أحدث الأخبار مع #عبدالحليم،


فيتو
منذ 2 أيام
- ترفيه
- فيتو
أبرز حفلات ساقية الصاوي خلال شهر يوليو 2025
كعادتها كل شهر، تواصل ساقية عبد المنعم الصاوي تقديم برنامج فني وثقافي متميّز يزخر بالتنوع والإبداع، حيث يشهد شهر يوليو 2025 سلسلة من الحفلات الموسيقية التي تجمع بين الأصالة والتجديد، وتستقطب جمهورًا متنوعًا من عشاق الفن في قلب العاصمة المصرية. أبرز حفلات شهر يوليو: حفل فرقة "وسط البلد" – 18 يوليو تعود فرقة "وسط البلد" إلى جمهورها في أمسية موسيقية تحمل مزيجًا من الأغاني الشهيرة والإصدارات الجديدة، وسط أجواء من الحماس والمشاركة الجماهيرية. حفل "كايروكي" – 25 يوليو تُحيي فرقة "كايروكي" واحدة من أقوى حفلات الشهر، مع تقديم أغانيها التي باتت تُعبّر عن جيل الشباب، في حفل يُتوقّع أن يكون كامل العدد. أمسيات الطرب الأصيل – كل ثلاثاء تُقام أمسيات موسيقية أسبوعية مخصّصة لفن الزمن الجميل، يقدّمها فنانون شباب يعيدون إحياء أغاني عبد الحليم، وأم كلثوم، وفيروز. ليلة الإنشاد الديني – 20 يوليو ضمن ليالي الروحانيات، تقدّم الساقية أمسية خاصة بمشاركة مجموعة من أبرز المنشدين، احتفاءً بجماليات المدائح النبوية والتواشيح. ساقية المسرح الحر – عروض موسيقية مستقلة كل جمعة يفتح المسرح أبوابه أمام الفرق الشبابية والمواهب الجديدة، في عروض حيّة تتراوح بين الجاز والموسيقى البديلة والروك العربي. الحجز والتذاكر: يمكن للجمهور حجز التذاكر من خلال الموقع الرسمي للساقية أو عبر شباك التذاكر بالمكان. تتراوح أسعار التذاكر بين 100 و300 جنيه حسب نوع الحفل. لماذا ساقية الصاوي؟ منذ تأسيسها عام 2003، أصبحت الساقية من أبرز المنصّات الثقافية والفنية في مصر، حيث تجمع بين الفن والموسيقى والمسرح والندوات الفكرية، وتمنح المواهب الشابة فرصة للظهور والنمو. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


حدث كم
٠٢-٠٧-٢٠٢٥
- ترفيه
- حدث كم
بوح من وحي ليل شارع المعز.. بالقاهرة
د. خالد فتحي : هل جربت يومًا ما أن تشَنِّف سمعك بموسيقى عبد الحليم، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وصوت أحمد عدوية وحماقي… دون أن تشعر بأي نشاز؟ بل وتشعر وكأنهم جميعًا اتفقوا على أن يمنحوك صوتًا واحدًا، صافيًا، عذبًا، شجيًا، مليئًا بالحب والحنين؟ إذا أجبت بـ 'نعم'، فالأرجح أنك وطأت قلب القاهرة الفاطمية، القاهرة الأولى، أو القاهرة الحقيقية: شارع المعز لدين الله الفاطمي. أما إن لم يحدث لك ذلك بعد، فاعلم أن هذا الإحساس لا يُدرَك إلا هناك، في ذلك الشارع الضيق الطويل، الذي يبدو كأنه قرص مدمج مضغوط، يحتوي على كل تاريخ مصر الإسلامية في حيز واحد. شارع المعز يا سادة، ليس شارعًا فحسب، بل منصة طويلة، لا تمتد فقط بين باب زويلة وباب الفتوح، بل بين الأزمنة أيضًا، يصل بين الفاطميين، والأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين، حتى عصرنا الحاضر. يضم بين باعة العطور وصاغة الحلي، وتسابيح الدراويش، وبائعي الحلويات والأطعمة الشهية. شارع المعز… إنه الشارع الشهير، الأشهر من نار على علم….