
بعد مرور 100 يوم من حكمه... رسوم ترمب تخيم على نتائج أعمال الشركات الكبرى
شهدت الأسواق المالية الأميركية أسوأ أداء لها خلال أول مئة يوم من رئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الثانية، إذ تراجع مؤشر"S&P 500" بنسبة 7.9 في المئة منذ تنصيبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى إغلاق جلسة الـ25 من أبريل (نيسان) الجاري.
وهذا التراجع يعد ثاني أسوأ أداء لسوق الأسهم الأميركية في بداية فترة رئاسية منذ السبعينيات، مما يعكس بداية غير موفقة لرئاسة ترمب في أسواق المال.
فوفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث "CFRA"، يشير الأداء السلبي للمؤشر إلى أن رئاسة ترمب بدأت بتحديات اقتصادية، بعدما سجلت الفترة من يناير إلى أبريل من العام الحالي 2025، ثاني أسوأ أداء للأسواق منذ بداية الولاية الثانية للرئيس ريتشارد نيكسون عام 1973.
ويشار إلى أن بيانات تاريخية تمتد من عام 1944 حتى 2020 تظهر عادة أن "S&P 500" يشهد متوسط ارتفاع قدره 2.1 في المئة في أول مئة يوم من أية رئاسة أميركية.
وكان هذا التراجع الحاد في الأسواق مفاجئاً، خصوصاً بعد موجة التفاؤل التي اجتاحت الأسواق عقب فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 والتي قوبلت بتوقعات إيجابية بتحفيز الاقتصاد من خلال تقليص الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية، ولكن الواقع الاقتصادي يبدو أنه حمل تحديات أكبر من المرتقب في بداية فترة رئاسته، مما انعكس سلباً على أداء سوق الأسهم.
"أديداس" الألمانية ترفع الأسعار
ومما يدلل على حال الأسواق المتراجعة نتيجة لذلك، تتوقع شركة "أديداس" الألمانية للملابس الرياضية أنها ستضطر إلى رفع أسعار منتجاتها للعملاء الأميركيين لتعويض الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، على رغم تحقيقها نتائج "رائعة" خلال الربع الأول من العام الحالي.
وعن ذلك قال الرئيس التنفيذي لـشركة "أديداس" بيورن غولدن "خلال هذا الربع القوي والتسجيل القوي للطلبات، والموقف الإيجابي للغاية تجاه أديداس بصورة عامة، كان من المفترض في ظروف عالمية عادية أن نرفع توقعاتنا للعام بأكمله من ناحية الإيرادات والأرباح التشغيلية".
وأضاف أنه "على رغم ذلك، تسببت حال عدم اليقين الناتجة من الحرب التجارية التي أطلقها ترمب في وضع حد لذلك حالياً"، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
"جنرال موتورز" تترقب رسوم ترمب
حال الترقب انتقلت إلى الشركات الأميركية نفسها، إذ أعلنت شركة "جنرال موتورز" لصناعة السيارات أمس الثلاثاء تسجيل نتائج مالية قوية خلال الربع الأول من عام 2025، لكنها أوضحت أنها ستعيد تقييم توقعاتها السابقة لهذا العام بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات.
وقررت الشركة إرجاء مؤتمرها الهاتفي المخصص لمناقشة توجيهاتها ونتائجها الفصلية إلى غد الخميس، حتى يتسنى لها تقييم التغييرات المحتملة في هذه الرسوم.
وسجلت "جنرال موتورز" أرباحاً بلغت 2.78 مليار دولار، أو ما يعادل 3.35 دولار للسهم الواحد، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في الـ31 من مارس (آذار) الماضي، مقارنة بـ2.98 مليار دولار، أو 2.56 دولار للسهم، خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
"كوكا كولا" تسجل انخفاضاً
على المنوال نفسه، سجلت شركة "كوكا كولا" انخفاضاً لكنه جاء أقل من المتوقع في إيراداتها خلال الربع الأول من عام 2025، مستفيدة من ارتفاع الأسعار واستمرار الطلب القوي على منتجاتها من المشروبات الغازية والعصائر والحليب الذي تبيعه تحت اسم "فيرلايف".
