logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدبنعبدالكريمالخطابي

معركة أنوال..معلمة وضاءة في مسلسل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الأجنبي
معركة أنوال..معلمة وضاءة في مسلسل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الأجنبي

الجريدة 24

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • الجريدة 24

معركة أنوال..معلمة وضاءة في مسلسل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الأجنبي

يخلد الشعب المغربي، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، غدا الإثنين (21 يوليوز)، الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، التي حقق فيها المقاومون والمجاهدون المغاربة الأفذاذ بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي انتصارا كبيرا على قوات الاحتلال الأجنبي. وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أنه منذ مطلع القرن العشرين، وتحديدا منذ 1907 وإلى 1912، قاد المقاوم الشريف محمد أمزيان حركة ثورية بطولية في مواجهة الغزاة، وخاض غمار عدة معارك ضارية ضد قوات الاحتـلال الأجنبي، حقق فيها انتصارات باهرة، وظل صامدا إلى أن سقـط شهيدا في ساحة الشرف والكرامة يوم 15 ماي 1912. وجاءت مقاومة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي كامتداد لهذه المقاومة الريفية في الزمان والمكان، حيث استطاع بفضل كاريزميته وشخصيته القوية هيكلة حركة المقاومة وتنظيمها سياسيا واستراتيجيا وعسكريا ولوجيستيكيا، لتعم مناطق الشمال بكاملها. وأبرزت المندوبية أن حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية، تميزت بدقة وإحكام في التنظيم، وبالقدرة على الاستقطاب، وبالتخطيط المتقن، وبجودة الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان. فبعد مواجهات ضارية مع قوات الاحتلال، وصل قائدها العام الجنرال 'سيلفستر' الذي اشتهر بخبرته وتجربته العسكرية، على رأس قوة عسكرية لفك الحصار عن قواته، لكنه عجز واضطر إلى الانسحاب والتراجع إلى مليلية، فلاحقه المجاهدون الريفيون بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتوجت هذه المعركة الكبرى التي دارت رحاها بمنطقة أنوال بانتصار ساحق للمجاهدين الأشاوس، مما شكل ضربة موجعة للغزاة المعتدين الذين تكبدوا خسائر فادحة في الجنود والعتاد، حيث قدر عدد القتلى بالآلاف من بينهم الجنرال 'سلفستر'، بالإضافة إلى اغتنام المجاهدين لأسلحة متطورة كثيرة ومتنوعة. وبعدما تكبدت أفدح الهزائم، تراجعت القوات الاستعمارية وتمركزت بمدينة مليلية بينما حظيت حركة التحرير الوطني بتأييد وإعجاب العديد من حركات التحرر الوطني في العالم، التي وجدت في معركة أنوال مرجعية في استراتيجية وفنون حرب العصابات. وأشارت المندوبية إلى أن القوات الاستعمارية منيت خلال معركة أنوال بهزيمة ثقيلة أربكت حسابات الغزاة المحتلين الذين اهتزت أركان جيوشهم الجرارة المدججة بأحدث الآليات والتجهيزات العسكرية وبقوة الحديد والنار، فاضطروا بذلك للتفاوض مع المجاهدين لحفظ ماء الوجه. واعتبرت المندوبية أن مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، تميز بالتحول الجديد الذي شهده مسلسل الكفاح الوطني بالانتقال إلى النضال السياسي كواجهة مواكبة ومكملة للمقاومة المسلحة، وتصدى أبناء الريف الأشاوس لما سُمي بالظهير البربري الذي أصدرته سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية في 16 مايو 1930، والذي كانت تستهدف من خلاله تمزيق وحدة المغرب والتفريق بين أبنائه. وتصاعدت بذلك وتيرة النضال الوطني بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 بتشاور وتناغم بين بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وطلائع الحركة الوطنية، ثم جاءت رحلة الوحدة في 9 أبريل 1947 إلى مدينة طنجة، وخطاب جلالته التاريخي بالمناسبة، لتذكي الصراع المحتدم بين العاهل المفدى والإقامة العامة للحماية الفرنسية. وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير لتغتنم هذه المناسبة الغراء، لتؤكد استعدادها التام وتعبئتها المستمرة تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس من أجل الدفاع عن وحدة المملكة الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية. كما تعرب عن دعمها اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية باعتبار هذا المشروع ينسجم مع الشرعية الدولية، ويحظى بدعم المنتظم الأممي، ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة. واعتبرت المندوبية أن مناسبة تخليد الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، توحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر والعظات في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لعاهل البلاد الذي يحمل لواء بناء وإعلاء صروح المغرب الحديث وارتقائه في مدارج التقدم والازدهار، وترسيخ دولة الحق والقانون. وبهذه المناسبة، واحتفاء بهذه الذكرى المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الاثنين مهرجانا خطابيا وتكريميا بمقر عمالة إقليم الدريوش، تلقى خلاله كلمات وشهادات تستحضر الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي دفاعا عن حمى الوطن وحياضه وثوابته. كما أعدت كافة النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومعها شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وتعدادها 105 وحدة مفتوحة عبر التراب الوطني، عدة برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية.

