logo
#

أحدث الأخبار مع #ريتشاردنيكسون

صدمة الدولار الأميركي... هل تتقدّمه عملات أخرى كملاذ آمن؟
صدمة الدولار الأميركي... هل تتقدّمه عملات أخرى كملاذ آمن؟

المدن

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المدن

صدمة الدولار الأميركي... هل تتقدّمه عملات أخرى كملاذ آمن؟

أحدثَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض هزّات متتالية في الاقتصاد الأميركي والعالمي، وتتواصل ترددات تلك الهزات حتى اليوم. لكنّ الخوف من زلزال يزعزع الاقتصاد الأكبر في العالم، يُقلق كبار الاقتصاديين ويتصدر تصريحات كبار المستثمرين والرؤساء التنفيذيين للبنوك الكبرى. وقد شهدنا الدولار الأميركي يسجّل أسوا أداء له خلال الأيام المئة الأولى من الرئاسة الأميركية، في نحو نصف قرن، أي منذ عهد الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون. خلال المئة يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية، خسر مؤشر الدولار الأميركي نحو 9 في المئة من قيمته، ما دفعه نحو أكبر خسارة منذ عام 1973. في موازاة ذلك، سجّلت وول ستريت أسوأ خسائرها منذ عقود. فعلى سبيل المثال، تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 8 في المئة، منذ يوم تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني وحتى نهاية أولى جلسات هذا الأسبوع. ويُعدّ هذا الانخفاض في المؤشر الأسوأ خلال المئة يوم الأولى من ولاية رئيس أميركي منذ عام 1970. صعود الملاذات الآمنة دعمت تراجعات الدولار مكاسب العملات الأخرى، إذ ارتفعت قيمة كلّ من اليورو والفرنك السويسري والين الياباني بأكثر من 8 في المئة مقابل الدولار الأميركي. ومن جهة أخرى، سجّل الذهب قفزات تاريخية، إذ ارتفع بنحو 22 في المئة خلال الأيام المئة الأولى من ولاية ترامب. كما ازداد الإقبال في الأسواق على الأصول العالية المخاطر، مثل العملات المشفّرة. ويُبرّر الرئيس الأميركي فرضه للرسوم الجمركية التاريخية بأنها ستنقذ الميزان التجاري لبلاده، إلّا أن خطط ترامب لا تتوافق مع النظريات الاقتصادية. وكما هو معروف، فإن ضعف الدولار يعني أن المنتجات الأميركية تصبح أرخص في الأسواق العالمية، في حين ترتفع أسعار السلع المستوردة بسبب تراجع العملة المحلية. لكنّ الرسوم الجمركية لا تبدو عاملًا مساعدًا في حلّ الأزمات الاقتصادية، بل على العكس، فهي تفاقم مخاطر الركود وتُسرّع في خروج التدفقات المالية من الولايات المتحدة. وفي أوقات الضبابية والأزمات، يتّجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة، التي اجتذبت اهتمامًا كبيرًا في الفترة الأخيرة. ومن أبرز هذه الملاذات، الين الياباني، الذي يُعرف بلقب "الملاذ الآمن"، لكونه من العملات الرئيسية المعتمدة عالميًا، ويتمتّع بدرجة عالية من الاستقرار. فاليابان تُعدّ ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، كما أنها من أبرز الدول المصدّرة، ما يعزّز من قوّة عملتها. كذلك، يتمتع الفرنك السويسري بجاذبية عالية كملاذ آمن، وقد أظهر أداءً مميزًا هذا العام. ففي شهر نيسان فقط، ارتفع بنحو 9 في المئة أمام الدولار الأميركي، مسجّلًا أكبر مكاسب شهرية له منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. ويُعتبر الفرنك السويسري من أكثر العملات استقرارًا في العالم. عملات تستفيد من ضعف الدولار وقد أفاد تقرير لبنك غولدمان ساكس أن عملة كوريا الجنوبية "الوون"، و"الدولار السنغافوري"، و"اليوان" الصيني