logo
"في سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة".. حروب أخطر من الاستعمار

"في سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة".. حروب أخطر من الاستعمار

الشرق السعودية٠٨-٠٥-٢٠٢٥

صدر كتاب "في سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة: قراءات في المحتوى والوسيط" للباحث والإعلامي المغربي مصطفى غلمان، عن دار "أكورا للنشر" في لمغرب - طنجة 2025.
يتناول الكتاب تأثير الرقمنة على الإعلام العربي والغربي، من منظور سوسيولوجي تحليلي، وتحوّلات الوسائط والمضامين والقيم الإعلامية، ومنها:
تحوّل البثّ الإعلامي من الأحادية إلى التفاعلية، تصدّع منظومة المصداقية في زمن الشائعات الرقمية، تحوّلات الهوية الاجتماعية والثقافية نتيجة الإعلام الشبكي، تأسيس وعي رقمي نقدي.
ينطلق المؤلف من فكرة أساسية، وهي أن الإعلام الرقمي لم يعد مجرد ناقل للمعلومة، بل أصبح فاعلاً بنيوياً يعيد تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافي، ويقول إن هذه الدراسة "تحاول أن تبرهن على الأسس السوسيولوجية التي تقوم عليها الأنماط الإعلامية العربية والغربية القائمة".
كما يحلّل أزمة المصداقية الإعلامية في العصر الرقمي، ويشير إلى أن "تحوّلات الإعلام من البثّ الأحادي إلى التفاعلية، فرضت واقعاً جديداً مليئاً بالاختلالات والاختزالات المهنية".
يشدّد في السياق ذاته، على أن المعرفة الإعلامية أصبحت رهينة لعالم رقمي ضخم من البيانات، ما ساهم في "انفراط القيمة الأخلاقية والاجتماعية للمعلومات".
أصبح الإعلام راهناً سلطة، مشاركاً السلطة السياسية والاقتصادية في أهميتها، بل وفاعلاً فيها، وهكذا يعتبر المتلقي بدوره سلطة أيضاً.
هنا نستعيد ما يقوله مارشال ماكلوهان في كتابه "فهم وسائل الإعلام: امتدادات الإنسان"، الصادر عن المركز القومي للترجمة، القاهرة، "إن الوسيلة نفسها، لا المحتوى الذي تحمله، هي التي تؤثر في المجتمع. فالوسائط تعمل على تغيير موازين الحواس البشرية، وتعدّل أنماط الإدراك والفهم، ما يؤدي إلى إعادة تنظيم المجتمع ذاته".
ويؤكّد في موضع آخر، "أن وسائل الإعلام ليست مجرد قنوات لنقل المعلومات، بل تشكّل وتمتد في حواسنا وتخلق بيئات جديدة تؤثر في كيفية فهمنا للعالم والتواصل فيما بيننا."
إن تكريم الوسيط اشتغلت عليه الممارسات الفلسفية المعاصرة، التي غيّرت مفهوم الهامش والمركز والغريب والدخيل. وعليه، نرى تداخلاً وتخادماً معرفياً فيما يتعلق بالأدب والفن والإعلام والمعرفة، حيث يتم ترحيل المفاهيم، التي تم استحداثها ضمن حقل معرفي، إلى آخر يختلف عنه وظيفياً، بغية جعل الاشتغال الفني والإعلامي شاملاً وواسعاً.
الرقمنة والشعوب المُستضعفة
