
الراضي المرضي
حينما وصلت إلى العاصمة القيرغيزية بِشْكِك في رحلة سياحية، استحضرت ما سمعته من ثناء طيب وإشادة مستحقة بسعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية قيرغيزستان، الأستاذ إبراهيم راضي الراضي. بدافع التقدير، تواصلت معه، وكان تجاوبه راقياً يجسد عن خلق رفيع؛ سألني عن مقر إقامتي، فأخبرته باسم الفندق، وودعني بكلمات تنم عن كرم الضيافة السعودية الأصيلة، لكن المفاجأة التي لم تخطر على بالي، أن موظف الاستقبال اتصل بي بعد قليل ليبلغني أن ضيفاً بانتظاري في بهو الفندق، توجهت فوراً وإذا بي أُفاجأ بأن الضيف هو سعادة السفير شخصياً، حضر بكل تواضع ومحبة، فكان اسمه يستحق أن يكون عنواناً عطفاً على ما لمست من تواضع ورقي (الراضي المرضي).
جلسنا على القهوة، وكان اللقاء محملاً بالود والكرم، أصر سعادته على دعوتي لتناول العشاء في منزله العامر، فاستجبت للدعوة، وهناك رأيت من الحفاوة والتقدير ما يصعب وصفه، ووجدت نفسي بين إخوة لا غرباء، وبين أهل لا مجرد مضيفين.
في خضم الأحاديث التي دارت بيننا، أدركت حجم حرصه واهتمامه بسمعة المملكة، وحرصه الدائم على خدمة المواطن السعودي بكل حب وإخلاص، وقد ازددت فخراً حينما التقيت لاحقاً ببعض رجال الأعمال القيرغيزيين، إذ تحدثوا بإعجاب عن دوره في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً وسياحياً واجتماعياً، واستثمار كل مناسبة رسمية لإبراز وجه المملكة المشرق الذي يليق بها وبمكانتها.
لقد جسّد سعادة السفير المعنى الحقيقي للدبلوماسية السعودية، حين يكون السفير مرآة لوطنه، ورسولاً لقيمه، وسنداً لمواطنيه، وقد شعرت، بحق، أنني بين أهلي وذويّ، لا في بلد غريب.
لذا أقولها بصدق: إنه الراضي المرضي، ونسأل الله أن يوفقه ويكلل جهوده بالنجاح، وأن يحفظ وطننا الغالي، ويُديم عليه أمنه ورخاءه واستقراره، في ظل قيادتنا الحكيمة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، والعاملين المخلصين معهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
حسين عبدالمطلوب «أبو هلال».. نغمة الوفاء في وجدان الذاكرة الشعبية
تابعوا عكاظ على حين يُروى تاريخ الفنون الشعبية في المملكة، لا بد أن يمرّ من عند «أبو هلال» حسين عبدالمطلوب، الرجل الذي لم يكن مجرد فنان أو قائد فرقة، بل ذاكرة حية نابضة بالولاء للتراث وصدق الانتماء للناس. هو أحد أولئك الذين لم ينتظروا تكريماً، بل عاشوا ليخدموا التراث بروح المحب، ويمنحوه من حياته، حتى أصبح اسمه مرادفاً للأصالة. أسس فرقة «أبو هلال» للفنون الشعبية، كأول فرقة خاصة تنهض بحمل الإرث الشعبي، وتمثِّل المملكة في محافل ثقافية كبرى داخل وخارج الوطن. من الجنادرية إلى الأيام الثقافية، ومن معارض المملكة إلى حفلات الأعياد، كان أبو هلال سفيراً غير رسمي للفرح الشعبي، ينقله بأمانة وحب، مؤمناً بأن ما يغذّي الوجدان يجب أن يُصان ويُروى للجيل الجديد. في ملامحه البسيطة، وأسلوبه الدافئ، سكن قلوب الناس. وفي سعيه الدؤوب لصون التراث، غدا أحد أعمدته. ورغم وطأة المرض الذي أثقله في السنوات الأخيرة، ما زال حضوره المعنوي عالياً في كل من لمس أثره أو سمع بإبداعه. ولأن