أحدث الأخبار مع #نورمبرغ


صحيفة الخليج
منذ 3 أيام
- سياسة
- صحيفة الخليج
ميرتش: «هجوم واشنطن» عمل مقيت
برلين - أ ف ب ندَّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الخميس، بمقتل موظفَين من السفارة الإسرائيلية في واشنطن الأربعاء، قرب المتحف اليهودي، واصفاً إيّاه بـ«الفعل المقيت». وجاء في منشور له على «إكس»: «أنا مصدوم بنبأ مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن.. نفترض حالياً أن الدافع هو معاداة السامية» وهتف المسلح «الحرية لفلسطين»، أثناء توقيفه في المكان، بحسب ما أفادت السلطات، من دون أن تؤكد رسمياً دافع الهجوم. وأفاد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أمام البرلمان، بأن أحد القتيلين، يارون ليشينسكي، يحمل أيضا جواز سفر من ألمانياً. ودان فاديفول عملية إطلاق النار التي وصفها بأنها «غادرة»، مؤكداً: «لا يوجد أي مبرر للعنف». وقع إطلاق النار أثناء حفل سنوي تستضيفه «اللجنة الأمريكية اليهودية» لشباب يهود والدوائر الدبلوماسية في واشنطن وقال السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا رون بروسور: إن ليشينسكي، مولود في مدينة نورمبرغ الألمانية. ويأتي الهجوم في وقت تواجه الحكومة الإسرائيلية انتقادات دولية متزايدة على خلفية حربها على غزة، المستعرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والتي قتل فيها حتى الآن أكثر من 53 ألفاً من الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما تحول القطاع المحاصر إلى انقاض وبات سكانه على شفير المجاعة. وتُعد ألمانيا من أشد الداعمين لإسرائيل، لكنها تحض حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على إفساح المجال لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة سريعاً، على غرار العديد من حلفائها الأوروبيين.


العين الإخبارية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
الموت على مرمى حجر.. قصة عائلة يهودية عاشت أمام هتلر
في عام 1929، كان إدغار فوشتفنغر طفلًا في الخامسة من عمره يعيش مع عائلته اليهودية في ميونيخ، حين انتقل أدولف هتلر للسكن في منزل مقابل لهم. كانت العائلتان تعيشان أجواء متوترة، إذ كان هتلر قد بدأ يبرز كزعيم للحركة النازية التي ستضطهد اليهود، ورغم ذلك، كان إدغار وعائلته في البداية يعتقدون أن الاختباء في العلن قد يحميهم، لكن الواقع سرعان ما تغير، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. انتقل هتلر في أكتوبر/ تشرين الأول 1929 إلى شقة فخمة في شارع برينتسريغنتنبلاتس في ميونيخ، حيث أقام مع طاقمه وأتباعه من قوات "إس إس" في الشقق المجاورة. وعلى الجانب الآخر من الشارع، في غريلبرتسرشتراسه، كانت تعيش عائلة فوشتفنغر. وكان إدغار ينتمي إلى عائلة مرموقة وثرية، حيث كان والده ناشرًا ومحاميًا، ووالدته عازفة بيانو، وكان منزلهم ملتقى للمثقفين والأدباء مثل توماس مان وعمه الكاتب ليون فوشتفنغر. عاشت العائلتان جنبًا إلى جنب لسنوات، حتى اضطرت عائلة فوشتفنغر للهجرة إلى إنجلترا عام 1939 قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية. ويقول إدغار إنه ربما يكون الشاهد الحي الوحيد الذي عاش قرب هتلر وكان له نوع من الاتصال به. يتذكر إدغار كيف بدأوا يلاحظون وجود جار جديد عندما اختفى حليب الصباح من منزلهم، إذ استولى هتلر عليه لحراسه. وكان إدغار يعرف أن هتلر لا يحب اليهود، وكان يعلم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها عام 1923، والتي اعتبرها الجميع آنذاك ظاهرة مؤقتة وسخيفة. في عام 1933، عندما أصبح هتلر مستشارًا لألمانيا، التقى إدغار به للمرة الوحيدة وجهًا لوجه، حيث كان هتلر شخصًا عاديًا