هي أبرز العملات المرشحة لجذب التدفقات في آسيا. ويرى البنك أن هذه العملات تستفيد في ظل المخاوف على الدولار. فكوريا الجنوبية تقترب من الانضمام إلى مؤشر "فوتسي" العالمي للسندات الحكومية العام المقبل، بينما بدأت سنغافورة، ذات التصنيف الائتماني (AAA)، في جذب استثمارات البنوك المركزية. أما العلاقات التجارية بين الصين والعالم، فتجعل اليوان "مرشحًا طبيعيًا" لعمليات إعادة تخصيص الاحتياطيات المحتملة. قوة واشنطن وهيمنة الدولار أما بالعودة إلى حالة الـ100 يوم الأولى للرؤساء الأميركيين خلال العقود الماضية، فيظهر لنا أن تلك المراحل تميزت بقوة العملة الأميركية، حيث كان متوسط العوائد يقارب 0.9 في المئة بين عام 1973، عندما بدأ ريتشارد نيكسون ولايته الثانية، وعام 2021، عندما تولى الرئيس السابق جو بايدن منصبه. وعلى مدى نحو نصف قرن، هيمنت العملة الأميركية على التجارة العالمية. كما شكّلت السياسة الخارجية لواشنطن قوةً ضبطت إيقاع العلاقات الدولية، وأشعلت حروبًا وأخمدت أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر هيمنة الدولار على الساحة العالمية أداةً تساعد واشنطن في فرض عقوبات اقتصادية على دول عدة مثل فنزويلا وإيران وروسيا. إ هتزاز الثقة بالاقتصاد الأكبر السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل تهتزّ الثقة في الاقتصاد الأميركي والسياسة الأميركية؟ هذا ما بدأت تشير إليه التراجعات الحادة للعملة الخضراء وعمليات بيع سندات الخزانة الأميركية، التي لطالما كانت تُعتبر ملاذًا آمنًا، لا سيما في وقت الأزمات. ويتزايد القلق مع تسارع التضخم، وتصاعد مخاطر الركود، وارتفاع الدين الفدرالي بشكل كبير. تجدر الإشارة إلى أنّ احتمال ارتفاع أسعار الفائدة على الدين الفدرالي المتضخم، الذي يشكل حوالي 120 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، يعدّ أمرًا بالغ الخطورة. من جهة أخرى، تُعدّ استقلالية البنك المركزي (الاحتياطي الفدرالي) مسألة بالغة الأهمية لضمان استقرار الأسعار على المدى الطويل، وكذلك لحماية صُنّاع السياسات من الضغوط السياسية. وعلى الرغم من أن ترامب تراجع عن نيّة إقالة جيروم باول، إلا أن انتقاداته اللاذعة وضغوطه المتكررة عليه لخفض أسعار الفائدة، تواصل إبقاء القلق قائمًا بشأن وضع الاحتياطي الفدرالي. بيانات اقتصادية سلبيّة لا بدّ أيضًا من الإشارة إلى أن التطورات الأخيرة الناجمة عن الرسوم الجمركية والتوترات التجارية العالمية لا تضغط فقط على آفاق النمو، بل تؤثر أيضًا على القطاعات التي تُعدّ عصب الاقتصاد الأميركي، مثل قطاعات الخدمات كالبنوك والتأمين، بالإضافة إلى قطاعات الصحة والتعليم. هذه القطاعات تتعرض لعدد من التحديات بسبب القرارات التي اتخذها الرئيس والتي لم تُبنَ في معظمها على معايير اقتصادية ومالية دقيقة. ويبدو أن الإدارة الأميركية قد أدركت ذلك إلى حد ما، حيث تراجع ترامب عن بعض القرارات، وجمّد بعض الرسوم، وخفّف أخرى. وقد بدأت نتائج التوترات التجارية بالظهور في أرقام الاقتصاد الأميركي، إذ انكمش الناتج المحلي الأميركي بنسبة 0.3% في الربع الأول من العام الحالي، بدلاً من تحقيق نمو متوقع بنسبة 0.3%، في ظل قفزة في الواردات بسبب المخاوف من زيادة الرسوم الجمركية. كذلك أظهر تقرير الوظائف أن القطاع الخاص أضاف 62 ألف وظيفة فقط خلال شهر نيسان، وهو أدنى مستوى منذ تموز 2024. كما تظهر الآثار أيضًا في أداء الاقتصاد الصيني، حيث انكمش النشاط