
قصف مستوطنات اسرائيلية وهجوم يمني يصل عمق تل ابيب
وأظهرت المشاهد عملية التحضير و تجهيز الصواريخ وإطلاقها باتجاه المستوطنة، فيما توجّه أحد مقاتلي السرايا بكلمة إلى الاحتلال قائلاً: "إلى الصهاينة الجبناء… لقد قصفناكم قبل وأثناء العملية التي سميتموها عربات جدعون، ونقصفكم الآن بعد انتهائها، رداً على اعتداءاتكم على الأقصى"، مشدداً على استمرار المقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات.
وتستمر فصائل المقاومة في استهداف آليات وجنود الاحتلال بمختلف الوسائل في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث كانت السرايا قد نشرت قبل يومين مشاهد لاستهداف آليات وجنود صهاينة متوغّلين في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي الضفة الغربية، شهدت 50 نقطة مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، تخللتها عمليات رشق بالحجارة واندلاع 11 مظاهرة شعبية منددة بجرائم الإبادة الجماعية وحصار غزة.
هجوم يمني على مطار اللد وعمق المستوطنات
في سياق متصل، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ ثلاث عمليات نوعية بسلاح الجو المسيّر استهدفت مطار اللد في يافا وهدفين حيويين في بئر السبع وعسقلان، مؤكدة أن الضربات أصابت أهدافها بدقة.
وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن هذه العمليات جاءت نصرة للشعب الفلسطيني ورداً على المجازر وجرائم التجويع في غزة، داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى تقديم الدعم الكامل للفلسطينيين، ومحذراً الشركات المتعاملة مع موانئ الكيان الصهيوني من الاستمرار في نشاطها، حيث ستكون سفنها عرضة للاستهداف "بغض النظر عن وجهتها".
شهيد في جنوب لبنان بغارة إسرائيلية
إلى ذلك، استشهد شخص جراء استهداف طائرة مُسيرة إسرائيلية سيارة بين بلدتي عيترون وعيناتا جنوبي لبنان بأربعة صواريخ، في خرق جديد وفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الغارة أدت إلى سقوط شهيد لم تُعرف هويته بعد، مشيرة إلى استمرار الاعتداءات الصهيونية على قرى وبلدات الجنوب رغم الاتفاق، إذ تجاوزت خروقات الاحتلال منذ ذلك التاريخ ثلاثة آلاف خرق، أسفرت عن استشهاد 281 شخصاً وإصابة 586 آخرين، بحسب بيانات رسمية.
وكانت الحكومة اللبنانية قد وافقت الأسبوع الماضي على بنود ورقة المبعوث الأميركي توماس باراك لتثبيت وقف إطلاق النار، بما فيها نزع سلاح حزب الله، الأمر الذي رفضه الحزب واعتبره "خطيئة كبرى" مؤكداً أنه سيتعامل مع القرار "كأنه غير موجود"، في تأكيد على تمسكه بسلاح المقاومة لمواجهة الاحتلال الصهيوني.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شنّ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدواناً على لبنان تطور إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، أسفرت عن أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يلتزم به الاحتلال يوماً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 4 ساعات
- اذاعة طهران العربية
عمليات يمنية نوعية ومقتل 3 صهاينة وتدمير عشرات الآليات
واعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري ل حركة حماس عن تنفيذ عدة عمليات ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي وتدمير دبابة "ميركافاة" بقذيفة الياسين "105" داخل بيارة الحاج عادل الشوا. كما اكدت استهداف منزلاً تحصن بداخله عدد من جنود الاحتلال بثلاث قذائف مضادة للافراد ما اسفر عن وقوع 3 قتلى وعدد من الجرحى في صفوف العدو. وفي وقت سابق اعلنت كتائب القسام عن قنص ثلاثة جنود إسرائيليين في بيارة الحاج عادل، ما أدى إلى مقتل جندي واصابة الاخرين بجروح. وتأتي هذه العمليات في إطار سلسلة عمليات 'حجارة داوود' التي تنفذها القسام، رداً على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتشير التقديرات إلى أن جيش الاحتلال يواجه خسائر متزايدة في صفوف جنوده، في ظل تصاعد العمليات النوعية للمقاومة. وبلغ عدد قتلى جيش الاحتلال منذ بدئه حرب الإبادة على غزة، 895 عسكريا بينهم 451 بالمعارك البرية في قطاع غزة، فيما أصيب 6108 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 2803 بالمعارك البرية في قطاع غزة، وفق معطيات نشرها جيش الاحتلال. وتفرض إسرائيل رقابة مشددة على نشر خسائرها في قطاع غزة، وتتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها، ما يرشح الأعداد المعلنة للارتفاع. تدمير عشرات الآليات الاسرائيلية شرق غزة أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها تمكنوا خلال الأيام الأخيرة، وبعد انسحاب جزئي ل قوات الاحتلال من شرق غزة، من الوصول إلى مناطق جرى تجهيزها مسبقاً بمصائد متفجرة، تضمنت عبوات ناسفة أرضية من نوع "ثاقب" و"زلزال"، إضافة إلى قنابل من مخلفات الاحتلال جرى إعادة هندستها. وأوضح قائد ميداني في السرايا، الثلاثاء، أن هذه العمليات أسفرت عن تدمير عشرات الآليات العسكرية الاسرائيلية في مناطق الشجاعية والتفاح والزيتون، مؤكداً معاينة بقايا وحفر ناجمة عن انفجار آليات مصفحة في محيط مواقع التفجير. وأضاف أن العديد من عمليات استهداف الآليات المزروعة مسبقاً لم يُعلن عنها لعدم إمكانية الوصول إلى أماكنها وتوثيقها، مشيراً إلى أن حجم الدمار في المنازل كبير، لكن الخسائر الميدانية التي تكبدها الاحتلال تمثل ضربة موجعة لتوغله شرق غزة. وشدد القائد الميداني على أن المقاومة مستمرة في مواجهة العدو رغم فارق الإمكانات، مؤكداً: "لن نستقبله بالورود". قصف يمني يستهدف أهدافاً استراتيجية للكيان الصهيوني وفي اليمن، نفذت القوات المسلحة اليمنية، سلسلة عمليات نوعية استهدفت مواقع استراتيجية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار دعمها المستمر للمقاومة الفلسطينية وصمود غزة. وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن سلاح الجو المسير نفذ أربع عمليات عسكرية بست طائرات مسيّرة، أصابت بدقة أربعة أهداف حيوية للعدو في مناطق حيفا، النقب، أم الرشراش (إيلات)، وبئر السبع، مؤكداً تحقيق الأهداف المرسومة للعملية بنجاح كامل. وشدد العميد سريع على أن هذه العمليات تأتي نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ورداً على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أهالي غزة، مؤكداً استمرار العمليات الإسنادية حتى وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع. كما حذّر من أن المضي في مخططات تصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة والتهجير ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومي العربي والإسلامي، داعياً دول المنطقة إلى التحرك الفوري لدعم مقاومة غزة. ويواصل الجيش اليمني، بقيادة حركة أنصار الله، استهداف الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيّرة، إضافة إلى عمليات بحرية ضد السفن المرتبطة به أو المتجهة إلى موانئه، في إطار الرد الاستراتيجي على العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والمصابين، إلى جانب مجازر ومجاعة أودت بحياة الآلاف، بينهم أطفال.