يرى الكاتب والباحث الفلسطيني في السوسيولوجيا إياد البرغوثي في تصديره للكتاب، "أنه يظهر أهمية الإعلام الجديد، خاصة الرقمنة، في تشكيل وعي إنساني أكثر أخلاقاً، ويدعو إلى تغيير العالم، لا تفسيره فقط".
فالكاتب يؤمن "بأن الرقمنة تتيح فرصاً غير مسبوقة للشعوب المستضعفة لإيصال مظلوميتها إلى العالم، وهو أمر بالغ الأهمية، خصوصاً مع تطوّر وسائل التواصل".
كما يشير البرغوثي إلى أن "تجربة الفلسطينيين في الحرب على غزة، أثبتت الدور الاستثنائي للإعلام الجديد في نقل الحقائق، ما أثّر في الرأي العام الغربي، رغم هيمنة الإعلام التقليدي، وهو ما يعزز من قيمة الإعلام الرقمي كأداة مقاومة فكرية وحضارية.
تُتيح الرقمنة استقلالية عن سلطة القرار المعنية، وتتجاوز مفهوم الرقيب التقليدي والاحتكار الرسمي، إذ يستطيع أي شخص أن يؤسس قناته على اليوتيوب، وينشر كتابه، أو يقيم معرضاً رقمياً، فضلاً عن منصّات التجارة الرقمية، والعملات الرقمية، والاستشارة الطبية أو الحقوقية الرقمية.
يأتي ذلك بدعم من التشاركية والتفاعلية، التي يقول عنها هنري جينكينز في كتابه "ثقافة الالتقاء: أين تتقاطع الوسائط القديمة والجديدة" (2006)، هي نقيض "ثقافة المستهلك المنعزل" التي كانت سائدة في الإعلام التقليدي. ويرى كيف أصبح الجمهور الرقمي منتجاً ومستهلكاً للمعلومة في آن.
تشير الثقافة التشاركية إلى تحوّل الجمهور من مستهلكين سلبيٍين للمعلومات إلى مشاركين فاعلين في إنتاجها وتوزيعها. إذ لا يكتفي الأفراد في بيئات الإعلام الرقمي بتلقي المحتوى، بل يسهمون في ابتكاره وإعادة تشكيله، مثلما يحدث في المنتديات، والمدوّنات، ومواقع الـ يوتيوب والتيك توك وسواها.
مجتمعات رقمية
تتميّز هذه الثقافة بتقليل الحواجز بين المنتجين والمستهلكين، وزيادة فرص التعبير الذاتي والمشاركة الاجتماعية، ما يؤدي إلى بناء مجتمعات رقمية تعتمد على التعاون الإبداعي والمشاركة الجماعية، ما يجعل الإعلام الرقمي متجاوزاً الأنماط التقليدية.
كما يكون لمُستخدمه شخصية تفاعلية حداثوية منتجة، غير متلقية فحسب، تتجاوز توصيف القدح " الاستهلاكية"، التي عزّز حضورها الكاتب الأسترالي أكسل برونز في كتابه "المدونات، ويكيبيديا، الحياة الثانية وما بعدها: من الإنتاج إلى الاستخدام الإنتاجي" كظاهرة للمستخدم المنتج، لوصف التحوّل الجذري في بيئات الإعلام الرقمي، حيث لم يعد المستخدم مجرد مستهلك للمعلومة، بل أصبح يشارك في إنتاجها وإعادة صياغتها.
يعتمد المستخدم على أربعة خصائص رئيسة هي، فتح المحتوى للجميع لإعادة تطويره بحرية، وإشراك المستخدمين في عمليات الإبداع والنشر، وغياب المركزية التقليدية لصالح الشبكات المفتوحة، مع تدفّق مستمر ومتجدّد للمحتوى الرقمي. في دمج واضح بين أدوار الإنتاج والاستهلاك في البيئة التفاعلية. يعكس هذا التحوّل كيف بات الإعلام الشبكي مساحة تشاركية ديناميكية تتجاوز الأنماط التقليدية.
انفتاح ثم مراقبة