معلمة في مسار الكفاح ضد الاستعمار.. المغاربة يخلدون معركة أنوال
معلمة في مسار الكفاح ضد الاستعمار.. المغاربة يخلدون معركة أنوال

LE12

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • LE12

معلمة في مسار الكفاح ضد الاستعمار.. المغاربة يخلدون معركة أنوال

يخلد الشعب المغربي، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، غدا الإثنين (21 يوليوز)، الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، التي حقق فيها المقاومون والمجاهدون المغاربة الأفذاذ بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي انتصارا كبيرا على قوات الاحتلال الأجنبي. وذكرت المندوبية السامية لقدماء وجاءت مقاومة البطل محمد بن عبد الكريم وأبرزت المندوبية أن حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية، تميزت بدقة وإحكام في التنظيم، وبالقدرة على الاستقطاب، وبالتخطيط المتقن، وبجودة الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان. فبعد مواجهات ضارية مع قوات الاحتلال، وصل قائدها العام الجنرال 'سيلفستر' الذي اشتهر بخبرته وتجربته العسكرية، على رأس قوة عسكرية لفك الحصار عن قواته، لكنه عجز واضطر إلى الانسحاب والتراجع إلى مليلية، فلاحقه المجاهدون الريفيون بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتوجت هذه المعركة الكبرى التي دارت رحاها بمنطقة أنوال بانتصار ساحق للمجاهدين الأشاوس، مما شكل ضربة موجعة للغزاة المعتدين الذين تكبدوا خسائر فادحة في الجنود والعتاد، حيث قدر عدد القتلى بالآلاف من بينهم الجنرال 'سلفستر'، بالإضافة إلى اغتنام المجاهدين لأسلحة متطورة كثيرة ومتنوعة. وبعدما تكبدت أفدح الهزائم، تراجعت القوات الاستعمارية وتمركزت بمدينة مليلية بينما حظيت حركة التحرير الوطني بتأييد وإعجاب العديد من حركات التحرر الوطني في العالم، التي وجدت في معركة أنوال مرجعية في استراتيجية وفنون حرب العصابات. وأشارت المندوبية إلى أن القوات الاستعمارية منيت خلال معركة أنوال بهزيمة ثقيلة أربكت حسابات الغزاة المحتلين الذين اهتزت أركان جيوشهم الجرارة المدججة بأحدث الآليات والتجهيزات العسكرية وبقوة الحديد والنار، فاضطروا بذلك للتفاوض مع المجاهدين لحفظ ماء الوجه. وبالرغم من تحالف قوات الاستعمارين الاسباني والفرنسي، استطاع البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي وأنصاره الصمود في وجه قوات الظلم والطغيان لمدة سنة كاملة، دخل خلالها في مفاوضات مع قيادتيهما، حيث جرت عدة لقاءات ومحادثات مع القوتين العسكريتين، أسفرت عن قبول شرط إيقاف الحرب الريفية دون تسليم الأسلحة. وفي هذا السياق، وبعد أن تبين للبطل الصلب محمد بن عبد الكريم الخطابي أن هذه الحرب غير متكافئة بين الجانبين، فضل تسليم نفسه للمحتل الفرنسي حقنا للدماء، وكان ذلك صبيحة يوم 26 ماي 1926. واعتبرت المندوبية أن مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، تميز بالتحول الجديد الذي شهده مسلسل الكفاح الوطني بالانتقال إلى النضال السياسي كواجهة مواكبة ومكملة