أحدث الأخبار مع #سايكسبيكو»


أخبارنا
منذ 3 أيام
- سياسة
- أخبارنا
د. خالد الشقران : مصير المنطقة في ظل المشروع الأميركي
أخبارنا : تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات جيوسياسية عميقة، حيث تعاد هندستها عبر مشروع أميركي لإعادة الهيكلة الإقليمية يرتكز على «الوكلاء» بديلاً عن التحالفات التقليدية، ويستخدم العراق كنموذج استراتيجي لربط الشرق الأوسط بأسواق حرة تشمل إسرائيل، في إطار خطة واشنطن لتفكيك البنى القائمة وإخضاع السيادة الوطنية لشبكات هيمنة اقتصادية، وهو ما وصفه محللون بأنه «أخطر من سايكس بيكو» بسبب إعادة رسم الحدود تحت غطاء الإصلاح والتشابك الاقتصادي. في سوريا، تجسدت مقدمات هذا المشروع بعد سقوط نظام الأسد وبروز حكومة انتقالية تواجه ضغوطات وتحديات وجودية، فإلى جانب انهيار اقتصادي بلغت خسائره 700 مليار دولار، تواجه دمشق مخاطر التقسيم الإثني والطائفي بدعم إسرائيلي واضح، خاصة في الجولان وشرق سوريا حيث تدعم تل أبيب كيانات درزية وكردية منفصلة، وفي الوقت نفسه، تتحول البلاد إلى ساحة صراع بالوكالة بين القوى الإقليمية، التي يسعى بعضها للهيمنة على عمليات إعادة الإعمار فيما يحاول بعضها الآخر إعادة سوريا إلى دوامة الاقتتال والفوضى لخلط الأوراق وإعادتها إلى المربع الأول حيث تعدد النفوذ والمرجعيات والولاءات الذي يمكن أن يسمح بإعادة تموضع هذه القوى وزيادة نفوذها وفاعليتها من جديد داخل الساحة السورية. أما لبنان، فيغرق في دوامة انهيار متعدد المستويات، فمن الأزمة الرئاسية التي كانت مستعصية لفترة طويلة إلى تراجع النفوذ الشيعي بعد الضربات الإسرائيلية التي قطعت إمدادات إيران، ما فتح الباب أمام مطالب دولية بنزع سلاح حزب الله مقابل إعادة الإعمار، لكن الانهيار الاقتصادي - مع تثبيت سعر الصرف اصطناعيا - يهدد بتحويل البلاد إلى نموذج فيدرالي يكرس الانقسامات الطائفية، خاصة مع عجز النخب عن تبني إصلاحات أو تسوية حقيقية لكل القضايا العالقة بما في ذلك المطالب التي تقابلها تهديدات أميركية والتي كان آخرها ما صرح به المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص توم باراك من تحذيرات من سيطرة قوى إقليمية على لبنان في حال لم تنجح حكومته في التغلب على إشكالية سلاح حزب الله، مضيفا «إن لبنان بحاجة إلى حل هذه المشكلة، وإلا سيواجه تهديدا وجوديا.. حيث «إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام من جديد». أما في فلسطين، فتتعمق المشكلة الأكثر تعقيدا مع تغير البيئة الإقليمية، فسقوط حلفاء المقاومة في سوريا وضغوط نزع السلاح في لبنان تضيق الخناق على حماس، بينما تتلقى دمشق الجديدة ضغوطات لتبني خطاب «علاقات ودية» مع إسرائيل، هذا التحول دفع أنقرة للظهور كوسيط جديد، مستفيدة من علاقاتها الاقتصادية مع تل أبيب، لكنها تبقى محدودة التأثير دون موافقة واشنطن التي تسعى لـ«فض الساحات» تمهيدا لصفقة إقليمية. لكن بالمجمل تشهد القضية الفلسطينية في هذه الفترة منعطفا مصيريا، حيث تتراجع فرص حل الدولتين إلى مستويات غير مسبوقة بسبب السياسات الإسرائيلية الممنهجة لـ«اقتلاع» فكرة الدولة الفلسطينية، بدعم أمريكي صريح عبر تصريحات سفير واشنطن في إسرائيل، مايك هاكابي، الذي أعلن أن بلاده «لم تعد تسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة»، مقترحا نقلها إلى أراضي دول إسلامية أخرى، هذا الموقف يكمل استراتيجية إسرائيلية تعمل على ثلاث جبهات أولها التوسع الاستيطاني حيث يعيش ٧٠٠ ألف مستوطن في الضفة الغربية، مع خطط لوصول العدد إلى مليون بحلول ٢٠٣٠؛ وثانيها تقويض مؤسسات السلطة الفلسطينية عبر تجميد أموال المقاصة وفرض قيود على حركة قادتها؛ وثالثها محاولة تصفية قضية اللاجئين عبر تقويض دور «الأونروا». وعلى الرغم من كل ذلك تظهر مقاومة دولية متصاعدة، تمثلت في اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول المعترفة إلى ١٤٧ دولة، لكن بذات الوقت تواصل الولايات المتحدة عرقلة أي تقدم جوهري باستخدام الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، ما يؤكد تحولها من «وسيط» إلى شريك في الإبادة الجماعية، لكن في هذا السياق، يبقى خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية والتمسك بمقاومة مخططات الاحتلال وداعميه هو الأمل الوحيد لتحقيق الحلم