ندخل هنا إلى سلطة رقابية أخرى، تقبض على الكود الإعلامي والاقتصادي عبر نظام احتكاري مرتبط بها. فكلما حاول الإنسان التفلّت من قبضتها، تسعى هي بدورها إلى الإمساك بالمفاتيح حصراً، وهكذا ترغمنا على إعادة توصيف الرقيب والاقتصاد والأدب.
وكما يقول غلمان "تتبدل أشكال السلطة، كما تتغيّر أدوات السيطرة والتحكّم، ولكنها تعيد إنتاج أنماط التبعية بوسائل جديدة أكثر إغراءً وانسياباً".
يبدو أن قدر الإنسان المعاصر في هذه المتوالية المستدامة؛ الانتقال من "الانفتاح التام" والشامل إلى الضبط والمراقبة والاحتكار، ولكن بوسائل جديدة تبدو عصرية ومغرية، لكنها للأسف تعيد توصيفات السلطة المركزية بأساليب جديدة، لا تنفك منها تماماً، وبالتالي تعيد توصيف الحرية ذاتها، حيث يبدو البشر أحراراً ظاهرياً، لكنهم مقيّدون إلى حبل طويل نسبياً، فيشعرون بأنهم أحرار، كما أشار الروائي اليوناني نيكوس كازانتزاكيس في روايته "زوربا".
فهو يرى أن التحرر الحقيقي يأتي من عدم الخوف وعدم التعلّق، قد يبدو الإنسان حراً، لكنه في الحقيقة مقيّد بقيود غير مرئية، تشبه الحبل الطويل الذي يمنحه حرية شكلية، بينما يظل مربوطاً في النهاية.
يفتح كتاب" في سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة: قراءات في المحتوى والوسيط"، النقاش حول دور الإعلام في عالم سريع الرقمنة، ويؤسس لرؤية نقدية إعلامية تستجيب لتحولات الواقع الرقمي، ليشكل مرجعاً مركزياً لدراسات الإعلام، مثلما يقول الباحث والأكاديمي المغربي جمال بندحمان، في إطار احتفالية بالكتاب "يبدع شكلاً جديداً في قراءة الفعل الإعلامي في ظل الرقمنة، ويقدم تحليلاً يستنبت جذور الأنساق السوسيوثقافية".
كما اعتبر الكاتب والباحث عبد الصمد الكباص، "أن الكتاب يسهم في إعادة قراءة البيئات الرقمية الجديدة ومفعولاتها الأيديولوجية والثقافية".
يقول الكاتب والإعلامي مصطفى غلمان لـ"الشرق": أعتقد أن ثمّة فورة شاهقة لعالم جديد يتشكّل تحت نيران الحروب والفوضى الاقتصادية والثقافية، وأن ثمة ما يدعونا إلى قلق تجاه تسارع توحّش بروبجندا الإعلام الرقمي، وتغوّله في الشتات القيمي والأخلاقي".
يتابع" "إن حروب الرقمنة الآن، أضحت أخطر تأثيراً واستنزافاً، من الاستعمارات المادية الكلاسيكية، ومواجهتها لن يكون باستقبالها دون أدوات تفكيك فكري وسوسيولوجي، قادر على وضع خطط واستراتيجيات للإعلام المواطن والأخلاقي، مبادراً لرصد الإشكالات والأسئلة، ومتواصلاً مع جديد طفرات الاتصال والمعلوميات، وطرق تصريفها في منصّات وشبكات معولمة وسريعة التأثير".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة إعلامية توصي بتعزيز التخصص في المحتوى الرقمي لبناء هوية قوية مستدامة
دراسة إعلامية توصي بتعزيز التخصص في المحتوى الرقمي لبناء هوية قوية مستدامة