وتراجعت الإيرادات الفصلية للشركة إلى 11.22 مليار دولار، مقارنة بـ11.23 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
"لوفتهانزا" تؤكد صعوبة توقع نتائج العام الحالي بسبب النزاعات التجارية
من جانبها حذرت شركة الطيران الألمانية العملاقة "لوفتهانزا" من صعوبة توقع أرباح الجزء الباقي من العام الحالي بسبب التوترات التجارية وتغير سلوك العملاء نتيجة اضطراب الاقتصاد العالمي.
وقالت أكبر شركة طيران في العالم إن حال عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد الكلي، ولا سيما الصراع التجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا، تؤثر في التوقعات حول موسم الصيف الرئيس.
وشكلت "لوفتهانزا" فريق عمل لمراقبة تطورات الطلب على السفر بهدف تعديل طاقتها التشغيلية إذا لزم الأمر.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الشركة أن انخفاض أسعار الوقود يعد من العوامل الإيجابية التي قد تخفف من التأثيرات السلبية الأخرى، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأشارت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء إلى إعلان "لوفتهانزا" عن ارتفاع عدد الركاب وإيرادات رحلاتها عبر المحيط الأطلسي خلال الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يعني أن الطلب على هذا الخط الرئيس لا يزال قوياً، على رغم تحذير بعض شركات الطيران من ظهور مؤشرات على تراجع الطلب.
وقالت "لوفتهانزا" إن عدد الركاب على رحلاتها من الولايات المتحدة إلى أوروبا ارتفع خلال مارس الماضي بنسبة تقارب 25 في المئة على أساس سنوي.
في الوقت نفسه سجلت "لوفتهانزا" خسارة معدلة قبل احتساب الفوائد والضرائب بقيمة 722 مليون يورو (822 مليون دولار أميركي) خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في الـ31 من مارس الماضي، مقارنة بأرباح بلغت 849 مليون يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وارتفعت الإيرادات ربع السنوية بنسبة 10 في المئة لتصل إلى 8.13 مليار يورو. وكان محللون توقعوا ضمن استطلاع أجرته "بلومبيرغ" خسارة تشغيلية معدلة قدرها 747.2 مليون يورو.
ولا تزال شركة الطيران التي تحمل اسم المجموعة تلقي بظلالها على الأداء، إذ تؤثر نفقات الموظفين المرتفعة والتأخيرات المستمرة في رحلاتها من مركزيها الرئيسين بمطاري فرانكفورت وميونيخ سلباً في الأداء، على رغم إعلان الشركة عن انحسار هذه المشكلات.
"بي بي" البريطانية للنفط تتراجع
أما في قطاع النفط، فأعلنت شركة "بريتش بتروليوم" (بي بي) أمس انخفاض صافي أرباحها في الربع الأول من العام، مع خضوع شركة الطاقة البريطانية العملاقة التي تواجه صعوبات، لعملية إصلاح شاملة للعودة لأعمالها في مجال الوقود الأحفوري.
وقالت الشركة ضمن بيان إن "الأرباح بعد الضرائب انخفضت إلى 687 مليون دولار، مقارنة بـ2.3 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، في ظل ضعف مبيعات الغاز الطبيعي وانخفاض هوامش التكرير، وتراجع إجمال الإيرادات بنسبة أربعة في المئة إلى ما دون 48 مليار دولار بقليل.
وتعرضت "بي بي" وغيرها من شركات النفط الكبرى لنكسة بسبب تراجع أسعار النفط الخام أخيراً في ضوء مخاوف من حدوث ركود على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، مما أثر في الطلب.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة موراي أوشينكلوس في بيان الأرباح "نواصل مراقبة تقلبات السوق وتغيراتها مع إبقاء تركيزنا على التحرك بوتيرة سريعة".