للمقاومة المسلحة، وتصدى أبناء الريف الأشاوس لما سُمي بالظهير البربري الذي أصدرته سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية في 16 مايو 1930، والذي كانت تستهدف من خلاله تمزيق وحدة المغرب والتفريق بين أبنائه. وتصاعدت بذلك وتيرة النضال الوطني بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 بتشاور وتناغم بين بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وطلائع الحركة الوطنية، ثم جاءت رحلة الوحدة في 9 أبريل 1947 إلى مدينة طنجة، وخطاب جلالته التاريخي بالمناسبة، لتذكي الصراع المحتدم بين العاهل المفدى والإقامة العامة للحماية الفرنسية. وفي هذا الصدد، اشتد الصراع في أعقاب المواقف البطولية لجلالة المغفور له محمد الخامس ومعه الحركة الوطنية في مواجهة الإقامة العامة للحماية الفرنسية التي كانت تتوهم أنها بإقدامها على فعلتها النكراء المتمثلة في نفي رمز السيادة المغربية جلالة المغفور له إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى جزيرة مدغشقر، يوم 20 غشت 1953، ستتمكن من إخماد جذوة المقاومة، غير أن هذه العملية الجائرة أججت وتيرة الكفاح الوطني الذي امتدت شرارته لكافة أرجاء الوطن إلى حين العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال حاملا معه مشعل الحرية والاستقلال. وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير لتغتنم هذه المناسبة الغراء، لتؤكد استعدادها التام وتعبئتها المستمرة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس من أجل الدفاع عن وحدة المملكة الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية. كما تعرب عن دعمها اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية باعتبار هذا المشروع ينسجم مع الشرعية الدولية، ويحظى بدعم المنتظم الأممي، ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة. واعتبرت المندوبية أن مناسبة تخليد الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، توحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر والعظات في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الذي يحمل لواء بناء وإعلاء صروح المغرب الحديث وارتقائه في مدارج التقدم والازدهار، وترسيخ دولة الحق والقانون. وبهذه المناسبة، واحتفاء بهذه الذكرى المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الاثنين مهرجانا خطابيا وتكريميا بمقر عمالة إقليم الدريوش، تلقى خلاله كلمات وشهادات تستحضر الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي دفاعا عن حمى الوطن وحياضه وثوابته. وسيتم أيضا بذات المناسبة، تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وتوزيع إعانات مالية وإسعافات اجتماعية على عدد من أفراد هذه الأسرة. كما أعدت كافة النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومعها شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وتعدادها 105 وحدة مفتوحة عبر التراب الوطني، عدة برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية.