صحيفة سبق

timeمنذ 18 ساعات

  • صحيفة سبق

دراسة إعلامية توصي بتعزيز التخصص في المحتوى الرقمي لبناء هوية قوية مستدامة

أوصت دراسة علمية حديثة، قدمتها الباحثة الدكتورة منى بنت سالم القحطاني بضرورة تعزيز التخصصية في حسابات شبكات التواصل الاجتماعي، بوصفها عاملًا محوريًا في بناء هوية رقمية قوية ومستدامة لا سيما في ظل بيئة الاتصال الرقمي السائلة التي تتسم بالتغير الدائم والتفاعل المتسارع. ونالت الباحثة درجة الدكتوراه في الصحافة والإعلام الجديد، من كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعد مناقشة دراستها التي جاءت بعنوان: "المحتوى المتخصص في شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقته بتشكيل الهوية الرقمية للحسابات المتخصصة في ضوء فلسفة السيولة – دراسة كيفية على عينة من حسابات تويتر في السعودية"، وذلك بإشراف الدكتور شجاع البقمي ومناقشة الأستاذ الدكتور عبدالله العساف، والدكتور جارح المرشدي. وسعت الدراسة إلى استكشاف واقع المحتوى المتخصص في المنصات الرقمية وتحليل استراتيجيات تشكيل الهوية الرقمية في ظل الفضاء الإعلامي السائل مع تقديم نموذج علمي مقترح يهدف إلى تحسين أداء الحسابات المتخصصة وتعزيز حضورها الرقمي وتفاعلها مع الجمهور. واعتمدت الباحثة في دراستها على المنهج الكيفي والمنهج الظاهراتي، حيث جرى تحليل محتوى عشرة حسابات متخصصة على منصة "X" إلى جانب إجراء مقابلات معمقة مع أصحاب هذه الحسابات باستخدام أداتين رئيسيتين هما التحليل الشبكي والمقابلات المتعمقة. وأظهرت نتائج الدراسة بأن الحسابات المتخصصة في شبكات التواصل الاجتماعي تُظهر سلوكًا اتصاليًا رقميًا إيجابيًا، حيث تميل إلى استخدام الأسماء الحقيقية والمعرفات الموثقة مما يعزز من مستوى المصداقية والثقة بينها وبين جمهورها الرقمي. كما كشفت النتائج أيضاً عن حيوية هذه الحسابات من خلال نشاطها الديناميكي وتنوع أوقات تفاعلها بما يعكس وعيها بسلوك الجمهور واحتياجاته المتغيرة داخل الفضاء الرقمي. وبيّنت الدراسة أهمية جودة المحتوى واستمرارية النشر في ترسيخ الهوية الرقمية، موضحة أن القدرة على المزج بين التخصصية في المحتوى والتفاعل مع الأحداث العامة تعزز من جاذبية الحسابات وتوسع من نطاق تأثيرها. كما أشارت الدراسة إلى أن استخدام لغة تواصل مبسطة وسلسة سواء بالفصحى أو اللهجة البيضاء يسهم في تعميق التفاعل ويُسهل نقل الرسائل بشكل فعّال. إلى جانب فهم السياق الاتصالي والثقافي للمجتمع كعنصر بالغ الأهمية لتجنب إثارة الجدل والحفاظ على هوية رقمية مستقرة ومتزنة. وأشارت النتائج إلى أن التخصص في المحتوى سواء كان دقيقًا أو عامًا، يمثل ركيزة استراتيجية في تميز الحسابات وتحديد هويتها الرقمية، حيث يساعد التخصص الدقيق على ترسيخ المصداقية، بينما يتيح التخصص العام مساحة أوسع للإبداع واستدامة المحتوى، في ظل مرونة المنصات الرقمية وتغير توجهات الجمهور. فيما كشفت الدراسة عن الدور الحيوي للوسائط المتعددة في تعزيز الجاذبية البصرية للمحتوى، وأهمية الاستفادة منها بالشكل الأمثل. أما من حيث الإعلانات، فقد أوضحت الدراسة أن الحفاظ على هوية رقمية مهنية يتطلب ضبط معايير قبول الإعلانات بما يتناسب مع توجهات الحساب وقيمه، حيث يؤثر هذا الجانب بشكل مباشر على ثقة المتابعين. كما أكدت الدراسة على أن تحليل مشاعر الجمهور من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مهمة لضبط الاستراتيجيات الاتصالية وتحسين الأداء التفاعلي. وفي ضوء تلك النتائج، خلصت الدراسة إلى جملة من التوصيات التي من شأنها تعزيز فعالية الحسابات المتخصصة ورفع كفاءتها الاتصالية في البيئات الرقمية المتغيرة. وأهمية اعتماد الهوية الحقيقية للحسابات المتخصصة لتحقيق درجات أعلى من الموثوقية، إلى جانب ضرورة تبني أساليب تواصل تفاعلية مع الجمهور تقوم على الحوار المباشر وطرح الأسئلة، بما يساهم في بناء علاقة أكثر قربًا وارتباطًا. وأوضحت التوصيات ضرورة تبني استراتيجية نشر متوازنة تضمن استمرارية المحتوى دون إفراط يسبب تشويشًا، مع التأكيد على أهمية تضمين الوسائط المتعددة في المحتوى الرقمي لإضفاء مزيد من الحيوية والتنوع. إلى جانب ضرورة مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي والقانوني أثناء تقديم المحتوى لتفادي أي صدامات أو جدل قد ينعكس سلبًا على الهوية الرقمية، فضلاً عن أهمية تحليل مشاعر المتابعين دوريًا، بما يساعد في تطوير الرسائل الاتصالية وتكييفها وفقًا لتوقعات الجمهور.