الصناعي في الصين بأكثر من المتوقع، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ ما يقارب العامين، مُنزلقًا إلى منطقة الانكماش في شهر نيسان، في ظل تفاقم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة التي أضرت بالتجارة الثنائية بين البلدين. مكانة الدولار في خطر رغم كلّ المخاوف التي تحيط بأداء الاقتصاد الأميركي، الذي بات أكثر عرضة للتقلبات، وتسيطر عليه سمة الاستهلاك ويعتمد بشكل كبير على قطاعات الخدمات، من المُبكر القول إنّ الدولار سيخسر مكانته في العالم. فالسلع العالمية تُتداول بالدولار، وهو عملة الاحتياط الدولية الأولى. لكن كما نتابع على الساحة الدولية، بات الصراع بين واشنطن وبكين مفتاحًا أساسيًا يحرك اتجاه العملات. أما محاولة ترامب لإعادة تشكيل نظام التجارة العالمي فترفع مستوى الضبابية وتكشفُ المخاوف من ضعف الدولار الذي لطالما كان الملاذ الآمن للمستثمرين. في هذا الإطار، حذّر دويتشه بنك من اتجاه هبوطي هيكلي للدولار الأميركي في السنوات المقبلة، ما قد يدفع العملة الخضراء إلى أدنى مستوياتها أمام اليورو خلال أكثر من عشر سنوات. إلى ذلك، أشار تقرير لشركة "كابيتال إيكونوميكس" ومقرها لندن إلى أنه لم يعد من المبالغة القول إن وضع الدولار كاحتياطيّ ودوره المهيمن الأوسع نطاقًا أصبحا موضع شكّ إلى حد ما. الخطط الصينية بعيدة المدى هذا وقد بدأت الصين منذ سنوات تنفيذ خططها لتدويل عملتها اليوان، وهي تُسارِع في خطواتها بهذا الاتجاه، لا سيّما مع تفاقم حرب الرسوم الجمركية. تبرم الصين منذ سنوات صفقات تجارية باليوان مع البرازيل لشراء المنتجات الزراعية، ومع روسيا لشراء النفط، ومع كوريا الجنوبية لشراء سلع أخرى. كما تقدّم الصين قروضًا باليوان للبنوك المركزية التي تحتاج إلى السيولة في الأرجنتين وباكستان ودول أخرى، لتحلّ محل الدولار كمموّل للطوارئ. تحالف بريكس في وجه القطب الواحد العالم يتغيّر والسياسة تتغيّر ومعها خارطة التحالفات الدولية. وتبدو الصين خصمًا مرًا لواشنطن، "خطوة خطوة نحو تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينيّة"، على حدّ تعبير الرئيس الصيني تشي جينبينغ الذي يرى أنّ بلاده تدخل عصرًا جديدًا بإبداع. كما نشهد نمو اقتصادات صاعدة بقوة كالاقتصاد الهنديّ. أما روسيا فلم تتمكن أقوى العقوبات في التاريخ من ترويضها. ويُطرح تحالف بريكس كقطبٍ عالميّ ضخمٍ بمقوماته البشرية والاقتصادية، فهو يمثل نحو 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وتمتلك المجموعة نحو 45 في المئة من إجمالي احتياطات النفط العالمي، و38 في المئة من إنتاج الغاز، و67 في المئة من إنتاج الفحم العالمي. كما تضم ثلاث دول نووية هي: روسيا والصين والهند. في اجتماعاتها التي انعقدت بداية هذا الأسبوع في البرازيل، ناقشت دول البريكس سبل تعزيز التجارة متعددة الأطراف، وأهمية الدفاع عنها في مواجهة السياسات الأحادية. فهي تسعى إلى ترسيخ دورها كمدافع رئيسي عن نظام تجاري قائم على القواعد. وإلى جانب قضايا كثيرة ملحّة على الساحة الدولية، ناقشت الدول تعزيز التعاملات المالية بالعملات المحلية بين دول بريكس، بدلاً من الاعتماد الحصري على الدولار الأميركي. بالمحصّلة، إن عدم اليقين هو الوصف الذي يهيمن على الاقتصاد العالمي اليوم، فإلى متى سيصمد الدولار الأميركي على عرش العملات العالمية؟ وإلى أي حدّ ستنجح الدول الأخرى في كسر نموذج القطب الواحد؟ وكم تحتاج من الوقت لتحقيق ذلك؟