وبضغط من المستثمرين، تمر "بي بي" بعملية إعادة ضبط كبيرة أدت إلى إرجاء أهدافها الرائدة في مجال خفض الكربون للتركيز على إنتاج الوقود الأحفوري الذي يعتبر أكثر ربحية، لكن التراجع الأخير في أسعار النفط أثار شكوكاً حول هذا الأمر، وفقاً لمحللين.
وانخفضت أسهم الشركة أكثر من أربعة في المئة أثناء التداولات المبكرة على مؤشر "FTSE 100" من الدرجة الأولى في لندن، وخفضت الشركة أمس عملية إعادة شراء أسهمها الفصلية إلى 750 مليون دولار، في الحد الأدنى من التوقعات.
وقال لوند للمساهمين خلال الاجتماع العام السنوي للشركة في أبريل الجاري إن "التوترات الجيوسياسية والتجارية أصبحت اليوم أكثر تعقيداً مما كانت عليه منذ فترة طويلة، وكان لعدم اليقين هذا تأثير في أعمال الشركة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد السعودية
منذ 21 دقائق
- البلاد السعودية
للعام الثالث على التوالي.. البنك السعودي الأول يحصد جائزة يوروموني لأفضل بنك في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات
البلاد- الرياض حقق البنك السعودي الأول إنجازًا جديدًا بفوزه بجائزة' أفضل بنك في المملكة في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية' لعام 2025، المقدمة من مجلة يوروموني، وذلك للسنة الثالثة على التوالي، مؤكدًا بذلك ريادته المستمرة في دفع عجلة التمويل المستدام، وتعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في القطاع المصرفي بالمملكة. تعكس هذه الجائزة التزام 'الأول' بدمج قيم الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في أعماله، وتقاريره المتعلقة بالاستدامة، وتواصله مع المساهمين. وتُجسد إستراتيجية البنك في هذا المجال تركيزه على خلق قيمة طويلة الأمد، مع دعم مستهدفات رؤية السعودية 2030، إلى جانب الأهداف العالمية للتنمية المستدامة. وتعليقًا على هذه المناسبة، صرّح توني كريبس، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لدى 'الأول'، قائلًا:' إن حصولنا على هذه الجائزة للعام الثالث على التوالي، يُعد تأكيدًا على التزامنا المستمر بالممارسات المصرفية المسؤولة. نحن في الأول نؤمن بأن الاستدامة ليست مجرد مبادرة، بل جزء جوهري من نهجنا في خدمة عملائنا، ودعم مجتمعاتنا، وبناء مستقبل مستدام'. جدير بالذكر، أن 'الأول' قد عزز خلال العام الماضي تقاريره المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، وعزز جهوده في مجال التمويل الأخضر، ودعم برامج تمكين المجتمعات، كما عقد شراكات إستراتيجية مع مؤسسات رائدة؛ لتعزيز الابتكار المستدام، بما في ذلك مجالات الزراعة التجديدية، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا المالية. وفي إطار جهوده في مجال التمويل الأخضر، أصدر البنك أول صكوك خضراء من الشريحة الأولى الإضافية بقيمة 650 مليون دولار أمريكي، حيث ستُخصص عائداتها لتمويل مشاريع بيئية مؤهلة. وتُعد هذه الصكوك أول إصدار يحمل تصنيف 'أخضر' من قبل بنك في المملكة، وذلك بما يتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وأطر التمويل الأخضر العالمية، وقد حصلت على رأي طرف خارجي مستقل من وكالة التصنيف العالمية' إس أند بي جلوبال'. وتأتي هذه الجائزة استكمالًا لسلسلة من الجوائز، التي حصل عليها البنك، بما في ذلك جائزة برنامج الاستدامة لعام 2024، ضمن ملتقى الأسواق المالية، وجائزتا أفضل بنك في المملكة، وأفضل بنك خاص من يوروموني. ويواصل 'الأول' ريادته؛ كأول بنك في المملكة يطبّق إستراتيجية شاملة للاستدامة، تتضمن التزامه بالوصول إلى صافي انبعاثات تشغيلية صفرية بحلول عام 2035، وصافي انبعاثات صفرية شاملة للانبعاثات المموّلة بحلول عام 2060. كما يهدف البنك إلى تخصيص 34 مليار ريال سعودي بحلول عام 2025؛ تأكيدًا على التزامه بدعم الطموحات الإستراتيجية للمملكة.