، الشارع الذي يحمل أكثر من اسم: الشارع الأعظم، القصبة، شارع النحاسين… هو شريان تاريخ متدفق بالكنوز، يجري بين أضلع القاهرة التاريخية على بضع خطوات من مسجد سيدنا الحسين. إنه نيل آثار، نيل بمعنى وإيهاب آخرين. منذ سنين، أزور القاهرة، وفي كل زيارة، أجد نفسي تهفو بي نحو الأزهر والحسين. صار خطوي يحفظ الطريق إليهما دون قرار مني، وكأنما لا يكتمل وصال القاهرة عندي إلا بهما. تقليد لا أملُّه، ما دامت هذه المنطقة المباركة من المدينة العتيقة، لا تكف عن إبهاري، و منحي طاقة ستظل تؤثر فيَّ كالسحر، إلى أن يفتح الله عليَّ بالوصف الدقيق لها: هو الطريق ذاته أسلكه باستمرار: ميدان التحرير، فتمثال طلعت حرب، ثم شارع عبد الخالق ثروت، وبعده نصب إبراهيم باشا ابن محمد علي، حاملًا سيفه من على صهوة حصانه. لست أفهم لماذا أطلق عليه المصريون لقب 'الأعرج'، رغم أنه لم يكن كذلك – ربما لأن رجله مائلة قليلًا في التمثال – أتأمله وأتذكر علي باشا باني نهضة مصر، ثم أغوص تحت كوبري الأزهر وسط نداءات الباعة واختلاط المارة بالسيارات، في 'الزحمة' التي تدفعني مثلما يدفع الموج إلى الأزهر والحسين. هناك حيث العبق، والأريج، وروح القاهرة الآسرة. هناك حيث يمتثل أمامك وجدان مصر، وهناك يبدأ السحر إلى أن تبلغ المعز… فتمضي بك الأعاجيب. في شارع المعز لا تحكي لك القاهرة تاريخها… بل تجعلك تعيشه، كأنما تستقل آلة الزمن، وتسافر على متنها على مدى ألف عام من الحضارة التليدة المجيدة. كثيرون لا يعرفون أن القاهرة، هذه المدينة الفخيمة العظيمة الممتدة، هي في الأصل ثلاث مدن: الفسطاط، أول مدينة إسلامية في مصر، بناها عمرو بن العاص، ثم القطائع، التي أنشأها أحمد بن طولون، فالقاهرة الفاطمية، التي شيدها المعز لدين الله الفاطمي وجعلها عاصمة دولته الجديدة. شارع المعز هو جوهر القاهرة الفاطمية، لكنه لا ينسى الفسطاط ولا القطائع. فهو مثل مصر نفسها: لا تُلقي ماضيها خلفها، بل تحمله زادًا حضاريًا معها في كل زقاق ومئذنة ومقام. تمر بـ'باب زويلة'، ذلك الباب الذي عبرت منه العساكر، وعلقت عليه رؤوس، وتشم رائحة القهوة القديمة من مقهى لا يحمل اسمًا أحيانًا، لكنه يحمل روحًا. تسمع نداء الباعة، خطى السياح، همسات العاشقين، وسلام الدراويش. كل هذا في مساحة لا تتجاوز كيلومترًا واحدًا، لكنه كأنه كيلومتر أطول من الزمن نفسه. في هذا الشارع، تشعر أن القاهرة قررت أن تلخص وتخلص نفسها لك. كل حجر هو أثر، وكل زقاق هو سطر مفقود من كتاب التاريخ. هناك تسهر المقاهي وتصطخب إلى الفجر، ويتسامر المحبون على ضوء الفوانيس، وتخلق لك المصابيح بانعكاساتها وألوانها ألحانًا من الضوء والظل على الجدران، وتأتيك الأغاني من زوايا لا تعرف مصدرها، فتشعر أن الغناء أمامك ووراءك وعن يمينك وشمالك، وفي كل اتجاه، حتى لتستشعره يتسرب إلى أعماق نفسك. في شارع المعز، لا يُعرض التاريخ على الجدران ولا على الأسوار والمآذن، ولا تمثله الزخارف البديعة والنقوش الجميلة فحسب، بل هو ينبثق من الأرض. هنا مشى الخلفاء، وكتب الأدباء، وسجد الأولياء، وغنّى الفنانون، ورقص الناس بفطرتهم على موسيقى الحياة. من هنا مر الحاكم بأمر الله فوق حماره، وهنا سار القائد جوهر الصقلي، والصالح نجم الدين، وقبله صلاح الدين الأيوبي، وبيبرس البندقداري، قاهر المغول، وقلاوون، ومرت جنود الحملة الفرنسية ومحمد علي باشا، وهنا درس عبد الناصر وكتب نجيب محفوظ أعظم رواياته. قضيت وقتًا طويلًا قبل أن أتعرف على كنوز هذا الشارع البهي الجميل، فمسجد الحسين، والأزهر، وخان الخليلي كانوا يستغرقون كل وقت زياراتي السابقة. إن القاهرة الفاطمية تتطلب منك كسائح سنوات عدة كي تتكشف أمامك منطقة تلو الأخرى. لكن هذه المرة جئت، وقد عزمت أن أبدأ بشارع المعز. قرأت عن تاريخه، وشاهدت في سبيل ذلك أفلامًا ومسلسلات ووثائقيات. لأن من يزور هذا الشارع دون استعداد، يفوت على نفسه متحفًا مفتوحًا على السماء. فلا تأت له أبدا بدون عدة ولا اطلاع . حقًا لا شارع كشارع المعز: هل سمعتم عن شارع بكيلومتر واحد يضم: 6 مساجد، و7 مدارس، و7 أسبلة و4 قصور و3 زوايا وحمامين وبوابتين وخانقاوات وتكايا؟ هل سمعتم بشارع يتكثف فيه تاريخ بلد كل هذه الكثافة؟ قبل شهر مررت بهذا الشارع نهارًا، وجدته حينذاك صاخبًا، وها أنا قد عدت له هذه المرة ليلًا، فكان ساهرًا لا يهدأ. إنه الشارع الذي لا ينام طرفة عين. أعرف صديقة مصرية اسمها 'أريج'… تعرفت إليها قبل الجائحة. تهيم حبًا بالتصوف، تقرأ لابن عربي والحلاج، وتحب اليوجا، تكتب أدبًا صوفيًا رائعًا، ومتعلقة بشدة بأبي الحسن الشاذلي الشيخ المغربي الذي صار مصريًا ذا شأو روحي وديني عظيم، وبالمرسي أبي العباس ولي الإسكندرية. في جولتنا، تطوعت أن تكون دليلي، تركنا السيارة بعيدًا، ولكنها تمكنت أن تؤوب بنا إليها اعتمادًا على ذاكرتها البصرية كما قد قالت، وقد نجحت في ذلك، بعد أن عدت للرباط، أدركت أن ذلك ليس غريبًا: كل سنتيمتر في المعز هو أثر، كل حجارة علامة، كله إشارات، فكيف لا تستطيع أن تهتدي بين آثار تسطع مثل تلك النجوم التي كانت تقود البدو في الصحراء، إلا أنها آثار تدل على المجد، والفخار، والعزة، والحضارة. وقفت أنظر لسماء شارع المعز وقلت في نفسي: في هذا الشارع، لا أحتاج لإجابة. كل شيء يبدو أنه يعرف مكانه. حتى الشكوك تجد لنفسها موضعًا بين النور والحجارة. في شارع المعز، لم أشعر أننا نسير وحدنا. كان المعز نفسه يسير معنا، وكانت شجر الدر، وكان المقريزي، وربما عبد الحليم حافظ، وهو يغني من بعيد: 'جانا الهوى جانا…'، وكانت الست تشدو من داخل بيت السحيمي العامر بالزبائن: 'ياللا نعيش في عيون الليل، ونقول للشمس تعالي تعالي، بعد سنة، مش قبل سنة…' كم ستُحبّ في مقهى أبي العربي — حيث جلسنا — أغنية 'أنا لا مسطول ولا بطوح'، وكم ستنشرح روحك للرقص الذي يصاحب إيقاعها! راقصون يقفون على أرجل خشبية طويلة مثل المهراجات، يتمايلون عليها بخفة كأنها امتداد طبيعي لأجسادهم النحيلة الممشوقة. كم سمعت هذه الأغنية صدفة في المغرب، لكني لم أكن أتوقف عندها. اليوم، وأنا مغموس في البيئة المصرية الأصيلة، اندهشت من بلاغة كلماتها. لقد لمست قلبي ببساطتها، وأدركت أن هذا الغناء ليس من الشعر 'الرسمي' لكنه من الشعر القريب، الشعبي، المؤثر. لنتمعّن: 'أنا لا مسطول ولا بطوح، أنا جاي أجامل وأروح، وأشوف اللي باعني وسابني وخاني، خلى قلبي بيتمطوح، آه ياما، وآه يابا، دي عيلة واطية ونصابة، الليلة جينا نهنيكوا، هاتوا الفلوس اللي عليكم.' هل هو شعر 'حلمنتيشي'؟ ربما، لكنه شعر يؤدي غرضًا ويبلغ معنى، والأهم: يلامس القلوب بلغته القريبة السهلة، حد البلاغة. هنا، تدرك أن شارع المعز ليس مجرد أثر، بل الحياة المصرية نفسها في أنقى وأجمل تجلياتها. هو الوجدان المصري حين يفيض. حين كانت أريج تشرح لي لماذا يبدو المصريون منبسطين منشرحين في هذا الشارع، كنت أقرأ في عيونهم بريق حب مصر، المتقد دومًا، لكن شارع المعز بالذات بدا لي يزيده توهجًا. كانت هي تعرض لي 'المظاهر'، وكنت أنا أحاول أن أنفذ إلى 'المعنى العميق'. أليس من يأتي من بعيد هو أقدر على التقاط الجوهر؟ الآثار المصرية ليست فقط زخارف ومبانٍ عظيمة، بل هي روح تسري في أوصال الشعب. قلت في نفسي: إن المصريين يحبّون هذا الشارع، لأنه يمنحهم دلالات اجتماعية وثقافية، لا مجرد دلالات جمالية أو عمرانية. إنه يعبر بالحجارة الصلدة عن وجودهم الاجتماعي الذي امتد من الأجداد إلى الأحفاد. شارع المعز هو مرآتهم، من بين مرايا كثيرة تعكس لهم قيمهم، وهويتهم، ورسالتهم. في هذا الشارع، تجد ما لا تتخيل وما لا يخطر لك ببال: مجموعة السلطان قلاوون، التي تضم قبة ومسجدًا ومدرسة وبيمارستانًا (مستشفى)، وتعد ثاني أجمل مجموعة معمارية في العالم بعد 'تاج محل' في الهند. بجانبها، مدرسة ابنه الناصر محمد، التي تعبّر عن العمارة المملوكية الكلاسيكية. ثم مسجد الظاهر برقوق، الذي كانت تُدرّس فيه المذاهب الأربعة، ويتزين بمئذنته وخشبه المصقول بالنحاس. أيضًا: سبيل خسرو باشا (بني سنة 1535م)، وسبيل محمد علي باشا (نذره صدقة جارية على روح ابنه أحمد طوسون المتوفى سنة 1813م). وفي تلك الأسبلة، كان الماء يُقدَّم لري العطشى، بالمناسبة، نحن في فاس نسميها 'السبالات'. قبة الصالح نجم الدين (بنيت سنة 1342)، ومدرسة الظاهر بيبرس البندقداري أيضًا هنا. تقول كتب التاريخ إن هذا الشارع بني أول مرة في منطقة 'بين القصرين'، وهي المنطقة الواقعة بين القصر الشرقي الكبير للمعز، والقصر الغربي الصغير لابنه العزيز بالله، وكان بين القصرين متسع لعشرة آلاف جندي!. 'بين القصرين'… أليست هذه رواية نجيب محفوظ؟ نعم، لكن هذا الشارع أهدانا أكثر من مجرد رواية. أهدانا عالمًا. هنا، في شارع المعز، وُلدت روايات نجيب محفوظ، صاحب نوبل. هنا تحلّق روحه، لم يكن عبقريًا بالصدفة، بل لأنه خرج من هذا البهاء والروعة. أليس الكاتب ابن بيئته؟ إنه شارع بذاكرة متقدة… مركز سياسي وروحي لمصر، تسابق فيه خلفاؤها وسلاطينها في تشييد المساجد، وكأنهم كانوا يعدّون هذا الشارع محجًا سياحيًا روحيًا للحضارة المصرية. لقد شيدوا مراقدهم وهم على قيد الحياة، تمامًا كما فعل الفراعنة في وادي الملوك. بهذا المعنى، فإن تاريخ مصر هو أقدم تاريخ متصل في العالم، تتشابك حلقاته منذ آلاف السنين. خارج شارع المعز، كان جامع الحاكم بأمر الله، ذلك الخليفة الفاطمي الذي ما زال يثير الجدل حتى اليوم، ولكن لم يلبث أمير الجيوش بدر الجمالي أن ضمّه داخل أسوار القاهرة. هذا الجامع يستحق أكثر من رواية. ربما سيكتبها يومًا يوسف زيدان، أو ريم بسيوني، أو غيرهم من أبناء مصر الذين لا ينضب نبعهم الإبداعي. بدأ بناءه العزيز بالله سنة 1022م، وأكمله ابنه الحاكم بأمر الله. عانى هذا المسجد الإهمال والتخريب، وتحول إلى ثكنة عسكرية لجنود نابليون، ثم مصنع زجاج، ثم مدرسة ابتدائية، ثم متحف للآثار الإسلامية، ثم عاد أخيرًا جامعًا شامخًا كما أراد له صاحبه. يقول الخبراء: إنه جمع في بنائه بين طراز أحمد بن طولون وفاطمية الزخرفة. قالت لي أريج، وقد أوقفتني طويلًا أمام مسجد الأقمر، إنه 'تحفة' معمارية. مسجد صغير، بُني عام 1125م، وسُمّي بالأقمر لأن لون جدرانه يشبه ضياء القمر. نقوشه بديعة، وزخارفه موشومة بالخط الكوفي، تتردد فيها أسماء محمد وعلي، في إشارة إلى محتده الفاطمي. يقول المختصون: إنه مزيج مذهل من الفنون القبطية والبيزنطية والإسلامية. وأخيرًا… أعلم أني لا أعرض آثار المعز حسب ترتيبها المكاني، بل حسبما تتوارد على ذهني. عذري أن الخلفاء يتزاحمون هنا، فتتزاحم آثارهم في الذاكرة. وفي الحقيقة، لا تحس بالوقت وهو يمضي في شارع المعز، وإذا انتبهت له، تمنيت أن يتوقف بك الزمن عند لحظة من هذا التاريخ الطويل. لكن في الوقت ذاته، تدرك أن الحياة لا تزال تنبض هنا بكل جديد: طفلًة تزدرد غزل البنات، وأطفال يلعبون بين آثار الأجداد، كأنهم يتشربونها… أولكأنهم يُكملون المشهد العظيم: عناق الحاضر بالماضي. شارع المعز، ليلًا أو نهارًا، ليس موقعًا أثريًا فقط، بل تجربة إنسانية وفنية وذوقية وثقافية كاملة. إنه نوع آخر من التصوف، دعوة دائمة للدهشة، للتأمل، وللفخر. من يزره مرة، يعود إليه مرات، فلكل زاوية فيه قصة، ولكل حجر فيه روح، ولكل وجه فيه رواية. صدقًا، لليل المعز سحر لا يُقاوم ولا يُنسى… فزوروه.


