أحدث الأخبار مع #مجلسالدفاعالوطني،


اليمن الآن
منذ 3 أيام
- سياسة
- اليمن الآن
حقبة لاريجاني: الاستعداد للمواجهة، مع السعي لتأجيلها!
استطاع ترامب ان يفاجئ صانع القرار الإيراني في مناسبتين : اولا رعاية اتفاقية السلام بين أرمينيا و اذربيجان والتي مثلت اختراقا جيوسيا هاما لمنطقة جنوب القوقاز اربك حسابات موسكو و طهران على حد سواء. وثانيا قمة الاسكا بين ترامب وبوتن، و التي قد يتضمن جدول اعمالها بندا خاصا بالمفاوضات النووية . وبالتالي فان طهران التي ترفض اليوم الجلوس على طاولة الحوار مع المبعوث الأمريكي ويتكوف ، قد تجد نفسها غدا جزءً من "منيو العشاء" على طاولة ترامب وبوتن. وفي ضوء هذه المفاجآت ؛ يوصل النظام الايراني سياسته التكيّفية منذ نهاية حرب ال١٢ يوما ، وهي مزيج من الصبر الاستراتيجي والغموض التفاوضي. فمن الناحية الامنية و العسكرية ، تستعد ايران لسيناريو المعركة عبر سلسلة من الترتيبات ، اهمها: - تعميق التقارب الاستراتيجي مع روسيا والصين لضمان الدعم السياسي الدولي و املا في تعويض فجوة التسليح. - ترميم قدرات الدفاع الجوي و القوة الصاروخية ، واستئناف العمل بالبرنامج النووي. - مواصلة الاستثمار في اذرعها العسكرية ؛ حيث قام المرشد الاعلى بتخصيص ٦ مليار دولار من ميزانيته الخاصة لصالح فيلق القدس المسؤول عن المليشيات الاقليمية. - رفع الجاهزية العسكرية عبر تشكيل مجلس الدفاع الوطني، كآلية مؤسسية للتعامل مع الصراعات و تنسيق صناعة القرار ، وهذه الهيكلية التي تم تفعيلها للمرة الاولى منذ نهاية الحرب الايرانية العراقية. - مواصلة التشديد الامني ضد شبكات التجسس. اما في الجانب الدبلوماسي فقد تخلت ايران تدريجيا عن موقفها الحاد في اعقاب الهجمات الاسرائلية ، واظهرت خلال الاسابيع الماضية قدرا من المرونة المحسوبة ؛ وهو ما تجلى في قرار استئناف المفاوضات المباشرة مع الترويكا الأوروبية وعودة التواصل الخجول مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبخصوص واشنطن فقد رشحت انباء عن وساطة نرويجية يتم دراستها ايرانيا لاستئناف المفاوضات مع الجانب الامريكي ، كما ان شهية روسيا للعب دور الوساطة سوف تنفتح في حال كللت قمة الاسكا بالنجاح. وتتزامن هذه المرونة مع تغيرات مهمة في توازنات النظام الداخلية ؛ اهمها على الاطلاق عودة علي لاريجاني الى صدارة السلطة . ومنذ توليه منصب امين عام المجلس الاعلى للامن القومي انكب الرجل على ملفيين اساسين : تعزيز المصالحة السياسة في الداخل. و هندسة العلاقات الخارجية مع روسيا و الصين ودول الاقليم. لكن الاوساط السياسية الايرانية لا تستبعد توسيع صلاحياته ايضا لكي تشمل ملف المفاوضات النووية مع امريكا و الغرب. وقد افتتح لارجاني مهامه الخارجية بزيارة استثنائية الى العراق و لبنان ، و اللافت في هذه الزيارة اشتمالها على عروض ايرانية مقدمة الى الحكومات الشرعية في البلدين ، كما ان تحركات لاريجاني لم تتحدى صراحة المسار الامريكي في المنطقة وانما حاولت ان تتحايل عليه وان تبطئ من