الشرق الأوسط
منذ 29 دقائق
- الشرق الأوسط
موسكو تبلور مذكرة تفاهم لوقف النار بـ«سرِّية» وتتوقع نقاشات صعبة حولها
بعد مرور يومين على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الطرفين الروسي والأوكراني إلى الشروع «فوراً» في مفاوضات للتفاهم على آليات لوقف إطلاق النار ومسار التسوية السياسية، أعلن الكرملين أنه بدأ بإعداد «مذكرة تفاهم» لعرضها على الجانب الأوكراني تشتمل شروط الهدنة المنتظرة وآليات مراقبة تنفيذها. وتزامن تأكيد موسكو مع التزامها العمل بسرعة لدفع جهود التسوية، مع بروز مؤشرات إلى استعدادات يقوم بها الطرفان لزيادة الضغط العسكري في حال فشلت جهود التهدئة. صورة مُركّبة تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب) قال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، إن الجانب الروسي بدأ العمل على إعداد مذكرة تفاهم حول الهدنة، وألمح إلى أن هذا المسار قُطعت فيه أشواط خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن «العمل على مذكرة التفاهم يتقدم بشكل ديناميكي». كان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن بعد مكالمة هاتفية مع ترمب، الاثنين، استعداده لإعلان هدنة مشروطة في أوكرانيا. واقترح وضع «مذكرة تفاهم» في هذا الشأن يلتزم الطرفان بموجبها بتفاصيل الهدنة وآليات تنفيذها والرقابة عليها. ومباشرةً بعد المكالمة، تحدث ترمب عن ضرورة شروع الطرفين؛ الروسي والأوكراني، في مفاوضات مباشرة لتحقيق هذا الهدف. وردَّ بيسكوف خلال إفادة يومية الأربعاء، على اتهامات أوكرانية وأوروبية لروسيا بمحاولة المماطلة وكسب الوقت، وأكد التزام بلاده العمل بسرعة لإنجاز المذكرة. وزاد مخاطباً الصحافيين: «لا أحد يرغب في تأخير العملية. الجميع يعمل بنشاط وحيوية. سوف نُبقيكم على اطِّلاع دائم». لكنَّ اللافت أن الناطق الرئاسي تحدث عن إحاطة العمل الجاري لإعداد المذكرة، بتكتم. وأوضح أنه «يتم تنفيذ معظم العمل بموجب المذكرة بطريقة سرية ولا ينبغي أن تكون علنية». وكشف عن أنه فضلاً عن مذكرة التفاهم على الهدنة، سيتم وضع لائحة منفصلة بالشروط التي يطرحها الطرفان لوقف إطلاق النار. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب) كما أشار إلى تسريع العمل؛ لتنفيذ الاتفاق الوحيد الذي نجم عن جولة المفاوضات في إسطنبول منتصف الشهر، المتعلق بتبادل الأسرى. وقال بيسكوف: «تجري الاستعدادات أيضاً لتبادل ألف سجين مقابل ألف سجين». لكنه لم يحدد سقفاً زمنياً لإنجاز الوثائق التي يجري وضعها حالياً، وقال إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن مكان إجراء المفاوضات الإضافية؛ وزاد أن بلاده «لم تتلقَّ أي مقترحات محددة من الفاتيكان للتعاون في إطار التسوية». في إشارة إلى اقتراح الفاتيكان استضافة جولة المفاوضات المقبلة بين روسيا وأوكرانيا. في الوقت ذاته، أكد الناطق أن روسيا ترحب بجهود جميع البلدان التي تريد المساهمة في إنهاء الصراع. ومع الغموض الذي يحيط الوثيقة التي يتم وضعها في موسكو، وغياب أي إشارات إلى ما إذا كانت كييف بدورها تعمل على وضع نسختها الخاصة من مذكرة التفاهم على الهدنة، فإن الكرملين توقع مواجهة صعوبات كبيرة عند التفاوض على وقف النار، ورسم