لا يبدو مميزًا. ولم يكن هتلر يعلم أن إدغار وعائلته يهود، ولو علم بذلك، يقول إدغار: "لأرسلنا إلى معسكر اعتقال داخاو بلا شك". رغم ذلك، كان إدغار ووالدته يختبئون أمامه مباشرة، وكانت حياتهم تبدو طبيعية وغير مهددة في البداية. مع مرور الوقت، تغيرت الأمور بشكل جذري، خصوصًا بعد سن قوانين نورمبرغ العرقية عام 1935 التي منعت اليهود من توظيف غير اليهود، وأدت إلى فقدان العائلة لخدماتها ومكانة والد إدغار في العمل. بدأ إدغار يشعر بالعزلة في المدرسة، حيث تجنب زملاؤه، اليهود ولم يكن يدرك في البداية معنى كونه يهوديًا، لكن النازية جعلت الأمر قضية خطيرة. كان إدغار يشارك في النشاطات النازية المدرسية، حيث كانت معلمته النازية تطلب منهم كتابة تهنئات لهتلر ورسم خرائط لألمانيا، وكان والداه ينصحانه بعدم المقاومة لتجنب المشاكل. ورغم كل ذلك، ظل إدغار محميًا نسبيًا كطفل، لكنه كان يشعر بالخطر المتزايد. تغيرت الحياة اليومية لعائلة فوشتفنغر مع تصاعد قوة هتلر، حيث لاحظ إدغار اختفاء المظاهرات المضادة وظهور الحشود التي تهتف "عاش هتلر" أمام شقة الفوهرر، وزيارات كبار السياسيين مثل نيفيل تشامبرلين، وبدأت حياة العائلة تنهار تدريجيًا مع تزايد القمع والتمييز ضد اليهود. ويتذكر إدغار كيف كان هتلر ذكيًا في إدارة الأمور، لكنه كان تهديدًا لعائلته. ورغم كل ما حدث، ظل إدغار يحتفظ بذكريات طفولته وصوره القديمة، وكتب عن تجربته في كتابه "جاري هتلر"، الذي يوثق حياة عائلة يهودية تعايشت مع هتلر في بدايات صعوده. وهذه الذكريات تقدم شهادة نادرة عن الجانب الإنساني في ظل واحدة من أحلك فترات التاريخ الحديث. aXA6IDE1NC4yMS4yNS4xODUg جزيرة ام اند امز ES


يورو نيوز
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- يورو نيوز
ثقة المستهلكين في ألمانيا تواصل تعافيها ببطء رغم الضغوط الاقتصادية
اعلان تحسنت ثقة المستهلكين في ألمانيا للشهر الثاني على التوالي خلال أبريل/نيسان، بحسب أحدث استطلاع لمناخ المستهلكين أجرته شركة جي أف كيه (GfK) بدعم من معهد نورمبرغ لقرارات السوق (NIM)، وذلك رغم استمرار التحديات والرياح الاقتصادية المعاكسة التي تلقي بظلالها على البلاد. وبحسب الاستطلاع، يُتوقع أن يرتفع مؤشر مناخ المستهلك التطلعي بمقدار 3.7 نقطة ليصل إلى -20.6 نقطة في مايو/ أيار 2025، مقارنة بـ -24.3 نقطة في أبريل/ نيسان، مسجلاً بذلك أفضل قراءة له منذ مطلع عام 2024، رغم بقائه في المنطقة السلبية بشكل واضح. ويُظهر التقرير الشهري أن تحسن توقعات الدخل إلى جانب انخفاض الميل إلى الادخار كان لهما الأثر الأكبر في دعم هذا التحسن، في وقت لم تشهد فيه التوقعات الاقتصادية العامة سوى تحسّن طفيف. انخفاض في نوايا الادخار بفضل تراجع حالة عدم اليقين السياسي ومن أبرز العوامل التي ساهمت في تعزيز المزاج الاستهلاكي هو التراجع الملحوظ في الرغبة في الادخار، حيث انخفض مؤشر الادخار بمقدار 5.4 نقطة ليصل إلى 8.4 نقطة في أبريل/ نيسان، بعد شهرين من الارتفاعات المتتالية. ويرى المحللون أن هذا التراجع يعود بشكل رئيسي إلى تلاشي حالة عدم اليقين السياسي، وذلك بعد نجاح محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، والتي مهّدت الطريق أمام قيام حكومة ألمانية مستقرة وفاعلة. إعادة تنظيم السياسة التجارية من قبل الإدارة الأمريكية لم تترك أثرًا دائمًا في معنويات المستهلكين الألمان رولف بوركل وفي هذا السياق، قال رولف بوركل، خبير شؤون المستهلكين في المعهد الوطني للمستهلكين: إن "إعادة تنظيم السياسة التجارية من قبل الإدارة الأمريكية لم تترك أثرًا دائمًا في معنويات المستهلكين الألمان. وعلى العكس من ذلك، يبدو أن الحل السريع للأزمة السياسية