سرعته. في بغداد مثلا عرض لاريجاني على رئيس الوزراء العراقي قيادة وساطة لإقناع الفصائل المتشددة بالانضمام الى قوات الحشد الشعبي التي تتبع - وان نظريا- اوامر القائد الاعلى للقوات المسلحة. كما ان توقيع اتفاق امني مع العراق يساهم في تعزيز دور الحكومة ضمن العلاقات الثنائية بين البلدين وذلك بدلا من الاعتماد الايراني المباشر على المليشيات الولائية. اما في بيروت فقد ناقش لاريجاني مع الرئيس عون فكرة دمج حزب الله في القوات المسلحة اللبنانية مع ضمان احتفاظ الجيش باسلحة الحزب ، و عرض على الحكومة تقديم شحنات نفط وغاز كهبات على ان يقوم الجانب اللبناني ببيعها و الاستفادة من عوائدها في اعادة الاعمار. لكن عروض طهران لم تجد صدى في بيروت، وعلى هذا الاساس عاد نعيم قاسم الى تبني لغة الوعيد والتلويح بخيار الحرب الاهلية. في المجمل تتحرك طهران داخليا وخارجيا، للتكيف مع متغيرات ما بعد الطوفان و مع تداعيات حرب 12 يوما. وهي تسعى جاهدة لمجاراة الايقاع السياسي الامريكي، و التنبه من الاندفاعة العسكرية الاسرائيلية. ويبدو ان ايران قد تصالحت - وان بشكل مؤقت- مع حقيقة أنها لم تعد قوة توسعية مهيمنة في الاقليم، لذا فهي تركز على الاحتفاظ بما تبقى لديها من أوراق استراتيجية على امل ترميم معادلة الردع و التوصل الى شروط افضل لتسوية اشمل. ومثلما تواصل ايران استعدادها لخيار المواجهة ، فإنها تبدي قدرا من المرونة لتجنب هذا الخيار ، او على الاقل تأجيله قدر الامكان .. وعلى هذا الاساس فانها تعيد ايضا توظيف الورقة الحوثية في اليمن، وهو ما يستحق تناولا مفصلا في مقال اخر.


صوت بيروت
١٠-٠٨-٢٠٢٥
- سياسة
- صوت بيروت
هل ستقع حرب ثانية بين إيران وإسرائيل؟
رصد موقع 'المونيتور' الأمريكي خطوات إيرانية تؤكد تصعيد استعدادات طهران لحرب 'ثانية' مع إسرائيل 'لا مفر منها'، مشيرًا إلى أن أبرز تلك التحضيرات هو إنشاء 'مجلس الدفاع الوطني'. وقال الموقع الأمريكي: إن تشكيل مجلس الدفاع الوطني 'هو أكثر من مجرد تعديل بيروقراطي'معتبرًا أنه خطوة لإعادة هيكلة أنظمة القيادة التي تعرضت لضربات شديدة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، في حين تستعد طهران لصراع تعتبره بشكل متزايد أمرًا لا مفر منه. وبحسب 'المونيتور' فإن طهران بدأت العمل للحرب التالية 'قبل انحسار غبار المعركة الأولى'، مشيرًا إلى أنه بعد أقل من شهرين من الصراع المدمر الذي استمر 12 يومًا مع إسرائيل، تحركت القيادة الإيرانية لإعادة هيكلة قيادتها العسكرية استعدادًا لِما تراه مرحلة مواجهة حتمية قادمة . ووافق المجلس الأعلى للأمن القومي مؤخرًا على إنشاء مجلس الدفاع الوطني، وهو هيئة مركزية في زمن الحرب مكلَّفة بتنسيق الإستراتيجية والعمليات والخدمات اللوجستية عبر جميع فروع القوات المسلحة. ورغم أن القرار صيغ بلغة بيروقراطية، فإنه يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره استجابة مباشرة للثغرات التي كشفت عنها حرب يونيو/حزيران، بدءًا من الدفاعات الجوية الإيرانية