ملامح التسوية المقبلة. وقال بيسكوف إن أمام موسكو وكييف «اتصالات صعبة لوضع نص مشترك لمذكرة تفاهم بشأن معاهدة السلام ووقف إطلاق النار». وأوضح آلية العمل المتوقعة، مشيراً إلى أن «الجانبين الروسي والأوكراني سوف يضعان مسودات، وسيجري تبادل هذه المسودات، ثم ستُجرى اتصالات مكثفة لصياغة نص موحد. لا توجد مواعيد نهائية، ولن تكون هناك مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يرغب في إنجاز ذلك بأسرع وقت ممكن، ولكن، بالطبع، يكمن الشيطان في التفاصيل». بدوره أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، أنّه يتوقع أن تعرض روسيا «خلال أيام» شروطها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، معتبراً أنّ هذه الخطوة ستسمح لواشنطن بتقييم مدى جدّية موسكو في سعيها للسلام. وقال روبيو، خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ، إنّه «في وقت ما، قريباً جداً، ربّما خلال بضعة أيام، ربّما هذا الأسبوع، سيقدّم الجانب الروسي الشروط التي يريدها أن تتحقّق»؛ للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأوضح أنّ الروس سيعرضون «شروطاً عامة فحسب، تمكّننا من التقدّم نحو وقفٍ لإطلاق النار، وهذا الوقف لإطلاق النار من شأنه أن يسمح لنا بعد ذلك بالدخول في مفاوضات مفصّلة لإنهاء النزاع». وأضاف: «نأمل أن يحدث هذا الأمر. نعتقد أنّ ورقة الشروط التي سيطرحها الروس ستخبرنا بالكثير عن نياتهم الحقيقية». وتابع: «إذا كانت ورقة شروط واقعية ويمكن البناء عليها، فليكن... أما إذا تضمّنت مطالب نعلم أنها غير واقعية، فأعتقد أنّ ذلك سيكون مؤشّراً» على نيات روسيا. يجلس الناس أمام خيام بمركز إقامة مؤقت في كورسك بعد إجلائهم بسبب القتال بين القوات الروسية والأوكرانية (أ.ب) وأقر الاتحاد الأوروبي رسمياً، الثلاثاء، الحزمة السابعة عشرة من العقوبات على موسكو، مستهدفاً 200 سفينة من أسطول «الشبح». من جانبه، هاجم كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، والمفاوض الاقتصادي الرئيسي مع واشنطن، هذا القرار بالقول: «يبذل السياسيون ووسائل الإعلام الغربية جهوداً جبارة لتعطيل الحوار البنّاء بين روسيا والولايات المتحدة». وقال روبيو إن ترمب يعارض في الوقت الحالي فرض عقوبات جديدة خشية أن تمتنع روسيا عن المجيء إلى طاولة المفاوضات. وقال مصدر مطلع لـ«رويترز» إن ترمب تحدَّث إلى زعماء أوكرانيا وأوروبا بعد مكالمته مع بوتين وأخبرهم بأنه لا يريد فرض عقوبات الآن ويريد إتاحة الوقت للمحادثات. وستطلب أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل بحث خطوات جديدة كبيرة لعزل موسكو، تشمل مصادرة أصول روسية وفرض عقوبات على بعض مشتري النفط الروسي. وستُقدم وثيقة أوكرانية إلى التكتل الذي يضم 27 دولة لاتخاذ موقف مستقل أكثر صرامةً بشأن فرض العقوبات في ظل الضبابية التي تكتنف دور واشنطن مستقبلاً. وفي الوثيقة التي تتضمن 40 صفحة من التوصيات، ستكون هناك دعوات لتبني تشريع يسرِّع مصادرة الاتحاد الأوروبي أصول الأفراد الخاضعين للعقوبات وإرسالها إلى أوكرانيا. ويمكن حينها لهؤلاء الخاضعين للعقوبات المطالبة بتعويضات من روسيا. كان الطرفان الروسي والأوكراني قد عقدا في إسطنبول قبل أسبوع، أول