موقع كتابات
منذ 15 ساعات
- موقع كتابات
هل ان لبنان على اعتاب حرب اهلية ثانية
يعرف عن لبنان انه بلد موزائييك اي بلد متعدد الطوائف والاعراق وهم على مر الزمان متعايشين ومتحدين ويحبون بلدهم وبينهم لحمة وطنية قوية رغم الكثير من التحديات التي عصفت بهذا البلد الصغير جغرافيا والكبير ثقافيا وادبيا . يمثل الكيان الصهيوني تحديا كبيرا وورما سرطانيا زرع في قلب الامة العربية ومنذ نشاة هذا الكيان الغاصب المحتل من قبل بريطانيا الاستعمارية والامبريالية والمنطقة العربية لم تهدأ ولم ترى السكينة والطمأنينة فالحروب مع هذا الكيان لم تتوقف ابتدأ من حرب عام 1948 ولحد الان ولقد دفعت الامة العربية وخاصة البلدان المواجهة للكيان اثمان باهضة من تقدمها واقتصادها وخسائر لا تعد ولا تحصى بشكل مباشر او غير مباشر . واهم بلد دفع الثمن غاليا كان لبنان حيث انه تعرض الى اجتياح همجي شرس عام 1982 لم يبقي ولم يذر وعاثت ايادي الكيان الصهيوني ببيروت ومزقتها شر ممزق فكانت مذبحة صبرا وشاتيلا التي نفذها حزب الكتائب اللبنانية بدعم لا محدود من اسرائيل وعلى اثرها انسحبت منظمة التحرير الفلسطيمية من لبنان الى تونس مرغمة على ذلك . واحد اهم النتائج التي كان سببها الجوهري هو الكيان الصهيوني كانت الحرب الاهلية اللبنانية التي وقعت بين عام 1976 الى عام 1990 اي حوالي اربعة عشر عاما كان فيها الصهاينة اهم الممولين والداعمين بالسلاح والمال لبعض اطراف المليشيات اللبنانية واخص بالذكر حزب الكتائب اللبنانية بقيادة بشير الجميل وسمير جعجع من بعده . لقد كان اهم نتيجة من نتائج الاجتياح الصهيوني لبيروت عام 1982 هو تأسيس حزب الله اللبناني والذي دعمته ومولته ودربته ابران وسوريا وقد كان عدوا شرسا لللاحتلال الصهيوني وبمرور السنين ازدادت قوة وبأس هذا الحزب وتنامت قدراته وتوسعت قاعدته الشعبية المؤيدة حتى اصبح جنوب لبنان احد اهم واكبر معاقل الحزب وفي بيروت في الضاحية الجنوبية وحارة حريك تدين بالولاء المطلق له. وقد اصبح الحزب رقما مهما وصعبا في المعادلة اللبنانية خاصة بعد طرده لللاحتلال الصهينوني من اراضيه عام 2000 وكسر انف هذا المحتل الغاصب . وكانت حرب عام 2007 وحاولت اسرائيل مرة اخرى ان تجرب حظها في الاجتياح ولكن حزب الله اطبق عليها اطباقا محكما في الجنوب ومنيت بخسائر بالغة لم تتوقعها من حزب لبناني ( اي نعم انها خبرت القتال معه وعرفت اساليبه ولكنها لم تقدر امكاناته التسليحية والتدريبية التي تنامت باضطراد خلال السنوات الاخيرة ) فوقعت في فخ كبير كانت نتائجه مخزيه للكيان المدجج بالسلاح حتى اسنانه. وتغيرت المعادلة في لبنان فلم يعد الصهاينة يعتدون على القرى اللبنانية في مزارع شبعا وصور وصيدا لانهم يفكر مرتين ان حزب الله سيقوم بقصف الجليل الاعلى ومستوطنات كريات 4 . فوجدت معادلة جديدة هي ما يسمى معادلة الرعب . اليوم وبعد حرب الكيان مع لبنان والتي نتج عنها وفاة سيد المقاومة الامين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصر الله رحمه الله حاول الكيان مرة ثانية ان يقتحم الجنوب لايام ولكنه فشل فشلا ذريعا رغم كل الدعم والاسناد من الولايات المتحدة الاميركية وجهدها الاستخباري الكبير ودعمها اللوجستي اللامحدود ولكن النتائج كانت مخيبة للامال ومحدودة جدا . سبق الاعتداء الصهيوني حرب اقتصادية ضارية دمرت اقتصاد لبنان وحاولت تمزيق النسيج الاجتماعي له ففرضت