
بلجيكا: "اللعنة الاستعمارية".. كتاب لياسين أكوح عن منطقة الريف
ورغم أن الكتاب لا يتناول بشكل مفصّل أحداث الريف بعد نهاية الاستعمار والحماية، إلا أن ياسين أكوح يقدم قراءة واقعية للصراع ضد الاستعمار ولعدد من القضايا المعاصرة، مشيرًا إلى أن الخطابي لا يزال رمزًا عبر الأجيال، سواء للمغاربة داخل الوطن أو لمغاربة المهجر من أصول ريفية.
في هذا السياق، ذكرت صحيفة De Standaard أنه في أواخر عام 2013، شهدت مدينة أنتويرب البلجيكية دينامية لافتة، حيث تم استشارة سكان بورغيرهوت بشأن تغيير اسم ساحة Terloplein. هذا الحي، الذي يتميز بتواجد كبير للجالية المغربية، وتم طرح اسم محمد بن عبد الكريم الخطابي كأحد البدائل المقترحة تكريمًا له، باعتباره قائدًا قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الإسباني في عشرينيات القرن الماضي.
إلا أن هذه المبادرة أثارت جدلًا سياسيًا واسعًا، وصل إلى حد التشكيك في مسألة اندماج مزدوجي الجنسية داخل المجتمع البلجيكي. وفي النهاية، لم يتم تغيير الاسم، لكن الجدل كشف عن مكانة الخطابي الرمزية في المخيال الجماعي للمغاربة الريفيين داخل بلجيكا.
من جهة أخرى، عمل ياسين أكوح على تغطية حراك الريف الذي اندلع سنة 2016، حيث خلص إلى أن شخصية "الأمير" كانت حاضرة بقوة في وجدان الحراك. وهذا ما دفعه إلى الربط بين تاريخ الانتفاضات في المنطقة وقائدها الشهير.
في هذا الإطار، يتناول الكاتب بتفصيل الانتفاضة المناهضة للاستعمار بين 1920 و1926، والهزيمة الثقيلة التي تكبدها الجيش الإسباني، مما دفعه إلى اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية، وهو ما سرّع استسلام الخطابي وسقوط جمهورية الريف.
كما يشير أكوح إلى كتابات وخطابات الخطابي، ونفيه من قِبل الفرنسيين إلى جزيرة لا ريونيون عام 1926، قبل أن ينجح في الفرار منها ليستقر في مصر حتى وفاته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة 24
منذ 4 أيام
- الجريدة 24
معركة أنوال..معلمة وضاءة في مسلسل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الأجنبي
يخلد الشعب المغربي، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، غدا الإثنين (21 يوليوز)، الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، التي حقق فيها المقاومون والمجاهدون المغاربة الأفذاذ بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي انتصارا كبيرا على قوات الاحتلال الأجنبي. وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أنه منذ مطلع القرن العشرين، وتحديدا منذ 1907 وإلى 1912، قاد المقاوم الشريف محمد أمزيان حركة ثورية بطولية في مواجهة الغزاة، وخاض غمار عدة معارك ضارية ضد قوات الاحتـلال الأجنبي، حقق فيها انتصارات باهرة، وظل صامدا إلى أن سقـط شهيدا في ساحة الشرف والكرامة يوم 15 ماي 1912. وجاءت مقاومة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي كامتداد لهذه المقاومة الريفية في الزمان والمكان، حيث استطاع بفضل كاريزميته وشخصيته القوية هيكلة حركة المقاومة وتنظيمها سياسيا واستراتيجيا وعسكريا ولوجيستيكيا، لتعم مناطق الشمال بكاملها. وأبرزت المندوبية أن حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية، تميزت بدقة وإحكام في التنظيم، وبالقدرة على الاستقطاب، وبالتخطيط المتقن، وبجودة الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان. فبعد مواجهات ضارية مع قوات الاحتلال، وصل قائدها العام الجنرال 'سيلفستر' الذي اشتهر بخبرته وتجربته العسكرية، على رأس قوة عسكرية لفك الحصار عن قواته، لكنه عجز واضطر إلى الانسحاب والتراجع إلى مليلية، فلاحقه المجاهدون الريفيون بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتوجت هذه المعركة الكبرى التي دارت رحاها بمنطقة أنوال بانتصار ساحق للمجاهدين الأشاوس، مما شكل ضربة موجعة للغزاة المعتدين الذين تكبدوا خسائر فادحة في الجنود والعتاد، حيث قدر عدد القتلى بالآلاف من بينهم الجنرال 'سلفستر'، بالإضافة إلى اغتنام المجاهدين لأسلحة متطورة كثيرة ومتنوعة. وبعدما تكبدت أفدح الهزائم، تراجعت القوات الاستعمارية وتمركزت بمدينة مليلية بينما حظيت حركة التحرير الوطني بتأييد وإعجاب العديد من حركات التحرر الوطني في العالم، التي وجدت في معركة أنوال مرجعية في استراتيجية وفنون حرب العصابات. وأشارت المندوبية إلى أن القوات الاستعمارية منيت خلال معركة أنوال بهزيمة ثقيلة أربكت حسابات الغزاة المحتلين الذين اهتزت أركان جيوشهم الجرارة المدججة بأحدث الآليات والتجهيزات العسكرية وبقوة الحديد والنار، فاضطروا بذلك للتفاوض مع المجاهدين لحفظ ماء الوجه. واعتبرت المندوبية أن مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، تميز بالتحول الجديد الذي شهده مسلسل الكفاح الوطني بالانتقال إلى النضال السياسي كواجهة مواكبة ومكملة للمقاومة المسلحة، وتصدى أبناء الريف الأشاوس لما سُمي بالظهير البربري الذي أصدرته سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية في 16 مايو 1930، والذي كانت تستهدف من خلاله تمزيق وحدة المغرب والتفريق بين أبنائه. وتصاعدت بذلك وتيرة النضال الوطني بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 بتشاور وتناغم بين بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وطلائع الحركة الوطنية، ثم جاءت رحلة الوحدة في 9 أبريل 1947 إلى مدينة طنجة، وخطاب جلالته التاريخي بالمناسبة، لتذكي الصراع المحتدم بين العاهل المفدى والإقامة العامة للحماية الفرنسية. وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير لتغتنم هذه المناسبة الغراء، لتؤكد استعدادها التام وتعبئتها المستمرة تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس من أجل الدفاع عن وحدة المملكة الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية. كما تعرب عن دعمها اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية باعتبار هذا المشروع ينسجم مع الشرعية الدولية، ويحظى بدعم المنتظم الأممي، ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة. واعتبرت المندوبية أن مناسبة تخليد الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، توحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر والعظات في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لعاهل البلاد الذي يحمل لواء بناء وإعلاء صروح المغرب الحديث وارتقائه في مدارج التقدم والازدهار، وترسيخ دولة الحق والقانون. وبهذه المناسبة، واحتفاء بهذه الذكرى المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الاثنين مهرجانا خطابيا وتكريميا بمقر عمالة إقليم الدريوش، تلقى خلاله كلمات وشهادات تستحضر الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي دفاعا عن حمى الوطن وحياضه وثوابته. كما أعدت كافة النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومعها شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وتعدادها 105 وحدة مفتوحة عبر التراب الوطني، عدة برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية.


LE12
منذ 5 أيام
- LE12
معلمة في مسار الكفاح ضد الاستعمار.. المغاربة يخلدون معركة أنوال
يخلد الشعب المغربي، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، غدا الإثنين (21 يوليوز)، الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، التي حقق فيها المقاومون والمجاهدون المغاربة الأفذاذ بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي انتصارا كبيرا على قوات الاحتلال الأجنبي. وذكرت المندوبية السامية لقدماء وجاءت مقاومة البطل محمد بن عبد الكريم وأبرزت المندوبية أن حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية، تميزت بدقة وإحكام في التنظيم، وبالقدرة على الاستقطاب، وبالتخطيط المتقن، وبجودة الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان. فبعد مواجهات ضارية مع قوات الاحتلال، وصل قائدها العام الجنرال 'سيلفستر' الذي اشتهر بخبرته وتجربته العسكرية، على رأس قوة عسكرية لفك الحصار عن قواته، لكنه عجز واضطر إلى الانسحاب والتراجع إلى مليلية، فلاحقه المجاهدون الريفيون بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتوجت هذه المعركة الكبرى التي دارت رحاها بمنطقة أنوال بانتصار ساحق للمجاهدين الأشاوس، مما شكل ضربة موجعة للغزاة المعتدين الذين تكبدوا خسائر فادحة في الجنود والعتاد، حيث قدر عدد القتلى بالآلاف من بينهم الجنرال 'سلفستر'، بالإضافة إلى اغتنام المجاهدين لأسلحة متطورة كثيرة ومتنوعة. وبعدما تكبدت أفدح الهزائم، تراجعت القوات الاستعمارية وتمركزت بمدينة مليلية بينما حظيت حركة التحرير الوطني بتأييد وإعجاب العديد من حركات التحرر الوطني في العالم، التي وجدت في معركة أنوال مرجعية في استراتيجية وفنون حرب العصابات. وأشارت المندوبية إلى أن القوات الاستعمارية منيت خلال معركة أنوال بهزيمة ثقيلة أربكت حسابات الغزاة المحتلين الذين اهتزت أركان جيوشهم الجرارة المدججة بأحدث الآليات والتجهيزات العسكرية وبقوة الحديد والنار، فاضطروا بذلك للتفاوض مع المجاهدين لحفظ ماء الوجه. وبالرغم من تحالف قوات الاستعمارين الاسباني والفرنسي، استطاع البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي وأنصاره الصمود في وجه قوات الظلم والطغيان لمدة سنة كاملة، دخل خلالها في مفاوضات مع قيادتيهما، حيث جرت عدة لقاءات ومحادثات مع القوتين العسكريتين، أسفرت عن قبول شرط إيقاف الحرب الريفية دون تسليم الأسلحة. وفي هذا السياق، وبعد أن تبين للبطل الصلب محمد بن عبد الكريم الخطابي أن هذه الحرب غير متكافئة بين الجانبين، فضل تسليم نفسه للمحتل الفرنسي حقنا للدماء، وكان ذلك صبيحة يوم 26 ماي 1926. واعتبرت المندوبية أن مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، تميز بالتحول الجديد الذي شهده مسلسل الكفاح الوطني بالانتقال إلى النضال السياسي كواجهة مواكبة ومكملة للمقاومة المسلحة، وتصدى أبناء الريف الأشاوس لما سُمي بالظهير البربري الذي أصدرته سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية في 16 مايو 1930، والذي كانت تستهدف من خلاله تمزيق وحدة المغرب والتفريق بين أبنائه. وتصاعدت بذلك وتيرة النضال الوطني بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 بتشاور وتناغم بين بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وطلائع الحركة الوطنية، ثم جاءت رحلة الوحدة في 9 أبريل 1947 إلى مدينة طنجة، وخطاب جلالته التاريخي بالمناسبة، لتذكي الصراع المحتدم بين العاهل المفدى والإقامة العامة للحماية الفرنسية. وفي هذا الصدد، اشتد الصراع في أعقاب المواقف البطولية لجلالة المغفور له محمد الخامس ومعه الحركة الوطنية في مواجهة الإقامة العامة للحماية الفرنسية التي كانت تتوهم أنها بإقدامها على فعلتها النكراء المتمثلة في نفي رمز السيادة المغربية جلالة المغفور له إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى جزيرة مدغشقر، يوم 20 غشت 1953، ستتمكن من إخماد جذوة المقاومة، غير أن هذه العملية الجائرة أججت وتيرة الكفاح الوطني الذي امتدت شرارته لكافة أرجاء الوطن إلى حين العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال حاملا معه مشعل الحرية والاستقلال. وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير لتغتنم هذه المناسبة الغراء، لتؤكد استعدادها التام وتعبئتها المستمرة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس من أجل الدفاع عن وحدة المملكة الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية. كما تعرب عن دعمها اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية باعتبار هذا المشروع ينسجم مع الشرعية الدولية، ويحظى بدعم المنتظم الأممي، ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة. واعتبرت المندوبية أن مناسبة تخليد الذكرى ال104 لمعركة أنوال المجيدة، توحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر والعظات في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الذي يحمل لواء بناء وإعلاء صروح المغرب الحديث وارتقائه في مدارج التقدم والازدهار، وترسيخ دولة الحق والقانون. وبهذه المناسبة، واحتفاء بهذه الذكرى المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الاثنين مهرجانا خطابيا وتكريميا بمقر عمالة إقليم الدريوش، تلقى خلاله كلمات وشهادات تستحضر الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي دفاعا عن حمى الوطن وحياضه وثوابته. وسيتم أيضا بذات المناسبة، تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وتوزيع إعانات مالية وإسعافات اجتماعية على عدد من أفراد هذه الأسرة. كما أعدت كافة النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومعها شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وتعدادها 105 وحدة مفتوحة عبر التراب الوطني، عدة برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية.