هل كانت الأحداث التاريخية وراء تهميش بعض مناطق المغرب؟
هل كانت الأحداث التاريخية وراء تهميش بعض مناطق المغرب؟

Independent عربية

time٢٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

هل كانت الأحداث التاريخية وراء تهميش بعض مناطق المغرب؟

تعاني بعض المناطق المغربية الإهمال لأسباب تاريخية وسياسية وأخرى جغرافية أيضاً، تجعلها عرضة للهشاشة التنموية بعيداً من كبريات الحواضر التي تحظى باهتمام رسمي ورخاء اقتصادي. وتسببت خلفيات وأحداث تاريخية وسياسية، فضلاً عن "قدر الجغرافيا"، في استبعاد هذه المناطق المنتمية إلى ما بات يسميه البعض "المغرب العميق"، من طرف الدولة المركزية، حتى إنها لا تستفيد من حقها الكامل في التنمية مثل باقي مناطق البلاد. ومن أبرز هذه المناطق التي تكابد "الحرمان التنموي" لعوامل تاريخية منطقة الريف في أقصى شمال البلاد، ولأسباب سياسية منطقة تازة، وتحديداً هرمومو، ولدوافع جغرافية مدينة جرادة وفجيج وخنيفرة أيضاً. العلاقة مع الريف لفهم هذه العلاقة الترابطية بين أحداث وخلفيات تاريخية وبين تهميش بعض المناطق بعينها في المغرب يسلط المؤرخ إبراهيم القادري بوتشيش الضوء على نموذجين من المناطق المغربية المهمشة، الأول هو منطقة الريف. ويوضح أن تهميش منطقة الريف يعزى إلى الصدام الذي وقع في محطات تاريخية عدة بين الريف والسلطة المركزية، وبخاصة ثورة محمد بن عبدالكريم الخطابي والانتفاضات والاحتجاجات المتتالية لأبناء هذه المنطقة ضد تهميشهم منذ الاستقلال. واستطرد الأكاديمي، "منذ القرون الأولى للفتح الإسلامي للمغرب، شكلت إمارة نكور بالريف مجالاً مستقلاً عن الحكم المركزي، وفي التاريخ المعاصر، قاد الزعيم الريفي محمد بن عبدالكريم الخطابي حركة ضد الاستعمار الإسباني في مجال ما يعرف بالمنطقة الخليفية بالشمال، باستقلال عن الحكم المركزي، بل حاول بناء مشروع إمارة لها دستورها الخاص عام 1921". وبعد الاستقلال، يضيف بوتشيش شهدت منطقة الريف سلسلة من الانتفاضات بداية من عام 1958 رداً على الغبن أو ما يسميه المغاربة "الحكرة" والتهميش الذي طاول المنطقة، مروراً بانتفاضات عام 1984 التي عرفت بحركة الأوباش، وصولاً إلى احتجاجات ما يسمى "الربيع العربي" عام 2011، ثم أحداث الحسيمة في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016 بسبب واقعة وفاة بائع السمك محسن فكري، التي تعكس هشاشة المنطقة. واعتبر بوتشيش أن هذه الأحداث شكلت رواسب تاريخية عقدت العلاقة بين الدولة ومنطقة الريف، وزادت هذه الأخيرة عُزلة وتهميشاً، وهذا ما تجلى في ارتفاع مؤشرات الفقر ونسبة البطالة وكثرة العاطلين من العمل وهجرة معظمهم إلى الديار الأوروبية وعدم اهتمام الدولة بالمشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي تكون رافعة للتنمية في هده المنطقة. ولفت المتحدث عينه إلى أنه "على رغم سعي الدولة حالياً إلى المصالحة مع منطقة الريف وإدماجها في مشاريع التنمية الاقتصادية، غير أن هذه المساعي تظل غير كافية وتتطلب ضخ مزيد من الرساميل لاستثمار في هذه المنطقة المهمشة. رواسب تاريخية أما النموذج الثاني، وفق المؤرخ بوتشيش، الذي يكرس التهميش الاجتماعي والاقتصادي لأسباب تاريخية، فهي مدينة تازة عقب حدثين تاريخيين مهمين جعلا المدينة في عداد المناطق "المستبعدة"، الأول يتعلق بحركة "بوحمارة" في بداية القرن الـ20، والثاني محاولة انقلاب الصخيرات عام 1971 الذي قاده ضباط من أبناء المدينة، كما يمكن أيضاً إضافة أحداث "حي الكوشة" في الرابع من يناير (كانون الثاني) من عام 2012 التي شهدت احتجاجات على غلاء فواتير الكهرباء والماء وتهميش المدينة. ويفصل بوتشيش في هذين الحدثين، بالقول "بخصوص علاقة تازة بالحركة التي قادها الفقيه الجيلالي بن عبدالسلام الزرهوني الملقب بـ(بوحمارة)، فهي المدينة التي كانت معقله بعدما