الداخلية خفّف من أحد أبرز أسباب القلق، مما أدى إلى تراجع واضح في السلوك الادخاري الاحترازي لدى الأسر". ارتفاع توقعات الدخل بعد اتفاق جديد للأجور وفي سياق استمرار التحسن في معنويات المستهلكين، واصل مؤشر توقعات الدخل ارتفاعه للشهر الثاني على التوالي، مسجلًا زيادة قدرها 7.4 نقطة ليصل إلى -4.3، وهو أفضل مستوى له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وعلى الرغم من أن المؤشر لا يزال أدنى بنحو 6.4 نقاط مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فإن هذا التحسن يُعزى إلى الآفاق الإيجابية المتزايدة للدخل المتاح، والتي عززها بشكل مباشر الاتفاق الأخير بشأن الأجور في القطاع العام. وبموجب هذه الاتفاقية، فقد حصل موظفو القطاع العام على زيادة في الأجور بنسبة 3% اعتبارًا من 1 أبريل/ نيسان، مع ضمان حد أدنى للزيادة لا يقل عن 110 يورو شهريًا. ومن المنتظر أن تتبع هذه الزيادة دفعة إضافية بنسبة 2.8% في مايو/ أيار 2026. ومع استمرار التضخم فوق مستوى 2% بقليل، يُتوقع أن يُسهم هذا الاتفاق في دعم الدخل الحقيقي وتحسين القوة الشرائية للأسر. الرغبة في الشراء تتحسن ولكن تظل دون المستوى المطلوب ونتيجة للتحسن في توقعات الدخل، سجّل مؤشر الرغبة في الشراء بدوره ارتفاعًا بمقدار 3.3 نقاط، ليصل إلى -4.9. ورغم استمرار المؤشر في المنطقة السلبية، فإن هذه القراءة تمثل تعافيًا ملحوظًا من أدنى مستوياته التي سجلها في مطلع عام 2023 عندما بلغ -18.7. لكن في المقابل، يحذر الاستطلاع من أن استمرار هذا الانتعاش يبقى رهناً بعدة عوامل، أبرزها استقرار معدلات التضخم بالقرب من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%. كما أن أي تجدد لحالة عدم اليقين، لا سيما إذا تفاقمت التوترات التجارية العالمية، قد يُضعف الاتجاه الصعودي الهش في مستويات الطلب الاستهلاكي. تحسن طفيف في التوقعات الاقتصادية رغم استمرار مخاوف الركود وقد سجلت التوقعات الاقتصادية في ألمانيا ارتفاعًا طفيفًا للشهر الثالث على التوالي، حيث ارتفعت بمقدار 0.3 نقطة لتصل إلى 7.2 نقطة في أبريل/ نيسان، ما يعكس قدرًا من المرونة في النظرة المستقبلية على الرغم من استمرار القلق حيال تباطؤ النمو. ويأتي هذا التحسن المحدود في وقت تواجه فيه ألمانيا مراجعات تخفيضية جديدة لتوقعات الناتج المحلي الإجمالي، مع دخول الاقتصاد في حالة انكماش للعام الثالث على التوالي، وهو أمر غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. Related عمال فولكس فاغن يرفضون خفض الأجور وإغلاق المصانع: إضراب وتصاعد الاحتجاجات في ألمانيا الأجور المنخفضة في أوروبا: في أي بلد يحصل العمال على أدنى الرواتب؟ أزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة ورغم المؤشرات المتباينة من جانب المستهلكين، فإن الأسواق المالية بدت غير متأثرة حتى الآن. فبحلول الساعة 9:40 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا، تراجع اليورو بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.14 أمام الدولار، في حين سجلت الأسهم الأوروبية أداءً إيجابيًا. فقد ارتفع مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.5%، كما صعد مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.7%، بينما حقق مؤشر فوتسي إم آي بي الإيطالي أداءً لافتًا بارتفاع بلغ 1.5%. وعلى صعيد الأسهم الألمانية، تصدّرت أسهم شركات راينميتال ودويتشه بنك وإم تي يو إيرو إنجنز قائمة الرابحين، بارتفاعات بلغت 5.6% و4.1% و2.7% على التوالي. في المقابل، تراجعت أسهم كل من دويتشه بورصة وبورشه ومرسيدس-بنز بنسبة 5% و4.8% و1.3% على الترتيب، لتكون من بين أكبر الخاسرين في السوق.