بعد مرور 100 يوم من حكمه... رسوم ترمب تخيم على نتائج أعمال الشركات الكبرى
بعد مرور 100 يوم من حكمه... رسوم ترمب تخيم على نتائج أعمال الشركات الكبرى

Independent عربية

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • Independent عربية

بعد مرور 100 يوم من حكمه... رسوم ترمب تخيم على نتائج أعمال الشركات الكبرى

شهدت الأسواق المالية الأميركية أسوأ أداء لها خلال أول مئة يوم من رئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الثانية، إذ تراجع مؤشر"S&P 500" بنسبة 7.9 في المئة منذ تنصيبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى إغلاق جلسة الـ25 من أبريل (نيسان) الجاري. وهذا التراجع يعد ثاني أسوأ أداء لسوق الأسهم الأميركية في بداية فترة رئاسية منذ السبعينيات، مما يعكس بداية غير موفقة لرئاسة ترمب في أسواق المال. فوفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث "CFRA"، يشير الأداء السلبي للمؤشر إلى أن رئاسة ترمب بدأت بتحديات اقتصادية، بعدما سجلت الفترة من يناير إلى أبريل من العام الحالي 2025، ثاني أسوأ أداء للأسواق منذ بداية الولاية الثانية للرئيس ريتشارد نيكسون عام 1973. ويشار إلى أن بيانات تاريخية تمتد من عام 1944 حتى 2020 تظهر عادة أن "S&P 500" يشهد متوسط ارتفاع قدره 2.1 في المئة في أول مئة يوم من أية رئاسة أميركية. وكان هذا التراجع الحاد في الأسواق مفاجئاً، خصوصاً بعد موجة التفاؤل التي اجتاحت الأسواق عقب فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 والتي قوبلت بتوقعات إيجابية بتحفيز الاقتصاد من خلال تقليص الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية، ولكن الواقع الاقتصادي يبدو أنه حمل تحديات أكبر من المرتقب في بداية فترة رئاسته، مما انعكس سلباً على أداء سوق الأسهم. "أديداس" الألمانية ترفع الأسعار ومما يدلل على حال الأسواق المتراجعة نتيجة لذلك، تتوقع شركة "أديداس" الألمانية للملابس الرياضية أنها ستضطر إلى رفع أسعار منتجاتها للعملاء الأميركيين لتعويض الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، على رغم تحقيقها نتائج "رائعة" خلال الربع الأول من العام الحالي. وعن ذلك قال الرئيس التنفيذي لـشركة "أديداس" بيورن غولدن "خلال هذا الربع القوي والتسجيل القوي للطلبات، والموقف الإيجابي للغاية تجاه أديداس بصورة عامة، كان من المفترض في ظروف عالمية عادية أن نرفع توقعاتنا للعام بأكمله من ناحية الإيرادات والأرباح التشغيلية". وأضاف أنه "على رغم ذلك، تسببت حال عدم اليقين الناتجة من الحرب التجارية التي أطلقها ترمب في وضع حد لذلك حالياً"، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). "جنرال موتورز" تترقب رسوم ترمب حال الترقب انتقلت إلى الشركات الأميركية نفسها، إذ أعلنت شركة "جنرال موتورز" لصناعة السيارات أمس الثلاثاء تسجيل نتائج مالية قوية خلال الربع الأول من عام 2025، لكنها أوضحت أنها ستعيد تقييم توقعاتها السابقة لهذا العام بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات. وقررت الشركة إرجاء مؤتمرها الهاتفي المخصص لمناقشة توجيهاتها ونتائجها الفصلية إلى غد الخميس، حتى يتسنى لها تقييم التغييرات المحتملة في هذه الرسوم. وسجلت "جنرال موتورز" أرباحاً بلغت 2.78 مليار دولار، أو ما يعادل 3.35 دولار للسهم الواحد، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في الـ31 من مارس (آذار) الماضي، مقارنة بـ2.98 مليار دولار، أو 2.56 دولار للسهم، خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفق وكالة "أسوشيتد برس". "كوكا كولا" تسجل انخفاضاً على المنوال نفسه، سجلت شركة "كوكا كولا" انخفاضاً لكنه جاء أقل من المتوقع في إيراداتها خلال الربع الأول من عام 2025، مستفيدة من ارتفاع الأسعار واستمرار الطلب القوي على منتجاتها من المشروبات الغازية والعصائر والحليب الذي تبيعه تحت اسم "فيرلايف". وتراجعت الإيرادات الفصلية للشركة إلى 11.22 مليار دولار، مقارنة بـ11.23 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. "لوفتهانزا" تؤكد