الولايات المتحدة حصارا ماليا صارما على لبنان وانسحبت رؤوس الاموال الخليجية بأوامر اميركية مما ادى الى تدهور الاقتصاد اللبناني واكل التضخم كل مدخرات اللبنانيين فأصبح معظم اللبنانيين تحت خط الفقر وتدهورت العملة اللبنانية واعني الليرة تدهورا مخيفا وكل هذا من اجل تركيع اللبنانين وخنقهم واذلالهم . بعد توقف الحرب مع الكيان الصهيوني قدمت الان الصهينونية وعلى لسان الولايات المتحدة الاميركية ورقة مطالب للحكومة اللبنانية الى رئيس الجمهورية والى رئيس الوزراء نواف سلام تطالبهم فيه بحصر السلاح بيد الدولة وان يكون الجيش اللبناني هو البديل لحزب الله وان ينتشر في كل التراب اللبناني . المأسف ان الدولة اللبنانية خضعت لهذه الاملاءات الاميركية وقررت ان يسلم حزب الله سلاحه الى الدولة اللبنانية بحلول نهاية هذا العام . الامين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رفض هذا القرار جملة وتفصيلا . وصرح اكثر من مرة ان الحزب لن يسلم سلاحه الى اي جهة كانت ولو انطبقت السموات على الارض وهذا ماصرح به السيد نعيم قاسم حرفيا. السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع الجيش اللبناني بسط نفوذه وحماية ارض لبنان وسمائه ومقدساته وهو جيش كل تعداده تقريبا خمسون الف عسكري بين جندي وضابط يمتلك طائرات عدد 12 طائرة وهي غير نفاثه وقديمة وتفتقر الى قطع الغيار واليات عسكرية اميركية قديمة وزوارق بحرية بسيطة وصغيرة فقط.. اليوم ارى ان اهم تحدي امام الحزب هو نزع سلاحه ونزع سلاح الحزب يعني اعادة منطقة الجنوب الى المربع الاول حيث كانت مرتعا للصهاينة وكانوا يقصفوها متى شاؤوا بحيث كان الصهاينة وقوات جنوب لبنان المساندة لهم او ما يعرف بقوات انطوان لحد تتصرف مثل الكابوي الاميركي في هذه المنطقة حزب الله اعاد الى لبنان هيبته واعاد الى جنوب لبنان كرامته المستباحة من قبل الصهاينة . حزب الله لن يقبل بقرار الحكومة اللبنانية بنزع السلاح وان يبقى عاريا امام عدوا شرس لا يحترم ايا كان وعليه اتوقع ان المواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله واقعه لا محالة وهي خطة جديدة من الصهيونية واميركا لاعادة لبنان الى الحرب الاهلية وكسر شوكة الحزب بأيدي اللبنانين انفسهم.


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
العراق على مفترق طرق: هل تعود 'ثورة عاشوراء' في ظل تصاعد أزمة البرلمان والحكومة؟
حاليآ في قلب الشرق الأوسط، حيث تتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، أصبح العراق اليوم يتنقل في خضم متغيرات جيوسياسية هائلة، تهدد مستقبله بظلال قاتمة من الاضطراب. بعد التغيرات المزلزلة التي ضربت المنطقة، وفي ظل انهيار ما كان يُعرف بـ'الهلال الشيعي الإيراني'، فقد العراق القدرة على التحرك بمرونة في محيطه الإقليمي. ليس هذا وحسب، بل إن انهيار محاور القوة التي هيمنت على المشهد لسنوات سابقة ، وعلى رأسها خروج 'حزب الله/ اللبناني' والنظام السوري السابق من معادلة الصراع، قد خلق واقعًا جديدًا لا يشبه ما كنا نعرفه وتعودنا عليه طيلة عقود طويلة. التصريحات الاخيرة الانفعالية للمسؤولين الحكوميين الإسرائيليين والأمريكان على حد سواء والتي أصبحت بصورة متسقة ومتناغمة التي تبشّر بـ'شرق أوسط جديد' لا يحمل في طياته إلا مزيدًا من الفوضى والفراغ السياسي، حيث تتداعى القوى الكبرى عن دعم حلفائها التقليديين. العراق، الذي