logo
داعش موزمبيق يصنع سرديته في «فراغ الدولة».. 3 سيناريوهات

داعش موزمبيق يصنع سرديته في «فراغ الدولة».. 3 سيناريوهات

تم تحديثه السبت 2025/5/31 06:05 م بتوقيت أبوظبي
في أقصى شمال موزمبيق، حيث تمتد الغابات الكثيفة والمجتمعات المهمّشة، عاد تنظيم «داعش» ليبث الرعب من جديد، في تصعيد دموي هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر.
تصعيد ليس مجرد تطور أمني، بل رسالة استراتيجية مفادها أن «داعش» يرفض الانكفاء، بل ويعيد ترسيخ وجوده في منطقة غنية بالغاز، هشة أمنيًا، وتفتقر إلى الاستجابة التنموية الكافية.
ومع دخول شركة «توتال إنرجيز» مجددًا على خط استثمار الغاز الطبيعي في كابو ديلجادو، يبدو أن التنظيم وجد في ذلك ذريعة لضرب رموز «الوهم الاستثماري»، بحسب تعبير أحد قادة الجماعة في بيان صوتي غير مؤكد.
وقتل أكثر من عشرة جنود في هجوم مباغت على قاعدة عسكرية قرب مدينة ماكوميا، في مقاطعة كابو ديلجادو، في حادث، تبناه التنظيم، في رسالة تشير إلى أنه: لا زال هنا، أكثر مرونة وجرأة من أي وقت مضى.
كابو ديلجادو تحت النار
وبينما تسعى الحكومة الموزمبيقية جاهدة لاستعادة السيطرة على الإقليم الذي شهد مذبحة مدينة بالما، عام 2021، يفضح الواقع على الأرض هشاشة هذا المسعى.
ووفق بيانات منظمة ACLED، فقد خلف التمرّد المستمر منذ 2017 أكثر من 6 آلاف قتيل، وأجبر مليون مواطن على النزوح. لكن ما يثير القلق أكثر هو التحول في طبيعة الهجمات، من عمليات عسكرية محدودة إلى استهداف للرموز الاقتصادية والبيئية معًا.
ولم تكن هذه الهجمات معزولة، إذ قُتل هذا الشهر 11 جنديًا في هجوم مماثل، بينما شهدت مقاطعة نياسا هجمات على محمية طبيعية أوقعت قتلى من حراس الغابات، وشرّدت مئات السكان، في موجة عنف تكشف عن تمدد جغرافي وتصعيد همجي مقلق.
الطبيعة لم تسلم من العنف
فتح الهجوم على محمية "نياسا" البيئية، إحدى أضخم المساحات البرية المحمية في أفريقيا، جبهة جديدة غير متوقعة، ففي منطقة كانت تُراهن عليها الحكومة في مشاريع التنمية السياحية، تحدث سكان عن قيام عناصر التنظيم بفصل رؤوس ضحايا في أحد مخيمات السفاري، في رسالة متعمدة لإرهاب السكان ومنع أي وجود للدولة.
وتحوّلت المحمية إلى «منطقة سوداء» أمنياً وبيئياً، مما يهدد مستقبل الاستثمارات البيئية برمّتها.
3 سيناريوهات
في ضوء ذلك التصعيد، تلوح في الأفق ثلاثة سيناريوهات محتملة:
عودة تدريجية للسيطرة:
فبدعم من قوات رواندا ودول مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC)، قد تنجح موزمبيق في استعادة المبادرة، بشرط توافر خطة شاملة تشمل التنمية والتأهيل النفسي للمجتمعات المتضررة.
السيناريو الثاني.. تمدد مستمر للتنظيم
حذر خبراء من أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه من ضعف استخباراتي وتفكك حكومي، فإن التنظيم سيواصل التمدد والضربات الخاطفة، مما يجعل الشمال مسرحًا لحرب عصابات طويلة الأمد.
السيناريو الثالث.. عدوى إقليمية:
أما «أسوأ» السيناريوهات -بحسب خبراء- فيتمثل في امتداد العنف إلى دول الجوار، مثل تنزانيا وملاوي، ما قد يشعل أزمة إرهابية عابرة للحدود يصعب احتواؤها لاحقًا.
فمن ينتصر في «صراع السرديات»؟
يقول ماتيو نديما، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا (ISS)، إن تنظيم داعش «يفهم طبيعة الأرض والناس أكثر مما تفهمهما الحكومة المركزية».
وأوضح: كلما حاولت الحكومة إظهار صورة الاستقرار، يأتي التنظيم بضربة مدروسة لتفكيك هذه الرواية... هو صراع سرديات قبل أن يكون صراع رصاص".
بينما يرى الباحث السنغالي أليو سال، الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل، لـ«العين الإخبارية» أن تنظيم داعش في موزمبيق «أعاد بناء نفسه على مهل، مستفيدًا من الوقت الذي وفرته العمليات العسكرية المشتّتة، وضعف القدرات الاستخباراتية المحلية».
وأوضح الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية، أن «داعش لم يعمل فقط على نشر الرعب، بل يرسل رسائل مركبة: استهداف السياحة والبيئة، الاستثمار في الهوامش المجتمعية، والتغلغل في العمق الشعبي.. هذا ليس مجرد تمرد، بل مشروع تجذير طويل الأمد».
aXA6IDE1Mi4zNi4xNDcuODUg
جزيرة ام اند امز
US

