logo
#

أحدث الأخبار مع #غزة_المدينة

سيزيف غزة يحمل خيمة لا صخرة!
سيزيف غزة يحمل خيمة لا صخرة!

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

سيزيف غزة يحمل خيمة لا صخرة!

مالت الشمس نحو الغروب، وسقطت في حضن البحر فامتلأت أمواجه بالأصيل الدافئ المحبب إلى النفس، وخرج الرجال إلى مجالسهم الصاخبة بالحوار والمناقشات السياسية، وركنت النساء إلى الراحة بعد يوم صيفي طويل، أمضينه في إشعال النار وطهي الطعام وغسل الملابس على الأيدي والأكف، وجاءت سويعات العصر الناعسة المليئة بالهيام نحو الهدوء، والخلوة إلى النفس أو الترويح عنها.. إلا في غزة، وفي ذاك اليوم على وجه التحديد. كان الليل قد زحف سريعاً، فحلت العتمة، وامتدّ الظلام الذي خيم على قلوبنا، وجمّد معها مشاعرنا ومحاجر الدمع في عيوننا، ثم استلقينا على فراشنا نطلب النوم وهو متمنع عنا.. ففي عصر يوم الاثنين، صدرت أوامر تقضي بالإخلاء الفوري لحينا والأحياء المجاورة، فتبددت الراحة الواهية المتوشحة والمغلفة بأصوات الصواريخ والتفجيرات التي كنا نسمعها يوميًّا وساعيًّا في المدينة، ودار الرجال لا يدرون ما يصنعون في ظل حرب لا تُقعي ولا تهدأ، لا يدرون ماذا يصنعون، فأوامر الإخلاء المجحفة صدرت في أعقاب اليوم، والشمس أوشكت على الذوبان في البحر. دلف الرجال والأطفال إلى البيوت هائمين تائهين، يتنتاقشون مع أهل بيتهم متبادلين نظرات حيرى ووجلة دون أن يهتدوا لفكرة أو حل، ثم خرجوا مجدداً إلى الشارع. تجمع الجيران مع بعضهم وقد قرروا أن يبيت أهالي الحي في بيوتهم الليلة، وفي الصباح يرتحلون، وهكذا عاد الجميع إلى بيوتهم، وخلا الشارع إلا من بعض السابلة المضطربة. وبدأت مع ذلك مرحلة جمع الحقائب وترتيبها، وأخذ ملابس تكفي للفصول الأربعة كلها؛ خوفاً من استطالة أمد النزوح أو من نسفٍ للبيوت، وأخْذِ بعض الأدوات المنزلية، وقوارير فارغة لجلب الماء. كان الليل قد زحف سريعاً، فحلت العتمة، وامتدّ الظلام الذي خيم على قلوبنا، وجمّد معها مشاعرنا ومحاجر الدمع في عيوننا، ثم استلقينا على فراشنا نطلب النوم وهو متمنع عنا.. كنا نريد أن ننام، لم نكن ننام في مدينتنا البركانية المحتشدة سماؤها وأرضها بالحمم والقذائف (خان يونس)، ولا يغضي لنا جفن، وزاد أن أمامنا يومًا قاسيًا طويلًا مريرًا في الغد، ولكن النوم هرب بعيدًا من ثقل ما نحن فيه، فلم نلتقِ معه في أي وقت. كيف ينام الإنسان؟ وكيف يشعر في آخر ليلةٍ له في بيته الذي لا يعرف إن كان سيعود له أم لا؟! كنت والحائط نجري حواراً صامتاً بيننا، أسمعه يغص في البكاء وهو يحادثني، وأمسح أنا على صفحته الباردة علّه يسكن أو يهدأ، حسدته لبكائه، ومقدرته على ذلك، فاستحال هو شخصًا ذا قلب بائس من الحزن والقهر، وأمسيت أنا بلا روح أو نفس، وبقيت أتقلب كحال الجميع في البيت والحي.. كيف استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت ليلة الهجرة؟ وكيف انقضى عنه الوقت؟ وكيف كان قلبه وهو يخرج من أحب البقاع لقلبه؟ لقد كان معه وعد ربه: {إن الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ}… فياربِّ اجعل لنا معادًا حقًّا في بيوتنا ومدينتنا. مات النهار في ذاك الصباح، رغم أن الشمس أشرقت، وشككت في طلعتها وضوئها، فلم أسمع يومها زقزقة أو شقشقة للعصافير، أكانت هي الأخرى تحزم متاعها مثلنا؟! جمعنا ما استطعنا جمعه في حقائبنا، كنت أتحاشى النظر لأشيائي وأغراضي، أحاول ألا تُطبع في ذاكرتي التي تركتها؛ لكيلا أستحضرها لاحقاً فأقعي من الحزن في بداية الطريق. وحُمِّلت الأغراض في الشاحنة، وكانت عدة شاحنات أخرى مصطفة في الحي، كل بيت وقفت أمامه شاحنة أو سيارة أو عربة كارو؛ لنقل المتاع عليها. كانت تتردد في مخيلتي كلمات مشهد "درويش"، وهو يبكي بها على المنصة، حين كان يرثي وطنه: ماذا نسينا وراءنا؟ وكنت أستبدلها بـ"ماذا تركنا وراءنا؟"، كشعورٍ بالذنب والخيانة لتركنا بيتنا الجريح، والمثخن بالآلآم. على قارعة الطريق اصطففنا وتكدسنا، افترشنا الأرض والرمل من طول الانتظار، لا نعرف أين الوجهة أو المستقر، تركنا خلفنا بيوتنا مجددًا، نياط القلب معقودة بها، وكلما ابتعدنا كانت تشدنا أكثر فأكثر، فتصبح هذه النياط كالأوتاد الحادة تتمزق داخلنا فننزف دماً. مادت بنا الأرض وارتجّت تحتنا، وتعطلت السيارة، ونامت عجلاتها معلنةً استسلامها وأنها ماتت إثر ذبحة أصابت صدرها! حاول السائق عبثًا تصليحها، تحدث معها، أخبرها بأننا مجبورون، تمنعت وقالت: كل من في داخلي يبكي وينزف، فكيف أسير بهم إلى لحودهم حيث النزوح والتشريد، ونشيج بيتهم أسمعه يُذوي القلب؟ أسير فقط إن عدتُ بهم، وعانقوه لعله يهدأ من حنينه إليهم. مرت الساعات، ساعة تلو الأخرى، والشمس الباردة أصبحت فوق الرأس، وتماثل الظل مع الجسد، ينظر الناس إلينا ونحن مفترشات مكانًا نجهله ويجهلنا، ويلعنون الاحتلال وكل من كان سبباً في ما نحن فيه. لم نستطع أن نبكي أو نتذمر أو نغضب، كنا كمن يسير إلى موته وحتفه، ولا حيلة له ولا يد ولا قرار.. أنعودُ أدراجنا إلى حيث ننتمي؟ فلمَ خرجنا إذن؟! لأننا تلقينا أوامر تقضي بالإخلاء الفوري تحت النار والدم أو الموت. وكأن الموت أسوأ مما نحن فيه، قلنا ألف مرةٍ ومرة: إن النزوح أسوأ من الموت، فنلنعد لحينا، ونجلس مع بيوتنا ونتآنس مع جدرانها، ولا يهم إن حوصرنا أو طوقتنا نيرانهم ومدرعاتهم، لا يهم إن هطلت المدافع على البيوت، أو تسللت مسيَّرات وطائرات انتحارية، وفجَّرت المنزل بنا. ولكن، ماذا إن هطلت علينا الصواريخ أو البراميل المتفجرة، وسقطنا مع حجارة البيت سقوطاً فوضوياً، وآلَ بنا الحال إلى بقائنا متمددين تحت الأنقاض وبيت الحجارة، مختنقين لا نحن أحياء ولا أموات؟ ماذا إن بقينا نحتضر لأيام دون مدد، أو غوث؟ كيف لقلوبنا أن تتحمل أن تسمع صوت استغاثة قلب أمها أو أبيها وأشقائها تحت الأنقاض، ولا حيلة لنا لإنقاذ بعضنا أو أنفسنا؟ أنبقى تحت الأنقاض نسمع حشرجات بعضنا، وتراخي أجسادنا وانسحاب الأرواح منا، فنصبح شهداء مفقودين، أو يأخذ واحد منا لقب (الناجي الوحيد)؟ ما كل هذه التفاصيل المرعبة والمخيفة؟ ومن أين تجمعت؟ وكيف تجدست في أخلادنا؟ أنخاف من التفاصيل؟ أهي ما يمنعنا من البقاء في بيوتنا؟ وأية تفاصيل هذه؟! إذن، لننتظر حتى عودة السائق الذي ذهب ليبحث عمن يساعده في تصليح السيارة المعترضة وسط الطريق. بقينا لثلاث ساعات، قضاها الأطفال بالتذمر والبكاء، أو اللهو بلا فهم أو معرفة لما يدور حولهم، وبعض من الفتيات يضحكن بلا سبب، كنّ يضحكن لكل ما هو مبكٍ، المحظوظ منا من بكى، فنحن في غالبيتنا لم نستطع ذلك، ولم نرده أو نفكر فيه، نحن لا نعلم شيئاً، كإنسان حجري أُسقط في أرض لا يعرف طبيعتها، ولا مادتها، ينزف منه الدم، فيظنه شراب توت فيتذوقه، فيجده صلدًا فيمجه خارج فمه. عاد السائق وارتحلنا من جديد نحو وجهتنا التي لا نعلمها، وسارت بنا السيارة متثاقلة، وحطت على رصيف بارد لا نعرفه ولا يعرفنا، مالت الشجيرات الصغيرات تستطلع القادمين، وكذلك رفعت الحجارة قامتها في محاولة لإشباعِ فضولها أين نحن؟ وكيف أضحينا هنا؟ كنا في الصباح في بيوتنا، ويوم أمس كنا في مثل هذا الوقت نُعدُّ الغداء ونصلي الظهر، أية سرعة جنونية هذه في غزة بلا استعدادٍ أو تحضيرٍ مسبق؟! كنا نتحاشى أفكارنا، ونحاول ألا نتقاطع معها في أية دقيقة أو ثانية، خوفاً من الغرق فيها أو الانهزام أمامها، يعطينا الناس ماءً لأجل الأطفال ورحمةً بهم وبنا. عاد السائق الذي لم ننتظر عودته، فقد سدّ بعودته آخر فرصة للعودة إلى البيت، أكان لدينا أمل في أن نعود أدراجنا ذاك النهار؟ لقد تمنينا الموت مراراً وتكراراً في دواخلنا، ليس يأساً، ولكن من شدة وهول ما أصابنا، نريد أن ينتهي هذا الجنون، والظلم، والألم، والقهر.. أن يتوقف نزيف قلوبنا. عاد السائق وارتحلنا من جديد نحو وجهتنا التي لا نعلمها، وسارت بنا السيارة متثاقلة، وحطت على رصيف بارد لا نعرفه ولا يعرفنا، مالت الشجيرات الصغيرات تستطلع القادمين، وكذلك رفعت الحجارة قامتها في محاولة لإشباعِ فضولها. حملنا حقابنا ووضعناها أرضاً، وجلسنا فوقها، وتجمدنا، عيوننا ذاهلة، تنصب نظراتنا في اللاشيء ونحوه! ثم ماذا؟ إلى متى سنجلس هكذا؟ هذا ليس بيتنا، وليس مسكننا، وكيف ستسكن أرواحنا فيه، كيف ستمر الساعات علينا، وكم يومًا سنبقى هنا، وعلى هذه الحال؟ لمَ لا نعيش كما يعيش الآخرون، كما تحيا جميع الكائنات؟ لكل حي عش وبيت يأوي إليه، ويحميه من كل ما هو مؤذٍ ومخيف، إلا الغزيّ، فلا يفصله ولا يحول بينه وبين الموت أو الخوف إلا قماش بالٍ، تُغرقه الأمطار شتاءً، والندى صباحاً أو صيفاً كم مرةً سنموت؟ وأي قهر سيُذوينا؟ وكم حدثاً جسيماً سيمر علينا دون أن ينجح في تحريكنا؟ وكم موقفاً صغيراً سيبكينا؟! ما الذنب الذي ارتكبه الغزّيون ليعانوا بهذا الشكل؟ ما الإثم الذي يوصل الإنسان لهذا الحال؟ أية كفارة هذه التي ندفعها بقلوبنا، وأجسادنا؟ ما الذي جنيناه حتى نموت مرتين، فمرة نموت في الحياة، ومرة نموت عند الموت؟ أم إن موت الغزي فيه حياة له، خلاص من هذه المصائب التي لا تتوقف عن الانصباب كشلال أسود هادر؟ هل حُكِم على الغزي أن يحمل أغراضه كصخرة سيزيف ولا يستقر مكانها، فيبقى ويشقى في العذاب المستمر هذا؟ لمَ لا نعيش كما يعيش الآخرون، كما تحيا جميع الكائنات؟ لكل حي عش وبيت يأوي إليه، ويحميه من كل ما هو مؤذٍ ومخيف، إلا الغزيّ، فلا يفصله ولا يحول بينه وبين الموت أو الخوف إلا قماش بالٍ، تُغرقه الأمطار شتاءً، والندى صباحاً أو صيفاً، وتقتلع الرياح بيته، وتحمله بعيداً لوجهة يجهلها كمارد ضخم أراد الانتقام، وتصليه حرارة الصيف نهاراً. ما الذي جنيناه كي نحتمل ما لم يحتمله حي على البسيطة؟ كل الطيور تأوي إلى أعشاشها، والكائنات كلها تعود إلى بيوتها.. إلا الغزي! عرَّوه من بيته وحيه وجيرانه وأحبابه. إلامَ سيستمر هذا الحال؟ أستكون لنا بيوت على الأرض، أم إن بيوتنا هناك تُبنى في السماء؟!