صدى البلد
٠١-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- صدى البلد
النواب: بروتوكول "الألف يوم الذهبية" خطوة إستراتيجية لحماية صحة الأم والطفل وتنمية الأسرة المصرية
نواب البرلمان بروتوكول "الألف يوم الذهبية": خطة صحية شاملة تضع الأسرة في قلب السياسات تقليل الولادات القيصرية غير المبررة ينقذ الأمهات المبادرة بداية حقيقية لإصلاح ثقافة الإنجاب أكد عدد من أعضاء مجلس النواب أن توقيع بروتوكول "الألف يوم الذهبية" بين وزارة الصحة والسكان وشركاء التنمية يمثل تحولًا محوريًا في استراتيجية الدولة لحماية صحة الأم والطفل، وخفض معدلات الولادة القيصرية غير المبررة، ودعم الأسرة المصرية منذ اللحظة الأولى للحمل وحتى بلوغ الطفل عامه الثاني. وشدد النواب في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" على أن المبادرة تُجسد التزام الدولة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، خاصة ما يتعلق بتعزيز جودة الرعاية الصحية الأولية، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للأمهات والأطفال، مؤكدين أهمية التوسع في تطبيق نظام "الحضانة الصديقة للأم والطفل" ونقل الخبرات الحديثة إلى العاملين في القطاع الطبي، لا سيما القابلات وأطباء النساء والولادة. وأشار النواب إلى أن البرلمان يدعم كل خطوات الإصلاح الصحي الجادة التي تضع صحة المصريين في قلب أولويات الدولة، موضحين أن التركيز على مرحلة ما قبل وأثناء وبعد الولادة من شأنه بناء جيل أقوى صحيا ونفسيا، وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة والاقتصاد القومي على المدى الطويل. قالت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن مبادرة «الألف يوم الذهبية» تمثل نقلة نوعية ضرورية في ملف صحة الأم والطفل، خصوصًا في ظل ما وصفته بـ«الطوفان غير المبرر» في عمليات الولادة القيصرية داخل مصر. وأضافت عبد الحليم، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن تحول عدد كبير من الولادات الطبيعية إلى قيصرية لأسباب غير طبية، أصبح خطرًا على صحة النساء وعبئًا على ميزانية الدولة والمواطن في آنٍ واحد. لذلك جاءت هذه المبادرة كاستجابة ذكية لأزمة حقيقية". وأكدت أن خفض نسب الولادة القيصرية لن يتحقق بالوعظ أو التعليمات فقط، بل عبر خطط واقعية، تبدأ من التدريب العملي للأطباء والقابلات، وتستكمل بمنظومة ثلاثية المستوى للخدمة الطبية، تضمن تقديم الرعاية حسب حالة كل أم، من المتابعة حتى ما بعد الولادة. وتابعت:"أخطر ما في القيصرية غير المبررة أنها لا تترك أثرًا ظاهريًا فوريًا، لكنها تؤدي لمضاعفات لاحقة على صحة الأم والجنين، وتكلف الدولة مليارات في خدمات رعاية مركزة ونقل دم ومتابعات طبية لاحقة". وأشادت النائبة بتضمين المبادرة لنظام «الحضانة الصديقة للأم والطفل»، مشيرة إلى أنه لأول مرة تتبنى مصر هذا النموذج الذي يُعزز الترابط بين الأم ورضيعها، ويقلل من نسب العدوى داخل الحضانات، ويرفع معدلات الرضاعة الطبيعية. وأوضحت عبد الحليم أن لجنة الصحة ستعقد اجتماعات مع وزارة الصحة لمتابعة تطبيق هذا البروتوكول، ومراقبة نسب الولادات القيصرية في المستشفيات العامة والخاصة، مطالبة بإدراج مستشفيات القطاع الخاص ضمن آليات الرقابة. واختتمت: "لن نسمح باستمرار ولادات بلا داعٍ، هذه المبادرة هي بداية لإعادة الانضباط الطبي لملف الولادة في مصر، بما يحقق كرامة وصحة الأم وحق الطفل في بداية حياة آمنة". ومن جانبها، قالت النائبة سمر سالم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن مبادرة الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية تمثل تحركًا «جريئًا