أعلن تمرده على السلطان المغربي مولاي عبدالعزيز". وزاد أستاذ التاريخ في جامعة مكناس أنه في تازة حاول بوحمارة تشكيل دولة تضاهي الدولة المغربية من حيث الجيش والوظائف، واستمرت محاولاته من عام 1902 إلى 1909، مما جعل الدولة آنذاك تعد حركته خارجة عن الشرعية وفتنة زادت من سوء العلاقة بين الطرفين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أما الحدث الثاني فيوجزه بوتشيش بالقول إن أحداث هرمومو زادت الطين بلة، عندما قام بعض الضباط المسؤولين عن المدرسة العسكرية الموجودة في منطقة تازة، بالتخطيط لانقلاب عسكري ضد الملك الراحل الحسن الثاني. وخلص المتحدث عينه إلى أنه "على رغم أن محاولة الانقلاب التي قادها الضباط من أبناء المنطقة باءت بالفشل، لكنها تركت جرحاً عميقاً لدى الدولة أضيف إلى حركة (بوحمارة) ليشكل رواسب تاريخية سيئة نسجت علاقة غير ودية بين الطرفين"، و"عقاباً جماعياً" تجلى في التهميش والإهمال الذي طاول المنطقة. الجغرافيا سبب ليس التاريخ وحده الذي يفسر تهميش مناطق معينة في المغرب وعدم استفادتها من حصة التنمية كاملة أسوة بباقي المناطق، بل أيضاً للسياسة والجغرافيا في ذلك نصيب بارز، مثل فجيج وجرادة وخنيفرة، وغيرها. يقول في السياق الباحث في الجغرافيا السياسية بوبكر الراشدي إن تهميش الريف كما يراه أبناء المنطقة يعزى أساساً إلى دوافع سياسية واجتماعية تتمثل في "التحركات الاحتجاجية" لـ"ريافة"، آخرها الاحتجاجات في مدينة الحسيمة. وأكمل الباحث شارحاً "كان الحراك الشعبي في الحسيمة ناجماً عن مقتل بائع السمك محسن فكري في أكتوبر 2016، لكن الأزمة كانت أعمق من ذلك، فقد كانت الاحتجاجات ضد السياسات الحكومية واتهامها بتهميش الريف، والمناشدة بتلبية مطالب اجتماعية وتنموية، مما أسفر عن اعتقال العشرات من شباب الحسيمة، أبرزهم الناشط القيادي ناصر الزفزافي الذي ما زال قابعاً في السجن إلى اليوم". وتطرق الباحث في الجغرافيا السياسية إلى أمثلة فجيج وتاونات وجرادة وخنيفرة وغيرها من المناطق البعيدة من الاستفادة من حصة التنمية بسبب موقعها الجغرافي المتأثر سلباً إما بالمناخ أو بالبعد من مراكز القرار والرواج الاقتصادي. واسترسل الراشدي أن مواسم الجفاف المتوالية مثلاً أسهمت بصورة سلبية جداً في مفاقمة أوضاع سكان مناطق مثل فجيج وتاونات وأخرى، عندما خرج سكانها للاحتجاج أكثر من مرة على شبح العطش الذي يحوم فوق رؤوسهم. وتابع الباحث عينه أن منطقة مثل جرادة في شرق المملكة لم تستفد من التنمية بالصورة المطلوبة لسوء تدبيرها المحلي، خصوصاً لتعويلها على مناجم الفحم التي ظهر أنها إشكالية أكثر من أن تكون حلاً لتنمية وازدهار المنطقة. جهود حكومية ومقابل الفكرة السائدة بتهميش مناطق مغربية لأسباب تاريخية وسياسية وجغرافية أيضاً، تستعرض السلطات الحكومية جهودها المتواصلة لتنمية هذه المناطق، وتعدها سواء مع باقي المناطق الأخرى من دون تمييز اقتصادي أو اجتماعي بينها. وبخصوص الريف، وتحديداً مدينة الحسيمة، سبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن أقال وزراء ومسؤولين كباراً بسبب "التقصير" في تنفيذ مشاريع تنموية بمدينة الحسيمة كان أطلقها الملك عام 2015. وقد سبق للحكومة المغربية أن تفاعلت مع احتجاجات سكان الريف، باعتبارها "احتجاجات مشروعة" وفق وصفها، واعدة بتسريع وتيرة المشاريع والورش التنموية من دون أي تقصير. أما في شأن احتجاجات ساكنة جرادة، فقد سبق للحكومة أن وعدت بإطلاق دراسة لقطاع المعادن، بالنظر إلى أن المنطقة تختزن معادن أخرى غير الفحم الحجري، مثل الرصاص والنحاس، الشيء الذي يمكن معه رفع المعاناة والتهميش عن سكان المنطقة، وكذلك الحال بخصوص "حراك الماء" الذي عدة عم مناطق أبرزها فجيج وتاونات، حيث حرصت السلطات العليا بنفسها على إيلاء أهمية كبيرة لموضوع ندرة الماء ومواجهة الجفاف.