كان دومًا في قلب هذا الصراع، يعاني اليوم من تداعيات هذه المتغيرات، فيما تزداد العلاقة بين بغداد وطهران تأزمًا وتوترًا وبالأخص ملف الفصائل الولائية المسلحة المنضوية تحت مؤسسة الحشد الشعبي. و لكن ما يعيشه اليوم لا يقتصر على تراجع دوره الإقليمي فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل تهديدًا مباشرًا على أمنه الداخلي واستقراره السياسي والذي ما يزال يشهد بين الحين والآخر موجات من الاحتجاجات ضد فساد الحكومة والمحاصصة الطائفية، أصبح اليوم في مواجهة معركة جديدة – معركة من أجل البقاء في ظل الانقسامات الداخلية التي تعصف بجميع مؤسساته وليس مجرد ساحة استحواذ وصراع إقليمي فحسب، بل هو الآن أمام سؤال كبير لا مجال للتهرب منه : هل سيبقى في فلك الهيمنة الإيرانية أم يرضخ للضغوط الأمريكية وسيغرق أكثر في خضم الفراغ الذي خلّفته التغيرات الجيوسياسية في المنطقة؟ في ظل حالة من التوتر السياسي المستمر منذ سنوات ، عاد مشهد صورة الأمس باقتحام البرلمان وتفجير الاحتجاجات في المنطقة الخضراء إلى الواجهة، ليحاكي سيناريو 'ثورة عاشوراء' التي شهدت احتجاجات واسعة ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء 'حيدر العبادي' والبرلمان ففي يوم السبت الموافق 30 نيسان 2016، قام أنصار التيار الصدري بقيادة السيد 'مقتدى الصدر' باقتحام المنطقة الخضراء، مقر البرلمان والحكومة العراقية، وذلك بعد دعوة من 'الصدر' للمطالبة بإصلاحات حكومية وإلغاء المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب. كانت هذه الخطوة احتجاجًا على الفساد وسوء الإدارة. الاقتحام شهد مشاهد فوضوية وكان بمثابة إعلان رفض شعبي واسع لما كان يُعتبر حكومة فاسدة و فاجأ أنصار التيار الصدري الجميع بالدخول إلى المنطقة الخضراء، التي تُعدّ رمزًا لسلطة الحكومة العراقية واحتكار القوى السياسية للنظام السياسي. ودخلوا البرلمان في خطوة تنديد واضحة بمحاصصة الطوائف والفساد المستشري في الحكومة والاقتحام الثاني الذي حدث في يوم الأربعاء 27 تموز 2022، باقتحام البرلمان مجددًا بعد فشل تشكيل الحكومة إثر الانقسامات بين الاحزاب والكتل السياسية التقليدية المهيمنة على القرار السيادي . هذه المرة كانت احتجاجاتهم ضد ما اعتبروه عملية فساد وتدخلات من أطراف خارجية، وكذلك رفضًا لهيمنة القوى السياسية التقليدية. وكان هذا الاقتحام جزءًا من أزمة سياسية أوسع، ومن حيث كان أنصار الصدر يتظاهرون ضد تشكيل الحكومة من قبل أحزاب الإطار التنسيقي، والذي يضم العديد من الأحزاب الشيعية التقليدية. والملاحظ للمتابع ففي كلا الاقتحامين، كانت رسالتهم واضحة وصريحة : رفض سياسات الحكومة والبرلمان، مطالبين بالإصلاحات وإصلاح النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي القائم الذي يرى الصدريون أنه قائم على المحاصصة الطائفية والفساد والمحسوبية. إن التاريخ السياسي والعلاقة بين التيار الصدري والحكومات والمجلس النيابي ومنذ الغزو الأمريكي في عام 2003، حيث كان البرلمان دائما وما يزال مركزًا للانتقادات المتواصلة بسبب ضعف الأداء التشريعي وغياب الحلول الحقيقية للمشاكل التي يعاني منها المجتمع العراقي. ولكن مع صعود التيار الصدري ظهرت تحركات سياسية تتسم بالعنف والتحريض ضد الحكومة، تطورت إلى مظاهرات جماهيرية واقتحام مؤسسات الدولة. في عام 2015، شهدت البلاد احتجاجات حاشدة ضد الحكومة