وضروريًا» من وزارة الصحة، بعد سنوات من تفاقم معدلات الولادة القيصرية التي خرجت عن النسب الآمنة عالميًا، وأصبحت في مصر قاعدة لا استثناء. وأضافت في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الولادة الطبيعية في مصر أصبحت تُعامل على أنها رفاهية أو خيار صعب، وهذا خطأ خطير، لأن القيصرية غير المبررة طبيًا تُعرّض الأمهات لمضاعفات صحية ممتدة، ولا يمكن السكوت عنها أكثر من ذلك". وأكدت سالم أن خفض معدلات الولادة القيصرية لا يعني تقليل الرعاية الطبية، بل العكس تمامًا، لأن التدريب المكثف للقابلات وأطباء النساء، كما تنص المبادرة، هو ما يضمن ولادة طبيعية آمنة ويقلل من المخاطر على الأم والطفل. وتابعت: "لأول مرة نرى بروتوكولًا بهذه الشمولية، لا يكتفي برفع الوعي، بل يقدم حلولًا عملية تبدأ من التمكين المهني للكادر الطبي، وتصل إلى الحضانة الصديقة التي تُراعي مشاعر وسلامة الأم والرضيع معًا". كما شددت النائبة على أن الحوافز المالية يجب أن تعكس الأفضلية للولادة الطبيعية وليس العكس، وقالت: "لن ننجح في الحد من القيصرية ما دامت هناك مكافآت أعلى للولادة الجراحية. نحن بحاجة إلى مراجعة سياسات التعاقدات في التأمين الصحي والمستشفيات الخاصة والعامة". وأوضحت سالم أن لجنة الصحة ستطلب تقارير دورية من الوزارة حول مدى التزام المستشفيات العامة والخاصة ببنود البروتوكول، مشيرة إلى ضرورة مشاركة المجتمع المدني والجمعيات الطبية في دعم هذا التوجه. واختتمت: "الألف يوم الذهبية ليست مجرد اسم جذاب، بل هي فرصة حقيقية لإنقاذ حياة الأمهات وتحسين فرص الأطفال في بداية صحية، وهذا لا يتحقق إلا بتكاتف كل الأطراف: الدولة، والطبيب، والأسرة". كما، قالت النائبة مرفت الكسان، عضو مجلس النواب، إن توقيع بروتوكول "الألف يوم الذهبية" بين وزارة الصحة والسكان والجهات الشريكة، يمثل نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية للأسرة المصرية، لا سيما في ما يخص الأم والطفل خلال أكثر الفترات حساسية وتأثيرًا على المدى الطويل. وأكدت "الكسان" أن اهتمام الدولة بالمرحلة الممتدة من الحمل وحتى بلوغ الطفل عامه الثاني، يعكس وعيًا صحيًا متقدمًا بضرورة دعم النشء من لحظة التكوين وليس فقط بعد الولادة، مشيرة إلى أن "ألف يوم يصنعون عمرًا.. لأن صحة الطفل في هذه المرحلة ترسم ملامح مستقبله الذهني والجسدي بالكامل." وأضافت في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": "نحن بحاجة ماسة لتغيير ثقافة الإنجاب والرعاية الصحية، وخلق وعي حقيقي بأهمية الولادة الآمنة، والتغذية السليمة، والرعاية النفسية والطبية للأم والرضيع، وهذه المبادرة تضع إطارًا عمليًا لتحقيق ذلك". وتابعت: "ارتفاع معدلات الولادة القيصرية في مصر بات ظاهرة تحتاج لتدخل عاجل، خصوصًا أن أغلب هذه العمليات تُجرى دون مبرر طبي واضح، وهو ما يعرض الأمهات والمواليد لمضاعفات كان يمكن تفاديها بالولادة الطبيعية المدروسة. تدريب الأطباء والقابلات خطوة محورية، لكن لا بد أن تصاحبها رقابة صارمة على المستشفيات العامة والخاصة." وأشادت النائبة بالنهج المتكامل للمبادرة، والذي يشمل تقسيم مستويات الخدمة، وتعزيز مفاهيم «الحضانة الصديقة»، وتوفير التوعية الصحية والتغذوية، قائلة: "ما يميز المبادرة أنها لا تقتصر على الجوانب الطبية، بل تشمل الرعاية النفسية والاجتماعية، وتعزز من جودة حياة الأسرة المصرية." وأكدت الكسان أن البرلمان سيعمل على متابعة التنفيذ الفعلي للبروتوكول على مستوى المحافظات، لضمان عدم اختزال المبادرة في شعارات، بل تحويلها إلى "واقع ملموس ينقذ آلاف الأمهات والأطفال من الخطر، ويضع الأساس لصحة أسرية مستدامة".

