوغان مُتأخرًا هو المخطط الأميركي ، ذلك بسبب عنجهيته وما يحمله في مُخيلته من 'نوستالجيا الخلافة العثمانية ' فأميركا الشيطان الأكبر ومخلبها قطر ليسا أكثر من مِعْول هدمت به أميركا النظامَ السوري ، وحمَّلت أردوغان وجماعة الجولاني الإرهابية مسؤولية عمليات القتل والإبادة للمدنيين ، فها هي أميركا حتى الآن تصنف الجولاني على (تنظيم القاعدة وداعش) ولم تسمِّه رئيسًا لسوريا ولا مرة واحدة وبالعودة للأحداث القائمة ، اصبح أكرم إمام أوغلو أمل المعارضة الشعبية بكل أطيافها منذ انتخابه رئيسًا لبلدية إسطنبول في آذار/مارس 2019 حيث ألغت المفوضية العليا للانتخابات النتائج ، وقررت إعادتها في حزيران/يونيو ، وحقق فيها انتصاره الكاسح مقابل رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدرم تحوّل أكرم إمام أوغلو إلى كابوس حقيقي بالنسبة إلى الرئيس إردوغان الذي قال قبل تلك الانتخابات 'من يكسب إسطنبول يكسب تركيا' أما الإعلام الموالي له الذي استمر في حملاته هذه حتى أمس القريب ، حيث تم اعتقال إمام أوغلو بتهم الإرهاب والمقصود به العلاقة مع 'حزب العمال الكردستاني' ان اعتقال إمام أوغلو ومعه أكثر من مئة شخص من رؤساء البلديات والعاملين فيها والصحفيين ورجال الأعمال وصفه زعيم حزب 'الشعب الجمهوري' أوزغور أوزال بأنه 'انقلاب على الشرعية الدستورية،' بعد أن بات واضحًا أن إمام أوغلو سيهزم إردوغان في أول انتخابات رئاسية ، وهذا ما أكدته آخر التطورات [ أكرم إمام أوغلو يصبح المرشح الرسمي لحزب الشعب الجمهوري بالانتخابات الرئاسية المقبلة بعد حصوله على نحو 15 مليون صوت في الانتخابات التمهيدية، والتي لم يكن فيها سوى مرشح واحد] ومع التذكير بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أيار/مايو 2023 والتي فاز فيها إردوغان بنسبة 52,18٪ ضد منافسه زعيم حزب 'الشعب الجمهوري' كمال كليتشدار أوغلو ، فالاستطلاعات كانت تبين أنه لو تم ترشيح إمام أوغلو آنذاك بدلاً من كليتشدار أوغلو لكانت النتيجة عكس ذلك لصالح إمام أوغلو بنسبة 56٪ على الأقل وهو ما لم يتحقق بسبب تآمر زعيمة 'الحزب الجيد' مارال اكشانار، وقيل آنذاك إنها كانت يد إردوغان الخفية داخل 'تحالف الأمة' الذي كان يضم ستة أحزاب بما فيها 'الشعب الجمهوري' لقد ازداد توحش أردوغان بعد عمليات القتل والإبادة التي ترتكبها جماعة الجولاني الإرهابية بحق العلويين والمسيحيين وغيرهم في سوريا بتمويل قطري ، وبالتوازي بدأ يخاف انكشاف خسارته الإستراتيجية في سوريا ، لذلك بدأ محاولة تصفية الخصوم والمنافسين ، وأولهم حزب العمال الكردي ، وليس هذا فقط ، سيحاول أردوغان مع اشتداد التظاهرات ، تصدير أزمته خارج تركيا ، تخفيفًا للضغط مهما استطاع ، أما الميادين الخارجية التي سيحاول أردوغان تصدير أزمته الداخلية إليها هي : حزب العمال الكردي في شمالي العراق ، وسوريا أما ما كتبته مجلة غلوبالست (The Globalist) تحت عنوان (اليوم الأول في تركيا المُظلمة) حول الأحداث القائمة هو وصف بات ملموس ، فعلى ما يبدو ان تركيا فعلا ينتظرها ظلام [ أصبحت علامات القمع بيِّنة في تركيا ، حيث لا قضاء مُستقل ، ولا مجلس نواب فاعل ، ولا صحافة حرة ، ولا حرية تعبير ، وهذا هو واقع تركيا منذ 2011 … كان 'سراب وجود المعارضة' قائمًا حتى وقت قصير ماضٍ ، حيث كان وجودها يُضفي الشرعية على النظام ، ويمنحه غطاءً دوليًّا من التسامح ، لأجل ذلك سُمح لها بالبقاء ما دامت تحت سيطرة الحكومة ، لكن ، عندما علا صوتها ، وتجاوزت السراب سُحِقت فورًا، وكان اعتقال أكرم إمام أوغلو (رئيس بلدية إسطنبول) أحدث مثال على ذلك ، حيث انحدر نظام أردوغان إلى درك جديد ، بإعتقال خصمه السياسي ] ختامًا ، ما قاله ثعلب السياسية هنري كسينجر ، تفسيره يصلح لكل زمن وما تعيشه اليوم تركيا خير دليل ، [ الولايات المتحدة قد تكون صديقًا مُخيفًا لا تتوقع أفعالها بسهولة فلا تأمن جانبها وقد تكون عدوًا مريحًا تستطيع أن تُدير معاركك معها مستعينًا بوثائق التاريخ أثناء كل الحروب التى خاضتها أمريكا مع فيتنام والعراق وأفغانستان والصومال وسوريا ] ، وغدًا بكل تأكيد سينطبق على باقي الأصدقاء لها دون استثناء ، وهذا التمويل الهائل لمصالح أميركا من الدول العربية ، ما هو إلا ضريبة لخيانتهم وتخاذلهم وثمن لإستسلامهم الذليل الذي سيُقرّب أجلهم 2025-03-25 The post تركيا … زمن الصداقة ولى!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.