صعوبة توقع نتائج العام الحالي بسبب النزاعات التجارية من جانبها حذرت شركة الطيران الألمانية العملاقة "لوفتهانزا" من صعوبة توقع أرباح الجزء الباقي من العام الحالي بسبب التوترات التجارية وتغير سلوك العملاء نتيجة اضطراب الاقتصاد العالمي. وقالت أكبر شركة طيران في العالم إن حال عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد الكلي، ولا سيما الصراع التجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا، تؤثر في التوقعات حول موسم الصيف الرئيس. وشكلت "لوفتهانزا" فريق عمل لمراقبة تطورات الطلب على السفر بهدف تعديل طاقتها التشغيلية إذا لزم الأمر. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت الشركة أن انخفاض أسعار الوقود يعد من العوامل الإيجابية التي قد تخفف من التأثيرات السلبية الأخرى، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وأشارت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء إلى إعلان "لوفتهانزا" عن ارتفاع عدد الركاب وإيرادات رحلاتها عبر المحيط الأطلسي خلال الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يعني أن الطلب على هذا الخط الرئيس لا يزال قوياً، على رغم تحذير بعض شركات الطيران من ظهور مؤشرات على تراجع الطلب. وقالت "لوفتهانزا" إن عدد الركاب على رحلاتها من الولايات المتحدة إلى أوروبا ارتفع خلال مارس الماضي بنسبة تقارب 25 في المئة على أساس سنوي. في الوقت نفسه سجلت "لوفتهانزا" خسارة معدلة قبل احتساب الفوائد والضرائب بقيمة 722 مليون يورو (822 مليون دولار أميركي) خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في الـ31 من مارس الماضي، مقارنة بأرباح بلغت 849 مليون يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وارتفعت الإيرادات ربع السنوية بنسبة 10 في المئة لتصل إلى 8.13 مليار يورو. وكان محللون توقعوا ضمن استطلاع أجرته "بلومبيرغ" خسارة تشغيلية معدلة قدرها 747.2 مليون يورو. ولا تزال شركة الطيران التي تحمل اسم المجموعة تلقي بظلالها على الأداء، إذ تؤثر نفقات الموظفين المرتفعة والتأخيرات المستمرة في رحلاتها من مركزيها الرئيسين بمطاري فرانكفورت وميونيخ سلباً في الأداء، على رغم إعلان الشركة عن انحسار هذه المشكلات. "بي بي" البريطانية للنفط تتراجع أما في قطاع النفط، فأعلنت شركة "بريتش بتروليوم" (بي بي) أمس انخفاض صافي أرباحها في الربع الأول من العام، مع خضوع شركة الطاقة البريطانية العملاقة التي تواجه صعوبات، لعملية إصلاح شاملة للعودة لأعمالها في مجال الوقود الأحفوري. وقالت الشركة ضمن بيان إن "الأرباح بعد الضرائب انخفضت إلى 687 مليون دولار، مقارنة بـ2.3 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، في ظل ضعف مبيعات الغاز الطبيعي وانخفاض هوامش التكرير، وتراجع إجمال الإيرادات بنسبة أربعة في المئة إلى ما دون 48 مليار دولار بقليل. وتعرضت "بي بي" وغيرها من شركات النفط الكبرى لنكسة بسبب تراجع أسعار النفط الخام أخيراً في ضوء مخاوف من حدوث ركود على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، مما أثر في الطلب. وقال الرئيس التنفيذي للشركة موراي أوشينكلوس في بيان الأرباح "نواصل مراقبة تقلبات السوق وتغيراتها مع إبقاء تركيزنا على التحرك بوتيرة سريعة". وبضغط من المستثمرين، تمر "بي بي" بعملية إعادة ضبط كبيرة أدت إلى إرجاء أهدافها الرائدة في مجال خفض الكربون للتركيز على إنتاج الوقود الأحفوري الذي يعتبر أكثر ربحية، لكن التراجع الأخير في أسعار النفط أثار شكوكاً حول هذا الأمر، وفقاً لمحللين. وانخفضت أسهم الشركة أكثر من أربعة في المئة أثناء التداولات المبكرة على مؤشر "FTSE 100" من الدرجة الأولى في لندن، وخفضت الشركة أمس عملية إعادة شراء أسهمها الفصلية إلى 750 مليون دولار، في الحد الأدنى من التوقعات. وقال لوند للمساهمين خلال الاجتماع العام السنوي للشركة في أبريل الجاري إن "التوترات الجيوسياسية والتجارية أصبحت اليوم أكثر تعقيداً مما كانت عليه منذ فترة طويلة، وكان لعدم اليقين هذا تأثير في أعمال الشركة".