المتعثرة، إلى خسارتها لكبار القادة والعلماء النوويين في سلسلة من الضربات الدقيقة المفاجئة. يشبه هيكل مجلس الدفاع الوطني هيكل 'مجلس الدفاع الأعلى'، وقد مكّن هذا المجلس، الذي أُنشئ خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، إيران من تجاوز تسلسل القيادة المُرهِق واتخاذ قرارات سريعة في مواجهة النيران. الإعلام أكثر صراحة كانت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أكثر صراحة في تطرقها للمجلس الجديد الذي قالت إنه صُمم لإعداد القوات المسلحة لتجدد الحرب من قبل إسرائيل وأمريكا، وحذّرت بعضها من أن تحالف واشنطن وتل أبيب لا يزال ملتزمًا بإكمال ما بدأه. مع أن تشكيل مجلس الدفاع الوطني يُعدّ رسميًّا إجراءً دفاعيًّا، إلا أن مهمته قد تُمكّن من اتخاذ موقف عسكري أكثر استباقية، فقد يسمح هيكل اتخاذ القرار المركزي لإيران بتوجيه ضربات انتقامية سريعة، أو حتى اتخاذ إجراءات استباقية، دون الحاجة إلى مشاحنات مطولة بين الوكالات. يتماشى هذا مع الخطاب الأخير لقادة الحرس الثوري الإيراني الذين دعوا إلى الردع من خلال الهيمنة، وحذَّروا من أن أي هجوم مستقبلي سيُرد عليه خلال ساعات، لا أيام. يوحي هذا الخطاب بأن طهران تسعى لضمان قدرتها على التحرك أسرع من إسرائيل في الساعات الأولى لأي حرب جديدة. على الصعيد المحلي، يُرسّخ إنشاء مجلس الدفاع الوطني دور الحرس الثوري الإيراني في صميم جهاز الأمن السياسي الإيراني. ومع ذلك، أبدى المنتقدون مخاوفهم بشأن التكلفة الاقتصادية للحفاظ على حالة تأهب دائم للحرب في ظلّ تزايد السخط الداخلي، والركود الاقتصادي، والإضرابات العمالية المستمرة، والنقص الحاد في الطاقة. أما خارجيًّا، فيُرسل مؤتمر الحوار الوطني رسالة مزدوجة، طمأنة لوكلاء إيران الإقليميين، وتحذيرًا لخصومها، فبالنسبة لحزب الله والحوثيين والميليشيات المتحالفة الأخرى، يُشير إلى أن طهران تُعيد بناء مركزها العسكري، وستكون مستعدة لتنسيق العمليات على جبهات متعددة في أي حرب لاحقة. بينما بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، يُقصد به أن يكون رادعًا، إذ تأمل إيران أن يدفع إنشاء المجلس وتشديد هيكله القيادي إسرائيل والولايات المتحدة إلى التفكير مليًّا قبل شن هجمات جديدة. هل أصبحت إيران أقوى؟ يرى تقرير موقع 'المونيتور' أن الهيكل الجديد يعالج نظريًّا مشاكل تنسيق أساسية في زمن الحرب، أما عمليًّا، فستعتمد فاعليته على قدرة إيران على تجديد مخزوناتها الصاروخية، وتعزيز أنظمة دفاعها الجوي، وحماية مراكز قيادتها من الضربات الدقيقة. وتتمتع الولايات المتحدة وإسرائيل بتفوق تكنولوجي حاسم، من الطائرات الشبح إلى القدرات الهجومية السيبرانية، وما إذا كان الإصلاح التنظيمي الإيراني من خلال مجلس الدفاع الوطني سوف يسد هذه الفجوات، أم يظلّ غير واضح. كما أن هناك أيضًا خطر المركزية المفرطة، إذا أصبح مجلس الدفاع الوطني نفسه هدفًا وعُطِّل في بداية أي صراع متجدد، فقد تُشلّ عملية صنع القرار الحربي في إيران برمتها.