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس السوري يزور الكويت ويطالب إسرائيل بإنهاء «عصر القصف»
الرئيس السوري يزور الكويت ويطالب إسرائيل بإنهاء «عصر القصف»

صحيفة الخليج

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة الخليج

الرئيس السوري يزور الكويت ويطالب إسرائيل بإنهاء «عصر القصف»

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأحد، إلى الكويت في زيارة رسمية تبحث التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية، بينما نقل الكاتب ورجل الأعمال الأمريكي جوناثان باس عن الشرع تأكيده ضرورة إنهاء عصر القصف المتبادل بين سوريا وإسرائيل، اللتين لهما «أعداء مشتركون»، في وقت عاود فيه الجيش الإسرائيلي قصف الجنوب السوري، بينما شنت خلايا «داعش» النائمة هجوماً دموياً على قوات كردية بين الحسكة والرقة أسفر عن ثلاثة قتلى. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح استقبل الشرع بقصر البيان في مستهل أول زيارة يجريها إلى الكويت. وقال بيان للديوان الأميري الكويتي إن جلسة مباحثات عقدت بين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والشرع تناولت «العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة». وأشار البيان إلى أن اللقاء بحث مستجدات الأوضاع في سوريا، والتأكيد على تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سوريا وصون سيادتها ووحدة أراضيها. وذكر البيان أن اللقاء ناقش كذلك أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل دعم مسيرة العمل العربي الموحد، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وقبل وصوله إلى الكويت، دعا الشرع، خلال مقابلة مع رجل الأعمال الأمريكي جوناثان باس، إلى إنهاء «عصر القصف اللامتناهي بين سوريا وإسرائيل»، لكنه رفض الحديث عن التطبيع الفوري مع تل أبيب، مؤكداً أن «السلام يجب أن يُكتسب بالاحترام المتبادل، لا بالخوف». وقال الشرع، وفق ما نقله باس في مقابلة مع صحيفة «جويش جورنال»، وهي صحيفة أمريكية مهتمة بالشؤون اليهودية، إن «الطريق نحو السلام مع إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى استقرار المنطقة، وإيقاف الحرب، من خلال الاحترام المتبادل بين الطرفين». وأكد الشرع أن «عصر القصف المتبادل بين سوريا وإسرائيل يجب أن ينتهي، وأن البلدين لن يزدهرا، عندما يسود الخوف سماءهما». وأضاف «لسوريا وإسرائيل أعداء مشتركون، ويمكننا أن نلعب دوراً رئيسياً في الأمن الإقليمي»، لكنه لم يوضح من هم «الأعداء المشتركون». وأعرب الشرع عن رغبته في العودة إلى اتفاق فك الاشتباك في 1974، لوقف إطلاق النار، ولضمان ضبط النفس المتبادل بين سوريا وإسرائيل، وحماية المدنيين، خاصة الدروز في مرتفعات الجولان بجنوب سوريا. ورفض الرئيس السوري الحديث عن تطبيع فوري مع إسرائيل، لكنه أشار إلى انفتاحه على محادثات في المستقبل على أساس مبادئ القانون الدولي، واحترام سيادة سوريا. وفي أحدث انتهاك لسيادة البلد العربي، شن الجيش الإسرائيلي غارات جديدة على سوريا، أمس الأحد، حيث استولى على أسلحة ودمر أخرى. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال «العثور على وسائل قتالية، شملت قذائف صاروخية وألغاماً». والجمعة الماضي، أغار الجيش الإسرائيلي على منطقة اللاذقية (شمال غرب)، وقال إنه دمر «صواريخ أرض-بحر كانت تشكل تهديداً». على صعيد آخر، قتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن الكردية بهجوم لتنظيم «داعش» الإرهابي في شرق سوريا. وأشارت قوات الأمن الكردية (الأسايش)، في بيان أمس، إلى «تصاعد نشاط خلايا تنظيم داعش»، لافتة الى أن إحدى خلاياه «استهدفت دورية تابعة» لقسم «أمن القوافل والطرق» على طريق الرقة الحسكة. (وكالات)