من الرجل المجنون إلى الرجل الانفعالي
من الرجل المجنون إلى الرجل الانفعالي

Independent عربية

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

من الرجل المجنون إلى الرجل الانفعالي

في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون روّج وزير خارجيته هنري كيسنجر، بالتفاهم معه، نظرية "الرجل المجنون" في البيت الأبيض، لإرباك خصومه وإخافتهم من سياسة رجل يمكن أن يفعل أي شيء، وأيام الرئيس جورج بوش الابن قال نائبه ديك تشيني إن الانطباع بأن "الرئيس كاوبوي" ليس فكرة سيئة. والسلاح القوي في عهد الرئيس دونالد ترمب هو اقتناع الجميع في أميركا والعالم بأن سيد البيت الأبيض يمارس سياسة "الرجل الانفعالي والارتجالي" الذي يمكن أن ينتقل من رأي إلى عكسه بمنشور، فهو في وقت واحد رجل القومية ورجل الدخول في أزمات العالم ولو في إطار العمل للتسويات، ورجل إنهاء الحروب والعنف في الخارج، ورجل الترسمل على العنف السياسي الذي هو "مصدر الخطر على أميركا من خلال الصدام الثقافي حول طبيعتها وهويتها"، بحسب روبرت بابي، ورجل الوعد بجعل "أميركا عظيمة ثانية"، ورجل العمل مع بوتين وغزوه لأوكرانيا من دون رؤية إستراتيجية للتوصل إلى العكس، وهو ما جعل روسيا عظيمة ثانية. روسيا أيام غورباتشوف ويلتسين أنهت الاتحاد السوفياتي الذي بنته، وترمب ينهي النظام العالمي الليبرالي الذي بنته أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، و"الحرب الدائمة هي بين أفكار ترمب الجيدة وأفكاره السيئة"، كما كتب البروفسور هال براندز في "فورين أفيرز"، أما الهرب من العولمة إلى الحروب التجارية والقومية بحجة الالتفات إلى معاناة الطبقة العاملة البيضاء في أميركا، فإنه لا يغطي كون أركان العولمة من الـ "أوليغارشيين" هم الأقرب إليه، ولا يؤذي الصين التي تتولى اليوم قيادة العولمة والحريات التجارية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أما أعمق توصيف له فهو ما جاء في حديث لوزير الخارجية الفرنسي سابقاً دومينيك دوفيلبان، "ترمب رجل من القرن الـ 19 لكنه مرتبط بأناس من القرن الـ 22 مع أيديولوجيات إيلون ماسك وجيف بيزوس"، ذلك أن أميركا قوة عظمى تديرها أوليغارشية بأهداف التجارة، ولم يجد الرئيس جو بايدن بداً في خطابه الوداعي من التحذير من الـ "أوليغارشية" و"المجمع الصناعي - التكنولوجي"، بعدما حذّر الرئيس أيزنهاور من "المجمع الصناعي - العسكري"، لا بل إن آدم سميث، وهو رائد التنظير للرأسمالية في بداياتها، كتب "أن أسوأ أنواع الحكومات هي التي تدار بأهداف التجارة". وأكثر من ذلك فإن هز الـ "ستاتيكو" ليس لعبة ارتجال ومزاج، فبسمارك هز الـ "ستاتيكو" في أوروبا خلال النصف الثاني من القرن الـ 19، لكنه كان يعرف سلفاً أين ستقع القطع المتناثرة وما الذي سيفعله بها؟ أما ترمب فإنه يهز الـ "ستاتيكو" داخل أميركا وفي عالم القرن الـ 21 من دون أن تكون لديه فكرة واضحة عن سقوط القطع المتناثرة، والقدرة على إعادة صوغ النظام الجديد، والأسئلة لا نهاية لها، فالرئيس الأميركي دخل في مفاوضات مع إيران تحت ضغط الخيار خلال شهرين بين الاتفاق أو الحرب، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تراجع عن قوله إن التفاوض مع أميركا "ليس حكيماً ولا ذكياً ولا مشرفاً"، لكن خامنئي يعرف ما العمل في حال النجاح والفشل، ويعرف ماذا يفعل للفريق الداخلي الرافض للنجاح خوفاً على أرباحه من العقوبات، أما ترمب فإنه لا يعرف في حال النجاح ماذا يفعل مع بنيامين نتنياهو الرافض للتفاوض، ولا في حال الفشل وإمكان الذهاب أو عدم الذهاب إلى ضربة عسكرية لإيران، فضلاً عن أن "الاحتمالات هي إما فشل المفاوضات أو التوصل إلى اتفاق أسوأ من الفشل، ومن الاتفاق الذي جرى مع الرئيس أوباما عام 2015 وانسحب منه ترمب مما سمح لطهران أن تحقق مكاسب متقدمة في الملف النووي". وماذا في مسار التفاوض مع الرئيس بوتين حول إنهاء حرب أوكرانيا؟ ماذا يفعل ترمب إذا واجه الفشل؟ وكيف يواجه خوف أوروبا وغضبها ومأساة أوكرانيا إذا توصل إلى اتفاق مع موسكو يعترف فيه بأن شبه جزيرة القرم روسية، ويعطي لروسيا أربع مناطق على أرض أوكرانيا ويأخذ هو ما تحت الأرض من معادن ثمينة؟ وماذا بعد إطلاق يد نتنياهو في التدمير الكامل لغزة وتهجير أهلها وضم الضفة الغربية؟ أي سلام ونظام أمني إقليمي في المنطقة؟ وهل يجد ترمب له عذراً في القول إن "الشرق الأوسط مكان قاس"؟ اللعبة أشد تعقيداً من أفكار ترمب البسيطة والمطامع الإسرائيلية اللامحدودة، وأخطر من تجاهل الحق الفلسطيني والوزن الإستراتيجي والجيوسياسي للعالم العربي، ففي مقالة بعنوان "العالم الذي يريده ترمب"، يرى مدير "معهد كينان في مركز ويلسون" مايكل كيماج عالم القوة الأميركية في عصر القومية الجديدة، لكن ما قاد إليه عصر القومية القديم هو كل أنواع الحروب وفي طليعتها حربان عالميتان، ولن يتغير الأمر في عصر القومية الجديد.