بلجيكا: "اللعنة الاستعمارية".. كتاب لياسين أكوح عن منطقة الريف
بلجيكا: "اللعنة الاستعمارية".. كتاب لياسين أكوح عن منطقة الريف

يا بلادي

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • يا بلادي

بلجيكا: "اللعنة الاستعمارية".. كتاب لياسين أكوح عن منطقة الريف

"اللعنة الاستعمارية – العلاقات بين الدولة المغربية والريف" هو كتاب للصحفي البلجيكي-المغربي ياسين أكوح، يتحدث فيه عن منطقة الريف ، المعروفة بتاريخها الحافل وشخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي (1882 – 1963). في هذا الكتاب الصادر عن دار Houtekiet، يغوص الكاتب والناشط الفلمنكي، البالغ من العمر 24 عامًا، في أرشيفات ثمينة لتحليل تأثير قائد المقاومة الريفية على التاريخ الإقليمي، والهوية المحلية، والحركات الاجتماعية. ورغم أن الكتاب لا يتناول بشكل مفصّل أحداث الريف بعد نهاية الاستعمار والحماية، إلا أن ياسين أكوح يقدم قراءة واقعية للصراع ضد الاستعمار ولعدد من القضايا المعاصرة، مشيرًا إلى أن الخطابي لا يزال رمزًا عبر الأجيال، سواء للمغاربة داخل الوطن أو لمغاربة المهجر من أصول ريفية. في هذا السياق، ذكرت صحيفة De Standaard أنه في أواخر عام 2013، شهدت مدينة أنتويرب البلجيكية دينامية لافتة، حيث تم استشارة سكان بورغيرهوت بشأن تغيير اسم ساحة Terloplein. هذا الحي، الذي يتميز بتواجد كبير للجالية المغربية، وتم طرح اسم محمد بن عبد الكريم الخطابي كأحد البدائل المقترحة تكريمًا له، باعتباره قائدًا قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الإسباني في عشرينيات القرن الماضي. إلا أن هذه المبادرة أثارت جدلًا سياسيًا واسعًا، وصل إلى حد التشكيك في مسألة اندماج مزدوجي الجنسية داخل المجتمع البلجيكي. وفي النهاية، لم يتم تغيير الاسم، لكن الجدل كشف عن مكانة الخطابي الرمزية في المخيال الجماعي للمغاربة الريفيين داخل بلجيكا. من جهة أخرى، عمل ياسين أكوح على تغطية حراك الريف الذي اندلع سنة 2016، حيث خلص إلى أن شخصية "الأمير" كانت حاضرة بقوة في وجدان الحراك. وهذا ما دفعه إلى الربط بين تاريخ الانتفاضات في المنطقة وقائدها الشهير. في هذا الإطار، يتناول الكاتب بتفصيل الانتفاضة المناهضة للاستعمار بين 1920 و1926، والهزيمة الثقيلة التي تكبدها الجيش الإسباني، مما دفعه إلى اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية، وهو ما سرّع استسلام الخطابي وسقوط جمهورية الريف. كما يشير أكوح إلى كتابات وخطابات الخطابي، ونفيه من قِبل الفرنسيين إلى جزيرة لا ريونيون عام 1926، قبل أن ينجح في الفرار منها ليستقر في مصر حتى وفاته.

الحزب الوطني الريفي ينظم ببلباو  وقفة إحتجاجية بمناسبة الذكرى 14 للهولوكوست العلوي بحق خمسة شبان ريفيين
الحزب الوطني الريفي ينظم ببلباو  وقفة إحتجاجية بمناسبة الذكرى 14 للهولوكوست العلوي بحق خمسة شبان ريفيين

التلفزيون الجزائري

time٢٣-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • التلفزيون الجزائري

الحزب الوطني الريفي ينظم ببلباو  وقفة إحتجاجية بمناسبة الذكرى 14 للهولوكوست العلوي بحق خمسة شبان ريفيين

نظم الحزب الوطني الريفي اليوم الأحد في مدينة بلباو بإسبانيا وقفة إحتجاجية بمناسبة الذكرى 14 للهولوكوست العلوي بحق خمسة شبان ريفيين . وفي إطار سلسلة اللقاءات التي ينظمها الحزب الوطني الريفي في منطقة بلباو، عُقد اللقاء الثاني بمدينة 'أوريريتا' الباسكية والذي كلل بنجاح كبير. حيث سلط الضوء بشكل واضح على البُعد السياسي للقضية الريفية، وهو التوجه الذي يتبناه الحزب الوطني الريفي، حيث أكد يوبا الغديوي، رئيس الحزب الوطني الريفي أن اللقاء يعتبر فرصة لإعادة إحياء الروح السيادية الريفية من محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الحزب الوطني الريفي.' وقد نُظّم اللقاء بالتعاون مع المجتمع المدني الإسباني 'ألتيرناتيبا' المنضوي تحت إئتلاف اليسار الجمهوري الإسباني، أين شهد تنظيم ندوتين فكريتين نشّطهما محمد الدوهري، اللاجئ السياسي الريفي وممثل الحزب الوطني الريفي في إسبانيا، بحضور ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني الاسباني . اللقاء عرف نقاشات معمقة حول القضية الريفية، حيث تم التأكيد على أهمية استمرارية النضال السياسي من أجل إعادة الشرعية، وتعزيز العلاقات وداعمي حركة الأخرى الريفية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store