الدستور
٣٠-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
عبد الحليم حافظ يُطل على جمهور مهرجان «موازين» عبر تقنية الهولوجرام
الرباطللعام الثاني على التوالي كرر مهرجان (موازين إيقاعات العالم) تجربة تقديم حفل بتقنية الهولوجرام كان نجمها هذه المرة المطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ.وفي العاصمة الرباط، غص مسرح محمد الخامس أول من أمس بالجمهور العاشق للأغاني الطربية الذي جاء من أنحاء المغرب لمعايشة هذه التجربة مرة أخرى بعد نجاحها في العام الماضي للمطربة أم كلثوم.بدأ الحفل بأغنية (الماء والخضرة والوجه الحسن) من كلمات الشاعر محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، والتي غناها عبد الحليم خصيصا لملك المغرب الراحل الحسن الثاني.وتوالت الأغاني لتشمل (أول مرة تحب يا قلبي) و(جبار) و(بلاش عتاب) و(أسمر يا اسمراني) و(بتلوموني ليه) ليزداد حماس الحاضرين في المسرح الذين أخذوا يرددون بعضا من الأغاني منها (جانا الهوى جانا) و(نار يا حبيبي نار) و(سواح).وقالت أسماء لعبودي (54 عاما) لرويترز «بالرغم من أنني كنت صغيرة لما توفى عبد الحليم، إلا أنني عاصرت أغانيه وكبرت معها.. لا مقارنة بين أغاني ذلك الزمن، خصوصا عبد الحليم، وأغاني 'الفاست فود› المتواجدة حاليا على الساحة الفنية عموما».وكان من بين الحضور أيضا أحمد العوماري (72 عاما) الذي قال «هذه الحفلة جعلتني أعيش لحظات رائعة لا توصف، كنت أغمض عينيّ وكأنني فعلا أحضر حفلة حقيقية لعبد الحليم».وأضاف»عندما توفي عبد الحليم كنت شابا، وكنت من عشاق أغانيه..وهذه الحفلة بالفعل أعادت لي أجواء الشباب».وكان الإعلان عن تنظيم الحفل في وقت سابق أثار حفيظة أسرة المطرب الراحل في القاهرة والتي اعترضت على عدم أخذ موافقتها على إقامته مع التهديد باللجوء للقضاء لكن جمعية مغرب الثقافات المنظمة للمهرجان أكدت لاحقا أن «جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بإنتاج العرض بتقنية الهولوجرام قد تم اتخاذها في إطار من الصرامة والامتثال للقوانين المعمول بها».وقالت في بيان إنه «جرى بشكل مسبق الحصول على التراخيص الضرورية المتعلقة باستغلال صورة الفنان الراحل وصوته وأعماله الغنائية، وذلك من الجهة المخولة رسميا بتدبير هذه الحقوق».ويمتد برنامج مهرجان موازين حتى 28 حزيران الجاري بمشاركة مجموعة من كبار الفنانين منهم العراقي كاظم الساهر واللبنانية ماجدة الرومي والمغربية نجاة اعتابو.»وكالات».