والبرلمان، حيث طالب المتظاهرون بالإصلاحات والحد من الفساد واليوم، يبدو أن جميع المؤشرات وتصريحات المسؤولين للتيار الصدري تسير في نفس الطريق من خلال تحريك الشارع ضد حكومة رئيس الوزراء الحالي 'السوداني' ومشددًا على عدم فاعلية البرلمان في التخفيف من معاناة الشعب ، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول القدرة الحقيقية لهذا التيار على إسقاط الحكومة الحالية مثلما حدث في الماضي. ولطالما كان البرلمان بحسب المتظاهرين والقوى ثورة تشرين بان فشل أعضائه في حضور الجلسات المهمة وتغيبهم عن المداولات التي تحدد مصير مستقبلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. على مدار سنوات، ومن خلال تأجلت القوانين الحيوية التي تمس حياة المواطن وبالأخص التي توفر فرص عمل لهم، مثل قوانين النفط والغاز ومكافحة الفساد. بينما معظم نواب البرلمان بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، مشغولين بمصالحهم الشخصية والحزبية، متجاهلين الحاجة الماسة لتمرير التشريعات والقوانين التي تنقذ حياة الشعب وهذا الغياب المستمر انعكس بشكل سلبي على المدى الطويل على استقرار العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما أدى إلى تراكم الأزمات التي يواجهها المواطن يومًا بعد يوم بحيث أصبحت من الصعوبة بمكان إيجاد أي طريقة لإصلاح مثل تلك الأزمات , ورغم التحذيرات التي أطلقها العديد من المسؤولين، مثل تحذير الأخير لرئيس البرلمان، الدكتور 'محمود المشهداني' حذر صراحة :'من عواقب خطيرة إذا استمرت الصراعات بين الكتل السياسية، وتفاقم الاختلافات الداخلية والفساد في الدولة وأن هناك تطورات كبيرة قد تحدث في العراق خلال شهر آب من هذا العام' وربط ذلك بتسارع الأحداث السياسية والاجتماعية في البلد، بالإضافة إلى الضغوط الإقليمية. هذه التصريحات جاءت في وقت حرج جدآ يمر به العراق وبالاخص الأوضاع السياسية والانتخابات البرلمانية القادمة والجميع اصبح في حالة ترقب شديد مع تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، فضلاً عن التوترات بين الكتل السياسية المختلفة، وخاصة بين التيار الصدري وأحزاب الإطار التنسيقي وإلى احتمالية تفاقم الأزمة بشكل يؤدي إلى تفجير الوضع السياسي. هذه التصريحات الرسمية لرئيس البرلمان أثارت القلق في أوساط الحكومة والساسة، حيث توقع البعض أن بعد انتهاء الزيارة الاربعينية قد يشهد تصعيدًا كبيرًا في المظاهرات أو احتجاجات شعبية قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام السياسي وأن القوى السياسية لا تزال تعيش في دوامة الانقسامات السياسية والفساد الذي يعصف بكل مؤسسات الدولة. بل إن البعض يرى أن الأوضاع تتجه نحو مرحلة أكثر تعقيدًا، مع تفاقم سيطرة الميليشيات والفصائل الولائية على مفاصل القرار السيادي وبمساندة قادة من بعض احزاب الإطار التنسيقي كما هو التحذير الأخير الذي أطلقه رئيس ائتلاف دولة القانون حول عدم تمرير قانون الحشد الشعبي. لا يخفى على أحد أن المظاهرات الأخيرة التي اندلعت في العراق جلبت معها تساؤلات حول طبيعة الحراك السياسي المستقبلي وفي هذه اللحظة، تعيش الساحة السياسية العراقية حالة من القلق والترقب حول ما ستؤول إليه الأمور في حال تصاعدت الاحتجاجات بشكل أكبر ومن المتوقع أن تتجه الأنظار إلى التيار الصدري بصفته القوة الرئيسة التي قد تقود موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية في العراق، وتستهدف هذه المرة حكومة رئيس الوزراء السوداني. سيتجدد الحديث عن سياسات المحاصصة الطائفية التي تُعاني منها الحكومة، فضلًا عن الدور المتزايد الذي تلعبه الفصائل المسلحة في تحديد توجهات الدولة. وما يزيد من تعقيد تأزم المشهد , هو أن بعض المسؤولين الحكوميين يروجون في وسائل الإعلام ويعتقدون صراحة وجازمين بان هذه الاحتجاجات قد تتحول إلى 'ثورة عاشوراء الثانية'، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. لكن، في الوقت ذاته، يرى آخرون أن هذا الحراك قد يعجز عن إحداث تغيير حقيقي، نظرًا لوجود بنية سياسية معقدة وصراعات داخلية بين الكتل السياسية المختلفة وعلى الرغم من التحركات الشعبية المتزايدة فالأزمة الحالية لا تتعلق فقط بالفساد أو ضعف الحوكمة، بل تتجاوز ذلك إلى مشهد سياسي معقد تحكمه مصالح إقليمية ودولية. إن تحركات القوى الخارجية، وتحديدًا إيران والولايات المتحدة، تُضاف إلى المشهد المربك، ما يجعل أي محاولة للتغيير الداخلي تصطدم بعوائق هائلة. ورغم هذا التشاؤم، يبقى الأمل في أن يكون هناك تحول إيجابي في المستقبل، إذا ما تمكّن المواطنون من توحيد صفوفهم وإحداث ضغط حقيقي على الحكومة لإجراء إصلاحات شاملة تضمن العدالة وتوزيع الثروات بشكل أكثر إنصافًا. إن الوضع الراهن في العراق لا يعد مجرد مرحلة سياسية عابرة، بل هو مرحلة فارقة قد تقود البلاد إلى مآلات كارثية إن لم يتم تدارك الأمر سريعًا. الواقع المرير الذي يعيشه الشعب العراقي اليوم هو نتاج سنوات من الفساد المستشري والانقسامات السياسية التي لا حصر لها، وكلما استمر الصراع بين القوى السياسية على حساب مصلحة الوطن، زادت حدة الخطر الذي يهدد استقرار العراق وأمنه. التغيرات الجيوسياسية في المنطقة لا تترك العراق في معزل عن تداعياتها، بل تأتي لتزيد من تعقيد وضعه الداخلي، وتضعه في مواجهة تهديدات إقليمية ودولية قد لا يمكن تحمل تبعاتها. إن الاستمرار في غياب الحلول الجذرية والإصلاحات الحقيقية يعني أننا نسير نحو هوة سحيقة، قد نجد أنفسنا في أسفلها عاجزين عن إصلاح ما يمكن إصلاحه. إن الشعب العراقي اليوم أمام مفترق طرق، وإذا استمر التراخي في مواجهة الفساد والطائفية والمحاصصة السياسية، فإن العواقب ستكون وخيمة على جميع الأصعدة. وقد تجد نفسه في دوامة لا تنتهي من الفوضى والفقر والدمار. الوقت يمر ولم يعد في صالح الجميع، والمستقبل مهدد إذا لم نتحرك بروح وطنية مشتركة، بعيدًا عن الحسابات الطائفية والمحاصصة الضيقة، من أجل إنقاذ هذا البلد الذي دفع أثمانًا باهظة طوال عقود من الزمان. علينا أن نكون أكثر وعيًا بما يجري حولنا، وأن ندرك أن صمتنا وتجاهلنا للمشاكل العميقة لن يزيد الوضع إلا تعقيدًا. الشعب، الذي عانى بما فيه الكفاية، يستحق أكثر من ذلك؛ يستحق الأمل في غد أفضل، ولا بد من أن يبدأ التغيير من داخلنا، أولًا وأخيرًا ومع تصاعد هذه الأحداث، و بينما يظل العراق يعيش في دائرة الأزمات السياسية، يبقى اعادة سيناريو مشهد 'ثورة عاشوراء الثانية' على الأبواب، خاصة مع تصاعد الرفض الشعبي للفساد وغياب الحلول من قبل الحكومة . وفي ظل هذه الحالة، يظل التساؤل قائمًا: هل يمكن للتيار الصدري أن يسقط الحكومة الحالية كما حدث سابقًا؟ أم أن العراق سيظل يعيش في دوامة لا نهاية لها من الفساد والمحاصصة الطائفية السياسية وتدخل القوى الخارجية في شؤونه الداخلية؟