مناورات عسكرية بين المغرب وأميركا لمواجهة أسلحة الدمار الشامل
مناورات عسكرية بين المغرب وأميركا لمواجهة أسلحة الدمار الشامل

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

مناورات عسكرية بين المغرب وأميركا لمواجهة أسلحة الدمار الشامل

انطلقت، بمدينة أغادير المغربية، أمس الثلاثاء، مناورات عسكرية مغربية أميركية للتمرين على الحد من أسلحة الدمار الشامل، وذلك في إطار التمرين السنوي المغربي الأميركي المشترك «الأسد الأفريقي». وتركزت هذه المناورات، بشكل أساسي، على إجراء عمليات الاستطلاع، وعزل أسلحة الدمار الشامل، وأجهزة التشتت الإشعاعي، وإزالة التلوث النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيماوي، ثم عمليات التطهير والفرز، والرعاية الطبية، إضافة إلى الإجلاء الجوي والبرّي للضحايا لتلقي الرعاية اللازمة. وتهدف هذه التدريبات إلى تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، وتطوير العمل البيني، وتقوية قدرات التدخل في سياق متعدد الجنسيات؛ بغية تعزيز الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة. قاد التمرين كل من القوات الخاصة المغربية والأميركية، إلى جانب القوات الخاصة الغانية، وكذا القوات الهنغارية، ضمن دورة تكوينية، تحت إشراف سرية الدفاع النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيماوي، وسرية الغوص، وسرية التخلص من الذخائر المتفجرة، التابعة لوحدة الإغاثة والإنقاذ، التابعة للقوات المسلّحة الملكية. وخلال هذه المناورات، صدّت القوات الخاصة المغربية ونظيرتها الأميركية، في ميناء أكادير العسكري، هجوماً بأسلحة الدمار الشامل، في تمرين مشترك ضمن فعاليات مناورات «الأسد الأفريقي». واستهدف هذا التمرين تعزيز التدريب على تقنيات إزالة التلوث، وتطوير إجراءات مكافحة الأجهزة المرتجلة، مع إجراء عمليات الاستطلاع، وعزل أسلحة الدمار الشامل المرتجلة، وأجهزة التشتت الإشعاعي، وإزالة التلوث النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيماوي. وسار سيناريو التمرين على مواجهة عمل إرهابي نتج عنه حادث سفينة بها مواد كيماوية وإشعاعية ومتفجرة، بدأت مواجهته من خلال قيام قوات الأمن المغربية بتأمين ميناء أكادير فور وصول السفينة المشبوهة، وتعليق حركة الملاحة البحرية بالميناء؛ لضمان أقصى درجات الأمن. وبعدها شنّت القوات الخاصة المغربية والأميركية عملية إلى السفينة، حيث صعدت الفرق على متن السفينة باستخدام تقنيات الهجوم البحري؛ من أجل تحييد الطاقم والركاب واحتجازهم دون وقوع حوادث كبيرة. كما قامت فِرق القوات الخاصة بإجراء تفتيش شامل للسفينة، ما أظهر وجود مواد ومُعدات مرتبطة بعوامل الدمار الشامل (أسلحة الدمار الشامل)، ومُختبرات سرية، وحاويات للعوامل الكيميائية في مقصورات مختلفة من السفينة.

