من المنتصر؟ تحليل متعمق للحرب الأمريكية الإسرائيلية على إيران
لكن عندما انقشع غبار المعركة، برز سؤال محوري: من حقق نصراً حقيقياً في هذه الحرب؟
التحليل الدقيق للنتائج مقابل الأهداف، ولتأثيرات الحرب على الأرض، يُظهر صورة أكثر تعقيداً بكثير من رواية النصر المعلنة من واشنطن وتل أبيب.
تفكيك الأهداف الطموحة: الفشل الذريع مقابل الواقع:
1. إسقاط النظام خلال 72 ساعة (الهدف الأول): كان هذا الهدف هو الأكثر جرأة والأكثر فشلاً. عملية الاغتيال المخطط لها واسعة النطاق استهدفت 400 شخصية، بدءاً بالمرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني وقيادات عسكرية وعلماء نوويين، لم تحقق النتيجة المرجوة. لم يسقط النظام الإيراني. على العكس تماماً، نجا هيكل القيادة الإيراني بشكل أساسي. في حين أن بعض الضربات كانت دقيقة وأحدثت خسائر، إلا أن التخطيط الإيراني المسبق (تشتيت القيادات، وجود قيادات بديلة، ملاجئ محصنة) أثبت فعاليته. لم تشهد طهران فراغاً في السلطة أو انهياراً مؤسسياً، بل ظهرت حكومة طوارئ موحدة وحشدت الشارع خلفها. فشل الهدف الأسمى بشكل كامل.
2.تدمير البرنامج النووي (الهدف الثاني): أعلن الرئيس الأمريكي ترامب تدمير المفاعلات "تماماً وإخراجها عن الخدمة". لكن الوقائع تشير إلى خلاف ذلك:
إفراغ المفاعلات: تؤكد تقارير مستقلة وإيرانية أن إيران قامت بإخلاء الوقود النووي والمواد الحساسة من المنشآت الرئيسية قبل الضربات المتوقعة بفترة، مستفيدة من فترة التحضير للحرب التي أشار إليها النص.
ضرر محدود: بينما أحدثت الضربات الأمريكية ، خاصة باستخدام القنابل الهائلة (مثل "مولد القنابل" أو نظائرها)، دماراً هائلاً في البنية التحتية الظاهرة للمواقع، فإن الضرر في المنشآت تحت الأرضية (مثل منشأة فوردو) كان محدوداً نسبياً. تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية اللاحقة (ولو مع صعوبة الوصول) وصور الأقمار الصناعية أظهرت أن القدرات النووية الإيرانية لم تُدمر "كلياً وشاملاً". وان ايران ستستمر في تخصيب اليورانيوم، وإن كان بمستويات أقل، دليل على ذلك. الهدف لم يتحقق.
1. تحطيم القوة الصاروخية (الهدف الثالث): أثبتت الضربات الإيرانية الانتقامية المكثفة على إسرائيل أن هذا الهدف أيضاً باء بالفشل. قدرة إيران على الاستمرار في إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة دفعة واحدة، وتجاوزها لدفاعات إسرائيل (رغم نجاح جزء منها)، وتسببها في أضرار مادية وبشرية غير مسبوقة داخل العمق الإسرائيلي، هو دليل قاطع على أن الردع الصاروخي الإيراني لم يُدمر "بشكل كلي". صحيح يمكن القول بانه تم إضعافه، لكنه ظل فاعلاً وقادراً على ردع وإلحاق ضرر كبير.
تداعيات الحرب: إسرائيل بين الصدمة والترنح:
ادعاء إسرائيل بالنصر يتناقض تناقضاً صارخاً مع التداعيات الملموسة للحرب على أراضيها، والتي كشفت هشاشة لم تشهدها منذ تأسيسها:
انهيار الأسطورة العسكرية: اختراق الصواريخ الإيرانية للدفاعات الإسرائيلية المتطورة (القبة الحديدية، سهم، حيتس باتريوت , ثاد) أحدث صدمة عميقة.
الحديث عن "نفاذ الذخيرة" في بعض الأنظمة يكشف عن ثغرة خطيرة في التخطيط والاستعداد. أسطورة التفوق العسكري والتكنولوجي المطلق لإسرائيل انتهت.