البوابة
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- البوابة
لافروف: ألمانيا ستلجأ إلى الديون لتنفيذ خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة التسلح
صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن ألمانيا أعلنت عن توجهها نحو العسكرة وستلجأ إلى الاستدانة من أجل تنفيذ خطة لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي بقيمة 800 مليار يورو خلال 4 سنوات. وقال في مقابلة لمشروع "تاس للأطفال": "نرى اليوم كيف أن ألمانيا نفسها أعلنت بصراحة شعار إعادة التسلح، وغيرت دستورها من أجل ذلك، وستقترض أموالا لتنفيذ برنامج تسليحي بقيمة 800 مليار يورو خلال ثلاث إلى أربع سنوات، في وقت بدأت فيه أيديولوجيا النازية في ألمانيا تخرج بشكل متزايد إلى العلن، على الرغم من الحظر الدستوري، وعلى الرغم من أحكام محكمة نورمبرغ. وهذا أمر مقلق للغاية". وبحسب قوله، فإن الأمر لا يقتصر على ألمانيا وحدها. وأضاف: "في نفس السياق تأتي دول البلطيق، التي تعيش ببساطة على العداء لروسيا. لا يمكنهم، في رأيي، أن يستيقظوا أو يخلدوا إلى النوم من دون هذه الكراهية. وهناك عدد من الدول الأخرى أيضا". في 4 مارس الماضي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها اقترحت خطة لإعادة التسلح بقيمة 800 مليار يورو، تتضمن إمكانية اقتراض دول الاتحاد الأوروبي لما يصل إلى 150 مليار يورو لأغراض دفاعية. وترغب المفوضية الأوروبية في اقتراض هذه الأموال من أسواق رأس المال، ثم تقديمها للدول على شكل قروض، بشرط أن تقوم بشراء الأسلحة بشكل مشترك داخل أوروبا. ووفقًا لخطة بروكسل، يمكن تخصيص جزء من هذه الأموال لإنتاج أسلحة لصالح أوكرانيا.


الشرق الجزائرية
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الجزائرية
المعرفة في القرار السياسي
كانت الحرب مشروعة بين الدول حتى عام 1928، وكانت تُعد أداة من أدوات حلّ النزاعات، سواء حول الحدود أو المصالح. وكانت الدول تتعامل مع نتائج الحرب على أنها أمر واقع. فالحرب هي التي ترسم الحدود، وهي التي تحسم الجدل حول مَن هو على حق، ومَن هو على باطل، لكن في الوقت ذاته كانت الدول المتصارعة أو المتحاربة تحرّم المقاطعة، أو العقوبات الاقتصادية خاصة قبل نشوب الحروب. مؤتمر صغير انبثقت عنه وثيقة سياسية جديدة أدى إلى تغيير الموقف رأساً على عقب. وتتجسد نتائج هذا المؤتمر في وثيقة تُعرف باسم وثيقة «كيلوغ-برياند»، وهما وزيرا خارجية الدولتين الكبيرتين في ذلك الوقت، الولايات المتحدة وبريطانيا. ورغم إيمان دول العالم، خاصة الدول الكبرى، بأن معاهدة 1928 لن تمنع نشوب الحروب، فإن جميع دول العالم سارعت إلى إقرار المعاهدة الدولية الجديدة، واعتمادها أساساً من أسس سياساتها الخارجية. بين عامي 1862 و1945 تبادلت فرنسا وألمانيا السيادة على منطقة الإلزاس أربع مرات. ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ما تزال فرنسا (المنتصرة) تحتفظ بها كجزء منها، وهو أمر تتقبّله ألمانيا (المنهزمة) على مضض.. لكن إلى متى؟ تحيي فرنسا سنوياً ذكرى خمسمئة طفل من الألزاس قُتلوا في معسكرات النازية. وفي كل سنة يتحوّل إحياء الذكرى إلى تجديد حقّ فرنسا باستعادة المنطقة الأغنى بالمعادن في أوروبا، وتضطر ألمانيا إلى الصمت حتى لا يُفسَّر نفيُها لقصة الخمسمئة طفل على أنه دفاع عن النازية. وبعد الحرب العالمية الثانية اعتُمدت وثيقة كيلوغ-برياند أساساً لمحاكمة نورمبرغ التي تشكلت بعد الحرب لمحاكمة مجرمي النازية. وكذلك، فإن معاهدة إنشاء الأمم المتحدة تضمّنت فقرات من هذه الوثيقة، منقولة