نورة شرواني تنال الدكتوراه عن الكفايات المهنية في الصحافة السعودية
نورة شرواني تنال الدكتوراه عن الكفايات المهنية في الصحافة السعودية

عكاظ

timeمنذ 4 أيام

  • عكاظ

نورة شرواني تنال الدكتوراه عن الكفايات المهنية في الصحافة السعودية

تابعوا عكاظ على رصدت الباحثة نورة يحيى أحمد شرواني، الكفايات المهنية في الصحافة السعودية، في أطروحتها التي قدمتها لنيل درجة الدكتوراه من كلية الاتصال والإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان عنوان الرسالة (الكفاياتُ المهنيةُ للقائماتِ بالاتصالِ في الصحافة السعودية وعلاقتها بمستوى الأداء المهني: دراسةٌ مزجيَّةٌ في ضوءِ مدخلِ الممارسةِ المهنيةِ مع مقياسٍ مقترح) وقامت بقياس الكفايات المهنية الصحفية الواجب توافرها في القائماتِ بالاتصال، وعلاقتها بالأداء والممارسة الصحفية المهنية، وقدَّمتِ الدراسةُ نموذجاً لمقياسٍ مُطوِّر لقياس الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال، واعتمدتِ الباحثةُ في الدراسة على المزجِ بين منهج الدراسة الكمية ومنهج الدراسة الكيفية، واعتمدتِ الدراسةُ على أكثر من أداة، تمثَّلت في: المقابلات مع رؤساء ومديري التحرير في عدد من الصحف السعودية، وزِّعَت استبانة إلكترونيّة على عينة تتمثلُ في القائمات بالاتصال في الصحف السعودية بلغت (100) مفردة، وتوصَّلت الدراسةُ إلى عددٍ من النتائج، منها: حدَّدتِ الدراسةُ الحالية الكفايات اللازمة للقائمات بالاتصال في الصحف السعودية، من: (كفاياتٍ رقمية وفنية، كفاياتٍ اجتماعية وذاتية، كفاياتٍ معرفية مهنية، كفاياتِ الكتابة والتحرير والنشر الصحفي، كفاياتِ الابتكار والإبداع، كفايات القيادة والإدارة). وأظهر نموذج المقياس المقترح قبولاً واستحساناً، لدى رؤساء ومديري التحرير، خلال تطبيقه في عددٍ من الصحف السعودية مع بعض الاقتراحات للتعديل والإضافة، كما تصدَّرت الكفايات الرقمية والفنية كأحدِ أهم الكفايات الواجب توافرها في القائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، الأمر الذي يُعزِّزُ الحاجة الملحة للمعرفة الرقمية، ويعكس ضرورة مُلحة لتطوير مناهج الإعلام الأكاديمية لتواكب العصر، وأظهرت جميع الكفايات الداخلية (الدوافع، الصفات، المفهوم الذاتي، المعرفة) والخارجية (بيئة العمل العامة والخاصة) تأثيراً كبيراً على الملامح المهنية الجديدة، يشير ذلك إلى أنَّ التطويرَ المهني في هذا المجال يتطلبُ مقاربة شمولية تدمجُ التحفيزَ الشخصي مع الدعم البيئي، كما أظهرت النتائج أنَّ هناك تبايناً في الآراء حول كفايات الكتابة والتحرير مقارنة بالإبداع والابتكار، ما يشيرُ إلى اهتمامٍ أكبر بالقِيم المضافة للإبداع في العمل الصحفي، وأشارت النتائج إلى ضعفِ الاهتمام بكفايات القيادة والإدارة، الذي قد يكون مؤشراً على محدودية التمثيل القيادي للنساء في الصحف، ووجدت الدراسة أنَّ القائماتِ بالاتصال في الصحافة السعودية يتَّسمن بإصرارهن على النجاح، ورغبتهن في إثبات الذات، على الرغم من وجود تحدياتٍ اجتماعية ومهنية، وأكدت نتائج الدراسة على أنَّ بيئة الإعلام السعودي مُشجعة للإبداع ومناسبة لكلا النوعين الاجتماعيين (الذكر- الأنثى) ومع ذلك، فإنَّ وجود معايير غير مكتوبة، أو عُرفية في بعض المؤسسات قد يسبب غموضاً في تنظيم العمل. وأوصت الدراسة، المؤسسات