جولة مفاوضات مباشرة منذ ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن اللقاء كان قصيراً، واستمر نحو ساعتين فقط، فإن الطرفين أعلنا أن أجواء النقاشات كانت مثمرة وإيجابية. واتفق الطرفان خلالها على تبادل واسع للأسرى، وعلى العودة إلى طاولة المفاوضات قريباً. وطلب الجانب الأوكراني عقد قمة روسية - أوكرانية لتسهيل مسار المفاوضات، وهو أمر لم ترد عليه موسكو بعد، لكنها أعلنت أن فريقي التفاوض على استعداد لوضع تصورات كل منهما للهدنة المقترحة وآليات تنفيذها والرقابة عليها. في غضون ذلك، بدا أن الاستعدادات الجارية لتسريع وتيرة المفاوضات وتقريب احتمال إعلان هدنة مؤقتة تمهد الطريق لمفاوضات السلام النهائية، تجري بالتزامن مع تصعيد الطرفين الروسي والأوكراني استعداداتهما لتصعيد ميداني في حال فشلت جهود التهدئة الحالية. وتقول كييف إن موسكو تواصل حشد آلاف الجنود على طول الحدود بالقرب من منطقتي سومي وخاركيف، مع توقع محاولة توغل واسعة في المنطقة. ووفق خبراء عسكريين فإن موسكو وضعت خططاً لإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع المنطقتين اللتين شكَّلتا نقطة انطلاق مهمة للقوات الأوكرانية التي هاجمت كورسك ومناطق مجاورة ونجحت الصيف الماضي في السيطرة على أجزاء واسعة من المقاطعة الروسية، قبل أن تنجح روسيا في طرد القوات الأوكرانية منها قبل أسابيع بعد معارك ضارية استمرت لأشهر. وتشير مصادر أوكرانية إلى أن بوتين قد يضع بين أهدافه في حال انهارت جهود الهدنة، محاولة فرض سيطرة مطلقة على مدينة خاركيف التي تقول السردية الروسية إنها بين أبرز «المدن الروسية» في أوكرانيا الحالية. وزار بوتين، الثلاثاء، منطقة كورسك للمرة الأولى منذ إعادة فرض سيطرة الجيش الروسي عليها الشهر الماضي. والتقى حاكمها بالإنابة ألكسندر خينشتين، وممثلي منظمات تطوعية. ونقل بيان الكرملين عن خينشتين قوله خلال الاجتماع مع بوتين، إن «عملية لإزالة الألغام» تجري حالياً في منطقة كورسك، حيث «تُزال عشرات العبوات الناسفة يومياً». وبثت قناة «روسيا 24» التلفزيونية العامة صوراً للقاء بين بوتين ومتطوعين، حول طاولة كبيرة وهم يتناولون الشاي وسكاكر. كذلك، اقترح إنشاء متحف مخصص «للأحداث التي وقعت في منطقة كورسك خلال عاميْ 2024 و2025 من أجل الحفاظ على ذكرى ما جرى هنا، وذكرى بطولة المدافعين عنا»، وهي فكرة حظيت بدعم بوتين. وأعلن الرئيس الروسي خلال الزيارة خططاً لإعادة الإعمار في المنطقة. مثل محطة الطاقة النووية «كورسك-2» بالقرب من المدينة. وكان بوتين قد زار أطراف كورسك في مارس (آذار) الماضي وتعهد خلال زيارته بـ«تحرير المنطقة في أسرع وقت. في المقابل، تقول مصادر روسية إن أوكرانيا تؤدي دورها بتحضيرات لتصعيد عسكري في حال فشلت جهود التهدئة. ووفق تقارير، فإن كييف تواصل تجهيز أفواج من طائرات مسيَّرة حديثة لشن هجمات على المدن الروسية. وبدا أن الضغط العسكري من الجانبين يواكب مسار التحضير للمفاوضات حالياً. وتبادلت موسكو وكييف ضربات جوية خلال اليومين الماضيين، وشنت مسيَّرات أوكرانية هجوماً قوياً على موسكو ومدن أخرى ليلة الأربعاء، في حين تعرضت مدن أوكرانية لهجمات صاروخية ومدفعية في الفترة نفسها. وأسفر هجوم روسي على موقع