الوطني، خاصة مع تصاعد الغضب العالمي ضد جرائم الحرب الإسرائيلية، والذي قد يفرض واقعا جديدا قد يساعد على أحياء امل الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه المشروعة مستقبلا. خلاصة القول؛ قد تواجه المنطقة سيناريوهين متعارضين؛ إما الفوضى الدائمة عبر إعادة تقسيم المقسم وتمزيق النسيج المجتمعي وتكريس التبعية، أو النهوض من ركام الحرب عبر منظومة عمل عربي جديدة قائمة على التعاون وتكامل المصالح، فالمشروع الأميركي - رغم نجاحه المؤقت في تعزيز الهيمنة بتكلفة أقل - يغذي بذور تمرد مستقبلي عبر إهماله مطالب الدول والشعوب في العيش بسلام وكرامة، فيما يبقى السؤال المحوري: هل يمكن تحويل المأزق إلى فرصة، أم أن شبح التقسيم والتشظي الإثني والطائفي سيبقى أداة في يد قوى الهيمنة الإقليمية والدولية لإدارة الفوضى؟ الإجابة تكمن في قدرة الدول العربية على تجاوز منطق التبعية، والعمل وفق منظومة جمعية تنطلق من تكتل عربي موحد يعطي اولويةقصوى لقضايا الأمة ومصالحها، وهو اختبار لم يبدأ بعد. ــ الراي


المدينة
٢٣-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- المدينة
بإمكان العرب (الراغبين).. تشكيل كتلة لدور فاعل في النظام الجديد
من المتوقع أن تصل إيران الى حلٍّ ما مع أمريكا حول برنامجها النووي، وإن كانت الخشية أن تتوسَّع الحرب وتدخل المنطقة بكاملها في حرب لم تسعَ إليها قبل الوصول لهذا الحل. ولا يعتمد أمر سلام المنطقة على أهواء بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وفريقه اليميني المتطرف فحسب، بل وعلى تعقل القيادة الإيرانية وحكمة الإدارة الأمريكية.وأثار استغرابي تصريح منذ بضعة أيام لوزير الأمن القومي الإسرائيلي، أيتمار بن غفير، عندما قال: «ستكون هناك أيام صعبة، لكنكم ستتذكرون دائماً هيروشيما وناغازاكي»، وهما مدينتان يابانيتان تعرضتا عام 1945 للقصف بالقنابل النووية من قبل القوات الأمريكية بنهاية الحرب العالمية الثانية. وتصريح مثل هذا يثير المخاوف من أن يكون اليمين الإسرائيلي الحاكم يفكر في استخدام القنابل النووية لضرب إيران. صحيح أن القيادة الإيرانية تحدَّثت عن القضاء على إسرائيل، وهددت كثيراً بذلك، إلا أن الوعد باستخدام القنابل النووية يثير القلق من أن لا يكون هذا الرجل (بن غفير) بكامل قواه العقلية. وتُذكِّرني هذه الواقعة بما حدث خلال حرب 1973، حين هاجمت مصر وسوريا إسرائيل، وانهار ما سُمِّي بـ (خط بارليف) أمام هجوم القوات المصرية التي انطلقت داخل سيناء، وزحفت نحو إسرائيل، التي انهار جيشها أمام القوات المصرية، ويقال إن جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل، أمرت قائد جيشها، موشى دايان، بتجهيز السلاح النووي، وتم بالفعل تحميل طائرة أو أكثر به. وتوقف أي إجراء، في هذا الأمر، حين سارعت أمريكا إلى فتح جسر جوي من الأراضي الأمريكية إلى إسرائيل وإلى العريش، في سيناء، مباشرة: (تم عام 2002 إنتاج فيلم سينمائي أمريكي تحت عنوان SUM OF ALL FEARS) اعتمد على هذه القصة، وتحدث عن أن طائرة محمَّلة بقنبلة نووية إسرائيلية جرى إطلاق النار عليها وسقطت في الصحراء، ولم تنفجر القنبلة، وإنما اختفت في حفرة، واكتشفها البدو من سكان الصحراء، وباعوها لتاجر سلاح بعد عشرات السنين، الذي استخدمها لأغراض أخرى.وقال رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، يوم السبت الماضي في خطاب له: «هناك مؤامرة، ونظام جديد، تزامناً مع الذكرى السنوية المئة لمعاهدة سايكس بيكو». ومن المعروف أن إسرائيل تحدثت كثيراً عن نظام جديد للشرق الأوسط، تكون هي المهيمنة عليه، بينما سعت إيران بأن تكون هي الدولة المهيمنة، وعملت على إنشاء أذرع لها لذلك الغرض في أكثر من بلد عربي.. (أطلق الأمريكيون على إيران في عهد الشاه مُسمَّى جندي الخليج، ووفروا لها الأسلحة)، وللأسف الضحية لأحلام الآخرين كان حتى الآن العرب. لكن التطورات الحالية، والتدخل الأمريكي، يتيح الفرصة للعرب، إن وحَّدوا جهودهم وامتنعوا عن الدخول في منافسات إعلامية لا داعي لها فيما بينهم، لأن يُوحِّدوا كلمتهم، ولا ينتظروا ما سينتج في الحرب القائمة، وخطَّط (الراغبون) منهم لتوحيد مواقفهم، وإعداد إستراتيجية عملية تجعلهم قوة يُحسَب لها. وللخليج ثروة اقتصادية وقاعدة شعبية وقيادة حكيمة وقادرة؛ يمكن أن تكون أساس هذا الاتحاد.