أضرار الصواريخ الإيرانية: "اختراق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة (تقارير تتحدث عن 300+ مقذوف) للدفاعات الإسرائيلية المتطورة... أحدث أضراراً مادية "تقدر بمليارات الدولارات" (توقعات أولية تشير إلى 3-5 مليار دولار). تضررت منشآت عسكرية حساسة، بما فيها قاعدة "رامون" الجوية بشكل ملحوظ، ومصانع التكنولوجيا الفائقة في منطقة حيفا، وشبكات البنية التحتية."
الخسائر الاقتصادية فادحة، والسوق والسياحة والاستثمارات تعرضت لضربات قاسية.
الانهيار من الداخل:
أزمة الثقة والهجرة الجماعية: "ربما كان أخطر تداعيات الحرب هو تفكك النسيج الاجتماعي الإسرائيلي. هجرة ما يقارب 250,000 إسرائيلي (وفقاً لتقديرات أولية من دوائر الهجرة والصحف الإسرائيلية مثل "هآرتز") خلال الأسابيع الأولى بعد الحرب وما تلاها، خاصة من ذوي المهارات العالية والثروات (العلماء، المبرمجين، رجال الأعمال)، شكلت نزيفاً بشرياً واقتصادياً مدمراً. استطلاعات الرأي اللاحقة كشفت أن نسبة 40% من الشباب الإسرائيلي يفكرون جدياً في الهجرة، وهي صفعة قوية للرواية الصهيونية عن "الأرض الموعودة الآمنة". إسرائيل لم تعد جاذبة، بل "طاردة"، وفقدت جزءاً كبيراً من "عقليتها الريادية" التي بُنيت عليها. هذه الهجرة، مقترنة باحتجاجات داخلية تطالب بمحاسبة القيادة العسكرية والسياسية على فشل الدفاع، هددت استقرار الدولة من جذورها."
لماذا ادعاء النصر الأمريكي الإسرائيلي يفتقر للمصداقية؟
ادعاء واشنطن وتل أبيب الانتصار يصطدم بحقائق لا يمكن إنكارها تميز النصر الحقيقي:
1. غياب الاستسلام: عادة الدول المهزومة تلعن الاستسلام قبل ايقاف الحرب وإيران لم تعلن الاستسلام، ولم توقع أي وثيقة استسلام، ولم تقبل شروطاً مهينة. هذا يتناقض جذرياً مع نهاية الحروب التقليدية على سبيل المثال (اليابان 1945، وفرنسا 1940م ألمانيا 1945، العراق 1991 و2003).
2. طبيعة وقف إطلاق النار: جاء وقف إطلاق النار مفاجئاً، وبمبادرة أمريكية (إعلان ترامب عن اتفاق)، وليس نتيجة لاستنزاف كامل للإيرانيين أو انهيارهم. الأهم من ذلك، ان إيران هي من أطلقت الضربة الأخيرة المتمثلة في القصف الصاروخي الشامل، وهي سمة تُنسب تقليدياً للطرف الذي يوقف القتال وهو في موقع قوة نسبي وليس للمنهزم.
3. تحقيق الأهداف الإيرانية الدفاعية: بينما فشلت إسرائيل وأمريكا في تحقيق أهدافها الهجومية الطموحة، حققت إيران أهدافها الدفاعية الرئيسية: "البقاء" (استمرار النظام)، و"الردع" (إثبات قدرتها على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل)، و**إظهار قوة الرادع الصاروخي، و"توحيد الداخل" في مواجهة العدو الخارجي.
الخلاصة: النصر الإيراني في الصمود، الهزيمة الاستراتيجية للتحالف:
بتحليل دقيق للأهداف مقابل النتائج، وتداعيات الحرب على الأرض، يصبح من الصعب جداً وصف ما حدث بأنه "نصر" أمريكي إسرائيلي. لقد فشل التحالف فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه الحاسمة الثلاثة. بينما تكبدت إيران خسائر فادحة في البنية التحتية والعسكرية، إلا أنها صمدت كدولة وكنظام سياسي.
ومن جانب اخر أمريكا تدعوا الى العودة للحوار مع إيران فلماذا الحوار وحول ماذا سيتم التحاور وامريكا تزعم بانها قضت على البرنامج النووي الإيراني؟
المنتصر الحقيقي، بالمعنى الاستراتيجي، هو إيران:
انتصار الصمود: بقاء النظام بعد ضربة مخصصة لإسقاطه خلال أيام هو إنجاز بحد ذاته.
انتصار الردع: أثبتت قدرتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية وإلحاق أضرار غير مسبوقة بالعمق الإسرائيلي، مما يعيد رسم معادلة الردع في المنطقة.