تدريب في شمال شرقي أوكرانيا عن مقتل ستة جنود أوكرانيين وإصابة أكثر من عشرة آخرين، وفق ما أعلن الحرس الوطني الأوكراني، الأربعاء. من جهته أعلن الجيش الروسي أنه أسقط 159 طائرة مسيّرة أوكرانية في غضون 12 ساعة في مناطق عدة. من جانب آخر، قُتل أندري بورتنوف، النائب والمساعد السابق لكبير موظفي الرئاسة الأوكرانية في عهد فيكتور يانوكوفيتش، المقرَّب من روسيا، بإطلاق النار عليه أمام مدرسة يرتادها أولاده قرب مدريد، حسبما أفاد به مصدر في الشرطة الإسبانية. وهرعت الشرطة إلى بلدة بوسويلو دي ألاركون الراقية، حيث أطلق «عدد من الأشخاص» النار على رجل «في الظهر والرأس» فيما كان «يهم بركوب سيارة»، حسبما قال المصدر، مؤكداً أن القتيل هو بورتنوف الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب شبهات فساد. وقال المصدر إن مطلقي النار «فرُّوا لاحقاً من المكان باتجاه منطقة حرجية»، مضيفاً أن الحادثة وقعت أمام مدرسة أميركية خاصة. وعثرت أجهزة الطوارئ على رجل ممدد على الرصيف قرب المدرسة وقد تعرض لإصابات قاتلة «سببها ثلاث طلقات على الأقل من سلاح ناري»، حسبما أفادت به المتحدثة إنكارنا فرنانديز، للصحافيين. وأضافت: «يمكننا فقط تأكيد وفاة هذا الشخص». وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الضحية كان قد أخذ أولاده إلى المدرسة قبل مقتله. كان بورتنوف نائباً في البرلمان الأوكراني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأصبح لاحقاً مساعد كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية في عهد فيكتور يانوكوفيتش، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي فرّ إلى روسيا عام 2014 بعد الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا. وغادر بورتنوف أوكرانيا بعد سقوط يانوكوفيتش، وعاش في روسيا والنمسا قبل أن يعود إلى وطنه بعد انتخاب الرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه في عام 2021 بتهمة الفساد، قائلةً إنه استخدم نفوذه في القضاء، للتمكن من الوصول إلى المحاكم الأوكرانية وتقويض جهود الإصلاح. وحسب تقارير إعلامية، استخدم علاقاته داخل دوائر السلطة للفرار من أوكرانيا مجدداً عام 2022، رغم الحظر المفروض على سفر الرجال المطلوبين للخدمة العسكرية. ولم تعلق السلطات الأوكرانية بعد على الحادثة، لكنّ مسؤولاً في جهاز استخبارات عسكرية قال لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم ذكر اسمه، إن بورتنوف قُتل بإطلاق نار. وكانت أوكرانيا قد تبنّت أو ارتبط اسمها بعدة عمليات اغتيال في روسيا وفي مناطق أوكرانية تحتلها موسكو منذ بدء الغزو في عام 2022، استُهدفت خلالها شخصيات سياسية أو عسكرية أو داعمين آيديولوجيين للحرب.


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
بتكوين تصعد لمستوى غير مسبوق وتسجل 109 آلاف دولار
ارتفعت بتكوين إلى أعلى مستوى على الإطلاق الأربعاء، متجاوزة المستوى غير المسبوق الذي بلغته في يناير مع استمرار التحسن في الشهية تجاه المخاطرة بعد موجة بيع شهدتها العملة المشفرة الشهر الماضي بسبب السياسة التجارية الأمريكية. ووصل سعر أكثر عملة مشفرة متداولة في العالم إلى 109481.83 دولار بزيادة قدرها 2% خلال اليوم.