الصحفية، باعتماد مقاييس علمية لتقييم الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، سعياً لتطوير المؤسسة الصحفية ودعمها بالكفاءات المؤهلة، ويمكن لهذه المؤسسات الاستفادة من نموذج المقياس المقترح في الدراسة الحالية مع إجراء أي تعديلات تتناسبُ مع المؤسسة الصحفية، ووضع أدلة تنظيمية وإجرائية للعمل داخل هذه المؤسَّسات للرفع من كفاءة العاملين، واستثماراً لرأس المال البشري وتعزيزاً واستثماراً للقدرات والمهارات المتوافرة لدى القائمات بالاتصال داخل هذه المؤسسات الصحفية، واعتماد معايير تنظيمية مكتوبة داخل المؤسسات الصحفية لتعزيز المهنية وتحديد الأدوار العملية والأداء المهني والحدّ من الغموض التنظيمي، وتفعيل آليات للتقييم والمراجعة الدورية للبيئة الصحفية، داخل المؤسَّسات الصحفية، لضمان توافقها مع رؤية المملكة 2030 والتحديثات التطويرية التي تستحدثها باستمرار وزارتا الإعلام والموارد البشرية، إضافة إلى لوائح وتنظيمات الهيئة العامة للإعلام، وتقديم برامج تطوير مهني متقدِّمة للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية ذوات الخبرة (5-10 سنوات)، لتحفيزهن على البقاء والمساهمة الفعَّالة في تطوير المؤسسات الصحفية، مع التركيز على الكفايات الأقل توفراً لديهن، وتوفيرُ حماية وظيفية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، العاملات في وظائف غير رسمية، مثل: تقديم عقود عمل مرنة، وضمان حقوقهن المهنية بالتعاون مع الجهات الحكومية كوزارة الموارد البشرية، ودعم برامج تُعزِّز تمثيل المرأة في المناصب القيادية، وإتاحة الفرصة للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية الالتحاق ببرامج قيادية وبناء المهارات الإدارية، وتدريس مقررات أكاديمية، تركز على الكفايات المهنية مع التدريب والتطبيق الميداني داخل المؤسسات الصحفية، وتحديد الكفايات المهنية للممارسة الصحفية، ووضع المعايير الوظيفية المناسبة وإصدار التشريعات اللازمة في المجال، وتنظيم منتديات وفعاليات دورية تهدفُ إلى مناقشة رأس المال البشري في المؤسسات الصحفية، لضمان تطوير الكفايات الصحفية المهنية للقائمات بالاتصال والتعرف على أحدث الدراسات والبحوث، وإجراء مزيدٍ من البحوث والدراسات حول الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، وتركيز الباحثين على تقديم وتطوير مقاييس علمية لقياس الأداء المهني الصحفي داخل المؤسسات الصحفية، واعتماد أحد أنظمة الجودة التميُّز المؤسسي، لضمان الجودة داخل المؤسسة الصحفية. أخبار ذات صلة واقترحت الباحثة تقديم مزيد من البحوث في اتجاه دراسات الكفايات المهنية الصحفية، والتوسع في تناول مجالاتها وأبعادها لضرورة تجويد المهنية الصحفية، كما تقترحُ الباحثة أن يتناولَ الباحثون مستقبلاً دراسات القائمات بالاتصال في جميع المجالات منها دراسة التأهيل والتدريب وغيرها، وتنفيذ بحوثٍ مستقبلاً تتعلق بدراسات المقارنة بين الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية والقائمات بالاتصال في صحافة دول أخرى، لمقارنة أهم الكفايات الصحفية المهنية بين الدول والمملكة. أشرف على الأطروحة، الدكتور عبدالنبي عبدالله الطيب النوبي، وناقشها الدكتور عبدالله الرفاعي، والدكتور علي شويل القرني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store