المغربية المستقلة
منذ 6 أيام
- المغربية المستقلة
الريف المغربي… شوكة في حلق الخونة والانفصاليين
المغربية المستقلة : يوسف دانون للاسف الشديد في زمن التفاهة و في زمن كثر فيه تجار الفتنة وباعة الوهم، يخرج علينا بين الفينة والأخرى من يحمل في قلبه حقدًا دفينًا، ويحاول تشويه صورة الريف المغربي، عبر خزعبلات الانفصال وأكاذيب مزيفة يراد بها النيل من وحدة المغرب وزرع بذور الفتنة بين أهله. هؤلاء الواهمون، الذين لا تاريخ لهم ولا أرضية وطنية تؤهلهم للحديث باسم أي منطقة، يحاولون عبثًا تقديم أهل الريف وكأنهم خارج الإجماع الوطني، وهو ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة، يرد عليه الواقع والتاريخ والدماء الزكية التي سالت دفاعًا عن الوطن من قلب جبال الريف. الريف وطني حتى النخاع من يتحدث عن الريف ككيان 'منفصل' أو 'غير وطني'، جاهل بتاريخ المغرب أو متعمد تزويره. فالريف ليس فقط جزءًا من المغرب، بل هو من صلبه، من لحمه ودمه، من ترابه ومجده. أبناء الريف، منذ القدم، حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الوطن، وقدموا الشهداء، ولم يتأخروا يومًا في أداء واجبهم الوطني، سواء في مواجهة الاستعمار أو في بناء المغرب الحديث. هل نسيتم أن محمد بن عبد الكريم الخطابي، رمز المقاومة، واجه الاحتلال الإسباني بشجاعة نادرة، دفاعًا عن الأرض والعرض، لا من أجل إقامة جمهورية وهمية كما تدّعون، بل من أجل مغرب حر؟! وهل تعلمون أن أبطال الريف وقفوا ضد الاستعمار بشراسة، وشاركوا في ملحمة الاستقلال، وقدموا الغالي والنفيس لنصرة الوطن؟ كفى استغلالًا لمعاناة الماضي. كفى تلاعبًا بجراح التاريخ. نعم، عانى الريف، كما عانت باقي جهات المغرب، في فترات صعبة من تاريخنا الوطني، لكن عوض أن نستغل هذه المحطات لمزيد من اللحمة والتكافل، يخرج علينا بعض المأجورين ليستثمروها في تقسيم الوطن وتزييف الوعي. من يسعى لتقسيم المغرب تحت مسميات 'الجمهوريات' أو 'الحكم الذاتي' في الريف، لا يمثل إلا نفسه، ولا علاقة له بأبناء الريف الأحرار الذين جددوا بيعتهم للعرش العلوي المجيد، ويقفون بكل شرف تحت راية المملكة المغربية، في الشمال كما في الجنوب، في الشرق كما في الغرب. الحقوق مكفولة والنوايا مكشوفة الريف، اليوم، كباقي مناطق المملكة، يستفيد من مشاريع تنموية، ومن اهتمام ملكي مباشر، ومن برامج استثمارية وبنية تحتية تحولت معه المنطقة إلى قطب اقتصادي واعد. من يشكك في هذا فليذهب ويرى بعينه. أما أولئك الذين يعيشون في أوهام المنفى، ويتحدثون من شرفات العواصم الأجنبية، فهم لا يرون إلا ما يوافق أجنداتهم الفاسدة. أيها الحالمون بوهم الانفصال، عودوا إلى رشدكم، فالمغرب ليس لقمة سائغة، وأبناء الريف ليسوا ورقة في أيدي أجندات أجنبية. وحدة المغرب خط أحمر، وكل من يقترب منها فسيجد أمامه سدًا منيعًا اسمه: الشعب المغربي، وفي مقدمته أبناء الريف الشرفاء. عاش المغرب موحدًا، من طنجة إلى الكويرة. عاش الريف مغربيًا، شامخًا، عزيزًا، حرًّا. وعاش الملك، رمز وحدة الوطن وراعي أمنه واستقراره . مغاربة الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، وعاش ملكنا الهمام جلالة الملك محمد السادس وحفظه في ولي عهده الامير الجليل مولاي الحسن وباقي الاسرة الملكية الشريفة انه سميع مجيب . الله يبارك في عمر سيدي .