انتصار نفسي ومعنوي: كسرت أسطورة المناعة والتفوق الإسرائيلي المطلق، ليس فقط في إيران ، بل في عموم المنطقة.
إضعاف الخصم: كشفت الحرب عن هشاشة عميقة داخل إسرائيل (عسكرياً، تكنولوجياً، اقتصادياً، ومجتمعياً) ستستغرق سنوات لمعالجتها، إن أمكن.
في المقابل، الخاسر الأكبر هو إسرائيل، التي تكبدت ضربات استراتيجية هزت أركان كيانها، بينما خرجت أمريكا بسمعتها العسكرية وقدت اهتزت، وأهدافها الاستراتيجية الكبرى (القضاء على التهديد النووي والإيراني) لم تتحقق.
النتيجة النهائية: الحرب لم تنتج منتصراً كاسحاً بالمعنى التقليدي، بل أنتجت "منتصراً في الصمود والردع (إيران)" ، و"مهزوماً استراتيجياً منكشف الضعف (إسرائيل)" ، و**قوة عظمى (الولايات المتحدة) فشلت في تحقيق أهدافها بثمن باهظ. عنوان "النصر" الذي رفعه ترامب ونتنياهو يبدو أقرب إلى محاولة يائسة لترقيع هزيمة استراتيجية مدوية وكسب بعض الوقت في معركة إعلامية خاسرة على أرض الواقع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
إيران تطالب الولايات المتحدة بتعويضات عن الاعتداء على منشآتها النووية
طالب المستشار الأعلى للشؤون الدولية في إيران، علي أكبر ولايتي، الولايات المتحدة الأمريكية بتحمل مسؤوليتها ودفع تعويضات عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة هجوم عسكري اعتبره 'غير مشروع'. إيران تطالب الولايات المتحدة بتعويضات عن الاعتداء على منشآتها النووية من نفس التصنيف: اللجنة الوزارية العربية الإسلامية تواصل مساعيها لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفي منشور له على منصة 'إكس'، أوضح ولايتي أن الحكومة الأمريكية قامت بشن هجوم عسكري غير قانوني على المنشآت النووية الإيرانية، مما أدى إلى خسائر مادية ومعنوية ضخمة، مشددًا على أن واشنطن تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، ويجب أن تخضع للمحاسبة وتعويض الأضرار التي نتجت عنه. كما أشار ولايتي إلى أن الشعب الإيراني سيستمر في مقاومته للضغوط والاعتداءات، متمسكًا بحقه المشروع في التقدم العلمي والاستقلال التكنولوجي، مؤكدًا أن لا قوة في العالم تستطيع منع إيران من تحقيق حقوقها. وأضاف أن إيران ستتابع هذا الملف عبر المسارات القانونية والدبلوماسية الدولية، موضحًا أن القضية مدرجة على جدول أعمال الجهات الدولية المختصة، وعلى رأسها الأمم المتحدة، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وضمان احترام السيادة الإيرانية. موقف واشنطن من المنشآت النووية وعلى الجانب الآخر، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى نيوجيرسي، بأن إيران لم توافق على عمليات التفتيش الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي، ولا تزال ترفض وقف تخصيب اليورانيوم، مما يشكل تهديدًا واضحًا للأمن الإقليمي والدولي. وأكد ترامب أن واشنطن تتابع الوضع عن كثب، مشيرًا إلى أن أي محاولة من إيران لاستئناف أنشطتها النووية ستكون 'قضية خطيرة'، وأن برنامج إيران النووي 'أُغلق نهائيًا'، لكنه حذر من إمكانية إعادة تشغيله في منشآت جديدة وسرية، وهو ما قد يزيد من التوترات في المنطقة. مواضيع مشابهة: مسؤول إيراني يؤكد عدم تلقي أي مقترح لوقف إطلاق النار وغياب الأسباب لذلك وأضاف الرئيس الأمريكي: 'إذا حاولوا إعادة تشغيل البرنامج في منشأة أخرى، فسيكون ذلك مشكلة كبيرة'، مشددًا على أن الولايات المتحدة لن تسمح بإحياء طموحات إيران النووية تحت أي ظرف جاءت تصريحات ترامب بعد إعلان البرلمان الإيراني عن قانون جديد يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتى يتم ضمان سلامة وحرمة البنية التحتية النووية في البلاد، ويأتي هذا الإجراء في ظل تصاعد الخلافات بين طهران والغرب بشأن مراقبة أنشطتها النووية، وسط تحذيرات دولية من خطورة الخطوات الإيرانية على جهود منع الانتشار النووي. ويعكس هذا التصعيد الأخير التعقيدات المستمرة في الملف النووي الإيراني، حيث تزداد المخاوف من إعادة تنشيط طهران لأنشطتها النووية في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجهها.