تصاعد هجمات «داعش».. مقتل 3 من قوات الأمن الكردية شرق سوريا
تصاعد هجمات «داعش».. مقتل 3 من قوات الأمن الكردية شرق سوريا

العين الإخبارية

timeمنذ 12 ساعات

  • العين الإخبارية

تصاعد هجمات «داعش».. مقتل 3 من قوات الأمن الكردية شرق سوريا

تم تحديثه الأحد 2025/6/1 06:35 م بتوقيت أبوظبي قُتل 3 من قوات الأمن الكردية في شرق سوريا، في عملية نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي. وأعلنت قوات الأمن الكردية "الأسايش"، في بيان اليوم الأحد، مقتل ثلاثة من عناصرها بهجوم للتنظيم المتطرف، مشيرة إلى "تصاعد نشاط خلايا تنظيم داعش". وذكرت أن "إحدى خلايا داعش استهدفت دورية تابعة لقسم أمن القوافل والطرق على طريق الرقة - الحسكة". وأضافت: "تم تفجير لغم أرضي موجّه بسيارة الدورية ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة من أعضائنا"، لافتة إلى "وجود لغم ثانٍ في المنطقة، ويقوم خُبراء الألغام والمتفجرات بعمليات تمشيط دقيقة للكشف عنه وتأمين الموقع بالكامل". وارتفعت وتيرة هجمات التنظيم في مناطق سيطرة الأكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد بوقوع هجوم اليوم الأحد، قال إن من نفذه "يعتقد أنهم من خلايا تنظيم داعش". وأوضح المرصد أن الهجوم استهدف "سيارة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديموقراطية "قسد" كانت ترافق قافلة لنقل النفط باتجاه مناطق سيطرة حكومة دمشق". وتبنى تنظيم داعش الخميس الماضي أول هجوم له ضد القوات الحكومية السورية الجديدة، في محافظة السويداء، منذ إطاحة بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. aXA6IDE1NC4xNy4yNDkuMzYg جزيرة ام اند امز ES

المقاتلون الأجانب.. عقبة على طريق بناء سوريا الجديدة
المقاتلون الأجانب.. عقبة على طريق بناء سوريا الجديدة

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 15 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