أول 100 يوم لترامب.. كيف كانت صادمة للأسواق؟
أول 100 يوم لترامب.. كيف كانت صادمة للأسواق؟

أرقام

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • أرقام

أول 100 يوم لترامب.. كيف كانت صادمة للأسواق؟

كانت الـ 100 يوم الأولى من ولاية الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هي ثاني أسوأ بداية لولاية رئاسية بالنسبة لوول ستريت منذ سبعينيات القرن الماضي، في تناقض مع وعوده بطفرة في الأسهم. تفاؤل مفرط - مع مطلع العام الجاري، تفاءل المستثمرون بارتفاع الأسهم الأمريكية تحت إدارة "ترامب"، بسبب الوعود بتخفيف الشروط التنظيمية للشركات، فضلًا عن الوعود بالتخفيضات الضريبية وتوقعات بازدهار قطاع الأعمال. تبخر الأحلام - لكن سرعان ما تبخرت هذه الأحلام في الـ 100 يوم الأولى من ولاية "ترامب"، حيث أدت الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الجمهوري إلى تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 7.8% منذ تولي "ترامب" منصبه في 20 يناير وحتى إغلاق الإثنين. تناقض الوجهات - يتناقض الانخفاض الحاد لقيمة الأسهم في بداية ولاية "ترامب" الثانية، بشكل ملحوظ مع النشوة التي سادت عقب فوزه في انتخابات نوفمبر، حيث ارتفع مؤشر الأسهم الأمريكية الرئيسي بنسبة 3.7% في الفترة بين التصويت وتنصيبه في يناير. أول 100 يوم - تنتهي الـ 100 يومًا الأولى من ولاية "ترامب" فنيًا عقب إغلاق جلسة الثلاثاء، لكن حتى إغلاق أمس الإثنين، يُعد الانخفاض بنسبة 7.8% في الأسهم الأمريكية خلال هذه الفترة، ثاني أسوأ أداء منذ انخفاضها بنسبة 9.9% في الـ 100 يوم الأولى لولاية الرئيس "ريتشارد نيكسون" الثانية. أكبر الرابحين - بالرغم من الانخفاضات الحادة التي طالت الأسهم خلال الـ 100 يومًا الأولى في ولاية "ترامب"، إلا أن سهم "بالانتير" كان الأفضل أداءً بارتفاعه 60% منذ تنصيب "ترامب"، بفضل أعمالها مع وزارتي الأمن الداخلي والدفاع. - على صعيد أصحاب الثروات، كان "إيلون ماسك" الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" أكثر الخاسرين خلال الـ 100 يوم الأولى من ولاية "ترامب"، إذ انخفضت قيمة ثروته بمقدار 45.3 مليار دولار. أكثر الرابحين أكثر المليارديرات ربحًا خلال الـ 100 يومًا الأولى الملياردير المنصب قيمة المكاسب في الثروة (مليار دولار) وارن بافيت الرئيس التنفيذي لـ "بيركشاير هاثاواي" 19.6 بيتر ثيل الشريك المؤسس لـ "باي بال" 4.9 براد جاكوبس رجل أعمال 4.0 لين بن نائب رئيس مجلس إدارة "شاومي" 3.7 أليكس كارب الرئيس السابق لدى "بالانتير" 3.6 الأصول المالية الأخرى - تراجع مؤشر الدولار بنسبة 8.5% منذ مطلع العام الجاري، في حين ارتفع مؤشر الأسهم الألمانية "داكس" 12%، و"هانج سينج" لأسهم "هونج كونج" بنسبة 9.7%، في حين برز الذهب كأكثر الرابحين مع ارتفاعه بنسبة 26%. عدم اليقين - وعد "ترامب" الأمريكيين بطفرة لا مثيل لها في حال انتخبوه رئيسًا للبلاد، ولكن بعد انتهاء أول 100 يوم منذ تنصيبه في يناير، يتضح أن الطفرة بالنسبة لـ وول ستريت هي انحدار للأسفل وليست قفزة للأعلى، حيث لخص مديرو الصناديق الاستثمارية السياسات الحالية وتأثيرها على السوق في عبارة "عدم اليقين". المصدر: أرقام- بلومبرج – بارونز- فوربس- رويترز- سي إن إن- سي إن بي سي

100 يوم في البيت الأبيض كانت كفيلة بتغيير سردية "أميركا أولاً"
100 يوم في البيت الأبيض كانت كفيلة بتغيير سردية "أميركا أولاً"

العربية

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • العربية

100 يوم في البيت الأبيض كانت كفيلة بتغيير سردية "أميركا أولاً"

100 يوم دونالد ترامب، كانت كفيلة باسترجاع التاريخ الأميركي كله، فمنذ تنصيبه لولاية ثانية في يناير الماضي أمطرت تصريحاته وقراراته الأسواق بوابل من القذائف الثقيلة، نشطت عمليات المقارنة حول كل شيء، من التعريفات الجمركية إلى أسواق الأسهم، ومؤخراً الذهب. وفيما يقارن أداء مؤشر S&P 500 خلال المئة يوم الأولى من ولاية ترامب بأسوأ أداء لسوق الأسهم الأميركية منذ تولي أي رئيس سابق، إذ باتت الفترة الأقرب تاريخياً، هي المرتبطة بتولي الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في عام 1973، والتي كانت مرتبطة بفضيحة "ووترغيت". وأحياناً تقارن بـ"عهد الصفقة الجديدة" أو (New Deal) في عهد الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت عقب "الكساد العظيم" في عام 1929. أما فيما يخص الذهب، فإنه اعتباراً من 28 أبريل 2025، سجّل الذهب 28 مستوى قياسيا جديدا هذا العام. ولكن إليكم ما هو أكثر إثارة للإعجاب. بعد أن سجل سعر الذهب بالدولار الأميركي 39 أعلى مستوى قياسي جديد خلال عام 2024، معادلاً ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2011، واصل ارتفاعه مستفيداً من زخم العام الماضي، رافعاً عدد أعلى مستوياته القياسية إلى 67 أعلى مستوى قياسي جديد، خلال 16 شهراً حتى يومنا هذا. وبمعنى آخر، يعادل هذا تحقيق الذهب أربعة أعلى مستويات قياسية جديدة - شهرياً على التوالي خلال الأشهر الـ 16 الماضية. في الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد بلغ 3500 دولار للأوقية لأول مرة في التاريخ. ويمثل هذا ارتفاعاً قياسياً بنسبة 33% منذ بداية عام 2025. لا يقتصر الأمر على تحقيق الذهب لمستويات قياسية جديدة في عام 2025، بل إنه يشهد ارتفاعاً هائلاً. وهذه علامة واضحة على أن هذا الارتفاع قد بدأ للتو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store