خبر صح
منذ 2 ساعات
- خبر صح
جوزيف عون يؤكد أن احتلال إسرائيل للتلال الخمسة يعيق سيادة لبنان
شدد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون على أن الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة تستدعي استمرار وجود قوات الطوارئ الدولية 'اليونيفيل' للمساعدة في تنفيذ القرار 1701،. جوزيف عون يؤكد أن احتلال إسرائيل للتلال الخمسة يعيق سيادة لبنان شوف كمان: مندوب إيران في الأمم المتحدة يؤكد استمرار تخصيب اليورانيوم وأكد الرئيس اللبناني خلال استقباله وزير الخارجية البريطاني في بيروت أنه في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمسة مواقع جنوبية واعتداءاته المتكررة التي تعرقل بسط الدولة لسيادتها الكاملة وحصر السلاح بمؤسساتها الشرعية. مقال مقترح: إسرائيل تطلق جبهة إعلامية من قلب مستشفى سوروكا بعد الدمار إحياء مراسم عاشوراء حق مكفول وفي وقت سابق، أوضح الرئيس جوزيف عون أن إحياء مراسم عاشوراء عبر المسيرات العزائية يأتي في إطار حرية ممارسة الشعائر الدينية، وهي حرية يكفلها الدستور اللبناني وتعكس روح التنوع والعيش المشترك، لكنه حذر في المقابل من استحضار السلاح خلال هذه المناسبات، معتبراً أن ذلك يمنحها أبعاداً سياسية وعسكرية لا تعكس إجماع الطوائف اللبنانية ولا تحظى بقبول حتى من داخل الطائفة الشيعية نفسها. وقال عون: 'المزج بين رمزية كربلاء الدينية وخطابات السلاح والقوة يفقد المناسبة قداستها، ويهدد رسالتها الجامعة، اتقوا الله في هذا الوطن، وارحموا شعباً يتوق إلى السلام، ويعتز بتعدديته، ودولةً تسعى للنهوض من بين أنقاض الانهيار'. جوزيف عون يحذر من أعداء الداخل وخلال لقائه وفد التوازن الوطني الذي تحدث باسمه رئيس تحرير صحيفة 'اللواء' صلاح سلام، حذر الرئيس اللبناني جوزيف عون من أعداء الداخل الذين يستغلون الخطاب الطائفي لخدمة أجندات خارجية، مشدداً على أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأنجع لمواجهة هذه التحديات. ونفى عون ما يتم تداوله عن دخول مجموعات مسلحة إلى لبنان أو وجود استعدادات لاقتحامات من الحدود السورية، مؤكداً أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الدقة، وأن الدولة تتابع هذا الملف بحزم. كما أكد الرئيس اللبناني استمراره في التنسيق مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان منذ توليه قيادة الجيش، وكذلك مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع لمتابعة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشاد بالدور الوطني للطائفة السنية، واعتبرها ركيزة للاعتدال وعمقاً للانتماء العربي، مؤكداً أنه لا طائفة تملك امتيازاً على أخرى، ولا يمكن لأي فريق أن يلغي الآخر، مضيفاً: 'الحرب الإسرائيلية على البلاد لم تستثن أحداً من اللبنانيين، وأن الحرب الاقتصادية قضت على الجميع دون تمييز'. وختم الرئيس اللبناني بالتأكيد على أن ما أوصل البلاد إلى ما هي عليه اليوم هو الفساد وغياب المحاسبة، داعياً إلى تفعيل دور القضاء باعتباره المدخل الجوهري لاستعادة الدولة وإنهاء الانهيار. رئيس الوزراء اللبناني: نرفض الاستعراضات المسلحة في بيروت من جانبه، أدان رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام الاستعراضات المسلحة التي شهدتها العاصمة بيروت مؤخراً، مؤكداً أنها غير مقبولة تحت أي ظرف أو مبرر. وكشف نواف سلام عن تواصله مع وزيري الداخلية والعدل لإطلاق الإجراءات القانونية بحق المشاركين في هذه الاستعراضات وتحويلهم إلى التحقيق، إنفاذاً للقوانين.