الذاكرة الشعبية لا تُفرّق بين من غنّى للحب أو للوطن أو لناديه، فقد وجد فيه محبو نادي الاتحاد أيضاً رمزاً للوفاء والانتماء. لكنه في جوهره، كان ملكاً للناس جميعاً، صديقاً للفرح الجماعي، وراوياً بلسان الطرب الحركي والوجد الغنائي لذاكرة السعوديين. اليوم، يقف الكثيرون بصمت أمام خبر معاناته، وقلوبهم تلهج بالدعاء له، كما لو أن نغمة من نغمات التراث الأصيل باتت حزينة. فالشفاء له، ليس شفاءً لشخص، بل لجزء من روحنا الجماعية، التي أحبّته دون أن تطلب شيئاً، فقط لأنه كان صادقاً.. محبوباً.. وبسيطاً كما ينبغي للرموز أن تكون. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حسين عبدالمطلوب


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
5 فئات تجنّبها في لحظاتك السعيدة
تابعوا عكاظ على يشير مختصون نفسيون إلى أهمية إحاطة النفس بأشخاص إيجابيين عند الشعور بالسعادة، وتجنّب الفئات التالية: من يقللون من فرحك أو يسخرون منه من يعقدون المقارنات المحبطة من يطرحون المشكلات في كل وقت من يستهينون بإنجازاتك من يفتعلون الجدل في اللحظات الجميلة أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
«حراء» الثقافي ينظّم عدداً من الفعاليات
نظّم حي حراء الثقافي في مكة المكرمة، عددًا من الفعاليات والأنشطة بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق الثامن عشر من مايو من كل عام، تحت عنوان «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير». ووضع الحي برنامجًا للزوار من الداخل والخارج يطلعون من خلاله على عدد من العناصر السياحية والثقافية والتراثية المختلفة التي وفرها الحي؛ من أجل إثراء تجربتهم الثقافية والمعرفية. ويعد حي حراء الذي يقع أسفل جبل حراء معلمًا سياحيًّا وثقافيًّا في العاصمة المقدسة؛ لما يحتويه من مجموعة من المتاحف والمعارض التي تثري تجربة الزوار الدينية والثقافية، منها متحف القرآن الكريم الذي يحوي منظومة متكاملة تجمع بين المعرفة والتقنيات الحديثة، ويضم مجموعة من المخطوطات النادرة والمصاحف التاريخية، ومتحف ومعرض الوحي، الذي يحوي مقتنيات متنوعة تهتم في مجملها بالسرد التاريخي والإثراء المعرفي، ويقدم تجربة ثقافية فريدة عبر محاكاة لحظات نزول الوحي من خلال استخدام التقنيات الحديثة لعرض تجربة تاريخية وروحانية تعمق فهم الزائر لقصة نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومتحف القهوة السعودية، التي تعد رمز الضيافة والكرم للمجتمع السعودي، من خلال أدواتها ومكوناتها وطرق تحضيرها؛ نظرًا لأنها تمثل ثقافة المجتمع السعودي وموروثه الشعبي الأصيل، إضافة للعديد من الأركان الثقافية والسياحية المختلفة. ويهدف اليوم العالمي للمتاحف (IMD) إلى رفع مستوى الوعي بأنّ المتاحف وسيلة مهمة للتبادل الثقافي، وإثراء الثقافات، وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب، إضافة إلى توجيه الانتباه العالمي إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المتاحف بوصفها مؤسسات تعليمية وثقافية، تسهم بعمق في تطور المجتمعات، وتعكس اتصال الماضي بالحاضر من حيث كونها مستودعًا حيًا للذاكرة البشرية.