روايات وفيديوهات توثق استهداف متعاقدين أميركيين المجوعين بغزة
روايات وفيديوهات توثق استهداف متعاقدين أميركيين المجوعين بغزة

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

روايات وفيديوهات توثق استهداف متعاقدين أميركيين المجوعين بغزة

كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس، وفقا لروايات ومقاطع فيديو حصلت عليها، استخدام المتعاقدين الأميركيين الذين يحرسون مواقع توزيع المساعدات في غزة الذخيرة الحية والقنابل الصوتية ورذاذ الفلفل لتفريق الفلسطينيين المجوّعين الذين يتدافعون للحصول على الطعام. ونقلت الوكالة عن متعاقدَين أميركيين أنهما تقدما بشكوى لانزعاجهما من ممارسات وصفاها بالخطيرة وغير المسؤولة، مشيرين إلى أن عملية توزيع المساعدات في غزة كانت عشوائية وافتقرت للقيادة. وأضافا أن موظفي الأمن المعيّنين كانوا غالبا غير مؤهلين ومدججين بالسلاح، ويبدو أن لديهم ترخيصا مفتوحا لفعل ما يحلو لهم. وأضافت الوكالة، نقلا عن أحد المتعاقدَين، أن الرصاص كان يُطلَق في جميع الاتجاهات، وأحيانا صوب منتظري المساعدات في غزة. وذكر عدد من المتعاقدين أن الشركة المتعاقدة مع " مؤسسة غزة الإنسانية" (الممولة من الولايات المتحدة وإسرائيل) لم تزود الحراس بقواعد اشتباك إلا بعد 3 أيام. وتوقع المتعاقدون حصد المزيد من أرواح الفلسطيينين إذا استمرت مؤسسة غزة الإنسانية على هذا النهج. في غضون ذلك، نفت مؤسسة غزة الإنسانية استخدام المتعاقدين الأميركيين ذخيرة حية وقنابل صوت بمواقع المساعدات في غزة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المؤسسة قولها إنها فتحت تحقيقا بعد صدور تقرير الوكالة وخلصت إلى أن "ادعاءات التقرير كاذبة تماما". وأضافت أن التحقيق الذي قامت به أوضح أن المدنيين الفلسطينيين لم يتعرضوا في أي وقت لإطلاق النار بمواقع توزيع المساعدات. وكان تقرير الوكالة الإخبارية الأميركية نقل عن تقرير لشركة متعاقدة مع مؤسسة غزة الإنسانية أن 31% من عمليات التوزيع شهدت تسجيل إصابات خلال أسبوعين في يونيو/حزيران الماضي. وأكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة اليوم أن ما لا يقل عن 652 من طالبي المساعدات استشهدوا وأصيب 4537 منذ بدء تنفيذ الآلية الحالية لتوزيع الغذاء في مايو/أيار الماضي.

مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الموارد
مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الموارد

الجزيرة

time٢٥-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الموارد

تواجه مدينة غزة أزمة مياه حادة تهدد حياة أكثر من مليون و200 ألف شخص، في ظل تدمير شبه كامل للبنية التحتية وانقطاع مصادر الطاقة، مما خلق واقعا إنسانيا مأساويا يتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذ المدنيين من العطش والأمراض. وكشف المدير العام للتخطيط والمياه في بلدية غزة، ماهر سالم، عن حجم الدمار الذي لحق بمرافق المياه، حيث تم تدمير 63 بئرا من أصل 85 بئرا كانت تنتج 75% من كميات المياه المضخوخة للشبكة. كما تضررت 138 آلية من أصل 185 آلية كانت تعمل في قطاع المياه، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء والوقود اللذين يشغلان المضخات والمحطات. وكانت بلدية غزة قد حذرت في الأول من يونيو/حزيران الجاري من أزمة عطش كبيرة تهدد المدينة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الحاجة إلى المياه، وناشدت المنظمات الدولية التدخل العاجل لتفادي الكارثة. وأرجعت البلدية هذه الأزمة إلى تدمير الاحتلال نحو 75% من آبار المياه، وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الآبار المتبقية، إضافة إلى تقطع فترات ضخ مياه "ميكروت" (شركة مياه إسرائيلية)، مما نتج عنه حالة عطش شديدة تعيشها المدينة. وأوضح سالم -في مداخلة للجزيرة- أن كميات المياه المضخوخة للشبكة تراجعت بشكل كبير، حيث انخفضت من 120 ألف متر مكعب يوميا قبل العدوان إلى 20 ألف متر مكعب فقط حاليا، مما يعني عجزا يصل إلى 85% من الاحتياجات الأساسية. علاوة على ذلك، لا تتجاوز نسبة التغطية الحالية 25% من المناطق المأهولة، مما يعني أن 3 أرباع المناطق السكنية محرومة تماما من وصول المياه عبر الشبكة الرسمية. ويتمثل التحدي الأكبر -وفقا لسالم- في الكثافة السكانية الاستثنائية التي تشهدها المدينة، حيث تحتضن الآن ما بين مليون و200 ألف إلى مليون و300 ألف شخص، بعد أن كانت تضم 80 ألف مواطن فقط قبل العدوان. وعكست شهادات المواطنين حجم المأساة الإنسانية التي يعيشونها في رحلة البحث اليومي عن المياه الصالحة للشرب. حيث يروي أحد النازحين كيف تصل المياه الصالحة للاستخدام بصعوبة بالغة وبفترات متباعدة تصل إلى 20 يوما، مما يضطر السكان للسير مسافات تصل إلى كيلومترين للحصول على المياه من مصادر بعيدة. وتصف إحدى النازحات الوضع قائلة إن المياه التي تصل أحيانا تكون مالحة مثل مياه البحر، لكنهم مضطرون لاستخدامها رغم عدم صلاحيتها نظرا لانعدام البدائل. كما تضطر العائلات إلى تقنين استهلاك المياه قدر الإمكان، حيث تقول إحدى النازحات إن كل فرد في العائلة يدرك أن لديه كمية محدودة يوميا بحيث للشرب. ولا تقتصر المخاطر على المواطنين العاديين، بل تمتد لتشمل العاملين في قطاع المياه الذين يواجهون خطرا دائما أثناء أداء واجبهم. حيث أوضح كارم الغزالي -من قسم توزيع المياه في شمال القطاع- تعرضه رفقة زملائه لإطلاق النار أثناء توجههم لصيانة شبكات المياه في منطقة صلاح الدين، مما أدى لاستشهاد عدد من زملائه الذين ضحوا بحياتهم في سبيل خدمة المواطنين. ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بقطاع غزة ، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store