المغرب الآن
٢٥-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- المغرب الآن
'هولوغرام العندليب'… بين الحق الفني والانزلاق الرمزي: هل يضع مهرجان موازين إرث عبد الحليم في مهب الريح؟
تحوّلت سهرة 'الهولوغرام' التي خُصصت لتكريم الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ضمن فعاليات 'مهرجان موازين' إلى قضية رأي عام فني وقانوني وأخلاقي ، بعد أن فتحت عائلة الفنان النار على إدارة المهرجان، واصفة العرض بـ'المسخ'، ومتوعدة باللجوء إلى القضاء، بينما أعلنت شركة تقنية متخصصة امتلاكها الحقوق الحصرية للعروض الهولوغرافية للفنان، وبدأت بدورها إجراءات قضائية متعددة الجنسيات. الحدث: تكريم أم انتهاك؟ كان من المفترض أن يشكل العرض الذي احتضنه المسرح الوطني محمد الخامس لحظة فنية استثنائية تعيد تقديم عبد الحليم لجمهور جديد بتقنيات عصرية. غير أن النتيجة جاءت – بحسب العائلة والمتخصصين – عكس المرجو. فـ'الصورة الرديئة'، و'المؤثرات الركيكة'، و'التمثيل الكاريكاتوري' لشخصية عبد الحليم، أثارت غضب الورثة ومحبي 'العندليب الأسمر'، ودفعت محمد شبانة، نجل شقيقه، إلى القول: 'هذا ليس عبد الحليم، بل أراجوز يشوّه إرثه'، مضيفًا أن الأسرة لم تمنح أي تصريح، ما يعني أن ما وقع يمثل انتهاكًا للحقوق الأدبية والمادية . البنية القانونية للنزاع: تعدد الجهات وتضارب المصالح في موازاة هذا، أعلنت شركة XtendVision ، التي كانت طرفًا تقنيًا مفترضًا في العرض الأصلي، انسحابها من المشاركة بعد 'إخلالات تنظيمية' من طرف إدارة المهرجان، أهمها قصر وقت التحضير وفرض قاعة غير ملائمة. لكن ما فجّر الأزمة هو أن العرض قدّم لاحقًا من قبل شركة أخرى سبق – حسب XtendVision – سحب ترخيصها لاستعمال صورة عبد الحليم، ما اعتُبر تجاوزًا خطيرًا للحقوق الحصرية التي تمتلكها الشركة الأولى بتفويض رسمي من ورثة الفنان. والأخطر أن الأمر لن يتوقف على المغرب، إذ أعلنت الشركة شروعها في إجراءات قانونية موازية في مصر والإمارات ، مع تقديم مطالب تعويض قد تتجاوز مليون دولار، ما يهدد المهرجان ليس فقط بصدمة معنوية، بل أيضًا بارتدادات مالية وقانونية قد تمتد سنوات. الإسقاطات الرمزية: تآكل شرعية المهرجان؟ يتجاوز المشكل هنا نطاق الحقوق الفنية إلى رمزية عبد الحليم حافظ في الوعي العربي الجماعي ، وضرورة التعاطي مع إرثه – وغيره من رموز الفن – بقدر كبير من الحساسية، خاصة حين يتعلق الأمر بإعادة تجسيدهم عبر تقنيات جديدة. فالعرض بدا، حسب تعبير كثيرين، مهينًا لا تكريميًا، وجاء في سياق دورة اعتُبرت أصلًا مرتبكة وضعيفة الإعداد. ذلك أن مهرجان 'موازين'، الذي يحتفل بمرور عشرين سنة على انطلاقه، عرف في هذه الدورة فوضى في البرمجة، تأخرًا في العروض، شكاوى تقنية متكررة، جدلاً حول بيع التذاكر في السوق السوداء، وقرارات تنظيمية غير مفهومة ، ما جعله عرضة لاتهامات بالفشل في تجديد أدواته ومفاهيمه. ما بين التقدير والإدانة: ما له وما عليه من الناحية الإيجابية، يظل مهرجان 'موازين' واجهة دبلوماسية ثقافية فريدة للمغرب ، ساهم على مدى سنوات في استقطاب نجوم من مختلف أنحاء العالم، وفي تقديم صورة منفتحة وحداثية عن البلد. غير أن هذه المكانة الرمزية لا تعفيه من الالتزام بالمسؤولية المؤسساتية والفنية ، خصوصًا حين يتعلق الأمر بحقوق فنانين راحلين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. في المقابل، فإن الخطأ الجسيم الذي وقع – سواء كان ناتجًا عن إهمال أو عن سوء تقدير – يضع مصداقية المهرجان على المحك ، وقد يفتح الباب أمام مطالبات بإعادة هيكلة شاملة للحوكمة الفنية، تشمل آليات التعاقد، ضمانات حقوق المؤلفين، وضمان الاحترافية في استعمال التقنيات الرقمية. خلاصة تحليلية إن عرض 'هولوغرام عبد الحليم' في 'موازين' لم يكن مجرد سهرة غنائية، بل مرآة تعكس إشكالات مركبة في إدارة الثقافة والفن في المغرب والمنطقة. من حق الجمهور أن ينبهر بالتكنولوجيا، ومن حق المهرجانات أن تطمح لتجارب جريئة، لكن يبقى الأهم هو احترام الرموز، والحقوق، والذاكرة الجماعية . في نهاية المطاف، قد تمثل هذه الأزمة فرصة لإعادة ضبط البوصلة داخل المؤسسة المشرفة على المهرجان ، وتأكيد أن الحداثة لا تكون على حساب الأخلاق، وأن تكريم الكبار لا يعني استغلالهم… ولو على شكل هولوغرام. ملاحظة مهمة: هذا التحليل لا يُعد حكمًا قضائيًا ولا تبنيًا لرواية جهة على حساب أخرى، بل قراءة صحافية في قضية رأي عام.