24 القاهرة
منذ 2 ساعات
- 24 القاهرة
كيف رد ترامب على مطالب إيران بتعويضات أمريكية عن قصف منشآتها النووية؟
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالبة إيران للولايات المتحدة بدفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بها جراء الضربات التي نفذتها واشنطن وتل أبيب واستهدفت منشآت نووية في طهران، بأنها سخيفة للغاية، وذلك خلال احتفالات الرابع من يوليو في البيت الأبيض. قصف المنشآت النووية الإيرانية وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد وجّه في وقت سابق رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش طالب فيها بتحميل الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الحرب التي دامت 12 يومًا بين البلدين، داعيًا مجلس الأمن إلى الاعتراف بهما كطرفين بادرًا بالعدوان، مطالبًا بتعويضات عن الأضرار. وفي الوقت الذي وصف فيه ترامب نتائج العملية العسكرية بأنها تدمير كامل للمنشآت النووية الإيرانية، كانت طهران تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لتخفيف الأعباء، وأشار عراقجي في رسالته إلى أن التقييم الكامل لحجم الخسائر ما زال جاريا، مؤكدًا أن العديد من المستشفيات ومراكز الإغاثة تعرّضت للقصف في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، كما استهدفت منشآت طاقة بهدف إرباك الحياة اليومية للمدنيين. وحذر عراقجي من أن تجاهل هذه الانتهاكات سيقوّض مصداقية الأمم المتحدة، وسيشجع على الفوضى مستقبلًا في العلاقات الدولية، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. من جهتها، ردّت الولايات المتحدة برسالة إلى مجلس الأمن أكدت فيها أن الضربات الجوية هدفت إلى تدمير القدرات الإيرانية على تخصيب اليورانيوم ومنع ما وصفته بتهديد هذا النظام المارق باستخدام السلاح النووي. وأكدت الرسالة الأمريكية، الموقعة من السفيرة بالإنابة دوروثي شيا، التزام واشنطن بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية. وتتمسك إسرائيل بموقفها بأن برنامج إيران النووي يوشك على إنتاج قنبلة، بينما تؤكد طهران أن أنشطتها سلمية، واستندت واشنطن في تبرير الضربات إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تتيح للدول الدفاع عن النفس ضد أي هجوم، شريطة إخطار مجلس الأمن فورًا بالإجراءات المتخذة. واندلعت الحرب بالتزامن مع انطلاق محادثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، وبموجب اتفاق 2015، سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67% لأغراض الطاقة، إلا أن إدارة ترامب انسحبت من الاتفاق في 2018، وردّت طهران بزيادة التخصيب إلى 60%، وهي نسبة تفوق الاستخدام المدني لكنها دون مستوى التخصيب اللازم لإنتاج سلاح نووي. وتشير تقديرات إلى أن الكمية المخصبة يمكن، إذا خضعت لمزيد من المعالجة، أن تكفي لصنع أكثر من تسع قنابل نووية، حسب تقرير ديلي ميل. وتواصل إدارة ترامب انتقاداتها للإعلام الذي شكك في نجاح الضربات، بعد أن كشفت شبكة CNN تفاصيل أولية من تقييمات استخباراتية مسرّبة حول العملية التي نُفّذت عبر سبع قاذفات B-2 أسقطت 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأتي فوردو ونطنز النوويتين. وأشار ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث إلى ما وصفوه بالتضليل الإعلامي، مهاجمين إحدى الصحفيات البارزات في الشبكة، ناتاشا برتراند، واتهموها بالكذب، وكتب ترامب على منصاته الاجتماعية أن برتراند يجب طردها من CNN، معتبرًا أنها تبث أخبارًا زائفة. وخلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وجّهت المتحدثة باسم الإدارة كارولين ليفيت انتقادات مماثلة للصحفية، بينما دافعت الشبكة عنها قائلة إنها تدعم عملها بنسبة 100%. من جانبه، دعا هيجسيث إلى التوقف قليلًا لتقدير ما وصفه بنجاح الجنود، وعبّر ترامب عن رضاه التام عن المؤتمر الصحفي، واصفًا إياه بأنه من بين أكثر المؤتمرات التي شعر فيها بالثقة. زيلينسكي يبحث مع ترامب تعزيز الدفاعات لحماية أجواء أوكرانيا اتصالات مكثفة لوزير الخارجية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل