من يقود البرلمان في عامه الأصعب
رئيس المجلس القادم يجب أن يرسخ الكفاءة والحياد في إدارة الجلسات، والشفافية أمام الرأي العام، وبناء علاقة مؤسسية فاعلة مع اللجان، وضبط الحضور تحت القبة، وضمان عدم فقدان النصاب الذي يعطل التشريع والرقابة. عليه أن يمنع تغوّل الحكومة على المجلس، ويحافظ على مساحة استقلاله، وفي الوقت نفسه يعمل على استعادة ثقة المواطن بالمؤسسة البرلمانية كبيت للأمة لا كمسرح للمناكفات. هذه ليست ترفًا سياسيًا، بل من الممارسات الفضلى التي تميز البرلمانات الفاعلة حول العالم.
من يطمح لرئاسة المجلس في العام المقبل، عليه أن يدرك أن القصة لا تبدأ ولا تنتهي في يوم الانتخابات الداخلية للمجلس. جمع الأصوات للفوز بالموقع خطوة أولى، لكن النجاح الحقيقي يبدأ بعد ذلك؛ في القدرة على إدارة التوازنات، وفرض الانضباط، وحماية هيبة المؤسسة، وسط ظروف سياسية واقتصادية غير عادية.
إدارة العلاقة مع الحكومة ستكون واحدة من أصعب الاختبارات. وزراء جدد يختبرون مقاعدهم للمرة الأولى، ونواب بخبرة أكبر وضغط شعبي أعلى، يسعون لإثبات حضورهم برفع سقف المطالب وممارسة رقابة أشد. هذه المعادلة قد تضع السلطتين على مسار احتكاك، ما لم يمتلك الرئيس القدرة على ضبط الإيقاع وحماية المسار التشريعي من التوترات.
إلى جانب ذلك، هناك ملفات سياسية داخلية قابلة لتغيير موازين القوى البرلمانية. طريقة إدارة هذه المرحلة قد تحدد شكل التحالفات الجديدة، ومسار التشريعات، وحتى آليات عمل اللجان. نحن أمام فرصة لإعادة توزيع الأدوار داخل المجلس بطريقة أكثر توازنًا، أو الانزلاق نحو اصطفافات تعطل الأداء.
وفي قلب هذه التحديات، تبرز مسؤولية تطوير المؤسسة البرلمانية لتواكب متطلبات التحديث السياسي. البرلمان القوي لا يقوم على الأفراد وحدهم، بل على تقاليد راسخة، وأدوات رقابية وتشريعية فعالة، وعمل كتلوي منظم يتجاوز التحالفات الموسمية، ويستند إلى برامج ومواقف واضحة.
العام الثاني لهذا المجلس ليس وقتًا لإدارة الأعمال الروتينية. هو عام بناء التوازنات وتثبيت قواعد اللعبة البرلمانية قبل أن تستقر التحولات الحزبية على شكلها النهائي. رئيس المجلس أمام خيارين لا ثالث لهما: أن يكون مهندس المرحلة، أو مجرد شاهد على اضطرابها
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 34 دقائق
- رؤيا
وفد من حماس برئاسة "الحية" يصل القاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة
النونو: الوفد بدأ اجتماعات تمهيدية للقاءات الرسمية المقررة الأربعاء أعلنت حركة حماس أن وفدا الحركة برئاسة خليل الحية، وصل الثلاثاء، إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين، في إطار مساعٍ جديدة لوقف الحرب على قطاع غزة. وقال القيادي في الحركة طاهر النونو، إن المحادثات ستتناول آخر تطورات حرب الإبادة في غزة، والأوضاع في الضفة والقدس والمسجد الأقصى. وأشار إلى أن الوفد بدأ اجتماعات تمهيدية للقاءات الرسمية المقررة الأربعاء، والتي ستركز على سبل وقف العدوان، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى مناقشة العلاقات الفلسطينية الداخلية والتوصل إلى توافقات وطنية، والعلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر فلسطيني أن الوفد سيبحث مع الجانب المصري جهود القاهرة والوسطاء بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وتأتي هذه الزيارة في ظل سعي الوسطاء لبلورة مقترح جديد للتهدئة، بينما أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن "الصفقة الجزئية مع حماس أصبحت من الماضي"، مشددًا على أن المرحلة الحالية هي "مرحلة صفقة شاملة ولا عودة إلى الوراء.


رؤيا
منذ 34 دقائق
- رؤيا
السويد تفتح تحقيقات بعد تلقيها أكثر من 700 بلاغ عن جرائم حرب في غزة
السويد: البلاغات وردت من أفراد ومنظمات كشف فريق التحقيق في جرائم الحرب التابع للشرطة السويدية أنه تلقى منذ اندلاع الحرب في غزة أكثر من 700 بلاغ عن جرائم حرب، ما دفع إلى فتح عدد من التحقيقات. وأوضحت المسؤولة عن فريق الادعاء المكلّف بالتحقيق في هذه الجرائم، إيرينا ديفغون، لراديو "إيكوت"، أن البلاغات وردت من أفراد ومنظمات، وتشمل معظمها اتهامات ضد أشخاص تواجدوا في المنطقة، إضافة إلى بلاغات تتعلق بقيادات بارزة. وأضافت أن المدعين يولون اهتمامًا خاصًا لشهادات أشخاص مرتبطين بالسويد كانوا في موقع الأحداث أو يمتلكون أدلة مباشرة، لافتة إلى أن تحقيقات مشابهة أُجريت سابقًا بشأن جرائم ارتُكبت في سوريا، شملت انتهاكات مثل التعذيب والعنف الجنسي والتطهير العرقي، وكان القاسم المشترك فيها وجود صلة بالسويد سواء بالمشتكي أو المشتبه به أو الضحايا. وتعمل وحدة الجرائم الدولية المنظمة التابعة للادعاء العام على جمع الشهادات والوثائق التي يمكن استخدامها مستقبلاً أمام المحاكم السويدية أو محاكم دول أخرى أو هيئات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية. وشددت ديفغون على أن جمع الشهادات مبكرًا يعزز من موثوقيتها، ما يجعل توثيقها أمرًا بالغ الأهمية.


رؤيا
منذ 34 دقائق
- رؤيا
الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 ضربات بطائرات مسيرة ضد أهداف للاحتلال في فلسطين المحتلة
الحوثيون: نحذر من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مخططه لتصفية القضية الفلسطينية أصدر الحوثيون بيانًا أعلنوا فيه تنفيذ أربع عمليات عسكرية بسلاح الجو المسيّر باستخدام ست طائرات مسيرة، استهدفت خلالها أربعة أهداف حيوية للعدو الصهيوني في مناطق حيفا والنقب وأم الرشراش وبئر السبع في فلسطين المحتلة. وبين الحوثيون أن هذه العمليات جاءت انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردًا على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها الاحتلال بحق إخوانهم في قطاع غزة، حيث أكد الحوثيون أن العمليات حققت أهدافها بنجاح. وحذر البيان من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مخططه لتصفية القضية الفلسطينية بالإبادة الجماعية والتجويع والتهجير سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على البلدان والشعوب العربية والإسلامية، مشددين على أن تصفية القضية ستكون مقدمة لاستباحة شعوب وبلدان أخرى ما لم تتجه تلك البلدان لدعم صمود غزة التي تمثل جبهة الدفاع الأولى عن الأمة بأكملها.