المقاتلون الأجانب.. عقبة على طريق بناء سوريا الجديدة

وتطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطرد جميع المقاتلين الأجانب كشرط لمدّ المزيد من جسور الثقة. وبعد فترة وجيزة من لقاء ترامب بالشرع في السعودية هذا الشهر، غردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قائلة إن ترامب حثّ القائد السوري الجديد على "طرد جميع الإرهابيين الأجانب". صحيفة "واشنطن بوست" قالت في تقرير لها إن "وجود هؤلاء المسلحين المتشددين يثير المشاكل". ونقلت الصحيفة عن مجموعات مراقبة قولها، إن بعض هؤلاء المسلحين، شارك في أحداث الساحل السوري. الصحيفة قالت أيضا إن المتشددين الأكثر تطرفا من بين هؤلاء المقاتلين، قد بدأوا بالفعل بتوجيه غضبهم نحو الشرع. وحسبما نقلت الصحيفة عن أحد المقاتلين الأوروبيين، اشترط عدم ذكر اسمه، فإن: "الجولاني (لقب سابق للرئيس أحمد الشرع) يهاجمنا من الأرض، وأميركا من السماء"، وذلك خلال مقابلة أجرتها الصحيفة معه في مدينة إدلب شمالي سوريا. وعلى مدار العقدين الماضيين، تدفق عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق المجاور، وانضم الكثير منهم إلى القتال ضد الأسد خلال الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 14 عاما. وانضم العديد من المقاتلين إلى جماعات متطرفة مثل "داعش"، بينما التحق آخرون بفصائل أقل تطرفا. وقدّر الباحثون أن نحو 5000 منهم ما زالوا في سوريا، كثيرون منهم اندمجوا في المجتمعات المحلية، خاصة في شمال غرب البلاد، وتزوجوا من سوريات وأنجبوا أطفالا هناك. وفي ثلاث زيارات سابقة لسوريا منذ سقوط الأسد في ديسمبر، التقى صحفيو "واشنطن بوست" بمقاتلين أجانب في عدة مناطق من البلاد، لكن بحلول أوائل مايو، اختفوا إلى حد كبير، على الأقل من نقاط التفتيش وشوارع وسط وجنوب سوريا. ووفق جيروم دريفون، كبير المحللين في "مجموعة الأزمات الدولية" والمتخصص في التطرف والصراعات المعاصرة فقد: "حاولت الحكومة الحالية عزلهم". وأضاف دريفون: "لكن تنفيذ المطلب الأميركي يمثل مشكلة حقيقية. يقولون: أخرجوا كل الإرهابيين، لكن من هم الإرهابيون في هذه الحالة، فقط بضع عشرات من هؤلاء المقاتلين تم تصنيفهم كإرهابيين من قبل الأمم المتحدة ، وفي كثير من الحالات لا تملك حكوماتهم معلومات كافية عن أنشطتهم في سوريا". وتابع دريفون قائلا: "عندما يقولون أخرجوا، حسنا، ولكن إلى أين؟ دولهم لا تريدهم". واليوم، يعيش معظم المقاتلين الأجانب في محافظة إدلب ، ويبدو بحسب "واشنطن بوست" أنهم من آسيا الوسطى. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض هؤلاء المقاتلين الأجانب كان يرتدي الزي العسكري، وآخرون ملابس مدنية، وأولئك الذين وافقوا على إجراء مقابلات طلبوا الحفاظ على سرية هوياتهم بسبب الأوامر بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام. ويقول خبراء ومراقبون إن المقاتلين الأجانب أصبحوا أقل تطرفا بمرور الوقت، رغم أن معظمهم لا يزال محافظا بشدة. ولم يرغب أي من المقاتلين الذين أجرت "واشنطن بوست" معهم مقابلات في مغادرة سوريا ، مشيرين إلى احتمال تعرضهم للاعتقال أو حتى الإعدام في بلدانهم الأصلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store