عنها بالحرف، وبموجب هذه المعاهدة أيضاً، فإن التجسس بين الدول يُعد عملاً شرعياً، ولكن التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول يُعتبر عملاً غير شرعي. أن تعرف فهذا حق وشطارة، ولكن أن تستخدم المعرفة للعدوان فذلك أمر آخر. فالعدوان مدان، أما المعرفة فحقّ. بمعنى أن التجسّس مشروع، لكن الآن في عصر التقنيات الإلكترونية المتطورة، فإن التجسس أصبح أداة من أدوات الحرب، إذ إنه يكشف عن نقاط ضعف الفريق الآخر التي يمكن التسلل عبرها ومن خلالها. وقد يكون على العكس من ذلك، أداة لردع العدوان إذا ما كشف عن عناصر قوة الآخر وإمكاناته. وخلال المرحلة الانتقالية من الاتحاد السوفييتي إلى الاتحاد الروسي، واجه الكرملين صعوبات مالية واقتصادية حتى إنه اضطر إلى التوقف عن دفع رواتب الموظفين. وأدّى ذلك إلى هبوط قيمة العملة (الروبل) إلى الدرك الأسفل. كان الكرملين بحاجة للمال، وفي الولايات المتحدة الكثير منه. وكان البيت الأبيض في واشنطن بحاجة لليورانيوم، وفي روسيا الكثير منه أيضاً. وهكذا أدت الحاجتان إلى تفاهم الخصمين اللدودين. حصل الكرملين على 15 مليار دولار، وحصل البيت الأبيض على 15 ألف طن من اليورانيوم. وهي كمية كانت كافية في ذلك الوقت لتزويد الولايات المتحدة بالطاقة لمدة عامين كاملين. لم تجرِ تفاصيل الصفقة بين وفدين عسكريين روسي وأميركي، ولكنها كانت ثمرة جهود أستاذ العلوم الفيزيائية في جامعة «أم.إي.تي» الدكتور «توماس نيف» مع زميل له من جامعة موسكو. توافقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (ومن بعده الاتحاد الروسي) على قبول مبدأ التجسس على الآخر، على أن تجري عملية التجسس بصورة علنية عبر طائرات استطلاع مزوّدة بأجهزة رصد عالية الدقة. مهمة هذه هذه الطائرات التحليق في فضاء الدولة الأخرى والتقاط الصور، حول مرابض الصواريخ العابرة للقارات، وللاطمئنان الذاتي بأن هذه الصواريخ ليست مهيأة للإطلاق. ومن شروط «حق التجسس» تزويد الدولة التي تجري عملية التجسّس عليها بنسخة عن الصور التي تلتقطها طائرات الاستطلاع. فالروس يتلقون المعلومات عن أوضاع صواريخهم من الطائرات الأميركية، وبالعكس. لكن هذا الاتفاق الذي أدى اعتماده بين موسكو وواشنطن إلى تبريد صراعاتهما وإلى احتواء خلافاتهما، انهار منذ سنوات قليلة. وأدى انهياره إلى انقطاع المعرفة، وبالتالي إلى تضخم حجم الهواجس والمخاوف.. حتى وصلت إلى درجة التهديد المباشر باستخدام السلاح النووي في الحرب الأوكرانية. كانت كل الدول الواقعة بين روسيا والولايات المتحدة تطّلع على الصور التي تلتقطها طائرات التجسس الأميركية أو الروسية لمجرد أن هذه الطائرات تحلّق في أجواء هذه الدول، وهي في طريقها إلى أهدافها. يعكس هذا التوافق روحية معاهدة «كيلوغ-برياند» التي صدرت في عام 1928. في ذلك الوقت لم يكن هناك سلاح نووي أو صاروخي عابر للقارات، ولم تكن هناك طائرات استطلاع ولا أجهزة إلكترونية تتسلل إلى أعماق المؤسسات العسكرية والسياسية، إلا أن المبدأ العام الذي أقرته وتبنّته دول العالم فيما بعد، وضع الأسس التي لا تزال صالحة من حيث المبدأ للتعامل مع المستجدات في الصراعات الدولية. فالمعرفة لا تشجع على العدوان دائماً. قد تكون المعرفة رادعة. ومن هنا أهمية تعريف الآخر، إما لطمأنته أو ردعه. وفي الحالتين يضطر إلى إعادة النظر في حساباته قبل أن يقدم على عمل ما. وعلى السطح تبدو العلاقات بين دول العالم المختلفة منضبطة وخاضعة للقانون الدولي وتوازن القوى.. وفي العمق يبدو الوضع أشد تعقيداً وأعمق تداخلاً.. ومن هنا أهمية المعرفة في صناعة القرار السياسي.